في 11 تشرين الثاني 1943، دعي مجلس النّواب الى الانعقاد، وبسبب الظروف الإستثنائيّة لم يتمكن من الوصول الى البرلمان سوى سبعة نوّاب فاعتبروا النّصاب قانونيًا، وعدّلوا المادّة الخامسة من الدّستور، وغيّروا شكل العلم اللبناني إذ كان العلم عبارة عن علم فرنسا في وسطه الأرزة وتحوّل الى العلم اللبناني الحالي.
[pic]
مدلول العلم اللبناني: الأحمر : دم الشّهداء. الأبيض : نقاوة القلوب. الأخضر: الشّباب الدّائم.
تاريخ لبنان والاستقلال
لمحة عن تاريخ لبنان: يرجع تاريخنا الى أكثر من ستّة آلاف سنة! من إنسان ما قبل التّاريخ، الى أجدادنا الفينيقيّين، أو الكنعانيّين. وهم ساميّون (أواسط الألف الرّابع ق.م.)، استوطنوا لبنان في القرن 28" ق.م. وانتشروا على السّاحل المتوسّطي. وأنشأوا بيبلوس وبيروت وصيدا وصور وأرواد ومالطا وقادش... وامتدّت حضارتهم الى عكّار وفلسطين... وارتبطوا بعلاقات وثيقة مع الفراعنة، منذ الألف الثالث ق.م. وبلغ نفوذهم حماة ودمشق وحتى اسبانيا! وشيّدوا مراكز هامّة على الشاطئ الإفريقي، وأهمّها قرطاجة... وتوالت الشّعوب، تتفاعل معنا ونتفاعل معها: - السّومريّون- المصريّون- الأموريّون- الأكديّون- البابليّون- الكلدانيّون- السّلوقيّون- الإغريق. سنة 64 ق.م. احتلّ الرّومان لبنان. وفي القرن السّادس، استولى عليه الفرس. ثمّ العرب (القرن 7") ثم المماليك (11"-13") ثم العثمانيّون (1516) احتله الفرنسيّون بعد الحرب العالميّة الأولى.
- آخر آب- أول أيلول: إعلان دولة لبنان الكبير، عاصمته بيروت. - 1926: جمهوريّة لبنان. - 22 تشرين الثاني 1943: استقلال لبنان!
1944-1945: لبنان عضو مؤسس في هيئة الأمم المتحدة وعضو فاعل في جامعة الدّول العربيّة...
الإستقلال: في 21 أيلول 1943، جرت انتخابات رئاسة الجمهوريّة، ففاز الشّيخ بشارة الخوري، وبادر الى تكليف رياض الصّلح بتشكيل الوزارة، ومعها بدأت معركة الاستقلال. وكان للحكومة الاستقلاليّة خطوات كثيرة ساهمت في نيل الاستقلال، مثل إصدار القرار باستعمال اللغة العربيّة كلغة رسميّة، والبيان الوزاري، والميثاق الوطني الذي أعلن لبنان بلد مستقل ذو وجه عربي يعيش فيه أبناؤه بحرّية ومساواة. كما عدّلت الدّستور الأمر الذي أدى بالفرنسيّين الى اعتقال رئيس الجمهوريّة ورئيس الوزراء رياض الصّلح، والوزراء عادل عسيران وكميل شمعون وسليم تقلا، ونائب طرابلس عبد الحميد كرامي وأودعتهم في قلعة راشيّا. بعدها تحرّكت الجبهات الرّسميّة، وقرّر الوزراء متابعة سياسة الحكومة مع حبيب أبو شهلا نائب رئيس الحكومة. واجتمع مجلس النّواب وعدّل المادّة الخامسة من الدّستور، وغيّروا شكل العلم اللبناني. أما على الصّعيد الشّعبي فقامت التظاهرات وأضربت المناطق وأقفلت المحلات والطرقات... أما على الصّعيد الدولي وقفت الدّول الكبرى الى جانب لبنان أهمّها بريطانيا، أما في العالم العربي فكان هناك احتجاجات في سوريا ومصر والعراق والسعوديّة. وبذلك تأزّم الوضع، ورأت فرنسا نفسها أمام انتفاضة وطنيّة، عربيّة ودوليّة، فأفرجت عن المعتقلين صباح 22 تشرين الثاني 1943، ليصبح هذا اليوم عيدًا للاستقلال ورمزًا للوحدة الوطنيّة.
