اﻟﺰﻻزل
ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ وآﺛﺎرﻫﺎ
د. ﺷﺎﻫﺮ ﺟﻤﺎل آﻏﺎ
:ﺗﺄﻟﻴﻒ
X¹uJë ‡ »«œü«Ë ÊuMHÃ«Ë W UI¦Kà wMÞuë fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WO UIŁ V²Â WK KÝ
ab
ABCDEFG
200
ac
b
X¹uJë ‡ »«œü«Ë ÊuMHÃ«Ë W UI¦Kà wMÞuë fK:« U¼—bB¹ W¹dNý WO UIŁ V²Â WK KÝ
ﺻﺪرت اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٨٧٩١ ﺑﺈﺷﺮاف أﺣﻤﺪ ﻣﺸﺎري اﻟﻌﺪواﻧﻲ ٣٢٩١ ـ ٠٩٩١
002
اﻟﺰﻻزل
وآﺛﺎرﻫﺎ
ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ وآﺛﺎرﻫﺎ
ﺗﺄﻟﻴﻒ: د. ﺷﺎﻫﺮ ﺟﻤﺎل آﻏﺎ
√fD ž
5991
ABCDEFG
ا ﻮاد ا ﻨﺸﻮرة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ رأي ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ
وﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻋﻦ رأي اﺠﻤﻟﻠﺲ
M
M
M
M
ا ﻘﺪﻣﺔ
٧
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
١١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ:
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
٥٣
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ:
اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
٩٥
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ:
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
٧٦
اﻟﻔﺼﻞ اﳋﺎﻣﺲ:
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
٥٠١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس:
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
٩١١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ:
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
١٣١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ:
ا ﺒﺎﻧﻲ واﻟﺰﻻزل
٥٤١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺘﺎﺳﻊ:
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
٥٥١
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ:
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
٧٧١
M
M
M
M
اﻟﻔﺼﻞ اﳊﺎدي ﻋﺸﺮ:
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
٥٩١
اﳋﺘﺎم:
ﻣﺎذا ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻌﻞ
١٢٢
ا ﺼﺎدر
١٣٢
ا ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر
٣٣٢
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﻣﻘﺪﻣﺔ
اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ... اﻟﺴـﻼم ﻋـﻠـﻴـﻜـﻢ... وﻣـﻦ وراء
ﻧﻈـﺎرﺗـﻪ اﻟـﺬﻫـﺒـﻴـﺔ اﻟـﺴـﻤـﻴـﻜـﺔ ﻧـﻈـﺮ إﻟـﻲ ﺑـﺎﻧـﺪﻫـﺎش
ّ
وﺑﺼﺮاﻣﺔ وﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮل أﻻ ﺗﺮى أﻧﻨﻲ أﻗﺮأ ﻓﻲ ﻛﺘﺎب
اﻟﻠﻪ. ﻛﺎن ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻦ ﻋﺎم ٧٦٩١ وﺑﻌﺪ أن ﻏﺎدرت
وزﻣﻼﺋﻲ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟﻴﻨﻴﻨـﻐـﺮاد
إﻟﻰ ﺻﺤﺮاء ﻗﺮاﻗﻮم اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﺴﺘﺎﻧﻴـﺔ. وﻛـﺎن ﻟـﻘـﺎﺋـﻲ
ﻣﻊ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻄﺎﻋﻦ اﻟﺴﻦ ﻫﺬا ﻓـﻲ ﺿـﺎﺣـﻴـﺔ ـﺪﻳـﻨـﺔ
ﻋﺸﻘﺒﺎد إذ ﻛﺎن ﻳﺠﻠـﺲ أﻣـﺎم رﺳـﻢ ﻗـﺒـﺮ ﻗـﺪ ﺳـﻮي
ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وﻛﺎﻧﺖ ﲢﻴﻂ ﺑﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﺟـﺪران
ﻣﺴﺠﺪ ﻣﺘﻬﺪم ﺗﺰﻳﻨﻬﺎ ﻧﻘـﻮش ﻓـﺴـﻴـﻔـﺴـﺎﺋـﻴـﺔ ﺑـﺪﻳـﻌـﺔ
ﻓﺮﻗﺘﻬﺎ ﺷﻘﻮق ﻋﻤﻴﻘﺔ أﺧﺬت ﺗﺘﺴﻊ ﺳﻨﺔ ﺑﻌﺪ أﺧﺮى.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﺠﺪا ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﻟﺪى ﺳﻜﺎن ﻋﺸﻘﺒﺎد وﻟﻜﻦ
زﻟﺰال ٨٤٩١ ﻗﺪ أﺣﺎﻟﻪ إﻟﻰ رﻛﺎم. وﻫﺬه أول ﻣﺮة أﺗﻌﺮف
اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ اﻟﺬي ﺗﺨﻠـﻔـﻪ اﻟـﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ. وﻣـﻀـﺖ
ﺑﻌﺾ اﻷﻳﺎم وﻏﺎدرﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺸﻘﻨﺪ وﻛﺎن اﻟﻮﻗﺖ
ﺿﺤﻰ وﻛﻨﺖ ﻣﺴﺘﻠﻘﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻄﻠﺒـﺔ
وإذ ﺑﺠﺪران اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺗﺮﲡﻒ ﺑﻌﻨﻒ ﺛﻢ ﻴﻞ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم
وﺗﺮﺗﺪ إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ وﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺻﺪﺣـﺖ
أﺻﻮات اﻷواﻧﻲ ا ﻨﺰﻟﻴﺔ ا ﺘﺴﺎﻗﻄﺔ ﻓﻲ ﻏﺮف اﻟﻄﻠﺒﺔ
ﺑﻌﻨﻒ وﻟﻢ ﻳﻨﻘـﺼـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻮا ﺳـﻮى ﺻـﻴـﺤـﺎت اﻟـﻄـﻠـﺒـﺔ
وﺑﻠﻐﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻟﻘـﺪ ﻫـﺮﻋـﻮا ﻣـﻦ ﻏـﺮﻓـﻬـﻢ ﻓـﺎرﻳـﻦ
و ـﻈـﺎﻫـﺮ ﺷـﺘـﻰ ﻳـﺪﻋـﻮ ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ ﻟـﻸﺳـﻰ. ﺷ ـﻌــﺮت
ﺑﺨﻄﻮرة ا ﻮﻗﻒ ﻓﻴﻤﻤﺖ ﺑﻬﺪوء ﺷﻄﺮ اﺨﻤﻟﺮج. وﻓﻲ
اﻟﺸﺎرع رأﻳﺖ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻫﺮج وﻣﺮج وﻫـﻠـﻊ ﺑـﺎﻟـﻎ إذ
إﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺴﻮا ﺑﻌﺪ زﻟﺰال ﻃﺸﻘﻨﺪ ا ﺪﻣﺮ اﻟﺬي وﻗﻊ
7
اﻟﺰﻻزل
ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ﻓﻘﻂ.
ﻣﺮت ﺳﻨﻮات ﻛﺜﻴﺮة وﺟـﺎء ﻋـﺎم ٢٨٩١ وﻛـﻨـﺖ أدرس ﻓـﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﺻـﻨـﻌـﺎء
ﻓﺎرﲡﻔﺖ ا ﺪﻳﻨﺔ ﺑﺮﻓﻖ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﲢﺖ ﺴﺎت اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻟﺰﻟﺰال
ذﻣﺎر ﻏﻴﺮ اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ. ﻟﻘﺪ ﺗﺴﻨﻰ ﻟﻲ ﻣﻊ ﻃـﻠـﺒـﺔ ﻗـﺴـﻢ اﳉـﻐـﺮاﻓـﻴـﺔ
زﻳﺎرة ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺰﻟﺰال. وﻛﺎن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰال ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳـﻨـﺔ ذﻣـﺎر وﻟـﻢ ﻳـﻜـﻦ
ﻋﻤﻴﻘﺎ وداﺋﺮة ﺗﺪﻣﻴﺮه ﻟﻴﺴﺖ واﺳﻌﺔ ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﻃﺎﺑﻌﻪ اﻟﺴﻄﺤﻲ. وﻟﻜـﻦ
ا^ﺛﺎره اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻴﻨﺔ. ﻣﺮرت ﺑﺒﻌﺾ ا ﺪن اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻘﺮى اﻟﻮاﻗﻌﺔ
ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻟﻌﻈﻤﻰ وﻛﺎن ا ﺸﻬﺪ ﻣﺮﻳﻌﺎ. ﻟﻢ أﺟﺪ ﺑﻴﺘﺎ واﺣﺪا ﺳﻠـﻴـﻤـﺎ
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. ﻓﺎﻟﻬﺪم ﻛﺎﻣﻞ أﺣﻴـﺎﻧـﺎ وﺟـﺰﺋـﻲ ﻓـﻲ أﺣـﻴـﺎن أﺧـﺮى. وﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﺎ ﻗـﺬف
ﺑﺎﻟﺴﻘﻒ أو ﺑﺠﺪار أو أﻛﺜﺮ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺸﻘﻮق ﻸ اﳉﺪران وذات اﲡﺎﻫـﺎت
وزواﻳﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ وﻣﻸت ﺷﻈﺎﻳﺎ اﻟﺰﺟﺎج اﻷرض وﺗﻨﺎﺛﺮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع. ﻟﻘﺪ
ذﻛﺮﻧﻲ ﻣﻨﻈﺮ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺪن اﳊﺮوب اﺨﻤﻟﺮﺑﺔ ﻛﺒﺮﻟ .
اﻟﺰﻻزل ﺟﺰء ﻣﻦ ﺣﻴﺎة اﻷرض وﺟﺰء ﻣﺄﺳﺎوي ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒـﺸـﺮ وﻻ ـﺮ
ﻋﺎم إﻻ وﻧﺴﻤﻊ ﺑﻌﺸﺮات اﻟﺰﻻزل وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﻮي وﻣﺪﻣﺮ ﻛﺰﻟﺰال أرﻣﻴـﻨـﻴـﺎ ﻓـﻲ
ﻋﺎم ٩٨٩١ وزﻟﺰال ﺷﻤـﺎل ﻏـﺮب إﻳـﺮان ٠٩٩١. وﻟـﻘـﺪ ذﻫـﺐ ﺿـﺤـﻴـﺘـﻬـﺎ اﻻ^ﻻف
ودﻣﺮت ﻣﺮاﻛﺰ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ. وﻟﻘﺪ ﺗﻔﺤﺼﺖ ا ﻜﺘﺒﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻣـﻜـﺘـﺒـﺎت
اﻟﻘﻄﺮ ﻓﻠﻢ أﺟﺪ ﺳﻮى اﻟﻨﺰر اﻟﻴﺴﻴﺮ واﻟﻘﺪ ﻋﻦ اﻟﺰﻻزل ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ أن أﺳﻬﻢ
ﺑﺘﻘﺪ ﺷﻲء ﻣﺎ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﺎرﻛﺖ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ رﺳـﻢ
ﺗﺎرﻳﺦ اﻷرض اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﻫﻲ ا ﻨﻮط ﺑﻬﺎ ﺗﻐـﻴـﻴـﺮ ﻣـﻌـﺎﻟـﻢ اﻷرض ﻓـﻲ ﻳـﻮم ﻣـﻦ
اﻷﻳﺎم. وﻳﺠﺐ أن أﺷﻴﺮ إﻟﻰ أن وﻃـﻨـﻨـﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ ﻳـﻘـﻊ ﻓـﻲ ﻧـﻄـﺎﻗـ زﻟـﺰاﻟـﻴـ
ﻧﺸﻴﻄ ﻫﻤﺎ ﻧﻄﺎق اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ واﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ.
ﻟﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺘﻮر
وﻣﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ا ﻜﺎن اﻟﺬي ﲢﺪث ﻓﻴﻪ وﻫﻲ اﻷرض. ﺑﻞ ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺮاض
ﻣﺒﺴﻂ ﻟﻺﻃﺎر اﻟﺬي ﺗﺘﻜﻮن ﻓﻴﻪ اﻟﺰﻻزل ﻓﻜﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ إﻋﻄﺎء ﺻﻮرة ﻣﺨﺘﺼﺮة
وﻣﺮﻛﺰة ﻋﻦ ﻣﻨﺸﺄ اﻷرض وﺑﻨﻴﺘﻬﺎ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﻗﺸﺮﺗﻴﻬـﺎ اﻟـﻘـﺎرﻳـﺔ واﶈـﻴـﻄـﻴـﺔ
وﺣﺮﻛﺔ ا ﻮاد ا ﻜﻮﻧﺔ ﻟﻸرض. ﻷن اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴـﺔ ﻧـﺘـﺎج ﺧـﺼـﻮﺻـﻴـﺔ ﺑـﻨـﻴـﺔ
اﻷرض وﺑﻨﺎﺋﻬﺎ.
وﻋﻠﻴﻪ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺒﺤﺚ ا ﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﻣﻨﺸﺄ وأﺻﻞ اﻷرض.8
ﻣﻘﺪﻣﺔ
ﺑﻨﻴﺔ اﻷرض اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ وﻣﻈﺎﻫﺮ اﳊﺮارة أو اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ. ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وا ﺴﻄﺤﺎت أو اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ. أﺳﺒﺎب وﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل. ا^ﻟﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ. ﻗﻴﺎس وﻣﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻻزل. اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻣﺪﻟﻮﻻﺗﻬﺎ. اﻻ^ﺛﺎر اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﺰﻻزل. ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل. دور اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل. اﻟﺰﻻزل واﻷﺑﻨﻴﺔ. ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل. ﻣﺎذا ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻌﻞ وﻧﻨﺠﺰ ﻗـﺒـﻞ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻟـﺰال وﺣـ وﻗـﻮﻋـﻪ وﺑـﻌـﺪﺧﻤﻮده.
وأﺳﺄل اﻟﻠﻪ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ وﻓﻘﻨـﻲ ﻓـﻲ إﺿـﺎﻓـﺔ ﻟـﺒـﻨـﺔ ﺟـﺪﻳـﺪة إﻟـﻰ ا ـﻜـﺘـﺒـﺔ
اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺳﺪدت ﺛﻐﺮة ﻓﻴﻬﺎ.
ا ﺆﻟﻒ
9
اﻟﺰﻻزل
01
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
1 ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
اﻷرض ﻫـﻲ اﳊـﻴـﺰ اﻟـﺬي ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻓـﻴـﻪ اﻟ ـﻬــﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﺬا ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف وﻟﻮ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ أﺻﻞ
وﻣﻨﺸﺄ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻷن ﻓـﻲ ﻫـﺬه ا ـﻌـﺮﻓـﺔ ﺑـﻴـﺎﻧـﺎ
ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎت اﻷرض ﺑﺄﻋﻤﺎﻗﻬﺎ اﺨﻤﻟﺘﻠـﻔـﺔ
واﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ إﻟﻘﺎء اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ
اﳉﻮاﻧﺐ ا ﺒﻬﻤﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ.
ﺗﺸﻴﺮ أﻛﺜﺮ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت ﺣﻮل ﻣـﻨـﺸـﺄ اﻷرض. أن
اﻷرض ﺣﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺎﻣﺪة وﻫﺬه اﳊﻴـﻮﻳـﺔ ﻧـﺎﺟـﻤـﺔ
ﻋﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ا ﻮﺟﻮدة ﺑ ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ
واﻟﺘﻲ ﺗﻨﻔﺜﺖ ﻣﻦ ا^ن إﻟـﻰ ا^ﺧـﺮ وﺑـﺪرﺟـﺎت ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ
اﻟﺸﺪة ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺑﺮاﻛ أو ﺣﺮﻛﺎت زﻟﺰاﻟﻴﺔ. وﻟﻜـﻦ
ﻣﻦ أﻳﻦ ﺟﺎءت ﻫﺬه اﻟﻄـﺎﻗـﺔ? ﻫـﺬا ﻫـﻮ اﻷﻣـﺮ اﻟـﺬي
ﺳﻨﺤﺎول ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻋﺒﺮ ﻓﺮﺿﻴﺎت ﺗﺸﻜﻞ اﻷرض.
ﻟﻘﺪ ﺑﺪأ اﻟﺒﺤﺚ اﳊﺜﻴﺚ ﻋﻦ أﺻﻞ وﻣﻨﺸﺄ اﻷرض
وا ﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ
ﻋﺸﺮ.
وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﺑﺮز رواد ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻋﺎﻟﻢ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ج. ل. ﻻﻛﻠﻴﺮك دي ﺑﻴـﻮﻓـﻮن اﻟـﺬي ﺗـﻘـﻮل
ﻓﺮﺿﻴﺘﻪ ﺑﺄن اﻷرض ﻗﺪ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺻﺪﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ
ﺗﻠﻘﺘﻬﺎ اﻟﺸﻤﺲ ﺑـﻮﺳـﺎﻃـﺔ ﻣـﺬﻧـﺐ ﻋـﻤـﻼق أدى إﻟـﻰ
ﺰق اﳉﺰء اﳋﺎرﺟﻲ وﺗﺸـﻜـﻞ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻟـﻜـﻮاﻛـﺐ
11
اﻟﺰﻻزل
اﻷرﺿﻴﺔ)×(. وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ ا ﺬﻛﻮر أول ﻣﻦ ﻧﺎدى ﺑﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﻜﺎرﺛـﺔ اﻷرﺿـﻴـﺔ
ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﻮن اﻷرض واﻟﻜﻮاﻛﺐ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ اﻷﺧﺮى. ﻟﻘﺪ ﻃـﻮرت ﻫـﺬه
اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻤﺎء ﺑﺎرزﻳﻦ وذﻟﻚ ﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ إﻻ
أن ﺳﺘﺎر اﻟﻨﺴﻴﺎن ﻗﺪ أﺳﺪل ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻ^راء. ﻷن ﻋﻤﻠﻴﺔ
اﻟﺼﺪم اﻻ^ﻧﻔﺔ ﻻ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻜﻮن اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻲ ﺖ ﻋﺒﺮ
ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻳﺔ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ.
إن ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻷ ﺎﻧﻲ »ﻛﺎﻧﺖ« ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٥٥٧١ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻟﺒﻨﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ
ﻓﻲ ﺻﺮح ا ﻌﺮﻓﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻟﺸﻤﺲ وﻛﻮاﻛﺒﻬﺎ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ. وﻟﻘﺪ وﺻﻞ
اﻷﻣﺮ ﺑﻬﺬا اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف إﻟﻰ اﻟﻘﻮل: »اﻋﻄﻮﻧﻲ ا ﺎدة وﺳﺄرﻳﻜﻢ ﻛـﻴـﻒ ﻳـﺠـﺐ أن
ﻳﺘﺸﻜﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻬﺎ«.
ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎد ﻣﻔﺎده أن ا ـﺎدة ا ـﻨـﺘـﺸـﺮة ﻓـﻲ اﻟـﻔـﻀـﺎء
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻌﺜﺮة ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺟﺰﺋﻴﺎت أوﻟﻴﺔ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ اﻟﺘـﻮزﻳـﻊ. وﻟـﻜـﻦ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ وﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﻮة اﻟﺜﻘﺎﻟﺔ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺑـﺪأ ﻇـﻬـﻮر ﻣـﺮاﻛـﺰ ﲡـﻤـﻊ ﻣـﺎدﻳـﺔ
وﻣﺜﻠﺖ اﻟﺸﻤﺲ أﺣﺪ ﻫﺬه ا ﺮاﻛﺰ. ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ وﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻮة اﳉﺎذﺑﻴﺔ
ﺑﺪأت ا ﺎدة ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ اﻟﺪوراﻧﻴﺔ وﻧﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـﻬـﺬه اﳊـﺮﻛـﺔ ا ـﺎدﻳـﺔ ﺣـﻮل ﻣـﺮﻛـﺰ
اﻟﺸﻤﺲ ﻛﻮن ﻏﺒﺎر اﻟﺴﺤﺐ اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻛﻮاﻛﺐ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ.
أﻣﺎ د. ي ﻻﺑﻼس ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت اﻟﻔﺮﻧـﺴـﻲ ﻓـﻠـﻘـﺪ أﺳـﻬـﻢ ﻓـﻲ إﻋـﻄـﺎء
اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺗﻲ ﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ )٦٩٧١( اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺟﻌﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﻘﺮﻧﻮن
اﺳﻤﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻌﺎ ﻣﻌﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﻼم ﻋﻦ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖ ﻓﻴـﻤـﺎ ﺑـﻌـﺪ
ﺑﻔﺮﺿﻴﺔ »ﻛﺎﻧﺖ« وﻻﺑﻼس.
اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻣﺎﺟﺎء ﺑﻪ ﻻﺑﻼس ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻏﺎزﻳﺔ ﺗﻌﺮﺿﺖ
ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻠﺘﺠﻤﻊ واﻟﺘﻤﺮﻛﺰ واﳊﺮﻛﺔ اﻟﺪوراﻧﻴﺔ واﻻﻧﻀﻐﺎط ا ﺘﺰاﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ
اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ. وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ ا ﺘـﻨـﺎﻣـﻴـﺔ اﻟـﻀـﻐـﻂ
واﻟﻜﺜﺎﻓﺔ. وﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ اﻻﻧﻀﻐﺎط وﺣﺮﻛﺔ اﻟﺪوران داﺧﻞ اﻟـﻜـﺘـﻠـﺔ ﻫـﺬه أﺧـﺬت
اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺎﻟﺘﺴﻄﺢ واﻟﺘﻔﻠﻄﺢ وﺑﺪأت اﳊﻠﻘﺎت ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻨﻬﺎ واﺣﺪة إﺛﺮ اﻷﺧﺮى
ﻟﺘﺸﻜﻞ اﻟﻨﻮى اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻜﻮاﻛﺐ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ. وﻫﻜﺬا واﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻫﺬه
اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻓﻲ ﺑﺪء ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺮات ﻏﺎزﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ
اﳊﺮارة ﺛﻢ ﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺰﻣﻦ أﺧﺬت ﺑﺎﻟﺘﺒﺮد واﻟﺘﺼﻠﺐ واﻟﺘﻘﻠﺺ اﻟﺘﺪرﻳﺠـﻲ.
)×( اﻷرض ا ﺮﻳﺦ اﻟﺰﻫﺮة ﻋﻄﺎرد.
21
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ أن ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ وﻻﺑﻼس ﺗﻨﺘﺴﺐ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت
اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎ ﻨﺸﺄ واﻷﺻﻞ اﻟﺴﺎﺧﻦ ا ﻠﺘﻬﺐ ﻟﻠﻜﻮاﻛﺐ. )ﺣﺴﺐ ﻻﺑﻼس ﻓﻘﻂ(.
ﻟﻘﺪ اﺣﺘﻠﺖ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ وﻻﺑﻼس ﻣـﺮﻛـﺰ اﻟـﺼـﺪارة وﺳـﻂ اﻟـﻔـﺮﺿـﻴـﺎت
اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ا^ﻧﺬاك وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ. وﻟﻘﺪ اﺳﺘـﻨـﺪ إﻟـﻴـﻬـﺎ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت اﻟﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ. وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﺑـﺪأت
اﻻ^راء ا ﻌﺎرﺿﺔ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ وﻛﺎن ﻣﻦ أﻫﻢ اﻻﻋﺘﺮاﺿﺎت:
»أن اﻷﻣﺮ اﳊﻴﻮي ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻮزع ﳊﻈﺔ وﻛﻤﻴﺔ
اﳊﺮﻛﺔ ﺑ اﻟﻜﻮاﻛﺐ واﻟﺸﻤﺲ. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻌﻼﻗﺔ ﺑ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﻜﻮاﻛﺐ
واﻟﺸﻤﺲ وا ﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑ اﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻣﻦ ﺟـﻬـﺔ واﻟـﺸـﻤـﺲ ﻣـﻦ ﺟـﻬـﺔ
أﺧﺮى. و ﺎ أن أﺻﻞ اﻟﺸﻤﺲ وﻛﻮاﻛﺒﻬﺎ واﺣﺪ و ﺎ أن ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺸﻤـﺲ ﺗـﻌـﺎدل
)٠٩%( ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ ا ﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻟﺬا ﻓﺈﻧﻬﺎ أي اﻟﺸﻤﺲ ﻳﺠﺐ أن ﺘﻠـﻚ
اﳉﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣـﻦ ﳊـﻈـﺔ)×١( وﻛﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ. وﻟﻜﻦ وﺑﺴﺒـﺐ ﺣـﺮﻛـﺔ اﻟـﺸـﻤـﺲ
اﻟﺪوراﻧﻴﺔ اﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﺟﺪا ﻧﺮى أن ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﳊﻈﺔ وﻛﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ
ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٢% ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮى أن اﻟﻜﻮاﻛﺐ ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌـﻤـﻼﻗـﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ)ا ـﺸـﺘـﺮي(
ﻳﺒﻠﻎ ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﳊﻈﺔ وﻛﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ ٨٩%«.
وﻫﻜﺬا ﺑﺪت ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ وﻻﺑﻼس ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﺘـﻨـﺎﻗـﺾ.
وﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺪأ اﻟﺒﺤﺚ ﻋـﻦ ﻓـﺮﺿـﻴـﺎت ﺟـﺪﻳـﺪة ﺗـﻔـﺴـﺮ ﻫـﺬه
ا ﻌﻀﻠﺔ. وﻛﺎﻧﺖ إﺣـﺪى ﻫـﺬه اﻟـﻔـﺮﺿـﻴـﺎت ﻫـﻲ اﻟـﺘـﻲ ﺟـﺎء ﺑـﻬـﺎ ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟـﻔـﻠـﻚ
اﻹﳒﻠﻴﺰي ﺟﻴﻨﻴﺲ واﻟﺬي ﻋﺮج ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﺑﻴﻮﻓﻮن اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ إن اﻟﻜﻮاﻛﺐ
ﻗﺪ ﺻﻨﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﻈﺎﻳﺎ ﻣﺎدة اﻟﺸﻤﺲ اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺜﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻴـﺲ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺻـﺪم
ﻣﺬﻧﺐ ﻫﺎﺋﻞ وإ ﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺮور ﳒﻢ ﺿﺨﻢ ﻗﺮب اﻟﺸﻤﺲ. وﻟﻘﺪ ﺟﺎء ﻛﻞ ﻣﻦ
اﻟﻌﺎ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ف. ﻣﻮﻟﺘﻮن )ﻓﻠﻜﻲ( وﺗﺸﻤﺒﺮﻟ )ﺟﻴـﻮﻟـﻮﺟـﻲ( ﺑـﻔـﺮﺿـﻴـﺔ
ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻐﺎزات ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻣﺪ ﻋـﻨـﻴـﻔـﺔ
ﺳﺒﺒﻬﺎ ﻣﺮور ﳒﻢ ﻛﺒﻴﺮ. وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺘﻜﺎﺛﻒ اﻟﻐﺎزات ﻛﻮﻳﻜﺒـﺎت أوﻟـﻴـﺔ أو ﻧـﻮى
ﻛﻮﻳﻜﺒﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﺘﻄﻮر ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ ﻛﻮﻳﻜﺒﺎت ﺻﻐﻴﺮة وﻣﻦ ﺛﻢ إﻟﻰ ﻛﻮاﻛﺐ ﺣﻘﻴـﻘـﻴـﺔ
ﻛﻜﻮاﻛﺐ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ. ﻟﻢ ﺗﻠﻖ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺮواج اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ا ـﻨـﺎﺳـﺐ
وﺳﻂ اﻟﻔﻠﻜﻴ ﻣﻊ أن ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﻮﻻﺗﻬﺎ أﻛﺪﺗﻪ اﻟﺒﺮاﻫ وا ﻌﻄﻴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺷﺎرك اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ أو. ﻳﻮ. ﺷﻤﻴﺚ ﻓﻲ ﺣﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻮزع ﳊﻈﺔ
)×١( ف. ن. ﺟﺎرﻛﻮف ﺑﻨﻴﺔ اﻷرض اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٣٨٩١.
31
اﻟﺰﻻزل
وﻛﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﺗﺮى أن ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ اﻗﺘﻨﺼﺖ ﻣﻦ
اﻟﻔﻀﺎء وﺳﺤﺎﺑﺔ ﻏﺎزﻳﺔ ﻏﺒﺎرﻳﺔ ﺳﺤﺒﻴﺔ. وﺗﻜﺎﺛﻔﺖ ﻫﺬه ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻜﻮﻧﺔ اﻟﻜﻮاﻛﺐ
اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ. إن اﻷﻣﺮ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ واﻟﺬي ﻃﻮر ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ
ﺗﻼﻣﺬﺗﻪ إﻳﺠﺎد ﻣﻮدﻳﻞ )أ ﻮذج( ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻜﺎﺛﻒ وﲡﻤﻊ اﻟﺴﺤـﺐ اﻟـﻜـﻮﻧـﻴـﺔ ﺛـﻢ
ﺗﻄﻮرﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻜﻮاﻛﺐ. وﻧﻼﺣﻆ ﻓﻲ اﻟﻔﺮﺿﻴﺘـ أن ﻣـﻮاد اﻟـﺴـﺤـﺎﺑـﺔ
اﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺎردة ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﺧﻼﻓﺎ ﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻻﺑﻼس وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﻄﺎﺑـﻖ ﻣـﻊ
رأي ﻛﺎﻧﺖ.
ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪﻳﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠـﺘـﻄـﻮر اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ
اﻟﺬي ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻋﻠﻮم اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت واﻟﻔﻠـﻚ اﺗـﻀـﺢ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﺟـﻮاﻧـﺐ
ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻧﺸﻮء ا ﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ. وﻛﺄﻧـﻨـﺎ ﻋـﺪﻧـﺎ
إﻟﻰ ﻣﺎﺟﺎء ﺑﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ زﻣﻦ ﺳﺎﺑﻖ. ﻟﻘﺪ ﻜﻦ ﻋـﻠـﻤـﺎء اﻟـﻔـﻠـﻚ ﻣـﻦ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة
ﻣﺮاﻗﺒﺔ وﻣﻼﺣﻈﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت وﻻدة اﻟﻨﺠﻮم ﻣﻦ اﻟﻬﻴﻮﻟﻰ اﻟﻐﺎزﻳﺔ اﻟﻐﺒﺎرﻳﺔ ا ﻮﺟﻮدة
ﺑ اﻟﻨﺠﻮم. وﻗﺪ ﺗﺒ أﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺠﻮم ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮات ا ﺘﻀﺎدة
ﺑ اﻟﺴﺎﺣﺎت ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ وﺿﻐﻂ اﻟﻐﺎزات وﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺷﻌﺎع اﻟﻐﺎزﻳﺔ ا ﻨﻄﻠﻘﺔ
ﻣﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳊﺪودﻳﺔ ا ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ أذرع اﺠﻤﻟﺮات اﳊﻠﺰوﻧﻴﺔ وﻣﻦ اﺠﻤﻟﺮة اﻟﺘﻲ
ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺷﻤﺴﻨﺎ وأرﺿﻨﺎ.
ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻧﻔﺠﺎر ﳒﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺪا ﺣﺎﻓﺰا ﻹﺛﺎرة اﻟﻐﺎزات اﻟﺴﺤﺎﺑﻴﺔ ا ﻮﺟﻮدة
ﺑ اﻟﻨﺠﻮم ﺎ ﻳﺆدي ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ اﻧﻀﻐﺎط ﻫﺬه اﻟﺴﺤﺐ وﺑﺪء ﺮﻛﺰﻫﺎ
ﺣﻮل ﻧﻮى ﺮﻛﺰ أﺳﺎﺳﻴﺔ. وﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﺣﺘﻮاء ا ﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ
اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ واﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﺟﺪا. وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ا ـﺸـﻌـﺔ ﻗـﺼـﻴـﺮة اﻟـﻌـﻤـﺮ. وﻟـﻜـﻦ
ﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ﻧﺘﺎج ﺗﻔﺎﻋﻼت ﻧﻮوﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻻ ﲢﺪث إﻻ ﻋﻨﺪ
اﻧﻔﺠﺎر ﳒﻮم ﻛﺒﻴﺮة وﺗﺘﺤﻮل ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﳒﻮم أﺻﻐﺮ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﺟﺪا.
وﻫﻜﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠـﺖ اﻟـﺸـﻤـﺲ إﻟـﻰ ﺣـﺠـﻢ وﺑُﻌﺪ ﻣﻌ ﺑـﺪأ ﻓـﻲ ﺟـﻮﻓـﻬـﺎ
ﻇﻬﻮر ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺣﺮارﻳﺔ ﻧﻮوﻳﺔ ﲢﻮﻟﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬـﺎ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ اﻟـﻬـﻴـﺪروﺟـ إﻟـﻰ
ﻫﻴﻠﻴﻮم. واﻟﻨﺠﻮم ا ﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﻔﻘﺪ ﺟﺰءا ﻣﻦ ﻣﻮادﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ رﻳﺢ ﳒﻤﻴﺔ )رﻳﺢ
ﺷﻤﺴﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺸﻤﺲ(. وﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﳒﻮﻣﺎ ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﻄﻮق ﺳﺤﺎﺑﻲ ﻏﺎزي
ﻏﺒﺎري ﻛﺜﻴﻒ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﻄﻮق اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻜﻮﻛﺐ ﺳﺎﺗﻮرن. ﻫﺬه اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻟﻐﺒﺎرﻳﺔ
اﻟﻐﺎزﻳﺔ ﺗﺘﻌﺮض ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﻠﺘﻜﺎﺛﻒ ﺛﻢ ﺗﺘﻄﻮر ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﻮاﻛﺐ ا ﻌﺮوﻓﺔ
وﺗﻮاﺑﻌﻬﺎ. وﻋﻠﻴﻪ ﳒﺪ أن اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻷوﻟـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣـﺤـﻴـﻄـﺔ ﺑـﺎﻟـﺸـﻤـﺲ
41
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
واﻟﺸﻤﺲ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪور ﺑﺴﺮﻋﺔ إﻻ أﻧﻪ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ وﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻮى
ا ﻐﻨﺎﻃﻴﻬﻴﺪرواﳊﺮﻛﻴﺔ أﺧﺬت ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺪوران ﺑﺎﻟﺘﺒﺎﻃﺆ و ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮزﻳﻊ
ﳊﻈﺔ ﻛﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﻓﻲ ا ﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟـﺬي ﻫـﻲ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻻ^ن.
وﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﳒﺪ أن ﺗﻌﺮف اﻟﻘﻮى ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻗﺪ
ﱡ
ﻣﻜﻨﺖ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ا ﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻓﺮﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ وﻻﺑﻼس.
أﻣﺎ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه ا ـﻌـﻀـﻠـﺔ ﻓـﺘـﺘـﻤـﺜـﻞ ﻓـﻲ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻧﻘﻞ وإﻋﻄﺎء ﳊﻈﺔ وﻛﻤﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ إﻟﻰ اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﶈﻴﻄﺔ
ﺑﻬﺎ.
وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺸﻜﻞ ا ﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ اﺣﺘﻤﺎﻻ اﻻ^ن ﺗﺘﻀﻤﻦ
ا ﺮاﺣﻞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)×٢(:
١- ﺗﻜﻮﻧﺖ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪور ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﻏﺎزﻳﺔ
ﻏﺒﺎرﻳﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺑ اﻟﻨﺠﻮم ور ﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻧﻔﺠﺎر ﳒﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺪا ﻗﺮﻳﺐ
ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ.
٢- اﺳﺘﻤﺮ ﺗﻄﻮر اﻟﺸﻤﺲ واﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﶈﻴﻄﺔ ﺑـﻬـﺎ واﺳـﺘـﻤـﺮ ﻛـﺬﻟـﻚ ﻧـﻘـﻞ
ﻛﻬﺮﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ أو ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ
اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺰوﺑﻌﻴﺔ ا ﻀﻄﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ إﻟﻰ اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﻷﺧﺮى.
٣- ﺗﻜﺎﺛﻔﺖ اﻟﻬﻴﻮﻟﻰ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﺣﻮل اﻟﺸﻤﺲ وﻫﺬه ﲢﻮﻟﺖ
ﻻﺣﻘﺎ إﻟﻰ ﻧﻮى ﻛﻮﻳﻜﺒﻴﺔ )ﺷﻜﻞ ١(.
٤- ﲢﻮﻟﺖ اﻟﻨﻮى اﻟﻜﻮﻳﻜﺒﻴﺔ إﻟﻰ ﻛﻮﻳﻜﺒﺎت ﺛﻢ إﻟﻰ ﻛﻮاﻛﺐ ﻛﺒﻴﺮة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.
٥- ﺗﻜﺮرت اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﻮل اﻟﻜﻮاﻛﺐ وﻇﻬﺮت ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻣـﺸـﺎﺑـﻬـﺔ
ﺗﻮاﺑﻌﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻷﻃﻮار ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣـﻊ اﻟـﺘـﻄـﻮر اﻟـﻼﺣـﻖ
اﻟﺬي اﻋﺘﺮى اﻟﻜﻮاﻛﺐ وﺑﺰﻣﻦ ﻗﻴﺎﺳﻲ ﻻ ﻳﺘﺠﺎوز ا ﺌﺔ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪت اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ )اﻷﻗﺮب ﻟﻠﺸﻤﺲ( اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟـﻜـﻴـﻤـﻴـﺎﺋـﻴـﺔ
اﳋﻔﻴﻔﺔ ﻟﻘﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﻤﺲ )ﺗﺴﺨﻦ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺮﻳﺎح اﻟﺸﻤـﺴـﻴـﺔ( ﻟـﺬا ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ
ﺗﻜﻮﻧﺖ أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﺳﻴﻠﻴﻜﺎﺗﻴﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ اﻟﺴﻤﺎت. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﳒﺪ أن ﻏﻼﻓﻬﺎ اﳉﻮي اﻷوﻟﻲ ﻗﺪ اﺧﺘﻔﻰ وﻇﻬﺮ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻏﻼف ا^ﺧﺮ ﻳﺨﺘﻠـﻒ
ﻋﻨﻪ وﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻـﺮ ﻣـﺎدﻳـﺔ وﻏـﺎزﻳـﺔ أﺛـﻘـﻞ ﻣـﻦ اﻷوﻛـﺴـﺠـ واﻷزوت.
)×٢( ف. أ. ﻳﺎﻛﻮﺷﻔﺎ وﺳﻮاه اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٨٨٩١
51
اﻟﺰﻻزل
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻗﺪ ﺷﺎرﻛﺖ أﻋﻤﺎق اﻷرض وﺧﺎﺻﺔ ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘـﻴـﺎ اﻟـﺴـﻤـﻴـﻜـﺔ ﺑـﻬـﺬه
اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. وذﻟﻚ إﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻻﻧﺪﻓﺎﻋﺎت اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ )وﻫﻮ اﻷﺳﺎس( أو ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ
ارﺗﻔﺎع ﻣﻮاد ا ﻬﻞ )ا ﺎﻏﻤﺎ( ﺑﺒﻂء ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ واﻧﻄﻼق ا ﺮﻛﺒﺎت واﻟﻌﻨـﺎﺻـﺮ
اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻄﺢ واﻟﻐﻼف اﳉﻮي. ﻟﻘﺪ ﺑﺪأ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻐﻼف اﳉﻮي ﻣﻨﺬ
)٤٫٤( ﻣﻠﻴﺎر ﺳﻨﺔ وﻇﻬﺮت ا ﻴـﺎه ﻋـﻠـﻰ اﻷرض ﻗـﺒـﻞ اﻟـﻜـﻮاﻛـﺐ اﻷﺧـﺮى وﻓـﻲ
ا ﺮﻳﺦ ا ﻴﺎه ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﺠﻤﺪ.
أﻣﺎ اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻷﺑﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﻤﺲ وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻮاﺑﻌﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﺄﻟﻒ
ﺑﺼﻮرة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﳉﻠﻴﺪ واﻟﻐﺎزات اﳋﻔﻴﻔﺔ ا ﺘﺠﻤﺪة وﻣـﻦ اﻟـﻬـﻴـﺪروﺟـ
وا ﻴﺜﺎن واﻷﻣﻮﻧﻴﺎك... إﻟﺦ.
١
٢
٣
٤
اﻟﺸﻜﻞ)١(
ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮر اﻟﺴﺤﺎﺑﺔ اﻟﻐﺎزﻳﺔ اﻷوﻟﻰ ا ﻜﻮﻧﺔ ﻟﻜﻮاﻛﺐ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ
61
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
ﻟﻘﺪ اﻓﺘﺮض اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻜﻮاﻛﺐ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴـﺔ وﻣـﻨـﻬـﺎ
اﻷرض ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﻣﻦ ﻣﺰﻳﺞ ﺣﺪﻳﺪي ﺳﻴﻠﻴﻜﺎﻧﻲ ﺛﻢ ﺗﻼ ذﻟﻚ ﻓﺮز
واﻧﻘﺴﺎم ﻫﺬه ا ﻮاد إﻟﻰ ﻧﻮاة ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ وﻏﻼف ﺳﻴﻠﻴﻜﺎﺗﻲ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻬـﺎ )ﻃـﺒـﻘـﺔ
ا ﺎﻧﺘﻴﺎ(. وﻟﻜﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻘﺪ ﺔ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ ﺗﺸﻜﻞ ا ﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻟﻸرض
ﻗﺪ أوﺿﺤﺖ أن اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ا ﺼﻬﻮرة ﻣﻮﺟﻮدة ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻠﻴﺎرات وﻧﺼﻒ
ﻣﻦ اﻟﺴﻨ . وﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﻨ اﻟﻌﺸﺮ اﻷﺧﻴـﺮة واﺿـﺤـﺎ ﻟـﻠـﻤـﺨـﺘـﺼـ
واﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻔﺎده أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺸﻜﻞ اﻷرض ﻗﺪ ﲡـﻤـﻌـﺖ ا ـﻮاد اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ
اﻟﺬوﺑﺎن اﻟﻌﺎﺋﻤﺔ وا ﺆﻟﻔﺔ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴـﺴـﻲ ﻣـﻦ اﳊـﺪﻳـﺪ وا ـﻮﺟـﻮدة ﺑـﻜـﺜـﺮة ﻓـﻲ
أﻋﻀﺎء اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺤﻤﺖ واﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺎ ﻮاد
اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ ا ﻮاد وا ﻌﺎدن اﻷﺳﻬﻞ ذوﺑﺎﻧﺎ وا ﺆﻟﻔﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣـﻦ ا ـﻮاد
اﻟﺴﻴﻠﻴﻜـﺎﺗـﻴـﺔ)×٣(. وﺗﻌﺮف ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﻃـﺒـﻘـﺎت اﻷرض ﺑـﺎﻟـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ
ا ﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ وﻫﻲ ﻋﻜﺲ اﻟﻨﻈﺮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ا ﺘﺠﺎﻧـﺴـﺔ
اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ. وﻋﻠﻴﻪ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷوﻟﻰ ﺑﺪأ ﺗﻨﺎﻣﻲ ا ﻮاد ا ﺆﻟﻔﺔ ﻟﻸرض
ﻣﺮﺣﻠﺔ إﺛﺮ أﺧﺮى.. وﻫﻨﺎك ﻧﻈﺮة ﻜﻦ أن ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎ ﺘﻮﺳﻄﺔ وﺗﺮى أﻧﻪ ﻗـﺪ
ﲡﻤﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻮاة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺛﻢ ﻇﻬﺮت ﻻﺣﻘﺎ اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ
ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﺮز واﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﻟﺜﻘﻠﻲ ﻟﻠﻤﻮاد اﻷرﺿﻴﺔ. ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎ ـﺴـﺄﻟـﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ
)ﻣﻨﺸﺄ اﻷرض( ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺧﺮى ﻫﻲ درﺟﺔ ﺗﺴﺨﻦ اﻷرض واﻟـﻜـﻮاﻛـﺐ اﻷﺧـﺮى
ﻓﻲ ا ﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﺸﻜﻠﻬﺎ. وﻣﺎ ﻜﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪه ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ وﻟـﻮ أن اﻷرض
ﻗﺪ وﻟﺪت ﺑﺎردة ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺴﺨﻦ ﻻﺣﻘﺎ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻮاﻣﻞ وﻋﻤﻠﻴﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
ﻓﺈن ارﺗﻄﺎم اﻟﻨﻮى اﻟﻜﻮﻳﻜﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء ﺳﻴﺮاﻓﻘﻪ اﻧﻄﻼق ﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮارﻳﺔ ﻛﻤﺎ
أن اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ اﻟﺜﻘﻠﻲ ﻟﻠﻤﻮاد ﻓﻲ اﻷرض وﻇـﻬـﻮر اﻟـﻨـﻮاة ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ أن ﻳـﺆدي إﻟـﻰ
ﲡﻤﻊ ﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮارﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة. وﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﻨﺴﻰ دور ا ﻮاد ا ﺸﻌﺔ وﺧﻤﻮدﻫﺎ ﻓﻲ
اﻧﺒﺜﺎق اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ. وﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻫﺬه ا ﻮاد اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم واﻟﺜﻴﺮﻳﻮم واﻟﻜﺎرﺑﻮن
واﻟﺮﺻﺎص ا ﺸﻊ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻨﻈﺎﺋﺮ ا ﺸﻌﺔ ﻗﺼﻴﺮة اﻟﻌﻤﺮ اﻷﻟﻴﻤﻮﻧﻴﺔ واﻟﻴﻮدﻳﺔ...
إﻟﺦ. وﻫﻨﺎك ﻣﺼﺪر ﺛﺎﻧﻮي ﻫﻮ ﻗﻮى اﻻﺣﺘﻜﺎك اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻮاد اﻷرض وﺳﺒﺒﻬﺎ
ﻗﻮة ا ﺪ اﻟﻘﻤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺪء أﻛﺜﺮ ﻗﻮة ﻣﻦ اﻻ^ن ﻷن اﻟﻘﻤﺮ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ
ﻗﺮﺑﺎ ﻣﻦ اﻷرض.
أﻣﺎ ﻣﺎ ﻣﻘﺪار درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻷرض ﻓﻲ اﻟﺒﺪء وﻣﺎ اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻰ
)×٣( م. ﻳﺎ. ﻣﺎروف. ﻛﻮاﻛﺐ ا ﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ. ﻣﻮﺳﻜﻮ. ﻧﺎؤوﻛﺎ. ٦٨٩١
71
اﻟﺰﻻزل
ﻫﺬه اﳊﺮارة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸرض ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻳﺼﻌﺐ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻟﺬا ﻧﺮى
أن اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻗﺪ ﺗﻨﺎﻓﺮت ﺑﺸﺪة إذ ﻳﺮى اﻟﺒﻌﺾ أن ﺣﺮارة ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ
٠٠٥١ درﺟﺔ. وﻳﻌﺘﻘﺪ ا^ﺧﺮون أن ﺣﺮارة اﳉﺰء اﳋﺎرﺟﻲ ﻟـﻜـﻮﻛـﺐ اﻷرض ﻗـﺪ
ﺗﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺣﺮارة ذوﺑﺎن ا ﻌﺎدن)×٤(.
وﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ر ﺎ ﻇﻬﺮت ﺑﺤﺎر ﻣﻦ ا ﻬﻞ )اﻟﺼﺨﺮ ا ﺬاب( ﻓﻮق
ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻤﺮ وﻣﻨﻪ ﺗﺸﻜﻠﺖ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺒﺎزﻟﺘﻴﺔ اﻷوﻟﻴﺔ.
وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ اﻷﻛﺜﺮ اﺣﺘﻤﺎﻻ ﻓﻲ ا ﺮاﺣﻞ اﻷوﻟﻰ ﻟﺘﺸﻜﻞ اﻷرض ﻇﻬﻮر اﻟﻨﻮاة ﺛﻢ
ا ﺎﻧﺘﻴﺎ وﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ا ﺼﻬﻮرة ﻧﺴﺒﻴﺎ ا ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺎﺳﻢ اﺳﺘﻴﻨﻮﺳﻔـﻴـﺮ
)ﻏﻼف اﻻﻧﻘﻄﺎع( Astenosphereوﻣﻨﻬﺎ اﻧﻄﻠﻘﺖ ا ﻮاد ا ﻬﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ
ﺳﻘﻮط اﻟﻨﻴﺎزك اﻟﻜﺒﻴﺮة وﻫﻨﺎ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺑﺤﻴﺮات أو ﺑﺤﺎر ا ﻬﻞ.
إن ﻧﻈﺮة ﺳﺮﻳﻌﺔ إﻟﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت اﻟﺘﻲ وردت ﻓﻲ ﻣﻨـﺸـﺄ اﻷرض
ﺗﺮﻳﻨﺎ أن اﻷرض إﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺧﻨﺔ ﻣﻨﺬ اﻟـﺒـﺪء أو أﻧـﻬـﺎ ﺗـﺘـﺴـﺨـﻦ ﺑـﺎﺳـﺘـﻤـﺮار.
واﶈﺼﻠﺔ واﺣﺪة ﻫﻲ اﻣﺘﻼك ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻟﻄﺎﻗﺔ ﺣﺮارﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻫﻲ ا ﺴﺒﺐ
اﻷﻫﻢ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وﻟﻜﻞ اﻟﺘﺒﺪﻻت ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮ اﻟﻘﺸﺮة وﺣﺮﻛﺎﺗﻬﺎ
ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺼﻮر اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ.
ﻣﺎذا ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض؟
ﻫﺐ أن اﻟﺰﻻزل ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﺠﺄة ﻓﻲ اﻷرض وأﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﻌﺪ ﻧﺼﺎدف زﻻزل
ﻣﺪﻣﺮة وﻻ ﺣﺘﻰ ﻫﺰات ﺧﻔﻴﻔﺔ. وﻫﺐ ﻛﺬﻟﻚ أن اﻷرض ﻗﺪ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﺪاﻣﺎت
واﻟﺘﺼﺪﻋﺎت واﳊﺮﻛﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﺨﺘﻠﻒ ﻣﻘﺎﻳﻴﺴـﻬـﺎ. ﻣـﺎذا ﺳـﻴـﺠـﺮي ﻟـﻮ
ﻫﺬا اﻷﻣﺮ? ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺳﺘﻜﻮن اﻟﻌﻮاﻗﺐ وﺧﻴﻤﺔ. ﻓﺨﻼل ﻣﻠﻴﻮن وﻧﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺴﻨ
ﺳﺘﺤﻮل ا ﻴﺎه واﻟﺮﻳﺎح ا ﻨﺎﻃﻖ اﳉﺒﻠﻴﺔ إﻟﻰ رﻛﺎم ﺳﻴﻨﻘﻞ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻨﺨﻔﻀﺔ
وإﻟﻰ اﻟﺒﺤﺎر واﶈﻴﻄﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﻓﺘﺘﺮاﻛﻢ ﻫﻨﺎك ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻃﺒﻘﺎت ﺗﺮاﻛﻤﻴﺔ
وﺗﺮﺳﻴﺒﻴﺔ ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻓﺘﺘﻨﺎﻗﺺ ﻓﺮوق اﻻرﺗﻔﺎع ﺑـ ا ـﺮﺗـﻔـﻌـﺎت وا ـﻨـﺨـﻔـﻀـﺎت
وﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺳﻴﺘﺤﻮل ﺳﻄﺢ اﻷرض إﻟﻰ ﺳﻬﻮل وأﺷﺒﺎه ﺳﻬﻮل وﺳﺘﺘﻨﺎﻗﺺ أﻋﻤﺎق
اﻟﺒﺤﺎر واﶈﻴﻄﺎت. وﺳﻴﺘﺒﺪل وﺟﻪ اﻷرض ﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ ﻫﻲ ﻋـﻠـﻴـﻪ اﻻ^ن. وﻣـﻊ
اﻟﺰﻣﻦ ﺳﻴﻐﺮق وﺟﻪ اﻷرض ﺑﻐﺒﺎر اﻟﻔﺘﺎت اﻟﺼﺨﺮي وﺗﺨﻠﺪ اﻷرض إﻟﻰ ا ﻮت
واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻓﺘﺨﻤﺪ.
)×٤( ف. ن. ﺟﺎرﻛﻮف. ﺑﻨﻴﺔ اﻷرض اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﻜﻮاﻛﺐ. ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻧﺎؤوﻛﺎ. ٧٨٩١.
81
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
ﳊﺴﻦ اﳊﻆ أن ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ ﻟـﻦ ﻳـﺤـﺪث وذﻟـﻚ ﻷن أرﺿـﻨـﺎ ﺣـﻴـﺔ
وﻟﻴﺴﺖ ﺟﺜﺔ ﻫﺎﻣﺪة. ﺗﺘﻨﻔﺲ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻗﻬﺎ وﺗﺘﺤﺮك ﻣﻐﻴﺮة ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺳﻄﺤﻬﺎ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﺘﻌﻠﻮ ﺟﺒﺎل وﺗﻨﺨﻔﺾ ﺳﻬﻮل وﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﺠﻮج ﺳﺤﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ
اﻷرض وﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﶈﻴﻄﺎت وﺗﺜﻮر ﺑﺮاﻛ وﺗﻈﻬﺮ ﺟﺰر وﺗﻐﻮر أﺧﺮى وﺗﻬﺘﺰ
اﻷرض و ﻴﺪ اﳉﺒﺎل. ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﺤﺪث وﻳﺠﺮي ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وﺑﻼ اﻧﻘﻄﺎع. وﻫﻜﺬا
ﻧﺮى أن ﻠﻜﺔ اﻹﻧﺴﺎن ﻗﻠﻘﺔ داﺋﻤﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف اﻟﻬﺪوء أﺑﺪا وذﻟﻚ ﻷﻧـﻬـﺎ ﺣـﻴـﺔ
ﺘﻠﻚ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻮل ﺑﻴﺴﺮ إﻟﻰ ﻗـﻮة دﻓـﻊ وإﻟـﻰ
ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﺗﺸﻘﻘﻪ وﲢﺮﻛﻪ وزﺣﺰﺣﺘﻪ
وﻗﺪ ﺗﺘﻘﺎرب أﺟﺰاء وﺗﺘﺒﺎﻋﺪ أﺧﺮى وﺗﺘﺴﻊ ﻣﺴﺎﺣﺎت وﺗﻨﻜﻤﺶ أﺧﺮى وﻳﺘﺤﺮك
ﻣﺮﻛﺰا اﻟﻘﻄﺒ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻓﻴﺤﺪث ﻣﺎﻳﺤﺪث ﻣـﻦ ﺗـﺒـﺪﻻت ﻣـﻨـﺎﺧـﻴـﺔ وﻧـﺒـﺎﺗـﻴـﺔ
وﺣﻴﻮاﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض.
إن ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ا^ﻧﻔﺎ ارﺗﺒﺎﻃﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮا وﺣﻴﻮﻳﺎ ﺑﺒﺎﻃﻦ اﻷرض وﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ
ﺻﺨﻮر وﻣﻌﺎدن وﻣﻮاد وﻣﺎ ﻳﺘﻀﻤﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎت ﺳﻤﻴﻜﺔ ﻟﻜﻞ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺳـﻤـﺎﺗـﻬـﺎ
اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ا ﻤﻴﺰة ﻓﻤﺎ واﻗﻊ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض وﻣﺎ دوره ﻓﻲ ﺗﺸـﻜـﻞ
وﻇﻬﻮر اﻟﺰﻻزل?
إن أﻫﻢ ﻣﺎ ﻴﺰ ﺑﻨﻴﺔ اﻷرض اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﻔﻴـﺰﻳـﺎﺋـﻴـﺔ
واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ وﻇﻬﻮر اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وا ﻌﺪﻧﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﺑـﺪءا ﻣـﻦ ﻣـﺮﻛـﺰ
اﻷرض وﺣﺘﻰ ﺳﻄﺤﻬﺎ اﳋﺎرﺟﻲ. ﻟﻘﺪ اﻋﺘﻤﺪ ﻓﻲ ﺗﻌﺮف ﻣﻜﻮﻧﺎت وﺧﺼﺎﺋﺺ
ﱡ
ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﳉﻴﻮﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ أو اﻟﺘﻔﺠﻴﺮات اﻟﻨﻮوﻳﺔ وﺳﻮاﻫﺎ. وﻟﻘﺪ ﻟﻮﺣﻆ
ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﺿﻤـﻦ اﻟـﻜـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ
وذﻟﻚ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ا ﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﻬﺎ وﺣﺴﺐ درﺟﺔ ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ وﻟﻴﻮﻧﺘﻬﺎ.
ﻓﺎﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ) (Pﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺨﺘﺮق ﻛﻞ اﻷوﺳﺎط اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ داﺧﻞ اﻷرض
وﺧﺎرﺟﻬﺎ )ﺻﻠﺒﺔ ـ ﺳﺎﺋﻠﺔ ـ ﻏﺎزﻳﺔ(. أﻣﺎ اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ) (Sﻓﻼ ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ إﻻ
ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺼﻠﺒﺔ. وﻟﻬﺬا اﻟﻮاﻗﻊ أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ وﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻛﺒﺮى وذﻟﻚ ﻷن
ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻟﻮج ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج اﻷرض وﺗﺒﺎﻳﻦ ﺳﺮﻋﺎﺗﻬﺎ ﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮف
وﺑﺪرﺟﺔ ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺔ ﻋﻠﻰ واﻗﻊ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض و ﻳﺘﻜﻮن.
اﻧﻄﻼﻗﺎ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗﻌﺮف ﻃﺒﻘﺎت اﻷرض )اﻷﻏﻠﻔﺔ( اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ.
ّ
وﻟﻮﺣﻆ وﺟﻮد اﺧﺘﻼﻓﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺳﻤﺎت ﻫﺬه اﻷﻏﻠﻔﺔ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎ وﻓﻴﺰﻳﺎﺋـﻴـﺎ
91
اﻟﺰﻻزل
وﻣﻌﺪﻧﻴﺎ. وﻛﻞ اﻟﺘﺒﺎﻳﻨﺎت ا ﺬﻛﻮرة ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ زﻳﺎدة اﻟﺘﻔﺎﻋـﻼت اﻟـﺒـﺎﻃـﻨـﻴـﺔ
اﻟﺘﻲ اﻧﻌﻜﺴﺖ ﺑﻘﻮة ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﻧﺤـﺎء اﻷرض. وﻋـﻠـﻴـﻪ ﺗـﻌـﺮف ﺛـﻼﺛـﺔ أﻏـﻠـﻔـﺔ
رﺋﻴﺴﻴﺔ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺴﻄﻮح اﻧﻔﺼﺎل وأﺷﺮﻃﺔ ﻧﻄﺎﻗﻴﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ
ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺘﺒﺪﻻت ﻓﺠﺎﺋﻴﺔ وﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ
اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ وﺳﻂ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ إﻟﻰ ا^ﺧﺮ. وﻫﻜﺬا ﻴﺰ ﻓﻲ اﻷرض اﻷﻏﻠﻔﺔ اﻷرﺿﻴﺔ
اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)×٥(:
١- اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ا ﻌﻄﻴﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﳉﺎذﺑﻴﺔ اﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑ ﺟﺰءﻳﻦ أﺳﺎﺳﻴ
ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻫﻤﺎ: اﻟﻘﺸﺮة اﻟﻘـﺎرﻳـﺔ واﻟـﻘـﺸـﺮة اﶈـﻴـﻄـﻴـﺔ
)ﺷﻜﻞ ٢(. وﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن ﺳﻤﺎﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼـﺨـﺮﻳـﺔ ﺗـﺨـﺘـﻠـﻒ ﺑـﺸـﺪة ﻣـﻦ
ﻣﻨﻄﻘﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى. ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٣-٠٤ ﻛﻢ ﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻬﻠﻴﺔ ﺑﻴﻨـﻤـﺎ
ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠٥-٠٥ ﻛﻢ ﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳉﺒﻠﻴﺔ )ﻃـﻮروس اﻟـﻘـﻔـﻘـﺎس ﺗـﻴـﺎن ﺷـﺎن
اﻷﻟﺐ( وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﳉﺒﻠﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻛﻬﻴﻤﺎﻻﻳﺎ وﺑﺎﻣﻴﺮ وﻫﻨﺪﻛـﻮش
ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٥٧-٠٨ ﻛﻢ. وﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن ﻟﻠﺠﺒﺎل ﺟﺬورا ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ
ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﻓﺘﺴﺎﻋﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺜﺒﻴﺖ اﻟﻜﺘﻞ اﳉﺒﻠـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻷﻋـﻠـﻰ وﻋـﻠـﻰ
اﻹﻗﻼل ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ وﺣـﻘـﺎ ـﻜـﻦ اﻟـﻘـﻮل: }وﺟـﻌـﻠـﻨـﺎ
اﳉﺒﺎل أوﺗﺎدا{ وﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن ﻋﻤﻖ ﺟﺬور اﳉﺒﺎل ﻳﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ ارﺗـﻔـﺎﻋـﻬـﺎ
ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻋﺸﺮة أﺿﻌﺎف أﺣﻴﺎﻧﺎ.
ﻟﻘﺪ اﻟﺘﻌﺮف اﻻ^ن ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻃﺒﻘﺎت ﺿﻤﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻟـﻘـﺎرﻳـﺔ: اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ
٣
وﺗﺘﺮاوح ﺳﻤﺎﻛﺘﻬﺎ ﺑ ٢٬٠١ ﻛﻢ وﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ٢٬٢ غ/ﺳﻢ
ﻫﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ وﺗﺘﺮاوح ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟـﻄـﻮﻟـﻴـﺔ ﻣـﺎﺑـ
٥٬٠ و٨٬١ ﻛﻢ/ث. وإﻟﻰ اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﻫﻲ أﻛﺜﺮ ﻛﺜﺎﻓﺔ ٤٬٢ ــ
٦٬٢ غ/ﺳﻢ٣ وﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ٥-٢٬٦ ﻛﻢ/ث أﻣﺎ ﺳﻤﺎﻛﺘﻬﺎ ﻓـﺘـﺘـﺄرﺟـﺢ
ﺑ ٠١ و٠٢ ﻛﻢ وﺗﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر اﻟﻐـﺮاﻧـﻴـﺖ ﺧـﺎﺻـﺔ واﻟـﻐـﻨـﻴـﺲ وﻣـﻦ ﻣـﻮاد
أﺧﺮى ﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ وﻣﺘﺤﻮﻟﺔ. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎﺗﻈﻬﺮ ﻫﺬه اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻐﺮاﻧﻴﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ
ﻣﻜﻮﻧﺔ اﻟﺪروع اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻛﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺣـﻮض اﻟـﺒـﺤـﺮ اﻷﺣـﻤـﺮ. وﻋـﻤـﻮﻣـﺎ ﺗـﻐـﻄـﻲ
اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ اﳉﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻐﺮاﻧﻴﺘﻴﺔ. أﻣﺎ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺪﻧﻴﺎ
)×٥( م. ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ١٨٩١.
02
اﻟﻘﺸﺮة اﶈﻴﻄﺔ
ﻗﺎع اﶈﻴﻂ
ﺣﻮض ﻣﺤﻴﻄﻲ
اﻟﻘﺸﺮة اﻟﻘﺎرﻳﺔ
اﻟﻘﺎرة
ﻗﺸﺮة اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ
)ﻣﻘﻌﺮ ﺑﻨﺎﺋﻲ(
ﺧﺎﻧﻖ
ﺟﺰر ﻗﻮﺳﻴﺔ
ﺑﺤﺎر ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ
ﻫﺎﻣﺶ ﻗﺎري
اﻟﻘﺸﺮة
اﶈﻴﻄﺔ
ﻗﺎع
اﶈﻴﻂ
ﻗﺸﺮة ﻏﻮرﻳﺔ
اﻧﻬﺪاﻣﻴﺔ
ﺟﺒﺎل
ﻣﺤﻴﻄﻴﺔ
ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ
اﻟﺸﻜﻞ )٢(
ﺑﻨﻴﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ: اﻟﻘﺎرﻳﺔ واﶈﻴﻄﻴﺔ
١- ﻃﺒﻘﺔ رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻣﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﶈﻴﻄﺎت ﻣﻊ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ٢- ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ ٣- ﻃﺒﻘﺔ اﻟﺒﺎزﻟﺖ. ٤- ﺎزج ﺑﺎزﻟﺘﻲ وﺻﺨﻮر اﻟﻮﺷﺎح
اﻟﻌﻠﻴﺎ ٥- ﻃﺒﻘﺔ وﺷﺎح ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ. ٦- ﻃﺒﻘﺔ وﺷﺎح ﻋﻠﻴﺎ ﻛﺒﻴﺮة اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ. ٧- ﻃﺒﻘﺔ وﺷﺎح ﻋﻠﻴﺎ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر إﻳﻜﻠﻮﻏﻴﺔ.
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
12
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻟﻘﺎرﻳﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ذات ﻛﺜﺎﻓﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٨٬٢-٣٬٣غ/ﺳﻢ٣ وﺗﺼﻞ
ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ إﻟﻰ ٦-٦٫٧ ﻛﻢ/ث. اﻟﺼﺨﻮر ﻫﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻛﺜـﺎﻓـﺔ وﺛـﻘـﻼ
وﺗﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ ﺻﺨﻮر اﻟﺒﺎزﻟﺖ واﻟﻐﺎﺑﺮو ﻟﺬا ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺒﺎزﻟﺘﻴﺔ.
وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺒﺎزﻟﺘﻴﺔ ﻛـﺎﻣـﻼ. أﻣـﺎ ﺳـﻤـﺎﻛـﺘـﻬـﺎ
ا ﺘﻮﺳﻄﺔ ﻓﺘﺒﻠﻎ ٥١-٥٢ ﻛﻢ وﻗﺪ ﺗﺼـﻞ إﻟـﻰ ٠٤ ﻛـﻢ. ـﺜـﻞ اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ
اﶈﻴﻄﻴﺔ اﳉﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ اﻟﻘﺎرﻳﺔ
ﺑﺎﺧﺘﻔﺎء ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ وﺑﺴﻤﺎﻛﺘﻬﺎ اﻷﻗﻞ.
وﻟﻘﺪ ﺟﺮت اﻟﻌﺎدة اﻻ^ن ﻋﻠﻰ أن اﻟﺘﻤﻴـﻴـﺰ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﻴـﻌـﺎن اﶈـﻴـﻄـﻴـﺔ ﺛـﻼث
ﻃﺒﻘﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻫﻲ: اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﺛﻢ اﻟﺮﻛﻴﺰة ﺛﻢ اﻟﻄﺒﻘـﺔ اﶈـﻴـﻄـﻴـﺔ.
ﻓﺎﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﻤﺎﻛﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻛـﻢ واﺣـﺪ وﺗـﺨـﺘـﻔـﻲ ﻓـﻲ
اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻨﺤﺪرة وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ أﻗﺪام اﻟﻘﺎرات. ﳒﺪ ﲢـﺖ اﻟـﻄـﺒـﻘـﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ
ﻃﺒﻘﺔ أﺧﺮى ﺗﺒﻠﻎ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ٥٬٤-٥٬٥ ﻛﻢ/ث و ﺜﻞ اﻟﻄﺒﻘﺔ
اﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. وﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﺮﻛﻴﺰة وﺗﺘﺴﻢ ﺑﺴﻄـﺢ ﻣـﺘـﻤـﻮج وﺳـﻤـﺎﻛـﺘـﻬـﺎ ﻏـﻴـﺮ
ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ إذ ﺗﺘﺮاوح ﺑ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﻳﻦ وﺛﻼث ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أواﺳﻂ وﻫﻮاﻣﺶ
اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي. وﺗﺘﻜﻮن اﻟﻄﺒﻘﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳـﻲ ﻣـﻦ ﺻـﺨـﻮر اﻟـﺒـﺎزﻟـﺖ اﻟـﺘـﻲ
ﺗﺪﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﺎع اﶈﻴﻂ وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺘﺨﻠﻠﻬﺎ اﻟـﺼـﺨـﻮر اﻟـﺮﺳـﻮﺑـﻴـﺔ وﻻ ﺗـﻜـﻮن
ﻏﻄﺎء ﻛﺎﻣﻼ ﻣﺴﺘﻤﺮا. أﻣﺎ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أي اﶈﻴﻄﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻷﻛﺜﺮ ﲡﺎﻧﺴﺎ
وﺗﺼﻞ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ إﻟﻰ )٥٣٬٦ -٧٬٦ ﻛﻢ/ث وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﺳﻤﺎﻛﺘﻬﺎ
وﺳﻄﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﺗﺼﻞ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي إﻟﻰ ٧-
٩ ﻛﻢ. وﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﺨﻮر ﺣﺎﻣﻀﻴﺔ ﻛﺎﻟﻐﻨﻴﺲ واﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ وأﺧﺮى
ﻗﻠﻮﻳﺔ ﻛﺎﻟﺴﺮﺑﻨﺘ واﻟﻐﺎﺑﺮو.
وﻫﻜﺬا ﻧﺮى اﻟﻔﺮوق اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﻘﺸﺮﺗ اﻟﻘﺎرﻳﺔ واﶈﻴﻄﻴﺔ
ورﻏﻢ أن اﻷﺧﻴﺮة أﻗﻞ ﺳﻤﺎﻛﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ اﻷﻛﺜﺮ ﺛـﻘـﻼ وﻛـﺜـﺎﻓـﺔ ﻟـﺬا ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﻛـﺜـﻴـﺮا
ﻣﺎﺗﻐﻮص ﲢﺖ اﻟﻘﺎرﻳﺔ ﻣﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﻧﻄﺎﻗﺎت زﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ﻋـﻨـﻴـﻔـﺔ ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ
اﻟﻴﺎﺑﺎن واﻟﺘﺸﻴﻠﻲ.
٢ ـ اﻟﻮﺷﺎح )اﻟﻐﻼف اﳌﺘﺤﺠﺮ( ﻣﻌﻄﻒ أو ﺳﺘﺎر اﻷرض
ﻳﻘﻊ ﲢﺖ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ و ﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﻋﻤـﻖ ٠٠٩٢ ﻛـﻢ داﺧـﻞ
اﻷرض. وﻳﻘﺴﻢ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘـﺰازﻳـﺔ إﻟـﻰ ﺟـﺰءﻳـﻦ
22
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
اﻟﻌﻠﻮي وﻳﺘﻀـﻤـﻦ ﺷـﺮﻳـﺤـﺘـ ) (B,Cو ﺘﺪان ﺣﺘﻰ ﻋـﻤـﻖ ٠٠٩-٠٠٠١ ﻛـﻢ. أﻣـﺎ
اﳉﺰء اﻟﺴﻔﻠﻲ ﻓﻴﻘﻊ ﺑ ﻧﻘﻄﺘﻲ اﻟﻌﻤﻖ ٠٠٩-٠٠٠١ و٠٠٩٢ ﻛﻢ )اﻟﺸﻜﻞ ٣(.
وﺗﺪل ا ﻌﻄﻴﺎت ا ﺒﺎﺷﺮة ﻋﻦ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ وا ﻌﻄﻴﺎت اﺨﻤﻟﺒﺮﻳﺔ أن ا ﺎﻧﺘﻴﺎ
ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ وﺗﺒﺮز ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر وا ﺮﻛﺒﺎت اﻟﻘﻠﻮﻳﺔ واﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻘﻠﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ
اﻟﺒﺎزﻟﺖ واﻟﻐﺮاﻧﺎت واﻟﺒﻴﺮوﻛﺴ واﻷوﻟﻴﻔ .
وﺷﺎح ﻋﻠﻴﺎ
وﺷﺎح دﻧﻴﺎ
اﻟﻨﻮاة
اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ
ﺧﺎرﺟﻴﺔ
اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ
داﺧﻠﻴﺔ
ﺷﻜﻞ )٣(
ﻃﺒﻘﺎت اﻷرض
اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
اﻟﻮﺷﺎح: اﻟﻌﻠﻴﺎ
اﻟﺪﻧﻴﺎ
اﻟﻨﻮاة: اﳋﺎرﺟﻴﺔ
اﻹﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ
اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ
A
B-C
”D’-D
E
F
G
32
اﻟﺰﻻزل
٣- اﻟﻨﻮاة
ﺗﻘﺴﻢ ﺑﺪورﻫﺎ إﻟﻰ ﻗﺴﻤ ﺧﺎرﺟﻲ ) (Eو ﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﻋﻤﻖ ٠٨٩٤ﻛﻢ وﻫﻨﺎك
ﺷﺮﻳﻂ اﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٨٩٤ - ٠٢١٥ ﻛﻢ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﺒﺮز اﻟﻨﻮاة اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ
) (Gوﺗﻘﻊ ﲢﺖ ﻋﻤﻖ ٠٢١٥ ﻛﻢ وﺣﺘﻰ ﻣﺮﻛﺰ اﻷرض ٠٧٣٦ﻛﻢ. ﻳﻈﻦ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء
ﺣﺎﻟﻴﺎ أن اﻟﻨﻮاة ﻣﺆﻟﻔﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﻣﻦ اﳊﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ اﻟﻨﻴﻜﻞ واﻟﻜﺒﺮﻳﺖ)×٦(.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ أن ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ) (Pﻓﻲ أﺳﻔﻞ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
ﺗﺒﻠﻎ وﺳﻄﻴﺎ ٥٬٦ - ٧ وﺣﺘﻰ ٤٬٧ ﻛﻢ/ث. أﻣﺎ اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻓﺘﺒﻠﻎ ٧٬٤ -٨٬٣ ﻛﻢ/ث
وﻳﻼﺣﻆ أن اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺤﺪ اﻫﺘﺰازي
واﺿﺢ ﺟﺪا ﺗﺼﻞ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻓﻴﻪ إﻟﻰ ٩٫٧-٨ ﻛﻢ/ث وﺗﺰﻳـﺪ ﻓـﻲ
ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ. واﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﺑﺤﺪود ٥٬٤-٧٬٤ ﻛﻢ/ث.
وﻳﻌﺮف ﻫﺬا اﳊﺪ ا ﺘﺴﻢ ﺑﺴـﺮﻋـﺔ أﻣـﻮاج ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ ﺑـﺴـﻄـﺢ ) (Mﻧﺴﺒﺔ ﻟﻠـﻌـﺎﻟـﻢ
ﻣﻮﺧﻮروﻓﻴﺘﺶ اﻟﻴﻮﻏﺴﻼﻓﻲ. وﻫﺬا اﻟﺴﻄـﺢ ﻫـﻮ اﻟـﺬي ﻳـﻔـﺼـﻞ ﺑـ اﻟـﻘـﺸـﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ وﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. وﻟﻘﺪ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﲢﺪﻳﺪ ﺷﺮﻳﺤﺔ
)أﻓﻖ( ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠـﺒـﺮاﻛـ واﻟـﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ ﺗـﻌـﺮف ﺑـﺎﺳـﻢ
اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ أو اﻟﺮﺧﻮة أي Astenosphereوﻫﻲ أﻛﺜﺮ ﻟﻴﻮﻧﺔ وأﻗﻞ ﺻﻼﺑﺔ
ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وا ﺎﻧﺘﻴﺎ. و ﺎ ﻳﺆﻳﺪ ذﻟﻚ ﺗﺒﺎﻃﺆ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
ﺿﻤﻨﻬﺎ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﻨﺎﻗﻠﻴﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺗﺰداد ﻫﻨﺎ ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ وﺿـﻊ ﺧـﺎص
ﺗﻌﻴﺸﻪ ا ﺎدة ﻫﻨﺎ. ﻛﻤﺎ أن ﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ أﻗﻞ ﺑﻜﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻄـﺒـﻘـﺎت اﻷﻋـﻠـﻰ
واﻷدﻧﻰ. وﻋﻤﻘﻬﺎ ﻣﺘﺒﺎﻳﻦ ﻳﻘﻊ ﺑ ٠٨ و٠٢١ ﻛﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ و٠٠٢-٠٥٢ ﻛﻢ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى. ﲢﺖ اﻟﻘﺎرات ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﲢﺖ اﶈﻴﻄﺎت ٠٠٣ -
٠٠٤ ﻛﻢ. ﺗﺘﻮﺿﺢ اﻟﻄﺒﻘﺔ ﺟﻴﺪا ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ وﺟـﻮد اﻟـﺰﻻزل واﻟـﺒـﺮاﻛـ وﻗـﺪ ﻻ
ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻤﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ٠٢-٥٢ ﻛﻢ. وﻟﻜﻨﻬﺎ أﻋﻤﻖ ﺑﻜﺜﻴـﺮ ﻓـﻲ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ اﳋـﺎﻟـﻴـﺔ ﻣـﻦ
اﻟﺰﻻزل. وﻳﻔﺴﺮ اﻧﺨﻔﺎض ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟﻌﺮﺿـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻄـﺒـﻘـﺔ
اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺑﺬوﺑﺎن ﺟﺰﺋﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ٠١% ﻣﻦ ﺣﺠﻤﻬﺎ وذﻟـﻚ
ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﺪرﺟﺎت اﳊﺮارة ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻖ وﻻرﺗـﻔـﺎع ﻗـﻴـﻢ اﻟـﻀـﻐـﻂ
ﺑﻮﺗﻴﺮة أﻗﻞ ﻣﻦ ﺗﺰاﻳﺪ اﳊﺮارة)×٧(.
ﻛﻤﺎ أن ﻟﺰوﺟﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻻ ﺗﺸﺒـﻪ اﻟـﻄـﺒـﻘـﺎت اﺠﻤﻟـﺎورة وﺗـﺨـﺘـﻠـﻒ
.(6*) Jhon, Hedgson. Earthquakes and Earth Structure
)×٧( غ. ف. ﻓﻮﻳﺘﻜﻴﻔﻨﺞ: ﺗﻄﻮر ﻛﻴﻤﻴﺎء ا ﻈﻮﻣﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ. ﻧﺎؤوﻛﺎ ٩٧٩١.
42
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
ﺳﻤﺎﻛﺘﻬﺎ أﻓﻘﻴﺎ ﻛﺬﻟﻚ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﻧﺮى أن ﻟﻬﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ دورا ﻣﻬﻤـﺎ
ﻓﻲ ﻇﻬﻮر اﻟﺒﺮاﻛ وﺗﺸﺎرك ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﲢـﺮك اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮﻫﺎ وﺗﺴﺎﻋﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. وﻳﻼﺣﻆ أن ﺳﺮﻋﺔ
اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺗﺰداد ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﲢﺖ اﻟﻄﺒﻘﺔ ا ﺬﻛﻮرة إذ ﺗﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ
ﻋﻤﻖ ٠٠٩ - ٠٠٠١ ﻛﻢ إﻟﻰ ٦٬٣١ ﻛﻢ/ ث ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ و٢٬٧ - ٣٬٧
ﻛﻢ/ث ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺮﺿﺎﻧﻴﺔ. وﻋﻨﺪ اﻟﻌﻤﻖ ٠٠٩٢/ﻛﻢ ﳒﺪ ﺳﻄﺤﺎ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺎ ا^ﺧﺮ
ﺗﻬﺒﻂ ﻓﻴﻪ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟـﻴـﺔ إﻟـﻰ ١٬٨ ﻛـﻢ/ث. وﻟـﻜـﻦ ﺗـﺒـﺪأ ﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ
اﻟﺴﺮﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻳﺪ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻨﻮاة اﳋـﺎرﺟـﻴـﺔ ﻓـﺘـﺼـﻞ إﻟـﻰ ٤٬٠١-
٥٫٠١ ﻛﻢ/ث وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻬﺒﻂ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ) (Fاﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑ اﻟﻨﻮاﺗ
اﳋﺎرﺟﻴﺔ واﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﺘﺼﻞ إﻟﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ٠١ﻛﻢ/ث وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻠﺒﺚ أن ﺗﺘﺰاﻳﺪ
ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ) (Gوﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٢٫١١ - ٣٬١١ ﻛﻢ/ث. وﻳﺠﺐ أن
ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﺎﻧﻴﺔ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺑﻌﺪ ﻋﻤﻖ ٠٠٩٢ﻛﻢ. أي ﻋﻨﺪ ﺣـﺪود
اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ . )ﺷﻜﻞ ٤(.
vp.vs.kmr
p
21
01
D
FG
E
8
S
BC
0003 0002
0006 0005 0004
ﺷﻜﻞ)٤(
ﺳﺮﻋﺔ ا ﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ داﺧﻞ اﻷرض ﻛﻢ/ث
= Pﻃﻮﻟﻴﺔ
6
4
0001
= Sﻋﺮﺿﻴﺔ
وﻫﻜﺬا ﳒﺪ ﺎ ﺳﺒﻖ وﺟﻮد ﻃﺒﻘﺎت ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺼﻼﺑﺔ واﻟﺴﻴﻮﻟﺔ
وذات ﺳﺮﻋﺎت ﻣﻮﺟﻴﺔ اﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ. وﻟﻬﺬا اﻟﻮاﻗـﻊ دور ﻣـﻬـﻢ ﻓـﻲ ﺣـﺮﻛـﺔ
ا ﻮاد ﺿﻤﻦ اﻷرض وﺗﺆﺛﺮ اﳊﺮﻛﺔ ا ﺬﻛﻮرة ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺮار اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼﺨـﺮﻳـﺔ
اﻷرﺿﻴﺔ وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺜﻞ اﻟﺴﺒﺐ ا ﺒﺎﺷﺮ ﻻﻧﺴﻴﺎح اﻟﻜﺘـﻞ اﻟـﻘـﺎرﻳـﺔ وﳊـﺪوث
اﻟﺰﻻزل.
52
اﻟﺰﻻزل
اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ واﻟﻀﻐﻂ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض
ﺘﻮﺳﻄﺔ ٢٥٬٥ غ/ﺳﻢ٣. أﻣﺎ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
ﺗﻌﺎدل ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻷرض ا
اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺗـﺘـﺮاوح ﺑـ ٥٬٢ و٣ غ/ﺳـﻢ ووﺳﻄﻴـﺎ ٨٬٢ غ/ﺳـﻢ وإذا ﻣـﺎ
ﻗﺎرﻧﺎ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻊ وﺳﻄﻲ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻷرض ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﻗﻴﻢ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ
ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ. وﺑﺎﻟـﻮاﻗـﻊ ﺑـﻌـﺪ اﻟـﺴـﻄـﺢ ) (Mﺗﺮﺗﻔﻊ اﻟﻜـﺜـﺎﻓـﺔ
ا ﺘﻮﺳﻄﺔ إﻟﻰ ٤٬٣ غ/ﺳﻢ٣ وﺗﻨﻮف ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٠٩٢ ﻛﻢ ﻋﻦ ٦-٥ غ/ﺳﻢ٣. وﻋﻨﺪ
اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﻐﻼف ا ﺎﻧﺘﻲ إﻟﻰ اﻟﻨﻮاة ﺗﻘﻔﺰ اﻟﻜﺜﺎﻓـﺔ إﻟـﻰ ١١-٥٬١١ غ/ﺳـﻢ٣
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻋﻦ ٥٬٢١-٣١ غ/ﺳﻢ )ﺷﻜﻞ ٥-٦(.
٣
ﺳﻢ٣
اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ
٥١
٣
٠١
٥
٠
١
٢
٣
٤
٥
اﻟﻌﻤﻖ
آﻻف
ﻛﻢ
٦
اﻟﺸﻜﻞ )٥(
اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ غ/ﺳﻢ٣
اﻟﺘﺴﺎرع اﻟﺜﻘﻠﻲ
٠٠٠١
٠٠٥١
٠٠٥
ﺳﻢ/ث٢
٠
١
٢
٣
٤
٥
٦
اﻟﺸﻜﻞ )٦(
اﻟﺘﺴﺎرع اﻟﺜﻘﻠﻲ ﺳﻢ/ث٢
62
اﻟﻌﻤﻖ
آﻻف
ﻛﻢ
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
واﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﻣﺎﺳﺒﻖ ﻧﺮى ﺗﺰاﻳﺪا ﻣﻄﺮدا ﻓﻲ ﻗﻴﻢ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ داﺧﻞ اﻷرض)×٨(
وﻟﻜﻦ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻟﺼﻮرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺘﺰاﻳﺪ اﻟﻀﻐﻂ
ﻣﻊ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻷرض. ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺒ ﻓﻲ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ:
اﳉﺪول )١(
اﻟﻌﻤﻖ ﻛﻢ
اﻟﻀﻐﻂ
ﻣﻠﻴﻮن
٠٤
١×)٠١(٣
٠٧٣٦
٠٠٠٥
٠٠٩٢
٠٠٠١
٠٠٤
٠٠١
٣ ١٦٣×)٠١(٣
٣ ٧٣١×)٠١(٣
١٬٣×)٠١(٣ ٤١×)٠١(٣
٢١٣×)٠١(
٥٣×)٠١(
ﺑﺎﺳﻜﺎل
وﻛﺬﻟﻚ ﳒﺪ أن ﺗﺴﺎرع اﻟﺜﻘﺎﻟـﺔ ﻳـﺨـﺘـﻠـﻒ ﺑـﻮﺿـﻮح ﻓـﻴـﺒـﻠـﻎ ﻋـﻨـﺪ اﻟـﺴـﻄـﺢ
اﳋﺎرﺟﻲ ﻟﻸرض ٢٨٩ﺳﻢ/ث٢ وﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٧٢٬٠١/ث٢ ﻓﻲ أﺳﻔﻞ ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ
إﻻ أن ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘـﺴـﺎرع ﺗـﻬـﺒـﻂ ﺑـﺴـﺮﻋـﺔ ﻣـﻊ اﻻﻗـﺘـﺮاب ﻣـﻦ ﻧـﻮاة اﻷرض ﻓـﻔـﻲ
اﻟﻄﺒﻘﺔ ) (Fﺗﻌﺎدل ٢٥٤ ﺳﻢ/ث٢ وﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٠٠٦ ﻛﻢ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٦٢١ ﺳﻢ/
ث٢ وﺗﺒﻠﻎ اﻟﺼﻔﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻷرض ٠٧٣٦ ﻛﻢ.
اﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ
ﺜﻞ اﻷرض ﻛﺮة ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﲢﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﻗﻮى اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ.
واﻟﺴﺎﺣﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻘـﻄـﺒـ وﻫـﻤـﺎ اﻻ^ن ﻗـﺮﻳـﺒـﺎن ﺟـﺪا ﻣـﻦ ﻧـﻘـﻄـﺘـﻲ اﻟـﻘـﻄـﺒـ
اﳉﻐﺮاﻓﻴ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ واﳉﻨﻮﺑﻲ. ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮف ﺻﺨﻮر ﻗﺪ ﺔ ﻐﻨﻄﺔ ﲢﺘﻮي
ﻋﻠﻰ اﳊﺪﻳﺪ ا ﻤﻐﻨﻂ ووﺟﺪ أن اﲡﺎه اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﻳﺘﻔـﻖ ﻣـﻊ اﲡـﺎه اﻟـﻘـﻄـﺒـ
ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴ ا^ﻧﺬاك.
وﻫﺬا ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻟﻸرض ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﻮر
اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة. إذ أﺻﺒﺢ اﻟﻘﻄﺐ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺟﻨﻮﺑﻴﺎ واﻟﻌﻜـﺲ أي
ﺣﺪوث ﻣﺎﻳﻌﺮف ﺑﺎﻧﻘﻼب اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻟﻸرض. وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺪراﺳﺎت
اﳊﺪﻳﺜﺔ إﻟﻰ وﺟﻮد دورﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺒﺪل ﻣﺮﻛﺰي اﻟﻘﻄﺒ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴ وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ
ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻫﺬه اﻟﺪورﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ وزﺣﻒ اﻟﻘﺎرات. وﻫﺬه اﻟﺘﺒﺪﻻت ﺳـﺘـﻨـﻌـﻜـﺲ
ﻋﻠﻰ ﺗﻮزع ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ إذ إﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺒﺪل ﻣﻦ دورة إﻟﻰ
أﺧﺮى.
)×٨( م. م. ﺟﻮﻛﻮف. أﺳﺲ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٣٧٩١.
72
اﻟﺰﻻزل
ﺣﺮارة اﻷرض
ﺗﺘﻠﻘﻰ اﻷرض اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺪرﻳﻦ اﻷول اﻟﺸﻤﺲ وﻫﻮ اﻷﺳﺎس
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﺰء اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وﺑﻌـﻤـﻖ ﻻ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ ٨٢-٠٣ م
وﺳﻄﻴﺎ. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺒﺮز دور ا ﺼﺪر اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻫﻮ اﻟﻄﺎﻗـﺔ اﳊـﺮارﻳـﺔ ﻟـﺒـﺎﻃـﻦ
اﻷرض. وﺗﺒﺪأ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻫﺬه اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﺑﻌﺪ ﺧﻂ اﳊﺮارة اﻷرﺿﻲ اﻟﺜﺎﺑﺖ
اﻟﺬي ﺗﻌﺎدل ﺣﺮارﺗﻪ ا ﺘﻮﺳﻂ اﳊﺮاري اﻟﺴﻨﻮي ﻜﺎن ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض.
ﻓﻔﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﻤﻖ ﻫـﺬا اﳋـﻂ ٨٢م وﺗـﻌـﺎدل ﺣـﺮارﺗـﻪ ٣٢٫١١ درﺟـﺔ وﻫـﻮ
ﻣﺘﻮﺳﻂ اﳊﺮارة اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎرﻳﺲ. وﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺒﻠﻎ ﺣﺮارة ﻫﺬا اﳋﻂ
٢٫٤ درﺟﺔ وﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٢م. ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻌﺪ ﻫـﺬا اﻟـﻌـﻤـﻖ )اﳋـﻂ ا ـﺘـﻮﺳـﻂ(
ﺣﺮارة اﻷرض ﺑﺎﻟﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺄﺛﻴﺮات اﻟﺘﻴﺎرات اﳊﺮارﻳـﺔ
ا ﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. وﺗﺨﺘﻠﻒ ﺷﺪة اﻟﺘﺰاﻳﺪ اﳊﺮاري ﻣﻦ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ إﻟـﻰ
أﺧﺮى. ﻓﺎ ﻨﺎﻃﻖ اﻟﻬﺎدﺋﺔ زﻟﺰاﻟﻴﺎ وﺣﺮﻛﻴﺎ ﺗﺰاﻳﺪ ﺣﺮارﺗﻬﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﻧﺴﺒﻴﺎ. أﻣﺎ
ﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ وﻗﺮب اﻟﺼﺪوع اﻟﻜﺒﻴـﺮة وﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﳋـﻔـﺲ
واﻻﻧﻬﺪاﻣﺎت ﻓﺎﻷﻣﺮ ﺧﻼف ذﻟﻚ. وﺗﻘﺎس ﺷﺪة اﻟﺘﻴﺎر اﳊﺮاري ﺑﺎﳊﺮﻳﺮات
)اﻟﺴﻌﺮات( ا ﺘﺪﻓـﻘـﺔ ﻣـﻦ ﺳـﻢ٢ واﺣﺪ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻴﺔ )ﺣـﺮﻳـﺮة/ ﺳـﻢ٢/ث(. وﺗﺼﻞ
ﺷﺪة ﻫﺬا اﻟﺘﻴﺎر ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻬﺎدﺋﺔ زﻟـﺰاﻟـﻴـﺎ ﻛـﺎﻟـﻘـﻮاﻋـﺪ اﻟـﻘـﺪ ـﺔ واﻟـﺪروع
اﻟﻘﺎرﻳﺔ إﻟﻰ )٩٫٠ - ٢٫١ ﻣﻚ. ك. ﺳﻢ٢. ث(. أﻣﺎ ﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳉﺒﻠﻴﺔ ﻓﻘﻴﻤﻬﺎ
ﻣﺘﺒﺪﻟﺔ إذ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺒﻠﻎ ٢ - ٤ ﻣﻚ. ك
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى. وﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن ﻗﻴﻤﻪ ﻓﻲ ﻗﻴﻌﺎن اﶈـﻴـﻄـﺎت ﻗـﺮﻳـﺒـﺔ ﻣـﻦ
اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻘﺎرﻳﺔ أي ﻌﺪل ١٫١ - ٢٫١ ﻣﻚ. ك وﻟﻜﻦ ﻓـﻲ ﻣـﺮاﻛـﺰ
ا ﻨﺎﻃﻖ اﻻﻧﻬﺪاﻣﻴﺔ وﺳﻂ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﶈﻴﻄﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ )٢ ﻣﻚ. ك( وﻓﻲ
ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت ﻗﺪ ﺗﺒﻠﻎ ٦-٨ ﻣﻚ. ك وﻫﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻓﻲ وﺳـﻂ اﻟـﺒـﺤـﺮ
اﻷﺣﻤﺮ اﻻﻧﻬﺪاﻣﻲ وﻫﻲ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ. وﺑﺎﻟﻨﺴـﺒـﺔ ﻟـﻸرض ﻋـﺎﻣـﺔ
ﺗﺼﻞ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻴﺎر اﳊﺮاري اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﻟﻸرض إﻟﻰ ٤٫١ - ٥٫١ ﻣﻞ. ك ﺳﻢ٢. ث.
أﻣﺎ ﻣﺼﺪر اﳊﺮارة ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺤﻂ ﺧﻼف ﻛﺒﻴﺮ ﺑ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻻ أن ﻣـﺼـﺪره
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎط اﻹﺷﻌﺎﻋﻲ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ
وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم:
اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم ) ٢٣٨U ٢٣٥Uو) ٢٣٢Thﺛﻮرﻳﻮم( واﻟﺒﻮﺗﺎس ٤٠K
إﻟﺦ(.
وﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸرض أن ﺗﻮزع اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ا ﺬﻛﻮرة ﻟﻴﺲ ﺑﺎ ﺘﻤﺎﺛﻞ
82
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
ﻓﻬﻲ أوﻓﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر اﳊﺎﻣﻀﻴﺔ اﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻠﻴﺲ ﻛﺎﻟـﻐـﺮاﻧـﻴـﺖ وأﻗـﻞ ﻓـﻲ
اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻘﻠﻮﻳﺔ )اﻟﺒﺎزﻟﺖ واﻟﻐﺎﺑﺮو( وﺗﻘﻞ ﻫﺬه ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺑﻌﺸﺮ ﻣﺮات ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ.
و ﻜﻦ اﻟﻘﻮل اﺳﺘﻨﺎدا ﺎ ﺳﻠﻒ أن اﻟﻘﺸﺮات اﻟﻘﺎرﻳﺔ اﻷﻏﻨﻰ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ أﻏﻨﻰ
ﺣﺮارﻳﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﺒﺎزﻟﺘﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﺮوق ﻛﺒﻴﺮة
ﺑ اﻟﻘﺸﺮﺗ . وﻳﻔﺴﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺑﺄن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ
ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض إﻟﻰ اﻟﻘﺎرات ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻨﻘﻞ اﳊﺮاري اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻻﻧﺸﻄـﺎري
اﳉﺰﻳﺌﻲ. أﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﻌﺎن اﶈﻴﻄﺎت ﻧﺮى إﺿﺎﻓﺔ ﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﻘﻼ ﺣﺮارﻳﺎ ﺗﻴﺎرﻳﺎ
ﺗﺼﺎﻋﺪﻳﺎ ﻳﺮ ﻗﻴﻢ اﻟﻔﺮوق ﻓﻲ ا ﻮاد ا ﺸﻌﺔ ﺑ اﻟﻘﺸﺮﺗ اﶈﻴﻄﻴﺔ واﻟﻘﺎرﻳﺔ.
وﻧﺘﻴﺠﺔ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﻧﺮى أن ﺧﻂ اﳊﺮارة ا ﺘﺴﺎوي ٠٠٥١ ﻳﻘﻊ ﲢﺖ اﶈﻴﻄﺎت
ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٠١ ﻛﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺼﻞ ﻋﻤﻘﻪ إﻟﻰ ٠٠٢ ﻛﻢ ﲢﺖ اﻟﻘﺎرات ﺎ ﻳﻌﻮض
ﻧﻘﺺ ا ﻮاد ا ﺸﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮات اﶈﻴﻄﻴﺔ.
إن ا ﺼﺪر اﻻ^ﺧﺮ ﻟﻠﺤﺮارة ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﺮز اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻟﻠﻤﻮاد ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض
وﻟﻜﻦ دورﻫﺎ ﺛﺎﻧﻮي ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎ ﺼﺪر اﻷول)×٩(.
ﻟﻘﺪ أﺷﺮﻧﺎ ا^ﻧﻔﺎ إﻟﻰ ﺗﺰاﻳﺪ درﺟﺔ اﳊﺮارة ﻛﻠﻤﺎ ﻫﺒﻄﻨـﺎ إﻟـﻰ اﻷﺳـﻔـﻞ ﻣـﻦ
ﺧﻂ اﳊﺮارة اﻟﺜﺎﺑﺖ. ﻟﻬﺬا اﻟﻮاﻗﻊ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﺮى إذ ﻳﻌﻨﻲ أن درﺟﺎت اﳊﺮارة
ﺳﺘﺰداد ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ إﻟﻰ ﻧﻮاة اﻷرض اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ
ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻛﺎﻣﻼ داﺧﻠﻴﺎ وﺧﺎرﺟﻴﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ا ﻈﺎﻫﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
واﳊﺮﻛﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ أي ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺐ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض ﻣـﻦ ﻣـﻈـﺎﻫـﺮ ﺧـﻔـﺾ ورﻓـﻊ
وزﺣﺰﺣﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻗﺎس اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﺰاﻳﺪ اﳊﺮارة ﻓﻲ وﺣﺪة ا ﺴﺎﻓﺔ ا ﻌﺘﻤـﺪة وﻫـﻲ ٠٠١م
وﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﻐﺮادﻳﺎن ) (Gradientأي اﻟﺘﺪرج اﳊﺮاري. ﻛﻤﺎ أﻧﻬﻢ ﻗﺎﺳﻮا ﻛﺬﻟﻚ
ﻣﺎﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﳊﺮارﻳﺔ اﻷرﺿﻴﺔ. وﻫﻲ ا ﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻧـﻬـﺒـﻄـﻬـﺎ
ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض ﻟﺘﺰداد درﺟﺔ اﳊﺮارة درﺟﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ. واﻋﺘﺒﺮت اﻟﺪرﺟﺔ
ﻫﺬه ﻛﻤﻘﻴﺎس ﺣﺮارة ﻜﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻟـﻪ ﻣـﻌـﺮﻓـﺔ أي اﻷﻣـﺎﻛـﻦ أﻛـﺜـﺮ اﺳـﺘـﺠـﺎﺑـﺔ
ﻟﻠﺰﻻزل ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﻓﺔ اﻟﺪرﺟﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﻛﺎن ﺗﺰاﻳﺪ اﳊﺮارة
رأﺳﻴﺎ أﻛﺒﺮ. وﺑﻜﻠﻤﺔ أﺧﺮى اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ اﺨﻤﻟﺰوﻧﺔ ﻫﻨﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ
اﻷﺧﺮى ﻓﻬﻲ إذن ا ﺮﺷﺤﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ ﻟﻠﺰﻟﺰﻟﺔ.
وﻫﻜﺬا إن اﻟﺪرﺟﺔ اﳊﺮارﻳﺔ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﺑﺸﺪة ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى. وﻛﺬﻟﻚ
)×٩( ف. أ. ﻳﺎﻛﻮﺷﻔﺎ وﺳﻮاﻫﺎ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٧٧٩١.
92
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺘﺪرج اﳊﺮاري. وﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﺒﻠﻎ ٠٥١ درﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻢ اﻟﻮاﺣـﺪ وﺗـﺒـﻠـﻎ
اﻟﺪرﺟﺔ ﻫﻨﺎ ٧٦٫٦م ﻛﻤﺎ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ أورﻳﻐﻮن ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜـﻴـﺔ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺘﺪرج اﳊﺮاري ﻋﻠﻰ ٦ درﺟﺎت ﻣﺌﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ اﻟﻮاﺣـﺪ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺪرﺟﺔ اﳊﺮارﻳﺔ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋـﻦ
٧٦١م. وﻫﻜﺬا ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﺘﺪرج اﳊﺮاري ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ
اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻷرﺿﻴﺔ وﺧﻼف ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻬﺎدﺋﺔ زﻟـﺰاﻟـﻴـﺎ وﺑـﺮﻛـﺎﻧـﻴـﺎ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺪ ﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸرض ﻋﺎﻣﺔ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻐﺮادﻳﺎن
أو اﻟﺘﺪرج اﳊﺮاري ٠٣ درﺟﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻴـﻠـﻮ ﻣـﺘـﺮ واﺣـﺪ واﻟـﺪرﺟـﺔ ٣٣م ﻟـﻜـﻞ
درﺟﺔ ﺣﺮارﻳﺔ واﺣﺪة. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ا ﻬﻢ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺘﺪرج اﳊﺮاري
اﻷرﺿﻲ ا ﺬﻛﻮرة ا^ﻧﻔﺎ ﻻ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﻋﻤﺎق اﻷرض ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﺑﻀﻊ
ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﺘـﻠـﺔ اﻷرض. وﻟـﻮﻻ ﻫـﺬا اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻟـﺒـﻠـﻐـﺖ
درﺟﺔ اﳊﺮارة ﻓﻲ ﻧـﻮاة اﻷرض ا^ﻻف اﻟـﺪرﺟـﺎت وﻻﻧـﺼـﻬـﺮت اﻷرض ﻛـﺎﻣـﻼ
وﲢﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻏﺎزات ﻫﺎﺋﻤﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﻀـﺎء. وﻣـﻦ ﻫـﻨـﺎ وﺟـﺪ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء أن ﻗـﻴـﻢ
اﻟﺘﺪرج اﳊﺮاري ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻛﻠﻤـﺎ ﺗـﻌـﻤـﻘـﻨـﺎ ﻓـﻲ ﺑـﺎﻃـﻦ اﻷرض. وﻛـﻤـﺜـﺎل ﻧـﺮى
ﻧﻈﺮﻳﺎ أن ﺣﺮارة اﻷرض ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٠١ﻛﻢ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠٠٠٣ درﺟـﺔ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٠١١-٠٥٢١ درﺟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻖ ﺗﺘﻤﺮﻛـﺰ
اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻮب ﻣﺼﻬﻮرة ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎ ﻬﻞ وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ
ا ﺮاﻛﺰ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻐﺬﻳﺔ اﻟﺒﺮاﻛ ﺑﺎﻟﺼﻬﺎرة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وا ﻌﺪﻧﻴﺔ واﻟﻐﺎزات.
وﻟﻮﲡﺎوزت اﳊﺮارة ﻫﻨﺎ ٠٠٥١ درﺟﺔ ﻟﺼﻬﺮت أﻛﺜﺮ اﻟﺼﺨﻮر و ﺎ اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ
اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﲡﺎوز ﻫﺬه اﻟﻄﺒـﻘـﺔ. وﻫـﻜـﺬا ﳒـﺪ أن ﺗـﺰاﻳـﺪ اﳊـﺮارة
ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻧﺤﻮ ﻣﺮﻛﺰ اﻷرض وﻟﻜﻦ ﺑﺘﺪرج ﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﻤـﺎﺳـﻚ ﻛـﺘـﻠـﺔ اﻷرض.
وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻤﻘﻨﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﺗﺰداد ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺪرﺟﺔ اﳊﺮارﻳﺔ.
اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻮر اﻟﻘﺎﺋﻞ ﺑﺄن اﻟﻨﻮاة اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﺑﺸﻜﻞ رﺋـﻴـﺲ
ﻣﻦ ا ﺮﻛﺒﺎت اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻷرض
اﻟﺘﻮﺻﻞ ﺣﺴﺎﺑﻴﺎ إﻟﻰ اﻷرﻗﺎم أو ا ﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ﺗﺼﻞ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ واﻟﻨﻮاة درﺟﺔ اﻧﺼﻬﺎر اﳊﺪﻳـﺪ إﻟـﻰ ٠٠٧٣
درﺟﺔ وﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻟﻨﻮاة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺗﻌﺎدل ٠٠٣٤ درﺟﺔ ﻟﺬا ﻳﻌﺘﻘﺪ
أن ﺣﺮارة ﻣﺮﻛﺰ اﻷرض ٠٠٠٤-٠٠٠٥ درﺟﺔ وﺑﻌـﻀـﻬـﻢ ﻳـﺮﻓـﻊ اﻟـﺮﻗـﻢ إﻟـﻰ ٠٠٠٦
درﺟﺔ وﻫﻮ اﻷرﺟﺢ.
03
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
ﻟﻘﺪ اﻧﻌﻜﺲ اﻟﺘـﻔـﺎﻋـﻞ ﺑـ ﺗـﺰاﻳـﺪ اﳊـﺮارة ﻧـﺤـﻮ ﻣـﺮﻛـﺰ اﻷرض وﺗـﺰاﻳـﺪ
اﻟﻀﻐﻂ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﺮوف اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺎدة ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض
)ﺷﻜﻞ ٧(. وﻋﻠﻴﻪ ﻧﺮى أن اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﺻﻠﺒﺔ وﻣﺘﺒﻠﻮرة ﻓﻲ اﻷﺳﻔﻞ وذﻟﻚ
ﻷن ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻀﻐﻂ ﻨﻊ ذوﺑﺎن ﺻﺨﻮر اﻷﻋﻤﺎق. ﻓﺎﳊﺮارة ﻫﻨﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ
أدﻧﻰ ﻣﻦ درﺟﺔ ذوﺑﺎن اﻟﺼﺨﻮر وﻟﻜﻦ ﻧﺼﺎدف ﻓﻲ ﺑﻌـﺾ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ وﺣـﺘـﻰ
ﺿﻤﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﺟﻴﻮﺑﺎ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﺎ ﻳﺨﻮﻟﻨﺎ ﺑﺎﻹ ﺎن ﺑﻮﺟﻮد أﻣﺎﻛﻦ ﺻﻬﺎرة ﺻﺨﺮﻳﺔ )ﻣﻬـﻞ(
وﻫﻲ ﺑﺆر ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺒﺮاﻛ إذ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر ا ﺼﻬﻮرة واﻟﻐﺎزات
ﻧﺤﻮ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﻷﻋﻠﻰ.
٠٠٠٥
٠٠٠٤
٠٠٠٣ درﺟﺔ
٠٠٠٢ اﳊﺮارة
٠٠٠١
١
٣
٠٧٣٦
٠٠١٥
٢
٠٠٠٤ ٠٠٩٢ ٠٠٠٢
اﻟﻌﻤﻖ ﻛﻢ
٠٠٠١
اﻟﺸﻜﻞ)٧(
١- ﺣﺮارة اﻧﺼﻬﺎر ا ﻮاد ٢- ﺣﺮارة اﻷرض اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ
٣- ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻧﺼﻬﺎر ا ﻮاد
وﺗﺸﻴﺮ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺑﻨﻮﻋﻴﻬﺎ اﻟﻄﻮﻟﻲ واﻟﻌﺮﺿﻲ إﻟﻰ ﺻﻼﺑﺔ
ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ وذﻟﻚ ﻟﺘﺰاﻳﺪ ﺳﺮﻋﺎﺗﻬﺎ ﺿﻤﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ ﻫﺬه. وﻣﻦ ﻫـﻨـﺎ ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ
اﻟﻌﻠﻤﺎء أن ا ﻮاد ا ﻮﺟﻮدة ﲢﺖ اﻟﻄﺒﻘﺔ ) (Bوﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت ) Cو (Dﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺗﺒﻠﻮر وذﻟﻚ ﻷن ﺷﺪة اﻟﻀﻐﻂ ﻫﻨﺎ ﻨﻊ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺑﻠﻮغ درﺟﺔ اﻻﻧﺼﻬـﺎر
وﻻ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺗﻨﺎﻗﺼﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔـﺔ
وﺿـﻤـﻦ اﻟـﻄـﺒـﻘــﺔ ) (Bﻛـﺬﻟـﻚ. ﻟـﺬا ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ أن اﻟـﺼـﺨـﻮر ﻫـﻨـﺎ ﻗـﺮﻳ ـﺒــﺔ ﻣــﻦ
درﺟﺔاﻻﻧﺼﻬﺎر ور ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر زﺟﺎﺟﻴﺔ أي أن ﺗﺒﻠﻮرﻫﺎ ﻏﻴﺮ واﺿﺢ
وﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺼﻬﻮر ﻓﻌﻼ وﺑﻨﺴﺒﺔ ﻗﺪ ﺗﺼـﻞ إﻟـﻰ ٠١% ﻣـﻦ ﻛـﺘـﻠـﺔ
اﻟﺼﺨﻮر. وﺗﺸﻴﺮ ا ﻌﻄﻴﺎت اﳊﺪﻳﺜﺔ ٨٨٩١-٩٨٩١ إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ ﲢﺘﻮي
ﻋﻠﻰ ﺻﺨﻮر ﺷﺒﻪ ﺳﺎﺋﻠﺔ وأﺧﺮى ﺻـﻠـﺒـﺔ. أﻣـﺎ ﻓـﻲ ﻧـﻮاة اﻷرض اﻷﻣـﺮ أﻛـﺜـﺮ
13
اﻟﺰﻻزل
ﻏﻤﻮﺿﺎ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ا ـﻌـﺮوف أن اﻷﻣـﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ اﻟـﻌـﺮﺿـﻴـﺔ ﻻ ﺗـﺨـﺘـﺮق
اﻟﻨﻮاة اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﺬا ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺻﻠﺒـﺔ وﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ أن ﻗـﺴـﻤـﻬـﺎ
اﻟﻌﻠﻮي ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ. إﻻ أن ﺗﺰاﻳﺪ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج ﻛـﻠـﻤـﺎ اﻗـﺘـﺮﺑـﻨـﺎ ﻣـﻦ
اﻟﻨﻮاة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﲡﻌﻠﻨﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺗﺰاﻳﺪ ﺻﻼﺑﺔ اﻟﻄﺒﻘـﺔ ا ـﺆﻟـﻔـﺔ ﻟـﻨـﻮاة اﻷرض
)اﻟﻨﻮاة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ(. وﻟﻘﺪ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻴﻜـﻮﺑـﺲ ﻋـﻦ ﻫـﺬا اﻟـﻮاﻗـﻊ
ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ )٧( اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻃﺒﻘﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﺼﻬﺎر
ﻧﻈﺮﻳﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺰداد ﺻﻼﺑﺔ اﻷرض ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺘﻲ اﻟﻨﻮاة اﻟﺪاﺧﻠﻴـﺔ
وا ﺎﻧﺘﻴﺎ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﺧﺘﻔﺎء اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ.
وﻫﻜﺬا إن ﺗﻨﺎوﺑﺎ واﺿﺤﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ اﻷرض اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺳﺒﺒﻪ اﺧﺘﻼف واﻗﻊ
اﻟﻈﺮوف اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺒـﻘـﺎت اﻷرض اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ. ﻓـﻔـﻲ اﻷﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﺸـﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ وﲢﺘﻬﺎ ﻃﺒﻘﺔ اﻻﺳﺘﻴﻨﻮﺳﻔﻴﺮ اﻷﻛﺜﺮ ﻟﻴﻮﻧﺔ وﺳﻴﻮﻟﺔ ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ
ا ـﺎﻧـﺘـﻴـﺎ اﻷﻛـﺜـﺮ ﺻـﻼﺑـﺔ وﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ اﻟـﻨـﻮاة اﳋـﺎرﺟـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺸ ـﺒــﻪ ﻃ ـﺒ ـﻘــﺔ
اﻻﺳﺘﻴﻨﻮﺳﻔﻴﺮ )اﻟﻄﺒﻘﺔاﻟﻀﻌﻴﻔﺔ( ﻓﻲ واﻗﻌﻬﺎ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ )اﻻﻧﺼﻬﺎر( ﺛﻢ اﻟﻨﻮاة
اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻷﻛﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ. وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻃﺒﻘﺘﻲ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ واﻟﻨﻮاة
اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ا ﺘﺼﻔﺘ ﺑﺎﻟﺼﻼﺑﺔ ﻟﻴﺴﺘﺎ ﺟﺎﻣﺪﺗ ﺑﻞ إن ا ﻮاد ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ
داﺋﻤﺔ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﺟﺪا وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ ﺮوﻧﺘﻬﺎ وﳊﺮارﺗﻬﺎ. ﻓﻔﻲ ﻃﺒﻘﺔ
ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﺗﻘﺪر ﺳﺮﻋﺔ ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ ﺑﺒﻀﻊ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. وﻣـﻦ ﺧـﻼل
اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﻷﻋﻠﻰ ﻳﺼﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣـﻮاد ا ـﺎﻧـﺘـﻴـﺎ إﻟـﻰ اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ
اﻟﺼﻠﺒﺔ )اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ( وﻏﻴﺮ ا ﺘﺠﺎﻧﺴﺔ )اﻷﻣﺮ اﻷﻫﻢ( وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﺠﻴﺐ
ﳊﺮﻛﺔ ﻣﺎدة ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ﻻ ﻜﻨـﻬـﺎ أن
ﲡﺎري ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻮاد ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﻓﺘﺘﺸﻘﻖ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ إﻟﻰ وﺣﺪات ﺻﺨﺮﻳـﺔ
ﻛﺒﻴﺮة وﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮك ﺣﺴﺐ اﲡﺎه ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻮاد ا ﺎﻧﺘﻴﺎ وﻗﺪ ﺗﻐﻮر أﺟﺰاء ﻣﻦ
اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ )اﻷﺛﻘﻞ( ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻗﻴﻌﺎن اﶈﻴﻄﺎت وﺗﻈﻬﺮ ﻗﺒﺎﻟﺘﻬﺎ اﻟﻘﺎرات
وﺗﺮﺳﻢ ﺣﺪود ﺎس وﺗﻔﺎﻋﻞ ﺑ اﻟﻘﺸﺮﺗ اﻟﻘﺎرﻳﺔ واﶈﻴﻄﻴﺔ وﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ
اﻟﺒﺆر وا ﻮاﻗﻊ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺰﻻزل. )اﻟﺸﻜﻞ ٨(.
23
ﻛﻠﻤﺔ ﻋﻦ أﺻﻞ اﻷرض
ﺧﺎﻧﻖ
ﻣﺤﻴﻄﻲ
ذوﺑﺎن
ﺟﺰر ﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ
ﺟﺰر ﻗﻮﺳﻴﺔ
ﺧﺎﻧﻖ
ﻗﺎري
ذوﺑﺎن
ﻣﺤﻴﻄﻲ
اﺳﺘﻴﻨﻮﺳﻔﻴﺮ
اﺳﺘﻴﻨﻮﺳﻔﻴﺮ
ﻗﺎري
اﻟﺸﻜﻞ )٨(
ﺎذج اﻟﺘﻘﺎء اﻟﻘﺸﺮات اﻻرﺿﻴﺔ: ) (Aﻣﺤﻴﻄﻲ - ﻗﺎري )(B
ﻣﺤﻴﻄﻲ - ﻣﺤﻴﻄﻲ ) (Cﻗﺎري - ﻗﺎري.
33
اﻟﺰﻻزل
43
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
2 ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
ﻟﻘﺪ رأﻳﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷرض ﺑﻨﻴﺔ وﺗﺮﻛﻴﺒﺎ
وﺣﺮارة ووﺟﺪﻧﺎ أﻧﻬﺎ ﺘﻠﻚ ﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮارﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ
ﺗﺘﺤﻮل ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار إﻟﻰ ﻗﻮة ﺣﺮﻛﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﻣـﻦ ﺧـﻼﻟـﻬـﺎ
أﺟﺰاء اﻷرض اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﺑﺎﲡﺎﻫﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ وﲢﺮك
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ا ﻮاد ا ـﻮﺟـﻮدة ﺿـﻤـﻨـﻬـﺎ ﺑـﺄﺷـﻜـﺎل
ﻣﺘﻌﺎﻛﺴﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن وﻣـﺆدﻳـﺔ ﺑـﺬﻟـﻚ إﻟـﻰ
ﺗﺒﺪﻻت داﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮ اﻟﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ ﻓـﺘـﺎرة
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﺗﺎرة ﺗﻐﻮص أﺧـﺮى. وﻣـﻦ ﻫـﻨـﺎ ﺗـﺒـﺪأ
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ اﻟﻈﻬﻮر وﺳـﻨـﺴـﺘـﻌـﺮض ﻫـﺬه ا ـﻈـﺎﻫـﺮ
اﻷﺧﺮى ﺑﺸﻲء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺼـﻴـﻞ ﻟـﻜـﻲ ﻧـﺘـﻔـﻬـﻢ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ
اﻟﺰﻻزل وﻣﺎ ﻫﻲ ﻣﺴﺒﺒﺎﺗﻬﺎ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻜﻦ اﻻﻧﺘـﻘـﺎل
إﻟﻰ ا^ﻟﻴﺔ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻇﻬﻮرﻫﺎ.
ﻟـﻘـﺪ ﻛـﺎن اﻫـﺘـﻤـﺎم اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء ﻓـﻲ أواﺳـﻂ اﻟـﻘـﺮن
اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﺪراﺳﺔ اﻷﺣﻮاض اﶈﻴﻄﻴﺔ ﻣﺤﺪودا ﻷن
وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒـﺤـﺚ اﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ ﻟـﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻣـﺘـﻄـﻮرة ﺑـﺸـﻜـﻞ
ﻣﻨﺎﺳﺐ. وﻟﻘﺪ ﻗﺴﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﻀﺎرﻳﺲ اﻟﻘﺎرات إﻟﻰ
وﺣﺪﺗ ﻋﻤﻼ ﻗﺘ ﻫﻤﺎ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎرﻳﺔ )(Plat Form
وﻫﻲ اﻷﺟﺰاء اﻷﻛﺜﺮ ﺻﻼﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرات واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻴﺰ
ﺑﻨﺪرة زﻻزﻟﻬﺎ وﺑﺮاﻛﻴﻨﻬﺎ أي أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﺘﺮة ﻫﺪوء
ﺑﻨﺎﺋﻴﺔ. ﺛﻢ اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ اﻟﺜـﺎﻧـﻴـﺔ أي اﻟـﺴـﻼﺳـﻞ
اﳉﺒﻠﻴﺔ اﻻﻟﺘﻮاﺋﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﻨﺸﺄ. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸـﻴـﺮ
53
اﻟﺰﻻزل
إﻟﻰ أن اﳉﺒﺎل ﺗﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ ﺣﺴﺐ ﻣﻨﺸﺌﻬﺎ: اﻷوﻟﻰ اﻻﻟﺘﻮاﺋﻴﺔ وﻫﻲ
ﺟﺒﺎل ا ﻘﻌﺮات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﻛﺠﺒﺎل ﻫﻴﻤﺎﻻﻳﺎ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﳉﺒﺎل اﻟﻜﺘـﻠـﻴـﺔ
اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻏﻴﺮ اﻻﻟﺘﻮاﺋﻴﺔ. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ ﺑﻬﺬا اﻟﺼﺪد أن ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳉﺒﺎل ﻫﺬه
ﻣﺮاﻛﺰ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻻﻟﺘﻮاﺋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ إذ ﺗﺘﻤﺮﻛـﺰ ﻫـﻨـﺎ
أﻫﻢ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃـﻖ أرﻣـﻴـﻨـﻴـﺎ وﺗـﺮﻛـﻴـﺎ وإﻳـﺮان
وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ. وﻋﻠﻴﻪ ﺳﻨﺘﻜﻠﻢ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر ﻋﻦ ﻫﺬه ا ﻘﻌﺮات.
ا ﻘﻌﺮات اﻟﺒﻨﺎﺋـﻴـﺔ Geosyn clinalﻣﻨﺨﻔﻀﺎت ﻋﻤﻴﻘﺔ وﻃﻮﻳﻠـﺔ ﺟـﺪا ـﺘـﺪ
ا^ﻻف اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﺗﻘﻄﻊ اﻟﻘﺎرات ﺣﻴﻨﺎ وﲢﻴﻂ ﺑﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮى ﻣـﺘـﺠـﺎورة
ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻊ اﶈﻴﻄﺎت)×(.
ﺗﺨﻀﻊ ا ﻘﻌﺮات ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺸﻜﻠﻬﺎ ﳊﺮﻛﺎت ﺧﺴﻒ وﻫﺒﻮط واﺗـﺴـﺎع ﺛـﻢ
ﺗﺘﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺮﻛﺎت ﺿﻐﻂ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ورﻓﻊ ﻋﻨﻴﻔﺔ وﲢﻮل ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ
اﻟﺼﺨﻮر ﻣﻦ ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ إﻟﻰ ﺻﺨﻮر ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ﺻﻠﺒﺔ ﺘﺰﺟﺔ ﻣﻊ اﻟﺼﺨﻮر
اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق اﻷرض. وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﻮال ﺗﺮاﻓﻖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت
ﺳﻮاء اﻟﺼﺎﻋﺪة ﻣﻨﻬﺎ أو اﻟﻬﺎﺑﻄﺔ ﺣﺮﻛﺎت اﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ وﺑﺮاﻛ . وﻳﻼﺣﻆ
أن ﺗﻄﻮر ا ﻘﻌﺮات ﻳﺘﺴﻢ ﺑﺒﻌﺾ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺑﻮﺿﻮح ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ
ﺣﺮﻛﺎت اﻷرض اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ. وﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺎت ﻧﻮرد:
١- اﻻﻣﺘﺪاد اﻟﻄﻮﻟﻲ اﻟﻬﺎﺋﻞ: ﻓﻤﺜﻼ ﻣﻘﻌﺮ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳـﻂ ـﺘـﺪ
ﻣﻦ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻏﺮﺑﺎ وﺣﺘﻰ أﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ ﺷﺮﻗﺎ. وﻟﻜﻦ ﻋﺮض ا ﻘﻌﺮ أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﻃﻮﻟﻪ ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ارﺗﺒﺎط ا ﻘﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ.
٢- أﺷﻜﺎل ا ﻘﻌﺮات ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ وﻗﻮﺳﻴـﺔ وﺣـﻠـﻘـﻴـﺔ )ﺟـﺒـﺎل اﶈـﻴـﻂ
اﻟﻬﺎدي( ﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺻﻠﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺎت اﻷرض اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ
ﻓﻲ ﻧﻄﺎﻗﺎت وأﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺪدة.
٣- إﻧﻬﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻧﺒﺜﺎق ﻣﻬﻠﻲ ﺷﺪﻳﺪ ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻟﺼﻬﺎرة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
إﻟﻰ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وﻟﺬا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮاﻛﺰ ﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮارﻳﺔ ﻋﻈﻴـﻤـﺔ ﺗـﺰﻳـﺪ
ﺑﺜﻼث أو أرﺑﻊ ﻣﺮات ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻗﺔ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪﻳﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ زﻟﺰاﻟﻴﺎ.
٤- ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻜﻮﻧﻬﺎ اﺣﺘﻠﺒﺘﻬﺎ ﺑﺤﺎر ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴـﺔ اﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ
وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﺮاﺣﻞ ﺗﻄﻮرﻫﺎ اﳋﺘﺎﻣﻴﺔ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺻﺨﻮر ﺻﻠﺒﺔ واﻧﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ
ﻓﻲ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ.
)×( ﻳﻮ. أ. ﺑﻐﺪاﻧﻒ وﺳﻮاه ﻣﻨﺸﺄ وﺗﻄﻮر اﶈﻴﻄﺎت ﻣﻮﺳﻜﻮ ٨٧٩١.
63
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
٥- ﺳﻤﺎﻛﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻮر ا ﻘﻌﺮات وﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻧﺤﻮ
اﻟﻬﻮاﻣﺶ. وﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺳﻤﺎﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ا ﺮﻛﺰ إﻟﻰ ٠٢-٥٢ ﻛﻢ وﻻ ﺗﻘﻞ ﻓـﻲ ﺟـﻨـﻮب
اﻟﻌﺮاق ﻋﻦ ٦١ ﻛﻢ.
٦- ﺗﺘﺤﻮل ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻐﻂ اﻟﺼﺨﻮر واﳊﺮارة اﻟﺒﺎﻃﻨـﻴـﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ إﻟﻰ ﺻﺨﻮر ﻣﻦ ﻧﻮع ا^ﺧﺮ ﻓﺎﻟﻜﻠﺲ ﻳﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻣﺮﻣﺮ واﳊﺠﺮ اﻟﺮﻣﻠﻲ
إﻟﻰ ﻛﻮراﺗﺰﻳﺖ وﺗﻈﻬﺮ ﺻﺨﻮر ﻣﺘﺒﻠﻮرة وﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﻛﺎﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ واﻟﻐﻨﻴﺲ...
اﻟﺦ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ا ﻘﻌﺮات ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﻣﻔﺎﻋﻼت ﺣﺮارﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ
ﺻﻬﺮ اﻟﺼﺨﻮر وﲢﻮﻳﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﻧﻮاع أﺧﺮى ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﻷوﻟﻰ ﺎﻣﺎ.
وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺮى ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ا ﺴﺘﻌﻤﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت
وﻛﺬﻟﻚ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﻜﻢ ﺎذا ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ أﻫﻢ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ا ﻘﻌﺮات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ
ﺑﺨﺎﺻﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺒﺮاﻛ . وﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻻ ﻳﺘﻢ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة وﻟﻜﻨﻪ ﺮ
ﻋﺒﺮ ﻣﺮاﺣﻞ ﻋﺪة ﺗﻌﻜﺲ اﻟﺘﺒﺪﻻت اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض واﻟﺘﻲ
ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ.
١- اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ
إﻧﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻇﻬﻮر ووﻻدة ا ﻘﻌﺮات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ أي أﻧﻬﺎ ا ﺮﺣﻠـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺒـﺪأ
ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻬﺒﻮط واﳋﻔﺲ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻓﺘﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎﲢﺘﻬﺎ وﺗﺮﻓﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺮارﺗﻬﺎ وﻳﺰداد ﺗﻮﺗﺮ ﺑﺎﻃﻦ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ
وﺗﺒﺪأ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر و ﻬﺪ اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻫﺬا ﻟﺘﻐﻠﻐﻞ ﻣﻴﺎه اﻟﺒـﺤـﺎر
ﻣﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ اﺠﻤﻟﺎورة ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﺤﺎر ﺿﺤﻠﺔ ﺜﻞ ﻣﺮاﻛﺰ ﲡﻤﻊ ﺣﺘﻰ
ﻟﻠﺼﺨﻮر اﻟﻘﺎرﻳﺔ اﺠﻤﻟﺎورة وﺗﺘـﺠـﻤـﻊ ﺑـﺨـﺎﺻـﺔ اﻟـﺼـﺨـﻮر اﻟـﺮﻣـﻠـﻴـﺔ واﻟـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ
واﳊﺼﻮﻳﺔ وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﻠﺴﻴﺔ وﺗﺮاﻓﻘﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ اﻟﺼـﺨـﻮر اﻟـﺒـﺎﻃـﻨـﻴـﺔ
واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ اﻟﺒﺎزﻟﺘﻴﺔ ا ﺼﺎﺣﺒـﺔ ﻛـﻤـﺎ أﺷـﺮت ا^ﻧـﻔـﺎ ﻟـﻈـﻬـﻮر اﻟـﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ
واﻟﺒﺮاﻛ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻘﻌﺮ. وﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺳﻤﺎﻛﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑﺎت إﻟﻰ )٠١-٥١(ﻛﻢ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻬﺪم اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ.
٢- ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻨﻀﺞ
وﻫﻲ ا ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻼﺳﻞ اﳉﺒﻠﻴﺔ وﻧﻼﺣﻆ ﻓﻴﻬﺎ
ﺗﺒﺎﻃﺆ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻘﻌﺮ واﻟﻬﺒﻮط ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺴﺎﺑﻖ وﺗﺄﺧـﺬ اﻟـﻨـﺠـﻮد واﻟـﻈـﻬـﻮر
73
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺘﻀﺎرﻳﺴﻴﺔ ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع واﻟﻈﻬﻮر ﻣﻦ ﲢﺖ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺎر ﻓﺘﺘﺸﻜﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻼﺳﻞ
اﳉﺒﻠﻴﺔ اﻟﻘﻮﺳﻴﺔ اﻻﻣﺘﺪاد ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺟـﺰر اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن. وﺗـﻜـﺜـﺮ ﻓـﻲ ﻫـﺬه ا ـﺮﺣـﻠـﺔ
اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﻠﺴﻴﺔ اﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ا ﻨﺸﺄ وﺻﺨﻮر اﻟﻔﻠﻴﺶ. وﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺮﻛﺎت اﻷرض
واﻟﺰﻻزل واﻟﺒﺮاﻛ ﻛﻌﻬﺪﻫﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﺗﺘﺎﺑﻊ ﻛﺬﻟﻚ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ
اﻟﺒﺎزﻟﺘﻴﺔ واﻻﻧﺪزﻳﺘﻴﺔ ﺑﺎﻻرﺗﻔﺎع ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ.
٣- ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻇﻬﻮر اﳉﺒﺎل
ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ ﻛﺘﻞ ﺟﺰرﻳﺔ ﻛﺒﻴـﺮة ﻣـﺮﺗـﻔـﻌـﺔ ﻧـﺴـﺒـﻴـﺎ ذات ﺟـﺬور
وﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺘﻮاﺋﻴﺔ وﻋﻠﻰ أﻃﺮاف اﻟﻘﺎرات ﻳﺒﺪأ ﻇﻬﻮر ﺣﻔﺮﻫﺎ ﻣﺸـﻴـﺔ ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ
وﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺎﻻﻧﺤﺴﺎر واﻻﺿﻤﺤﻼل واﻟﺘﺠﺰؤ. ﻓﻴﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺑﺤﺎر
ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﺤﺎر: اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ واﻷﺳﻮد
وﻗﺰوﻳﻦ.. اﻟﺦ. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺒﺤﻴﺮات ا ﺎﳊﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ا ﻨﺸﺄ )ﻻﻏﻮﻧﺎت(. وﺗﻨﺸﻂ
ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ.
٤- ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻرﺗﻔﺎع اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻠﺠﺒﺎل
ﺗﻔﻮق ﻋﻤﻠﻴﺎت ارﺗﻔﺎع اﳉﺒﺎل ﻓﻲ ﺷﺪﺗﻬﺎ ﻋﻤـﻠـﻴـﺎت اﻧـﺨـﻔـﺎض ﻣـﺴـﺘـﻮاﻫـﺎ
ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﳊﺖ واﳊﻔﺮ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ )ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻧﻬﺮﻳﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ رﻳﺤﻴﺔ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ...
اﻟﺦ(. ﻟﺬا ﺗﺘﺸﻜﻞ أﻋﻠﻰ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﳉﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ـﺮﺣـﻠـﺔ ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺟـﺒـﺎل
ﻫﻴﻤﺎﻻﻳﺎ وﻃﻮروس ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ واﻷﻟﺐ ﻓﻲ أوروﺑﺎ وﺳﻮاﻫﺎ. ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط اﳉﺒﻠﻲ
اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻳﻌﻴﺪ اﳊﻴﺎة ﻟﻠﺼﺪوع واﻟﻔﻮاﻟﻖ اﻷرﺿﻴـﺔ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ أي أﻧـﻬـﺎ ﺗـﻌـﻮد ﻣـﺮة
أﺧﺮى ﻟﻨﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﺑﻌـﺪ ﻫـﺪوء ﻃـﻮﻳـﻞ. ﻛـﻤـﺎ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﺻـﺪوع
وﻓﻮاﻟﻖ ﺟﺪﻳﺪة ﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﺪة ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺮاﻛ واﻟﺰﻻزل. وﻳﻌﻴﺶ ﺣﻮض
اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ اﻻ^ن.
٥- ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺤﻮل اﳉﺒﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎرﻳﺔ)×١(
ﺗﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﳊﺖ وﺗﺮاﻛﻢ وﲡﻤﻊ ا ﻮاد اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ
اﶈﺘﻮﺗﺔ وﺗﺒﺪأ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻇﺎﻫﺮة ﲢﻮل ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ اﳉـﺎﻧـﺒـﻴـﺔ إﻟـﻰ
ﻗﻮة دﻓﻊ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﻫﺎﻣﺸﻴﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮة اﲡﺎﻫﺎ ﻟﺬا ﺗﺒﺪأ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻇﻬﻮر اﻻﻧﻬﺪاﻣﺎت
)×١( ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ا ﺆﻟﻔ
83
اﳉﻴﻮﻣﻮرﻓﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ٥٨٩١.
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
واﻷﻏﻮار ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ وﺗﻨﺸﻂ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼﺨﻮرﻫﺎ
ا ﻤﻴﺰة ا ﻤﺘﺰﺟﺔ ﻣﻊ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ. وﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻔﻌـﺎﻟـﻴـﺎت
اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺗﺒﺪأ اﻟﺼﺨﻮر اﳉﺒﻠﻴﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻮل اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ
إﻟﻰ ﺻﺨﻮر ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ ﻓﺘﺘﺤﻮل ا ﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻣﻼ إﻟﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﻗﺎرﻳﺔ ﺳﻤﻴﻜﺔ وﺻﻠﺒﺔ
وﻳﻘﻞ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ وﻟﻜﻦ إﻟﻰ ﺣ ﻇﻬﻮر ﺳﻼﺳﻞ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻣﻦ
ﻧﻮع ا^ﺧﺮ ﻫﻲ اﻟﻜﺘﻞ اﳉﺒﻠﻴﺔ ا ﺼﺪﻋﺔ ا ﻜﺴﺮة ﻏﻴﺮ اﻻﻟﺘﻮاﺋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻮض
اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ وﻓﻲ ﺟﺒﺎل اﻟﺼﺤﺮاء اﻟﻜﺒﺮى )اﻟﻬﺠﺎر وﺗﻴﺒﺴﺘﻲ(. ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬه
اﻟﺘﺤﻮﻻت ﺗﺰداد اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ )اﻟﻴﻤﻦ(.
وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أن اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟـﻌـﻨـﻴـﻔـﺔ ﺗـﺮاﻓـﻖ ﻛـﻞ ﻣـﺮاﺣـﻞ
ﺗﻄﻮر ا ﻘﻌﺮات وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻗﺎﻟﻴﻢ ا ﻘﻌﺮات ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎﻟﻢ زﻟﺰﻟﺔ.
ﻣﺴﺒﺒﺎت أﺧﺮى
ﻟﻘﺪ ازدﻫﺮت اﻷﺑﺤﺎث اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﶈﻴﻄﻴﺔ ﻣﻨﺬ أواﺳﻂ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ووﺟﺪ
أن واﻗﻊ اﻟﻘﻴﻌﺎن اﶈﻴﻄﻴﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرات ﻓﻬﻲ
N
أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
5o
اﶈﻴﻂ
اﻻﻃﻠﺴﻲ
10o
5o
أﻣﺮﻳﻜﺎ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ
W
30o
20o
3
40o
2
0o
50o
10
اﻟﺸﻜﻞ )٩(
١- ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل ٢- اﻟﻐﻮر اﻷﺳﺎﺳﻲ ٣- ﺻﺪوع ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﺔ
93
اﻟﺰﻻزل
أﻓﻘﺮ ﺑﺎ ﺮاﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وﻻ ﺗﺸﺎﻫﺪ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ إﻻ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﳉﺒﺎل
اﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﻐﻮرﻳﺔ وا ﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻲ أواﺳﻂ اﻟﻘﻴﻌﺎن اﶈﻴﻄﻴﺔ وﻫﻲ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ
ﺟﺒﺎل ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻈﻬﺮ ﻋﻦ اﳉﺒﺎل اﻟﻘﺎرﻳﺔ إذ إﻧﻬﺎ ﺟﺒﺎل اﻧﻬﺪاﻣﻴﺔ ﻏﻮرﻳﺔ ﻓـﻲ
ﻣﺤﺎورﻫﺎ وﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺼﻌﻮد ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻮاد ا ﻬﻞ اﻟﺒﺎﻃﻨـﻴـﺔ اﻟـﺴـﺎﺧـﻨـﺔ وﺑـﺎﻟـﻄـﺎﻗـﺔ
اﳊﺮارﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ا ﻨﺒﺜﻘﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻌﻮد ا ﻬﻞ ) (Magmasوﻛﺬﻟﻚ ﺑﺘﺒﺎﻋﺪ
ﺷﻔﺘﻲ ﻫﺬه اﻷﻏﻮار وذﻟﻚ ﻷن ﺣﺮﻛﺎت اﻻﻧﺘﺸﺎر واﻟﺪﻓﻊ ﻣﻦ ا ﺮﻛﺰ إﻟﻰ اﻷﻃﺮاف
ﻫﻲ ا ﺴﻴﻄﺮة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻼﺳﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻌﻮد ا ﻬﻞ واﻧﺘﺸﺎره ﺟﺎﻧﺒﻴﺎ. ﻛـﻤـﺎ
ﻟﻮﺣﻆ ﻫﻨﺎ وﺟﻮد اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺪوع اﳉﺎﻧﺒﻴﺔ. واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻣﻜﺎﻣـﻦ اﻟـﺰﻻزل
ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﺿﻤﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ ا ﺘﺼﺪﻋﺔ ا ﺘﺤﺮﻛﺔ ﺑﺒﻂء ﻛﺒﻴﺮ. )ﺷﻜﻞ٩(.
ﻟﻘﺪ ﻣﻬﺪت ا ﻜﺘﺸﻔﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ ﻗﻴﻌﺎن اﶈﻴﻄﺎت ﻟﻈﻬﻮر ﻧﻈﺮة ﺟﺪﻳﺪة
ﻣﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﻄﻮر اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ. وﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ وﺣﻴﻮي ﻓﻲ ﻇﻬﻮر
اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﶈﻴﻄﺎت واﻟﻘﺎرات.
ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﻫﺬه اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ ا ﺴﻄﺤﺎت )اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ( اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ. وﻋﻠﻴﻪ
ﳒﺪ أن اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻘﺴﻤﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﻄﺤﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺘﺠﺎورة ﺗﺘﺤﺮك
ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﲡﺎه ﻣﻌ )ﺷـﻜـﻞ٠١(. وﻟﻘﺪ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ ﺛﻼﺛـﺔ
أﺷﻜﺎل ﻣﻦ اﳊﺮﻛﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ:
أ- ﺳﻴﻄﺮة اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺘﺒﺎﻋﺪﻳﺔ أي اﺑﺘﻌﺎد اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻛﻤﺎ
ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﳉﺒﻠﻴﺔ اﻟﻐﻮرﻳﺔ ﻓﻲ أواﺳﻂ اﶈﻴﻄـﺎت وﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻗـﺎع
اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ وﺧﻠﻴﺞ ﻋﺪن وﺧﻠﻴﺞ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ.
ب- ﺣﺮﻛﺔ ﺻﻔﺎﺋﺤﻴﺔ ﺗﻘﺎرﺑﻴﺔ: أي ﺗﻘﺘﺮب اﻟﺼﻔـﺎﺋـﺢ ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺑـﻌـﺾ
وذﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻮاف اﶈﻴﻄﺎت وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي. إذ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ
ﻫﻮاﻣﺸﻪ ﺻﺪوع وﻓﻮاﻟﻖ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪا وﻣﺘﻮﻏﻠﺔ ﺟﺪا ﺑﺸﺪة ﺿﻤﻦ اﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ
ﻣﻦ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ.
ﺟـ- اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺘﻤﺎﺳﻴﺔ: وﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﺰﻟﻖ ا ﺴﻄﺤﺎت ﺤﺎذاة ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ
ﻋﺒﺮ اﻟﺼﺪوع واﻟﻔﻮاﻟﻖ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺻﺪوع ا^زور ـ ﺟﺒﻞ ﻃﺎرق ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ
وﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﺪع ﺳﺎن اﻧﺪرﻳﺎس ﻏﺮب اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ا ﺸﻬﻮر
ﺑﺰﻻزﻟﻪ ا ﺪﻣﺮة.
إن اﻷﻗﺎﻟﻴـﻢ ا ـﺘـﻄـﺎوﻟـﺔ واﻟـﻀـﻴـﻘـﺔ ﻧـﺴـﺒـﻴـﺎ واﻟـﻔـﺎﺻـﻠـﺔ ﺑـ اﻟـﺼـﻔـﺎﺋـﺢ أو
ا ﺴﻄﺤﺎت ﺘﺎز ﺑﻨﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ اﻟﻀﻴﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺮﻛﺔ
04
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
اﻷوروﺑﻲ
اﻵﺳﻴﻮي
اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ
اﻟﺸﻜﻞ )٠١(
اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ )ا ﺴﻄﺤﺎت( اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ
اﲡﺎه ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ
اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ
اﻟﻬﺎدي
14
اﻟﺰﻻزل
ا ﺴﻄﺤﺎت وﻣﺴﺒﺒﺎت ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺎت. ان ﻋﺪد ا ﺴﻄﺤـﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻳـﺰﻳـﺪ
ﻋﻠﻰ ﻣﺌﺔ ﻗﻄﻌﺔ. اﻻ أن اﻟﺮﺋﻴﺴﻴـﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺳـﺒـﻊ وﻫـﻲ: اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ
واﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ واﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ اﻷﺳﻴﺎوﻳﺔ واﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻻﺳﺘـﺮاﻟـﻴـﺔ
واﻟﻘﻄﺒﻴﺔ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ وﻣﺴﻄﺢ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي.
وﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻛﻤﺜﺎل: اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ واﻷﻧﺎﺿﻮﻟﻴﺔ
واﻹﻳﺠﻴﺔ... اﻟﺦ. ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳊﺮارﻳﺔ واﳊﺮﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮي ﻃﺒﻘﺔ
ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﺗﺘﺤﺮك ا ﺴﻄﺤﺎت ﻣﻠﺘﻘﻴﺔ ﺣﻴﻨﺎ وﻣﺘﺒﺎﻋﺪة ﺣﻴﻨﺎ ا^ﺧﺮ وﻗـﺪ ﺗـﺘـﺤـﺮك
ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺒﻪ داﺋﺮي ﻛﺬﻟﻚ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻜﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﻼﻣﺴﻴﺔ
ﺑ ا ﺴﻄﺤﺎت. ﻓﻘﺪ ﺗﺼﻄﺪم وﺗﻠﺘﻘﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺒﻬﺔ ﻣﺴﻄﺢ ﻣﻊ ﺟﺒﻬـﺔ
ﻣﺴﻄﺢ ا^ﺧﺮ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺴﻄﺤ اﻻ^ﺳﻴﻮي واﻟﻬﻨﺪي. وﻟـﻘـﺪ
أدى اﻻﺻﻄﺪام إﻟﻰ ﻧﻬﻮض ﺳﻼﺳﻞ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻛﺠﺒﺎل ﻫﻤﻴـﺎﻻﻳـﺎ. ﻓـﻬـﻨـﺎ
اﻟﺘﻘﺖ اﻟﺼﻔﻴﺤﺔ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ ﻣﻊ ﻛـﺘـﻠـﺔ اﻟـﺘـﻴـﺒـﺖ اﻟـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﻀـﺨـﻤـﺔ وﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا
اﻻﺻﻄﺪام ﺣﺪث ﺑ اﻟﺴﻄﺢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ واﻟﺘﻮراﻧﻲ ﻓﻈﻬﺮت ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺒﺎل
ﻛﺎﺑﻴﺖ داغ وﺑ ا ﺴﻄﺢ اﻷﻧﺎﺿﻮﻟﻲ واﻟﻌﺮﺑﻲ. أﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮة اﻻﻧﻐﻤﺎس واﻻﺑﺘﻼع
ﻓﺘﺘﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﺴﻄﺢ ﻣﺤﻴﻄﻲ رﻗﻴﻖ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻣﻊ ﻣﺴﻄـﺢ ﻗـﺎرى ﺳـﻤـﻴـﻚ.
ﻓﻴﻨﺪس ا ﺴﻄﺢ اﶈﻴﻄﻲ ﻟﺜﻘﻠﻪ ﲢﺖ ا ﺴﻄﺢ اﻟﻘﺎري ﻓﺘﻐـﻮص ﻋـﻤـﻴـﻘـﺎ ﻓـﻲ
ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺤﺪﺛﺔ اﺿﻄﺮاﺑﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ أﻋﻤﺎق ﻫﺬه ا ﻨـﺎﻃـﻖ. ﺗـﻜـﺜـﺮ
ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﺑﺘﻼع ﻫﺬه ﺣﻮل اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي أو ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺤﻠﻘﺔ اﻟﻨﺎر )ﻟﻜﺜﺮة
اﻟﺒﺮاﻛ واﻟﺰﻻزل(.
ﻗﺪ ﺗﺘﺒﺎﻋﺪ ا ﺴﻄﺤﺎت ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﻓﺘـﺰداد ا ـﺴـﺎﻓـﺔ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ ﺑـﻌـﺪا.
وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﳒﺪﻫﺎ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺴﻼﺳﻞ اﳉﺒﻠﻴﺔ اﶈﻴﻄﺔ ا ـﻐـﻤـﻮرة
ﺎء اﶈﻴﻄﺎت واﻟﺘﻲ ﺘﺪ ﻃﻮﻟﻴﺎ ا^ﻻف اﻟﻜﻴﻠﻮﻣـﺘـﺮات. وﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﳊـﺮﻛـﺔ
ﻧﺮاﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻮر اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ وﻓﻲ ﺷﺮق أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﻴﺮة ﺑﺎﻳﻜﺎل.
إن اﻛﺘﺸﺎف ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺎت ﻣﺆﺧﺮا ﻗﺪ أﻋﺎد اﳊﻴﺎة إﻟﻰ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺔ
ﻫﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔ زﺣﺰﺣﺔ واﻧﺴﻴﺎح اﳊﺮﻛﺎت ﻟﻔﺎﻏﻨﺮ. وﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﳊﺮﻛﺔ اﻧﺰﻻﻗﻴـﺔ
وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﺮك ﺣﻮاف ا ﺴﻄﺤﺎت ﺑﺎﲡﺎﻫ ﻣﺘﻌﺎﻛﺴ . ﻛﻤﺎ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ
ﺧﻠﻴﺞ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ا ﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻏﺮب اﶈـﻴـﻂ اﻟـﻬـﺎدي وﻫـﻮ ﻣـﻌـﺮوف ﺑـﻨـﺸـﺎﻃـﻪ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ )ﺻﺪع ﺳﺎن اﻧﺪرﻳﺎس(. وﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﺒـﺤـﺮ اﻟـﻜـﺎرﻳـﺒـﻲ. ـﺎ
ﻻﺷﻚ ﻓﻴﻪ أن ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﺣﺘﻜﺎك ﺑ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ ﺜﻞ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻻﻧﺘﺸﺎر
24
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
اﻟﺰﻻزل وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﻨﻊ ﻇﻬﻮر ﻣﻨﺎﻃـﻖ زﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ﻋـﻨـﻴـﻔـﺔ ﻓـﻲ داﺧـﻞ
ا ﺴﻄﺤﺎت ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ)×٢(.
ﻳﺆﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﻮﺟﻮد ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﺴﻄﺤﺎت اﻟﻮاﺳﻌﺔ ا ﺘﺤﺮﻛﺔ ﻛﻘﻄﻌﺔ واﺣﺪة
وﻟﻜﻦ اﻻﺧﺘﻼف اﻷﻛﺒﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻳﺪور ﺣﻮل ﲢﺪﻳﺪ ﻋﻤﺮﻫﺎ وﺑﻘﺎﺋﻬﺎ ﻛﺘﻠﺔ واﺣﺪة
ﺧﻼل ﻋﺼﻮر ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ. وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ أن اﻟﺘﻤﺎس
اﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑ أﺟﺰاء ﻣﻦ ا ﺴﻄﺤﺎت ﻳﺆدي ﻏﺎﻟـﺒـﺎ إﻟـﻰ اﻟـﺘـﺤـﺎﻣـﻬـﺎ. وﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا
اﻻﻟﺘﺤﺎم ﻗﺪ ﲢﻘﻖ ﺑ ا ﺴﻄﺢ اﻟﺴﻴﺒﻴﺮي واﻷوروﺑﻲ اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻓﻮﺣﺪت ﺑﺬﻟﻚ
ﺑ ﻣﺴﻄﺤﻲ ا^ﺳﻴﺎ وأوروﺑﺎ وذﻟﻚ ﻋﺒﺮ اﻧﻜـﺴـﺎر اﻷورال اﻟـﺬي ﻛـﺎن ﻣـﻮﺟـﻮدا
ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮر ﻫﺬه اﳉﺒﺎل اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺻﻄﺪام ﺟﺒﻬﺘﻲ ا ﺴﻄﺤ .
وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ أن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﳊﺮﻛﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃـﻨـﻴـﺔ واﳉـﺎﻧـﺒـﻴـﺔ
ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﺗﻮﺗﺮ واﺿﻄﺮاب ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﻴﺔ ا ﺴﻄﺢ اﻟﺪاﺧﻠﻴـﺔ
ﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻜﺴﺮﻫﺎ وﻇﻬﻮر وﺣﺪات أﺻﻐﺮ. وﻫﻨﺎ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻜﺴﺮ ﺗﻜﺜﺮ
اﻟﺰﻻزل اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺸﻘﻖ واﻟﺘﻤﺰق ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ )ﺑـﺤـﺮ
إﻳﺠﺔ(. وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗـﻜـﻮن اﻟـﺰﻻزل ﻫـﻨـﺎ ﺻـﺪى ﳊـﺮﻛـﺔ ﺻـﺪم ﻗـﺪ ـﺔ ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟﺒﺎل اﻷورال أو أﻧﻬﺎ ﻣﺆﺷﺮ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت زﻟﺰاﻟﻴﺔ أﺷﺪ وﻃﺄة إذ ﺗـﻜـﺪس
اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮارﻳـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة وإذا ﻣـﺎ اﻧـﻄـﻠـﻘـﺖ
ﻓﺠﺄة ﲢﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻗﻮة ﻣﺤﺮﻛﺔ ﲢﺮك اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪﺛـﺔ ﺑـﺬﻟـﻚ زﻻزل
ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎ. و ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر ﻣﻨﻄﻘﺔ زﻻزل ﻏﺎزﻟﻲ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺻﺤﺮاء ﻗﺮاﻗﻮم
اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﻄﻘﺔ أوﺳﻂ ﻣﺠﺮى ﻧﻬﺮ ا ﻴﺴﻴﺴﻴﺒﻲ ﻣﺜﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎذﻛﺮﻧﺎه.
وﻫﻜﺬا ﻴﺰ ﻮذﺟ زﻟﺰاﻟﻴ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻧﺘﺸﺎر و ﺎس ا ـﺴـﻄـﺤـﺎت
اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ.
١- ﻳﺘﻔﻖ اﻟﻌـﻠـﻤـﺎء ﻋـﻠـﻰ أن اﻟـﺰﻻزل ﺗـﺘـﺄﺟـﺞ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﺗـﺼـﺎل و ـﺎس
ا ﺴﻄﺤﺎت. وﻳﻼﺣﻆ أن أﻛﺜﺮﻫﺎ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺴﻄﻮح اﻻﺑﺘﻼع
أو )) (٣×)(Sub doctionﺷﻜﻞ١١( واﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺻﻄﺪام ﻣﺴﻄﺢ ﻛﺒﻴﺮ
وﺑﻘﻮة ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎ^ﺧﺮ ﺳﻤﻴﻚ ﻓﻴﻨﺜﻨﻲ ا ﺴﻄـﺢ اﻷﺛـﻘـﻞ )اﻟـﺒـﺎزﻟـﺘـﻲ ﻣـﺜـﻼ( ﲢـﺖ
اﻻ^ﺧﺮ اﻷﺧﻒ أي اﻟﺬي وزﻧﻪ اﻟﻨﻮﻋﻲ أﻗﻞ )اﻟﻐﺮاﻧﻴـﺖ واﻟـﺮوﺳـﺒـﻴـﺎت( ﺑـﺎﲡـﺎه
اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ )اﺳﺘﻴﻨﻮﺳﻔﻴﺮا( اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﳊﺮارة وﺑﺎﲡﺎه ا ﺎﻧﺘﻴﺎ اﻟﻌﺎﻟﻴﺎ
)×٢( ف. أ. دﻳﺮﺑﻴﻒ وﺳﻮاه ﻣﻨﺸﺄ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﻴﻨﻴﻨـﻐـﺮاد ٨٨٩١.
)×٣( ﺑﻨﺎء اﻟﻘﺎرات واﶈﻴﻄﺎت. دﻟﻴﻞ ا ﺼﻄﻠﺤﺎت. ﻣﻮﺳﻜﻮ٩٧٩١.
34
اﻟﺰﻻزل
ﻏﻮر واﺑﺘﻌﺎد
ﻏﻮر واﺑﺘﻼع
اﻟﻘﺸﺮة
ﺗﺼﺎدم
اﻧﺰﻻق
اﻟﻘﺸﺮة
اﻟﻘﺸﺮة
اﻟﻮﺷﺎح
ﺷﻜﻞ)١١(
ﺎذج ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ
ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ
ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻮاد اﻟﻮﺷﺎح
ﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﺑﺆر زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﺳﻄﺤﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ اﳋﺎرﺟﻲ
وﻋﻤﻴﻘﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻤﻘﻬﺎ ﻋﻦ )٠٠٢-٠٠٦(ﻛﻢ )ﺷﻜﻞ٢١(. و ﺜﻞ اﻧﺪﺳﺎس اﻟﻘﺸﺮة
اﶈﻴﻄﻴﺔ ﲢﺖ اﻟﻘﺸﺮة اﻟﻘﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﺟـﺰر ﻛـﻮرﻳـﻞ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ اﻟـﻮاﻗـﻌـﺔ
ﺷﻤﺎل اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻣﺜﺎل ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﳊﺪ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑ ا ﺴﻄـﺤـ
ﺑﻨﻄﺎق أوﺳﻄﺢ )ﺑﻴﻨﻴﺆف - زﻓﺎرﺳﻜﻲ( اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ وذﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻬﺬﻳﻦ اﻟﻌﺎ ﻴ .
إن ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ﻫﻨﺎ ﻣﺮدﻫﺎ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺼﺪم واﻟﻐﻮص ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ وإﻟﻰ
اﻟﺘﺤﻮﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮي اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻐﺎﺋﺼﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض. إذ ﺗﻈﻬﺮ ﺻﺨﻮر
ﻣﻦ ﻧﻮع ا^ﺧﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﺼﻬﺎرﻫﺎ وﲢﻮﻟﻬﺎ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﻴﺮاﻓﻖ ﻫﺬه اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت
إﻃﻼق ﻛﻤﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ. وﻟﻌﻞ زﻟﺰال ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺸﻘﺒﺎد ا ﺪﻣﺮ
ﻓﻲ ﻋﺎم ٨٤٩١ ﻛﺎن ﻧﺘﺎج ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت واﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ا^ﻻف اﻷﺷﺨﺎص
وإﻟﻰ ﺗﺪﻣﻴﺮ أﻛﺜﺮ أﺟﺰاء ا ﺪﻳﻨﺔ.
وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﺟﺎﺑﺔ ﻟﺘﺴﺎؤﻟﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﺪم وﺟﻮد زﻻزل ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎن ﻣﺸﺎﺑﻪ وذﻟﻚ ﻓﻲ أواﺳﻂ ﺟﺒﺎل ﻫﻴﻤﺎﻻﻳﺎ ﺣﻴﺚ اﻻﺣﺘﻜﺎك اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑ
ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺘﻴﺒﺖ اﻟﻌﺘﻴﺪة وا ﺴﻄﺢ اﻟﻬﻨﺪي وﻫﻨﺎ أﻋﻈﻢ ﻗﻤﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ارﺗﻔﺎﻋﺎ
44
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
0
5
0
002
ا ﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻧﻴﻮﻣﺎت. )ﻛﻢ(
0
002+
01
ﻋﻤﻖ ا ﺎو)ﻛﻢ(
ﺧﺎﻧﻖ
ﺗﻮﻧﻐﺎ
ﻗﻮس
ﻗﻮس
ﻣﺮﺟﺎﻧﻲ ﺑﺮﻛﺎﻧﻲ
002-
004-
0
004
ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ )ﻛﻢ(
002
006
ﺷﻜﻞ )٢١(
أﻋﻤﺎق اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺟﺰر ﺗﻮﻧﻐﺎ
)ﺟﻨﻮب ﻏﺮب اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي(
زﻻزل ﻋﺎم ٥٦٩١
54
اﻟﺰﻻزل
)إﻳﻔﺮﺳﺖ(. وﻟﻜﻦ ﻧﺮى اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ا^ﺧﺮ أﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺟـﺒـﺎل
ﺷﺮق ا^ﺳﺎم وﻫﻨﺪﻛﻮش اﻟﺸﺎﻣﺨﺔ.
)×٤(
ﺗﻌﻨﻒ وﺗﻜﺜﺮ اﳊﻮادث اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﺣﺘﻜﺎك ا ﺴﻄﺤﺎت
أو أﺟﺰاء ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻘﻲ وﻣﺘﻌﺎﻛﺲ)ﺷﻜﻞ١١( ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻏﺮب اﻟﻮﻻﻳﺎت
ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ )ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ(. وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﺪع ﺳﺎن
اﻧﺪرﻳﺎس ا ﻤﺘﺪ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات. اذ ﻧﺮى ﻫﻨﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة ﺳﺘﻔﺼﻞ ﻋﻨﻬـﺎ ﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻼ أو
ر ﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﻐﻮص ﻓﻲ اﶈﻴﻂ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﻧﺘﺸﺎر واﻟﺘﻮﺳﻊ اﻟـﻘـﺎﻋـﻲ اﶈـﻴـﻄـﻲ ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ
اﻟﺴﻼﺳﻞ اﳉﺒﻠﻴﺔ اﶈﻴﻄﻴﺔ ﻓﺈن اﻟﺰﻻزل أﻗﻞ وﻃﺄة ﻣﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻻ^ﻧﻔﺔ اﻟﺬﻛﺮ.
وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ا ﻌﺮوف ﺎﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟـﺰﻻزل ﻫـﻨـﺎ ﻟـﻬـﺎ ﻋـﻼﻗـﺔ ﺑـﺄﻣـﺎﻛـﻦ
وﺟﻮد اﻷﻏﻮار اﳉﺒﻠﻴﺔ اﶈﻴﻄﻴﺔ أو ﺑﺎﻟﺼﺪوع اﻟﺘﻲ ﲢﻴﻂ ﺑﻬﺎ ﺘﺪة ﺑﺸﻜـﻞ
ﻣﺘﻌﺎﻣﺪ أو ﺷﺒﻪ ﻣﺘﻌﺎﻣﺪ ﻣﻊ ﺧﻂ اﻣﺘﺪاد اﻷﻏﻮار. وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﻏﻮار
ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺰﻻزﻟﻬﺎ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﻮر ﺑﺤﻴﺮة ﺑﺎﻳﻜﺎل اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
وﻟﻜﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ا ﻈﺎﻫﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻳﺰال ﻣﺠﺎل ﺟﺪل ﺑ اﻟﻌﻠﻤﺎء. وﻫﻜﺬا
ﺗﺒﻘﻰ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳊﺪﻳﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ ا ﺴﻄﺤﺎت ﻫﻲ اﻷﻛﺜﺮ زﻻزل ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ
واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻧﻈﺮة إﻟﻰ ﺧﺎرﻃﺔ ﺗﻮزع اﻟﺰﻻزل )ﺷﻜﻞ٣١( ﺗﺮﻳﻨﺎ أن اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﺷﺮﻃﺔ ﻣﺘﻄﺎوﻟﺔ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻧﺘﺸﺎر واﻣﺘﺪاد اﻷﻣﺎﻛﻦ
اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ ا ﺴﻄﺤﺎت.
٢- وﻟﻜﻨﻨﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﺮى ﻣﻨﺎﻃﻖ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ
اﳊﺪﻳﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ ا ﺴﻄﺤﺎت ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﳊﺎل ﻓﻲ ﺑﺤﺮ اﻳﺠﻪ ﺷﻤﺎل اﻟﺒﺤﺮ
اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ وﻓﻲ ا^ﺳﻴﺎ واﻟﻮﺳﻄﻰ وﻣـﻨـﺎﻃـﻖ واﺳـﻌـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺼـ وﺟـﺰر
اﻟﻔﻴﻠﻴﺒ . وﻟﻮ ﺣﺎوﻟﻨﺎ أن ﻧﺜﺒﺖ ﺣﺪود ا ﺴﻄﺤﺎت اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺒﺆر
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻟﺮﺳﻤﺖ ﻟﻮﺣﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺴﻄﺤﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﻋﺪﻳﺪة ذات زﻻزل ﻗﻮﻳـﺔ
وﻣﺪﻣﺮة ﻣﻊ أن ﺷﺪة ﺗـﻮﺗـﺮ اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ ﻫـﻨـﺎ أﻗـﻞ ﺑـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ
ا ﺴﻄﺤﺎت. أﻋﻤﺎق ا ﻜﺎﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ وﺗﺘﺮاوح ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑ )٠٥و٠٠٢(ﻛﻢ.
وﻟﻮ أﻟﻘﻴﻨﺎ ﻧﻈﺮة ﻓﺎﺣﺼﺔ إﻟﻰ ﺑﻨﻴﺔ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ أﻧـﻬـﺎ ﺗـﺸـﺒـﻪ ﻣـﻈـﻬـﺮ
اﳉﻠﻴﺪ ا ﻜﺴﺮ. وﻋﻠﻴﻪ ﻣﻴﺰ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺛﻼث ﺑﻨﻲ ﻓﻲ ا ﺴﻄﺤﺎت: ا ﺴﻄﺤﺎت
2991 .(4*) Mutter. John. c. floor spreading. Sience. vol 285. Nov
64
0
02
02
04
04
06
06
08
08
001
001
021
021
041
041
061
061
081
081
061
061
041
041
021
021
001
001
08
08
06
06
02
02
0
0
06
06
04
04
02
0
02
04
06
0
02
0
02
04
06
ﺷﻜﻞ )٣١(
ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
74
اﻟﺰﻻزل
اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺛﻢ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳊﺪﻳﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وأﺧﻴﺮا ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻜﺴﺮ
اﻟﺼﻔﺎﺋﺤﻲ )اﻟﺘﻜﺴﺮ اﳉﻠﻴﺪي()ﺷﻜﻞ٤١(.
وﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ أن ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻜﺴﺮ اﳉﻠﻴـﺪي ﻫـﻲ
اﻷﻛﺜﺮ ﻧﺸﺎﻃﺎ ﺑﻨﺎﺋﻴﺎ وزﻟﺰاﻟﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ. إن ﺣﺮﻛﺔ اﻷﺟﺰاء ا ﻬﺸﻤﺔ
ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﻟﺬا ﻓﺈن ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﻮزع اﻟﺰﻻزل ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ إذ إﻧﻬﺎ ﻜﻦ أن
ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻣﻦ ا ﻨﻄﻘﺔ. وﻗﺪ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ زﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻟﺘﻈﻬﺮ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﻟﻢ ﺗﻌﺮف اﻟﺰﻻزل ﺳﺎﺑﻘﺎ. أو أﻧﻬﺎ ﻫﺪأت ﻣﻨﺬ أزﻣﺎن ﻃﻮﻳﻠﺔ.
واﻻ^ن ﻛﻴﻒ ﺗﺘﺤﺮك ا ﺴﻄﺤﺎت )اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ(?.
ﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن ا ﺴﻄﺤﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺤـﺮك أﻓـﻘـﻴـﺎ. أﻣـﺎ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ
اﻻﻧﻔﺼﺎل ﺑ ا ﺴﻄﺤﺎت ﻓﻨﺮى ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺣﺮﻛﺎت ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻋﻤﻮدﻳﺔ اﻻﲡﺎه.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻜﺴﺮ اﻟﻘﺸﺮي )اﳉﻠﻴﺪ ا ﻜﺴﺮ( ﻓﺈﻧـﻬـﺎ ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ أن ﺗـﻜـﻮن
ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ اﲡﺎه واﺿﺢ. أﻣﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺳﺒﺐ ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ ﻏﻴﺮ ا ﻨﺘﻈﻤﺔ
ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﺧﻼف ﺑ اﻟﻌﻠﻤﺎء. ﻣﻊ أن ﻧﻈﺮة ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻗﺪ أﺟﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺴﺎؤل
وﺗﺘﻠﺨﺺ ﺑﺄن ﺣﺮﻛﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ زوﺑﻌﻴﺔ ا ﻈﻬﺮ ﺗﻌﺘﺮي ا ﻮاد ا ﺆﻟﻔﺔ ﻟﻠﻤﺎﻧﺘﻴﺎ اﻟﻠﺪﻧﺔ
وذﻟﻚ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ا ﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠـﻖ ﻣـﻦ
اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ وا ﺮﻛﺒﺎت ا ﺸﻌﺔ وﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ.
ﺻﻔﻴﺤﺔ
ﻛﺒﻴﺮة
ﺻﻔﻴﺤﺔ
ﺻﻐﻴﺮة
ﺻﻔﻴﺤﺔ
ﺻﻐﻴﺮة
ﺻﻔﻴﺤﺔ
ﻛﺒﻴﺮة
ﺷﻜﻞ )٤١(
ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ
١- اﻟﺼﻔﻴﺤﺔ
٢- اﻟﻔﺎﺻﻞ
٣- اﳉﻠﻴﺪ ا ﻜﺴﺮ
84
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
ﻓﺘﺘﺤﺴﻦ ا ﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﺸﺪة وﺗﺒﺪأ ﻋﻤﻠﻴـﺔ ﻓـﺮز ـﻮاد ا ـﺎﻧـﺘـﻴـﺎ وذﻟـﻚ
ﺣﺴﺐ أوزاﻧﻬﺎ اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ.
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﳒﺪ أن ا ﻌﺎدن واﻷﺧﻒ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻠﻎ ﻫﺬه
اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوب اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻊ ﺣﺮﻛﺔ ا ﻮاد اﻟﺼﺎﻋﺪة
ﻓﺘﺘﻌﺮض ﻟﻠﺘﻜﺴﻴﺮ واﳊﺮﻛﺔ ﻏﻴﺮ ا ﻨﺘﻈﻤﺔ. وﻋﻠـﻴـﻪ ـﻜـﻦ اﻟـﻘـﻮل إن ﻣـﺼـﺪر
اﳊﺮﻛﺔ ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ وﻟﻜﻦ ا^ﻟﻴﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ ﺎﻣﺎ.
ا^ﻟﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ
إن اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﺳﻤﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ اﻟﻜﺜﻴـﺮ وﻟـﻜـﻦ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻀﻐﻂ ﺗـﻌـﻴـﺸـﻪ اﻷرض داﺋـﻤـﺎ إذ ﻧـﺮى ﻟـﻬـﺎ ﺳـﺎﺣـﺔ ﺗـﻮﺗـﺮ
واﺳﻌﺔ ﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻮذﺟ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻀﻐﻂ. اﻷول وﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﶈﻴﻄﻲ
ا ﺆﺛﺮ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﳉﻬﺎت. وﺳﺒﺒﻪ ﺿﻐﻂ وﺛﻘﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
أو اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. ﺛﻢ اﻟﺘﻮﺗﺮ واﻟﻀﻐﻂ اﳉﺎﻧﺒﻲ اﻟﺬي ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ
ﺪد واﻧﺪﻓﺎع ﻋﻤﻮدﻳﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ اﻻﲡﺎه.
وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﺠﺰأ وﺗﺘﻜﺴﺮ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ إﻟﻰ أﺟﺰاء ﺻﻐﻴﺮة
وﻛﺒﻴﺮة. وﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻄﺒﻘﻲ اﶈﻴﻄﻲ وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﻣﻦ اﻧﻜﻤـﺎش
داﺧﻠﻲ ﻻ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر اﳋﻠﻞ ﻓﻲ ﺗﻮازن اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻷرﺿﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘـﻠـﻔـﺔ
وﺧﺎﺻﺔ إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺨﻮرﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ. وﻟﻜﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﳉﺎﻧﺒﻲ اﻟﻮاﺧﺰ ﻳﺆدي إﻟﻰ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﻐﺎﻳﺮة أي إﻟﻰ زﺣﺰﺣﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼـﺨـﺮﻳـﺔ وإﻟـﻰ ﺗـﺸـﻮﻫـﻬـﺎ وﺗـﺒـﺪل
ﻣﻈﻬﺮﻫﺎ. وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻋﺎﻣـﺔ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ وﻫـﺬه اﻟـﻘـﻮة
ا ﺸﻮﻫﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻪ وﺗﺰﻳﺪه ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴﺎ اﻟﻌﻠﻴﺎ اﻷﻛﺜﺮ ﺣﺮﻛﺔ وﻣﺮوﻧﺔ ﻣﻦ
اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻓﻌـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﻈـﺎﻫـﺮة ا ـﺬﻛـﻮرة
ﻟﻜﻮن ﺑﻌﺾ ا ﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺤﻄﻤﺔ وﻣﺸﻘﻘﺔ ﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ أﻛﺜﺮ
ﺗﻮﺗﺮا وزﻟﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ.
ﻟﻨﺮ اﻻ^ن ﻣﺎذا ﻳﺤﺪث ﻓﻲ اﻷرض ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﻬﻮر اﻷﺷﻜﺎل اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺘﻮﺗـﺮ
ﻓﻴﻬﺎ.. وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ اﻟﻘﺎﻧﻮن ا ﻴﻜﺎﻧـﻴـﻜـﻲ اﻟـﻘـﺎﺋـﻞ: »إن
ﺗﺼﺪع واﻧﺸﺎق وﺣﺮﻛﺔ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻳﺘﻢ ﺑﺰاوﻳﺔ ﻣﻘﺪارﻫﺎ ٥٤درﺟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻻﲡﺎه اﻟﻘﻮة اﻟﻀﺎﻏﻄﺔ أو ا ﺆﺛﺮة« ﻫﺬا اﻟﻜﻼم ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺨﺒﺮﻳﺎ وﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻸرض اﻟﺼﻮرة ﻣﻐﺎﻳﺮة. وﻫﻜﺬا ﻴﺰ اﳊﺎﻻت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)ﺷﻜﻞ٥١(:
94
اﻟﺰﻻزل
أ
ب
اﻟﻀﻐﻂ
اﺑﺘﻌﺎد
ﻣﺘﺤﺮك
ﺟـ
اﻟﺸﻜﻞ )٥١(
ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ واﻟﺼﺪوع
)أ( اﻧﺰﻻق )اﻷﻳﺴﺮ( )ب( ﺻﻌﻮد
)ج( ار ﺎء )د( ﺻﺪع ﻋﺎدي
١- إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮى اﻟﻀﻐﻂ وﻗﻮى اﻟﺘﻤـﺪد واﻻﻧـﺘـﺸـﺎر اﳉـﺎﻧـﺒـﻲ ﻣـﺘـﻌـﺎﻣـﺪة
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻘﻲ. وﻟﻜﻦ اﻟﺸﻖ أو اﻟﺼﺪع ا ﺘﻜﻮن
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺘﺪ ﻋﻤﻮدﻳﺎ. واﳊﺮﻛﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ذﻟﻚ و ﺤﺎدات اﻟﺼﺪع أو
اﻟﺸﻖ ذات اﲡﺎه أﻓﻘﻲ وﻳﺘﻜﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺻﺪع أو ﺷﻖ زﺣﺰﺣﺔ.
٢- إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮة اﻟﻀﺎﻏﻄﺔ أﻓﻘﻴﺔ ﻛﺎﻟﺴﺎﺑﻖ أو ﺷﺒﻪ أﻓﻘﻴﺔ وﻗﻮة اﻟﺘﻤـﺪد
ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻻﲡﺎه اﻟﻌﻤﻮدي ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪ أن اﲡﺎه اﻟﺼﺪع ﻣﺎﺋﻞ ﺑﺸﺪة وﺷﻔﺘﻪ
اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﺪﻓﻮﻋﺔ ﺑﻘﻮة ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ. إﻧﻪ ﺻﺪع وﺻﻌﻮد.
٣- أﻣﺎ إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺸﻔﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟـﻠـﺼـﺪع ﻣـﺎﺋـﻠـﺔ ﺑـﺸـﺪة ﻓـﺘـﻜـﻮن أﻣـﺎم ﺻـﺪع
ار ﺎء وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ أﻓﻘﻴﺔ أو ﺷﺒﻪ أﻓﻘﻴﺔ وﻣﺘﻌﺎﻣﺪة ﻣﻊ ﻗﻮة
اﻟﺘﻤﺪد.
٤- وﻗﺪ ﺗﻜﻮن أﻣﺎم ﺻﺪع اﻧﺰﻻق ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﻮة اﻟﻀﺎﻏـﻄـﺔ ﻋـﻤـﻮدﻳـﺔ
)رأﺳﻴﺔ( وﻗﻮة اﻟﺘﻤﺪد أﻓﻘﻴﺔ وﻣﺘﻌﺎﻣﺪة ﻣﻊ اﻟﻘﻮة اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
05
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
٦- أﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺮى ﺻﺪﻋ ﻣﺘﺠﺎورﻳﻦ)×٥( وﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ أرض ﻫﺎﺑﻄﺔ
ﻓﻴﺘﺸﻜﻞ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻐﻮر. وإن ﺣﺪث اﻟﻌﻜﺲ أي ارﺗﻔﻌﺖ ﻫﺬه اﻟﻘﻄﻌﺔ
ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻴﻈﻬﺮ اﻟﻨﺠﺪ أو اﻟﻈﻬﺮ.
وﻧﻮرد اﻻ^ن وﺑﻌﺪ أن ﺗﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎل اﻟﺼﺪوع ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﻨﻮﻋﻲ
ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻷرﺿﻲ إﻟﻰ اﳊﺮﻛﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ واﳊﺎﻟﺔ اﳊﺮﻛﻴﺔ.
ﺗﻔﺴﺮ وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻨﻘﻞ اﻟﻠﺪن اﻟﻔﻴﺰﻳـﺎﺋـﻴـﺔ واﻟـﺘـﻲ ﺟـﺎء ﺑـﻬـﺎ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ
اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ غ. رﻳﺪ إﺛﺮ زﻟﺰال ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ا ﺪﻣﺮ ﻋﺎم)٦٠٩١( ﻇﻬﻮر ﺑﺆرة
اﻟﺰﻟﺰال. ﻟـﻨـﻔـﺘـﺮض ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻜـﻞ)٦١( ان اﻟﻜﺘـﻠـﺘـ اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺘـ ) Iو(II
ﻣﻠﺘﺼﻘﺘﺎن ﻣﻌﺎ ﻋﺒﺮ ﺻﺪع ﻗﺪ ﺑﻌﺜﺖ ﻓﻴﻪ اﳊﻴﺎة ﻣﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ أو أن اﻟـﺼـﺪع
ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ. و ﺎ أن اﻟﻜﺘﻠﺘ ﻣﻠﺘﺼﻘﺎن ﻣﻌﺎ ﺑﺸﺪة ﻓﺈن ذﻟﻚ ﻳـﻌـﺮﻗـﻞ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑﺎﲡﺎه ﻣﻌ ﻫﻮ اﲡﺎه ﻗﻮة اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ أو
اﳉﺎﻧﺒﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﻧﺮى ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﻻﻧﺜﻨﺎء اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ
وﺑﺎﻟﺘﺸﻮه. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ا ﻄﺎف ﺳﺘﺄﺗﻲ اﻟـﻠـﺤـﻈـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻻ ـﻜـﻦ ﻓـﻴـﻬـﺎ
ﻟﻠﺴﻄﺢ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑ اﻟﻜﺘﻠﺘ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺷﺪة اﻻﻧﺜﻨﺎء واﻟـﺘـﺸـﻮه واﻟـﺘـﻮﺗـﺮ اﻟـﺬي
ﻳﻌﺘﺮي اﻟﺼﺨﻮر. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺷﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺼﺨﺮي ﺗﻔﻮق ﻗﻮة اﻟـﺘـﻤـﺎﺳـﻚ
واﻟﺘﺼﻠﺐ اﻟﺼﺨﺮي وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ وﺑﺼﻮرة ﻓﺠﺎﺋﻴﺔ ﺳﺘﺘﺤﺮك اﻟﻜﺘﻠـﺘـﺎن ﻓـﻲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ أﻓﻖ اﻟﺘﻼﻣﺲ اﻟﺼﺨﺮ ﺑﺎﲡﺎﻫ ﻣﺘﻌﺎﻛﺴ وذﻟﻚ ﺑﺎﻣﺘـﺪاد اﻟـﺼـﺪع
أو اﻟﺸﻖ اﻟﺬي ﻇﻬﺮ.
ﺻﺪع
IV
III
II
I
ﺑﺆرة
ﺷﻜﻞ )٦١(
ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
)×٥( أ.ف دروﻣﻴﺎ ن.ن. ﺷﻴﺒﺎﻟ
اﻟﺰﻻزل أﻳﻦ ﻣﺘﻰ ﺎذا ﻛﻴﺸﻴﻨﻴﻒ ٥٨٩١.
15
اﻟﺰﻻزل
وﻫﻜﺬا ﺗﻈﻬﺮ اﳊﺮﻛﺔ وﺗﺘﻬﺸﻢ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال
ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ وﻻﻧﺮى ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻜـﻞ)٦١( ﺣﺪودا واﺿﺤﺔ ﻟﻠﺸـﻘـﻮق. وﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﺰﻻزل ﻗﻮة ﻳﺘﻮﻗﻒ ا^ﺟﻼ أو ﻋﺎﺟﻼ ﺗﻄﻮر وﺗـﻨـﺎﻣـﻲ اﻟـﺸـﻘـﻮق
وﻛﺬﻟﻚ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﳊﺮﻛﺔ ﻃﺮﻓﺎ اﻟﺼﺪع وﻗﺪ ﻳﻬﺪأ اﻟﺼﺪع أو ﺷﻖ ﻣﺌﺎت ﺑﻞ
ا^ﻻف اﻟﺴﻨ دون ﺣﺮﻛﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺑﻘﻴﺖ ا^راء غ. رﻳﺪ ﻣﺠﺮد ﻧﻈﺮﻳﺔ زﻣﻨﺎ ﻃﻮﻳﻼ. وﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ وﺑﻌﺪ
اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﳉﻴﻮدﻳﺰﻳﺔ )ا ﺴﺎﺣﻴﺔ( اﳊﺪﻳﺜﺔ ﺗﺒ أن اﻟﺸﻖ اﻟﺼﺪﻋﻲ
ا ﻌﺎﻛﺲ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺘﺤﺮﻛﺎ ﺴﺎﻓﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺰﻟﺰال. وﻟﻘﺪ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ
ﻫﺬه اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ وﺟﻴﺰة و اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴـﻬـﺎ ﻛـﺬﻟـﻚ ﺑـﻮﺳـﺎﻃـﺔ
ﺗﺴﺠﻴﻼت ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺄرﺟﺢ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ. وﻟﻘﺪ ﻗﺎم ﺑﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﺤﺎﺛﺔ
اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺠﻴﻼت زﻟﺰال ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﻋﺎم)٩٧٩١(.
وﺗﺒ أن ﻣﺎﺟﺎء ﺑﻪ رﻳﺪ ﺻﺤﻴﺢ وﻣﻮﺛﻮق. وﻧﺮى ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﺘﻌﺎﻛﺴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺼﺪع. ﻛﻤﺎ أن ﺷﺪة اﻟﺰﺣﺰﺣﺔ اﻟﻜﺘﻠﻴﺔ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ
اﻟﺼﺪع اﻷﺳﺎﺳﻲ. وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﳊﺎﻻت أن ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲡﺪد اﻟﺸﻖ أو اﻟﺼﺪع ﻟﻦ
ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴـﻄـﺢ اﳋـﺎرﺟـﻲ وﻟـﻦ ﺗـﺘـﺸـﻌـﺐ اﻟـﺸـﻘـﻮق ﻋـﻤـﻴـﻘـﺎ ﻓـﻲ ﺟـﻤـﻴـﻊ
اﻻﲡﺎﻫﺎت ﻷن اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﶈﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟـﺼـﺪع ﻻ ﺗـﺴـﻤـﺢ ﺑـﺬﻟـﻚ. وﻟـﻜـﻦ
ﺧﻼﻓﺎ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﻳﺘﻮﻏﻞ اﻟﺸﻖ ﻋﻤﻴﻘـﺎ ﻓـﻲ ﺑـﺎﻃـﻦ اﻷرض و ـﺴـﺎﻓـﺔ ﻗـﺪ ﺗـﺒـﻠـﻎ
ﻋﺸﺮات ﺑﻞ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات.
واﻻ^ن ﻳﺮد إﻟﻰ اﻷذﻫﺎن ﺳﺆال ﻛﻴﻒ ﻜﻦ أن ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﺸـﻘـﻮق
اﻟﻜﺒﻴﺮة ودون أن ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ? وﻟﻌﻠﻨﺎ ﳒﺪ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ ا ﺜﺎل ا ﺒﺴﻂ
اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻟﻮ أﺧﺬﻧﺎ ﻛﺄس ﻣﺎء ووﺿﻌﻨﺎ ﻓﻲ أﺳـﻔـﻠـﻪ ﻣـﺎدة ﻓـﻮارة ﻟـﺮأﻳـﻨـﺎ أن ﻫـﺰة
ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺳﺘﺘﻢ ﻓﻲ أﺳﻔﻞ اﻟﻜﺄس وﺳﻴﺆدي اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﻇـﻬـﻮر ﺷـﻖ ﻓـﻲ اﻟـﻜـﺄس
ﺳﻴﻤﺘﺪ ﺴﺎﻓﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺛﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ. ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﲢﺪث ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض
ودون أن ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ. واﳋﻼف ﺑ اﻟﻈﺎﻫﺮﺗ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أن اﻷرض
ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ ﻣﺎدة أي ﺻﺨﺮﻳﺎ. ﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪات أﻛﺒﺮ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل اﻟﺸﻘﻮق
وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ.
ﺗﺴﻤﻰ ﻛﻞ اﻟﺸﻘﻮق ا ﻨﺒﻌﺜﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض ﺑﺒﺆر اﻟﺰﻻزل. وﻫﺬه اﻟﺸﻘﻮق
ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ إﻃﻼق اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻣﺎداﻣـﺖ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟـﺘـﺸـﻘـﻖ واﻟـﺘـﺼـﺪع
ﻣﺴﺘﻤﺮة. و ﻜﻦ أن ﺗﺴﺠﻞ اﻷﻣﻮاج ﻫﺬه ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء اﻷرض ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ
25
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
أﺟﻬﺰة اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. وﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪت ﻋﻤﻠﻴﺔ رﺻﺪ اﻷﻣﻮاج)×٦( اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
وﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻌﻠﻢ اﻟﺰﻻزل واﻻﻫﺘﺰاز ا ﻮﺟﻲ )(Seis mology
وﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن ﻋﻠﻢ اﻻﻫﺘﺰازات ﻗﺪ اﻫـﺘـﻢ ﻟـﻔـﺘـﺮة ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﺑـﺪراﺳـﺔ ﻗـﻮاﻧـ
اﻧﺘﺸﺎر وﺗﻮزع اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻠﺪﻧﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪرس اﻻ^ن
ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺴﺘﻔﻴﺪة ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻫﺬه
اﻟﺒﺆر.
وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل ﺜﻞ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ اﻷرض ﻓﻲ واﻗﻊ أﻣﺮﻫﺎ ﻟﻴﺴﺖ
ﺳﻮى ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻬﺪم وﺗﻜﺴﺮ وﺗﺸﻘﻖ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وأﻋﻤﺎﻗﻬﺎ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ا ﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﺗﺘﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟـﺰال ﻓـﻲ ﺑـﺎﻃـﻦ
اﻷرض ﻳﺴﻤﻰ ) (Hypocentreأي ا ﺮﻛﺰ اﻟﻌﻤﻴﻖ. أﻣﺎ ا ﻮﺿﻊ اﻟﺬي ﻳﻌﻠﻮه ﻋﻠﻰ
ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻓﻴﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ا ﺮﻛﺰ اﻟﺴـﻄـﺤـﻲ أو ) .(Epicentreو ﺜﻞ ا ﻮﺿـﻊ
ﻫﺬا ا ﺮﻛﺰ اﻟﺬي ﺗﺒﻠﻎ ﻓﻴﻪ ﻗﻮة اﻟﺰﻟﺰال أﺷﺪ ﻣﺎ ﻜﻦ أي أﻧﻪ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﺪﻣﻴـﺮ
اﻷﺳﺎﺳﻲ.
ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﻫﻨﺎ أن ﻧﺴﺄل ﻋﻦ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﻜﺜﻴﻔـﺔ واﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة ا ـﻮﺟـﻮدة ﻓـﻲ
ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض وا ﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴـﺔ. ﻫـﻞ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻫـﺬه ﻓـﺠـﺄة ودون ﺳـﺎﺑـﻖ
إﻧﺬار ودون ﻓﺘﺮة ﺗﻬﻴﺌﺔ وﲢﻀﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﺻﺪع أو ﺷﻖ ﻫـﺎﺋـﻞ
اﻻﻣﺘﺪاد واﻟﻌﻤﻖ وﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮﻛﻴﺔ واﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻛﺒﻴـﺮة ﻣـﺪﻣـﺮة ﲢـﺪث اﻟـﺰﻟـﺰﻟـﺔ?!
ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬه اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ. وذﻟﻚ ﻷن اﻷرض ا ﻌﻘﺪة اﻟﺘﺮﻛﻴﺐ واﻟﻈﺮوف
ﻗﺪ أوﺟﺪ اﻹﻟﻪ ﻟﻬﺎ وﻟﺴﻮاﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻗﻮاﻧ ﻃﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻏـﺎﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺪﻗـﺔ.
وﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ اﺛﻨﺎن ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﻮاﻧ :
١- ﻗﺎﻧﻮن ﺣﻔﻆ اﻟﻄﺎﻗﺔ
اﻟﺬي ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻫﻨﺎ أﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﲢﻮﻳﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ ﻣﺎ
إﻟﻰ ﺷﻜﻞ ا^ﺧﺮ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ. ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺣﺮرت ﺷﻔﺘﺎ اﻟﺼﺪع ا ﺘﺤﺮﻛﺘﺎن اﻟﻄﺎﻗﺔ
اﻟﺘﺤﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ا ﺘﺰﺣﺰﺣﺔ ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻳﻦ
ﺟﺎءت ﻫﺬه اﻟﻄﺎﻗﺔ?.
ﻗﺒﻞ أن ﳒﻴﺐ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ
ﺻﺮف ﻋﻠﻰ ﲢﺮﻳﻚ ﺷﻔﺘﻲ اﻟﺼﺪع واﳉﺰء اﻻ^ﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺸﻴﻢ وﺗﻜﺴﻴﺮ اﻟﺼﺨﻮر
)×٦( ج.أ. اﻳﺒﻲ اﻟﺰﻻزل ﻣﻮﺳﻜﻮ٢٨٩١.
35
اﻟﺰﻻزل
ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺎس ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺼﺪع واﺳﺘﻨﻔﺪت ﻋﻤﻠـﻴـﺔ اﻻﺣـﺘـﻜـﺎك اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ
ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ أﻳﻀﺎ وﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ ذﻫﺐ إﻟﻰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. أﻣﺎ ﻣﺎ
ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ ﻓﺘﺤﻮل إﻟﻰ أﻣﻮاج اﻫﺘﺰازﻳﺔ أﺻﺪرﺗﻬﺎ وﺷﻘﺘﻬﺎ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
أﻣﺎ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮض اﻟﻜﺘﻞ واﻟﻄﺒﻘﺎت ﻟﻼﻧﺜﻨﺎء ﺗﺘﺠﻤﻊ
وﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺎﻗﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻫـﻲ ﻃـﺎﻗـﺔ اﻻﻧـﺜـﻨـﺎء أي اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﻟـﻼزﻣـﺔ
ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺜﻨﻲ اﻟﺼﺨﺮى. أﺿﻒ إﻟـﻰ ذﻟـﻚ أﻧـﻪ ﺳـﺘـﺘـﻌـﺮض اﻟـﻄـﺒـﻘـﺎت
اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ا ﺘﻮﺗﺮة إﻟﻰ اﻻﻧﻀﻐﺎط واﻻﻧﻜﻤﺎش وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺘﺨﺘﺰن ﻃﺎﻗـﺔ
إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ. إن ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ اﺨﻤﻟﺰوﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﻜﻤﺎش
واﻻﻧﺜﻨﺎء ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻗﻮة ﲢﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﻨﻄﻠﻖ
وﺑﻘﻮة ﻓﺎﺋﻘﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ إﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﲡﺎﻫﺎت.
٢- ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺴﺮﻋﺔ اﻟﻘﺼﻮى اﳊﺪﻳﺔ ﻟﻨﻘﻞ اﻹﺷﺎرة
ﻣﻦ ا ﻌﺮوف إﻟﻰ اﻻ^ن أﻧﻪ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺳﺮﻋﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺳﺮﻋـﺔ
اﻟﻀﻮء وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺘﻲ ﻜﻦ ﻟﻠﻀﻮء أن ﻳﺨﺘﺮﻗﻬﺎ وﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن
ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻀﻮء ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠٠٠٬٠٠٣ﻛﻢ/ﺛﺎ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻧﺮاﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒـﺔ
ﻟﻠﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ إﻻ أﻧﻨﺎ ﻓﻲ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ ﻧـﺼـﺎدف ذﺑـﺬﺑـﺎت ﻣـﻦ
أﻧﻮاع أﺧﺮى. ﻣﺜﻞ اﳉﺒﻬﺔ اﻟﺘﻤﻮﺟﻴﺔ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺎﻋﻼت اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ
واﻻﻧﻔﺠﺎرات. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﺬﺑﺬﺑﺎت اﳊﺮﻛﻴﺔ )ﻣﻴﻜﺎﻧـﻴـﻜـﻴـﺔ( ﻓـﺈن اﻟـﺴـﺮﻋـﺔ
اﻟﻘﺼﻮى ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﻜﺜـﻴـﺮ وأي ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺣـﺮﻛـﻴـﺔ ﻓـﻲ اﳉـﺴـﻢ
اﻟﺼﻠﺐ )ﺻﺨﻮر( وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺸﻘﺎق واﻧﻐﻼق اﻟﺼﺨﻮر ﻟـﻦ ﺗـﺘـﻌـﺪى
ﺳﺮﻋﺔ ذﺑﺬﺑﺎﺗﻬﺎ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺼﻮت. وﻟﻦ ﺗﺰﻳﺪ ﺳﺮﻋﺔ اﻧﻐﻼق اﻟﻜﺘـﻞ اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ
ﻋﻠﻰ )٤ﻛﻢ/ﺛﺎ(. وﻫﻜﺬا ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﺷﻘﺎ ﻃﻮﻟﻪ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات أو ﻣﺌﺎت ﻣﻦ
اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻻ ﻜﻦ أن ﻳﺘﻜﻮن ﻓﻲ ﳊﻈﺔ واﺣﺪة ﺑﻞ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ
أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ. واﻟﺴﺆال اﻻ^ن: ﻛﻴﻒ ﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺸﻖ اﻟﻌﻈﻴﻢ أن ﻳﻌﺪ وﻳﺘﺸﻜـﻞ
وﻳﺸﻊ )ﻳﻄﻠﻖ( اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ?
ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن وﻓﻲ أن واﺣﺪ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺻﻨﻊ ﻮذﺟﺎن
ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺎن ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻮر.
اﻷول: اﻟﻨﻤﻮذج اﻻﻧﻬﻴﺎﻟﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﺜﺎﺑﺚ ﻟﺘﺸﻜﻞ اﻟﺸﻘﻮق وﻳﺮﻣﺰ ﻟﻪ ﺑﺎﳊﺮوف
) (L.N.Tوذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺑﻌﺾ اﻟﻌـﻠـﻤـﺎء اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﻴـﺖ ﻣـﺜـﻞ ب. ف. ﻛـﺴـﺘـﺮوف
45
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
وأ.ﺳﺎﺑﻮﻟﻴﻒ وغ.ﺷﺎﻣﻴﻨﺎ.
اﻟـﺬي وﺿـﻌـﻪ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﻮن
اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ: اﻷ ـﻮذج
)اﻷ ﻮذج اﻻﻧﺘﺸﺎري(.
ﺮ ﻓﻲ اﻷ ﻮذﺟ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﻘﻮق ﺑـﺒـﻌـﺾ ا ـﺮاﺣـﻞ: ﻓـﺤـﺴـﺐ )(L.N.T
)اﻷ ﻮذج اﻻﻧﻬﻴﺎﻟﻲ( وﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻷرﺿﻲ ا ﺴـﺘـﻤـﺮ واﻟـﻄـﻮﻳـﻞ ﻳـﻈـﻬـﺮ
اﻹﺟﻬﺎد ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺼﺨﻮر وﻳﺒﺪأ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺼﻐﻴﺮة ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر.
وﻣﺎداﻣﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ وﻣﺘﺼﻠﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﳒﺪ أن ﻋﺪدﻫﺎ ﻓﻲ وﺣﺪة
اﳊﺠﻢ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﺑﺎﻃﺮاد. وﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻠﺒﺚ أن ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪأ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺸﻘﻘﺎت
ﺑﺎﻟﺘﺤﺴﺲ ﺑﺎﻟﺸﻘﻮق اﺠﻤﻟﺎورة. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺸﻘﻮق ا ﺘﻮازﻳﺔ ا ﺘﺮاﺑﻄﺔ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻳﺴﺎﻧﺪ
ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ. أﻣﺎ ا ﺘﻌﺎﻣﺪة ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺘﺒﺪو وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻛﺴﻬﺎ وﲢﺪ ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎره.
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺘﺰاﻳﺪ ﻋﺪد اﻟﺸﻘﻮق ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺑﺸﺪة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻇﺎﻫﺮة اﻻﻧﻬﻴﺎل واﻻﻧﻬﻴﺎر
) .(Lavineوﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﻟﻴـﺲ ﺑـﺈﻣـﻜـﺎن اﻟـﺸـﻘـﻮق اﻟـﻈـﻬـﻮر ﻓـﻲ ﻛـﻞ
وﺣﺪة اﳊﺠﻢ ﻓﺘﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺘﺠﻤﻊ واﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ أﺷﺮﻃﺔ أو ا^ﻓﺎق ﺿﻴﻘﺔ. أﻣﺎ ﻓﻲ
ﺑﻘﻴﺔ أﺟﺰاء وﺣﺪة اﳊﺠﻢ ﻓﺘﺘﻮﻗﻒ اﻟﺸﻘﻮق ﻋـﻦ اﻟـﺘـﻄـﻮر واﻟـﺘـﺰاﻳـﺪ و ـﻮت.
وﻳﺆدي ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺟﺰﺋﻴﺎ إﻟﻰ ﺗﺰاﻳﺪ ﻓﻲ ﺻﻼﺑﺔ وﻣﻘﺎﻣﺔ وﺣﺪة اﳊﺠﻢ ﺑﺸﻜﻞ
ﻋﺎم. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﺮﻛﺰ اﻟﺸﻘﻮق ﺗﻈﻬﺮ ﺷﺮاﺋﺢ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ا ﻘﺎوﻣﺔ.
وﻫﻨﺎ ﺗﻌﺪ اﻟﻈﺮوف ﳊﺪوث اﻧﺸﻄﺎر أﺳﺎﺳﻲ وﻛﺒﻴﺮ وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﺼﺨﻮر ﻫﻨﺎ إﻟﻰ أدﻧﻰ ﺣﺪ ﻟﻬﺎ وﻓﻲ ﺧﺘﺎم ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ ﺗﻠﺘﺤﻢ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺘﻲ
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰة ﺷﺮﻳﻄﻴﺎ وﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺷﻖ واﺣﺪ ﻓﺘﺸﻖ وﺗﻨﻐﻠﻖ اﻟﺼﺨﻮر
ﻫﻨﺎ ﺑﻌﻨﻒ وﺑﻌﻤﻖ وﺑﺴﺮﻋﺔ. وﻫﻜﺬا ﺗﻈﻬﺮ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال. وﻳﺘﺤﺮك ﻃﺮﻓﺎ اﻟﺼﺪع
ﺑﺤﺮﻳﺔ وﻳﺘﻘﺪم اﻟﺸﻖ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﺑﻨﻔﺲ اﻟﺴﺮﻋﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺘـﻮﺗـﺮ
اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺆرة أو أن اﻟﺼﺪع ﻳﺮﺗـﻄـﻢ ﺑـﻜـﺘـﻠـﺔ ﺻـﺨـﺮﻳـﺔ ﺷـﺪﻳـﺪة
اﻟﺼﻼﺑﺔ ﻓﻴﺘﻮﻗﻒ اﻟﺘﺸﻘﻖ اﻷرﺿﻲ.)ﺷﻜﻞ٧١(.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻸ ـﻮذج ) (D. D. Modﻓﺈن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﺗﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣـﻐـﺎﻳـﺮ ـﺎ
ﺳﺒﻖ واﻟﺪور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻜﻮن اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ إ ﺎ ﻳﺮﺟﻊ ﻟﻠﺘـﺄﺛـﻴـﺮ
ا ﺘﺒﺎدل ﺑ اﻟﻜﺘﻞ وا ﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ واﻟﺸﻘﻮق وا ﺎء ا ﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺸﻘﻮق.
ﻓﻔﻲ ا ﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻧﺮى ﺷﻘﻮﻗﺎ ﺻﻐـﻴـﺮة ﻣـﺠـﻬـﺮﻳـﺔ. إﻻ أن ﻛـﻞ ﻣـﺎﳒـﺪه ﻫـﻮ
ﺳﺎﺣﺔ ﺗﻮﺗﺮ ﻟﺪﻧﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ ﺷﻘﻮق ﻣﺠﻬﺮﻳﺔ دﻗﻴﻘﺔ. إﻻ أﻧﻬﺎ ﺷﻘﻮق ﺑﺘﺮ
)(٧×)(D. D. MoD
)×٧( ﺷﻴﺒﺎﻟ
ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
55
اﻟﺰﻻزل
ﳊﻈﺔ
اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ
اﻟﺼﻼﺑﺔ
اﻟﺘ
ﺴﻮﻳﺔ
اﻟﺼﻼﺑﺔ
اﻟﺘﺸﻮﻳﻪ
ﺳﺮﻋﺔ
IV
III
II
اﻟﺘﺸﻮﻳﻪ
I
IV
III
ﺳ
ا ﺮﻋﺔ
ﻟﺘ
ﺸﻮﻳﻪ
II
I
C
اﻟﺸﻜﻞ )٧١( أ ﻮذج اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻣﺮاﺣﻞ اﻷ ﻮذج L.N.T- A
ّ -Iﺗﺸﻘﻖ ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ
-IIﺑﺪء ﺗﻔﺎﻋﻞ اﻟﺸﻘﻮق
-IIIﻮ وﺗﻮﺳﻊ اﻟﺸﻘﻮق
-Iﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﻖ )اﻟﺒﺆرة(
اﻷ ﻮذج (D.D)-B
-Iوﺿﻊ ﻣﺘﻮﺗﺮ
-IIﻇﻬﻮر اﻟﺸﻘﻮق
-IIIﻣﻞء اﻟﺸﻘﻮق ﺑﺎ ﺎء
-Iﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﻖ اﻟﺒﺆرة
ﻇﻬﻮر اﻟﺒﺆرة ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﺼ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ
65
ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﺰﻻزل
وﻓﺼﻞ ﻟﻠﺼﺨﻮر وﻟﻴـﺴـﺖ ﺷـﻘـﻮق دﻓـﻊ وزﺣـﺰﺣـﺔ وﺗـﻘـﺪم ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻷ ـﻮذج
) .(L.N.Tوﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺸﻘﻮق ﻧﺮى ﺣﺪﺛـﺎ ﻏـﻴـﺮ ﻃـﺒـﻴـﻌـﻲ ﻓـﻌـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗـﺰداد
ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ا ﺆﺛﺮات اﳋﺎرﺟـﻴـﺔ ﳒـﺪ أن ﺣـﺠـﻢ اﻟـﺼـﺨـﻮر وا ـﻮاد ﻻ ﻳـﻨـﻜـﻤـﺶ أو
ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﺑﻞ اﻧﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻳﺰداد ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺰاﻳـﺪ ﺳـﻌـﺔ اﻟـﺸـﻘـﻮق وا ـﺴـﺎم
وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺰداد اﻟﺼﺨﻮر ﺟﻔﺎﻓﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎن ا ﻴـﺎه اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ
ﺳﺎﺑﻘﺎت ﺷﻐﻞ ﻛﻞ ا ﺴﺎم واﻟﺸﻘﻮق اﻟﺘﻲ ازداد ﺣﺠﻤﻬﺎ وﻳﺘـﻨـﺎﻗـﺺ اﻟـﻀـﻐـﻂ
ا ﺴﺎﻣﻲ اﻟﺼﺨﺮي وﺗﺰداد ا ﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ازداد ﺟﻔﺎﻓﻬﺎ.
وﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﺒﺪأ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻧﻮﻋ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت:
)أ(- اﺳﺘﻤﺮار ﺗﺰاﻳﺪ ﺷﺪة اﻟﺘﻮﺗﺮ اﳋﺎرﺟﻲ. وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﻣﺘﺮاﻓﻘﺔ ﻣﻊ:
)ب(- ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻞء ا ﺴﺎم ﺑﺎ ﺎء ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻇﺎﻫﺮة اﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ. وﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺗﻬﺒﻂ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺼﺨﻮر و ﺎﺳﻜﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﺷﻖ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ
اﻟﺼﺨﺮ ﻣﻜﻮﻧﺎ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺚ وﺗﻄﻠﻖ اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ
ا ﻮﺟﺒﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷ ﻮذج ).(L.N.T
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ ﺧﺘﺎﻣﺎ إﻟﻰ أن اﻷ ﻮذﺟ ا ﺬﻛﻮرﻳﻦ ﻣﻌﺘﻤﺪان اﻻ^ن ﻋﺎ ﻴﺎ
ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺎﻟﺰﻻزل واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺸﻜﻠﻬﺎ.
75
اﻟﺰﻻزل
85
اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
3 اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
إن دراﺳﺔ اﻟﺰﻻزل واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ
ﻌﺮﻓﺔ ﻣﻜﺎن ﺣﺪوث اﻟـﺰﻟـﺰال وﻗـﻮﺗـﻪ ودراﺳـﺔ ا^ﺛـﺎره
ا ﺪﻣﺮة واﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
ﻛﻠﻬﺎ أﻣﻮر ﺣﻴﻮﻳﺔ وأﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن. ﻷﻧﻬﺎ
ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﺼﻮرة اﳊﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻦ درﺟﺔ ﻣﺨﺎﻃﺮ
وﺧﻄﻮرة اﻟﺰﻻزل وﻣﺎ ﻳﺠـﺐ أن ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴـﻒ ﻣـﻦ
ُ
أﺿﺮارﻫﺎ ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮر ﻟﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻃﻦ
اﻷرض وﻣﺎ ﲢـﺘـﻮﻳـﻪ ﻣـﻦ ﻣـﻮاد ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ واﳊـﺎﻻت
اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﻫﺬه ا ﻮاد وﺑﺨﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ
ﻋﻠﻤﻨﺎ أن اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺘﺪ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ
اﻷرض ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻨـﻔـﺬ ﻣـﻦ ﻃـﺮف إﻟـﻰ ا^ﺧـﺮ ﻓـﻲ
اﻟﺰﻻزل ا ﺪﻣﺮة.
ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻃﺎﻗﺔ اﻻﻫﺘﺰازات ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ
اﻧﻄﻼﻗﻬﺎ وﺑﺆرة أو ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺰﻟـﺰال. و ـﻜـﻦ ﻷﺟـﻬـﺰة
اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺗﺴﺠـﻴـﻞ اﻻﻫـﺘـﺰازات ﻫـﺬه ﻣـﻬـﻤـﺎ
ﻛـﺎﻧـﺖ ﺿـﻌـﻴـﻔـﺔ. وﺗـﺬﻛـﺮﻧـﺎ ﻫــﺬه اﻷﻣــﻮاج ﺑــﺎﻷﻣــﻮاج
ا ﺘﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻛﺔ أو ﺣﻮض ﻣﺎﺋﻲ أﻟﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺠﺮ.
ُ
ﻓﺎﻷﻣﻮاج ﺗﺒﺪأ ﺻﻐﻴﺮة اﻟﻘﻄﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ وﺷﺪﻳﺪة ﺛﻢ ﺗﺰداد
اﺗﺴﺎﻋﺎ وﺗﺘﺪﻧﻰ ﻃﺎﻗﺎﺗﻬﺎ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ
ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳊﻮض ا ﺎﺋﻲ. وﻛﺬﻟﻚ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻣﻮاج
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ إذ إﻧﻬﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﺪﻣﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
95
اﻟﺰﻻزل
ا ﺮﻛﺰ أو اﻟﺒﺆرة ﺛﻢ ﻳﺘﺴﻊ ﻣﺠﺎﻟﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪت وﻟـﻜـﻦ ﺗـﺘـﻨـﺎﻗـﺾ ﺗـﺒـﻌـﺎ ﻟـﺬﻟـﻚ
ﻗﻮﺗﻬﺎ وﻃﺎﻗﺘﻬﺎ إﻟﻰ أن ﺗﺘﻨﺎﻫﻰ إﻟﻰ اﻟﺼﻔﺮ.
ﻧﻼﺣﻆ ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻟﺰﻻزل ﻋﻤﻠﻴﺘ ﻣﺘﺮاﺑﻄﺘ ﺟﻴﺪا وﻫﻤﺎ: ﺳﺒﺐ ﺣﺪوث
اﻟﺰﻻزل ﺛﻢ اﻻ^ﺛﺎر اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻨﻬﺎ وذﻟﻚ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺣـﺮﻛـﺔ اﻟـﻜـﺘـﻞ اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ ﻓـﻲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻜﻮن اﻟﺸﻖ اﻷرﺿﻲ أو اﻟﺼﺪع )اﻟﺒﺆرة( وﻣﺎ ﻳﺘﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺸﻘﻘﺎت
ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى.
وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮورة ﻜﺎن أن ﻧﻌﺮف ﻋﻦ اﻟﺰﻟـﺰال ﻛـﻞ ﺷـﻲء أو
أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻜﻦ: ﻛﻴﻒ ﻳﻈﻬﺮ اﻧﺸﻘﺎق اﻷرض ﺑﺎﻃﻨﻴﺎ وﺳﻄﺤﻴﺎ وﻣﺎ ﻫﻲ ﻛﻤـﻴـﺔ
اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﻨﻄﻠﻘﺔ وا ﺘﺤﺮرة ﻓﻲ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال وﻛﻴﻒ ﺗﺘﻮزع ﻫﺬه اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ ﻓـﻲ
ﻃﺒﻘﺎت اﻷرض اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ.
وﻛﻴﻒ ﻳﺘﻤﻮج وﻳﺘﺄرﺟﺢ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﳋﺎرﺟﻲ واﻟﺘﺮﺑﺔ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻷﻣﻮاج
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق اﻷرض وﻛﻴـﻒ ﺗـﺆﺛـﺮ ﻓـﻲ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض وﻣـﺎ
ﲢﺘﻮﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻛﻦ وﻣﻨﺸﺎ^ت... اﻟﺦ.
ﻣﺎذا ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺮاﻗﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓـﻲ ﻣـﺮﻛـﺰ اﻟـﺰﻟـﺰال. ﻋـﻠـﻤـﺎ أن أﻳـﺪﻳـﻨـﺎ ﻻ
ﺗﺪرك وإﻟﻰ اﻻ^ن أﻋﻤﺎق اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن
ﻧﺨﻤﻦ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. أي أﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺮاﻗﺒﺘﻨﺎ ﻣﻨﻄـﻠـﻘـﺔ
ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﺻﺪور اﻟﺰﻟﺰال وﺣﺘـﻰ أﻗـﺼـﻰ درﺟـﺎت ﺗـﺄﺛـﻴـﺮه ﺑـﻌـﻴـﺪا ﻋـﻦ ا ـﺮﻛـﺰ
واﻟﻌﻜﺲ أي ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻷﺿﻌﻒ وﺣﺘﻰ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﺣـﻴـﺚ اﻟـﻘـﻮة
اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ اﻷﻋﻈﻢ. وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ اﻷﺧﻄﺎء ا ﻤﻜﻦ ارﺗﻜـﺎﺑـﻬـﺎ أﺛـﻨـﺎء
ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴـﺔ وﻣـﺎ ـﻜـﻦ أن ﻳـﻨـﺠـﻢ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﻣـﻦ أﺧـﻄـﺎء ﻓـﻲ
اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال وﻋﻤﻘﻪ وﲢﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎﻧﻪ وﻟﻠـﺤـﺼـﻮل ﻋـﻠـﻰ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ وﺟـﻮد ﺟـﻬـﺎز اﺳـﺘـﻘـﺒـﺎل
ﺣﺴﺎس ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻹﺷﺎرات ا ﻮﺟﻴﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻳﺴـﺠـﻞ ﺗـﺬﺑـﺬﺑـﻬـﺎ وﺗـﺄرﺟـﺤـﻬـﺎ
وﺳﺮﻋﺎﺗﻬﺎ ﺑﺪﻗﺔ.
وﻳﺴﺘﺨﺪم ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض ﺟﻬﺎز ﺧﺎص ﻳـﻌـﺮف ﺑـﺎﻟـﺴـﻴـﺴـﻤـﻮﻏـﺮاف
) (Seismographyوﻟﻪ أﻧﻮاع ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺘﺮاوح أوزاﻧﻬﺎ ﻣـﺎ ﺑـ أﻗـﻞ ﻣـﻦ ﻛـﻴـﻠـﻮﻏـﺮام
واﺣﺪ وﺑﻀﻌﺔ أﻃﻨﺎن. ﻟﻜﻞ ﻫﺬه اﻷﺟﻬﺰة ﻣﺒﺪأ ﻋﻤـﻞ واﺣـﺪ وﻣـﻬـﻤـﺎ ﺗـﻨـﻮﻋـﺖ.
و ﻜﻦ أن ﻧﻮﺿﺢ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻤﻠﻬﺎ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ أﺑﺴﻄﻬﺎ وأﻗﻠﻬﺎ ﺗﻌﻘﻴﺪا. وﻫﻮ ﻣﺎ
ﻳﻌﺮف ﺑﺎﻟﻨﻮاس اﻷﻓﻘﻲ)ﺷﻜﻞ ٨١(.
06
اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺷﻜﻞ )٨١(
ﺟﻬﺎز رﺻﺪ زﻟﺰاﻟﻲ ﻣﺒﺴﻂ
-ABدﻋﺎﻣﺔ -Mﻛﺘﻠﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ
-BMﻗﻀﻴﺐ ﻣﻌﺪﻧﻲ
ﻧﺮى ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻞ أن اﳉﻬﺎز ﻣﺆﻟﻒ ﻣﻦ دﻋﺎﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻫﻲ ) (ABوﻛﺘﻠﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ
) (Mﻳﺜﺒﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺤﺪد ﻣﺤﻮر ﻣﻌﺪﻧـﻲ ) (MBوﻳﺪوران ﻓﻲ اﻟﻨﻘﻄـﺔ ).(B
وﻫﻨﺎﻟﻚ أﻳﻀﺎ ﺳـﻠـﻚ ﻣـﻌـﺪﻧـﻲ ) .(AMﺗﺜﺒﺖ اﻟﺪﻋﺎﻣﺔ اﻟﻌـﻤـﻮدﻳـﺔ ﻓـﻮق ﻗـﺎﻋـﺪة
اﺳﻤﻨﺘﻴﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻣﻌﺸﻘﺔ ﺑﺎﻷرض ﺑﻘﻮة ﻫﺬه ا ﻨﻈﻮﻣﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﻬﺎز اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل
اﻻﻫﺘﺰازي. ﻟﻨﻔﺘﺮض اﻻ^ن ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺪوران ) (Bأن اﻻﺣﺘﻜﺎك ﻣﻌﺪوم واﻟﻜﺘﻠﺔ
) (Mا ﻌﺪﻧﻴﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ. وﻫﻜﺬا إذا ﻣﺎ ﲢـﺮﻛـﺖ اﻷرض واﻟـﻘـﺎﻋـﺪة
اﻷﺳﻤﻨﺘﻴﺔ واﻟﺪﻋﺎﻣﺔ ا ﺜﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻣﻊ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ إﻟﻰ
اﳉﻬﺎز ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻜﺘﻠﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻄﺎﻟﺔ. وﻣﻊ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ وذﻟﻚ ﻷﻧﻨﺎ
ﻧﺘﺤﺮك ﻣﻊ ﺳﻄﺢ اﻷرض ا ﺘﺄرﺟﺢ ﻓﺘﺒﺪو ﻟﻨﺎ اﻟﻜﺘﻠﺔ ﻣﺘﺤﺮﻛﺔ واﻷرض ﺛﺎﺑﺘﺔ.
وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﻜﺘﻠﺔ ﺗﺘﺤﺮك ﺑﺸﻜﻞ ا^ﺧﺮ ﻳﺨـﺘـﻠـﻒ ﻋـﻦ ﺣـﺮﻛـﺔ
اﻟﻘﺎﻋﺪة وﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻫﺬه ﺜﻞ إﺷﺎرة ﻗﺪوم اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. ﻳﺠﺐ
أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﳉﺰء ا ﺘﺤﺮك ﻣﻦ اﳉﻬﺎز اﻟﺴﻴﺴﻤﻮﻏﺮاﻓﻲ ﻳﺘﺤﺮك ﺑﺄﺷﻜﺎل
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﳊﺎﻻت ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى رد ﻓﻌﻞ اﻟﻜﺘﻠﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ.
16
اﻟﺰﻻزل
أﻣﺎ اﻟﺸﻜﻞ اﳊﺎﻟﻲ ا ﺘﻄﻮر ﻟﻠﺠﻬﺎز اﻟﺴﻴﺴـﻤـﻮﻏـﺮاﻓـﻲ)×( ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣـﻦ
اﻷﺟﺰاء اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ )اﻟﺸﻜﻞ ٩١(:
١- دﻋﺎﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﺑﺄوﺗﺎد ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ
٢- ذراع أﻓﻘﻴﺔ
٣- ﺳﻠﻚ ﺣﺎﻣﻞ
٤- ﻧﻘﻄﺔ ارﺗﻜﺎز
٥- ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ )ﻛﺘﻠﺔ اﻟﻌﻄﺎﻟﺔ(
٦- ﺻﻔﻴﺤﺔ ﻣﺜﺒﻄﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ
٧- ﻣﺼﺪر ﺿﻮﺋﻲ
٨- أﺳﻄﺰاﻧﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ
٩- ﻣﺮا^ة ﻋﺎﻛﺴﺔ ﻟﻠﻀﻮء
٠١- ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺲ
١١- ﻗﺎﻋﺪة أﺳﻤﻨﺘﻴﺔ ﻣﺜﺒﺘﺔ ﻓﻮق اﻷرض ﺑﻘﻮة اﻟﺼﺨﺮة اﻷم.
ﻳﺘﺤﺮك اﻟﻨﻮاس ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﳉﺪارﻳـﺔ ذات اﻟـﻨـﻮاس ﻓـﻲ ﻣـﺴـﺘـﻮى
واﲡﺎه واﺣﺪ وﻟﻜﻲ ﺗﺮﺻﺪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺻﺤﻴﺢ أﺛﻨﺎء اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ
ﻋﻠﻴﻨﺎ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻜﺎل ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﺳﺎت: اﺛﻨﺎن ﻣﻨﻬـﻤـﺎ ﻳـﺘـﺤـﺮﻛـﺎت أﻓـﻘـﻴـﺎ
وﺑﺎﲡﺎه )ﺷﻤﺎل ـ ﺟﻨﻮب( و)ﻏﺮب ـ ﺷﺮق( واﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻌﻠﻖ ﺑﻨﺎﺑﺾ )ﺷـﻜـﻞ ٠٢(
وﺑﺎﲡﺎه )ﻋﻠﻮي ـ ﺳﻔﻠﻲ(.
3
7
2
8
9
01
5
4
ﺷﻜﻞ) ٩١(: ﺟﻬﺎز رﺻﺪ أﻓﻘﻲ ﻣﻌﻴﺎري
)×( ف. أ. ﻳﺎﻛﻮﺷﻒ )ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ٨٨٩١(
26
1
اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
1
2
1
2
5
3
6
6
5
4
3
A
B
اﻟﺸﻜﻞ )٠٢(
)أ( ﺟﻬﺎز رﺻﺪ )ﺳﻴﺴﻤﻮﻏﺮاف( ﻋﻤﻮدي
)ب( ﺟﻬﺎز رﺻﺪ )ﺳﻴﺴﻤﻮﻏﺮاف( أﻓﻘﻲ
١- دﻋﺎﻣﺔ
٢- ﻗﻀﻴﺐ ﻣﻌﺪﻧﻲ
٣- ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ
٤- إﺑﺮة ﻛﺘﺎﺑﺔ
٥- أﺳﻄﻮاﻧﺔ
٦- اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻄﻮاﻧﺔ
وﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﻫﺬه اﻟﻨﻮاوﻳﺲ ﻜﻦ رﺻﺪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺟﻴـﺪة أﺛـﻨـﺎء اﻟـﻬـﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳉﻬﺎز ﻳﺴﺠﻞ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ. ﺑﺪﻗﺔ وﻟﻜـﻦ دون ﺗـﻜـﺒـﻴـﺮ.
وإذا ﻣﺎ ﺛﺒﺘﻨﺎ وأﺿﻔﻨﺎ إﻟﻴﻪ ذراﻋﺎ ﻃﻮﻳـﻠـﺔ أو ﻣـﺤـﺪودة اﻻﻣـﺘـﺪاد أو ﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺔ
ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﻜﻦ زﻳﺎدة أﻃﻮاﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪر ا ﻄﻠﻮب ﻜﻨﻨﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ أن ﻧﺤﺼﻞ
ﻋﻠﻰ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻜﺒﺮ وﻣﻀﺎﻋﻒ ﺑﻀﻊ أو ﻋﺸﺮات ا ﺮات وذﻟﻚ ﻹﻳـﻀـﺎح ﺷـﺪة
اﻫﺘﺰاز وﺗﺄرﺟﺢ ﺳﻄﺢ اﻟﺘﺮﺑﺔ. وﻟﻜﻦ ﺗﺮاﻓﻖ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻇـﺎﻫـﺮة أﺧـﺮى ﻫـﻲ
ﺗﺰاﻳﺪ ﻗﻮة اﻻﺣﺘﻜﺎك ﻟﻪ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﻘﺎء ﻣﻬﻤﺎز أو رﻳﺸﺔ اﻟﻜﺘﺎﺑـﺔ ﻣـﻊ ﺳـﻄـﺢ
اﻷﺳﻄﻮاﻧﺔ وﻓﻲ ﻣﻔﺎﺻﻞ أذرع اﻟﻮﺻﻞ اﻟﺘﻲ أﺿﻴﻔﺖ ﻀﺎﻋﻔﺔ ﻣﻘﻴﺎس اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ. وﻫﻜﺬا ﻟﻜﻲ ﻳﻘﻮم اﳉﻬﺎز ﺑﻌﻤﻠﻪ ﺑﺪﻗﺔ ﻻﺑﺪ ﻣـﻦ زﻳـﺎدة وزن اﻟـﻜـﺘـﻠـﺔ
ا ﻌﺪﻧﻴﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﻴﻢ اﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ﻛﺒﻴﺮة وﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﺪرﺟﺔ ﻨﻊ أي ﺗﺸﻮﻳـﻪ ﻓـﻲ
واﻗﻊ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ واﻫﺘﺰازاﺗﻬﺎ و ﻨﻊ ﺣﺼﻮل ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻓﻲ اﳋﻂ اﻟﺒﻴﺎﻧﻲ اﻟﺬي
ﺗﺮﺳﻤﻪ رﻳﺸﺔ اﳉﻬﺎز ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻄﻮاﻧﺔ ا ﻐﻄﺎة ﺑﻮرق ﻣﻦ ﻧﻮع ﻣﻌ . وﻟﻮﺣﻆ أن
وزن اﻟﻜﺘﻠﺔ ا ﻌﻴﺎري ﻫﻮ )٨( ﻛﻎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳉﻬﺎز اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ اﻷﺳـﺎﺳـﻲ
) (SMTRو ﻜﻨﻪ أن ﻳﻀﺎﻋﻒ رﺳﻢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻘﺪار ﺳﺒﻊ ﻣﺮات.
36
اﻟﺰﻻزل
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻪ وإﻟﻰ اﻻ^ن ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ا ﻜﺴﻴﻜﻴﺔ
واﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻌﺾ أﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺎﻟﻎ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻘﺪار أﻟﻒ
ﻣﺮة وﻟﻜﻦ وزن اﻟﻜﺘﻠﺔ ا ﻌﺪﻧﻴﺔ ﻳﺒﻠﻎ ﻫﻨﺎ ٤١ ﻃﻨﺎ.
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻟﻨﻮاس ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ﻓﺘﺮﺗﻪ اﳋﺎﺻﺔ ﺑﻪ وﻓﺘﺮة اﻷﻣـﻮاج
اﻟﻘﺎدﻣﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺎز اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ. ﻓﺈذا ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺘﺮة اﻫﺘﺰاز اﻟﺘـﺮﺑـﺔ أﻗـﻞ
ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة اﻫﺘﺰاز اﻟﻨﻮاس ﻓﺈن ﻣﺪى ﲢﺮﻛﻪ وﺗﺰﺣﺰﺣﻪ ﺳﻴﺘﻨﺎﺳﺐ
ﻃﺮدا ﻣﻊ ﲢﺮك اﻟﺘﺮﺑﺔ. وﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻜﻦ أن ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺟﻬﺎز رﺻﺪ
زﻟﺰاﻟﻲ ﺣﻘﻴﻘﻲ )ﺳﻴﺴﻤﻮﻏﺮاف(.
ﻳﺤﺎول اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺻﻨﻊ أﺟﻬﺰة اﻟـﺮﺻـﺪ اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ﺟـﻌـﻞ ﻓـﺘـﺮة
اﻫﺘﺰاز ﻫﺬه اﻷﺟﻬﺰة أﻛﺒﺮ ﺑﻘﺪر اﻹﻣﻜﺎن.
وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻌﺪة إﺻﻼﺣﺎت ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷﺟـﻬـﺰة. وﻧـﻼﺣـﻆ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪ ا ﻌﻴﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ أن ﻓﺘﺮاﺗﻬﺎ اﻟﺬاﺗﻴﺔ ﻻ
ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ)٠٠١( ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋـﻦ )٥( ﺛـﻮان ﻓـﻲ اﻷﺟـﻬـﺰة ا ـﻘـﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ
اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة.
أﻣﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻓﺘﺮة اﻟﻨﻮاس أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻓﺘـﺮة اﻫـﺘـﺰاز اﻟـﺘـﺮﺑـﺔ ﻓـﺈن
ﲢﺮك اﻟﻨﻮاس ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺎ ﻃﺮدا ﻣﻊ ﲢﺮك اﻟﺘﺮﺑـﺔ وﻟـﻜـﻦ ﻣـﻊ ﻇـﺎﻫـﺮة
ﺗﺴﺎرع ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ. وﺗﻌﺮف ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺟﻬﺰة ﺑﺎﺳﻢ ) (Accelerographوﺗﺴﺘﻌﻤﻞ
ﺑﺨﺎﺻﺔ ﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻌـﻨـﻴـﻔـﺔ وﻣـﺪى ﺗـﺄﺛـﻴـﺮﻫـﺎ ﻓـﻲ ا ـﻨـﺸـﺎ^ت
وا ﺒﺎﻧﻲ. ﻟﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴﺔ ﻜﺎن رﺻﺪ ﺷﺪة ﺗﺴﺎرع اﻫﺘﺰاز اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻜﻦ
ﻟﻸﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ أن ﺘﻠﻚ دورا زﻣﻨﻴﺎ ﻳﺘﺮاوح ﺑ أﻋﺸﺎر اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﻌﺪﻳﺪ
ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ وﻻ ﻜﻦ ﻷﻳﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ رﺻﺪﻳﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻫﺬه اﻷدوار ﻣﺮة واﺣﺪة
ﻟﺬا ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل أﺟﻬﺰة رﺻﺪ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ اﳋﺼﺎﺋـﺺ ﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ اﻟـﻐـﺮض
ا ﻨﺸﻮد وﻛﻞ ﻣﺮﻛﺰ رﺻﺪ ﻮذﺟﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺘﻠﻚ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺟﻬـﺰة ﻛـﻤـﺎ
ﻓﻲ ﻏﺮب اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻛﻨﺪا واﻟﻴﺎﺑﺎن وﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ
اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ.
وﻣﺎذا ﻧﻘﺼﺪ ﺑﺘﻌﺒﻴﺮ اﻷﺟﻬﺰة أو اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻜﻞ ﺳﻌﺔ اﻫﺘﺰازﻳﺔ?
ﻣﻦ ا ﻌﺮوف أﻧﻪ ﻟﻨﺤﺪد ﺣﺮﻛﺔ ﺟﺰﺋﻴﺎت اﻟﺘـﺮﺑـﺔ أﺛـﻨـﺎء ﺗـﻌـﺮﺿـﻬـﺎ ﻟـﻠـﻬـﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ ﻗـﻴـﺎس ﻣـﺮﻛـﺒـﺎت ﺣـﺮﻛـﺘـﻬـﺎ اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ )اﻷﺑـﻌـﺎد( ا ـﺘـﻌـﺎﻣـﺪة.
وﺑﻮاﺳﻄﺘﻬﺎ ﻜﻦ أن ﻧﺤﺪد ﺑﺪﻗﺔ اﲡﺎه ﺣﺮﻛﺔ ﺟﺰﺋﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ. وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ
46
اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻫﺬا اﻷﻣﺮ وﻛﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺟﻬﺎزﻳـﻦ أﻓـﻘـﻲ اﳊـﺮﻛـﺔ )ﺷـﻤـﺎل ـ
ﺟﻨﻮب ـ وﺷﺮق ـ وﻏﺮب( وا^ﺧﺮ ﺷﺎﻗﻮﻟﻲ اﳊﺮﻛﺔ )أﻋﻠﻰ ـ أﺳﻔﻞ(. )ﺷﻜﻞ ١٢(.
اﻋﻠﻰ
أﺳﻔﻞ
ﻮب
ﺟﻨ
ﺷ
ﺮق
ﻏ
ﺮب
ﺷﻤﺎل
ﺷﻜﻞ )١٢(
ﻋﻤﻠﻴﺔ رﺻﺪ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﺑﺎﲡﺎﻫﺎﺗﻬﺎ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ )اﻟﺜﻼﺛﺔ( ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﻮاوﻳﺲ
56
اﻟﺰﻻزل
66
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
4 اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺑﺆرة اﻹﺷﻌﺎع اﳌﻮﺟﻲ
ﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﺗﻜﻮن اﻟﺸﻖ اﻷرﺿﻲ أو اﻟﺼﺪع وﻓﻲ
اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻓﻴـﻬـﺎ اﻟـﺒـﺆرة ) (Fociاﻟﺰﻟﺰاﻟﻴـﺔ
ﺗﺮى أن ﺷﻔﺘﻲ أو ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺼﺪع أو اﻟﺸﻖ ﻳﺘﺤﺮﻛﺎن
ﺑﻌﻨﻒ ﻓﻲ اﲡﺎﻫ ﻣﺘﻌﺎﻛﺴ . وﺧﻼل ﺛﻮان ﻣﻌﺪودة
ﺗﺸﻖ أو ﺗﺼﺪع اﻟﺼﺨﻮر ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻋﺪﻳﺪة ﻗﺪ ﺗﺼﻞ
إﻟﻰ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﻣﻊ اﻧﺘﻬﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ
اﻻﻧﺸﻄﺎر ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﳊﺮﻛﺔ ﺷﻔﺘﺎ اﻟﺼﺪع. وﻧﺘﻴﺠﺔ
ﻟﻬﺬه اﳊﺮﻛﺔ ا ﻔﺎﺟﺌﺔ واﻟﺴﺮﻳﻌﺔ وﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺸﻄﺎر
اﻟﺼﺨﺮي ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮﻛﻴـﺔ ﻫـﺎﺋـﻠـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻜـﻞ
أﻣﻮاج اﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻟﺪﻧﺔ ﻣﺮﻧﺔ ﻣﺘـﺄرﺟـﺤـﺔ ﻫـﻲ اﻷﻣـﻮاج
اﻻﻫﺘﺰازﻳـﺔ اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ا ـﻨـﻄـﻠـﻘـﺔ ﻣـﻦ ﻣـﻨـﻄـﻠـﻖ ﺑـﺆرة
اﻟﺰﻟﺰال.
ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻓـﻲ اﻷوﺳـﺎط اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﻴـﺔ ـﻮذﺟـﺎن ﻣـﻦ
اﻷﻣـﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ: اﻷﻣـﻮاج اﻟـﻄـﻮﻟـﻴـﺔ
واﻟﻌﺮﺿﻴﺔ وﻳﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻮذج ﺛـﺎﻟـﺚ ﻫـﻮ اﻷﻣـﻮاج
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. اﻷﻣﻮاج ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﺄﻛﺜﺮﻫﺎ ﺳﺮﻋﺔ
اﻷﻣﻮاج ذات اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣـﻨـﻴـﺔ اﻟـﻘـﺼـﻴـﺮة واﻟـﺘـﺄرﺟـﺢ
اﻟﺒﺴﻴﻂ. أﻣﺎ اﻷﺑﻄﻰء ﻓﺘﺘﺴﻢ ﺑﻔﺘﺮة زﻣـﻨـﻴـﺔ أﻃـﻮل
وﺑـﺘـﺄرﺟـﺢ أﻛـﺒـﺮ. ﻟـﺬا ﻳـﺨـﺘـﻠـﻒ وﻗـﺖ وﺻـﻮﻟـﻬــﺎ إﻟــﻰ
ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ.
76
اﻟﺰﻻزل
ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع )ﺷﻜﻞ٢٢( ﻫﻲ)×(:
١ - اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ )Longitudinal Waves (P
إﻧﻬﺎ أﻛﺜﺮ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺳﺮﻋﺔ وﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ
)اﻷﺳﻄﻮاﻧﺔ( ﻗﺒﻞ ﺳﻮاﻫﺎ ﻟﺬا ﻳﺮﻣﺰ ﻟـﻬـﺎ ﺑـﺎﳊـﺮف ) (Pا ﻘﺘﺒﺲ ﻣﻦ اﻟﻜﻠـﻤـﺔ
اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ) (Primaأي اﻷول. ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻛﺎﻷﻣﻮاج اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻬـﻮاء إذ
إﻧﻬﺎ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﺘﻲ ﻳﺆدي اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ إﻟﻰ اﻻﻧﻀﻐﺎط واﻟﺘﺨﻠﺨﻞ
اﳉﺰﻳﺌﻲ أو اﻟﺼﺨﺮي ﻓﺘﺰداد ﻛﺜﺎﻓﺔ ا ﺎدة ﺣﻴﻨﺎ وﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺣﻴﻨﺎ ا^ﺧﺮ وذﻟﻚ
ً
ً
ﺣﺴﺐ اﻧﻀﻐﺎط أو ﺗﺨﻠﺨﻞ اﳉﺰﻳﺌﺎت ا ﺎدﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻨﺎوب. وﻫﻜﺬا ﺗﺘﺤﺮك
اﳉﺰﺋﻴﺎت ا ﺎدة إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺛﻢ إﻟﻰ اﻟﻮراء ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ وذﻟﻚ ﺑﺎﲡﺎه
ﻣﻨﺤﻰ ﺳﻴﺮ ا ﻮﺟﺔ ا ﺘﻘﺪﻣﺔ. وﻫﻜﺬا ﳒﺪ أن ﻛﻞ ﺟﺰﻳﺌﻴﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺗـﺘـﻌـﺮض
ﻟﻌﻤﻠﻴﺘﻲ ﺗﺸﻮﻳﻪ أﺛﻨﺎء ﻣﺮور ﺟﺒﻬـﺔ ا ـﻮﺟـﺔ اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ. إذ ﺗـﺘـﺸـﻮه ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺪء
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﻀﻐﺎﻃﻬﺎ وﺗﺨﻠﺨﻠﻬﺎ وﺗﺒﺎﻋﺪ ﺟﺰﻳﺌﺎﺗﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﺘﺸﻮه ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺤﻨﺎﺋﺤﻬﺎ
أو دوراﻧﻬﺎ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﻘﺪم ا ﻮﺟﺔ اﻟﻄـﻮﻟـﻴـﺔ إﻟـﻰ اﻷﻣـﺎم ﺑـﺴـﺮﻋـﺔ ﺗـﺒـﻠـﻎ
)٥ـ٣١(ﻛﻢ/ث. ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﻣﻮاج أﻛﺜﺮ اﻷﻣﻮاج ﺳﺮﻋـﺔ وﺗـﺼـﻞ إﻟـﻰ
ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ ﻗﺒﻞ ﺳﻮاﻫﺎ ﻟﺬا رﻣﺰ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﳊﺮف اﻟﻼﺗﻴﻨﻲ ) . (Pﺗﺴﺒﺐ
ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﺗﺒﺪﻻ دورﻳﺎ ﳊﺠﻢ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺮﻗﻪ ﻟﺬا ﻜﻦ أن ﺮ ﻓﻲ
ً
ً
اﻷوﺳﺎط اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ أي اﻟﺼﻠﺒﺔ واﻟﺴﺎﺋﻠﺔ واﻟﻐﺎزﻳﺔ.
ﲢﺪد اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ:
λ + 2µ
ϕ
= VP
إذ إن:
-µﻣﻌﺎﻣﻞ اﻻﻧﺸﻘﺎق أو اﻻﻧﻔﺎق اﻟﺼﺨﺮي.
-ϕﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻮﺳﻂ اﻻﻫﺘﺰازي.
-λﻋﺎﻣﻞ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﻌﺎﻣﻞ اﻻﻧﻜﻤﺎش )اﻻﻧﻀﻐﺎط(. K
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺴﺎﺋﻞ وﺣﻴﺚ إن ) (µ = Oﻧﺮى أن ﺳﺮﻋﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻣﻮاج
اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﲢﺪدﻫﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
8791 .(*) Brace A. Bolt. Earthquakes. San Fransisco
86
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
اﻟﺼﺪﻣﺔ
ﻃﻮ
ﻳﻠﺔ
P
ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﺔ S
اﻟﺸﻜﻞ )٢٢(
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺸﻜﻞ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ Pا ﺴﺘﻌﺮﺿﺔ Sﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺼﻠﺐ
96
اﻟﺰﻻزل
λ
ϕ
= VP
ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ اﻟﺸـﻜـﻞ )٢٢( اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ و)٣٢( اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ ﺣـﺪوث ﻇـﺎﻫـﺮة
اﻻﻧﻀﻐﺎط أو اﻻﻧﻜﻤﺎش أي ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻻﻫﺘﺰازي ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻮة
ﺻﺪم ﺟﺒﻬﺔ ا ﻮﺟﺔ ) . (Pوﻋﻠﻴﻪ ﻧﺮى أن ﻛﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟـﺬي
ﺮ ﺑﻪ ا ﻮﺟﺔ ﺗﻨﺪﻓﻊ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺼﺪر ﻗﺪوم اﻟﺼﺪﻣﺔ )ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال(
ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻀﻐﻂ واﻻﻧﻜﻤﺎش. وﻧﺮى ﺧﻼف ذﻟﻚ إذا ﻣﺎ ﺣﺮﺿﻨﺎ
ﻇﻬﻮر ا ﻮﺟﺔ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔﺻﺪم وإ ﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺤﺐ
وﺷﺪ إﻟﻰ اﻟﻮراء ﻧﺮى ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ا ﻮﺟﺔ ﻇﺎﻫﺮة اﻻﻧﻔﺮاد واﻟﺘﻤـﺪد اﳉـﺰﻳـﺌـﻲ
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻧﻀﻐﺎط واﻻﻧﻜﻤﺎش وﺳﺘﺘﺠﻪ ا ﻮﺟﺔ ﻧﺤﻮ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺧﻼﻓﺎً
ً
ﺎ ﺣﺪث ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ً
٢- اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ )Transvers Waves (S
ﻳﺘﺴﻢ اﻟﻨﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ أﻗﻞ ﺳﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺘﻪ ﻣﻦ
اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻟﺬا ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ
اﻟﺰﻣﻦ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮﻟﻴﺔ وﻗﺪ ﻳﺘﺮاوح اﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﺑ ﺑﻀﻊ ﺛﻮان وﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ
وذﻟﻚ ﺣﺴﺐ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰال ﻋﻦ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺮﺻﺪ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﺳـﻢ
اﻷﻣﻮاج اﻟﻼﺣﻘﺔ أو اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ) .(Secundarﺗﻘﻞ ﺳﺮﻋﺔ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻋﻦ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ
ﻘﺪار ) ٣ ( ﻣﺮة. وﺗﺘﻤﻴﺰ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻﺗﻐﻴﺮ ﺣﺠﻢ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺬي ﺮ ﻓﻴـﻪ
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﺷﻜﻞ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺬي ﺗﺨﺘﺮﻗﻪ. وﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ دﻓﻊ أو دوران )اﻧﻔﺘﺎل(
ا ﻮاد ﺑﺎﲡﺎه ﻣﻌﺎﻛﺲ. ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﻴـﺰ ﺑـﺴـﻌـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ودور ﻃـﻮﻳـﻞ وﺗـﺘـﺤـﺮك
اﻟﺘﻤﻮﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﻬﺎ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﺑﺎﲡﺎه ﻋﻤﻮدي ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺤﻰ ﺳﻴﺮ ا ﻮﺟﺔ
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻟﺬا ﺳﻤﻴﺖ ﺑﺎﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ وﺗﻌﺮف ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﻣﻮاج اﻟﺰﺣﺰﺣـﺔ
أو اﻟﺪﻓﻊ. و ﺎ أن ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗـﻬـﺎ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﺳـﻮى ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ
زﺣﺰﺣﺔ ودﻓﻊ ﻟﻄﺮﻓﻲ اﻟﺸﻖ أو اﻟﺼﺪع ﻟﺬا ﻓﺈن اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ أو ﻣﻮﺟﺔ
اﻟﺰﺣﺰﺣﺔ ﻛﻤﺎ أﺳﻤﻴﻨﺎﻫﺎ ﺳﺎﺑـﻘـﺎ ﲢﻤﻞ اﳉﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟـﻴـﺔ.
ً
ﺗﻠﻲ اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ) (Pﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺮﺻﺪ
ﻟﺬا ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﳊﺮف ).(S
07
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺣﺮﻛﺔ ا ﻮﺟﺔ
اﲡﺎه
A
B
C
اﻟﺸﻜﻞ )٣٢(
ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
-Tﻻﺣﻆ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺪوراﻧﻴﺔ ﻛﻤﻮﺟﺔ اﻟﺒﺤﺮ
-Aﻣﻮﺟﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ
-Pﺗﺘﺤﺮك اﳉﺰﺋﻴﺎت إﻟﻰ اﻷﻣﺎم واﳋﻠﻒ
-Bﻣﻮﺟﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ
-Sﻛﺤﺮﻛﺔ ا ﻮﺟﺔ
-Cﻣﻮﺟﺔ ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﺔ
ً
- ﻻﺣﻆ ﺗﺸﻮﻳﻪ اﻟﺸﻜﻞ ﻋﻤﻮدﻳﺎ
17
اﻟﺰﻻزل
ﻜﻨﻨﺎ أن ﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﺑﺎﳊﺮﻛﺔ اﻟﺘﻤﻮﺟﻴﺔ ا ﺘﻌﺎﻣﺪة ﻣﻊ ﺧﻂ ﺣﺮﻛﺔ
اﻷﻣﻮاج اﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﲢﺮﻳﻚ ﳊﺒﻞ. إذ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺑﻮﺿﻮح ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻌﺎﻗﺐ
واﺑﺘﻌﺎد اﻟﺘﻤﻮﺟﺎت ﻣﻦ ﻃﺮف اﳊﺒﻞ ا ﺘﺤﺮك إﻟﻰ اﻟﻄﺮف اﻻ^ﺧﺮ )ﺷﻜﻞ٣٢(.
ﺎ أن اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻜﻞ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺬي ﺮ ﻓﻴﻪ وﻻ ﺗﻐﻴﺮ
ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺘﻪ ﻟﺬا ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻﺗﺴﺘﻄﻴﻊ إﳒﺎز ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ واﻟﻐﺎزﻳﺔ.
وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ اﺧﺘﻔﺎءﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷوﺳﺎط. وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن ﻗﺮﻳﻨﺔ اﻻﻧﺸﻄﺎر
ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺎدل اﻟﺼﻔﺮ ) .(M = Oأﻣﺎ ﺳﺮﻋﺔ اﳊﺮﻛﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﲢﺪد ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.
µ
VS = ϕ
وﻟﻺﻳﻀﺎح أﻛﺜﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ) (λ = µﻓﺈن ﻧﺴﺒﺔ
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ﺳﺮﻋﺔ (VP
) ٣ = (VP: VS
)اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ أﻛﺒﺮ ﻘﺪار()٧٬١( ﻣﺮة.
٣- اﻷﻣﻮاج اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ )Surface Waves (L
ﻋﺮﻓﺖ ﺑﻬﺬا اﻻﺳﻢ ﻷن ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ـﺮﻛـﺰت ﻗـﺮب ﺳـﻄـﺢ اﻷرض. وﺗـﺘـﻤـﻴـﺰ
ﺑﺄﻧﻬﺎ ذات ﺳﻌﺔ ودور زﻣﻨﻲ أﻃﻮل ﻣﻦ اﻟﻨﻮﻋ اﻟﺴﺎﺑﻘـ وﻣـﻦ ﻫـﻨـﺎ أﺧـﺬت
اﺳﻢ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻛﺬﻟﻚ ورﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﳊﺮف ) (Lأي ) . ( Longﻜﻦ ﻟﻬﺬه
اﻷﻣﻮاج أن ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻧـﺘـﻘـﺎل ﻣـﻦ وﺳـﻂ إﻟـﻰ ا^ﺧـﺮ )ﺻـﻠـﺐ ﺳـﺎﺋـﻞ
ﻏﺎزي( وﺗﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻮﺟﺎت ا ﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻖ ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﻴﺮة. إن اﻟﻘﺴﻢ
اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻮق اﻟﺴﻄﺢ ﻧﻔﺴﻪ )اﻷرض(. وﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻤﻘﻨﺎ
ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻗﻞ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻟﺘﺪﻧﻲ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ وﺷﺪﺗﻬﺎ. أﻣﺎ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻗﻞ
ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟـﻌـﺮﺿـﻴـﺔ وﺗـﻌـﺎدل ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ )٠٩%( ﻣﻦ ﺳﺮﻋـﺔ
ً
اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺳﻌﺔ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻻﺗﻀﻌـﻒ
إﻻ ﻗﻠﻴـﻼ ﻣﻦ اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﺑـﻌـﻴـﺪا ﻋﻦ ﻣﺼﺪر اﻟﺰﻻزل وﺑﺴﺒﺐ ﻣـﺪاﻫـﺎ اﻟـﻮاﺳـﻊ
ً
ً
ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ أﺿﺮار ﻓﺎدﺣﺔ.
و ﻜﻦ ﻟﻬﺬه اﻷﻣﻮاج ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺰﻻزل ا ﺪﻣﺮة أن ﲡﺘـﺎز ﻛـﺎﻣـﻞ ﺳـﻄـﺢ
اﻷرض ﻣﺮﺗ . وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت ﻜﻨﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﻬـﺎ وإ ـﺎ
ﻣﺸﺎﻫﺪة ا^ﺛﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺿﻊ ﺑﻬﺎ وإ ﺎ ﻣﺸﺎﻫﺪة
ا^ﺛﺎرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻄﺢ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺿﻊ اﻟﺘﺸﻜﻼت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻬﺸﺔ
27
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
إذ ﺗﺘﺸﻜﻞ أﻣﺎم أﻋﻴﻨﻨﺎ ﻮﺟﺎت ﺳﻄﺤﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ وﻣﻨﺨﻔﻀﺔ ﻛـﺄﻣـﻮاج ا ـﺎء.
وﺟﺰﺋﻴﺎت ا ﺎدة ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺬي ﺮ ﺑﻪ اﻷﻣﻮاج اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺗﺘﺤﺮك ﻓﻲ ﻣﺪار
إﻫﻠﻴﻠﺠﻲ ﻣﺘﻌﺎﻣﺪ ﻣﻊ ا ﺴﺘﻮى اﻷﻓﻘﻲ ﻟﻸرض.
ﺗﻘﺴﻢ اﻷﻣﻮاج اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ إﻟﻰ ﻮذﺟ : اﻷول ﻳﺴﻤﻰ أﻣﻮاج ﻟﻮف )Love
) (Waveﺷﻜﻞ٤٢( وﺗﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ اﻷﻣﻮاج ) (Sوﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ زﺣﺰﺣﺔ
ﻋﻤﻮدﻳﺔ. إﻧﻬﺎ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﻷﺷﻴﺎء ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻘﻲ وﻣﻮاز ﻟﺴﻄﺢ اﻷرض وﻟﻜﻦ ﺑﺰاوﻳﺔ
ﻨﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﲡﺎه اﻟﻮﺟﻪ اﻷﺳﺎﺳﻲ. واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻌﺮف ﺑﺄﻣﻮاج راﻳﻠﻲ)×١( )Ray
(Leigh Waveوﺗﺸﺒﻪ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻤﻮﺟﺎت اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ. وﺗﺘﺒﻌـﺜـﺮ ﺟـﺰﺋـﻴـﺎت
ا ﺎدة ﻋﻨﺪ ﻣﺮورﻫﺎ أﻓﻘﻴﺎ وﻋﻤﻮدﻳﺎ ﻣﺘﻤﺎﺷﻴﺔ ﻣﻊ اﲡﺎه ﺣﺮﻛﺔ ا ﻮﺟﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.
ً
ً
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻷﻧﻮاع اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻸﻣﻮاج أي اﻟـﻄـﻮﻟـﻴـﺔ واﻟـﻌـﺮﺿـﻴـﺔ
واﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﲢﺮﻳﻚ ﺟﺰﺋـﻴـﺎت ا ـﺎدة ﺑـﺜـﻼﺛـﺔ ﻣـﻈـﺎﻫـﺮ: اﻟـﺮأﺳـﻴـﺔ
واﻷﻓﻘﻴﺔ واﻟﺪوراﻧﻴﺔ. ﺗﻈﻬﺮ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺮأﺳﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻄﺪم أو ﲡﺘﺎز اﻷﺷﻌﺔ
اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض ﺑـﺰاوﻳـﺔ ﺷـﺒـﻪ ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ )٠٨-٠٩ درﺟـﺔ(. ﻣ ـﺜــﻞ ﻫــﺬه
اﳊﺮﻛﺔﺗﺮﺻﺪ ﻋﺎدة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ واﻷﻣﺎﻛﻦ اﺠﻤﻟﺎورة
ﻟﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة. وﻫﻨﺎ ﻜﻦ ﻟﻸﺷﻴﺎء أن ﺗﻘﺬف ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ. أﻣﺎ اﳊﺮﻛﺎت اﻷﻓﻘﻴﺔ
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ واﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷﺷﺠﺎر ا ﻨﺤﻨﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ا ﺮاﺻﺪ وا ﺪاﺧﻦ
ً
وا ﺎ^ذن واﻷﺑﻨﻴﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ. أﻣﺎ اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺪوراﻧﻴﺔ ﻟﻸﺷﻴﺎء ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻗﻞ ﺣﺪوﺛـﺎ
ً
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎدرة. ﻓﻔﻲ زﻟﺰال أ ﺎ ا^ﺗﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ )٧٨٨١( ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ
اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻧﺤﺮف ﻋﻤﻮد ﺻﺨﺮي ﻘﺪار ﺳﺒﻊ درﺟﺎت وﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﻠﻠﻮﻧﻮﻓﻲ
اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺰﻟﺰال ﻋﺎم )٣٧٨١( وﻓﻮق ﺑﺮج ﻛﻨﻴﺴﺔ اﻧﺤﺮﻓﺖ ﻛﺘﻠﺔ ﺟﺴﻢ
ﺜﺎل ا ﻼك ﺑﺤﻮاﻟﻲ ٠٢درﺟﺔ.
وﻫﻜﺬا ﺗﺘﻌﺮض ﺟﺰﺋﻴﺎت ا ﺎدة ﻋﻨﺪ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل إﻟﻰ ﺣﺮﻛﺎت ﻣﺸﻮﺷﺔ
ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﺗﺒﻌﺎ ﻻﲡﺎﻫﺎت وﻋﺪد اﻷﻣﻮاج.
ً
ﺗﻨﺘﺸﺮ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺑـﺎﻃـﻦ اﻷرض ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻣـﻌـﻘـﺪة.
وﻣﻦ ا ﻌﺮوف أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻷرض ازدادت ا ﻮاد اﻧﻀﻐﺎﻃﺎ
ً
اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻟﺪاﻧﺔ وﻣﺮوﻧﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﻓﺘﺰداد ﺳـﺮﻋـﺔ ﻣـﺮور اﻷﻣـﻮاج
ﻋﺒﺮﻫﺎ. وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻣﻦ وﺳﻂ ﻃﺒﻴـﻌـﻲ ﺳـﺮﻋـﺔ اﻷﻣـﻮاج
ﻓﻴﻪ أﺑﻄﺄ إﻟﻰ وﺳﻂ ﺳﺮﻋﺔ أﻣﻮاﺟﻪ أﻛﺒﺮ ﺗﺘﻌﺮض اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
6791 .(1*) Ward. j. Tarbuck & Frederick. Lugens. Earth Sceince. Ohio
37
اﻟﺰﻻزل
ﻟﻢ ﻳﺘﺄﺛﺮ
اﻧﻀﻐﺎط
ﻣﻮﺟﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ
P. W
اﻧﻔﺮاد
A
S. W
ﻣﻮﺟﺔ ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﺔ
ﻃﻮل
ا ﻮﺟﺔ
b
L. W
ﻣﻮﺟﺔ ﻟﻮق
c
ﻣﻮﺟﺔ رﻳﻠﻲ
R. W
d
ﺷﻜﻞ )٤٢(
ﻣﻈﻬﺮ ﻣﺠﺴﻢ ﺨﻤﻟﺘﻠﻒ اﻷﻣﻮاج ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ
47
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻟﻼﻧﺤﺮاف واﻻﻧﻌﻄﺎف. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﺒﻂ ﻫﺬه ﺑﺎﻧﺤﺪار ﻧﺮاﻫﺎ ﺗﻨﺤﺮف ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ
ً
أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺛﻢ ﺗﺼﺒﺢ أﺷﺪ اﺳﺘﻘﺎﻣﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻﺗـﻠـﺒـﺚ أن ﺗـﻨـﺤـﺮف وﺗـﻨـﻌـﻄـﻒ
ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻧﺤﻮ ﺳﻄﺢ اﻷرض وﺑﺰاوﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ أو ﺷﺒﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ وﺗﻌﻴﺪ ﺳﻴﺮﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ.
وﻳﻼﺣﻆ أن اﻷﻣﻮاج ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺷـﺪ اﻧـﺤـﺪارا ﻛﺰاوﻳﺔ ﺑﺎﲡﺎه اﻷﻋﻤﺎق ﻛـﺎن
ً
ﺗﻌﻤﻘﻬﺎ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻛﻤﺎ أن ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﺗﺘﻌـﺎﻇـﻢ ﻓـﻲ ﻧـﻔـﺲ اﻟـﻮﻗـﺖ
وﲡﺘﺎز ﻣﺴﺎﻓﺔ أﺑﻌﺪ ﺑﺎﲡﺎه اﻟﺴﻄﺢ اﳋﺎرﺟﻲ. وﻫﻜﺬا وﺑﻘﻴﺎس ﺑﺴﻴﻂ ﻟﻔﺘﺮة
ﻣﺮور اﻷﻣﻮاج ﻋﺒﺮ اﻷرض ﻜﻨﻨﺎ ﺣﺴﺎب ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض ودرﺟﺔ
ﻟﺪوﻧﺘﻬﺎ.
إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻸﻣﻮاج اﻷﺳﺎﺳﻲ) Pو (Sاﻟﺘﻲ ﺗﺴﺠﻠﻬﺎ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻜﻨﻨﺎ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﺷﻜﺎل أﺧـﺮى ﻣـﻦ اﻷﻣـﻮاج. وﺳـﻨـﺘـﻮﻗـﻒ ﻋـﻨـﺪ أﺑـﺮزﻫـﺎ.
ﻻ ﻜﻦ ﻟﻸﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ أن ﺗﺮﺻﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ )٠٠٧١١(ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن
اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ )ﺷﻜﻞ ٥٢(. ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻤـﻖ )٠٠٩٢( ﻛـﻢ ﻓـﻲ
ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻻﺗﺮﺻﺪ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج. وﻫﻨﺎ ﺗﺒﺪأ ﺣﺪود اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ
ﻳﺒﺪو أﻧﻬﺎ ذات ﺳﻤﺎت ﺳﺎﺋﻠﺔ. وﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ
ﻟﻸرض و ﲢﺪﻳﺪ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ.
ﺑﺆرة رﻟﺰاﻟﻴﺔ
1
2
داﺧﻠﻴﺔ
اﻟﻨﻮاة اﳋﺎرﺟﻴﺔ
اﻟﻮﺷﺎح
ﺷﻜﻞ )٥٢(
١- ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻷرض )(P
٢- ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻣﻮاج ا ﺴﺘﻌﺮﺿﺔ ﻓﻲ اﻷرض )(S
57
اﻟﺰﻻزل
وﻳﻼﺣﻆ أن اﳊﺪود ﻣﺎ ﺑ اﻟﻨﻮاة وﻃﺒﻘﺔ ا ﺎﻧﺘﻴـﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﻠـﻮﻫـﺎ ﺗـﻌـﻜـﺲ
ﺟﻴﺪا اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻳﺮﻣﺰ ﻟﻸﺷﻌﺔ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ا ﻨﻌـﻜـﺴـﺔ ﻣـﻦ
ً
ﻃﺒﻘﺔ اﻟﻨﻮاة ﺑﺎﻷﺣﺮف)Sc Sو (Pc pﻛﻤﺎ أن ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻳﻌﻜﺲ اﻷﻣﻮاج. إذ
ﳒـﺪ أن اﻷﻣـﻮاج ) (S, Pاﻟـﻘـﺎدﻣـﺔ إﻟـﻰ اﻟـﺴـﻄـﺢ اﳋـﺎرﺟـﻲ ﺗـﺮﺗـﺪ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺪ
اﺻﻄﺪاﻣﻬﺎ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻤﺎق ﻣﺒﺎﺷﺮة. وﻳﺮﻣﺰ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻧـﻌـﻜـﺎﺳـﻬـﺎ ﺑـﺎﻷﺣـﺮف
)SSو . (PPﻫﻨﺎﻟﻚ اﻟﻌﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻷﻣـﻮاج اﻷﺧـﺮى اﻟـﺘـﻲ ﺳـﻤـﺤـﺖ ﻣـﺮاﻗـﺒـﺘـﻬـﺎ
ودراﺳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮف أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ أﻋﻤـﺎق اﻷرض وﻣـﺎ ﲢـﺘـﻮﻳـﻪ ﻣـﻦ ﻣـﻮاد.
وﻟﻘﺪ ﺗﺒ أن اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺨﺘﺮق اﻟﻨﻮاة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟـﺴـﺎﺋـﻠـﺔ
ﻟﻸرض وﻳﺮﻣﺰ ﻟﻬـﺎ ﻫـﻨـﺎك ﺑـﺤـﺮف ) . (Kو ﻜﻦ ﻟﻸﻣـﻮاج اﻟـﻌـﺮﺿـﻴـﺔ ) (Sأن
ﺗﺘﺤﻮل ﻋﻨﺪ ﺣﺪود اﻟﻨﻮاة إﻟﻰ أﻣﻮاج ﻃﻮﻟﻴﺔ وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻨﻮاة ﻛﻄﻮﻟﻴﺔ و ﺜﻞ ﺑﺤﺮﻓﻲ
) (SKوﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود ا ﺎﻧﺘﻴﺎ ﺗﻨﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ إﻟﻰ ﻋﺮﺿﻴﺔ وﻳﺮﻣـﺰ ﻟـﻬـﺎ
) (SKSوﺗﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﳋﺎرﺟﻲ. إن ﻧﻈﺮة ﻟﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ
ﺗﺒ ﻟﻨﺎ أن واﻗﻊ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ أﻋﻘﺪ ﺎ ﻧﺘﺼﻮر. ﻳﻘﻮل ﻣـﺆﺳـﺲ ﻋـﻠـﻢ
اﻟﺰﻻزل اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮوﺳﻲ ب.ب. ﻏـﻮﻟـﻴـﺘـﺼـ )×٢(: » ﻜﻨﺎ أن ﻧﺸﺒـﻪ ﻛـﻞ زﻟـﺰال
ﺑﻔﻨﺎر ﻳﻀﻲء ﻟﻨﺎ ﺧﻼل ﳊﻈﺎت ﺟﻮف اﻷرض. وﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻨﺎر اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ
واﻟﺪﻣﺎر وا ﻮت«.
اﻟﺸﻜﻞ )٦٢(
اﲡﺎه ﻃﺮق اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻣﻮاﻗﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻈﻞ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ١- أﻣﻮاج اﻫﺘﺰازﻳﺔ
٢- ﺟﺒﻬﺎت ﻣﻮﺟﻴﺔ ٣- اﻟﻈﻞ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ
)×٢( ب. ا. ﺑﺎرﻳﺴﻮف. اﻟﺰﻻزل. اﻟﻜﺎرﺛﺔ واﻹﻧﺴﺎن. ﻣﻮﺳﻜﻮ. ٢٨٩١
67
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻛﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ ا^ﻧﻔﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻣﻦ وﺳﻂ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ
ً
إﻟﻰ ا^ﺧﺮ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻼﻧﺤﺮاف وﻟﻮﺣﻆ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ا ﺴﺎﻓﺔ أﻃﻮل ﺑ
ا ﺮﻛﺰ اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﻟﻠﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وا ﺮﻛﺰ اﻟﺴﻄﺤﻲ ﻟﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻛـﺎن اﻻﻧـﺤـﺮاف
أﺷﺪ. وﻳﻼﺣﻆ أن اﻻﻧﺤﺮاف اﻷﻛﺒﺮ ﻟﻺﺷﻌﺎﻋﺎت ﻫﺬه إ ﺎ ﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﻋﻨﺪ ﺣﺪود
اﻟﻨﻮاة اﻷرﺿﻴﺔ.
وﻋﻠﻴﻪ ﳒﺪ أن ا ﻨﺎﻃﻖ ا ﻌﺎﻛﺴﺔ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ً
ﻻﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﺗﻌـﺮف ﺑـﺎﺳـﻢ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﻈـﻞ اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ
)ﺷﻜﻞ٦٢(. ﻓﻤﺜﻼ ﳒﺪ أن اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄـﻘـﺔ اﳉـﺰر اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻴـﺔ
ﻻﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ وﻏﺮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ. وﺗـﺒـﺘـﻌـﺪ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﻈـﻞ ﻋـﻦ
اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺴﺎﻓﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ )٣١-٦١( أﻟﻒ ﻛﻢ)×٣(.
ﻳﻌﺮف اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺘﺨﻄﻴﻄﻲ اﻟﺬي ﻧﺤﺼﻞ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻓـﻲ ﻣـﺤـﻄـﺎت اﻟـﺮﺻـﺪ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﺑـﺎﻟـﺴـﻴـﺴـﻤـﻮﻏـﺮام ) .(Seismogrammوﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧـﺎ إﻟـﻰ
اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ﺗﺮﺳﻤﻪ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﻄﻮاﻧﺔ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ وا ﻌﺒﺮ
ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺴﻤﻮﻏﺮام ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺘﻪ ﺗﺄرﺟﺤﺎ ﺑﺴﻴﻄﺎ وﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻔﻪ ﻳﺼﻞ
ً
ً
ﻣﺪى اﻻﻫﺘﺰاز ﺳﻌﺘﻪ اﻟﻌﻈﻤﻰ وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﻬﺪأ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ )اﻟﺸﻜﻞ٧٢(.
إن ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﻣﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ إ ﺎ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﺧﺘﻼف زﻣﻦ وﺻﻮل اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ: ﻓﻔﻲ ﺑﺪء ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ وﺣﻴﺚ اﻟﺴﻌﺔ اﻟﺼـﻐـﻴـﺮة ﺗـﺮى اﳊـﺮف
) (Pاﻟﺬي ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ اﻷﺳﺮع ﻣﻦ ﺳﻮاﻫـﺎ. وﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ وﻋـﺒـﺮ
ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ واﻟﺘﻲ ﲢﺪد ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺮﺻﺪ ﺗﻈﻬـﺮ
ﻮﺟﺎت ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ وﺻﻮل اﻷﻣﻮاج اﻟـﻌـﺮﺿـﻴـﺔ ) .(Sوﺑﻌﺪ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ
اﻻﻫﺘﺰازات اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﺗﺄﺧﺬ ﻫﺬه اﻟﺘﺄرﺟﺤﺎت واﻟﺘـﻤـﻮﺟـﺎت ﺑـﺎﻟـﺘـﻀـﺎؤل وﻟـﻜـﻦ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻧﻼﺣﻆ ﻇﻬﻮر ﺗﺄرﺟـﺤـﺎت ﻣـﺘـﻔـﺮدة ذات ﻣـﺪى ﻛـﺒـﻴـﺮ ﺟـﺪا.
ً
وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺄرﺟﺤﺎت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ وﺻﻮل اﻷﻣﻮاج اﻟﺴـﻄـﺤـﻴـﺔ ) .(Lﻓﻲ ﺑﻌـﺾ
اﳊﺎﻻت ﻻﻳﺴﺠﻞ ﻗﺪوم اﻟﻬﺰات اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺴﻤﻮﻏﺮام
ﻟﺬا ﻻﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻮى اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟﺴﻄﺤﻴﺔ.
وﻫﻜﺬا ﻧﻼﺣﻆ أن اﻟﺴﻴﺴﻤﻮﻏﺮام ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺗﺼﻮرا ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ ﻋﻦ ﻃﻮل ﻓﺘﺮة
ً
ً
اﻟﺰﻟﺰال وﻋﻦ ﺷﺪﺗﻪ وﺳﻌﺔ اﻫﺘﺰازاﺗﻪ.
ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺼﻌﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد اﻟﺒﺆر
)×٣( 2691 .) Haroun Tazieff. Guandia Terre Tremble Parisﻣﺘﺮﺟﻢ إﻟﻰ اﻟﺮوﺳﻴﺔ(
77
اﻟﺰﻻزل
ﺷﻜﻞ )٧٢(
ﻣﻈﻬﺮ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﻄﻮاﻧﺔ أو ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ
-pﻣﻮﺟﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ
-Sﻣﻮﺟﺔ ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﺔ
-Lﻣﻮﺟﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ
ﻻﺣﻆ اﻟﻔﺎرق اﻟﺰﻣﻨﻲ ﺑﺎﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺑ ﳊﻈﺎت وﺻﻮل اﻷﻣﻮاج
ﺳﻄﺤﻲ
S
ﻣﺴﺘﻌﺮض
P
ﻃﻮﻟﻲ
دﻗﻴﻘﺔ
87
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ. وﻫﻲ أﻣﻮر ﺑﻘﻴﺖ ﻣـﺒـﻬـﻤـﺔ زﻣـﻨـﺎ ﻃﻮﻳـﻼ.
ً
ً
ﻓﻤﺎذا أﳒﺰ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل ) (Seismolistﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ ﺑﺎدىء ذي ﺑﺪء إﻟﻰ أن ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﺷﻖ أو
ﺻﺪع ﻣﺘﺤﺮك اﻟﻄﺮﻓ . وﻟﻴﺴﺖ ﻣﺮﻛﺰ اﻧﻔﺠﺎر ﺑﺎﻃﻨﻲ أو ﻫﺒﻮط وﻫﺪم داﺧﻠﻲ
ﻛﺒﻴﺮ. ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻜﺎن ﺗﺒﻠﻮر ﳊﻈﻲ وﺟﺪﻳﺪ.... إﻟﺦ.
إن ﻣﺎ ﻳﺜﺒﺖ أن اﻟﺰﻻزل ﺗﻠﺪ وﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻧﺸﻮء وﺗﻜﻮن اﻟﺸﻘﻮق ﻫـﻮ
ﻇﻬﻮر اﻟﺘﻜﺴﺮات واﻟﺘﺼﺪﻋﺎت اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ
ﺗﻜﻮن اﻟﺰﻻزل ﻗﻮﻳﺔ وﻗﺮﻳﺒﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض)×٤(.
ً
وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ واﻗﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﺗﻈﻬﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮاﺗﻬـﺎ
اﻟﺸﻘﻴﺔ واﻟﺼﺪﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض? إن ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺸﻘﻖ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻻﺗﻌﻄﻴﻨﺎ
ﻫﻨﺎ اﳉﻮاب اﻟﺼﺤﻴﺢ. إﻻ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻜﺎن اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬه ا ﺴﺄﻟﺔ.
وﻋﻠﻴﻪ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل: ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل ﻣﺮاﻛﺰ اﻧﻔﺠﺎر ﺑﺎﻃﻨﻲ ﻟﻈﻬﺮت أﻣﻮاج
ﺿﻐﻂ داﺋﺮﻳﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﺣﻮل ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال إﻻ أﻧﻨﺎ ﻧﺮى ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أن اﻷﻣﻮاج
اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟﻌﺮﺿﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﻧﻌﻜﺎس واﻻﻧﻜﺴﺎر ﺗﺮد إﻟﻰ ﺳﻄﺢ
اﻷرض وﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ ﻣﻦ اﻷﺳﻔﻞ إﻟﻰ اﻷﻋﻠﻰ )ﺷـﻜـﻞ٨٢(. وﻫـﺬا ﻳـﻌـﻨـﻲ ﻟـﻮ أن
اﻟﺰﻟﺰال ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻧﻔﺠﺎر ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺟﺰﺋﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ وﻓﻲ
ﻛﻞ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ )أي ﻣﻮﺟﺔ ﺿﻐﻂ(. وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﺰﻟﺰال
اﻧﻬﺪاﻣﺎ ﺑﺎﻃﻨﻴﺎ ﻻﲡﻬﺖ ﺣﺮﻛﺔ ﺟﺰﺋﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﻮق اﻟﺒﺆرة ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ
ً
ً
)أي ﻣﻮﺟﺔ ﺗﺨﻠﺨﻞ واﻧﺘﺸﺎر(. وﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻨﺪﻣﺎ رﺳﻢ ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟـﺰﻻزل اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻲ
ﻫﻮﻧﺪا ﻷول ﻣﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻹﺷﺎرات )+و-( ﳒﺪه ﻗﺪ اﻛﺘﺸﻒ
ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻟﻮﺣﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ. وﻧﺮى ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﻮﺣـﺔ أن ﻛـﻞ اﻟـﻜـﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﺴﻤﺖ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﺟﺰاء ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺴﺎوﻳـﺔ )ﺷـﻜـﻞ٨٢( اﺛـﻨـﺎن ﻣـﻨـﻬـﺎ
ﻳﺤﺘﻮﻳﺎن ﻋﻠﻰ إﺷﺎرة )+( وﺗﺮﻣﺰ إﻟﻰ ﻗﺪوم اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳـﺔ اﻟـﻀـﺎﻏـﻄـﺔ.
واﳉﺰا^ن اﻻ^ﺧﺮان رﻣﺰ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺈﺷﺎرة )-( أي وﺻﻮل وﻣﻜﺎن أﻣﻮاج اﻟﺘﺨـﻠـﺨـﻞ.
ﻻ ﻜﻦ ﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻠـﻮﺣـﺔ أن ﺗـﺘـﺤـﻘـﻖ إﻻ إذا ﻛـﺎن ﻣـﺼـﺪر ﻫـﺬه اﻹﺷـﻌـﺎﻋـﺎت
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺷﻘﺎ أو ﺻﺪﻋﺎ ﻣﺘﺤﺮﻛﺎ )ﺷﻜﻞ٩٢(. ﻓﺎﳉﻨﺎح اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺼﺪع ﻳﺪﻓﻊ
ً
ً
ً
اﻷﻣﻮاج اﻻﻧﻀﻐﺎﻃﻴﺔ ﻴﻨﺎ واﻷﻣﻮاج اﻟﺘﺨﻠﺨﻠﻴﺔ ﻳﺴﺎرا. أﻣﺎ ﻓﻲ اﳉﻨﺎح اﻷﺳﻔﻞ
ً
ً
.(4*) yoshiofukao. Seismic Tomogram of the Earth,s Mantle Geodynamic Implicatios Science. Vol
2991 .285. Oct
97
اﻟﺰﻻزل
ﻻ ﺣﺮﻛﻪ
ﺮاد
اﻧﻔ
اﻧ
ﻀﻐ
ﺎط
ﺮاد
اﻧﻔ
اﻧ
ﻀﻐ
ﺎط
ﻻ ﺣﺮﻛﻪ
ﺷﻜﻞ )٨٢(
ﺗﻜﻮن أﻣﻮاج اﻻﻧﻔﺮاد واﻹﻧﻀﺒﺎط ﻓﻲ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
08
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻟﻠﺸﻖ أو اﻟﺼﺪع ﻓﻨﺮى ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﳊﺮﻛـﺔ اﻷﻣـﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ ﻻﺗـﻈـﻬـﺮ
اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻓـﻮق وأﺳـﻔـﻞ اﻟـﺸـﻖ ـﺎﻣـﺎ )زاوﻳﺔ ٠٩( ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳـﺔ وﺣـﺮﻛـﺔ
ً
اﻟﺼﺪع أو اﻟﺸﻖ ﺤﺎذاة ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﺻﻔﺮ. وﻟﻜﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﻫﻨﺎ أﻣﻮاج ﻻﺣﻘﺔ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻗﺎدﻣﺔ ﻣﻦ اﳉﻮاﻧﺐ أﻣﺎ اﳊﺮﻛﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺸﻖ وﺑﺎﲡﺎﻫﻪ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺘﻮازﻧﺔ
ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺸﻖ اﻷ ﻦ واﻷﻳﺴﺮ. ﻛﻤﺎ أن اﳊﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﻄﻼق
اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻻﺗﻈﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻫﺬا اﻻﲡﺎه. وﻧﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـﺬﻟـﻚ
ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺷﻜﻞ ورﻗﺔ رﺑﺎﻋﻴﺔ اﻷﻃﺮاف )ﻧﺒﺎت اﻟﻨﻔﻞ(.
وﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻒ أن ﻧﺬﻛﺮ أن ﻫﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻳﺘﻜـﺮر ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ إذا ﻣـﺎ ﺗـﻐـﻴـﺮ اﲡـﺎه
ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﺪع ﻘﺪار ٠٩درﺟﺔ وﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻣﻨﻄﻘﺘﺎن إﺣﺪاﻫﻤﺎ
ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻧﻀﻐﺎط واﻷﺧﺮى ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺨﻠﺨﻞ. أﻣﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺼﺪع ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ
ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﺘﺘﺤﻮل اﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﻴﻤ إﻟﻰ اﻟﻴﺴﺎر واﻟﻌﻜﺲ.
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻓﺎﻟﻠﻮﺣﺔ ﺗﺒﺪو ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺘﻲ
ً
ﺗﺼﻴﺐ اﲡﺎه اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﺒﻘﻰ اﻷرض ﻣﻘـﺴـﻤـﺔ إﻟـﻰ
أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم ﻛﺎﻟﺴﺎﺑﻖ. وﻋﻠﻴﻪ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻌﺎﻗﺐ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻻﻧﻜﻤﺎش
واﻻﻧﻀﻐﺎط واﻟﺘﺨﻠﺨﻞ ﻫﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ اﻟﺰﻻزل. وﻫﺬا اﻟﻮاﻗـﻊ
ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﺰﻻزل ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﺷﻘﻮق ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻓﻲ
ﳊﻄﺎت أو ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﺟﺪا وﺑﺎﻣﺘﺪاد ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال
ً
وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺰﻟﺰال.
و ﻜﻨﻨﺎ اﻻ^ن اﺳﺘﻐﻼل اﻧﺘﺸﺎر رﻣﻮز ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟـﻴـﺔ )+و-( ﻋـﻠـﻰ
ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎن اﻧﺘﺸﺎر ﺳﻄﻮح اﻻﻧﻔﺼﺎل واﻟﺘﺸﻘـﻖ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺆرة
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وﻧﺤﺪد اﲡـﺎه اﻣـﺘـﺪادﻫـﺎ. ﻟـﺬﻟـﻚ ﻧـﺸـﺎﻫـﺪ ﻓـﻲ ﻧـﺸـﺮات اﶈـﻄـﺎت
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ إﺷﺎرات واﺿﺤﺔ إﻟﻰ اﻻﲡﺎه اﻷوﻟﻲ ﻟﻸﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ
وﻳﺴﺘﻌﺎض أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻦ اﻹﺷﺎرات )+و-( ﺑﺎﻷﺣﺮف ) (P-Cواﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻻﻧﻀﻐﺎط
ً
واﻟﺘﺨﻠﺨﻞ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﲢﻤﻞ اﻹﺷﺎرات )+و-( ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺴﻢ ﻟﻠﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
ﻳﺨﺘﺎر ﻣﻮﻗﻊ ﻟـﺴـﻄـﺤـ ﻣـﺘـﻌـﺎﻣـﺪﻳـﻦ ﻳـﻘـﺴـﻤـﺎن ﻓـﻲ ﻣـﻜـﺎن اﻟـﺒـﺆرة اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ
اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم. اﺛﻨﺎن ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺿـﻐـﻄـﻴـﺎن واﻻ^ﺧـﺮان
ﺗﺨﻠﺨﻠﻴﺎن. وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻌﻠﻮﻣﺎت وﻣﻌﻄﻴﺎت إﺿﺎﻓﻴﺔ
ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎن اﻻﻧﻜﺴﺎرات وﻳﺴﺘﻌﺎن ﻋﺎدة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﺑﺎ ﻌﻄﻴﺎت اﻟﺒﻨـﺎﺋـﻴـﺔ
ﺧﺎﺻﺔ أي ا ﻌﻄﻴﺎت ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ.
18
اﻟﺰﻻزل
اﻧ
ﻀﻐ
ﺎط
اﻧﻔﺮاد
اﻧ
ﻔﺮاد
ا
ﻧﻀ
ﻐﺎط
ﺷﻜﻞ )٩٢(
ﺗﻮزع وﻗﺪوم أﻣﻮاج اﻻﻧﻔﺮاد واﻻﻧﻀﻐﺎط ﻋﻨﺪ ﺳﻄﺢ اﻷرض
28
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
أﻳﻦ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻳﻜﺜﺮ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل ﻋﻠـﻰ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض. وﻳـﺒـﻠـﻎ ﻋـﺪدﻫـﺎ ﻣـﺌـﺎت اﻻ^ﻻف
ﺳﻨﻮﻳـﺎ. أي ﻌﺪل )١-٢( ﻫﺰة ﻛﻞ دﻗﻴﻘﺔ وﻟﻜﻦ ﺷﺪﺗﻬﺎ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮا. وﻓﻲ
ً
ً
اﻟﻮاﻗﻊ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘﺴﻢ ﻛﻞ اﻟﺰﻻزل إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘ ﻛﺒﻴﺮﺗ :
١ - اﻟﺰﻟﺰل ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ا ﻨﺸﺄ وﻫﻲ اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻹﻧﺴﺎن.
ً
٢ - اﻟﺰﻻزل اﳋﺎرﺟﻴﺔ ا ﻨﺸﺄ وﻫﻲ زﻻزل ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻋﺎدة ﻗﻴﺎﺳـﺎ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
ً
اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ وﻫﻲ ذات ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺤﻠﻲ ﻣﺤﺪود. وﺗﺘﻜﻮن ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﳒﺪ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ أن ﻋﻤﻘﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٦ﻛﻢ.
ﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ا ﻨﺸﺄ ) (Indogenosﻧﻮﻋ :
أ- اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ) (Tec Tonicا ﻨﺸﺄ.
ب- اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ا ﻨﺸﺄ.
إن ﺳﺒﺐ ﻇﻬﻮر اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ إ ﺎ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة اﻧﻔﺠﺎر اﻟﺒﺮﻛـﺎن
ﻧﻔﺴﻪ إذ ﺗﻨﺪﻓﻊ اﻟﻐﺎزات واﻟﺼﻬﺎري اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺑﻌﻨـﻒ ﻧـﺤـﻮ اﻷﻋـﻠـﻰ ﻣـﺸـﻘـﻘـﺔ
ﺳﻄﺢ اﻷرض وﻗﺎذﻓﺔ ﻣﺎ ﲢﻤﻠﻪ إﻟﻰ اﳉﻮ ﻣﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪوث أﻣﻮاج اﻫﺘﺰازﻳﺔ
ﻗﻮﻳﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎﻣﺤﺪودة اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ واﻟﺒﻌﺪ إذ ﻳﻀﻌﻒ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺑﺸﺪة إذا ﻣﺎ اﺑﺘﻌﺪت
ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺮﻛﺎن. أﻣﺎ اﻟﻨﻮع اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ ﻓﻬﻮ اﻷﻫﻢ واﻷﻛﺜﺮ ﻗﻮة وﻋﻤﻘﺎ واﻟﺴﺒﺐ
ً
اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟـﻜـﻞ اﻟـﻜـﻮارث اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ واﻟـﺒـﻴـﺌـﻴـﺔ وا ـﺆﺛـﺮة ﺑـﺸـﺪة ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻘـﺎرات
واﶈﻴﻄﺎت. أﻣﺎ اﻟﺰﻻزل اﳋﺎرﺟﻴﺔ ا ﻨﺸﺄ ) (Exogenosﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮة اﳊﺪوث
وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻛﻤﺎذﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ. وﺗﺸﻤﻞ ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل:
ً
١ - اﻟﺰﻻزل ا ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻌﻮاﻣﻞ وﻣﻈﺎﻫﺮ اﳊﺖ ﻣﺜﻞ اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻟﺼﺨـﺮﻳـﺔ
واﻻﻧﻬﻴﺎﻻت اﻟﺜﻠﺠﻴﺔ واﳒﺮاﻓﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺴﻔﻮح اﳉﺒﻠﻴﺔ
اﳒﺮاﻓﺎ ﻗﻮﻳﺎ وﺳﺮﻳﻌﺎ.
ً
ًً
٢ - ﻫﻨﺎك اﻟﺰﻻزل اﻻﻧﻬﻴﺎرﻳﺔ ﻛﺎﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟﻘﺎرﻳـﺔ واﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ.
وﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﺎرﺳﺘﻴﺔ )اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﻠﺴﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ(.
وذﻟﻚ ﻷن ا ﻴﺎه ﲢﻞ ا ﺮﻛﺒﺎت اﻟﻜﻠﺴﻴﺔ وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻐﺎﺋﺮ واﺳﻌﺔ ﺗﺘﻌﺮض
ً
ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﺳﻘﻮﻓـﻬـﺎ ﻛـﺎﻣـﻼ أو ﺟﺰﺋﻴـﺎ ﻟﻠﺨﻔﺲ واﻟﺴﻘﻮط. ﻣـﺆدﻳـﺔ ﺑـﺬﻟـﻚ إﻟـﻰ
ً
ً
ﻇﻬﻮر ﻣﻮﺟﺎت اﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺿﺎﻏﻄﺔ.
ﺟـ- ﺗﺸﻜﻞ أﺣﻴﺎﻧـﺎ اﻷﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ أﻣـﻮاﺟـﺎ اﻫﺘﺰازﻳـﺔ
ً
ً
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻرﺗﻄﺎﻣﻬﺎ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺸﻮاﻃﻰء. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺸﻼﻻت اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻜﻦ أن
38
اﻟﺰﻻزل
ﺗﻜﻮن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻛﺸﻼﻻت ﻧﻴﺎﻏﺎرا. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل ﺑﺴﻴﻄﺔ
ﺟﺪا أو ﻻﲢﺪث أﻳﺔ أﺿﺮار.
ً
د- اﻟﺰﻻزل اﳉﻮﻳﺔ: أي ا ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻈﻮاﻫﺮ ﺟﻮﻳﺔ وﻫﻜﺬا رﺑﻂ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء
ﻗﺴﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻈﻮاﻫﺮ اﳉﻮﻳﺔ. وﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻻﻓﺘﺮاض ﻋﻠﻰ
ً
أﺳﺎس أن أﻛﺜﺮ اﻟﺰﻻزل اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺸﻤـﺎﻟـﻲ ﻟـﻠـﻜـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ
إ ﺎ ﻳﺘﻢ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺪ ﺣﺪث ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻮاﺻﻒ اﻟﺸﺪﻳﺪة.
وﻟﻘﺪ ﺗﺒ أن اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺘﺒﺪل اﻟـﻘـﻮي ـﺎ ﻳـﻌـﺮف ﺑـﺘـﺪرج أو
ﺗﺒﺪل ) (gradientﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﳉﻮي. وﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻢ ﺣﺎدة اﻟﺘﺒـﺪل ﻛـﻠـﻤـﺎ
ازداد ﻋﺪد اﻟﺰﻻزل. ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﺑﺎﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ)×٥(:
ﺗﺒﺪل ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ
٨٬٨ ٢٬٥ ٦٬١ ٤٬٠
اﳉﻮي ﺑﺎ ﻠﻢ ٦٬٢١
٨٢١ ٣١١ ٣٠١ ٧٢
ﻋﺪد اﻟﺰﻻزل ٨٤١
وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻮﺿﺢ أن ﺗﺒﺪل ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﳉﻮي ﻟﻴﺲ اﻟﺴﺒﺐ اﳊﻘﻴﻘﻲ
ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺰﻻزل ﻓﻠﻜﻲ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻔﻌﻮل ﻫﺬه اﻟﺘﺒﺪﻻت ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ا ﻨﻄﻘﺔ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﻬﻴﺄة ﳊﺪوث اﻟﺰﻻزل ﺑـﻨـﺎﺋـﻴـﺎ. أي أن ا ﻨﻄﻘﺔ ﻣﺸﻘﻘﺔ وﻣـﺼـﺪﻋـﺔ
ً
ﺑﻌﻤﻖ وﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻮازن اﻟﻘﺸﺮي اﻷرﺿﻲ ﻓﻲ ا ﺮﺣﻠﺔ اﳊﺮﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﻻﲢﺘﺎج
إﻻ إﻟﻰ ﻣﺆﺛﺮات ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻛﺎﺧﺘﻼف ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﳉﻮي.
ً
ﻫـ- ﻜﻦ أن ﻧﻀﻢ إﻟﻰ اﻟﺰﻻزل اﻟﺴﻄﺤﻴـﺔ اﻟـﺰﻻزل اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ ا ـﻨـﺸـﺄ
ﻛﺎﻟﺰﻻزل اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻠﻬﺎ اﻻﻧﻔﺠﺎرات اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة وﺗﻔﺠﻴﺮات ﻫﺪم
اﻟﺼﺨﻮر واﻧﻬﻴﺎر اﻟﺴﺪود وﺿﻐﻂ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻓﻲ ا ﺪن اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ. وﺳﻨﺘﻜﻠـﻢ ﻋـﻦ
ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل ﻣﻔﺼﻼ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.
ً
وﻫﻜﺬا ﻧﺮى اﻷﻧﻮاع ا ﺘﻌﺪدة ﻟﻠﺰﻻزل وﻟﻜﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ اﻷول ﺳﻴﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ
اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وﻋﻠﻰ
اﻹﻧﺴﺎن وﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ اﳊﻴﺎﺗﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ.
ﻴﺰ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ ا ـﺮاﻛـﺰ وذﻟـﻚ ﺑـﺪءا ﻣﻦ ﻧﻘـﻄـﺔ
ً
ﺣﺪوث اﻟﺰﻟﺰال وﺣﺘﻰ ا^ﺧﺮ اﻣﺘﺪاد ﻣﺆﺛﺮ ﻟﻪ وﻣﺤﺴﻮس ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﺴﺎﺣﺔ
ﻴﺰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ) (hypocentreوﻫﻲ ﻣﻜﺎن ﻧﺸﻮء وﻇﻬﻮر اﻟﺰﻻزل
وﺣﺪوث اﻟﺸﻘﻮق واﻟﺼﺪوع. وﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ا ﺼﻮرات ﺑﺸﻜﻞ داﺋﺮي وﺑﻴﻀﻮي.
)×٥( ﺟﻮﻛﻮف ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ
48
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
أﻣﺎ ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻮق اﻟﺒﺆرة اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻓﺘﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
) (epicentreوﻫﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻲ اﻷﻋﻈﻤـﻲ.
إذ ﺗﻬﺪم ﻫﻨﺎ ا ﻨﺎزل وﺗﺘﺸﻘﻖ اﻷرض وﺗﻨﻬﺎر اﻟﺼﺨﻮر وﲡﺮي ﻫﻨﺎ أﻫﻢ اﻟﺘﺒﺪﻻت
ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ. وﻫـﻨـﺎ أﻳ ـﻀــﺎ ﻧـﺸـﺎﻫـﺪ أﻋـﻈـﻢ اﳋـﺴـﺎﺋـﺮ اﻟـﺒ ـﺸــﺮﻳــﺔ
ً
واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. أﻣﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻫﺬه اﻟﺒﺆرة ﻓﺘـﺘـﺒـﺎﻳـﻦ ﺣـﺴـﺐ ﻋـﻤـﻖ اﻟـﺒـﺆرة وﺷـﺪة
اﻟﺰﻟﺰال. إذ إﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻻﺗﺘﺠﺎوز ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات اﻟﻜﻴﻠﻮﻣـﺘـﺮات ا ـﺮﺑـﻌـﺔ ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ
زﻟﺰال أﻏﺎدﻳﺮ ﻋﺎم )٠٦٩١( ﻓﻲ ا ﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ وﻟﻜﻨﻬـﺎ ﻗـﺪ ﺗـﺼـﻞ إﻟـﻰ ﻣـﺌـﺎت
اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ا ﺮﺑﻌﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ زﻟﺰال أ ﺎ ا^ﺗﺎ ا ﺸﻬﻮر ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴـﻴـﺘـﻲ
اﻟﺴﺎﺑﻖ. إذ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟـﺴـﻄـﺤـﻴـﺔ ﺣـﻮاﻟـﻲ ٨٨٢ﻛـﻢ٢ أي )٨٣\٦(ﻛـﻢ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ أﻏﺎدﻳﺮ ﻟﻢ ﻳﺰد ﻋـﻠـﻰ ﺛـﻼث
ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﻟﻢ ﺗﺰد داﺋﺮة اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ )٠٥(ﻛﻢ٢ وﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٠١ﻛـﻢ
ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ. أﻣﺎ ﻓﻲ زﻟﺰال ﻋﺸﻘﺒﺎد ﻓﻲ ﺳﻨﺔ
٨٤٩١ ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎن ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮاﻟﻲ )٥١ـ١٢(ﻛﻢ وﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﺆرة
اﳋﺎرﺟﻴﺔ )٠٠٥١(ﻛﻢ٢ أي )٠٠١\٥١ﻛﻢ( وﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮة اﻟﺰﻟﺰال ﻣﺪﻣﺮة.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ا ﺴﺎﺣﺔ ا ﺘﻀﺮرة ﺑـﺪرﺟـﺎت ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ أﻛـﺒـﺮ ـﺎ
ذﻛﺮﻧﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ إذ ﲡﺎوزت )٠٠٠٠١(ﻛﻢ٢ ﻓﻲ زﻟﺰال ﻋﺸﻘﺒﺎد وﺑﻠﻐﺖ )٠٠٠٦(ﻛـﻢ٢
ﻓﻲ أ ﺎ ا^ﺗﺎ. ﺗﻌﺮف ﻫﺬه ا ﺴﺎﺣﺔ ا ﺘﻀﺮرة ﺑﺎﻟـﺰﻻزل ﺑـﺎﺳـﻢ ) (Pleistoseistأي
ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ا ﺆﺛﺮ )ﺷﻜﻞ٠٣(.
واﻻ^ن ﻛﻴﻒ ﻧﺤﺪد ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃـﻨـﻴـﺔ?. ﻟـﻨـﺘـﺨـﻴـﻞ أن اﻟـﻠـﻴـﻞ
ﺳﺎﻛﻦ واﻟﻈﻠﻤﺔ ﺣﺎﻟﻜﺔ ﺣﻮل ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وﻟﻨﻌﺘـﺒـﺮ أﻧـﻬـﺎ ﻣـﺤـﻄـﺔ
ﻛﻴﺸﻴﻨﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﺎل اﻟﻜﺎرﺑﺎت ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب روﺳﻴﺎ. ﻓﺠﺄة ﻳﻨﻔﺠﺮ
ﺻﻮت ﺟﺮس اﻹﻧﺬار ﻓﻲ اﶈﻄﺔ ﺑﻘﻮة وﻳﻘﻔﺰ ﻗﻴﻢ اﳉﻬﺎز ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﺬﻋﻮرا.
ً
ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺰة أرﺿﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ. ﻳﺘﺠﻪ اﻟﻘﻴﻢ إﻟﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ
ﻣﺒﺎﺷـﺮة Seismographوﻳﻨﺘﻈﺮ دﻗﺎﺋﻖ ﻟﻴﻬﺪأ اﳉﻬﺎز وﻳﻨﻈـﺮ إﻟـﻰ اﻟـﺘـﻤـﻮﺟـﺎت
اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺘﻬﺎ إﺑﺮة اﳉﻬﺎز ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ) .(Seismogrammوﺑﻌﺪ ذﻟﻚ
ﻳﻔﺮد ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴـﻞ وﻳـﺤـﺪد زﻣـﻦ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻟـﺰال وﻳـﺒـ أوﻗـﺎت وﺻـﻮل
اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﻟﻌﺮﺿﻴﺔ ﺑـﺪﻗـﺔ ﻣـﺴـﺘـﻌـﻤـﻼ أﺷﺮﻃﺔ اﻟﺘﺴﺠـﻴـﻞ
ً
اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻻﲡﺎه ﻛﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑـﻘـﺎ )اﻷﻓﻘﻲ: ﺷﻤﺎل ـ ﺟﻨﻮب وﻏـﺮب ـ ﺷـﺮق
ً
واﻟﺮأﺳﻲ ﲢﺖ -أﻋﻠﻰ(.
58
68
5
ﻫﻴﺒﻮ ﺳﻴﻨﺘﺮ
4
3
2
1
اﻟﺸﻜﻞ )٠٣(
ﻣﺠﺴﻢ ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺰﻻزل
١- اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
٣- ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻬﺰات ا ﺆﺛﺮة
٥- اﻹﺷﻌﺎع اﻻﻫﺘﺰازي
٢- ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ
٤- ﺧﻄﻮط اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴﺎوﻳﺔ
ﻫﻴﺒﻮﺳﻴﻨﺘﺮ ﺑﺆرة ﻋﻤﻴﻘﺔ
اﻧﺤﺮاف اﻟﻨﺼﺐ
ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺰﻻزل
اﻟﺰﻻزل
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺗﺼﻞ أوﻻ اﻷﻣﻮاج ) (Pوﻫﻲ اﻷوﺿﺢ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﻌﺎﺋﺪ ﻟﻠﺠﻬﺎز
اﻟﺸﺎﻗﻮﻟﻲ وذﻟﻚ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﳉﻬﺎز ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻖ أي ﻣـﻦ اﻷﺳـﻔـﻞ ﺑـﺸـﻜـﻞ
رأﺳﻲ. أﻣﺎ اﻷﻣﻮاج اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة ﺑﻌـﺪ اﻷﻣـﻮاج )(P
ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ﺻﻮرة أوﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﺰﻟﺰال. ﻓﺎﻟﻔﺎرق ﺑ ﺳﺮﻋﺘﻲ اﻷﻣﻮاج )(P
واﻟﺴﻄﺤﻴـﺔ ) (Sﻫﻮ ا ﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﺗﺄﺧﺮت اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻓﻲ وﺻﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺤـﻄـﺔ
اﻟﺮﺻﺪ ﺣﻮاﻟﻲ ﺧﻤﺲ دﻗﺎﺋﻖ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺒﻌﺪ اﻷوﻟﻲ ﻟﻠﺰﻟﺰال )٠٠٨(ﻛﻢ.
وﻟﻜﻦ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أدق ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻷﺧﺬ ﺑﻌ اﻻﻋﺘﺒﺎر زﻣﻦ وﺻﻮل اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ
) (Sواﻟﻔﺎرق ﺑ زﻣﻨﻲ ) (P-Sﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺒ اﻟﺒﻌﺪ اﻷدق ﺮﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰال. ﻟﻬﺬا
ﻋﻠﻰ ﻣﺮاﻗﺐ اﳉﻬﺎز اﺠﻤﻟﺮب أن ﻳﺮى ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻓﻲ اﳉﻬﺎز اﻷﻓﻘﻲ
زﻣﻦ ﻗﺪوم أوﻟﻰ اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﻴﺔ وﻳﻘﺎرﻧﻬﺎ ﻣﻊ زﻣﻦ وﺻﻮل اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ
وﻟﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ أن اﻟﻔـﺎرق ﺑـ ) (P-Sﻳﻌﺎدل دﻗﻴﻘﺔ واﺣﺪة و )٦٢(ﺛﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻮﺟـﺪﻧـﺎ
ﺣﺴﺐ ﻣـﻌـﻄـﻴـﺎت أ ـﻮذج ﻗـﻴـﺎس ﺑـﻌـﺪ اﻟـﺰﻻزل أي اﻟـﻬـﺪوﻏـﺮاف Hodograph
)ﺷﻜﻞ١٣(. إن اﻟﺒﻌﺪ اﳊﻘﻴﻘـﻲ ﻫـﻮ )٠٤٨(ﻛـﻢ.& أﻣـﺎ اﻻ^ن ﻓـﻌـﻠـﻴـﻨـﺎ أن ﻧـﺤـﺪد
اﻻﲡﺎه اﻟﺬي ﻳﺤﺪد ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ذي اﻻﲡﺎه
)ﺷﻤﺎل ـ ﺟﻨﻮب( ﻧﺮى أن ﻗﺪوم اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ واﺿﺢ ﺟﻴﺪا. وﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻂ
ً
)ﻏﺮب ـ ﺷﺮق( ا ﻌﻄﻴﺎت ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ. ﻧﻼﺣﻆ أن اﲡﺎه ﺣﺪوث اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ
ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ )ﺷﻤﺎل ـ ﺟﻨﻮب( ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل. وﻓﻲ اﻟﺸﺮﻳﻂ اﻟﺮأﺳﻲ
ﻟﻘﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﻣﻮﺟﺔ اﻻﻧﻀﻐﺎط )+(. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻻﲡﺎه ا ﻌﺎﻛﺲ أي ﻓﻲ اﳉﻨﻮب. وإذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺼﺪع ﻣﺘﺠﻬﺔ
ﺷﻤﺎﻻ وإﻟﻰ اﻷﺳﻔﻞ )ﺟﻨﻮب( ﻟﺪل ﻫﺬا ﻋﻠﻰ أن ﻣﻮﺿﻊ أﻣﻮاج اﻟﺘﺨﻠـﺨـﻞ ﻓـﻲ
ً
ﺑﺪء ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أن ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻤﺎﻻ.
ً
وﻫﻜﺬا ﻓﺈن اﻟﺒﺆرة ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﳉﻨﻮب وﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ )٠٤٨(ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﻛﻴﺸﻴﻨﻴﻒ وﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ا ﺘﻮﺳﻂ)×٦(.
إن ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻄﺔ رﺻﺪ واﺣﺪة ﻳﻮﻗﻊ
ً
ﻓﻲ اﳋﻄﺄ. ﻟﺬا ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻌﻄـﻴـﺎت اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﶈـﻄـﺎت اﻟـﺘـﻲ
رﺻﺪت اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ وﻣﻦ ﺛﻢ ﲡﻤﻴﻊ ﻫﺬه ا ﻌﻄﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣـﻦ ﻣـﺮاﻛـﺰ
ً
اﻟﺮﺻﺪ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻷﻗﺮب ﻮﻗﻊ اﻟﺰﻟﺰال وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ. ﻓﻜﻞ ﻣﺤﻄﺔ ﺗﺮﺳﻢ ﻗﻮﺳـﺎ
ﺘﺪ ﻣﺎ ﺑ اﶈﻄﺔ وﻣﺮﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰال. وإن ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﻫﺬه اﻷﻗﻮاس ﺗﻌ
)×٦( ﺷﻴﺒﺎﻟ ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ
78
اﻟﺰﻻزل
ا ﺴﺎﻓﺔ ﻛﻢ
اﻟﺸﻜﻞ )١٣(
ﻣﻨﺤﻨﻰ زﻣﻦ اﻻرﲢﺎل ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ وزﻣﻦ اﻟﺰﻻزل: -Pﻣﻮﺟﺔ ﻃﻮﻟﻴﺔ -Sﻣﻮﺟﺔ
ﻣﺴﺘﻌﺮﺿﺔ skks, ss, sks, ppإﻟﺦ أﻣﻮاج ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻋﻦ Pو .S
88
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺆرة )ﺷﻜـﻞ٢٣(. وﻳـﺠـﺐ أﻻ ﻳـﻘـﻞ ﻋـﺪد ﻫـﺬه اﶈـﻄـﺎت ﻋـﻦ
ﺛﻼث. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺳﺎﺑﻘـﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻸرض أو ﻋﻠـﻰ ﺷـﺒـﻜـﺔ
ً
)ووﻟﻒ(. وﻟﻜﻦ اﻻ^ن ﻜﻦ ﲢﺪﻳـﺪ اﻟـﺒـﺆرة ﻋـﺒـﺮ دﻗـﺎﺋـﻖ ﺑـﻮﺳـﺎﻃـﺔ اﳊـﻮاﺳـﺐ
اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ وإذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺆرة ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺎﶈﻄﺎت ﻣﻦ ﻛﻞ اﳉﻬـﺎت ﻓـﺨـﻄـﺄ
اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻟﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠١ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات.
ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﺪد ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻮﻗﻊ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺑﺄن ﻧﻘﺎرن أﺷﺮﻃﺔ
اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﻣﺤـﻄـﺔ واﺣـﺪة. وﻧـﺮى أن أﻛـﺜـﺮﻫـﺎ ﺛـﻘـﺔ ﺗـﻠـﻚ
اﻟﺘﺴﺠﻴﻼت اﻟﺘﻲ ﳒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺄرﺟﺢ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻨﻮاس ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻣﻊ اﲡﺎه اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ. أﻣﺎ ﺗﺄرﺟﺤﺎت اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻓـﻲ أﺷـﺮﻃـﺔ اﻟـﺘـﺴـﺠـﻴـﻞ ذات
اﻻﲡﺎﻫﺎت اﻷﺧﺮى ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘـﺼـﻐـﺮ ﻛـﻠـﻤـﺎ ازدادت اﻟـﺰاوﻳـﺔ ) (aاﻟﻮاﻗﻌـﺔ ﺑـ
اﲡﺎه اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﺑ اﲡﺎه ﺗﺄرﺟﺢ اﻟﻨﻮاس. و ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻫﺬه
اﻟﺰاوﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: 2tga = X
1X
إذ إن ٢ Xو ١ Xﻣﺪى اﻟﺘﺄرﺟﺢ ﻓﻲ اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﺖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ
ﺗﺴﺠﻠ ﻣﺘﻌﺎﻣﺪﻳﻦ ﻓﻲ اﲡﺎﻫﻬﻤﺎ.
ﺷﻜﻞ )٢٣(
ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰﻟﻴﺔ
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ﺑﺎﺳﺎرﻳﻨﺎ
98
اﻟﺰﻻزل
وﻫﻜﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺤﺪد اﲡﺎه اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ وﻧﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ
اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺒﺆري اﻟﺴﻄﺤﻲ ﻟﻠﺰﻟﺰال ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻊ ﻫﺬه اﻟﺒﺆرة.
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ أﺧﺮى ﲢﺪد ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ)×٧( وﺗﺄﺧﺬ اﻟﺼﻴﻐﺔ
اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
VP. VS. t
VP. VS
=∆
إذ ﳒـﺪ أن VPـﺜـﻞ ﺳـﺮﻋـﺔ اﻷﻣـﻮاج اﻟ ـﻄــﻮﻟ ـﻴ ـﺔ VSـ ﺳـﺮﻋـﺔ اﻷﻣــﻮاج
ا ـﺴـﺘـﻌــﺮﺿــﺔ -tاﻟـﻔـﺎرق اﻟـﺰﻣـﻨـﻲ ﺑـ ﳊـﻈـﺘـﻲ وﺻـﻮل اﻷﻣــﻮاج اﻟ ـﻄــﻮﻟ ـﻴ ـﺔ
وا ﺴﺘﻌﺮﺿﺔ.
ﺧﺘﺎﻣـﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘـﺰازﻳـﺔ ا ـﻨـﻄـﻠـﻘـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺒـﺆرة
ً
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﺗﺘﺠﻪ ﻋﻤﻮدﻳـﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻄﺢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴـﺔ.
ً
وﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ ﻫﺬه ا ﻨﻄﻘﺔ ﳒﺪ أن اﻷﻣﻮاج ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﻄﺢ اﳋﺎرﺟﻲ
ﺑﺰواﻳﺎ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻃﺮدا ﻣﻊ ﻣﻘﺪار اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ً
وﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻫﻨﺎ ﻮﺟﻴﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻲ رأﺳـﻴـﺔ ﻋـﻤـﻮدﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﺒـﺆرة.
ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺷﺪة اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄـﺤـﻴـﺔ إﻻ أن
ﺗﺨﺘﻔﻲ ـﺎﻣـﺎ ووﺟﺪ أﻧﻪ إذا ﻣﺎ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ا ﺴﺎﻓﺔ ﻣﺮﺗ ﻋﻦ ﻧـﻘـﻄـﺔ اﻟـﺒـﺆرة
ً
ﺗﻨﺎﻗﺼﺖ ﺷﺪة اﻷﻣﻮاج ﺑﺤﻮاﻟﻲ )٠١-٢١( ﻣﺮة وإذا ﻣﺎ زاد اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻋـﺸـﺮة
أﺿﻌﺎف ﺗﻨﺨﻔﺾ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ا^ﻻف ا ﺮات.
ﻣﺎ ﻫﻮ ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ؟
ﻣﺴﺄﻟﺔ ﲢﺪﻳﺪ ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻗﻀﻴـﺔ أﻛـﺜـﺮ ﺗـﻌـﻘـﻴـﺪا ﻣﻦ
ً
ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴـﺔ. وﻟـﻜـﻦ ـﻜـﻦ اﻻ^ن ﲢـﺪﻳـﺪ اﻟـﻌـﻤـﻖ وﺑـﺪرﺟـﺔ
ﺟﻴﺪة ﻣﻦ اﻟﺪﻗﺔ اﻋـﺘـﻤـﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﺤﻄﺎت زﻟﺰاﻟﻴـﺔ ﻋـﺪﻳـﺪة ﻣـﻮﺛـﻮﻗـﺔ
ً
وﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﻟﻸﺷﻜﺎل اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ اﻟﺴﻴﻤـﻮﻏـﺮاﻓـﻴـﺔ ﻟـﺪى ﻫـﺬه اﶈـﻄـﺎت ﺛـﻢ دراﺳـﺔ
اﻧﺘﺸﺎر ﺧﻄﻮط اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴﺎوﻳﺔ ) (Isoseistأي اﳋﻄﻮط اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ اﻟﻨﻘﺎط
وا ﺮاﻛﺰ ذات اﻟﺸﺪة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة دراﺳﺔ واﻋﻴﺔ وﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺮق
ﻣﺘﻌﺪدة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ اﻗﺘﺮح اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻴﺪﻓﻴﺪوف Medvedev.S.Vﻋﻼﻗﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻻرﺗﺒﺎط
ا ﺴﺎﺣﻲ ﺑ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺧﻄﻮط اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴﺎوﻳﺔ وﻫﻜﺬا اﺳـﺘـﻌـﻤـﻞ اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ
)×٧( ا. م ﻏﻮرﺑﺎﺟﻮف. اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ١٨٩١.
09
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﻌﻴ اﻟﻌﻤﻖ:
3S2 - S
7=H
إذ إن:
-Hﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال.
٢ Sـ ا ﺴﺎﺣـﺔ اﶈـﺼـﻮرة ﺑـ ﺧـﻂ اﻻﻫـﺘـﺰاز ا ـﺘـﺴـﺎوي اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ واﻟـﺒـﺆرة
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ.
٣ -Sا ﺴﺎﺣﺔ اﶈﺼﻮرة ﺑ ﺧﻂ اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴﺎوي اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﺒﺆرة.
ﺷﻜﻞ )٣٣(
ﺧﻄﻮط اﻻﻫﺘﺰازات ا ﺘﺴﺎوﻳﺔ
اﻟﺸﺪة ﻟﺰﻟﺰال ﻋﺸﻘﺒﺎد ٨٤٩١
ﻓﻠﻮ ﻃﺒﻘﻨﺎ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻋﻠﻰ زﻟﺰال ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺸﻘﺒﺎد ا ﺸﻬﻮر اﻟﺬي ﺣﺪث
ﻓﻲ اﻛﺘﻮﺑﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم ٨٤٩١ ﻟﺮأﻳﻨﺎ أن ﻣﺴﺎﺣﺔ )9 (Sﺗﻌﺎدل ٠٠٥ﻛﻢ٢ و ٨٢٢٠٠=Sﻛﻢ٢
)ﺷﻜﻞ ٣٣( وﻟﻮ ﻃﺒﻘﻨﺎ اﻷرﻗﺎم اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺣﺴﺐ ا ﻌﺎدﻟﺔ ﻟﺮأﻳﻨﺎ أن ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة
ﻳﻌﺎدل ٢١ﻛﻢ. ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﻼﻗﺔ أﺧﺮى ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻫﻲ:
2
)1 + 2F = 1,5 + 3 log ( r
H
ﳒﺪ ﻫﻨﺎ أن
-Fﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ.
-rﻗﻄﺮ ا ﺴﺎﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻌﺮ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ.
-Hﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة.
19
اﻟﺰﻻزل
وﻟﻜﻦ إن ﻛﺎﻧﺖ ا ﺴﺎﻓﺔ اﻟﺒﺆرﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮة وﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺤﻄﺔ رﺻﺪ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ
ﻟﻠﻘﻴﺎس ﻜﻦ أن ﲢﺪد ﻋﻤـﻖ اﻟـﺒـﺆرة إذا ﻣـﺎ أﺧـﺬﻧـﺎ ﺑـﻌـ اﻻﻋـﺘـﺒـﺎر اﻷﻣـﻮر
اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ) (Vاﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺴﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج ) (Pو ) (Sزﻣﻦ وﺻﻮﻟﻬﺎ
ﻣﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ إﻟﻰ اﶈﻄﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ و )∆( ا ﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
إﻟﻰ اﶈﻄﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﺗﻄﺒﻖ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
2∆ - 2)H = (tVP
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺎول ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻋﺘﻤـﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ
ً
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺟﺪران ا ﻨﺎزل وﻋﻠﻰ اﻟﺰواﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻄﺢ اﻷرض.
ﻓﺈذا ﻣﺎ ﻣﺪت ﻫﺬه اﻟﺸﻘﻮق ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ وﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﻣﻌـ .
وﻫﻨﺎ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. وﻫﻜﺬا ﻧﺸﺎﻫﺪ أن اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻟﻢ ﺗﺼﻞ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ
ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺪﻗﺔ ا ﻄﻠﻮﺑﺔ. وﻟﻜﻦ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن أﻛﺜﺮﻫﺎ دﻗﺔ ﺗﻠﻚ اﻟﺘـﻲ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﺤﻄﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﻣـﻮﺛـﻮﻗـﺔ. أﻣـﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت
اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻓﺤﻈﻬﺎ ﻣﻦ اﻟـﺪﻗـﺔ أﻗـﻞ. ﻓـﻤـﺜـﻼ ﳒﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺰﻟـﺰال ﻋـﺸـﻘـﺒـﺎد
ً
اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬﻛﺮ أن اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ أﻋﻄﻰ اﻟﺮﻗﻢ ٢١ﻛﻢ واﻻ^ﺧﺮ ٥١
واﻟﺜﺎﻟﺚ ٥٢ﻛﻢ. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺒﺆر ﻗـﺪ ﺗـﻜـﻮن ﻋـﻤـﻴـﻘـﺔ ﺗـﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ
)٠٠١(ﻛﻢ وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻗﻠﻴﻠـﺔ ﻗـﺪ ﺗـﻨـﺨـﻔـﺾ إﻟـﻰ ﻋـﻤـﻖ )٠٠٦ـ ٠٠٨(ﻛـﻢ. وﻳـﺮﻳـﻨـﺎ
اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋﺪد اﻟﺰﻻزل وﻣﻘﺪار ﻋﻤﻘﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎ ﺎن ﻏﻮﺗﻴﻨﺒﺮغ
ورﻳﺨﺘﺮ ﻋﺎم ١٤٩١ ﻟﻠﻔﺘﺮة )٦٠٩١ ـ ١٤٩١(.
اﻟﻌﻤﻖ ﺑﺎﻟﻜﻢ
٠٠١
٠٥١
٠٠٢
٠٥٢
٠٠٣
٠٥٣ -
ﻋﺪد اﻟﺰﻻزل
٨٧١
٩٠١
٢٨
٦٤
٣٢
٢٣ -
اﻟﻌﻤﻖ ﺑﺎﻟﻜﻢ
٠٠٤
٠٥٤
٠٠٥
٠٥٥
٠٠٦
٠٥٦ ٠٠٧
اﻟﻌﺪد
٦٣
٣١
٣٢
٥٢
٩٣
٧
٩١
وﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ اﳉﺪول ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻋﺪد اﻟﻬﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ)×٨( ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﻋﻤﻖ
اﻟﺒﺆر اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. واﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ذﻟﻚ )ﺷﻜﻞ٤٣(.
)×٨( ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻴﻒ ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
29
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻋﺪد اﻟﺒﺆر
ﺷﻜﻞ )٤٣(
ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻋﺪد اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻤﻖ
زﻻزل ﻛﺒﻴﺮة وأﺧﺮى ﺻﻐﻴﺮة:
ﺗﺘﺴﻢ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ذات أﺑﻌﺎد ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻛﺜﻴﺮا. ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻛﺜﺮ اﻟﻈﻮاﻫﺮ
ً
اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ذات ﻣﻘﺎﺳﺎت ﻣﺤـﺪودة. ﻓـﺎﻟـﻔـﺎرق ﺑـ ﻗـﻄـﺮي أﻛـﺒـﺮ ﻗـﻄـﺮة ﻣـﻄـﺮ
وأﺻﻐﺮﻫﺎ ﺑﺴﻴﻂ ﺟﺪا. ﻛﻤﺎ أن اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ اﻟﺮﻋﺪﻳﺔ ﻻ ﻜﻦ أن ﲢﺼﺮ ﻓﻲ ﻋﺪة
ً
ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻷﻣﺘﺎر ا ﺮﺑﻌﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗـﺖ ﻻ ـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻓـﻲ ﳊـﻈـﺔ أن
ﺗﻐﻄﻲ ﻋﺸﺮات اﻻ^ﻻف ﻣﻦ اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ا ﺮﺑﻌﺔ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ﻓﺎﻷﻣﺮ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺎﻣﺎ. وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺗﺘﺮاوح أﺑﻌﺎد اﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺎ ﺑ
ً
ﺑﻀﻊ ﻣﻠﻠﻴﻤﺘﺮات وﻋﺸﺮات اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات اﻣﺘـﺪادا أﻓﻘﻴﺎ وﺑﺎﻃﻨﻴﺎ وﻳﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ
ً
ً
ً
اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ.
ﻧﺮى أن ﻃﻮل اﻟﺒﺆرة ﻗﺪ ﻻﻳﺘﺠﺎوز )١٠٬٠ ﻣﻦ اﻟﻜﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ٠٠٠١ﻛﻢ
ي اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ. وأﺻﻐﺮ ﺷﻖ ﻧﺘﺼﻮره ﻓﻲ ﻓﻠـﺰات ا ـﻌـﺎدن ٠١-٥٢ﺳﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ أﻛـﺒـﺮ
ﺷﻖ ﻧﻈﺮي ﻳﺼـﻞ إﻟـﻰ ٠١٤ﻛﻢ وﻫﻮ ﻛﻔﻴﻞ ﺑﺸﻖ اﻷرض إﻟﻰ ﻧﺼﻔـ واﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ١ .٢٩١٠ xوأﻛﺒﺮ ﺷﻖ ﻋﺮﻓﺘﻪ اﻷرض ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﻻﻳﺰﻳﺪ اﻣﺘﺪاده ﻋﻠﻰ
٠٠٠١/١ ﻣﻦ ﻗﻄﺮ اﻷرض.
وﻟﻮ ﺗﺼﻮرﻧﺎ اﻷرض ﺗﻔﺎﺣﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻟﺮﺳﻢ أﻋﻈﻢ زﻟﺰال أرﺿﻲ ﺷﻘﺎ ﻃﻮﻟﻪ
ً
٠١ وﻋﻤﻘﻪ ٥٬١ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻻﻳﻬﺪد ﺎﺳﻚ اﻷرض.
39
اﻟﺰﻻزل
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑ ﺳﻤﺎت اﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﻀﻌﻴﻔﺔ
ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺰﻻزل
زﻻزل
ﺿﻌﻴﻔﺔ
ﻻ ﺗﻜﺎد
ﺗﺮﺻﺪﻫﺎ
أﺟﻬﺰة
اﻟﺮﺻﺪ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
زﻻزل
ﻋﺎدﻳﺔ
اﻟﻘﻮة
زﻻزل
ﻣﺪﻣﺮة
)زﻟﺰال
اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ
٠٦٩١(
)٢(
)٣(
)٤(
)٥(
١٠٬٠
٣
٠٠٠١
١/٠١٥
٠٠٣
٠١٥
١/٠١٠١
٧١
٠١
٢٥
٠١
٩١
١/٠١
-٣
٠١
٠١٢
١/٠١٦١
٠١-١
٣
٠١
٥
٠١
١٦
١/٠١
٠١٧
٠٣
١
١/٠١٧
٠١-٢
٠١
١
٠٥
٣
٠١
١/٠١٤
٩
١/٠١
-
٠٠٣
٠١٢
٥١
٠١
ﺣ ـ ـﺘ ـ ــﻰ
٠٠٠٢
٨١
٠١
-
)١(
اﻣﺘﺪاد اﻟﺒﺆرة
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻛﻢ
ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺸﻖ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ
ﻛﻢ٢
اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
)ﻋﺰم اﻟﻘﻮة(
ﻃﻮل ﻓﺘﺮة اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت
ﻓﻲ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺑﺎﻟﺜﻮاﻧﻲ
ﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﺗﺮدد اﻟﻬﺰات
ﻓﻲ اﻷرض ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﻋﺪد اﳊﻮادث ﻓﻲ
اﻟﺴﻨﺔ
ﻓﺘﺮة اﻻﻫﺘﺰاز ا ﻮﺟﻴﺔ
اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ
اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ﺳﻌﺔ اﻟﺰﺣﺰﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺆرة
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻢ
ﻣﺪى اﻟﺘﺴﺎرع ﻓﻲ اﻟﺒﺆرة
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
س/ﺛﺎ
اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
ﺑﺎﳉﻮل
49
٠١٬
-٥
٠١٣
٠١
٠١-٦
اﻟﻌﻼﻗﺔ
ﺑ
أﺿﻌﻒ
اﻟﺰﻻزل
)ﻣﻘﺎرﻧﺔ(
ﺑﺄﺷﺪﻫﺎ
٦١
١/٠١
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
إن اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﻢ اﻟﺰﻻزل اﻣﺘﺪادا وﻋﻤﻘﺎ وﺷﺪة ﻳﻮﺿﺢ ﺑﺄن
ً
ً
ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻧﺸﺎء ﺑﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺪم وﺗﺨﺮﻳﺐ ﻟﻘﺪ
ﺑﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ ﻧﺎﺟﻌﺔ ﻌﺮﻓﺔ ﻗﻮة اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ا ﺪﻣﺮة ﻫﺬه. وﺗﻮﺻﻠﻮا
إﻟﻰ ﻣﺤﺎوﻻت ﻣﻮﻓﻘﺔ ﻹﻋﻄﺎء ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ ﻋﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
ﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ﺗـﺮﺗـﺒـﻂ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة ﺑـﺤـﺠـﻢ واﻣـﺘـﺪاد اﻟـﺒـﺆرة
اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. وﻟﻘﺪ ﺗﻌﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻃﻮﻳـﻼ ﻓﻲ ﻗﻴﺎس ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ووﺿﻌﻮا ﻃﺮﻗـﺎً
ً
ﻣﻌﻘﺪة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻐﺮض وﻟﻜﻦ ا ﻄﻠﻮب ﻫﻨﺎ اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎس وذﻟﻚ
ﺑﺎﻟﻘﺪر اﻟﺬي ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻪ اﻟﻈﺮوف اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. وﻟﻜﻲ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻴﺰ ﺑ اﻟﺰﻟﺰال
اﻟﻘﻮي ا ﺪﻣﺮ واﻟﻀﻌﻴﻒ ﻏﻴﺮ ا ﺆﺛﺮ ﻛﺎن ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪم ﺗﻘﻨﻲ وﻣﻌﺮﻓﻲ واﺳﻊ
ﻋﻦ اﻷرض وﻃﺮق دراﺳﺘﻬﺎ. وﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن ا ﺎﺿـﻲ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﺒـﺆر
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ اﻛﺘﻔﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺪراﺳﺔ وﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﻮة اﻟﺰﻻزل
ﻼﺣﻈﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻟﻠﺰﻻزل. وﻫﻜﺬا ﻇﻬﺮت ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻈﻬﺮت ﻗﻴﺎﺳﺎت ﺳﺒﺎﻋﻴﺔ اﻟﺪرﺟﺎت)×٩( وﻋﺸﺎرﻳﺔ واﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮﻳﺔ.
وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ا ﻌﺮوف اﻻ^ن أن دراﺳـﺔ ﺷـﺪة اﻟـﺰﻟـﺰال وﻗـﻴـﺎﺳـﻪ ودراﺳـﺔ ﻛـﻨـﻪ
اﻟﺰﻟﺰال وﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﻮاﺣﺪ. ﻛﻤﺎ أن ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺷﺪة أو ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻇﺎﻫﺮة
ﻣﺎﻟﻴﺲ ﺑﺎ ﺴﺄﻟﺔ اﻟﻬﻴﻨﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺗﻄﻮرت اﻟﻔﻴﺰﻳـﺎء اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ ﺧـﻼل ﻧـﺼـﻒ اﻟـﻘـﺮن ا ـﺎﺿـﻲ ﺑـﺸـﻜـﻞ
ﻣﻠﺤﻮظ. إذ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ دراﺳﺔ اﲡﺎﻫﺎت وﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻓﻲ
ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. وﻛﺸﻔﺖ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻘﺼﺎءات اﻟﻜﺜﻴـﺮ ﻣـﻦ أﺳـﺮار ﺑـﻨـﻴـﺔ اﻷرض
وﺑﻨﺎﺋﻬﺎ وذﻟﻚ اﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻣﻮاج وﺗﺒﺎﻳﻦ ﺳﺮﻋﺎﺗﻬﺎ واﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ
ً
وأوﻗﺎت وﺻﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ. ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ. وﻟﻜﻲ ﻧﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﺸﻖ واﻻﻧﺸﻄﺎر اﻟﺼﺨﺮي
اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻣﻌـﺮﻓـﺔ ﻣـﻨـﺤـﻰ ) ـﻮج( ﺳـﻄـﺢ اﻟـﺘـﺮﺑـﺔ ﻋـﻨـﺪ ﻗـﺪوم اﻷﻣـﻮاج
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺣﻮال ﺑﺄﺑﻌﺎد اﻟﺒﺆرة وﺣـﺠـﻤـﻬـﺎ
واﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ. وﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﻟﻢ ﺗـﺘـﻤـﻜـﻦ اﻟـﻔـﻴـﺰﻳـﺎء
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس ﻣﻘـﺪار ﻗـﻮة اﻟـﺰﻟـﺰال. ﻣـﻊ أن ﻓـﻜـﺮة ﺗـﺼـﻨـﻴـﻒ اﻟـﺰﻻزل
ﺣﺴﺐ ﻣﻘﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ واﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻇﻬﺮت وﻟﻜـﻦ
ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﻟﻢ ﲡﺪ اﻟﻨﻮر واﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺣﺘﻰ ﻋـﺎم ٣٥٩١ وذﻟـﻚ ﻋـﻠـﻰ ﻳـﺪ ﻋـﺎﻟـﻢ
)×٩( أ. أ. ﻧﻴﻜﻮﻧﻮف. اﻟﺰﻻزل ا ﺎﺿﻲ وا ﻌﺎﺻﺮة واﻟﺘﻮﻗﻊ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٨٧٩١
59
اﻟﺰﻻزل
ﻓﻴﺰﻳﺎء اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ رﻳـﺨـﺘـﺮ ) (Ch. Richterوﺗﻠﻤﻴﺬه اﻟـﻼﻣـﻊ
ب. ﻏﻮﺗﻴﻨﺒﻴﺮغ ) (B. Gottinbergوﺗﻼﻣﺬﺗﻪ.
ﻟﻘﺪ وﺿﻊ اﻟﻌﺎ ﺎن اﻷﺳﺲ اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﳉﺪﻳﺪة.
وﻟﻘﺪ ﻋﻤﺪا إﻟﻰ دراﺳﺔ أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮةﻟﻠﻠﺘﺴﺠﻴﻼت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ أﻣﺮﻳﻜﺎ ودول
أﺧﺮى. ورﺟﻌﺎ إﻟﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﺮات اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎ ﻴـﺔ. وﻣـﻦ ﺛـﻢ ﺧـﺮﺟـﻮا
ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﻜﺘﺎب ﻗﻴﻢ أﺣﺪث ﺛﻮرة ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ا ﻌﺮﻓـﺔ اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ واﻟـﻜـﺘـﺎب اﺳـﻤـﻪ
»اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻷرﺿﻴﺔ«. ﳒﺪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب دراﺳﺔ ﺣﻮاﻟﻲ )٠٠٥٤(ﻫﺰة أرﺿﻴﺔ
ﻋﻨﻴﻔﺔ وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑ )٢٠٩١ و ٣٥٩١(. وﻟﻘﺪ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻘﻴﻤﺔ
اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ا ﻌﺒﺮة ﻋﻦ ﺷﺪة اﻹﺷﻌﺎع اﻟﺒﺆري. وﺑﻜﻠﻤـﺔ أﺧـﺮى اﻟـﺘـﻌـﺮف ﻋـﻠـﻰ
ﻣﻘﺪار اﻟـﺰﻟـﺰال أو ) (Magnitudeﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮة اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ.
وﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أﺧﺬت ا ﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء
اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺪار اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ. وﻟـﻘـﺪ ﻛـﺎﻧـﺖ
ﻣﻌﻄﻴﺎت رﻳﺨﺘـﺮ وﻏـﻮﺗـﻴـﻨـﺒـﻴـﺮغ ﻣـﻮﺿـﻮع دراﺳـﺔ ﺟـﺎﻣـﻌـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻴـﺎ ﻓـﻲ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ
ﻟﻴﻨﻴﻨﻐﺮاد)×٠١( ﻋﺎم ٣٥٩١ وأﺛﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻋﺘﺮف ﺼﺪاﻗﻴﺔ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ اﻟﻌﺎ ﺎن
اﻟﺴﺎﺑﻘﺎن وﺑﺪء ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻪ ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
ﺗﻮﺻﻞ ﻟﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ واﻟﺘﺸﻴـﻚ ﻓـﻲ ﻋـﺎم ٢٦٩١ إﻟـﻰ وﺿـﻊ
ﻣﻘﻴﺎس ا^ﺧﺮ ﺳﻤﻲ ﻘﻴﺎس ﻣﻮﺳﻜﻮ ـ ﺑﺮاغ وﻫﻮ ﻣـﻘـﻴـﺎس اﻧـﺒـﺜـﻖ ﻣـﻦ أﻓـﻜـﺎر
وﻣﻌﻄﻴﺎت رﻳﺨﺘﺮ. وﻳﻌﺘﺒـﺮ ﻣـﻘـﻴـﺎﺳـﺎ ﻣﺘﻄـﻮرا وﻣﻌﺘﻤﺪا ﻋﺎ ـﻴـﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻗـﺒـﻞ
ً
ً
ً
اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ. واﻟﺴﺆال اﻻ^ن ﻣﺎذا ﻧﻌﻨﻲ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻣﻘﺪار أو ﻣﺎﻏﻨﻴﺘﻴﻮد
) .(Magnitudeو ﺎذا اﻋﺘﻤﺪت وﺻﻠﺤﺖ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ أو اﻟﻔﻜﺮة ﻟﻠﺘﻌﺒﻴـﺮ ﻋـﻦ
ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰال? ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻛﻴﻒ ﲢﺪﻳﺪ ﻗﻴﻤـﺔ ﻫـﺬا ا ـﻘـﺪار. إﻧـﻬـﺎ ﻗـﻴـﻤـﺔ أو
ﻣﻘﺪار ﺷﺮﻃﻲ. وﻃﺒﻴﻌﺔ ا ﻘﻴﺎس ﻻﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﺜﻴﻼﺗﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺘﺪرج اﻷرﻗـﺎم.
اﻟﺼﻔﺮ ﻓﻲ ا ﻘﻴﺎس ﲢﺪﻳﺪه ﻣﺼﺎدﻓـﺔ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ. وﻟﻜﻦ ا ﻔﻬﻮم اﻟﻔﻴـﺰﻳـﺎﺋـﻲ
ً
ﻟﻠﺼﻔﺮ ﻫﻨﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻣﻔﻬﻮﻣﻪ اﳊﺴﺎﺑﻲ. ﻓﺎﻟﺼﻔﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ
أﻗﻞ ﺷـﺄﻧـﺎ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة اﻟﺼﻔـﺮ ا ـﺌـﻮي اﳊـﺮاري ) (٠=Tcوﻓﻲ اﻟﻮاﻗـﻊ أن ﻓـﻜـﺮة
ً
اﻟﺼﻔﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘﺮ ﻫﻮ ذﻟـﻚ ا ـﻘـﺪار ﻣـﻦ اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﻟـﺬي
ﻜﻦ أن ﻳﺴﺠﻠﻪ ﺟﻬﺎز ﺗﺴﺠﻴﻞ وود ـ أﻧﺪرﺳﻮن)×١١( )٠٠٨٢(Wood - Andrson x
ً
)×٠١( ﺑﻄﺮﺳﺒﻮرغ ﺣﺎﻟﻴﺎ
)×١١( ﻳﻮ ﻳﻮﺳﻴﻔ اﻟﺰﻻزل واﻟﻜﻮارث واﻹﻧﺴﺎن ﻣﻮﺳﻜﻮ ٤٨٩١.
69
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ )٠٠١( ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻜـﻞ ﻧـﺒـﻀـﺎت ﺗـﻈـﻬـﺮ
ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ وﺑﻌﺒﺎرة أﺳﻬـﻞ ﻧـﺮى أن ا ـﻘـﺪار ﻣـﻦ ﻗـﺒـﻞ أﺣـﺪ
واﻟﺬي ﻳﺤﺪث ﺷﻘـﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ أﺑﻌﺎده )٠٣-٠٥م( أي ﺴﺎﺣـﺔ
ً
)٠٠٥١(م٢ وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﺣﺮﻛﺔ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻋﻠﻰ )١٠٬٠( .
وﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ا ﻘﺪار ﺣﺴﻴﺎ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻧﺘﺸﺎر اﻷﻣﻮاج
ً
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ا ﻤﻜﻦ رﺻﺪﻫﺎ وﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﻓﻲ أﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪ.
وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أن ا ﻘﺪار أو ﻣﺎ ﻳﺮﻣﺰ ﻟﻪ ﺑﺤﺮف ) (Mﻗﻴﻤﺔ ﺷﺮﻃﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ
ﻋﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﺘﺤﺮرة وا ﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻠﻮﻏﺎر اﻟﻌـﻼﻗـﺔ أو اﻻرﺗـﺒـﺎط ﺑـ ﺳـﻌـﺔ
اﻻﻫﺘﺰاز ﻓﻲ ا زﻟﺰال ﻣﺎ ﻣﻮﺿﻮع ﻟـﺪراﺳـﺔ )’ (Aوﺳﻌﺔ اﻻﻫﺘﺰاز ﻓﻲ اﻟـﺰﻟـﺰال
ا ﻌﻴﺎري أي )0 = (Mﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
’M = Log A
A
إذ ﻧﺮى أن - Mﻣﻘﺪار اﻟﺰﻟﺰال.
’ -Aﺳﻌﺔ اﻻﻫﺘﺰاز ﻓﻲ اﻟﺰﻟﺰال ا ﻄﻠﻮب ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻘﺪاره.
-Aﺳﻌﺔ اﻻﻫﺘﺰاز ﻓﻲ اﻟﺰﻟﺰال ذي ا ﻘﺪار اﻟﺼﻔﺮ أي
-Logﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ﻫﻜﺬا ﳒﺪ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺎ ﺳﺒﻖ أﻧﻨﺎ ﻗﺪ اﻧﺘﻘﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس ﺳﺮﻋﺔ وزﻣﻦ
اﻷﻣﻮاج إﻟﻰ ﻗﻴﺎس اﻟﺴﻌﺔ. وﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻟﺘﻌﺎﻣـﻞ ﻟـﻴـﺲ ﻣـﻊ ﺣـﺮﻛـﻴـﺔ اﻷﻣـﻮاج
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ )دﻳﻨﺎﻣﻴﻚ(. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺘﻜﻠـﻢ
ﻋﻦ اﻟﻘﻮى ا ﺆﺛﺮة ﻓﻲ ﻣﺼﺪر اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻜـﻠـﻢ
ﻋﻦ ﻃﺎﻗﺔ اﻷﻣﻮاج.
إن أﺣﺪاﺛﻴﺎت اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ وﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة وﻣﻜﺎن ﺗﻮﺿﻊ اﻟﺸﻖ أو اﻟﺼﺪع
ﻛﻠﻬﺎ ﻗﻴﺎﺳﺎت ﲢﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ا ﻘﺪار ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻗﻴﺎس ﺣﺮﻛﻲ
ﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰال اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ.
إن ﻣﺄﺛﺮة رﻳﺨﺘﺮ ﺜﻠﺖ ﺑﺄﻧﻪ أوﺟﺪ وﺣﺪة ﻗﻴﺎس ﻗﺪ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ
ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻣﻘﺪار اﳊﺮﻛﺔ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ وﺳﻌﺔ اﻻﻫﺘﺰاز وإ ﺎ ﻓـﻲ ﲢـﺪﻳـﺪ اﻟـﻘـﻴـﻤـﺔ
اﻟﻌﺸﺮﻳﺔ اﻟﻠﻮﻏﺎر ﻴﺔ ﻟﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻌﻤﻠﺖ اﻟﻄﺮق اﻟﻠﻮﻏﺎر ﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻴﺎﺳﺎت أﺧﺮى ﻛﻘﻴﺎس ﺷﺪة ﺗﺄﻟﻖ
اﻟﻨﺠﻮم. وأﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﺒﻴﻖ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣـﻦ أن اﻟـﺒـﺎﺣـﺚ اﺳـﺘـﻄـﺎع أن ﻳـﺤـﺼـﺮ
ﺟﻤﻴﻊ درﺟﺎت اﻟﺰﻻزل ﻣﻦ أدﻧﺎﻫﺎ ﻗﻮة إﻟﻰ أﺷﺪﻫﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮا ﻓﻲ ﻣﻘﻴﺎس ﺗﺮاوﺣﺖ
ً
79
اﻟﺰﻻزل
ﻣﻘﺎدﻳﺮه ﺑ اﻟﺼﻔﺮ و ٥٬٨-٩ ﻣﺎﻏﻨﻴﺘﻮد. أو )٩ - ٥٬٨: 0= .(Mﻛﻤﺎ أﻧﻪ وﻛﻤـﺎ
ﺗﻮﺿﺢ ﻻﺣﻘﺎ أن ﻗﻴﺎس ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻻزل وﺷﺪة ﻫﺬا اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻴﻤﻴـﺔ
ً
ﻛﺬﻟﻚ )أي أن اﻟﺪرﺟﺎت ﻻﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻃﺮدا ﻣﻊ اﻟﺘﺴﺎرع وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻤﻬﺎ.
ً
ﻟـﺘـﻘـﺪﻳــﺮ ﻗ ـﻴ ـﻤــﺔ ) (Mﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ ﻗـﻴـﺎس ﻣـﺪى اﻟ ـﺘــﺄرﺟــﺢ وﻣــﻦ ﺛ ـﻤــﺔ ﲢــﺪﻳــﺪ
ﻟﻮﻏﺎرﻳـﺘـﻤـﻪ)×٢١(. ﻓﻠﻮ أن ﻣﺪى اﻟـﺘـﺄرﺟـﺢ ا ـﻮﺟـﻲ ﻷي زﻟـﺰال ﻛـﺎن واﺣـﺪا ﻓﻲ
ً
أﻧﺤﺎء اﻷرض ﻻﻛﺘﻔﻴﻨﺎ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ا^ﻧﻔﺎ. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن ﻣﺪى اﻟﺘﺄرﺟﺢ
ً
ا ﻮﺟﻲ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻃﺮدا ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. ﻟﺬا ﻳﺠﺐ
ً
أن ﻧﺮاﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎس ﻫﺬه اﳊﻘﻴﻘﺔ. وﳊﺴﻦ اﳊﻆ أن ﻗﺎﻧﻮن ﻫﺬا اﻟﺘﻨﺎﻗﺺ
واﺣﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﻞ أﺷﻜﺎل اﻟﺰﻻزل. و ﻜـﻦ ﲢـﺪﻳـﺪه ﲡـﺮﻳـﺒـﺎ. وذﻟﻚ إذا ﻣـﺎ
ً
ﻋﺎﳉﻨﺎ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﺤﻄﺎت ﻋﺪﻳﺪة وﺑﻴﻨﺎ ﺗﺎﺑﻌﺎ ﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻤﻴﺎ )”∆ ”* (LgAﻣﻌﻴﺎرﻳﺎ.
ً
ً
ً
وﻟﻘﺪ أوﺿﺢ ﻛﻞ ﻣﻦ رﻳﺨﺘﺮ وﻏﻮﺗﻴﻨﺒﻴﺮغ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﺘـﻮاﺑـﻊ ﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻒ اﻷﻣـﻮاج
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻟﻜﻦ ﺗﺒ أن ﻫﺬه اﻷﺷﻜﺎل وﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻤﺎﺗﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺣﺴﺐ ﻧﻮﻋﻴﺔ
اﻷﻣﻮاج )ﻃﻮﻟﻴﺔ ﻋﺮﺿﻴﺔ ﺳﻄﺤﻴﺔ( وﺣﺴﺐ ﺑﻌﺪﻫـﺎ ﻋـﻦ اﻟـﺒـﺆرة اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ.
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻘﺪ ﺗﻄﻮرت ﻫﺬه اﻷﺷﻜﺎل ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء وﻫـﺬا ﻣـﺎ
ﳒﺪه ﻓﻲ ﻣﻘﻴﺎس اﻟﺰﻻزل ا ﻮﺳﻜﻮﻓﻲ اﻟﺒﺮاﻏﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﺒـﺪو أﻛـﺜـﺮ دﻗـﺔ ﻣـﻦ
ﻣﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘﺮ ﻷﻧﻪ أﻛـﺜـﺮ ﺗـﻄـﻮرا وأﺣﺪث ﻣﻨﻪ ﺗﻄﺒﻴـﻘـﺎ. ﺣﺴﺎب ا ﻘـﺪار أﻣـﺮ
ً
ً
ﺳﻬﻞ )ﺷﻜﻞ٥٣(. ﻟـﻨـﻔـﺘـﺮض أن ﺳـﻌـﺔ اﻷﻣـﻮاج اﻟـﺴـﻄـﺤـﻴـﺔ ﺗـﻌـﺎدل )٥٤١(mkm
وﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻢ ﺳﻌﺔ ) (LGAﻳﻌﺎدل )61,2 .(mkmواﻟﻔﺎرق ﺑ ﳊﻈﺔ ﻗﺪوم اﻷﻣﻮاج
) Pو (Sﺗﻌﺎدل ﻣـﺜـﻼ ﺛﻼث دﻗﺎﺋﻖ و ١١ ﺛﺎﻧﻴﺔ. واﻧـﻄـﻼﻗـﺎ ﻣﻦ ﺟﺪاول ﺳـﺮﻋـﺔ
ً
ً
ﺣﺮﻛﺔ اﻷﻣﻮاج ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. وﻳﻌﺎدل اﻟﺒﻌﺪ ﻫﻨﺎ )٠٣٩١(ﻛﻢ.
ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﺘﺎﺑﻊ اﻟﻜﺎﻟﻴﺒﺮوﻧﻲ ) (Calibreا ﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺒﻌﺪ ﻳﻌﺎدل )٤٣٬٤(
أي )٤٣٬٤ = ∆* .(LgAواﻻ^ن ﻜﻦ اﻋـﺘـﻤـﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧـﺎه ﺣـﺴـﺎب ﻗـﻴـﻤـﺔ
ً
ﻣﻘﺪار ) (Mاﻟﺰﻟﺰال اﺳﺘﻨﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ:
ً
=)∆( *) M = LgA + LgAﻣﻘﺪار(
٥٬٦ = ٤٣٬٤ + ٦١٬٢
أي إن ﻣﻘﺪار اﻟﺰﻟﺰال )٥٬٦ = (M
)×٢١( اﻟﻠﻮﻏﺎرﻳﺘﻢ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻘﻄﻌ ) (logosﻋﻼﻗﺔ و ) (arithmosﻋﺪد. ﻓﻬﻮ ﻣﺆﺷﺮ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ
ﻣﻌﻴﻨﺔ رﻳﺎﺿﻴﺔ أو ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ. ﻓﻤﺜﻼ )2=001 (Logوذﻟﻚ إذا ﻣﺎ اﺗﺨﺬﻧﺎ اﻟﺮﻗﻢ ﻋﺸﺮة أﺳﺎﺳﺎ ﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻤﻴﺎ
ً
)٠١(٢
89
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
0001
61,2 = lgA
001
7
5,6
01
6
10000 ∆, km
5
0001
01
001
1
4
1,0
3
10,0
2
100,0
1
43,4 = )∆(lgA
0
1000,0
10000,0
ﺷﻜﻞ )٥٣(
ﻣﺒﺪأ ﲢﺪﻳﺪ ا ﻘﺪار ) (Mﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰﻟﻴﺔ
∆- ا ﺴﺎﻓﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺒﺆرة.
-Lgﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻢ ) Aا ﺪى(
99
اﻟﺰﻻزل
ﻜﻨﻨﺎ ﻗﻴﺎس ﻣﺪى ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﺑﺜﻘﺔ ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ
ﺷﺮﻳﻂ اﻟﺘﺴـﺠـﻴـﻞ ) (Seismogrmusاﻷﻣﻮاج( ) Pو .(Sﻛﻤﺎ ﻧﺴﺘﻄـﻴـﻊ ﲢـﺪﻳـﺪ
اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺒﺆري اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ واﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ اﳉﺪاول ا ﺘﺨﺼﺼﺔ وﻋﻠﻰ
ً
ﻗﻴﻢ اﻟﺘﺎﺑﻊ اﻟﻜﺎﻟﻴﺒﺮوﻧﻲ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﻘـﻴـﺲ ﻗـﻴـﻢ ) (Mاﻋﺘﻤـﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴـﺎت
ً
ﻣﺤﻄﺔ واﺣﺪة. وﺳﻬﻮﻟﺔ ﻗﻴﺎس ) (Mﻫﻲ اﻟﺘﻲ أﻋﻄﺖ ﻟﻔﻜﺮة ا ﻘﺪار اﻻﻧﺘﺸﺎر
اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ واﻟـﺘـﻄـﺒـﻴـﻘـﻲ اﻟـﻮاﺳـﻊ. أﻣـﺎ إذا ﻟـﻢ ـﻜـﻦ ﻗـﻴـﺎس ﻗـﻴـﻢ ا ـﻘــﺪار )(M
ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔاﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﺪد ﻗﻴﻤﺔ ) (Mﻣﺴﺘﻌﻤﻠ اﻟﺸﻜﻞ ا ﺒﺴﻂ
اﻟﺘﺎﻟﻲ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﻧﻮﻣﻮﻏﺮام )) (Nomogrammﺷﻜﻞ ٦٣(.
000001
00001
8
0001
7
6
001
ا ﻘﺪار
5
4
3
1
2
1,0
1
10,0
0
ا ﺴﺎﻓﺔ اﻟﺒﺆرﻳﺔ )ﻛﻢ(
01
∆i
00001
0007
0005
0003
0002
0001
007
005
003
002
001
07
05
03
02
01
ﺷﻜﻞ )٦٣(
ﻧﻮﻣﻮﻏﺮام )ﺷﻜﻞ( ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻗﻴﻤﺔ ا ﻘﺪار )(M
-Aﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ∆- اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﺆرة.
001
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
وﻳﺘﺄﻟﻒ اﻟﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﺤﻮر ﻓﻲ اﻟﻴﺴﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺪرﺟﺎت ﺜﻞ اﻟﺒﻌﺪ اﻟـﺒـﺆري
ﻟﻠﺰﻟﺰال . وﻣﻦ ﻣﺤﻮر أ ﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺳﻌﺔ اﻷﻣﻮاج اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ وﻳﺤﺪد ﻣﺪى ﲢﺮك
ﺟﺰﺋﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ. وأن اﻟﻮﺻﻞ ﺑ اﻟـﺒـﻌـﺪ اﻟـﺒـﺆري ﻓـﻲ اﶈـﻮر اﻷﻳـﺴـﺮ ﻣـﻊ ﻣـﺎ
ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﻣﻦ ﺳﻌﺔ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻳﻌـﻄـﻴـﻨـﺎ ﻗـﻴـﻤـﺔ ا ـﻘـﺪار ).(M
وا ﻤﺜﻞ ﻫﻨﺎ ﺤﻮر ا^ﺧﺮ ﻳﻘﻊ ﺑ اﶈﻮرﻳـﻦ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـ . ﻓـﻠـﻮ ﻛـﺎﻧـﺖ ا ـﺴـﺎﻓـﺔ
اﻟﺒﺆرﻳﺔ )٢٠٠٠ =Diﻛﻢ( واﻟﺴﻌﺔ ا ﻮﺟﻴﺔ )٠٠١( ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ أن ﻣﻘﺪار )(٦٬٥ =M
وذﻟﻚ إذا ﻣﺎ وﺻﻠﻨﺎ ﺑ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺒﺆري واﻟﺴﻌﺔ ا ﻮﺟﻴﺔ ا ﺬﻛﻮرﻳﻦ.
ﻧﻼﺣﻆ ﺎ ﺳﺒﻖ أن ﻓﻜﺮة ا ﻘﺎدر ) (Mوﺳﻴﻠﺔ ﺳﻬﻠﺔ وﻣﻮﺛﻮﻗﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ
ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل. إﻻ أن ا ﻘﺪار ) (Mﻗﻴﻤﺔ اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋـﻲ
واﺿﺢ. ﻟﺬا ﻓﺎﻟﺴﺆال اﻻ^ن ﻫﻞ ـﻜـﻦ أن ﻧـﻘـﻴـﻢ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻣـﻮﺛـﻮﻗـﺔ ﺑـ ﻣـﻘـﺪار
اﻟﺰﻟﺰال واﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. إﻧﻪ أﻣﺮ ﻜﻦ وﻟﻜﻦ
ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻨﺴﻰ أن ﻗﻴﺎس ﻃﺎﻗﺔ اﻹﺷﻌﺎع ا ﻮﺟﻲ اﻻﻫﺘﺰازي ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ.
وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻘﻴﺲ ﺳﻌﺔ وزﻣﻦ اﳊﺮﻛﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺘﻤﻮﺟﻴﺔ ﻓـﻲ
ﻧﻘﺎط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺤﻄﺎت رﺻﺪ ﻣﺘﻌﺪدة.
واﺳﺘﻨـﺎدا إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻜﻦ أن ﻧﻘﻴﺲ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄـﺎﻗـﺔ اﻟـﻌـﺎﺑـﺮة ﻣـﻦ ﺧـﻼل وﺣـﺪة
ً
ا ﺴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﺎط اﻟﻘﻴﺎس وا ﺮاﻗﺒﺔ اﺨﻤﻟﺘﺎرة.
وﻫﺬا ﻳﻘﻮدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻳﺘﻮﺟﺐ
إﺟﺮاء اﺳﺘﻘﺼﺎءات ﺻﻌﺒﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ارﺗﺒﺎط ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟـﺒـﺆرة
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
وﻳﺮى ﻋﻠﻤﺎء اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ )اﻟﺰﻻزل( ﺣﺎﻟﻴﺎ أن ﻗﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻹﺷﻌﺎﻋﻴﺔ
ً
ﻣﻮﺟﻮدة ﺑ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﻦ:
5+LgE (j)= 1,5M
4+LgE (j)= 1,8M
إذ ﳒﺪ ﻫﻨﺎ أن : Lgـ ﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻢ E
اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ -Jﺟﻮل .Joule
-Mﻣﻘﺪار أو .Magnitude
ﻟﻘﺪ وﺿﻊ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺰﻻزل ب. ﻏﻮﺗﻴﻨﺒﻴﺮغ واﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ
اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ت.غ. راؤﺗﻴﺎن. وﺑﻌﺪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﺒ أن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻷوﻟﻰ ﻫﻲ اﻷﳒﻊ
ﻓﻲ ﻗﻴﺎس اﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ أﻓﻀﻞ ﻟﻠﺰﻻزل اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ.
101
اﻟﺰﻻزل
وﻣﻦ اﻟﻄـﺮﻳـﻒ أن ﻧـﺬﻛـﺮ أن اﳉـﻮل) (Jouleﻳﻌﺎدل اﺳـﺘـﻄـﺎﻋـﺔ واط واﺣـﺪ
ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﻓﻲ ﺛﺎﻧﻴﺔ واﺣﺪة وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ٠٠٦٣ﺟـﻮل ﻳـﻌـﺎدل ﻛـﻴـﻠـﻮواط ﺳـﺎﻋـﻲ
واﺣﺪ. وإذا ﻣﺎ أﺧﺬﻧﺎ ﻛﻤﺜﺎل زﻟﺰال ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻃـﺸـﻘـﻨـﺪ ﻟـﻌـﺎم ٦٦٩١ واﻟـﺬي ﺑـﻠـﻎ
ﻣﻘﺪاره )٣٬٥( وﻟﻮﻏﺎرﻳﺘﻢ ﻃﺎﻗﺔ أﻣﻮاﺟﻪ اﻻﻫﺘﺰازﻳـﺔ )٣١( ﻟـﺮأﻳـﻨـﺎ أن اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ
ا ﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ اﻟـﺒـﺆرة اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ﺗـﻌـﺎدل )٠١(٣١ ﺟﻮل أو )٨٬٢(ﻣﻠﻴـﺎر ﻛـﻴـﻠـﻮ واط
ﺳﺎﻋﻲ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺒ أن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﲢﺴﺐ ﺑﺎﻻﻳـﺮغ ) (Ergsواﳉﻮل. وأن
أﻳﺮغ واﺣﺪ ﻳﻌﺎدل )١( داﻳﻦ /Dyneﺳﻢ. واﳉﻮل ﻳﻌﺎدل )٠١(٧١ إﻳﺮغ.
ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﳊﺴﺎب اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻫﻨـﺎﻟـﻚ ﻃـﺮق ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ وﻣـﻦ أﺑـﺮزﻫـﺎ
وأﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ب.ب. ﻏﻮﻟﻴﺘﺴ وﻫﻲ:
a
) E = Π2 ϕv( T
إذ إن -Eاﻟﻄﺎﻗـﺔ - Vﺳﺮﻋﺔ اﻧﺪﻓﺎع اﻷﻣﻮاج ϕﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻌﻠـﻴـﺎ
ﻟﺼﺨﻮر اﻟﻔﺘﺮة اﻷرﺿﻴﺔ aـ ﻣﺪى اﻟﺰﺣﺰﺣﺔ -Tﻓﺘﺮة اﻟﺪور. ﺗﺸﻴﻌﺮ اﻷﺑﺤﺎث
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ إﻟﻰ أن ﻗﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﶈﺮرة ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳊﺪوث اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﺗﺘﺮاوح
ﺑ )٠١(٠١ اﻳﺮغ ) (M = Lو )٠١(٦٢ اﻳﺮغ أي ) .(M = gوأن اﻟﺰﻟﺰال اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ
٩ ﺻﻌﺒﺔ وﻧﺎدرة اﳊﺪوث وذﻟﻚ ﻷن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺸﺪ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﻻﺗﺴﻤﺢ ﺑﺒﻠﻮغ ﻫﺬا ا ﻘﺪار. إذ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺸﻘﻮق وﺗﺘـﺪاﻋـﻰ اﻟـﺼـﺨـﻮر
ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ا ﻘﺪار ا ﺬﻛﻮر.
وﻟﻜﻲ ﺗﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ اﻟﺮؤﻳﺔ ﻳـﻜـﻔـﻲ أن ﻧـﺬﻛـﺮ أن ﻗـﻮة اﻟـﺰﻻزل ا ـﺪﻣـﺮة ﺗـﺰﻳـﺪ
ﻼﻳ ا ﺮات ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺬرﻳﺔ ا ﻌﻴﺎرﻳﺔ. وﻳﻌﺘﻘـﺪ أن زﻟـﺰال ا^ﺳـﺎم
) (Assamﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ واﻟﺬي ﺣﺪث ﻋﺎم ٠٥٩١ ﻟﺮ ﺎ ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﻣﻘﺪاره )٩( درﺟﺎت
ﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘﺮ. و ﻜﻦ اﻟـﻘـﻮل إﻧـﻪ ﻟـﻢ ﻳـﺴـﺠـﻞ ﻣـﻦ ٠٠٩١ زﻟـﺰال ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ
)٥٬٨( إﻻ أن زﻟﺰال ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ ا ﺪﻣﺮ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻋـﺎم ٥٥٧١ ﻗـﺪ ﻓـﺎق ا ـﻘـﺪار
اﻟﺴﺎﺑﻖ إذ ﺷﻌﺮت ﺑﻪ ﻧﺼﻒ ﻣﺴﺎﺣﺔ أوروﺑﺎ. وﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﻘﺪاره ﺑﻠﻎ٩درﺟﺎت.
وﻫﻜﺬا ﻧﺸﺎﻫﺪ أن ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺗﻌﺘﻤـﺪ أﺳـﺎﺳـﺎ ﻋﻠـﻰ
ً
ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﺘﺤﺮرة ﻣﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ ﻫﻨﺎ إﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻛﻞ زﻳﺎدة ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ ا ﻘﺪار أي
) (Mﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻧﺼﻒ درﺟﺔ ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ ﺗﺆدي إﻟﻰ زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﻨﻄﻠﻘﺔ
201
اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ً
ﻘﺪار ﻋﺸﺮة أﺿﻌﺎف. وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﶈﺮرة ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﺰﻻزل ﻋﻨﻔـﺎ
أي )5,8 = (Mﺗﻜﺒﺮ ﺑﺤﻮاﻟﻲ )٠١(٧١ ﻣﺮة ﻋﻦ أﻛﺜﺮﻫﺎ ﺿﻌﻔﺎ أي )1 = .(M
ً
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺻﻠﺔ ﻣﺒﺎﺷـﺮة ﺑـ درﺟـﺔ ا ـﻘـﺪار ) (Mوﺗﻮاﺗﺮ اﻟﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ.
ﻓﻠﻘﺪ وﺟﺪ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻨﺎﻗﻀﺖ ﻗﻴﻤﺔ ) (Mدرﺟﺔ واﺣﺪة ازدادت ﺗﻜﺮارﻳﺔ اﻟﺰﻻزل
ﻋﺸﺮ ﻣﺮات. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳊﺎﻟﻲ ﳒﺪ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟـﻴـﺔ أن اﻟـﺰﻻزل
ﺗﻘﺴﻢ إﻟﻰ ﺻﻔﻮف ﺣﺴﺐ ﺷﺪﺗﻬﺎ وﺗﻜﺮارﻳﺘـﻬـﺎ وذﻟـﻚ ﺣـﺴـﺐ ﻗـﻴـﻤـﺔ ا ـﻘـﺪار.
واﻟﺼﻔﻮف)×٣١( ﻫﻲ ) (a,b,c,d,eﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺒ ﻓﻲ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ:
اﻟﻨﻤﺎذج
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻛﺎرﺛﻲ
ً
ﻣﺪﻣﺮ ﺟﺪا
ﻣﺪﻣﺮ
ﻣﺨﺮب
ﻋﺎدي
ﺿﻌﻴﻒ
اﻟﺼﻔﻮف
a
b
c
d
e
-
اﻟﺸﺪة
ﺑﺎﻟﻨﻘﻂ F
ا ﻘﺪار
M
١١-٢١
٩-١١
٧-٩
٦-٧
٥-٦
٤-٥
٨ وأﻛﺜﺮ
٧-٩٬٧
٦-٩٬٦
٥-٥٬٩
٤-٩٬٤
٣-٩٬٣
اﻟﻄﺎﻗﺔ
ﺑﺎﻹﻳﺮغ
٠١٥٢
٣٢
٠١
٠١١٢
٠١٩١
٧١
٠١
٠١٥١
ﻋﺪد اﻟﺰﻻزل
ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ
١
٠١
٠٠١
٠٠٠٬١
٠٠٠٬٠١
٠٠٠٬٠٠١
ﻧﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ اﳉﺪول ارﺗﺒﺎﻃـﺎ ﺑ ﻣﻘﺪار اﻟﺰﻟـﺰال ) (Mوﺷﺪﺗﻪ ) (Fوﻳﻌﺒﺮ
ً
ﻋﻦ ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
)(M = 1,3+0,6F
ﻛﻤﺎ ﳒﺪ أن ﻋﺪد اﻟﺰﻻزل ﻳﺘﻀﺎﻋﻒ ﻋﺸﺮ ﻣﺮات ﻛﻠﻤﺎ ﻧﻘﺼﺖ ﻗﻮة اﻟﺰﻟﺰال
درﺟﺔ واﺣﺪة وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻗﻠﺔ ﻋﺪد اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴـﺔ اﻟـﻜـﺎرﺛـﻴـﺔ وا ـﺪﻣـﺮة
اﻟﺘﻲ ﲢﺪث ﻛﻞ ﺳﻨﺔ وﻟﻌﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺣﻆ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.
وﺗﻄﻠﻖ اﻟﺰﻻزل اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻻﺗﺬﻛﺮ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ.
وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن ﻃﺎﻗـﺔ زﻟـﺰال ﻣـﻘـﺪاره )٥٬٨( ﺗﻌﺎدل )٠١(٥٢ إﻳﺮغ ﺑﻴﻨﻤـﺎ ﻻﺗـﺰﻳـﺪ
اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﺘﺤﺮرة ﻣﻦ )٠٠٠و٠٠١( زﻟﺰال ذات ا ﻘﺪار )٣-٩٬٣( ﻋﻦ )٠١(٥١اﻳﺮغ.
أي أﻗﻞ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﺰﻟﺰال اﻷول ﺎ ﻳﻌﺎدل ٠١٠١. وﺗﻘﺪر ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﻨﺒﺜﻘﺔ
ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴـﺔ ﺳـﻨـﻮﻳـﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴـﺔ ﺑـﺤـﻮاﻟـﻲ )٣ ٢٥(١٠xاﻳـﺮغ.
ً
وﻛﻤﺜﺎل ﻧﻮرد اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻧﺒ ﻓﻴﻪ ﻃﺎﻗـﺔ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ
ا ﺪﻣﺮة اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ.
)×٣١( ﻳﺎﻛﻮﺷﻒ )ﻣﺼﺪر ﺳﺎﺑﻖ ٨٨٩١(
301
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺰﻟﺰال
ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ )ﺑﺮﺗﻐﺎل(
ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ
ﺳﺎرﻳﺰ )ﺟﺒﺎل ﺑﺎﻣﻴﺮ(
ﻟﻮس أﳒﻠﻮس
ﺧﺎﻳﺖ )ﻃﺎﺟﻴﻜﺴﺘﺎن(
ا^ﺳﺎم )اﻟﻬﻨﺪ(
ﺳﻴﻔﺎﻟﻮﻧﻴﺎ )اﻟﻴﻮﻧﺎن(
أورﻟﻴﺎن ﻓﻴﻞ )اﳉﺰاﺋﺮ(
أﻏﺎدﻳﺮ )ﻣﺮاﻛﺶ(
ﺗﺎرﻳﺦ اﳊﺪوث
٥٥٧١
٦٠٩١
١١٩١
٣٣٩١
٩٤٩١
٠٥٩١
٣٥٩١
٤٥٩١
٠٦٩١
اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺎﻻﻳﺮغ E
٧٢٧١٠x
٤٢
٢١٠x
٣٬٤٢٣١٠x
١١٨١٠x
٤٢
٥١٠x
٣٢٧١٠x
٦٢٤١٠x
٤٢
١١٠x
١٢٠١٠x
ﺎ أن اﻟﺰﻻزل ﺗﺘﻮزع ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺒﺎﻳﻦ ﻟﺬا ﻋﻤﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء
ﻹﻋﻄﺎء ﺻﻮرة ﻋﻦ ﺗﻮزع ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻋﺒﺮ اﳋﺮاﺋﻂ واﻟﺮﺳﻮم
اﻟﺒﻴﺎﻧﻴﺔ وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام ﻣﻔﻬﻮم اﻟﻘﻮة اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻨﻮﻋـﻴـﺔ
)ﺷﺪة( ) (NMواﻟﺘﻲ ﺜﻞ ﻛﻤﻴﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﻤﻜﻦ إﻃﻼﻗﻬﺎ ﻣﻦ زﻟﺰال ﻣـﺎ ﻋـﺒـﺮ
وﺣﺪة اﳊﺠﻢ ﺳﻢ٣ أو م٣( ﺧﻼل ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﺗﻌﺎدل اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ:
1E
Nm= Σ
1Vt
ﳒﺪ ﻫﻨﺎ أن )1 (Σ Eﻣﺠـﻤـﻮع اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ ا ـﻨـﻄـﻠـﻘـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺰﻻزل ذات اﻟـﺒـﺆر
اﶈﺼﻮرة ﺿﻤﻦ اﳊﺠﻢ ) (Vوا ﺴﺠﻠﺔ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴـﺔ ) (Tﻣﺤﺪدة. ﻟﻘﺪ
ﺣﺴﺒﺖ ﻗﻴﻤﺔ ) (Nmﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ و رﺳﻢ ﺧﻄﻮط اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ
اﶈﺼﻮرة ﺑـ ٠١-٥ و ٠١-١١ ﺟﻮل/ﺳﻢ٣ ﺛﺎﻧﻴﺔ. و ﺎ أن ﻗﻴﻢ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﺘـﺒـﺎﻳـﻨـﺔ
ﺑﺸﺪة ﻓﻤﻦ اﻷﻓﻀﻞ اﺳﺘﻌﻤـﺎل ﻟـﻮﻏـﺎرﻳـﺘـﻤـﻬـﺎ أي ) (K=Log Eﺑـﺪﻻ ﻣﻦ ﻗﻴﻤـﻬـﺎ
ً
ا ﻄﻠﻘﺔ. وإذا ﻣﺎ ﺣﺴﺒﺖ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺎﳉﻮل ﻓﺈن ﻗﻴﻤﺔ ) (Kﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ
ﺗﻌﺮف ﺑﺼﻒ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال ) (Energyclassواﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮاوح ﻗﻴﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﺑ اﻟﺼﻔﺮ
)أﺿﻌﻒ اﻟﺰﻻزل( و )٨١( ﻓﻲ أﻗﻮاﻫﺎ. وﻟﻘﺪ أﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻟﻰ وﺟﻮد اﻟﺼﻔﻮف
ً
اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺰﻻزل: ) (a,b,c,d,eﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﺢ ﻓﻲ ﺟﺪول ﺳﺎﺑﻖ. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ
إﻟﻰ وﺟﻮد وارﺗﺒﺎط ﺑ ﺻﻒ اﻟﺰﻟﺰال ) (C-classوﻣﻘﺪاره ) (Mﻧﻮﺿﺤﻪ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
اﻟﺼﻒ ٩ ١٠ ١١ ١٢ ١٣ ١٤ ١٥ ١٦ C
ا ﻘﺪار ٥٫٧ ٧ ٢٫٦ ٦٫٥ ٥ ٤٫٤ ٧٫٣ ١٫٣ M
401
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
5 اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺒﺴﺎﻃـﺔ ﻗـﻴـﺎس ﺷـﺪة ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ اﻷﻣـﻮاج
اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ. ﻷﻧـﻪ ﻣـﻦ أﺟـﻞ ﲢـﻘـﻴـﻖ ذﻟـﻚ ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ
ﲢﺪﻳﺪ وﺗﺴﺠﻴﻞ ﺗﺄرﺟﺢ ﺟﺰﺋﻴﺎت اﻟﺘﺮﺑﺔ وا ـﻨـﺸـﺎ^ت
اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﺎﻣﻼ أو أﺟﺰاء ﻣﻨﻬﺎ. وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ
ً
ﺗﺴﺠﻴﻞ اﻻﻫﺘﺰاز ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ.
وﻟﻜﻲ ﻧﻔﻬﻢ ﻗﻮاﻧ وأﻃﺮ اﻟـﺘـﺄﺛـﻴـﺮ ا ـﺘـﺒـﺎدل ﺑـ
ﺗﺄرﺟﺢ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﻣﺎ ﲢﺘﻬﺎ وا ﺒﺎﻧﻲ اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﺔ ﻓـﻮﻗـﻬـﺎ
ﻻ ﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز ﺗﺴـﺠـﻴـﻞ واﺣـﺪ وﻻﺑـﺪ
ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ أﺟﻬﺰة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺎع اﻷﺑﻨﻴﺔ وﻓﻲ أﺟﺰاﺋﻬﺎ
اﺨﻤﻟﺘﻠﻔـﺔ وﻃـﻮاﺑـﻘـﻬـﺎ. وﻋـﻨـﺪ ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ اﻟـﺘـﺴـﺠـﻴـﻼت
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﺴﺐ ﺑﺪﻗﺔ ﺷﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮ
اﻷﻣـﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ وﻣـﺪى ارﺗـﺒـﺎﻃ ـﻬــﺎ ﺑــﺎﻟ ـﻘــﺎﻋــﺪة
اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻟﻜﻲ ﻧﺮﺻﺪ ﺗﺼﺮﻓﺎت
اﻷﺑﻨﻴﺔ أﺛﻨﺎء اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺨﺘﺎر ﺟﻬﺎزاً
)ﻓﻮﻛﺲ( ﻟﻪ زﻣﻦ اﻫﺘﺰاز ﻣﺘﻨﺎﺳـﺐ ﻣـﻊ زﻣـﻦ اﻫـﺘـﺰاز
اﻟﺒﻨﺎء. وﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳉﻬﺎز ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ )(Seismoscope
واﻟﺬي ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻜﻦ أن ﻧﺮﺳﻢ أ ﻮذﺟﺎ ﻟﺘﺼﺮﻓﺎت
ً
اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻛﻤﺎ أن ﺳﻌﺔ اﻻﻫﺘﺰاز ا ﻮﺟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳉﻬﺎز
ﺗﺒ ﺷﺪة اﻟـﺰﻻزل و ـﻘـﺪور ﻫـﺬه اﻷﺟـﻬـﺰة رﺻـﺪ
اﻟﺘﺄرﺟﺤﺎت اﻟﺸﺎﻗﻮﻟﻴﺔ واﻷﻓﻘﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ. وﻳﻜﻔﻴﻨﺎ ﻫﻨﺎ
ﻗﻴﺎس اﻟﺴﻌﺔ ﻟـﺘـﺄرﺟـﺢ اﻟـﺘـﻤـﻮﺟـﺎت اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ ﻓـﻲ
501
اﻟﺰﻻزل
أﺳﻄﻮاﻧﺔ اﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺷﺪة واﲡﺎه اﻻﻫﺘﺰاز ا ﻮﺟﻲ وﺗـﺄﺛـﻴـﺮه ﻓـﻲ
اﻷﺑﻨﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ اﺑﺘﻜﺮ س. ف. ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ ﻣـﻘـﻴـﺎﺳـﺎ ﻜﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻟﺘﺤـﺪﻳـﺪ ﺷـﺪة
ً
اﻟﺰﻟـﺰال ) (iوذﻟﻚ اﺳﺘﻨـﺎدا إﻟﻰ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﺮﻛﺔ ا ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﻠﻲ ﻟﻠـﺴـﻴـﺴـﻤـﻮﻣـﻴـﺘـﺮ
ً
)(XOﻣﻘﺪرا ﺑﺎ ﻠﻠﻴﻤﺘﺮ. ﺷﻜﻞ )٧٣(.
ً
اﻟﻨﻘﺎط ا ﺪى اﳊﺮﻛﻲ
X MM
I
5,1-7.0
V
0,3-5,1
VI
6-3
VII
21-6
VIII
42-21
IX
84-42
X
5 mm
01
ﺷﻜﻞ )٧٣(
أ ﻮذج ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺟﻬﺎز اﻟﺮﺻﺪ ) (SBMﻣﺤﻄﺔ ﻛﻴﺸﻴﻨﻴﻒ )اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﺳﺎﺑﻘﺎ(.
Xomm
٥٬١-٧٬٠
٠٬٣-٥٬١
٠٬٦-٠٬٣
ﻧﻘﻄﺔ I, Ball
V
VI
VII
Xo,mm
٢١-٦
٤٢-٢١
٨٤-٢١
ﻧﻘﻄﺔ I,Ball
VIII
IX
X
ﻻﻳﺼﻠﺢ ﻫﺬا ا ﻘﻴﺎس ﻟﻜﻞ اﻷﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪﻳﺔ ﻟﺬا ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﺪاول أﺧﺮى
ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ أﺟﻬﺰة أﺧﺮى إﻻ أن أﺳﺴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ واﺣﺪة.
ً
ﻟﻢ ﲢﻆ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ اﻻ^ﻟﻴﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر اﻟﻮاﺳﻊ ﻟﺬا ﻋﺎد اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء
ﺛﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﻮﺻﻔﻴﺔ اﻟﻘﺪ ﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل. وﻣﻨﻬـﺎ ﻣـﻘـﻴـﺎس
601
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻣﻴﺮﻛﺎﻟﻲ اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻋﺪل ﻣﺮارا. ﻟﻘﺪ ﺣﺪدت ﻫﺬه ا ﻘﺎﻳﻴﺲ ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل
ً
ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺎت أو اﻟﻨﻘﺎط ) (ballﺗﺘﺮاوح ﺑ )٠١و٢١( درﺟﺔ. وﻛﻞ درﺟﺔ
ﻣﻨﻬﺎ اﻋﺘﻤﺪت ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ أو ﺳﻮاﻫﺎ ﺗـﺘـﻨـﺎﺳـﺐ ﻣـﻊ درﺟـﺔ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ
وﻋﻨﻒ اﻟﺰﻻزل. ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﻘﻴﺎس اﻟﺰﻻزل اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺗﻀـﻤـﻦ
ﺳﺒﻊ درﺟﺎت ﻓﻘﻂ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﺮن ﺗﻘـﺮﻳـﺒـﺎ أي ﻣﻘﻴﺎس أو ﺳﻠﻢ ﻟﻘﻴﺎس ﺷـﺪة اﻟـﺰﻻزل وﻟـﻢ
ً
ﺗﻜﻦ ﻟﺪى اﻟﻌﻠﻤﺎء وﺳﺎﺋﻞ ﻗﻴﺎس ﻓﻌﺎﻟﺔ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ. وﻓﻲ
اﻟﻮاﻗﻊ ﻧﺮى ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺰﻟﺰال اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ أن ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻨﺎس ﻟﺸﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻻزل
ﺟﻴﺪ وﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل ﻻﲢﺪث ﻟﻠﻤﻨﺎزل وا ﻨﺸﺎ^ت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠـﻔـﺔ
أي ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻟﺬا ﻻ ﻜﻦ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ رد ﻓﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﻛﻤﻘﻴﺎس
ﻷن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﺘﻠﻜﻬﻢ اﻟﻬﻠﻊ وﻟﻴﺴﻮا ﻓﻲ وﺿﻊ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ
ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﺷﺪة اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺗﺒﻘﻰ اﻟﺒﻴﻮت وا ﻨﺸﺎ^ت ﻫﻲ ا ﺮﺟـﻊ
اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻌﺮﻓﺔ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺰﻻزل ﻷﻧﻬﺎ ﲢﺘﻔﻆ ﺑﺎ^ﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻜـﻞ
ﺷﻘﻮق أو ﻫﺪم أو ﺗﻜﺴﻴﺮ.
ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪت اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس واﻟﺒﻴﻮت اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠـﻰ
إﻳﺠﺎد ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ وﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺷﺪة وﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺰﻻزل. وذﻟﻚ ﺧﻼل
ﻓﺘﺮة زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺤﺪودة ﻧﺴﺒﻴـﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن. وﻟﻌﺐ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻫـﺬا
ً
ا ﻀﻤﺎر ﻋﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﻴﺎﺑﺎن وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة واﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘـﻲ
وﻛﻨﺪا.
ﻟﻨﺤﺎول اﻻ^ن وﺑﺸﻜﻞ ﻣﺨﺘﺼﺮ وﻣﺒﺴـﻂ أن ﻧـﺘـﺤـﺪث ﻋـﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ أﻧـﻮاع
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ وﻣﺪى إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ ﺗـﺼـﻨـﻴـﻔـﻬـﺎ وﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ﺷـﺪﺗـﻬـﺎ
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ.
ﻟﻘﺪ أﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ إﻟﻰ ﻣﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘﺮ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﺘﺤﺮرة
ً
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺸﻜﻞ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وا ﻘﻴﺎس اﻻﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮي اﻟﻨﻘﺎط. وﻛﺎن اﻟﻘﺼﺪ
ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻇﻬﺎر اﻻﺧﺘﻼف واﻻرﺗﺒﺎط ﺑ ﺧﺼﺎﺋـﺺ اﻟـﺒـﺆر ﻃـﺎﻗـﻴـﺎ واﻧﻌـﻜـﺲ
ً
ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ وأﻋﻤﺎق اﻷرض.
وﻫﻜﺬا ﳒﺪ أن ا ﻘﺎﻳﻴﺲ ﺗﺘﻤﺎﻳﺰ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺴﻲ ﺑﻘـﻮﺗـﻬـﺎ. وﺑـﻜـﻠـﻤـﺔ أﺧـﺮى
ﻘﺪرة ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺬه ا ﻘﺎﻳﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻻزل
ﺑﺸﻜﻞ ﺑﺴﻴﻂ أو ﺑﺸﻜﻞ دﻗﻴﻖ ﻛﻤﻴﺎ ورﻗﻤﻴﺎ.
ً
ً
701
اﻟﺰﻻزل
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺑﺪاﺋﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ ا^ﺛﺎر
اﻟﺰﻻزل وﻣﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ وﺿﻌﻴﺔ ﺗﺴﻤﻰ
اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺬاﺗﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟـﻰ. ﺗـﺴـﻤـﻲ ﻛـﻞ أﺛـﺮ ﻣـﻦ
اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة. وﻟﻜﻦ ﻫﺬه ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺒﺪاﺋﻴـﺔ ﻗـﺪ ﺣـﻠـﺖ ﻣـﻜـﺎﻧـﻬـﺎ
ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻣﺪروﺳﺔ ﻓﻈﻬﺮت ﻣﻘﺎﻳﻴـﺲ اﻟـﺼـﻔـﻮف
) (Classاﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. إذ ﻋﻤﺪت ﻫﺬه ا ﻘﺎﻳﻴﺲ إﻟﻰ ﺣﺼﺮ ا ﻮاﺿﻊ ا ﺪروﺳﺔ ﻓﻲ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ذات ﺳﻤﺎت وﺧﺼﺎﺋﺺ ﻴﺰة وﺑﺬﻟﻚ ﺗﺨﻠـﺼـﺖ ا ـﻘـﺎﻳـﻴـﺲ ﻣـﻦ
ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺸﺘﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. إذ ﳒﺪ ﻫـﻨـﺎ أن ﻛـﻞ ﻇـﺎﻫـﺮة أو ﺷـﻲء ﻳـﻨـﺴـﺐ إﻟـﻰ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺤﺪدة ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ وﺷﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻻزل وﺗﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺻﻒ ﻣﻦ
ﺻﻔﻮف ا ﻘﻴﺎس اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ.
وﻛﻤﺜﺎل ﻟﻮ أﻧﻨﺎ ﺻـﻨـﻔـﻨـﺎ ا ـﺸـﺎرﻛـ ﻓـﻲ ﻣـﺒـﺎرة ﻛـﺮة اﻟـﻘـﺪم إﻟـﻰ اﳊـﺎرس
واﻟﻼﻋﺒ واﳊﻜﻢ. ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻗﺪ أﻋﻄـﻴـﻨـﺎ ﺗـﺼـﻨـﻴـﻔـﺎ ﻣﻨﺎﺳﺒـﺎ إذ
ً
ً
ﺷﻤﻞ ﻛﻞ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ ﻓﺌﺔ ﻣﺤﺪدة ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻋﻦ ﺳﻮاﻫﺎ. وﻟﻜﻦ ﻟﻮ أﺧﺬﻧﺎ
ﻣﻘﻴﺎﺳـﺎ ا^ﺧﺮ ﻣﺆﻟﻔـﺎ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺻﻔﻮف ﻫﻲ: اﳊﺎرس واﻟﺪﻓﺎع واﻟـﻈـﻬـﻴـﺮان
ً
ً
وا ﻬﺎﺟﻤﻮن واﳊﻜﻢ. ﻓﺄﻧﻨﺎ ﺳﻨﺘﺒ ﻫﺸﺎﺷﺔ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻨـﻴـﻒ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة ﻷﻧـﻪ
ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻜﺎن ﻛﻞ ﻻﻋﺐ وﲢﺪﻳﺪ ﻣﻬﺎﻣﻪ. ﻓﻘﺪ ﻳﺼﺒﺢ ﻛﻞ اﻟﻼﻋﺒ
ً
ﻣﻬﺎﺟﻤ وﻗﺪ ﻳﺘﺤﻮﻟﻮن إﻟﻰ ﻣﺪاﻓﻌ . ﻛﻤﺎ أن اﳊﺎرس ﻗﺪ ﻳﺘﺮك ﻣﺮﻣﺎه ﺣﻴﻨﺎ
ﻟﻴﻌﻮد إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣ ا^ﺧﺮ... إﻟﺦ.
أﻣﺎ ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻘﺎﺋـﻤـﺔ ﻋـﻠـﻰ ا ـﺮاﺗـﺐ ) (Orderﻓﺈﻧﻬﺎ أﻛﺜـﺮ دﻗـﺔ.
ﻓﻬﻨﺎ ﻻﻳﺤﺪد ﻓﻘﻂ اﻧﺘﻤﺎء ﻇﺎﻫﺮة أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ أﻛﺜﺮ دﻗﺔ. ﻓﻬﻨﺎ
ﻻﻳﺤﺪد ﻓﻘﻂ اﻧﺘﻤﺎء ﻇﺎﻫﺮة أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻟﺼﻒ ﻣﺎ ﺑﻞ إﻟﻰ ا ﺮاﺗﺐ أو
اﻟﺪرﺟﺎت ا ﻮﺟﻮدة ﺑ اﻟﺼﻔﻮف وإﻟﻰ اﳊﺪود اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻬـﺎ و ـﻴـﺰﻫـﺎ ﻋـﻦ
ا ﺮاﺗﺐ اﻷﻋﻠﻰ واﻷدﻧﻰ. وﻛﻤﺜﺎل ﻧﺮى أن ا ﻘﻴﺎس ا ﺮاﺗـﺒـﻲ اﻟـﺒـﺸـﺮي ﻳـﻘـﺴـﻢ
اﻟﻨﺎس إﻟﻰ: اﻷﻃﻔﺎل واﻟﺸﺒﺎب واﻟﻜﻬﻮل واﻟﺸﻴـﻮخ. وﻫـﻜـﺬا ﻧـﺮى أن ﻣـﻘـﻴـﺎس
ا ﺮاﺗﺐ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻦ. وﻳﺸﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل.
ً
ﻓﺪرﺟﺔ اﻟﺸﺪة ﺗﻘﺎﺑﻞ ا ﺮﺗﺒﺔ اﻟﻌﻤﺮﻳﺔ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ أن ﻣﻮﺿﻮع اﻫﺘﻤﺎم ﻣﻘﺎﻳـﻴـﺲ
ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ا ﺮاﻛﺰ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ اﻟﺒـﺸـﺮﻳـﺔ وﻣـﺪى ودرﺟـﺎت ﺗـﺄﺛـﺮﻫـﺎ ﺑـﺎﻟـﻬـﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ. ﻓﻜﻞ درﺟﺔ أو ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﻘﺎﻳﻴﺲ ﺜـﻞ درﺟـﺔ اﻟـﺘـﺨـﺮﻳـﺐ أو
اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﺘﺮﻛﻪ اﻟﺰﻻزل ﻋﻠﻰ ا ﺮاﻛﺰ اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ ﻓـﺰﻟـﺰال ﻧـﻘـﺎﻃـﻪ )٣( أي
801
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺷﺪﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ أو ا ﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺗﻪ وﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻲ ﻋﻦ
زﻟﺰال ﻧﻘﺎﻃﻪ )٦(. ﻓﻬﺬا اﻷﺧﻴﺮ أﻛﺜﺮ ﺗﺪﻣﻴـﺮا وأوﺳﻊ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻋـﻦ
ً
اﻷول... إﻟﺦ. وﻫﻜﺬا ﳒﺪ أن ا ﻘﺎﻳﻴﺲ ا ﺬﻛﻮرة ﺗﻮﺿﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ
أواﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﻋﻨﺪ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى.
إﺿﺎﻓﺔ ﻘﺎﻳﻴﺲ ا ﺮاﺗﺐ أو اﻟﺸﺪة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﳒﺪ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﻦ ﻧـﻮع ا^ﺧـﺮ
ﺗﻌﺮف ﻘﻴﺎس اﻟـﻔـﻮاﺻـﻞ ) (Intervalأو ا ﺪى. ﻓﻬﺬا ا ﻘﻴﺎس ﻳـﻌـﺒـﺮ ﻓـﻲ ا^ن
واﺣﺪ ﻋﻦ ﻮذج اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﺑ ا ﻈﺎﻫﺮ واﻻ^ﺛﺎر ا ﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ
وﺷﺪة اﻟﺰﻻزل وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ا ﻘﻴﺎس اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﺰﻟﺰال. ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬا ا ﻘﻴﺎس
ﻜﻦ أن ﻧﻘﺎرن ﻛﻤﻴﺎ وﻧﻮﻋﻴﺎ اﻟﺘﺪرﺟﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﻠﻤﻘﻴﺎس وﻟﻜﻦ ﻻ ﻜﻦ ﻣﻦ
ً
ً
ﺧﻼﻟﻪ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ا ﻄﻠﻖ ﻈﻬﺮ ﻣﻦ ا ﻈﺎﻫﺮ.
ﻳﺤﺘﻮي ﻣﻘﻴﺎس اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺼﻔﺮ وﻫﻮ ﻣﻔﻬﻮم
اﺷﺘﺮاﻃﻲ ﻫﻨﺎ. وا ﺜﺎل اﻟﻨﻤﻮذﺟﻲ ﻘﻴﺎس اﻟﻔﻮاﺻﻞ ﻣﻘﻴﺎس اﳊﺮارة ا ﻌﺮوف.
ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺗﺪرﺟﻨﺎ ﻣﻦ درﺟﺔ اﳊﺮارة )٠١( إﻟﻰ )٠٢( أو ﻣﻦ )٥٢( إﻟﻰ )٥٣(درﺟﺔ.
ﻓﺈﻧﻨﺎ ﳒﺪ أن اﻟﻔﺎرق اﳊﺮاري ﺑ اﻟﺘﺪرﻳﺠ ﻳﻌﺎدل )٠١(درﺟﺎت. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ
ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل إﻧﻪ ﻋﻨﺪ ارﺗﻔﺎع اﳊﺮارة ﻣﻦ درﺟﺘ إﻟﻰ ﻋﺸﺮ
أن اﳊﺮارة ﻗﺪ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻘﺪار ﺧﻤﺲ ﻣﺮات. وﻫﻜﺬا ﻓﺈن ا ﻘﻴـﺎس
ً
ا ﺬﻛﻮر ﻳﺤﺪد ﻓﻘﻂ اﻟﻔﻮاﺻﻞ أو اﻟﺘﺪرج ﻓﻲ درﺟﺎت اﳊـﺮارة وﻻﻳـﻌـﺒـﺮ ﻋـﻦ
ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ا ﻄﻠﻘﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻴﺰ ا ﻘﻴﺎس أن ﻛﻞ ﻣﺮاﺣﻞ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ )ﻓﻮاﺻﻠﻪ( واﺣﺪة.
وﻋﻠﻴﻪ ﻜﻦ ﻟﻠﻤﻘﻴﺎس أن ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﺒﺪﻻت ﻣﺎ ﺑ اﻟﺘﺪرﺟﺎت أو اﻟﻔﻮاﺻﻞ
اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻣﺪى اﻟﻔﻮاﺻﻞ )٥( درﺟﺎت ﻛﺄن ﻧﻘﻮل )٠١-٥١( ﻓﺈﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن
أن ﻧﺤﺪد اﻟﺘﺒﺪﻻت اﻟﻜﻤﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﺎ ﺑ ﻫﺬه اﻟﻔﻮاﺻﻞ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ أي : )٥-
٥٬٥ - ٦ - ٣٬٦ - ٧ - ٨ - ٥٢٬٨ ... إﻟﺦ(. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻌﻄـﻴـﻨـﺎ دﻗـﺔ أﻛـﺒـﺮ ﻓـﻲ
ا ﻘﺎرﻧﺔ وﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮف أﻓﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺪة ارﺗﻔﺎع وﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﳊﺮارة.
أﻣﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﺮاﺗﺐ ا ﻘﺎﻳﻴﺲ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﻘﻴﺎس اﻻرﺗﺒﺎط واﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﺬي ﻜﻨﻨﺎ ﺑﻮﺳﺎﻃﺘﻪ أن ﻧﻘﺎرن ﺑ اﻟﻈـﻮاﻫـﺮ وا ـﻮاﺿـﻴـﻊ ﻋـﺒـﺮ ﻣـﻘـﺎدﻳـﺮﻫـﺎ
ا ﻄﻠﻘﺔ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬا ا ﻘﻴﺎس ﻜﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس أﻣﻮر زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺣـﻴـﻮﻳـﺔ
ﻛﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﶈﺮرة وﻛﺘﻠﺔ اﻟﺒﺆرة وأﺑﻌﺎدﻫـﺎ... إﻟـﺦ واﻟـﺼـﻔـﺮ ﻓـﻲ ا ـﻘـﻴـﺎس ﻫـﺬا
ﻳﻌﻨﻲ اﻧﻌﺪام ا ﻘﺪار ـﺎﻣـﺎ. وﻳﺼﻠﺢ ا ﻘﻴﺎس ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ
ً
واﻟﻠﺤﻈﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ واﻣﺘﺪاد اﻟﺒﺆرة. وﻟﻜﻦ ا ﻘﻴﺎس ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻨﻮﻋﻲ
901
اﻟﺰﻻزل
ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ اﻟﺰﻟﺰال.
ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘﺮ ﻣﻘﻴﺎس ﻓﻮاﺻﻞ ﻓﺎﻟﺼﻔﺮ اﺷﺘﺮاﻃﻲ ﻛﻤﺎ أن وﺣﺪات
ا ﻘﺪار ) (Mواﺣﺪة ﻓﻲ ﺗﺪرﺟﻬﺎ. و ﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ أن ﻴﺰ ﺑ ﻣﺨﺘﻠـﻒ اﻟـﺒـﺆر
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻗﻴﻢ ا ﻘﺪار ).(M
إن ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ﻣﺮاﺗﺐ ﻛﻤﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن
ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة ﻣﻘﻴﺎس اﻟﻔﻮاﺻﻞ. وأول ﻣﻦ أﻓﻠﺢ ﻓﻲ ﲢـﻘـﻴـﻖ ذﻟـﻚ اﻟـﻌـﺎ ـﺎن
اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺎن ﻛﺎﻧﻜﺎﻧﻲ وﻣﻴﺮﻛﺎﻟﻲ. ﻓﻠﻘﺪ ﳒﺢ ﻣﻴﺮﻛﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴـﻢ ﻛـﻞ اﻟـﻄـﻴـﻒ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ )ﺷﺪة ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻟﺰال( إﻟﻰ وﺣﺪات أو ﻓـﻮاﺻـﻞ ﻣـﺘـﺴـﺎوﻳـﺔ اﻟـﻘـﻴـﻤـﺔ.
وﻟﻜﻞ ﻓﺎﺻﻞ ﺳﻤﺎت وﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺘﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻊ درﺟﺔ ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال. أﻣﺎ ﻛﺎﻧﻜﺎﻧﻲ
ﻓﻠﻘﺪ أﺑـﺎن أن ﻟـﻜـﻞ ﻧـﻘـﻄـﺔ ) (ballﻓﻲ ا ﻘﻴـﺎس ﻓـﺎﺻـﻠـﺔ ﻣـﺤـﺪدة ذات ﺗـﺴـﺎرع
اﻫﺘﺰازي ﻣﺤﺪد ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ واﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ.
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أدﺧﻠﺖ ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻗﻴﻤﺔ وﻋﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻛﻞ ﻣـﻦ ﻫـﺬﻳـﻦ
اﻟﻌﺎ . وﻣﻦ أﺑﺮز اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ أﺟﺮوا ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺪﻳـﻞ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ أ. زﻳـﺒـﺮغ
واﻟﻌﺎ ﺎن وودوم وﻧﻴﻮﻣ . واﻷﺧﻴﺮان أوﺟﺪا ﻣﻘﻴﺎس ﻣﻴﺮﻛﺎﻟﻲ ا ﻌﺪل ا ﻌﺮوف
ﺑﺮﻣﺰ ) .(M.Mوﺳﻨﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﻻﺣﻘﺎ. ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻤﺎء ﺳﻮﻓﻴﻴﺖ ﻣﺜﻞ
ً
س.ف. ﻣﻴﺪﻓﻴﺪﻳﻒ وا ﺎن )ف ف. ﺷﺒﻮﻧـﻬـﻮﻳـﺮ( وﺗـﺸـﻴـﻚ )ف.ﻛـﺎرﻧـﺒـﻚ(. ﻓـﻲ
إﺟﺮاء اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻴﺎس ﻣﻴﺮﻛﺎﻟﻲ. وﺟﺎء ﻫﺆﻻء اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻘﻴﺎس ﺟﺪﻳﺪ
ﻣﻌﺪل ﻫﻮ )46- (Mskواﻷﺣﺮف ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ. وﻟﻜﻦ ﻋﺪل ا ﻘﻴﺎس ﻫﺬا
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ أﻳﺪي ﻋﻠﻤﺎء أﻣﺜﺎل ﻧﺎزاروف وﺷـﻴـﺒـﺎﻟـ وﺷـﻮﻣـﻴـﻼ. و ﻫـﺬا
اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٣٧٩١ وﻳﻌﺘﻤﺪ اﻻ^ن ﻓﻲ دول اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ودول
أﺧﺮى ﻛﺎﻟﺪول اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ً
وﺳﻨﺴﺘﻌﺮض اﻻ^ن ﻣﻘﻴﺎس ﻣﻴﺮﻛﺎﻟﻲ)×(
ا ﻌﺪل:
)×( ) Wardا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ(
011
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻣﻘﻴﺎس ﻣﻴﺮﻛﺎﻟﻲ اﺨﻤﻟﺘﺼﺮ )ﻣﻘﻴﺎس ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال(
وﺳﻄﻲ ﻗﻴﻤﺔ
اﻟﺴﺮﻋﺔ
ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال ووﺻﻔﻪ
وﺳﻄﻲ اﻟﺘﺴﺎرع
اﻷﻗﺼﻰ
أوﻻ ـ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺰﻟﺰال إﻻ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ
ً
)١ـ ﻣﻘﻴﺎس روﺳﻲ ـ ﻓﻮرﻳﻞ(
ﺛﺎﻧـﻴـﺎ ـ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻘﻠـﻴـﻞ ﻓـﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ اﻟـﺮاﺣـﺔ وﺑـﺨـﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ
ً
اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺒـﻨـﺎء. ﺗـﻬـﺘـﺰ ﺑـﻌـﺾ اﻷﺷـﻴـﺎء ا ـﻌـﻠـﻘـﺔ
ﻛﺎﻟﺜﺮﻳﺎت اﻟﻌﺎدﻳﺔ.
)٢ـ ﻣﻘﻴﺎس روﺳﻲ ـ ﻓﻮري(
-
-
ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮت وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاﺑـﻖ
ً
اﻟﻌـﻠـﻮﻳـﺔ وﻟـﻜـﻦ أﻛـﺜـﺮ اﻟـﻨـﺎس ﻻﻳـﺪرﻛـﻮن أﻧـﻪ زﻟـﺰال و ـﻜـﻦ
ﻟﻠﺴﻴﺎرات اﻟﻮاﻗﻔﺔ أن ﺗﻬﺘﺰ ﺑﺮﻓﻖ. وﻳﺸـﺒـﻪ اﻻﻫـﺘـﺰاز اﻟـﺬي
ﲢﺪﺛﻪ ﻣﺮور ﺷﺎﺣﻨﺔ )ﺛﺎﻟﺜﺎ ـ ﻣﻘﻴﺎس ـ روﺳﻲ ـ ﻓﻮري(.
ً
١-٢
٢-٥
٥-٨
راﺑﻌـﺎ: ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺧﻼل اﻟﻨﻬﺎر ﻛﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎس ﻓـﻲ داﺧـﻞ
ً
اﻟﺒﻴﻮت واﻟﻘﻠﻴﻞ ﻓﻲ اﳋﺎرج. وﻓﻲ اﻟﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﻳﻮﻗﻆ اﻟﺒﻌﺾ
وﺗﻬﺘﺰ اﻟﺼﺤﻮن واﻷﺑﻮاب واﻟﻨﻮاﻓﺬ. وﲢﺪث ﺟﺪران اﳋﺸﺐ
ﺻﺮﻳـﺮا. وﻛﺄن اﻟﺒﻨﺎء ﻗﺪ ﺻﺪم ﺑﺸﺎﺣﻨـﺔ ﻣـﺴـﺮﻋـﺔ. وﺗـﻬـﺘـﺰ
ً
ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻴﺎرات ﺑﻮﺿﻮح.
)راﺑﻌﺎ ـ ﺣﺘﻰ ﺧﺎﻣﺴﺎ ـ ﺣﺴﺐ روﺳﻲ ﻓﻮرﻳﻞ(.
ً
ً
ﺧﺎﻣﺴـﺎ ـ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﳉﻤﻴـﻊ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ وﻳﻮﻗﻆ اﻟﻜﺜﻴـﺮﻳـﻦ ﻓـﻲ
ً
ً
اﻟﻠﻴﻞ وﺗﺘﻜﺴﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺤﻮن واﻟﻨﻮاﻓﺬ وﻳﺘـﺸـﻘـﻖ اﻟـﺪﻫـﺎن
ﻓـﻲ ﺑـﻌـﺾ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ وﺗـﻨـﻘـﻠـﺐ اﻷﺷـﻴـﺎء ﺿـﻌـﻴـﻔـﺔ اﻻرﺗ ـﻜــﺎز
)ﻣﺸﺮﺑﻴﺎت(. ﺗﻀﻄﺮب اﻷﺷﺠﺎر واﻷﺷﻴﺎء اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ و ﻜﻦ
ﻟﻠﺴﺎﻋﺎت اﻟﻨﻮاﺳﻴﺔ اﻟﺘﻮﻗﻒ.
)راﺑﻌﺎ ـ ﺧﺎﻣﺴﺎ ـ ﺣﺴﺐ روﺳﻲ ـ ﻓﻮرﻳﻞ(.
ً
ً
ﺳﺎدﺳﺎ ـ اﻟﻜﻞ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻬﺮب ﻣﻦ ا ﻨﺰل وﻳﺘﺰﺣﺰح
ً
ﺑﻌﺾ اﻷﺛﺎث اﻟﺜﻘـﻴـﻞ ﻣـﻦ ﻣـﻜـﺎﻧـﻪ وﲢـﺪث ﺣـﺎﻻت ﺳـﻘـﻮط
ﻟﻸﺷﻴﺎء اﳋﻔﻴﻔﺔ وأﺿﺮار ﻓﻲ ا ﺪاﺧﻦ وا ﺎ^ذن واﻷﺑﺮاج.
)ﺳﺎدﺳﺎ ـ ﺳﺎﺑﻌﺎ ـ ﺣﺴﺐ روﺳﻲ ﻓﻮرﻳﻞ(
ً
ً
111
اﻟﺰﻻزل
٨-٢١
ﺳﺎﺑﻌﺎ ـ ﻳﻬﺮب ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﺧﺎرج اﻟﺒﻴﻮت. أﺿﺮار ﺑﺴﻴﻄﺔ
ً
ﻓﻲ ا ﺒﺎﻧﻲ ا ﺘﻴـﻨـﺔ واﳉـﻴـﺪة اﻟـﺘـﺼـﻤـﻴـﻢ. وﺗـﺘـﺰاﻳـﺪ ﻓـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ
اﻷﺿﺮار ﻣﻊ رداءة اﻟﺒﻨﺎء ﺑﻨﺎء وﺗﺼﻤﻴﻤﺎ. وﺗﻬﺪم ﺑﻌﺾ اﻷﺑﺮاج
ً
وا ﺪاﺧﻦ وا ﺎ^ذن وﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺴـﻴـﺎرات. )ﺛـﺎﻣـﻨـﺎً
ﺣﺴﺐ روﺳﻲ ـ وﻓﻮرﻳﻞ(.
٠٢-٠٣
ﺛﺎﻣـﻨـﺎ ـ اﻷﺿﺮار ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓـﻲ ا ـﻨـﺸـﺎ^ت اﳋـﺎﺻـﺔ ا ـﻘـﺎوﻣـﺔ
ً
ﻟﻠﺰﻻزل وﻟﻜﻨﻬﺎ أﺷﺪ ﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ. ﻫﻨﺎﻟﻚ اﻧﻬﺪاﻣﺎت
وﺗﺴﺎﻗﻂ ﺑﻴﻮت وﻣﺪاﺧـﻦ وأﻋـﻤـﺪة وﺟـﺪران. ﻳـﻨـﻘـﻠـﺐ أﺛـﺎث
اﻟﺒﻴﻮت اﻟﺜﻘﻴﻞ وﻳﺘﺒﺪل ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺎء اﻻ^ﺑﺎء وﺗﺘﺠﻌﺪ اﻟﺼﺨﻮر
اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻟﻐﻀﺎرﻳﺔ. ﻳﻀﻄﺮب ﺳﺎﺋﻖ اﻟﺴﻴﺎرات.
)ﺛﺎﻣﻨﺎ ـ ﺗﺎﺳﻌﺎ ـ ﺣﺴﺐ روﺳﻲ ـ ﻓﻮرﻳﻞ(.
ً
ً
٥٤-٥٥
ﺗﺎﺳﻌـﺎ ـ اﻷﺿﺮار ﻛﺒﻴﺮة ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ا ﻨﺸﺎ^ت ذات اﻟـﺘـﺼـﻤـﻴـﻢ
ً
اﳋﺎص. اﻧﻬﺪاﻣﺎت ﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﳉﻴﺪة. زﺣﺰﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﻮاﻋﺪ
اﻟﺒﻴﻮت ﺗﺘﻜﺴﺮ اﻷﻗﻨﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ وﺗﺘﺸﻘﻖ اﻷرض ﺑﻮﺿﻮح.
) ﺗﺎﺳﻌﺎ ـ ﺣﺴﺐ روﺳﻲ ـ ﻓﻮرﻳﻞ(.
ً
أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ٠٦
ﻋﺎﺷـﺮا ـ ﺗﺨﺮب اﻷﺑﻨﻴﺔ اﳋﺸـﺒـﻴـﺔ اﳉـﻴـﺪة اﻟـﺒـﻨـﺎء وﻛـﺬﻟـﻚ
ً
اﻟﺒﻴﻮت اﳊﺠﺮﻳﺔ وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﻨﻬﺎر ﺎﻣﺎ. ﺗﺘﺸﻘﻖ اﻷرض ﺑﺸﺪة
ً
وﺗﺘﻠﻮى اﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ. ﺗـﻈـﻬـﺮ اﻻﻧـﺰﻻﻗـﺎت اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ
اﻟﺴﻔﺤﻴﺔ وا ﺼﺎﻃﺐ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ. ﻛﻤﺎ ﺗﺘﺄﺛﺮ اﻷﺣﻮاض ا ﺎﺋـﻴـﺔ
ﺑﺸﺪة.
)ﻋﺎﺷﺮا ـ ﺣﺴﺐ روﺳﻲ ـ ﻓﻮرﻳﻞ(.
ً
-
ً
ﺣﺎدي ﻋﺸﺮ ـ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت ا ﺘﻴﻨﺔ ا ﻘﺎوﻣﺔ ﻗﺎﺋﻤﺎ
وﺗﺘﺨﺮب اﳉﺴﻮر وﺗﻈﻬـﺮ ﺷـﻘـﻮق واﺳـﻌـﺔ ﻓـﻲ اﻷرض ﻛـﻤـﺎ
ﺗﺘﺨﺮب اﻷﻗﻨﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ـﺎﻣـﺎ وﺗﺘﺜﻨﻰ اﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳـﺪﻳـﺔ
ً
ﺑﺸﺪة. وﺗﻈﻬﺮ اﻧﻬﺪاﻣﺎت واﻧﻬﻴﺎرات ﻣﺨﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ.
ﺛﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ـ اﳋﺮاب واﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ وﺗﺘﻄﺎﻳﺮ اﻷﺷﻴﺎء ﻓﻲ
اﻟﻬﻮاء اﻟﺘﻤﻮﺟﺎت ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض.
اﳌﻘﻴﺎس 46-MSK
إﻧﻪ ﻣﻘﻴﺎس وﺿﻌﻪ ﻋﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ وﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ وأ ﺎﻧﻴﺎ
211
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺳـﺎﺑـﻘـﺎ. وﻟﻘﺪ أﺷﺮﻧﺎ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ إﻧﻪ ﻛـﺎﻟـﺘـﺼـﻨـﻴـﻒ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻲ
ً
اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻮﻓﻖ ﻘﻴﺎس اﻟﺸﺪة ا ﻴﺮﻛﺎﻟﻲ. وﻟﻘﺪ أﺧﺬ ا ﻘﻴﺎس ﻫﺬا ﺻﻴﻐﺘﻪ
اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٣٧٩١ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ دراﺳﺔ ﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
وﻳﺮﻣﺰ ﻟـﻪ ) .(٦٤-MSKوﺗﻌﻨﻲ اﻷﺣﺮف اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ أﺳﻤﺎء واﺿـﻌـﻴـﻪ و )٤٦( ﻫـﻮ
اﻟﻌﺎم اﻟﺬي اﻋﺘﻤﺎده ٤٦٩١.
وﺗﻌﺮض ا ﻘﻴﺎس ﻻﺣﻘﺎ ﻟﺘﺤﺴﻴﻨﺎت ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻠﻤﺎء ﻛﺒﺎر وﻳﺘﻀﻤﻦ
ً
ا ﻘﻴﺎس اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ درﺟﺔ ﻛﺎ ﻘﻴﺎس اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ. وﻳﺄﺧﺬ اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺘﺎﻟﻲ:
أوﻻ-زﻟﺰال ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺴﻮس
ﺷﺪﺗﻪ دون ﻣﺴﺘﻮى ﲢﺴﺲ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻪ وﻻﺗـﺴـﺠـﻞ رﺟـﻔـﺔ اﻟـﺘـﺮﺑـﺔ ﺳـﻮى
ا^ﻻت اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ-ﻳﺤﺲ ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎد
ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻟﻨﺰر اﻟﻴﺴﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس اﳉﺎﻟﺴ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎء أو ا ﻀﻄـﺠـﻌـ
داﺧﻞ ﻏﺮﻓﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﺑﻨﻴﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﺎ-زﻟﺰال ﻫﲔ
ﻳﺤﺲ ﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس داﺧﻞ ﺑﻴﻮﺗﻬـﻢ وﻻﻳـﺸـﻌـﺮ ﺑـﻪ ﻓـﻲ اﻟـﻌـﺮاء إﻻ ﻓـﻲ
ﻇﺮوف ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ وﺗﺸﺒﻪ اﻟﻬﺰة اﻟﻬﺰة اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪﺛﻬﺎ ﻣﺮور ﺷﺎﺣﻨﺔ ﺻﻐﻴﺮة.
وﺗﺘﺄرﺟﺢ ﺑﺎﻟﻜﺎد اﻷﺷﻴﺎء ا ﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﺑﻨﻴﺔ وﻟﻜﻨﻬـﺎ أﻛـﺜـﺮ
وﺿﻮﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻷﻋﻠﻰ.
ً
راﺑﻌﺎ-زﻟﺰﻟﺔ واﺿﺤﺔ
ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس داﺧﻞ اﻷﺑﻨﻴﺔ وﻳـﺤـﺲ ﺑـﻪ ﺑـﻌـﻀـﻬـﻢ ﻓـﻲ اﳋـﺎرج
وﻳﻮﻗﻆ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻧﻮﻣﻬﻢ وﻟﻜﻦ اﳋﻮف ﻻﻳﻌﺘﺮي اﻟﻨﺎس. وﺗﺸﺒﻪ ا^ﺛـﺎرﻫـﺎ ا^ﺛـﺎر
ﺳﻴﺎرة ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺟﻴﺪا ﺮ ﻗﺮب ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت ﻓﺘﻬﺰ اﻷﺑﻮاب واﻟﻨﻮاﻓﺬ
ً
وﺻﻔﺎﺋﺢ اﻟﻄﻌﺎم وﻳﺴﻤﻊ ﺻﺮﻳﺮ ﻣﻔﺎﺻﻞ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﳋﺸﺒﻴﺔ وﺗﻬﺘﺰ ﻗﻄﻊ اﻷﺛﺎث
ا ﻨﺰﻟﻴﺔ وﺗﺘﻤﻮج اﻟﺴﻮاﺋﻞ ﻓﻲ اﻷواﻧﻲ اﻟﻮاﺳﻌﺔ وﺗﻬﺘـﺰ ﺑـﻠـﻄـﻒ ﺑـﻌـﺾ اﻷﺷـﻴـﺎء
ا ﻌﻠﻘﺔ. وﺗﻬﺘﺰ ﻗﻠﻴﻼ اﻟﺴﻴﺎرات اﻟﻮاﻗﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع.
ً
311
اﻟﺰﻻزل
ﺧﺎﻣﺴﺎ-اﻟﺘﻨﺒﻴﻪ
ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻬﺰة ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ داﺧﻞ ا ﻨﺎزل وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮ ﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ اﳋﺎرج
وﻳﻬﺮع ﺑﻌﺾ اﳊﻴﻮاﻧﺎت وﻳﻬﺘﺰ اﻟﺒﻨـﺎء ﻛـﺎﻣـﻼ وﺗﺘﺄرﺟﺢ اﻷﺷﻴﺎء ا ﻌﻠﻘﺔ ﺑـﺸـﺪة
ً
وﺗﺘﺰﺣﺰح اﻟﺼﻮر واﻟﻠﻮﺣﺎت ﻋﻦ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﺗـﺘـﻮﻗـﻒ ﺳـﺎﻋـﺎت
اﻟﻨﻮاس ﻋﻦ اﳊﺮﻛﺔ. ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻴﻞ وﺗﻨﻘﻠﺐ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻻرﺗﻜﺎز وﺗﺮﺗﻄﻢ
ﺑﺸﺪة اﻷﺑﻮاب واﻟﻨﻮاﻓﺬ ﻏﻴﺮ ا ﻐﻠﻘﺔ وﻗﺪ ﺗﻐﻠﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ وﺗﺘﻄﺎﻳـﺮ اﻟـﺴـﻮاﺋـﻞ
ﻣﻦ اﻷواﻧﻲ. وﺗﺸﺒﻪ اﻟﻬﺰة اﳊﺮﻛﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋـﻦ ﺳـﻘـﻮط ﺟـﺴـﻢ ﺛـﻘـﻴـﻞ داﺧـﻞ
ا ﻨﺰل ﺗﺘﻀﺮر ﺑﻌﺾ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻮذج ) (Aوﻗﺪ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺻﺒﻴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ.
ﺳﺎدﺳﺎ-اﳉﺰع:
ﻳﺤﺲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻬﺰة داﺧﻞ اﻟﺒﻴﻮت وﺧﺎرﺟﻬﺎ وﻳﻬﺮب أﻛﺜـﺮﻫـﻢ إﻟـﻰ
اﻟﺸﻮارع ﻛﻤﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺗﻮازﻧﻪ وﺗﻬﺮب اﳊﻴﻮاﻧﺎت ا ﻨﺰﻟﻴﺔ وﺳﻮاﻫﺎ. وﻗﺪ
ﺗﺘﻜﺴﺮ ﺑﻌﺾ اﻷواﻧﻲ اﻟﺒﻠﻠﻮرﻳﺔ واﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ وﺗﺘﺴﺎﻗﻂ اﻟﻜﺘﺐ وﻗﺪ ﻳﺘﺤﺮك اﻷﺛﺎث
ا ﻨﺰﻟﻲ اﻟﺜﻘﻴﻞ وﺗﺴﻤﻊ أﺻﻮات اﻷﺟﺮاس اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ.
أﺿﺮار واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﻮت ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ ) (Bوﻟﻜﻨﻬﺎ أﻛﺒﺮ وأوﺳﻊ ﻓﻲ
اﻟﻨـﻤـﻮذج ) .(Aوﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ اﻧﺰﻻﻗﺎت ﺗﺮاﺑﻴـﺔ وﺗـﺸـﻘـﻘـﺎت أرﺿـﻴـﺔ ﺑـﻌـﺮض ﺳـﻢ
وﻳﺘﺒﺪل وﻳﺘﻐﻴﺮ ﺻﺒﻴﺐ وﻣﺴﺘﻮى ا ﻴﺎه ﻓﻲ اﻻ^ﺑﺎر.
ﺳﺎﺑﻌﺎ-ﺗﻀﺮر اﳌﺒﺎﻧﻲ:
أ- ﻳﺠﺰع أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس وﻳﻬـﺮب ﺧـﺎرﺟـﺎ وﻗﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄـﻴـﻊ اﻟـﻮﻗـﻮف
ً
ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﺗﻘﺮع أﻛﺜﺮ أﺟﺮاس اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ وﻳﺸﻌﺮ ﺳﺎﺋﻘﻮ اﻟﺴﻴﺎرات ﺑﺎﻟﻬﺰة.
ب- اﻷﺿﺮار ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻮت اﻟﻨﻤـﻮذج ) (Bوﺗﻠﺤﻖ
ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ أﺿﺮار ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ. أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮذج ) (Aﻓﺎﻷﺿﺮار ﻣﻦ
اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑـﻌـﺔ أﺣـﻴـﺎﻧـﺎ. ﻗﺪ ﺗﻨﺤﺮف اﻟﺴﻜﻚ اﳊـﺪﻳـﺪﻳـﺔ ﻋـﻦ ﺧـﻂ
ً
ﺳﻴﺮﻫﺎ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ا ﻨﺤﺪرات وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ اﻟﻄﺮق وﺗﺘﺨﺮب ﻋﻘﺪ
اﻻﺗﺼﺎل ﻓﻲ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﺼﺤﻴﺔ وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺘﺸﻘﻘﺎت ﻓﻲ اﳊﻮاﺟﺰ اﳊﺠﺮﻳﺔ.
ﺟـ- ﺗﻈﻬﺮ اﻷﻣﻮاج واﻟﻌﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷﺣﻮاض ا ﺎﺋﻴﺔ وﻳﺘﻐـﻴـﺮ ﺻـﺒـﻴـﺐ
وﻣﺴﺘﻮى ﻣﺎء اﻻ^ﺑﺎر وﻗﺪ ﺗﺨﺘﻔﻲ أو ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ وﺗـﻨـﺰﻟـﻖ اﻟـﺼـﺨـﻮر
اﻟﻬﺸﺔ ﻋﻨﺪ ﺿﻔﺎف اﻷﻧﻬﺎر أﺣﻴﺎﻧﺎ.
ً
411
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺛﺎﻣﻨﺎ-أﺿﺮار ﺷﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﳌﺒﺎﻧﻲ)×١(
أ- ﺧﻮف وﻫﻠﻊ ﺑﺎﻟﻎ وﺳﻂ اﻟﻨﺎس وﺣﺘﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﺎﺋﻘﻲ اﻻ^ﻟﻴﺎت. وﺗﺘﻜﺴﺮ
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ أﻏﺼﺎن اﻷﺷﺠﺎر وﺗﺘﺰﺣﺰح وﺗﻨﻘﻠﺐ اﻷواﻧﻲ ا ﻨﺰﻟﻴﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ
وﻳﺘﻀﺮر ﺟﺰء ﻣﻦ ا ﺼﺎﺑﻴﺢ ا ﻌﻠﻘﺔ.
ب- أﺿﺮار ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮذج ) (Cﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ وﺑﻌﻀﻬﺎ
ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻷﺿـﺮار ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻤـﻮذج ) (Bﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺜﺎﻟـﺜـﺔ ﻏـﺎﻟـﺒـﺎ أﻣﺎ ﻓـﻲ
ً
اﻟﻨﻤﻮذج ) (Aﻓﺎﻷﺿﺮار أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺘ اﻟﺮاﺑﻌﺔ واﳋﺎﻣﺴﺔ. وﺗﺘﻬﺪم أﺳﻴﺠﺔ
اﳊﺪاﺋﻖ واﳊﻘﻮل وﺗﺘﺰﺣﺰح اﻟﻬﻴﺎﻛﻞ واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ اﳊـﺠـﺮﻳـﺔ وﺗـﻨـﻘـﻠـﺐ ﺷـﻮاﻫـﺪ
وﻧﺼﺎﺋﺐ اﻟﻘﺒﻮر وﺗﺘﻜﺴﺮ ﻋﻘﺪ اﻟﺘﻤﺪﻳﺪات اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻛﺎﻣﻼ.
ً
ﺟـ- اﻧﺰﻻﻗﺎت ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ اﻷﺟﺰاء ا ﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق. وﻳﺼﻞ ﻋﻤﻖ اﻟﺸﻘﻮق
ﺑﻀﻌﺔ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮات وﺗﻈﻬﺮ أﺣﻮاض ﻣﺎﺋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة. وﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ا ﻴﺎه ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
اﻻ^ﺑﺎر اﳉﺎﻓﺔ. وﺗﻐﻮص ﻓﻲ ا^ﺑﺎر أﺧﺮى وﻳـﺘـﺒـﺪل ﺻـﺒـﻴـﺐ وﻣـﺴـﺘـﻮى ا ـﺎء ﻓـﻲ
اﻻ^ﺑﺎر.
ﺗﺎﺳﻌﺎ-أﺿﺮار ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﳕﺎذج اﻟﺒﻴﻮت
أ- ﻫﻠﻊ ﻋﺎم ﺑ اﻟﻨﺎس ﻛﻞ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎت اﻟﺒﻴﻮت ﺗﺘﻀﺮر وﺗﺘﻜﺴﺮ. ﻫﻠﻊ وﺳﻂ
اﳊﻴﻮاﻧﺎت وﻫﺮوب وإﺻﺪار أﺻﻮات ﺧﺎﺋﻔﺔ )ﻋﻮاء ﻣﻮاء ﺧﻮار ﺻﻬﻴﻞ ....
إﻟﺦ(.
ب- اﻷﺿﺮار ﻓﻲ ا ﺒﺎﻧﻲ ) (Cﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺘ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ. وﻓﻲ
ً
أﻛﺜﺮ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﻮذج ) (Bﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ. وﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮذج
ً
) (Aاﻟﺪﻣﺎر ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ ﺗﻨﻘﻠﺐ اﻷﻋﻤﺪة واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ وﺗﺘﻀﺮر ﺑﺸﺪة
اﻷﺣﻮاض ا ﺎﺋﻴﺔ اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ. اﻧﻜﺴﺎر واﻧﻔﺠﺎر أﺟﺰاء ﻣﻦ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ا ﺪﻓﻮﻧﺔ
وﺗﺘﺸﻮه اﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ وﺗﻀﺮر واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻄﺮق.
ً
ﺟـ- ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺴﻴﻮل ﻓﻲ اﻟﺴﻬﻮل وﲡﺮف ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻬﺸﺔ اﳊﺼﻮﻳﺔ
واﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻟﻄﻴﻨﻴﺔ. وﻳﺼﻞ ﻋﺮض اﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ اﻷرض إﻟﻰ ﻋﺸﺮ ﺳﻢ وأﻛـﺜـﺮ
ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﺿﻔﺎف اﻷﻧﻬﺎر وﺗﻜﺜﺮ ﻓﻲ اﻷرض اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺼﻐﻴﺮة. ﺗﺘﺪﺣـﺮج
اﻟﺼﺨﻮر واﳉﻼﻣﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻞ وﺗﻜﺜﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻧﺰﻻق اﻟﺘﺮﺑﺔ وﻣﺎ ﲢﺘﻬﺎ وﺗﻈﻬﺮ
ٍ
ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ا ﺎء ﻮﺟﺎت ﻛﺒﻴﺮة.
)×١( ف.أ. أوﻟﻮﻓﻮف اﻧﺘﺒﺎه زﻻزل ﻃﺸﻘﻨﺪ ١٧٩١.
511
اﻟﺰﻻزل
ﻋﺎﺷﺮا-ﻫﺪم ﻛﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺒﺎﻧﻲ:
أ- ﻓﻲ أﻏﻠـﺐ ا ـﺒـﺎﻧـﻲ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﻤـﻮذج Cاﻷﺿﺮار ﻣـﻦ اﻟـﺪرﺟـﺘـ اﻟـﺮاﺑـﻌـﺔ
واﳋﺎﻣﺴﺔ أﺣﻴﺎﻧـﺎ. وﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮذج ) (Bﻣﻦ اﳋﺎﻣﺴﺔ ﻏﺎﻟﺒـﺎ وﻓﻲ أﻛﺜﺮ ا ﺒﺎﻧـﻲ
ً
ً
ﻣﻦ ﻮذج ) (Aاﻷﺿﺮار ﻣﻦ اﻟﺪرﺟﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ. اﻷﺿﺮار ﺜﻞ ﺧﻄﻮرة ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﺪود وأﺣﻮاض اﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ا ﺎﺋﻴﺔ وﺳـﻮاﻫـﺎ. وأﺿـﺮار واﺿـﺤـﺔ ﻓـﻲ
اﳉﺴﻮر. اﳒﺮاف وﺗﺸﻮﻳﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﻮط اﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ واﻷﻧﺎﺑﻴﺐ ﺗﺘﻌﺮض
ﻟﻠﺘﺨﺮﻳﺐ. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺘﻤﻮﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﻄﺮق ا ﻌﺒﺪة.
ب- ﻋﺮض اﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ اﻷرض ﺑﻀﻌﺔ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮات وﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ا ﺘﺮ ﻓﻲ
ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ. وﺗﻈﻬﺮ اﻻﻧﻜﺴﺎرات اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ ﻣﻮازﻳﺔ ﺠﻤﻟﺎري اﻷﻧﻬﺎر واﻷودﻳﺔ
وﺗﻨﻬﺎل اﺠﻤﻟﺮوﻓﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﻮق اﻟﺴﻔﻮح اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار. وﻗﺪ ﲢﺪث
اﻧﻬﻴﺎرات ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺳﻔﻮح ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر واﻟﺒﺤﺎر. وﺗﺘﺤﺮك ﻗﺮب اﻟﺸﻮاﻃﻰء
اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻟﻄﻴﻨﻴﺔ وﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﳉﺪﻳﺪة.
ﺣﺎدي ﻋﺸﺮ-اﻟﻜﺎرﺛﺔ:
أ- أﺿﺮار ﺟﺴﻴﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﳉﻴﺪة اﻹﻧﺸﺎء وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﳉﺴﻮر
واﻟﺴﺪود واﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ. ﺗﺘﺤﻄـﻢ اﻷﻗـﻨـﻴـﺔ ا ـﺪﻓـﻮﻧـﺔ وﺗـﻨـﺠـﺮف اﻟـﻄـﺮق
اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ وﺳﻮاﻫﺎ.
ب- ﺗﺸﻮه ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﺸﻘﻘﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮة و ـﻮﺟـﺎت رأﺳـﻴـﺔ
وأﻓﻘﻴﺔ. ﺗﻈﻬﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﻴﺎرات اﳉﺒﻠﻴﺔ وﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺷﺪة أو ﻧﻘﺎط اﻟﺰﻟﺰال
ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﻣﻌﻴﻨﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ-ﺗﺒﺪل اﳌﻈﻬﺮ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺴﻲ
أ-ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﻴﻮت وا ﻨﺸﺎ^ت ﺗﺘﺨﺮب ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ أو ﲢﺖ ﺳﻄﺢ اﻷرض.
ب- ﻳﺘﺒﺪل ﻣﻈﻬﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺟﺬرﻳﺎ وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺸﻘﻮق ﺑﺸﺪة ﻣﻊ زﺣﺰﺣﺔ
ً
وﺣﺮﻛﺔ أﻓﻘﻴﺔ ورأﺳﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻠﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ. ﺗﻬـﺪم وﺗـﻨـﻬـﺎر ﺳـﻔـﻮح اﻷﻧـﻬـﺎر
واﻟﺒﺤﺎر ﺑﺸﺪة وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺒﺤﻴﺮات وﺗﺘﻜﻮن اﻟﺸﻼﻻت وﺗﺘﺒﺪل ﻣﺠﺎري اﻷﻧﻬـﺎر
وﻗﺪ ﺗﺘﺼﻞ اﻟﺒﺤﺎر ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﺒﺮ ا ﻀﺎﺋﻖ أو ﺗﻐﺰو اﻟﺒﺤﺎر أﻣﺎﻛﻦ اﻧﻬﺪاﻣﻴﺔ
ﺟﺪﻳﺪة وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻻت ﻗﻴﺎس ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل وﻳﺤﺘﺎج
اﻷﻣﺮ إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻄﻮرة ودﻗﻴﻘﺔ.
611
ا ﻘﺎﻳﻴﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
وﻓﻲ اﳋﺘﺎم ﻧﻮرد ﺎذج اﻟﺒﻨﺎء اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﺣﺴﺐ درﺟﺔ ﺗﻀﺮرﻫﺎ ﺑـﺎﻟـﺰﻻزل
ﻣﻦ ﺧﻼل اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺎذج اﻷﺑﻨﻴﺔ
ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ﺑﺎﻟﻨﻘﺎط
ً
ﺧﺎﻣﺴﺎ
ً
ﺳﺎدﺳﺎ
)(A
ﺑﻌﻀﻬﺎ١
ﺑﻌﻀﻬﺎ٢
اﻟﻜﺜﻴﺮ١
ﺑﻌﻀﻬﺎ٤
اﻟﻜﺜﻴﺮ٣
ﺑﻌﻀﻬﺎ٥
اﻟﻜﺜﻴﺮ٤
أﻛﺜﺮﻫﺎ٥
ً
ﻋﺎﺷﺮا
-
ً
ﺳﺎﺑﻌﺎ
ً
ﺛﺎﻣﻨﺎ
ً
ﺗﺎﺳﻌﺎ
)( B
ﺑﻌﻀﻬﺎ١
)(C
-
ﺑﻌﻀﻬﺎ٣
اﻟﻜﺜﻴﺮ٢
ﺑﻌﻀﻬﺎ٤
اﻟﻜﺜﻴﺮ٣
ﺑﻌﻀﻬﺎ٥
اﻟﻜﺜﻴﺮ٤
اﻟﻜﺜﻴﺮ٥
ﺑﻌﻀﻬﺎ٢
اﻟﻜﺜﻴﺮ١
ﺑﻌﻀﻬﺎ٣
اﻟﻜﺜﻴﺮ٢
ﺑﻌﻀﻬﺎ٤
اﻟﻜﺜﻴﺮ٣
ﺑﻌﻀﻬﺎ٥
اﻷﻛﺜﺮ٤
ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ اﳉﺪول أن ﻛﻞ ا ﺒﺎﻧﻲ ﺗﺘﻬﺪم ﺑﻌﺪ أن ﺗﺘـﺠـﺎوز ﺷـﺪة اﻟـﺰﻟـﺰال
اﻟﻌـﺸـﺮ ) (Xﻧﻘﺎط أﻣﺎ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﻀﻌﻴـﻔـﺔ ﻓـﺘـﺰول ﻗـﺒـﻞ ذﻟـﻚ وﻫـﺬا ﻣـﺎ ﻳـﻔـﺴـﺮ
اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻷﺣﻴﺎء اﻟـﻘـﺪ ـﺔ ﻓـﻲ ا ـﺪن ﺧـﺎﺻـﺔ اﻟـﺒـﻴـﻮت اﻟـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ
واﳊﺠﺮﻳﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ.
اﻷرﻗﺎم )١ـ٥( ﺜﻞ ﺗﺰاﻳﺪ درﺟﺎت اﻟﺘـﻀـﺮر ﺑـﺎﻟـﻬـﺰات ﻓـﻔـﻲ اﻟـﺪرﺟـﺔ )٥(
ﺗﻬﺪم ﻛﻞ ا ﺒﺎﻧﻲ.
) (C) (B) (Aﺎذج اﻷﺑﻨﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﻗﻮﺗﻬﺎ وﻣﺘﺎﻧﺘﻬﺎ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ. ﻫﻞ
ﻫﻲ ﻣﻌﺪة ﻟﺘﺤﻤﻞ اﻟﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ أم ﻻ. ﻓـﺄﺿـﻌـﻔـﻬـﺎ ) (Aاﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﻄﻴـﻨـﻴـﺔ
اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ واﳋﺸﺒﻴﺔ واﳊﺸﺎﺋﺸﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﻠﻴﻬﺎ ) (Bوﻫﻲ ﺑﻴﻮت ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺎرة
ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ )ﻣﻼﻃﺔ ﻃﻴﻨﻴﺔ وأﺳﻤﻨﺘﻴﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ( وﻣـﻦ اﻟـﻠـ اﻟـﻄـﻴـﻨـﻲ. ﺛـﻢ
أﻗﻮاﻫﺎ ) (Cوﻫﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻷﺳﻤﻨﺘﻴﺔ ا ﺴﻠﺤﺔ ﺑﺎﳊﺪﻳﺪ وذات اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻻﺳﻤﻨﺘﻴﺔ
ا ﺴﻠﺤﺔ اﻟﺴﻤﻴﻜﺔ واﻟﻘﻮﻳﺔ.
اﻟﻜﻠﻤﺎت: ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻀﺮر ٠١%
اﻟﻜﺜﻴﺮ ٠٥%
اﻷﻛﺜﺮ ٥٧%
711
اﻟﺰﻻزل
811
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
6 ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﻮﻗﻊ أو اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻷﻣﺜﻞ أن ﻧﺤﺪد ﻣﻜﺎن
وزﻣﺎن وﻗﻮة اﻟﺰﻟﺰال ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ وﻗﻮﻋـﻪ.
وﻟﻨﻔﺘﺮض أﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ: ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ
) (Nﻳﻌﻠﻦ ﻣﺴﺆول ﻣﺤﻄﺔ رﺻﺪ اﻟﺰﻻزل ﻣﺎ ﻳﻠﻲ: »ﻏﺪا
ﻣﺎ ﺑ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﺸﺮة واﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮة ﺑﺘﻮﻗﻴﺖ
ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻣﺸﻖ وﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ) (Nﺗﻨﺘﻈﺮ ﻫـﺰة
أرﺿﻴﺔ ﻗﻮﺗﻬﺎ )٨( درﺟﺎت«.
ﻣﺎذا ﺳﻨﻔﻌﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺑﻠﻐـﻨـﺎ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﺮﺳـﺎﻟـﺔ
اﻹذاﻋﻴﺔ? ﻫﻞ ﺳﻨﻬـﺮب ﺗـﺎرﻛـ ﺑـﻴـﻮﺗـﻨـﺎ وﻫـﻞ ﻧـﺤـﻦ
ﻣﺴﺘﻌﺪون ﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ? ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ? وﻫﺬا
ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰال ﻟﻢ ﻳﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن
ﻳﺘﻢ إﳒﺎزه ﻓﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﻈـﺮوف. ﻓـﺎﻟـﻨـﺒـﻮءة إذن
ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮام.
وﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن اﻟﻨﺒﻮءة ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻳﺠﺐ أﻻ ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻨﺎس
ﻓﻲ ﺣﻴﺮة ﻣﻊ ﺿﻴﺎع اﻟﺘﺼﺮف ا ﻨﺎﺳﺐ. إذ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ
ﻛﻞ ﻓﺮد أن ﻳﻌﺮف ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻬﺎم وﺗﺼﺮﻓﺎت
وأﻓﻌﺎل وﻣﺎ ﻳـﺠـﺐ أﻻ ﻳـﺘـﺨـﺬ ﻣـﻦ إﺟـﺮاءات وﻗـﺎﺋـﻴـﺔ
ﳊﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ واﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﳋﺪﻣﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ
ا ﺪﻳﻨﺔ وﺣﻔﻆ ﻣﺼﺎدر اﻟﻨﺸﺎط اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ.
وﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻴﺤﺪ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻨﺠﻢ
ﻋﻦ اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ وﻟﺘﻜﻮن ﻓﻲ ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﺪﻧﻴﺎ.
911
اﻟﺰﻻزل
وﻫﻜﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮن اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻫﺬا ا ﺴﺘﻮى
ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪادات ﻓﺈن اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺗﺆﺗﻲ أﻛﻠـﻬـﺎ وﺛـﻤـﺎرﻫـﺎ وإﻻ ﻓـﺈﻧـﻨـﺎ
أﻣﺎم واﻗﻊ ﺻﻌﺐ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻋﻮاﻗﺒﻪ.
ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻌﺪادات ﻣﺘﻮاﻓﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان ا ﺘﻘﺪﻣﺔ ا ﺘﻀﺮرة ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻛﺎﻟﻴﺎﺑﺎن وﻛﻨﺪا واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ وﺑـﻌـﺾ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺟـﻨـﻮب وﺷـﺮق
اﻻﲢﺎد اﻟﺮوﺳﻲ. وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﻌﺪادات ﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت
اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺻﺤﻴﺔ وﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ا ﻬﺎم وﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﲡﻬﻴﺰ ﻧﻈﺮي وﻋﻤﻠﻲ
ﻟﻸﻓﺮاد وﻻﺑﺪ ﻣﻦ وﺟﻮد إﺟﺮاءات وﻗﺎﻳﺔ وﺻﻴﺎﻧﺔ وأﻣﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﺜﺮوة اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.
ﻫﻞ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ورﻏﻢ اﻹرﺷﺎدات ا ﻌﺮوﻓﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺰﻻزل أﻧـﻨـﺎ
ﺑﻌﻴﺪون ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ زﻣﻦ وﻗﻮع اﻟﻬﺰات واﺗﺨﺎذ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮل ﺳﺎﻋﺔ
اﻟﺼﻔﺮ?
اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ وﻟﻜﻦ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل أﻧﻨﺎ اﻻ^ن ﻧﻌﺮف اﻟﻜﺜﻴﺮ
ﻋﻦ اﻟﺰﻻزل وﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﻋﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻤﻠـﻪ ﻗـﺒـﻞ وأﺛـﻨـﺎء وﺑـﻌـﺪ وﻗـﻮﻋـﻬـﺎ. وﻟـﻜـﻦ
ا ﺸﻜﻠﺔ ﻛﻴﻒ ﻧﻄﺒﻖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺗﻨﻘﺺ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟـﻮﺳـﺎﺋـﻂ اﻟـﻀـﺮورﻳـﺔ
ﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث وﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﻞ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ
إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ إﳒﺎزه ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻗﻮع اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻷن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل ﲡﻌﻞ اﻟﻨﺎس ﺳﻜﺎرى وﻣﺎ ﻫﻢ ﺑﺴﻜﺎرى وﻻ ﻳﻔﻜﺮ اﻹﻧﺴﺎن
إﻻ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎة واﻟﻬﺮب.
ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻠﺪان وﺑﻌﺪ اﻟﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﻜـﻮارث اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ﺑـﺪأ ﺗـﻜـﻮﻳـﻦ
ﻣﻨﻈﻤﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟـﺘـﻨـﺒـﺆ ﻋـﻦ اﻟـﺰﻻزل. وﻣـﻦ ﻫـﺬه اﻷﻗـﻄـﺎر
اﻟﻴﺎﺑﺎن وﻛﻨﺪا واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة واﻟﺼ واﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ: وﻓﻲ
اﻟﻮاﻗﻊ ﺑﺪأ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺬه ا ﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﻓﻲ اﳋﻤﺴﻴﻨﻴـﺎت
ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن. وﻟﻘﺪ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻄﻴﺎت واﺳـﻌـﺔ
ﻋﻦ اﻷرض ﺳﻄﺤﺎ وﺑﺎﻃﻨﺎ وﺗﺮﻛﻴﺒﺎ.
ﻛﻤﺎ ﺖ دراﺳﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ـﺖ اﻻﺳـﺘـﻌـﺎﻧـﺔ ﺑـﻌـﻠـﻮم
وﺧﺒﺮات أﺧﺮى ﻛﺎﻟﻌﻠﻮم اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ واﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ واﳉﻴﻮﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ
واﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟﻴﺔ وا ﻴﺘﺮوﻟﻮﺟﻴﺔ واﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ. وﻫﻜﺬا ﻛﺜﺮت ا ﻌﻄﻴﺎت ﻋﻦ اﻷرض.
وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺑﻘﻲ أﻣﺮ اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﺻﻌﺐ ا ﻼﺣﻈﺔ
021
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
واﻟﺘﺘﺒﻊ وﺑﻘﻴﺖ ﻇﻼل اﻷﺳﺮار ﲢﻴﻂ ﺑﻮاﻗﻊ اﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎت واﳊﺮﻛﺎت ا ﺮاﻓﻘﺔ
ﻟﻬﺎ.)×(
ﻟﻘﺪ ﻋﺎش ﺧﺒﺮاء اﻟﺰﻻزل اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن ﲡﺎرب ﻣﺮﻳﺮة ﻣـﻊ اﻟـﺰﻻزل وإﻣـﻜـﺎن
ﺗﻮﻗﻊ ﺣﺪوﺛﻬﺎ. وﻟﻘﺪ أﻋﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ إﻋﺪادا ﺟﻴﺪا ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴـﻴـﺘـﻲ.
وﻣﻦ ﺛﻤﺔ اﻧﺘﻘﻠﻮا إﻟﻰ ﺑﻼدﻫﻢ ﻓﻜﻮﻧﻮا إدارة ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ﺛﻢ إدارات وﻣﺤﻄﺎت
ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ا ﻘﺎﻃﻌﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ. وﻣﻦ ا ﺮاﻛﺰ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت
ﺗﻨﻘﻞ ﺑﺴـﺮﻋـﺔ وﺑـﺎﻧـﺘـﻈـﺎم إﻟـﻰ ا ـﺮﻛـﺰ ﻹﺟـﺮاء اﻟـﺘـﺤـﻠـﻴـﻼت اﻟـﻼزﻣـﺔ وإﻋـﻄـﺎء
اﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﺨﻤﻟﺘﻠﻒ ا ﻨﺎﻃﻖ ﻟﻠﺘﺼﺮف ﻓﻴﻤﺎ إذا وﻗﻌﺖ اﻟﺰﻻزل. ﻫﺬه
اﳋﺒﺮات واﻟﺘﺠﺎرب ﻗﺪ ﻣﻜﻨﺖ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ اﻟﺼ ﻣﻦ اﻟـﺘـﻨـﺒـﺆ ﺑـﻮﻗـﻮع
اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل ﺎ ﻗﻠﻞ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا^ﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ. وﺧﻴـﺮ ﻣـﺜـﺎل ﻋـﻠـﻰ
ذﻟﻚ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﺮى ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم )٣٧٩١(. ﻟﻘﺪ ﲡﻤﻌﺖ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺮﺻﺪ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻧﻘﻠﻬﺎ اﻟﺴﻜﺎن وﻣﺨﺘﺼﻮن ﻓﻲ اﳉﻴـﻮﻓـﻴـﺰﻳـﺎء
وﻛﻠﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ وﺟﻮد ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻄﻤـﺌـﻨـﺔ. إذ ﻟـﻮﺣـﻆ ﺗـﺒـﺪل ﻓـﻲ
ﻣﺴﺘﻮى ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻻ^ﺑﺎر وارﺗﻔﺎع واﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﺧﻂ اﻟﺸﺎﻃﻰء ﻓـﻲ
ﺷﻴﻪ ﺟﺰﻳﺮة ﻟﻴﺎودون وﻇﻬﺮت ﺗﺬﺑﺬﺑﺎت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴـﺴـﻴـﺔ.
وﻫﻜﺬا ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎم ٤٧٩١ ﲢﺪﻳﺪ ا ﻨﺎﻃﻖ ا ﺮﺷﺤﺔ ﻟﻮﻗﻮع اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ.
وﻟﻘﺪ ﺷﻤﻠﺖ ﻫﺬه ا ﻨﺎﻃﻖ ﻣﺪﻧﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﺜﻞ اﻧﻴﻜﻮي وﻫﺎﻳﺠ وﻟﻴﺎوﻳـﺎن. وﻓـﻲ
١ـ٢ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٤٧٩١ ﻻﺣﻆ ﻣﺮاﻗﺒﻮ أﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﺮة ﺛﺎﻧﻴﺔ
وﺟﻮد اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ اﳋﻔﻴﻔﺔ. وﻗﺮروا أﻧﻬﺎ ﻃﻼﺋﻊ ﻟﻬﺰات أرﺿﻴﺔ
أﻗﻮى ﻣﺪﻣﺮة ﻗﺮﻳﺒﺔ اﳊﺪوث. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻴﻮم اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﺷـﺒـﺎط
ﻟﻮﺣﻆ اﻧﺪﻓﺎع أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﳊﻴﺎت ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض إﻟﻰ اﳊﻘﻮل اﻟﺒﺎردة
ا ﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺜﻠﻮج وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ أﻋﻠﻦ اﻻﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ وأﻣﺮ اﻟﻨﺎس
ﺑﻬﺠﺮ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ وأﻃﻠﻖ ﺳﺮاح اﳊﻴﻮاﻧﺎت اﻷﻫﻠﻴﺔ وأﺑﻌﺪت اﻟﺴﻴﺎرات ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻊ
ﲡﻤﻌﻬﺎ ووﺿﻊ اﻟﻌﺠﺰة وا ﺮﺿﻰ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻘﺎوﻣﺔ وﻣﺤﻤﻴﺔ ﻣﻬﻴﺄة ﺜﻞ ﻫﺬه
اﻟﻈﺮوف. وﻣﺮت ﺑﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﺛﻘﻴﻠﺔ وﻋﺼﻴﺒﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎس اﺠﻤﻟﻬـﻮل
ﺑﺨﻮف وﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ و٦٣ دﻗﻴﻘﺔ ﻣﺴﺎء اﻧﻄﻠﻖ اﻟﺰﻟﺰال ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻪ وﻛﺎن
زﻟﺰاﻻ ﻗﻮﻳﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻘﺪاره )٣٬٧(. وﺑﻠﻐﺖ ﺷﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـﺒـﺆرة اﻟـﺴـﻄـﺤـﻴـﺔ
ﻋﺸﺮ ﻧﻘﺎط. وﻫـﺪم ﻓـﻲ أﻛـﺜـﺮ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ ﺗـﻀـﺮرا )٠٩%( ﻣـﻦ اﻟـﺒـﻴـﻮت وا ـﻨـﺎزل
)×( ﺳﻴﺒﺎﻟ
ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
121
اﻟﺰﻻزل
وﺗﻀﺮرت اﻟﺴﺪود واﳉﺴﻮر واﻟﻄﺮق واﻷﻗﻨﻴﺔ. إﻻ أن اﻟﻮﻓﻴﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﺪودة
ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻟﻢ ﺗﺰد ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت. وﻟﻮﻻ ﺗـﻮﻗـﻊ اﻟـﺰﻻزل ﻟـﺒـﻠـﻎ اﻟـﻘـﺘـﻠـﻰ اﻻ^ﻻف
ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ.
إﻧﻬﺎ ﲡﺮﺑﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺼ وﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ا ﻮﻋﺪ اﻟﺘﻘﺮﻳﺒﻲ
ﻟﻮﻗﻮع اﻟﺰﻟﺰال وﻟﺘﻔﺎدي ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮة. وﻟﻜﻦ ﻋﻠـﻴـﻨـﺎ أﻻ ﻧـﺘـﻔـﺎءل ﻛـﺜـﻴـﺮا وأﻻ
ﻧﺴﺒﻖ اﻷﻣﻮر.
ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻦ ﻋﺎم ٥٧٩١ وﻓﻲ ا ﺆ ﺮ اﻟﻌﺎ ﻲ ﻟﻠﺰﻟﺰال واﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﺑﺈﺷﺮاف
اﻟﻴﻮﻧﺴﻜﻮ. أﻓﺎض ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل ﻣﻦ اﻟﺼ ﺑﺎﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﲡﺮﺑﺘﻬﻢ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
ا ﻮﻓﻘﺔ وﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻔﺎدﻳﻬﻢ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻓﺎدﺣﺔ. وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺾ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ
ﺧﺎﺑﺖ اﻻ^ﻣﺎل ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ. ﻓﻔﻲ )٦٢( ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻣﻦ ﻋﺎم ٦٧٩١ ﺣﺪث زﻟﺰال ﻗﻮي ﺑﻠﻎ
ﻣﻘﺪاره ٧ درﺟﺎت ﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘﺮ وﺗﺒﻌﺪ ﺑﺆرﺗﻪ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻘﺪار ٠٥١ ﻛﻢ ﺷﺮق
اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻜ . ﻟﻘﺪ ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﺣﺪوث ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻛﺒﻴﺮ وﺣﻮادث ﻣﻮت
ﻛﺜﻴﺮة. وأﺷﺎرت ا ﻌﻄﻴﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ أﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪ إﻟﻰ زوال ﺧﻄﺮ اﻟﺰﻟﺰال
واﻗﺘﻨﻊ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺼ ﺑﺬﻟﻚ. وﻟﻜﻦ وﺿﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن اﻟﻬﺰة اﻷوﻟـﻰ ﻟـﻢ ﺗـﻜـﻦ
ﺳﻮى ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻬﺰة أﻋﻨﻒ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺸﻒ. ﻓﻔﻲ ٧٢ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ أي ﺑﻌﺪ ﻳﻮم
واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰال ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻫﺰة ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﻠﻎ ﻣﻘﺪارﻫﺎ
٩٬٧ درﺟﺎت وﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال )٠١-١١( ﻧﻘﻄﺔ. ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن اﻷواﻣﺮ
ﻗﺪ ﺻﺪرت ﻗﺒﻴﻞ وﻗﻮع اﻟﺰﻟﺰال إﻟﻰ اﻟﻌﻤﺎل ﺑﺎﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻧﻌﻬﻢ وﻣﻨﺎﺟﻤﻬﻢ
وأن ﻳﻌﻮد اﻟﻨﺎس إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ. وﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻛﺎرﺛﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺪ ﺑﻠﻎ
ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﺼﺎدر اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ )٠٤٢( أﻟـﻒ ﻧـﺴـﻤـﺔ. إﻻ أن
وﻛﺎﻻت اﻷﻧﺒﺎء ﻗـﺪرت اﻟـﻌـﺪد ﺑـﺤـﻮاﻟـﻲ ٠٠٦-٠٥٦ أﻟـﻒ إﻧـﺴـﺎن. أﻣـﺎ اﳉـﺮﺣـﻰ
ﻓﻠﻴﺲ أﻗﻞ ﻣﻦ ٠٨٧ أﻟﻒ ﻓﺮد. واﻟﺴﺆال: ﺎذا ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ
ﻣﻮﻋﺪ وﻗﻮع اﻟﺰﻟﺰال? وﻟﻘﺪ ﻋﺮف اﻟﺴﺒﺐ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﺳﻨ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﺷﺮات
اﻟﺰﻟﺰال ﻣﻮﺟﻮدة وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺿﺎﻋﺖ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
وذﻟﻚ ﺑﺘﺸﻮﻳﺶ ﻣﻦ ﺿﺠﻴﺞ ﻣﺼﺎﻧﻊ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ا ﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
اﻟﺰﻟﺰال وﻣﻦ ﻫﺪﻳﺮ اﻻ^ﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺮج ا ﻮاد اﳋﺎم ﻣﻦ ا ﻨﺎﺟﻢ.
وﻫﻜﺬا ﺷﻮﻫﺖ ﻟﻮﺣﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻘﺎﺋﻤ ﻋﻠﻰ رﺻﺪ اﻟﺰﻻزل
وﻟﻢ ﻳﺜﻖ ﻫﺆﻻء ﺑﺎ ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺘﻬﻢ وﻟﻢ ﻳﻌﻠﻨﻮا اﻟﻨﻔﻴﺮ ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ ﻛﻤﺎ أن
ا^راء اﺨﻤﻟﺘﺼ ﻗﺪ ﺗﻀﺎرﺑﺖ ﺣﻮل ﻫﺬه ا ﻌﻠﻮﻣﺎت. ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أن دﻓﻦ ﻛﻞ
221
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
ﻫﺆﻻء ﲢﺖ اﻷﻧﻘﺎض وﲢﻘﻘﺖ اﻟﻜﺎرﺛﺔ ا ﺮﻳﻌﺔ.
ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻜﺎرﺛﺔ ﻗﻞ ﺣﻤﺎس اﻟﻌﻠﻤﺎء. وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻔﻮا ﻋﻦ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ أﺑﺤﺎﺛﻬﻢ
ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ أﺣﺴﻦ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﺘﻮﻗﻊ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل وﺗﻔﺎدي أﺿﺮارﻫﺎ. ﻟﻘﺪ
ﻜﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ا ﻜﺴﻴـﻚ ﻣـﻦ ﲢـﺪﻳـﺪ ﻣـﻜـﺎن وزﻣـﺎن اﻟـﺰﻻزل ﺛـﻼث
ﻣﺮات ﻛﻤﺎ وﻓﻖ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺼ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة ﺑﻌﺪ اﻟـﺰﻟـﺰال ا ـﺪﻣـﺮ
اﻻ^ﻧﻒ اﻟﺬﻛﺮ. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﺎﻧﺖ اﻹﺧﻔﺎﻗﺎت ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ.
وﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﻮﻗﻊ اﻟﻌـﻠـﻤـﺎء ﺣـﺪوث زﻟـﺰال ﻓـﻲ وادي
ﻓﺮﻏﺎﻧﺔ وﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻫﻨﺎك ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﻌـﺪ )٠٠٤( ﻛـﻢ ﻣـﻦ ا ـﻜـﺎن ا ـﺘـﻮﻗـﻊ
وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺟﺒﺎل ا^ﻻي. وﺣﺪﺛﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳋـﻄـﻴـﺌـﺔ ﻓـﻲ ﺗـﺮﻛـﻤـﺎﻧـﺴـﺘـﺎن وﻓـﻲ
دوﺷﺎﻧﺒﻴﻪ ﻟﻢ ﺗﻘﻊ اﻟﻬﺰة ا ﺘﻮﻗﻌﺔ. وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ إذ ﺗﻨﺒﺄ ﺑﻌﺾ اﺨﻤﻟﺘﺼ
ﺑﺤﺪوث زﻟﺰال ﻗﻮي ﺑﻌﺪ زﻟﺰال ذﻣﺎر )٣٨٩١( ﺎ دﻓﻊ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﳋﺮوج
ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻﻨﻌﺎء. وﻟﻜﻦ ﻟـﻢ ﻳـﺤـﺪث أي زﻟـﺰال ذو ﻣـﻌـﻨـﻰ ﺑـﻞ
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت أﻃـﻠـﻘـﺖ ﺻـﻔـﺎرات اﻹﻧـﺬار ﻓـﻲ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن إذ ﺗـﻮﻗـﻊ
اﺨﻤﻟﺘﺼﻮن ﺣﺪوث زﻟﺰال ﻣﺪﻣﺮ ﻓﻜﻞ اﻟﺪﻻﺋﻞ وا ﺆﺷﺮات أﻳﺪت ﻗﺮب ﺣﺪوﺛﻪ
ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ ﺳﻮروغ اﻟﻮاﻗﻊ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﻮﻛﻴﻮ وﺗﺰاﻳـﺪت اﻟـﻘـﺮاﺋـﻦ
وا ﺆﺷﺮات اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ وأﺻﺒﺢ وﻗﻮع اﻟﻬﺰة أﻣﺮا ﻣﺤﺘـﻤـﺎ. ﻛـﻤـﺎ أﻳـﺪت
ا ﻌﻄﻴﺎت اﳉﻴﻮﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ذﻟﻚ وﻇﻬﺮت ﻓﻌﻼ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟـﻬـﺰات اﳋـﻔـﻴـﻔـﺔ
وﻋﻠﻴﻪ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﳉﻨﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻺﺷﺮاف وإﻋﺪاد اﻟـﺘـﺠـﻬـﻴـﺰات واﻻﺳـﺘـﻌـﺪادات
اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺰﻟﺰال. وﻣﺮن اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﳊﻈﺎت اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ.
وﻟﻜﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ وﻓﻲ ﻋﺎم ٣٨٩١ وﻓﻲ ﺷﻬﺮ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﳋﻄﺄ ﻓﻲ
اﻟﺘﻮﻗﻊ. وﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮت اﻷﺷﻬﺮ واﻟﺴﻨﻮن وﻟﻢ ﲢﺪث اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ. وﻟﻢ
ﲢﺪث إﻟﻰ اﻻ^ن. أﻣﺎ ﻣﺘﻰ ﲢﺪث ﻓﻌﻠﻤﻬﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻠـﻪ وذﻟـﻚ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ
وﻓﺮة اﻟﻌﻠﻤﺎء وأﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪ ا ﺘﻄﻮرة ﻛﺜﻴﺮا.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻓﺎﻟﻮﺿﻊ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﺣﺴﻦ ﻓﻠﻘﺪ ﺗـﻨـﺒـﺄ
أﺣﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم )٠٨٩١( ﺑﺤﺪوث أﺣﺪ أﺷﺪ اﻟﺰﻻزل ﻋـﻨـﻔـﺎ
ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﳊﺎﺿﺮ وذﻟﻚ ﻗﺮب ﺷﻮاﻃﻰء ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ وﺑـﻴـﺮو واﻟـﺘـﺸـﻴـﻠـﻲ ﻓـﻲ
أﻣﺮﻳﻜﺎ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ وﻋﻠﻴﻪ أﺧﺬ اﻟﻬﻠﻊ واﻟﻔﺰع ﻗﻠﻮب اﻟﻨﺎس ﻛﻞ ﻣﺄﺧﺬ. وﺗـﻀـﺮر
ا ﻮﺳﻢ اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ أ ﺎ ﺿﺮر واﻣﺘﻨﻊ اﻷﺟﺎﻧﺐ ﻋﻦ اﻻﺻﻄﻴﺎف ﻫﻨﺎك وﻧـﻘـﻞ
321
اﻟﺰﻻزل
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺻﺤﺎب رؤوس اﻷﻣﻮال أﻧﺸﻄﺘﻬﻢ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻹدارﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى. وﺧﺴﺮت ﻫﺬه اﻟﺪول ﻣﺌﺎت ا ـﻼﻳـ ﻣـﻦ اﻟـﺪوﻻرات. وﻟـﻢ
ﻳﺤﺪث أي زﻟﺰال وﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٩١ ﻃﻮي أﻣﺮ اﻟﻨﺒﻮءة ﺎﻣﺎ وﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﳊﺎدﺛﺔ
اﺗﺨﺬت اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ﻗﺮارا ﺧﺎﺻﺎ ﻨﻊ أﻋﻀﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘـﻨـﺒـﺆ
ﺑﻮﻗﻮع اﻟﺰﻻزل ﺧﺎرج ﺣﺪود اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ.
ﻳﺸﻴﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه إﻟﻰ أن ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﺪوث اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻟﻴﺴﺖ
ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﺈن ﺻﺪﻗﺖ اﻟﻨﺒﻮءة ﻣﺮة ﺳﻴﺠﺎﻓﻴﻬـﺎ اﳋـﻄـﺮ ﻣـﺮات ﻋـﺪﻳـﺪة.
وذﻟﻚ ﻷن ﻇﺮوف ﺗﻜﻮﻳﻦ اﻟﺰﻻزل ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻌﻘـﻴـﺪ وﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﲡـﺮي ﻓـﻲ
أﻋﻤﺎق اﻷرض اﻟﺴﺤﻴﻘﺔ وﻳﺼﻌﺐ رﺻﺪﻫﺎ وﺗﺘﺒﻌﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻌﺐ ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ وإﻋﻄﺎء
ﺻﻮرة واﺿﺤﺔ ﻋﻨﻬﺎ ﻹﺻﺪار اﻹﻧﺬار ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ا ﻨﺎﺳﺐ.
ﻣﺮاﺣﻞ وﻃﺮق ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
ﲢﺘﺎج اﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﲢﻀﻴﺮﻳﺔ ﻃﻮﻳﻠـﺔ ﺟـﺪا ﻗـﺪ ـﺘـﺪ ﻋـﺸـﺮات
ﻣﺌﺎت ﺑﻞ ا^ﻻف اﻟﺴﻨ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻜﻮﻳﻨﻬﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ وأﺑﻌﺎدا
ﻛﺒﻴﺮة ﻗﺪ ﺗﺸﻤﻞ ﻣﺌﺎت وا^ﻻف اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ا ﺮﺑﻌﺔ. إن ﻣﺮاﻗﺒﺔ وﻣﻼﺣﻈﺔ ﻣﺜﻞ
ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت أﻣﺮ ﻜﻦ ﻋﺒﺮ اﻟﻄﺮق اﻟﺴﻴﺴﻤﻮﻟﻮﺟﻴﺔ )اﻻﻫﺘـﺰازﻳـﺔ( وذﻟـﻚ
ﺑﺄن ﺗﺘﻢ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺒﺪل اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ أي ﻣـﺮاﻗـﺒـﺔ ﻇـﻬـﻮر ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﳋـﻤـﻮد
اﻻﻫﺘﺰازي وﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﺒﺪل ﺗﻮﺗﺮ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺎﻃﻨﻴﺎ وﺗﺒﺎﻳﻦ ﺷﻔﺎﻓﻴﺘﻬﺎ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
وﻛﺬﻟﻚ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﺼﺮﻓﺎت ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ. إذ ﺗﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺗﺼﺮﻓﺎت
ﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ذاﺗﻴﺔ )ﺣﺮﻛﺔ( إﻟﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻃﺎﺑﻊ ﻣﺸﺘﺮك ﻣﻊ ﻛﺘـﻞ أﺧـﺮى ﻣـﺠـﺎورة
وﺗﺸﻜﻞ ﺠﻤﻮﻋﻬﺎ ﻛﺘﻠﺔ ﺣﺮﻛﻴﺔ واﺣﺪة. وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﺗﻌﺪ اﻷﻣـﻮر
ﻟﻀﺮﺑﺔ زﻟﺰاﻟﻴﺔ وﺷﻴﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮة.
إن ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻀﺮورﻳـﺔ ﻟـﻠـﺘـﻌـﺮف ﻋـﻠـﻰ
ﻃﺒﻴﻌﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة. و ـﻜـﻦ أن ﺗـﻮﺿـﺢ ﻟـﻨـﺎ واﻗـﻊ
اﻻﻧﺸﻄﺎر اﻟﺬي ﺳﻴﺘﺤﻘﻖ ﻋﺒﺮ ﻓﺘﺮة ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻗﺼﻴـﺮة )ﺑـﻀـﻌـﺔ ﺷـﻬـﻮر( وﻗـﺪ
ﺗﻜﻮن ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ )ﺳﻨﻮات(. ﺜﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ
اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ. وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻊ ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ ﺣﺎﻟﻴـﺎ ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ﻣـﻊ
اﻷﺷﻜﺎل اﻷﺧﺮى ﻟﻠﺘﻮﻗﻊ واﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ.
أﻣﺎ اﻟﺘﻮﻗﻊ ا ﺘﻮﺳﻂ ا ﺪى ﻓﻮاﻗﻌﻪ أﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪا وﺗﺘﺮاوح ﻣﺪﺗﻪ ﺑ ﺑﻀﻌﺔ
421
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
أﺳﺎﺑﻴﻊ وﺑﻀﻌﺔ ﺷﻬﻮر وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺒﺪﻻت ﻧﻈﺎم ا ﻈﺎﻫﺮ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﺠﺐ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻈﺎﻫﺮ أﺧـﺮى ﻛـﺘـﺒـﺪل ﻣـﻴـﻞ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض
وذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل أدق اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ا ﺴﺎﺣﻴﺔ واﻟﻠﻴﺰرﻳﺔ. ﻛﻤﺎ ﲡﺐ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻣﺼﺎدر
ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ واﻟﺴﻄﺤـﻴـﺔ وﻓـﺤـﺺ ﻣـﺮﻛـﺒـﺎﺗـﻬـﺎ اﻟـﻜـﻴـﻤـﻴـﺎﺋـﻴـﺔ وﺧـﺼـﺎﺋـﺼـﻬـﺎ
اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﲡﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ ا^ﺑﺎر اﻟﻨـﻔـﻂ واﻟـﻐـﺎز. وﻓـﻲ ﻫـﺬه ا ـﺮﺣـﻠـﺔ ﻗـﺪ
ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ا ﻔﻴﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﺒﺪل وﺗﻄﻮر اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ا ﻨﻄﻠﻘﺔ
ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺒﺪﻻت ﺳﺮﻋﺔ واﻣﺘﺼﺎص اﻷﻣﻮاج اﻟﻠﺪﻧﺔ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ا ﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ.
وﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺄﻳﻴﺪ ﻣﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت ا ﺘﻮﺳﻄﺔ اﻷﻣﺪ اﻟـﺘـﻮﻗـﻌـﺎت ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ
اﻷﻣﺪ ﺗﺒﺪأ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻮﻗﻊ اﻟﻘﺼﻴﺮ اﻷﻣﺪ واﻟﺬي ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻣـﺪﺗـﻪ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻀـﻌـﺔ
أﻳﺎم. وﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻜﻞ ا ـﻌـﻄـﻴـﺎت ا ـﺘـﻮاﻓـﺮة وﺑـﺨـﺎﺻـﺔ ا ـﻌـﻄـﻴـﺎت
اﻟﻬﻴﺪروﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ )ﻛﻴﻤﻴﺎء ا ﺎء( اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻮر ﺑﻌﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ وذﻟﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ
اﻟﺰﻻزل. وﻟﻠﻄﺮق اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴـﻴـﺔ دور راﺋـﺪ ﻓـﻲ ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬ ﻣـﺮﺣـﻠـﺔ اﻟـﺘـﻮﻗـﻊ
اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻷﻣﺪ. إذ ﻜﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺘـﻬـﺎ ﻣـﺮاﻗـﺒـﺔ ورﺻـﺪ ﻣـﺎ ﻳـﺠـﺮي ﻓـﻲ ﺑـﺎﻃـﻦ
اﻷرض وﻣﺮاﻗﺒﺔ اﺠﻤﻟﺎﻻت اﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ وﻣﻼﺣﻈﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺔ اﻹﻳﻨﻮﺳﻔﻴﺮ
)اﻻﻧﺸﻄﺎر( اﳉﻮﻳﺔ ﻓﻬﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ ﺗﻌﻜﺲ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳉﺎرﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ
اﻷرض.
ﻟﻢ ﺗﺘﻀﺢ إﻟﻰ اﻻ^ن ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﻛﻬﺮوﺣﺮارﻳﺔ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ا ﻌﺮوف اﻻ^ن أﻧﻪ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺸﻄﺎر اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﺒﻠﻮرﻳﺔ ﻟﻠﻤﻌـﺎدن
ا ﺆﻟﻔﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﺗﻠﻌﺐ اﻟﻘﻮى اﻟـﻜـﻬـﺮوﻣـﻐـﻨـﺎﻃـﻴـﺴـﻴـﺔ اﻟـﺪور
اﻷﺳــﺎﺳــﻲ ﻓــﻲ ﲢ ـﻘ ـﻴــﻖ ذﻟــﻚ. وﻟــﻮﺣــﻆ أن ﻣ ـﺴ ـﺘــﻮى ﻓ ـﻌــﺎﻟ ـﻴــﺔ ا ـﻈــﺎﻫــﺮ
اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺰﻻزل أو أﺛﻨﺎءﻫﺎ. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺸﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺎ
ذﻛﺮﻧﺎه ﻗﻤﻢ اﳉﺒﺎل وا ﺎ^ذن ا ﻮﺟﻮدة ﻓﻮق اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ا ﺴﺘـﻘـﺒـﻠـﻴـﺔ. ﻛـﻤـﺎ
ﺗﻈﻬﺮ ﺷﺬوذات ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳉﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ذات اﳉﺰﺋﻴﺎت ا ﺸﺤﻮﻧﺔ
ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺎ.
وﻫﻜﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﳊﺪوث اﻟﺰﻟﺰال إﻻ ﺳﺎﻋﺎت أو دﻗﺎﺋﻖ ﻓﺎﻻﻫﺘﻤـﺎم
ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠـﻰ اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟـﻮﻗـﺎﺋـﻴـﺔ وﻣـﺮاﻗـﺒـﺔ اﻟـﻬـﺰات اﻟـﻄـﻼﺋـﻌـﻴـﺔ وا ـﻌـﻄـﻴـﺎت
اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺼﺮف اﳊﻴﻮاﻧﺎت ﻗﺒﻴﻞ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ
وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻻﺻﻄﺒـﻼت وﻓـﻲ ﺣـﺪاﺋـﻖ اﳊـﻴـﻮاﻧـﺎت وا ـﻬـﻢ ﻓـﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه
521
اﻟﺰﻻزل
اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺮﺑﺎﻃﺔ اﳉﺄش واﻻﻧﺘﻈﺎر ﳊـﻈـﺔ ﻓـﻠـﺤـﻈـﺔ. وﻳـﺠـﺐ أن
ﺗﻜﻮن ﻓﺮق اﻹﻧﻘﺎذ واﻟﺼﻴﺎﻧﺔ واﻟﺼﺤﺔ ﺑﻜﻞ أﻧﻮاﻋﻬﺎ ﺟﺎﻫﺰة ﻟﻠﻌﻤﻞ. وﻣﻊ ذﻟﻚ
ﻗﺪ ﺗﻘﻊ اﻟﻮاﻗﻌﺔ وﻗﺪ ﻻ ﺗﻘﻊ. وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ اﻻﻧﺘﺒﺎه واﻟﺘﻬﻴﺆ.
واﻟﺴﺆال ا ﻬﻢ اﻻ^ن: إﻟﻰ أي ﻣﺪى ﻜﻦ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻮﻗﻊ اﻟـﺜـﻼث?
وﻛﻤﺎ رأﻳﻨﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻨﺒﻮءة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺪادات واﺳﻌﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ
واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وإدارﻳﺔ وﺗﻘﻨﻴﺔ. إن ﺗﻮاﻓﺮ اﻻﺳﺘﻌﺪادات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﻮﻗﻊ
اﻟﻄﻮﻳﻞ اﻷﻣﺪ ﺟﻴﺪ. ﻓﻔﻲ اﻟﺒﻠﺪان ا ﺘﻄﻮرة ﻛﺎﻟﻴﺎﺑﺎن واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة وﻛﻨﺪا
ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺮﺻﺪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﻔﺮﻋﻴﺔ ﺑﺠﺪ وﲡﻤﻊ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻛـﻞ ﻣـﺎ
ﻳﺠﺮي ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض وﺗﻨﻘﻞ ﻫﺬه ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺘﻄﻮرة إﻟﻰ ا ﺮاﻛﺰ
اﺨﻤﻟﺘﺼﺔ ﻟﺘﺪرس ﺑﺪﻗﺔ وﲢﻠﻞ ﺛﻢ ﻳﺘﻮﺻﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟـﺎت ﻣـﻌـﻴـﻨـﺔ
ﻳﺒﻠﻎ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺎﻹﺟﺮاءات اﻟﻀﺮورﻳﺔ.
ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻷﻣﺮ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻮﻗﻊ ا ﺘﻮﺳﻂ. ﻓﻬﻨﺎ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة
وﲢﺴﺐ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻷﺳﺎﺑﻴﻊ وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻧﻘﻞ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺛﻢ دراﺳﺘﻬﺎ
وﲢﻠﻴﻠﻬﺎ وﲢﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻤﻠﻪ. ﻟﺬا ﻳﻌﻤـﺪ اﻻ^ن إﻟـﻰ ﲢـﺴـ وﺳـﺎﺋـﻞ ﻧـﻘـﻞ
ا ﻌﻠﻮﻣﺎت. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ا ﻌﻄﻴﺎت ا ﺎﺋﻴﺔ اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ )اﻟﻬﻴﺪروﻛﻴﻤﻴﺎء(
ﻻ ﻳﻮﺛﻖ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺮﺣﻠﺔ. وﺑﺎﺧﺘﺼﺎر إن واﻗﻊ اﻟﻨﺒﻮءة ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺎ ﻳﺮام
وﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺧﺎﻃﺌﺔ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ ا^ﺛﺎر ﺳﻠﺒﻴﺔ ﺟﺪا.
وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻨﺒﻮءة اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻷﻣﺪ ﻓﺈن واﻗﻌﻬﺎ أﺷﺪ ﺗﻌﻘﻴﺪا وأﻗﻞ ﳒـﺎﺣـﺎ
ﻣﻦ ا ﺮﺣﻠﺘ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ وا ﺘﻮﺳﻄﺔ. وذﻟﻚ ﻷن اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺼﻴـﺮ ﺟـﺪا وﻳـﺠـﺐ أن
ﺗﺮد ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻳﻮﻣﻴﺎ وﺑﺎﻟﺴﺎﻋﺎت ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻼزم ﻟﻜﻲ
ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت وﻗﺮارات ﻣﻮﻓﻘﺔ. وﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن
ﺗﺘﺠﻤﻊ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺮﺻﺪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋـﻘـﺔ ﺛـﻢ ﺗـﺒـﻠـﻎ إﻟـﻰ
اﻟﻔﺮوع. وﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻧﻘﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻻ ﻷن ﻣﺮاﻛﺰ
اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﺒﻌﺜﺮة ﺑﺸﺪة ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت وﻓﻲ اﳉﺒﺎل واﻟﺼﺤﺎرى...اﻟﺦ
ﺑﻞ إن ﻧﻘﻞ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻳﺼﻌﺐ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ. وﻟﻌﻠﻪ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺬي
ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻓﻴﻪ اﻷﻗﻤﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ا ﻌﻠﻮﻣﺎت رأﺳﺎ ﻣﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
إﻟﻰ اﶈﻄﺎت ا ﺮﻛﺰﻳﺔ ﺛﻢ ﺗﺒﻠﻎ ﻟﻸﻗﻤﺎر اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ وﻣﻦ ﺛﻤﺔ إﻟﻰ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺮﺻﺪ
اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ. ﻟﻢ ﺗﻄﺒﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ إﻟﻰ اﻻ^ن وﻫـﻲ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻣـﻜـﻠـﻔـﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮا
وﲢﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻘﻨﻴﺎت ﻋﺎﻟﻴﺔ.
621
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄزف اﻷزﻓﺔ وﻳﺒﻘﻰ ﻮﻋﺪ اﻟﻬﺰة دﻗﺎﺋﻖ وﻟﻴﺲ ﺳﺎﻋﺎت.
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ اﺳﺘﻌﻤﺎل وﺳﺎﺋﻂ ﻧﻘﻞ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺎت
ﻣﻦ ا ﺮاﻛﺰ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻔﺮﻋﻴﺔ أو اﻟﻌﻜﺲ. وﻳﺠﺐ ﻧﻘﻞ ﻫﺬه ا ﻌﻠﻮﻣﺎت أو
ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺴﺐ إﺷﺎرات ﻣﻌﻴﻨﺔ إﻧﺬارﻳﺔ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﻫﺬه اﻹﺷﺎرات
اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ اﻷﻣـﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﺎدل
)٠١( ﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎدة. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳـﺮﻋـﺔ اﻹﺷـﺎرات ا^ﻧـﻴـﺔ. وﻛـﻠـﻤـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺑـﺆرة
اﻟﺰﻟﺰال ﺑﻌﻴﺪة ﻛﺎن ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺘﺴﻊ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ. إذ ﻜﻦ ﻓﻲ ﺧﻼﻟﻪ ﻗﻄﻊ اﻟﺘﻴﺎر
اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ وإﻏﻼق أﻧﺎﺑﻴﺐ وﺟﺮار اﻟﻐﺎز وإﻃﻔﺎء ﻣﺤﺮﻛﺎت اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ
واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ. وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺆﻛﺪ أن
ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮﻗﻊ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﲢﻞ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة. إﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠـﺔ
ﻣﺴﺘﻤﺮة وﻟﻦ ﺗﻨﺘﻬﻲ. ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ اﻻﺳﺘﻌﺪاد داﺋﻤﺎ واﻻﻧﺘﻈﺎر واﻟﻌﻤﻞ اﻟﺪؤوب ﻟﻜﻲ
ﻧﺘﻔﺎدى اﳋﺴﺎﺋﺮ أو ﻧﻘﻠﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا. ﻓﻨﺤﻦ ﻛﺎﻟﻔﻼح: ﻳﻔﻠﺢ وﻳﺒﺬر...اﻟﺦ وﻟﻜﻦ
ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﶈﺼﻮل ﺘﺎزا وﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن اﻟﺒﺘﺔ. وﻋﻠﻴﻪ اﻟﺘﻮﻗـﻊ اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻲ أﻣـﺮ
ﺻﻌﺐ ا ﻨﺎل ﻷن ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض ﻣﺒﻬﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎ . ﻟﺬا ﺗﺒﻘﻰ ﻇﻼل
اﻟﺸﻚ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮل اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﻣﺘﻰ وﻛﻴﻒ وﺑﺄي ﻣﻘﺪار ﺳﺘﻜﻮن اﻟﻬﺰة?...
ﻻ ﻧﻌﺮف. وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻠﺢ وﻧﺰرع... واﶈـﺼـﻮل ﻏـﻴـﺮ ﻣـﻌـﺮوف. وﻫـﻜـﺬا
ﻜﻦ أن ﻧﻠﺨﺺ ﻋﺪدا ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮﻗﻊ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ.
ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎس أن اﳊﻴﻮاﻧـﺎت ـﺘـﻠـﻚ وﺳـﺎﺋـﻞ إﺣـﺴـﺎس ﺧـﺎﺻـﺔ
ﲢﺲ ﺑﺤﺪوث اﻟﺰﻻزل ﻗﺒﻞ وﻗﻮﻋﻬﺎ. ﻟﺬا ﻳﻬﺘﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻷﻗﻄﺎر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺮاﻗﺒﺔ ﺗﺼﺮﻓﺎت اﳊﻴﻮاﻧﺎت داﺧﻞ اﻟﺒﻴﻮت أو ﻓﻲ اﳊﻈﺎﺋﺮ أو ﻓـﻲ ﺣـﺪاﺋـﻖ
اﳊﻴﻮاﻧﺎت. وﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن اﻷﺑﻘﺎر واﻟﻜﻼب واﻟﻘﻄﻂ ﻳﻌﺘﺮﻳﻬﺎ اﻻﺿﻄﺮاب
ﻗﺒﻞ وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل ﺑﺒﻀﻊ ﺳﺎﻋﺎت وأﻛﺜﺮ اﳊﻴﻮاﻧﺎت اﺿﻄﺮاﺑﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ
ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻛﺎﻟﺜﻌﺎﺑ واﻟﻔﺌﺮان وﺳﻮاﻫﺎ إذ إﻧﻬﺎ ﺗـﻬـﺮب ﻣـﻦ ﺟـﺤـﻮرﻫـﺎ
ﺧﺎﺋﻔﺔ. وﻳﻔﺴﺮ ﺗﺼﺮﻓﻬﺎ ﻫﺬا ﺑﻈﻬﻮر أﻣﻮاج ﻛﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴـﺴـﻴـﺔ ﻗـﺒـﻞ اﻟـﺰﻟـﺰال
ﺗﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﻫﺬه اﳊﻴﻮاﻧﺖ ﻓﺘﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎزﻫﺎ اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻓﺘﻔﻌﻞ ﺑﺸﺪة.
ﻫﻨﺎك وﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺘﻮﻗﻊ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ أﺟﻬﺰة اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وﻋﻠـﻰ أﺟـﻬـﺰة
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺮاﻗﺐ اﻟﺘﺒﺪﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮأ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻟﻸرض
ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺰﻟﺰال وﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺎط اﻷﻣﻮاج اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ اﶈﺘﺮﻣﺔ
ﻟﻸرض وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﻳﺪﻓﻦ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﻘـﺎط اﻷﺻـﻮات داﺧـﻞ اﻷرض ﺑـﻌـﻤـﻖ
721
اﻟﺰﻻزل
ﻣﺤﺪد وﻳﺒﻠﻎ ﻋﻤﻘﻪ ﻓﻲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ )٠١١(م ﺿﻤﻦ ﺑﺌﺮ ﻠﻮءة ﺑﺎ ﺎء وﻟﻜﻦ ﻗﺪ
ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ اﳉﻬﺎز ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻛﻤﺎ ﻳـﺠـﺐ وﻗـﺪ ﻻ ﻧـﺤـﺲ إﻻ واﻟـﻜـﺎرﺛـﺔ ﻗـﺪ
وﻗﻌﺖ.
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻃﺮق أﺧﺮى ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف ﻣﻴﻞ ﺳﻄﺢ اﻷرض وﺳﻴﺘﻢ اﻟﺘﻌﺮف
ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﺑﻮاﺳﻄﺔ أﺟﻬﺰة ﻗﻴﺎس ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ اﳊﺴﺎﺳـﻴـﺔ. وﺗـﺴـﺘـﻌـﻤـﻞ ﻫـﺬه
اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن.
وا ﻬﻢ ﻫﻨﺎ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺗﻘﻌﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﻟﺬي ﻳﺴﺒﻖ اﻟﺰﻟﺰال ﻋﺎدة إذ ﻳﻠﻲ
اﻟﺘﻘﻌﺮ ﺣﺪوث اﻟﺸﻖ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ واﻟﺒﺆرة.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺗﻘﻌﺮ اﻷرض ﻗﺪ ﻳﺘﻢ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﺒﺪل ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ
اﳉﻮي . ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬا ا ﺆﺷﺮ ﻻ ﻳﺤﺪد ﻣﻜﺎن ﺣﺪوث اﻟﺰﻟﺰال.
ﻫﻨﺎﻟﻚ وﺳﻴﻠﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﺘﻮﻗﻊ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻟﺪوﻧﺔ ا ﻮاد ا ﺆﻟﻔﺔ
ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. وﺑﺨﺎﺻﺔ ا ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺰﻳﺎدة ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺘﻲ ﺗـﺴـﺒـﻖ اﻟـﺰﻟـﺰال.
ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ.
وﻫﻜﺬا ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺗﻌﺪد وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮﻗﻊ وﻟﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﻮاﻗﺺ ﻛﺜﻴﺮة ﺎ
ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ. واﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ داﺋﻢ ﻋﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺘﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
وﻟﺘﻔﺎدي ا^ﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ.
ﻟﻘﺪ ﺳﻌﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ رﺻﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﻮﻗـﻮع
اﻟﺰﻻزل وﻣﺜﻠﺖ ﺑﺎﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
821
ﺗﻮﻗﻊ اﻟﺰﻻزل
IV
ا ﺆﺷﺮات
اﻟﻔﻴﺰﻳﻠﺌﻴﺔ
ﻣﺮاﺣﻞ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ
III
V
ﻫﺒﻮط ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﺴﺮب ا ﺎء وﺗﺸﻮه
ﻟﺘﻮﺗﺮات ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ
وﻋﺪم اﺳﺘﻘﺮار
ﻫﺰات رادﻓﺔ
ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺼﺪع
II
ﺗﺸﻜﻞ
وﺗﻮﺳﻊ
اﻟﺸﻘﻮق
I
ﲡﻤﻊ ﻗﻮى
اﻟﺘﺸﻮﻳﺔ
اﻟﻠﺪﻧﺔ
ﺳﺮﻋﺔ
اﻻﻣﻮاج
اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ
ارﺗﻔﺎع
ﺳﻄﺢ اﻟﺘﺮﺑﺔ
واﻷرض
اﺑﻌﺎث
ﻏﺎز
اﻟﺮادون
ا ﻘﺎوﻣﻴﺔ
اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ
ﻋﺪد اﻷﺣﺪاث
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﺑﻮﻗﻮع اﻟﺰﻻزل
921
اﻟﺰﻻزل
031
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
7 ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
إن ا ﻈﺎﻫﺮ ا ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋـﺔ
وﺗﻌﺘـﺒـﺮ ﻧـﺘـﺎﺟـﺎ ﻟﻬﺎ. وﻣﻦ أﺑـﺮزﻫـﺎ ﺗـﺨـﺮﻳـﺐ وﺗـﺸـﻮﻳـﻪ
ً
اﻟﺴﺎﺣﺘ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ واﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺮاﻓﻖ
ً
اﻟﺰﻻزل ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺿﻮﺋﻴﺔ وﺻﻮﺗﻴﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﺮﻛﺎت
ﻣﻮﺟﻴﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺎر واﶈﻴﻄﺎت. وﺗﺆدي اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ
ﻓــﻲ أﻏ ـﻠــﺐ اﻷﺣ ـﻴــﺎن إﻟــﻰ اﻧ ـﻬ ـﻴــﺎﻻت واﻧ ــﺰﻻﻗ ــﺎت
واﳒﺮاﻓﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ا ـﻈـﻬـﺮ
اﳋﺎرﺟﻲ ﻟﺴﻄﺢ اﻷرض ﺑﻞ وﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ
واﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. وﻓﻲ ﺑﻌـﺾ اﳊـﺎﻻت ﻗـﺪ ﺗـﺘـﺴـﺒـﺐ ﻓـﻲ
ﻇﻬﻮر أو ﲡﺪد اﻟﺒﺮاﻛ . وﺳـﻨـﺴـﺘـﻌـﺮض اﻻ^ن أﺑـﺮز
ﻫﺬه ا ﻈﺎﻫﺮ.
)×(
١-اﻟﻬﺰات اﻟﻄﻼﺋﻌﻴﺔ واﻟﺮادﻓﺔ
ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺗﻠﻲ اﻟﻬﺰة اﻟﻘﻮﻳﺔ
ً
اﻷوﻟﻰ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻬـﺰات اﻟـﻼﺣـﻘـﺔ أو
اﻟﺮاﻓﻌﺔ)×١( ) (After - Shockاﻟﺘﻲ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻜﻤﻞ ا ﻬﻤﺔ
ً
اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ اﻷﺳﺎﺳـﻴـﺔ.
وﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﺗﻜﻮن ﺑﻌﺾ اﻟﻬﺰات ﻫـﺬه أﻛـﺜـﺮ
ﺷﺪة ﻣﻦ اﻷوﻟـﻰ. ﻓـﻤـﺜـﻼ ﻓﻲ زﻟﺰال ﻧﻴـﻮﻣـﺪرﻳـﺪ ﻓـﻲ
ً
)×( أ. أ. ﻧﻴﻜﻮف ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٩٧٩١.
)×١( )ﻳﻮم ﺗﺮﺟﻒ اﻟﺮاﺟﻔﺔ ﺗﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟﺮادﻓﺔ( )اﻟﻨﺎزﻋﺎت(
131
اﻟﺰﻻزل
أواﺳﻂ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة ﻟﻮﺣـﻆ أن ﺑـﻌـﺾ اﻟـﻬـﺰات اﻟـﺮادﻓـﺔ ﻟـﻢ ﺗـﻘـﻞ ﺷـﺪة
وﲢﻄﻴﻤﺎ ﻋﻦ اﻷوﻟﻰ. وﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻫﺬه اﻟﻬﺰات أﺿﻌﻒ وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺘﻜﺮرة ﻛﺜﻴﺮا.
ً
ً
وﻓﻲ أﻏﻠﺐ اﻷﺣﻴﺎن ﺜﻞ ﻣﺮاﻛﺰ أو ﺑﺆر اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ ﺟﻴﻮﺑﺎ ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﺗﺨﺘﺰن
ً
ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮر ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. و ﻴﺰ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل
ﻇﺎﻫﺮة ﻣﻨﺎﻗﻀﺔ ﺎ ﺳﺒﻖ أي أن اﻟﻬﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﺴﺒﻘﻬﺎ ﻫﺰات ﺿﻌﻴﻔﺔ
ﺗﻌﺮف ﺑﺎﻟﻬﺰات اﻟﻄﻼﺋﻌﻴﺔ أو ) .(Fore - Shockﻟﻘﺪ رﺻﺪت ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻬﺰات
ﻗﺒﻴﻞ زﻟﺰال أﻏﺎدﻳﺮ ا ﺪﻣﺮ ٠٦٩١ ﻓﻲ ا ﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ. وﻟﻮ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﺟﻴﺪا ﻟﻬﺎ
ً
ﻟﺘﺪﻧﻰ ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﺜﻴـﺮا ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ. وﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴـﺮا ﻣﺎ
ً
ً
ﻻﻳﻬﺘﻢ اﻟﻨﺎس ﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻬﺰات ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻻزل ﻷﻧـﻬـﺎ
ﻛﺜﻴﺮة اﳊﺪوث. و ﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺮة ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل واﻟﻨﺎس أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ
ﲢﺪﻳﺪ أي اﻟﻬﺰات أﺳﺎﺳﻲ وأﻳﻬﺎ اﻟﻄﻼﺋﻌﻲ. ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻲ زﻟﺰال اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ا ﺪﻣﺮ
ً
)٠٦٩١( ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﻘﻮة وﻟﻘﺪ ﻇﻨﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻫﺰات ﻃﻼﺋﻌﻴﺔ.
وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻬﺰات اﻟﺘﻲ ﺗﻜـﺮرت ﻓـﻲ اﻟـﻴـﻮﻣـ اﻟـﺘـﺎﻟـﻴـ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻗـﻮى ﻣـﻦ
اﻷوﻟﻰ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮة ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وﻋﻠﻴﻪ ﻫﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ ﻃﻼﺋﻌﻴﺔ واﻟﻬﺰات
ً
اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻫﺰات رادﻓﺔ? وﻫﻜﺬا ﻧﺮى ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت
ﻣﺎ ﺑ اﻟﻬﺰات اﻟﻄﻼﺋﻌﻴﺔ واﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﺮادﻓﺔ. وﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﻧﻔﻜﺮ
ﺑﺎﻟﻌﻮاﻗﺐ اﻟﻮﺧﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻬﺰات ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ أﺳﺎﺳﻴﺔ أم ﻃﻼﺋﻌﻴﺔ
أم رادﻓﺔ.
٢-ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻀﻮء واﻟﺼﻮت
ﻳﺸﺎﻫﺪ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳊـﺎﻻت ﻗـﺒـﻴـﻞ وﻗـﻮع اﻟـﺰﻟـﺰال وﺣـﺘـﻰ أﺛـﻨـﺎء
وﻗﻮﻋﻬﺎ ﺿﻮءا أﺧﻀﺮ ﻴﻞ ﻟﻠﺼﻔﺮة ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ اﳉﻮ ﻓﻮق ا ﺮﺗﻔﻌﺎت
ً
ذات اﻟﻘﻤﻢ اﳊﺎدة ﻛﻤﺎ ﺗﺮى ﻓﻮق اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ أو ا ﺎ^ذن أو أﺑﺮاج اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ....
إﻟﺦ. وﻗﺪ ﻳﻈﻬﺮ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻫﺎﻟﺔ ﻣﺸﻌﺔ وﻳﺸﺒﻪ وﻣﻴﺾ اﻟﺒﺮق أﺣـﻴـﺎﻧـﺎً
وﻗﺪ ﻳﻀﺎرع ﻓﻲ إﺷﻌﺎﻋﻪ اﻟﺸﻔﻖ اﻟﻘﻄﺒﻲ )أورورا(.
وﻫﻜﺬا رأى ﺳﻜﺎن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺸﻘﺒﺎد ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﺴﺘﺎن أﺷﻌﺎﻋﺎً
وﻫﺎﺟﺎ ﻓﻮق ﺟﺒﺎل ﻛﻴﺒﻴﺖ داغ ا ﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ا ﺪﻳﻨﺔ وذﻟﻚ أﺛﻨﺎء ﺣـﺪوث زﻟـﺰال
ً
ﻋﺎم ٨٤٩١. ﻛﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪ اﻟﻨﺎس اﻹﺷﻌﺎﻋﺎت اﻟﺒﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ زﻟﺰال أ ﺎﻧﻴﺎ ﻟﻌﺎم ١١٩١.
وﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻟﻬﺬه ا ﻈﺎﻫﺮ اﻟﻀﻮﺋﻴـﺔ ارﺗـﺒـﺎﻃـﺎ ﺑﺎﳊﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎء
ً
231
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
اﳉﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﺮوف اﻟﺰﻻزل. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺐ وﺟﻮدﻫﺎ ﺗﺒﺪل وﺗـﻐـﻴـﺮ اﻟـﻨـﻈـﺎم
اﳊﺮاري ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻌﺎل ﻓﻮق ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. إذ إﻧﻪ ﻧﺘﻴـﺠـﺔ ﻻﺣـﺘـﻜـﺎك
ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﳉﺰﺋﻴﺎت اﻟﻬﻮاﺋﻴﺔ اﺣﺘﻜﺎﻛﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺣﺮارة ﻫﺬه اﳉﺰﺋﻴﺎت
ً
ً
ﻛﺜﻴﺮا ﻓﺘﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﳉﻮ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺷﺮارة ﻣﺨﻴﻔﺔ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﳋﻄﻮط اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء
ً
ا ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰﻻزل دور ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻈﻮاﻫﺮ.
ﻛﺜـﻴـﺮا ﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ ﺣ وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل ﻋﻦ ﺳـﻤـﺎع أﺻـﻮات وﻫـﺪﻳـﺮ ﻋـﻤـﻴـﻖ أو
ً
ﺿﺠﻴﺞ ﻣﺨﻴﻒ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺻﻮات ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣـﺮدﻫـﺎ إﻟـﻰ ﺗـﻜـﺴـﺮ اﻷﺑـﻮاب
واﻟﻨﻮاﻓﺬ واﻷﺷﺠﺎر وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت أو ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﻬﻴـﺎرات اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة ﻓـﻲ
ا ﺪن وﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳉﺒﻠﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﻟﻮﺣﻆ أن ﺑﻌﺾ اﻷﺻﻮات ﺗﺴﻤﻊ ﻗﺒﻞ وﻗﻮع
اﻟﺰﻟﺰال وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻳﺮاﻓﻘﻪ واﻻ^ﺧﺮ ﺑﻌﺪﻫﺎ. وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﺗﺴﻤﻊ اﻷﺻﻮات
وﻻ ﺗﻘﻊ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ.
وﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٥٣٩١( وﻗﺮب ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﻤﻴﺴﻜﺎ ﻣﻴﻨﻎ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﻴﻮﺑﻴﻚ
ﻓﻲ ﻛﻨﺪا روي ﻋﻦ أﺣﺪ اﻷﺷﺨﺎص اﳊﻜﺎﻳﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
»ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺴﺘـﻘـﻠـﻴـﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮه ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻨـﻮم وﻗـﺒـﻞ أن ﻳـﺄﺧـﺬه)×٢(
اﻟﻨـﻮم
ً
ﻻﺣﻆ أن اﻟﻨﺎﻓﺬة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ )وﻳﺠﺐ أن ﻧﻮﺿﺢ أن اﻟﻨﻮاﻓﺬ
ﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺸﺪﻳﺪة اﻟﺒﺮودة ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻨﺪا وﺷﻤﺎل اﻻﲢﺎد اﻟﺮوﺳﻲ ﻣﺆﻟـﻔـﺔ
ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬة ﺧﺎرﺟﻴﺔ وأﺧﺮى داﺧﻠﻴﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﺮاغ ﻟﻺﻗـﻼل ﻣـﻦ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟـﻨـﻘـﻞ
ً
اﳊﺮاري واﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺷﺪة اﻟﺒﺮد( ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺳﻤﻊ ﻫﺪﻳـﺮا ﺷﺪﻳﺪا
ً
ﻇﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺻﻮت رﻳﺢ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺎﻣﺤﺔ. وﻟﻜﻲ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻟﻢ
ﺗﺘﺤﻄﻢ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﻮق اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻟﻴﻐﻠﻖ اﻟـﻨـﺎﻓـﺬة ﺟـﻴـﺪا. وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻣﺎه
ً
ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﺴﺮﻳﺮ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ اﻧﺪﻓﻊ اﻟﺴﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﲢﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ ﻓﺎرﺗﻄﻢ
ﺑﺎﳉﺪار وﺳﻘﻂ ﺑﻘﻮة ﻋﻠﻰ اﻷرض«. وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أن اﻟﺮﺟﻞ ﻗﺪ ﺳﻤﻊ اﻷﺻﻮات
ﻗﺒﻞ ﺣﺪوث اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ. وﻳﺸﻴﺮ ذﻟﻚ إﻟﻰ أن ا ﻮﺟﺔ اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﺖ
ﻓﻲ ﻗﺪوﻣﻬﺎ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ. ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻊ ﺑﻬﺬه اﻟﺮواﻳﺎت ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻬﻲ ﻟﻴﺴﺖ
ً
ﺑﻘﺼﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.
إن ﺳﺒﺐ اﻷﺻﻮات ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ وﺳﻂ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻠﺒﺔ أﻣﻮاج
اﻫﺘﺰازﻳﺔ ذات ﻓﺘﺮات دورﻳﺔ ﻗﺼﻴﺮة ﺟﺪا وﻟﻜﻨﻬﺎ ذات ذﺑﺬﺑﺎت ﺳﺮﻳﻌﺔ وﻛﺒﻴﺮة.
ً
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض اﳋﺎرﺟﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ اﻷﻣﻮاج اﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﻫﺬه ﻓﻲ
)×٢( ﻳﻮ. ﻳﻮﺳﻔ . اﻟﺰﻻزل واﻟﻜﻮارث واﻹﻧﺴﺎن. ﻣﻮﺳﻜﻮ ٢٨٩١ ص/٣٩.
331
اﻟﺰﻻزل
اﻟﻐﻼف وﻓﻲ ﻛﺘﻠﺔ ا ﻴﺎه ﻣﻌﻄﻴﺔ دوﻳﺎ وﺻﻮﺗﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض.
ً
ً
٣-اﻟﺴﺎﺣﺔ اﳌﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ واﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ
ﻟﻘﺪ دﻟﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﳉﻴﻮﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻟﻸرض أن
ﺧﺼﺎﺋﺺ ﻫﺬه اﻟﺴﺎﺣﺔ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل وذﻟﻚ ﺣ
وﻗﻮﻋﻬﺎ وﻗﺪ ﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ. وﻫﻜﺬا ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻊ زﻟﺰال ﻋﺎم )٢٦٨١( ﻓـﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﻠﻴﻨﻔ ﺗﻐﻴﺮ اﻻﻧﺤﺮاف ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻘﺪار )٥٬٣(درﺟﺔ وﺗـﺒـﺪﻟـﺖ
اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺑﺸﺪة ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺑﻌﺾ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪث زﻟﺰال ﻋﻨﻴﻒ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﺷﺮق إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٤٨٨١. وﻳﺠﺐ أن
ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺗﻐﻴﺮت ﺑﺸﺪة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ
ﻗﺒﻞ وﻗﻮع اﻟﺰﻟﺰال ﺑﻴﻮﻣ وزﻟﺰال ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ ﻣﻦ أﻛﺜـﺮ زﻻزل اﻟـﻌـﺼـﺮ ﺗـﺪﻣـﻴـﺮاً
وﺷﺪة.
إن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل وﺗﺒﺪل ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴـﻴـﺔ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل أﻣﺮ ﻣﻔﻬﻮم ﻧﻈﺮﻳﺎ. إذ إﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮل اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﻳﺘﻢ
ً
ﻓﻲ اﻷرض إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺼﺨﻮر ا ﻤﻐﻨﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻐﺎﻳﺮ ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺮ
اﻟﺬي ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺪل ﻣﻈﻬﺮ وﺳﻤﺎت اﻟﺴﺎﺣﺔ ا ﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ. وﻟـﻘـﺪ ﺑـﺮﻫـﻦ
ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺖ ﻋﻠﻰ أن اﳋـﺼـﺎﺋـﺺ ا ـﻐـﻨـﺎﻃـﻴـﺴـﻴـﺔ ﻟـﺒـﻌـﺾ أﻧـﻮاع
اﻟﺼﺨﻮر ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﻀﻐﺎﻃﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻗﺒـﻴـﻞ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻻزل.
وﻟﻘﺪ اﻟﻜﺸﻒ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻋﻦ ﺗﻮﺗﺮات ﺷﺪﻳﺪة ﻓﻲ اﻟﺴـﺎﺣـﺔ
اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔاﳉﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺮب ﺳﻄﺢ اﻷرض. وﻳﻌﺰو ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء ذﻟﻚ إﻟﻰ
ﺗﺴﺨﻦ ﺑﻌﺾ ا ﻌﺎدن ﻓﻲ ﺑﺎﻃـﻦ اﻷرض ﻋـﻨـﺪ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻻزل. وﻓـﻲ ﻇـﺮوف
اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺷﺤﻨﺎت ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻮﺟﺒـﺔ. ـﺎ ﻳـﺆدي إﻟـﻰ
ﺗﻐﻴﻴﺮ واﺿﺢ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﳉﻮ.
٤-ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض
ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﺗﺒﺪﻻت ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻨـﺪ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻻزل وﺗـﺘـﺠـﻠـﻰ
ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﻘﻮق وﺣﺪوث اﻻﻧﻬﻴﺎرات واﻻﻟـﺘـﻮاءات وارﺗـﻔـﺎع
ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ واﻧﺨﻔـﺎض أﻣـﺎﻛـﻦ أﺧـﺮى. وﻗـﺪ ﺗـﺆدي إﻟـﻰ ﻇـﻬـﻮر اﳉـﺰر ﻓـﻲ
اﻟﺒﺤﺎر. ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺴﻄـﺢ ﺗـﺮاﻓـﻖ ﻋـﺎدة زﻣـﻦ ﺣـﺼـﻮل
431
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
اﻟﺰﻻزل ﻟﺬا ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﺒﺪﻻت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ. وﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﺗﻐﻴﺮات ﻳﺘﻢ ﺣﺪوﺛﻬﺎ
ﺑﻌﻴﺪ وﻗﻮع اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﺜﻠﺔ ﺑﺎﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة وﺑﺎﻧﺰﻻق
وﺗﺴﺎﻗﻂ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ وﻗﺪ ﻳﺮاﻓﻖ ذﻟﻚ ﻇﻬﻮر اﻟﻐﺒﺎر وﺗﺸﻜـﻞ
ﺳﻴﻮل اﻷﻃﻴﺎن وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳉﺒﻠﻴﺔ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﺨﺎرﻳﻂ ﻣﻦ
اﳋﺒﺚ أو اﻟﺮﻣﺎل ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺪﻓﺎع ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ وا ﻌﺪﻧﻴﺔ ﺑﻌﻨﻒ ﻧﺤﻮ
اﻷﻋﻠﻰ. ﻛﻤﺎ أن ﺑﻌﺾ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ وأﺧﺮى ﺗﺨﺘﻔﻲ. ﺗﻌﺮف ﻫﺬه ﺑﺎﻟﺘﺒﺪﻻت
اﻟﻼﺣﻘﺔ أي ﺗﺒﺪﻻت ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺰﻻزل.
٥-اﻟﺘﺒﺪﻻت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ:
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ اﻟﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ ﲢـﺪث ﺗـﺒـﺪﻻت ﻣـﻬـﻤـﺔ
ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض إذ ﺗﺘﺸﻜﻞ اﻟﺸﻘﻮق وﺗﺨﺴﻒ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ أو ﺗﺮﺗﻔﻊ.
أ- اﻟﺸﻘﻮق
ﻫﻲ أﻛﺜﺮ اﻷﺷﻜﺎل ﻣﺮاﻓﻘﺔ ﻟﻠﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وﺗﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﺰﻻزل.
وﺗﻘﺴﻢ اﻟﺸﻘﻮق إﻟﻰ ﺷﻘﻮق ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ إذ ﳒﺪ ﺷﻔﺘﻲ اﻟﺸﻖ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺗ وأﺧﺮى
ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻣﻠﺘﺤﻢ ﺷﻘﺎﻫﺎ. و ﻴﺰ ﻛﺬﻟﻚ ﺷﻘﻮﻗﺎ ذات ﺷﻔﺘ ﻣﺘﺤﺮﻛﺘ وﻗﺪ ﺗﻜﻮن
ً
ﺧﻼف ذﻟﻚ. ﺗﺘﺸﻜﻞ اﻟﺸﻘﻮق ﺑﺎ^ن واﺣﺪ ﻓـﻲ اﻟـﻜـﺘـﻞ اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ ا ـﺘـﻤـﺎﺳـﻜـﺔ
واﻟﻔﺮﻃﺔ وﻓﻲ اﳊﺎﻟﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﺳﺘﺘﻌﺮض ﻟـﻠـﺘـﺸـﻮه ﻛـﺜـﻴـﺮا. وﺗﺘﺠﻠﻰ اﻟﺸـﻘـﻮق
ً
واﺿﺤﺔ ﻓﻲ ا ﺒﺎﻧﻲ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ وا ﻨﺸﺎ^ت و ـﺜـﻞ اﻟـﺴـﺒـﺐ ا ـﺒـﺎﺷـﺮ ﻟـﺴـﻘـﻮﻃـﻬـﺎ
واﻧﻬﻴﺎرﻫﺎ. ﺗﺄﺧﺬ اﻷﺷﻜﺎل أو ا ﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﺸﻘﻴﺔ اﲡﺎﻫـﺎت ﻣـﺤـﺪدة ﻏـﺎﻟـﺒـﺎ.
ً
ﻓﻔﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻧﺮاﻫﺎ ﺷﺪﻳﺪة اﻻﻧﺤﺪار وﺗـﻘـﻞ زواﻳـﺎ اﻻﻧـﺤـﺪار
ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪﻧﺎ ﻋﻦ اﻟﺒﺆرة وﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮض ﺑﻌـﺾ اﻟـﺸـﻘـﻮق ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺆرة اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ
ﻟﻼﻧﺤﺮاف.
ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮض اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻋﺒﺮ ﻫﺬه اﻟﺸﻘﻮق. ﻓﻔﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ
ً
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪث زﻟﺰال ﻛﺎﻻﺑﺮي ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٣٨٧١( اﺧﺘﺮﻗﺖ اﻟﺸﻘﻮق ﺑﺮج ﺗﻴﺮاﻧﻮﻓﺎ
ا ﺴﺘﺪﻳﺮ ﻛﺎﻣﻼ. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أدى إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض أﺣﺪ أﺟﺰاء اﻟﺒﺮج ﺎ ﻳـﺰﻳـﺪ
ً
ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮة أﻣﺘﺎر. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت ﳒﺪ أن ﺑﻌﺾ اﻷﺷﻴﺎء ا ﻮﺟﻮدة ﻗﺮب
اﻟﺸﻘﻮق ﺗﻘﻮم ﺑﺤﺮﻛﺔ دوراﻧﻴﺔ أو اﻟﺘﻔﺎﻓﻴﺔ. ﻓﻔﻲ زﻟﺰال أﻧﺪﻳﺠﺎن ﻓﻲ اﻻﲢـﺎد
اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٢٠٩١ اﻧﺤﺮﻓﺖ اﻷﻋﻤﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
ا ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺳﻴﺎج ﻣﻘﺒﺮة ا ﺪﻳﻨﺔ ﻘﺪار ﺳﺒﻊ درﺟﺎت ﺑﺎﲡﺎه ﺣﺮﻛﺔ ﻋﻘﺎرب
531
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺴﺎﻋﺔ. ﻗﺪ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺸﻘﻮق ﻓـﻲ اﻟـﺼـﺨـﻮر ﻣـﺘـﻔـﺮدة أو ﻣـﺠـﺘـﻤـﻌـﺔ وﻫـﻲ ذات
أﻃﻮال ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ. وﻟﻘﺪ اﻣﺘﺪ ﺷﻖ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﻟـﻮﻗـﻮع زﻟـﺰال )٤(
دﻳﺴﻤﺒﺮ )دﻳﻜﺎﺑﺮ( ﻣﻦ ﻋﺎم ٧٥٩١ ﻣﺴﺎﻓﺔ )٠٧٢ ـ ٠٨٢(ﻛﻢ وﺗﻔﺎوت ارﺗﻔﺎع ارﺗﻔﺎع
ﺷﻔﺘﻲ اﻟﺸﻖ ﻘﺪار )٨٢٣(٧م ﻓﻲ ﺑﻌﺾ أﺟﺰاﺋﻪ.
إن ﻋﻤﻖ اﻟﺸﻘﻮق ا ﻔﺘﻮﺣﺔ ﻏﻴـﺮ ﻣـﻌـﺮوف ـﺎﻣـﺎ وﻟﻜﻨﻬـﺎ ذات اﻣـﺘـﺪادات
ً
ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ )٠١ـ ٢١(م. أﻣﺎ ﺳﻌﺔ أو ﻋﺮض اﻟﺸﻖ ﻓﻘﺪ ﻳـﺼـﻞ
إﻟﻰ ٤ـ٥م. ﻟﻘﺪ ﺷﻮﻫﺪت ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ ﺿﻮاﺣﻲ ﻣﺪﻳـﻨـﺔ ﺻـﻨـﻌـﺎء ﻓـﻲ
وادي ﻇﻬﺮ وﻳﺮوى أن ﺑﻌﺾ اﳊﻴﻮاﻧﺎت ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﻴﻬﺎ وﻧﻔﻘﺖ. ﻣﺜﻞ ﻫـﺬه
اﻟﺸﻘﻮق ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻲ اﻷﻧﺪﻟﺲ ﻋﺎم )٤٨٨١(م وﻣﺎﺗﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﻏﻨﺎم وا ﺎﻋﺰ
ﻛﻤﺎ ﻟﻮﺣﻆ أن ﺷﻔﺎه ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻘﻮق ﻗﺪ اﻟﺘﺤﻤﺖ ﺑﻘﻮة وﲢﺮﻛﺖ اﻷﻣﺮ اﻟـﺬي
أدى إﻟﻰ اﻧﺼﻬﺎر ﺳﻄﻮح اﻻﺣﺘﻜﺎك وإﻟﻰ ﺗﻐﻴﺮ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ. ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎدﺛﺔ
ﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ وادي ﻇﻬﺮ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إذ ﲢﻮل ﺳﻄﺢ اﻻﺣﺘـﻜـﺎك ﻣـﻦ ﺻـﺨـﺮ
ﺣﺠﺮ رﻣﻠﻲ إﻟﻰ ﻛﻮارﺗﺰﻳﺖ. وﻟﻘﺪ وﻗﻊ ﺣﺎدث ﻣﺆﺳﻒ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﺰﻻزل اﻟﺬي
ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺟﺒﺎل ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑـﻖ إذ ﻇـﻬـﺮ ﺷـﻖ
واﺳﻊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﻔﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﺎدﻓﺔ أﺣـﺪ اﻟـﺮﺟـﺎل وﻓـﻲ ﻧـﻔـﺲ
اﻟﻠﺤﻈﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺰة رادﻓﺔ ﻓﺎﻧﻄﺒﻘﺖ ﺷﻔﺘﺎ اﻟﺸﻖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ وﺳﺤﻖ ﺎﻣﺎ.
ً
ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﻮادث ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺎدرة ﻓﻠﻘﺪ اﺑﺘﻠـﻊ أﺣـﺪ ﻫـﺬه اﻟـﺸـﻘـﻮق ﺑـﻌـﻴـﺮا ﻓﻲ
ً
اﻟﻴﻤﻦ ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺣﺪاث زﻟﺰال ﻛﺎﻻﺑﺮي ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ )٣٨٧١(.
ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ اﳉﺪول اﻟﺘﺎﻟﻲ أﺑﻌﺎد اﻟﺸﻘﻮق واﻟﺼﺪوع اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻜـﻮﻧـﺖ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ
ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ.
ﺗﺄﺧﺬ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣـﻈـﻬـﺮا وﻧﻈﺎﻣـﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ وﻏﺎﻟﺒـﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﺘﺸـﺮ زﻣـﺮا
ً
ً
ً
ً
ﻣﺘﻮازﻳﺔ وﻗﺪ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ أﺣﻴﺎن أﺧﺮى ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﻠﻘﻲ. وﻓﻲ زﻟﺰال ﻛﺎﻻﺑﺎري
ﻓﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ )٣٨٩١( ﺷﻮﻫﺪت ﺷﻘﻮق ﺷﻌﺎﻋﻴﺔ اﻟﺸﻜﻞ. وﻗﺪ ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ
ا ﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﺸﻘﻴﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺰواﻳﺎ ﻣﻌﻴﻨﺔ. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﻌﻤﻮدﻳﺔ
ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺟﺮوف وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﺪرﺟﺔ ﻟﺘﻮاﻟﻲ ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺮﻓﻊ ﺧﻼل زﻟﺰال أو
أﻛﺜﺮ. وﻧﺸﺎﻫﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﺪرﺟﺎت ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ اﻟﻨﺒﻲ ﺷﻌﻴﺐ ﻓﻲ
أواﺳﻂ اﻟﻴﻤﻦ.
631
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺸﻖ أو اﻟﺼﺪع
)١(
ﻛﺎﻻﺑﺮي ـ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ
ﻧﻴﻮزﻳﻠﻨﺪا
ــ
أﺧﺎﻧﻲ ـ اﻟﻴﻮﻧﺎن
ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ
أﻧﺪﻟﻮزﻳﺎ ـ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ
زاﺋﻴﻠﻴﺴﻜﻲ ا^ﻻﺗﺎوي
ا^ﻻﺳﻜﺎ
ﻣﻴﻨﻮأﺗﺎري ـ اﻟﻴﺎﺑﺎن
ا^ﻳﺴﻼﻧﺪ
ا^ﺳﺎم ـ اﻟﻬﻨﺪ
ا^ﻻﺳﻜﺎ )اﻟﻮﻻﻳﺎت
ا ﺘﺤﺪة(
ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ
ﺟﺰﻳﺮة ﺗﺎﻳﻮان
ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ
ﺧﻠﻴﺞ ﺳﺎﻏﺎﻣﻲ
ـ اﻟﻴﺎﺑﺎن
ﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ
ﻋﺸﻘﺒﺎد ـ اﻻﲢﺎد
اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ
ﺟﺒﺎل رﻳﺸﻲ ﺑﻮﻏﺪو
)ﻣﻨﻐﻮﻟﻴﺎ(
اﳊﺮﻛﺔ أو
اﻟﺰﺣﺰﺣﺔ )م(
ﻋﻤﻮدي أﻓﻘﻲ
اﻟﻌﻤﻖ
)م(
)٥(
٦
٠١
-
)٦(
٣
٢
٥١
٠٢
٧٬٢
٥
)٧(
٣
٢
٤
٥٬٧١
٩٩٨١
٥٠٩١
٦٠٩١
٦٠٩١
٠٠٤
٠٤
٠٥٥
-
-
٥
٢
-
٠٢
٣
٦
٣٢٩١
٨٢٩١
٥٢
-
-
-
١-٢
٥٬٢
٥-٩
-
٨٤٩١
-
-
-
٥٬١
-
٧٥٩١
٠٨٢
٨٢٣
-
ﺳﻨﺔ
اﻟﺘﺸﻜﻞ
)٢(
٣٨٧١
٨٤٨١
٥٥٨١
١٦٨١
٨٦٨١
٤٨٨١
٧٨٨١
٩٨٨١
١٩٨١
٦٩٨١
٧٩٨١
اﻟﻄﻮل
)ﻛﻢ(
)١(
١-٢
٠٠١
٠٥١
٣١
٣
٢-٣
٠٦١
٥١
٣٦
اﻟﻌﺮض
)م(
)٤(
٥٬١
٢
٢١-٥١
٤
٥٬٠
-
ب- اﻻﻧﻬﺪاﻣﺎت
ﻗﺪ ﻳﺆدي ﺗﻘﺎﻃﻊ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﻘﻮق إﻟﻰ ﻫﺒﻮط وﺧﻔﺲ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ. ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﻔـﺰا اﻧﻬﺪاﻣﻴﺔ. ﻓﻔﻲ زﻟﺰال ﻋﺎم ٢٦٨١ اﻟﺬي ﺣـﺪث
ً
٢
ﻗﺮب ﺑﺤﻴﺮة ﻳﺎي ﻛﺎل ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ ﻫﺒﻄﺖ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻷرض )٠٠١(ﻛﻢ
إﻟﻰ ﻣﺎدون ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻠﻴﺠﺎً ﻋﻤﻘﻪ ٨م. وﻓﻲ ا^ﺳﻴﺎ
اﻟﺼﻐﺮى )ﺗﺮﻛﻴﺎ( اﺧﺘﻔﺖ ﺑﻠﺪة أوﻧﻠﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺰة أرﺿﻴﺔ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٩٦٨١(.
731
اﻟﺰﻻزل
وﺧﺴﻔﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﺘﺎﻛﺠﻲ اﻟﺘﺸﻴﻜﻴﺔ ﻛﺎﻣﻼ ﺳﻨﺔ )٨٦٨١(. وﻟﻘﺪ ﻫﺒﻄﺖ أﺟﺰاء
ً
ﻣﻦ ﻣﺠﺮى ﻧﻬﺮ ا ﻴﺴﻴﺴﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﺎم )١١٨١( وﺗﻜﻮﻧﺖ
ﻫﻨﺎك ﺑﺤﻴﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺠﺬوع اﻷﺷﺠﺎر ا ﻴﺘﺔ.
ﻗﺪ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻬﺒﻮط ﺑﻌﻤﻘﻬﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ. ﻓﻔﻲ زﻟﺰال )٣٢٩١( ا ﺪﻣﺮ
واﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن اﻧﺨﻔﺾ ﻗﺎع ﺧﻠﻴﺞ ﺳـﺎﻏـﺎﻣـﻲ ـﻘـﺪار )٠٠٣ـ ٠٠٤م(
وﻟﻌﻞ اﻧﻬﺪام ﻏﻮر ﻧﻬـﺮ اﻷردن ﺧـﻴـﺮ ﻣـﺜـﺎل ﻋـﻠـﻰ ﺷـﺪة اﳋـﻔـﺲ اﻟـﺬي أﺻـﺎب
ا ﻨﻄﻘﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ واﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻳﻨﺨﻔﺾ اﻟﺒﺤﺮ ا ﻴﺖ
ﻗﺮاﺑﺔ )٠٠٤(م ﲢﺖ ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟﺒﺤﺮ. وﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻬﺎﺑﻄﺔ
ً
ﻗﻠﻴﻠﺔ ا ﺴﺎﺣﺔ واﻟﻌﻤﻖ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﳊﺎل ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
ﺟـ- اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﻫﻀﺔ
ﻻﺗﺆدي اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ إﻟﻰ ﺧﻔﺲ ﻟﺴﻄـﺢ اﻷرض ﻓـﻘـﻂ ﺑـﻞ إﻧـﻬـﺎ ﻓـﻲ
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﻬﻮض وارﺗﻔﺎع ﻗﻄﻊ ﻣـﻦ اﻷرض ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ـﺎ
ﻳﺠﺎورﻫﺎ ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ ﻓﻔﻲ زﻟﺰال ﺳﻮﻧﻮري )٧٨٨١( اﻟﺬي وﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ا ﻜﺴﻴﻚ
ارﺗﻔﻌﺖ ﺑ ﺻﺪﻋ ﻣﺘﻮازﻳ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻼل ﺑـﻌـﻠـﻮ ﺳـﺒـﻌـﺔ أﻣـﺘـﺎر. وﻓـﻲ
زﻟﺰال ا^ﺳﺎم ﻇﻬﺮت اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳉﺰر اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ وﺑﻠﻎ ﻃﻮل إﺣﺪاﻫﺎ
)٠٥١(م وﻋﺮﺿﻬﺎ )٥٢(م وﻓﻲ زﻟﺰال ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ا ﺸﻬﻮر )١١٩١( اﻟﺬي
ﻓﻲ ﺣﻮض ﻧﻬﺮ ا^غ ﺻﻮ ارﺗﻔﻌـﺖ ﺣـﺎﻓـﺔ أﺣـﺪ اﻟـﺼـﺪوع ﺣـﻮاﻟـﻲ ﻋـﺸـﺮة أﻣـﺘـﺎر
وﺑﺎﻣﺘﺪاد ٠٥١ﻛﻢ وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺟﺮف ﺷﺪﻳﺪ اﻻﻧﺤﺪار. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت
ﻧﻼﺣﻆ ﻇﻬﻮر ﻣﻨﻈﻮﻣﺎت ﺗﻼﻟﻴﺔ أو ﺗﻼل ﻣﻨﻔﺮدة ﻣﺨﺮوﻃـﻴـﺔاﻟـﺸـﻜـﻞ ﺗـﺬﻛـﺮﻧـﺎ
اﻟﺘﻼل اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ أﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ وارﺗﻔﺎﻋﺎ وﺳﺒﺒﻬﺎ اﻧﺪﻓﺎع ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ
ً
ً
ﻧﺎﻓﻮرﻳﺎ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ )ارﺟﻊ إﻟﻰ ﻓﺼﻞ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ(. ﻫﺬه اﻟﺘﻀﺎرﻳـﺲ
ً
ﻫﺸﺔ وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺰول ﺑﺴﺮﻋﺔ.
ً
اﻟﺘﺒﺪﻻت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻼﺣﻘﺔ
ﻫﺬه اﻟﺘﻐﻴﺮات ﻓﻲ ﻣﻈﻬﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻧﺘﺎج اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴـﺔ ﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ
ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﺪ وﻗﻮﻋﻬﺎ. إذ إﻧﻬﺎ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﻇﻬﻮر ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن اﻟﺜﻘﻠﻲ ﻟﻠﺼﺨﻮر
ﻓﻀﻌﻔﺖ ﻗﻮة ﺎﺳﻜﻬﺎ واﻟﺘﺼﺎﻗﻬﺎ ﺑـﺎﻟـﻘـﺎﻋـﺪة اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ اﻷم )اﻻﻧـﺰﻻﻗـﺎت
اﻻﳒﺮاﻓﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ( ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ أدت إﻟﻰ ﻇﻬـﻮر ﺧـﻠـﻞ ﻓـﻲ ﻧـﻈـﺎم اﳉـﺮﻳـﺎن
ا ﺎﺋﻲ اﻟﺴﻄﺤﻲ واﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﻓﺘﺪﻓﻘﺖ ﺳﻴﻮل اﻟﻮﺣﻞ واﳋﺒﺚ ﺟﺎرﻓﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻛﻞ
831
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
ﻣﺎ ﻳﻌﺘﺮﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻘﺒﺎت. ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ أدت إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ا ﻌﺪﻧﻴﺔ واﻟﻌﺎدﻳﺔ
وإﻟﻰ اﻧﻄﻼق اﻟﻐﺎزات.
١ - اﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
ﺗﻜﺜﺮ ﺣﻮادث اﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ ا ﻨـﺎﻃـﻖ اﳉـﺒـﻠـﻴـﺔ إذ ﻧـﺮى ﻛـﺘـﻼً
ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ وﻗﺪ ﻳﻬﺒﻂ ﺟﺰء ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺳـﻔـﺢ ﺷـﺪﻳـﺪ
اﻻﻧﺤﺪار ﻣﺤﺪﺛﺎ أﺻﻮاﺗـﺎ ﻣﺮﻋﺒﺔ وﻣﺪﻣﺮا ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺎدﻓﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ أو ﻳﻘـﻊ
ً
ً
ً
ﲢﺘﻪ. وﻗﺪ اﻧﺸﻘﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﻫﺒﻄﺖ ﻧﺤﻮ اﻷﺳﻔﻞ ﺑﻘﻮة ﺟﻨﻮﻧﻴﺔ.
وﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻼﺳﻞ ﺟﺒﺎل اﻟﻘﻔﻘﺎس اﻟﺼﻐﺮى وﺑﺴﺒﺐ ﺣﺪوث زﻟﺰال ﻋﺎم
)٩٣١١( اﻧﻬﺎر ﺟﺰء ﻣﻦ ﺟﺒﻞ ﻛـﻴـﺎﺑـﺎز ) (Kiapazواﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ارﺗﻔﺎﻋـﻪ )٠٨٩٢(م
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﺨﻮر ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﻠﺲ ا ﺸﻘـﻖ وﻗـﺪر ﺣـﺠـﻢ اﻟـﺼـﺨـﻮر ا ـﻨـﻬـﺎرة
ﺑﺤﻮاﻟﻲ )٠٠٠٢(م٣ وﻛﻮﻧﺖ ﻟﺴﺎﻧ ﺻﺨﺮﻳ ﺿﻤﻦ اﻷودﻳﺔ وﺑﺎﻣﺘﺪاد )٦و٩(ﻛﻢ
وﺑﻠﻎ ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺨﻮر ا ﻨﻬﺎرة ﻓﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﺰﻻزل ﻫـﺬه أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻛـﻴـﻠـﻮ ﻣـﺘـﺮ
ﻣﻜﻌﺐ. وﻟﻘﺪ ﺷﻮﻫﺪ اﻧﻬﻴﺎر أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﺟﺒﺎل ﺑﺎﻣﻴﺮ اﻟﺸﺎﻣﺨﺔ اﻟﺼﻌـﺒـﺔ ا ـﻨـﺎل.
ﻓﺒﻌﺪ زﻟﺰال )٦١ﻓﺒﺮاﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم )١١٩١( اﻧﻬﺎﻟﺖ أﺟﺰاء واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﻔﺢ ﺟﺒﻠﻲ
ﻏﻨﻲ ﺑﺎﻟﺼﻔﺎح واﻟﻐﻀﺎر ﻓﻜﻮﻧﺖ ﺳﺪا ﺻﺨﺮﻳﺎ ﻓﻲ وادي ﻧﻬﺮ ﺑﺎرﺗﺎﻧﻎ ﺑﻠﻎ ﻃﻮﻟﻪ
ً
ً
)٥(ﻛﻢ وﻋﻠﻮه )٠٠٧(م. وﺑﻠﻎ ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺨﻮر ا ﻨﻬﺎرة واﺠﻤﻟﺮوﻓﺔ )٥(ﻣﻼﻳ م٣.
وﻟﻘﺪ ﻗﺪر أن ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺨﻮر ا ﻨﻬﺎرة ﻫﺬه ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻛﺎﻣﻼ ﺑﻄﺒﻘﺔ
ً
ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﻳﺼﻞ ﺳﻤﻜﻬﺎ إﻟﻰ )٥١(م.
ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﺰﻻزل اﳉﺒﻠﻴﺔ ﲢﺪث ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﻧﻬﻴﺎرات وﻟﻜﻦ ﻘﺎﻳﻴﺲ أﺻﻐﺮ
وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳉﺒـﺎل أﺣـﺪث وأﻛـﺜـﺮ ارﺗـﻔـﺎﻋـﺎ وﺗﻌﻘﻴـﺪا ﻛﺎن ﺣـﺠـﻢ
ً
ً
اﻻﻧﻬﻴﺎرات واﻻﻧﺰﻻﻗﺎت أﻛﺒﺮ. وﻟـﻴـﺲ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎدر أن ﻧـﺸـﺎﻫـﺪ ﻓـﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه
اﳉﺒﺎل اﻧﺰﻻﻗﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻟﻠﻐﻄﺎء اﳊﺠﺮي واﳊﺼﻮي اﳉﺎﺛﻢ ﻓﻮق اﻟﺴﻔﻮح اﻟﺘﻲ
ً
ً
ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ.
٢ - اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ واﳉﺮﻳﺎن اﻟﺴﻴﻠﻲ
ً
أن ﺗﻜﻮن اﻟﺼﺪوع واﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻻزل ﻛﺜﻴﺮا
ﻣﺎ ﺗﺘﻘﺎﻃﻊ ﻣﻊ ﻣﺮا^ة ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻓﺘﺘﻐﻠﻐﻞ ا ﻴﺎه ﻋﺒﺮ اﻟﺸﻘﻮق ﻧﺤﻮ اﻟﺴﻄﺢ
ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺟﺪﻳﺪة وﻗﺪ ﻳﺆدي اﻷﻣﺮ إﻟﻰ اﺧﺘﻔﺎء ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺳﺎﺑـﻘـﺔ. أﻣـﺎ
إذا ﻣﺎ اﻣﺘﺰﺟﺖ ا ﻴﺎه ا ﺘﺪﻓﻘﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺘﺎت اﻟﺼﺨﺮي اﻟﻨﺎﻋﻢ )ﻃ رﻣﻞ ﺟﺺ
ﻧﺎﻋﻢ( ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮن ﺳﻴـﻮﻻ ﻣﻦ اﳋﺒﺚ اﻟﻄﻴﻨﻲ أو ﻣﻦ ا ﻮاد اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ واﻟﺮﻣﻠﻴـﺔ
ً
931
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ )ﺳﻴﻮل اﻟﻌﻜﺮ( وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻮل ﻛﺜﻴﺮ اﳊﺪوث ﻓـﻲ اﳉـﺒـﺎل
ﻛﻬﻴﻤﺎﻻﻳﺎ واﻷﻟﺐ واﻟﻘﻔﻘﺎس. وﻓﻲ زﻟﺰال ﺟﺒﺎل أ ﺎا^ﺗﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم )٧٨٨١( ﻇﻬﺮت
ﻣﺠﺎر ﺳﻴﻠﻴﺔ ﺧﺒﺜﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة أدت إﻟﻰ ﻏﻤﺮ ﺑﻌﺾ اﻷدوﻳﺔ ﺑﺴﻤﺎﻛﺔ )٠٤(م وﺑﺎﻣﺘﺪاد
وﺻﻞ إﻟﻰ )٠١(ﻛﻢ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺑﻠﻐﺖ ﺳﻤﺎﻛﺔ اﻷﻃﻴﺎن ا ﺘﺮاﻛﻤﺔ )٠٦(ﻣﺘﺮا.
ً
وﻗﺪرت ﺳﺮﻋﺔ اﻧﺤﺪار اﻟﺴﻴﻞ ﺑﺴﺘ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻲ زﻟﺰال ﻫﺎﻳﺖ
ً
)ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ( ﻓﻲ ﻋﺎم )٩٤٩١(. وﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﺳﻴﻮل اﳋﺒﺚ ﺑﻄﻴﺌﺔ وﻻﺗـﺰﻳـﺪ
ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ )٠٠١-٠٠٢(م ﻓﻲ اﻟﻴﻮم.
٣ - اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت
ﺗﺰداد ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﻧﺰﻻق اﻟﺘﺮاﺑﻲ واﻟﺼﺨﺮي ﻓـﻲ ﻓـﺘـﺮات اﻟـﺰﻻزل
و ﻜﻦ ﻟﻬﺬه اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ أن ﺗﺄﺧﺬ أﺑـﻌـﺎدا ﻛﺒﻴﺮة. وﻓﻲ زﻟﺰال أ ﺎا^ﺗﺎ
ً
اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟـﺬﻛـﺮ ﻇـﻬـﺮت اﻧـﺰﻻﻗـﺎت ﺳـﻄـﺤـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺟـﺒـﻞ )زا اﻳـﻠـﻲ( ـﺴـﺎﺣـﺔ
)٠٠٤(ﻛﻢ٢. وﻟﻘﺪ ﻓﺎﻗﺖ اﻧﺰﻻﻗﺎت ﺻﺨﻮر اﻟﻠﻮس ﻓﻲ اﻟﺼ ﻓﻲ زﻟـﺰال ﺳـﻨـﺔ
)٠٢٩١( ﺣﺪود اﻟﺘـﺼـﻮر إذ إﻧـﻬـﺎ أدت إﻟـﻰ ﻫـﻼك أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٠٠٢أﻟـﻒ إﻧـﺴـﺎن.
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت واﻻﻧﻬﻴﺎرات ﺗﻐﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ وواﻗﻊ ا ﻈﻬﺮ
ً
اﻟﺘﻀﺮﻳﺴﻲ. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ وﻻدة ا ﺴﺘﻨﻘﻌﺎت واﻟﺒﺤﻴﺮات واﻟﻴﻨﺎﺑﻴـﻊ
ً
اﻟﻌﺎدﻳﺔ وا ﻌﺪﻧﻴﺔ. ﺗﺸﻬﺪ ﻗﻴﻌﺎن اﶈﻴﻄﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺘﺒﺎت واﻟﺴﻔـﻮح
اﻟﻘﺎرﻳﺔ ﺣﻮادث اﻧﺰﻻق ﻃﻴﻨﻲ واﺳﻌﺔ اﻷﺑﻌﺎد ﺗﺰﻳﺪ ﻛﺜـﻴـﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓـﻲ
ً
اﻟﻘﺎرات وﻗﺪ ﺘﺪ إﻟﻰ ﻋﺸﺮات ﺑﻞ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﺑﺎﲡﺎه اﻻﻧﺨﻔﺎﺿﺎت
اﶈﻴﻄﺔ )ارﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻘﺼﺺ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ(. وﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﻨﺴﻰ دور أﻣﻮاج اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ
ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺐ اﻟﺴﻮاﺣﻞ وﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻌﺎ ﻬﺎ.
)×٣(
٤ - اﻷﻣﻮاج اﶈﻴﻄﻴﺔ ا ﺎﺋﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ )اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ (Tsunami
ﻗﺪ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرات وإ ﺎ ﻓﻲ ﻗﻴﻌﺎن اﻟﺒﺤﺎر أو
اﶈﻴﻄﺎت. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﺐ اﻟﺰﻻزل ﻫﺬه ﻓﻲ ﺣﺪوث أﺿﺮار ﻣﺎدﻳﺔ
ﺟﺴﻴﻤـﺔ ﺟـﺪا ﺗﻔﻮق أﺣـﻴـﺎﻧـﺎ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرات وأﻛـﺜـﺮ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ ﺗـﻀـﺮراً
ً
ً
ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴـﺔ. ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ اﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ ﻋـﻠـﻰ
ً
ﻇﻬﻮر اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺘﻲ ﺨﺮ ﻋﺒﺎب اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل واﻟﺮواﻳﺎت
اﻟﺘﻲ ﲢﺪﺛﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ. ﻓﻠﻘﺪ ﻇﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺤﺎرة ﻓﻲ اﻟـﺒـﺪء أن ﻣـﺮﺳـﺎة
اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻓﺎﻫﺘﺰت اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻊ رﺑﺎﺑﻨـﺔ اﻟـﺴـﻔـﻴـﻨـﺔ أن اﻟـﻬـﺰة
)×٣( ﺟﻮﻛﻮف اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ٣٧٩١.
041
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
ﺳﺒﺒﻬﺎ اﺻﻄﺪام اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺑﻌﺎﺋﻖ أو ﻛﺘﻠﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ أو ﻗﺎع ﻓﻲ ﻣﺎء ﺿﺤﻞ.
ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺣﻮال ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴـﺐ اﻟـﺴـﻔـﻦ ﻋـﻦ اﻟـﻬـﻠـﻊ
اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﺼﻴﺐ رﻛﺎب اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻻﻳﺒﻠﻎ ﻋﻨﻪ. ﻣﻊ
ً
أن اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻟﺒﻌﻀﻬﺎ ﻣﺮﻋﺐ.
ﻟﻘﺪ ﺷﻜﻞ زﻟﺰال اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٠٦٩١( ﻣﻮﺟﺔ ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ وﻋﺎرﻣﺔ ﻓﻲ
اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﺨﺮﻳﺐ ﻫﺎﺋﻞ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟـﺘـﺸـﻴـﻠـﻲ ﻓـﻘـﻂ ﺑـﻞ وﻓـﻲ
أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﺑﻌﻴﺪة ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﻛﺠﺰر ﻫﺎواي واﻟﻴﺎﺑﺎن.
ً
ﻟﻘﺪ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﺳﻢ اﻷﻣﻮاج ا ﺪﻳﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮة
ا ﺪ اﻟﺒﺤﺮي ا ﻌﺮوف وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻠﻖ اﻟﺮواج اﻟﻼزم وذﻟـﻚ ﻷﻧـﻬـﺎ ﻟـﻢ
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻈﺎﻫﺮة ا ﺪ واﳉﺰر اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺟﺬب اﻟﻘﻤﺮ واﻟﺸﻤﺲ. وﻫﻜﺬا ﻋﺪل
ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ واﺳﺘﺒﺪﻟﻮا ﺑﻬﺎ اﻟﺘﺴﻤـﻴـﺔ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻴـﺔ وﺗـﻌـﻨـﻲ
ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ وا ﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﺟﺰأﻳﻦ ) (TSUوﺗﻌﻨﻲ ﻣﻴﻨـﺎء و ) (Namiا ﻮﺟﺔ. وﻋﺎﻧﺖ
اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج ﺧﻼل ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ ا ﺸﺤﻮن ﺑﺎﻟﺰﻻزل.
ً
ﻟـﻨـﺘـﺮك اﻻ^ن ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟـﺰﻻزل اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻲ إ ـﺎﻣـﻮر ) (A. Imauraﻳـﺼـﻒ ﻟـﻨـﺎ
اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ زﻟﺰال ﻋﺎم ٦٩٨١ اﻟﺬي ﺿﺮب ﺳﻮاﺣﻞ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺑﻘﺴﻮة.
إﻧﻪ ﻳﻘﻮل: »إن ﻫﺬا اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﻌﻤﻼق ا ﺮﻋﺐ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺳﺎﻧﺮﻳـﻜـﻮ وذﻟـﻚ
ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ أﻳﺎم اﻷﻋﻴﺎد اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛـﺎن اﻟـﻨـﺎس ﻳـﺴـﺘـﻤـﺘـﻌـﻮن ﺑـﻌـﻴـﺪﻫـﻢ
ووﻗﺘﻬﻢ. اﻟﻬﺰة ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎدﻳﺔ وﺷﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻨﺎس و ﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ﻣﺴﺎء. وﻟﻜﻦ ﺗﺒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌـﺪ أن اﻟـﺰﻟـﺰال ﻛـﺎن ﻗـﻮﻳـﺎ ﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻜـﻔـﺎﻳـﺔ. إﻻ أن
ً
ﻣﺮﻛﺰه ﺑﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻋﺮض اﶈﻴﻂ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ اﻟـﻬـﺰات
اﻟﺮادﻓﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ وﻟﻢ ﻳﻌﻴﺮوا ﻫﺬه اﻟﻬﺰات اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم اﻟـﻼزم. وﻟـﻢ ﻳـﻌـﺮﻓـﻮا
ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ. ﻟﺬا ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮا ﺑﺄداء أﻳﺔ إﺟﺮاءات وﻗﺎﺋﻴﺔ.
ً
وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻋﺸﺮﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺪأ ﻣﺎء اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺎﻻﻧﺤﺴﺎر
وﻣﻊ ﻗﺪوم اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺳﻤﻊ ﺿﺠﻴﺞ ﻳﺸﺒﻪ ﺻﻮت اﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ وﻛﺎن ﻫﺬا ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ اﻗﺘﺮاب ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺮاوح ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ
ﺑ ﻋﺸﺮة وﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺘﺮا. وﻫﻜﺬا أدرك اﻟﻨﺎس اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺮﻫﻴﺐ اﻟﺬي ﻳﻠﻔﻬﻢ
ً
إﻻ أن اﻟﻮﻗﺖ ﻛﺎن ﻣﺘﺄﺧﺮا«.
ً
وﻳﺮوي أﺣﺪ اﻷﺣﻴﺎء أن اﻟﺒﺤﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺘﻤﻮﺟﺎ ﻛﺜﻴﺮا إﻻ أن ﻫﺪﻳﺮ ا ﺎء
ً
ً
ﻛﺎن ﻳﺴﻤﻊ ﺟﻴﺪا وﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﻬﺪﻳﺮ ﻋﻮاﺻﻒ اﻟﺘﻮرﻧﺎدو. وﻟﻮ اﺳﺘﺜﻨﻴﻨﺎ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ
ً
141
اﻟﺰﻻزل
اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﳒﻮا ﻣﻦ ا ﻮت ﻌﺠﺰة ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ أن ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ا ﻮﺟـﻮدﻳـﻦ ﻓـﻲ
ا ﺪن واﻟﻘﺮى اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﻂ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻗﺪ اﺑﺘﻠﻌﺘﻬﻢ أﻣﻮاج اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ وﻫـﻢ
ﻓﻲ أﺳﻌﺪ ﳊﻈﺎت ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ. وﻟﻢ ﻳﻠﺤﻆ ﺻﺎﺋـﺪو اﻷﺳـﻤـﺎك اﻟـﺬﻳـﻦ ﻛـﺎﻧـﻮا ﻓـﻲ
ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ ﺷﻴـﺌـﺎ ﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﺸﻮاﻃﻰء. وﻣﺎ أن ﻋﺎدوا إﻟﻰ ﻣـﻮﻃـﻨـﻬـﻢ
ً
ﺣﺘﻰ أذﻫﻠﻬﻢ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪوا ﻣﻦ دﻣﺎر وﺗﺨﺮﻳﺐ وﻣﻮت.
ﻟﻘﺪ رأوا اﻷﻣﻮاج اﻟﺮاﺟﻌﺔ ﲢﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺣﻄﺎم اﻟﺒـﻴـﻮت واﻟـﻘـﻮارب
وﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺴﻔﻦ وﺟﺜﺚ اﻟﻨﺎس. وﻋﻨﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻢ ﻫﺆﻻء ﻫﻮ اﻟﺪﻣﺎر اﻟﺬي ﺧﻠﻔﺘﻪ
أﻣﻮاج اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. ﻓﻠﻘﺪ دﻣـﺮ ـﺎﻣـﺎ )٧١٦٠١( ﻣﻨﺰﻻ وﺗﻀﺮر ﻛﺜﻴـﺮاً
ً
ً
)٦٥٤٢(ﺑﻴﺘﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺘﻞ ﺣﻮاﻟﻲ ﻣﻦ )٢٢١٧٢( إﻧﺴﺎﻧﺎ وﺟﺮح ٧٤٢٩ ﺷﺨﺼﺎ.
ً
ً
ً
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺬكñر ﻫﻨﺎ ﺑﺰﻟﺰال ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﺗﻐـﺎل ﻟـﻘـﺪ ﻛـﺎن
زﻟـﺰاﻻ ﻣﺪﻣـﺮا وﻧﺎدر اﻟﻘﻮة وﻟﻘﺪ ﺣـﺪث ﻓـﻲ ﺳـﻨـﺔ )٥٧٧١(. وﻛـﺎن ﻣـﺮﻛـﺰه ﻗـﺎع
ً
ً
ﺧﻠﻴﺞ ﺑﺴﻜﺎي ﻏﻴﺮ اﻟﺒﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ. ﻟﺬا ﻓﺈﻧﻪ أﳊـﻖ أﺿـﺮارا ﺟﺴﻴﻤﺔ ﺑﻬـﺎ
ً
ﻋﺒﺮ اﻻرﲡﺎﺟﺎت اﻷرﺿﻴﺔ واﻟﺘﺴﻮﻧـﺎﻣـﻲ. ﻟـﻘـﺪ ﺗـﻬـﺪﻣـﺖ اﳊـﻮاﺟـﺰ ا ـﺮﻣـﺮﻳـﺔ
اﳉﻤﻴﻠﺔ اﺠﻤﻟﺎورة ﻟﻠﺒﺤﺮ واﻣﺘﻄﺘﻬﺎ اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ داﻓﻌﺔ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﺟﺜﺚ اﻟﻨﺎس
وﺣﻄﺎم اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺮاﺳﻴﺔ. وﻟﻘﺪ ﻫﺒﻂ ﻗﺎع اﳋﻠﻴﺞ ﺑﺸﺪة وﺑﻠﻎ ﻋﻤـﻘـﻪ )٠٠٢(م.
وﻫﻨﺎ وﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻷﺧﺮى ﺗﺮاﺟﻌﺖ اﻷﻣﻮاج ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻃﻰء ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻫﺠﻤﺖ ﻣﻮﺟﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﻰء وﺑﻌﻠﻮ وﺻﻞ إﻟﻰ )٦٢(م ﻣﺘﻜﺴﺮة
ﻓﻮق ﺻﺨﻮره وﻣﻨﺸﺎ^ﺗﻪ. واﻣﺘﺪ ﻃﻐﻴﺎن ا ﺎء إﻟﻰ ﻋﻤﻖ )٥١(ﻛﻢ ﺿﻤﻦ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ.
وﺗﻮاﻟﺖ ﺛﻼث ﻣﻮﺟﺎت ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ ﺗﺒﺎﻋﺎ. وﻇﻬﺮت ا^ﺛﺎر اﻟﺰﻟﺰال ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺴﺎﺣﻞ
ً
اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻟﻠﻤﺤﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ. وﺑﻠﻎ ارﺗﻔﺎع ا ﻮﺟﺔ ﻋﻨﺪ ﻗﺎدس )٠٢(ﻣﺘﺮا وﺣﻮاﻟﻲ
ً
ﺳﺘﺔ أﻣﺘﺎر ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻃﻰء اﻷﻓﺮﻳﻘﻲ )ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻨﺠﻴﺮ ا ﻐﺮﺑﻴﺔ(. وﺗﺪﻧﺖ ﻓﻲ ﺟﺰر
ﻣﺎدﻳﺮا إﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ أﻣﺘﺎر.
ﻟﻘﺪ ﻓﺴﺮ ﻇﻬﻮر ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ وﻇﺎﻫـﺮة اﳉـﺰر اﶈـﻴـﻄـﺔ واﻟـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺘﺒـﺪﻻت واﻟـﺘـﺸـﻮﻫـﺎت اﻟـﺒـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺎع
اﻟﺒﺤﺮ واﶈﻴﻂ ﻣﻮﺟﺔ ﺿﻐﻂ ﺗﻨﺘﺸﺮ و ﺘﺪ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ. وﻓﻲ ﻫﺬا ا ﻜﺎن ﻣﻦ
اﻟﺒﺤﺮ أو اﶈﻴﻂ ﺗﻨﺘﻔﺦ ا ﻴﺎه ﺑﺸﺪةﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺟﺮﻳﺎﻧﺎ ﻗﺼﻴﺮ اﻷﻣﺪ ﻳﺘﺤﺮك
ً
ﻓﻲ ﻛﻞ اﲡﺎه. وﻗﺪ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻧﺤﻮ اﻷﻋـﻠـﻰ ﺑـﻘـﻮة داﻓـﻌـﺎ ا ﺎء ﺑﻀﻊ ﻋﺸـﺮات ﻣـﻦ
ً
اﻟﺴﻨﺘﻤﺘﺮات )٣٣ﺳﻢ ﻏﺎﻟﺒﺎ(. وﻳﺮاﻓﻖ ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ ﻫﺪﻳﺮ ﻣﺎﺋﻲ ﻋﻤﻴﻖ. وﺗﺘﺤﻮل
ً
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻫﺬه ا ﻮﺟﺔ ا ﺘﺪﻓﻘﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﻄﺢ اﳋﺎرﺟﻲ إﻟﻰ ﻣﻮﺟﺔ ﺗـﺴـﻮﻧـﺎﻣـﻲ
241
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎﻟﺰﻻزل
وﺗﺴﻠﻚ ﻛﻞ اﻻﲡﺎﻫﺎت. أﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮة اﳉﺰر أو اﻻﻧﺤﺴﺎر ا ﺎﺋﻴﺔ ﻓﻤﺮدﻫﺎ إﻟـﻰ
ﺣﺮﻛﺔ ا ﻴﺎه ا ﺘﻬﻴﺠﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳋﻔﺲ واﻻﻧﻬﺪام ﻓﻲ ﻗﺎع اﻟﺒﺤﺮ أو اﶈﻴﻂ.
وﻣﻦ ﺛﻢ وﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﻻﻧﻬﺪام ﺗﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟـﻴـﺔ
ﻣﺆدﻳﺔ إﻟﻰ ﺗﺸﻜﻞ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ )ﺷﻜﻞ٨٣(. ﺳﺮﻋـﺔ ﻣـﻮﺟـﺔ اﻟـﺘـﺴـﻮﻧـﺎﻣـﻲ
ﻋﺎﻟﻴﺔ وﲢﺴﺐ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
ً
gD
=V
إذ إن gﺗﻌﻨﻲ ﺗﺴﺎرع ﻗﻮة اﻟﺜﻘﺎﻟﺔ و Dﻋﻤﻖ ا ﺎء.
ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ
ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ
ﻣﺎء
اﶈﻴﻂ
ﺷﻜﻞ )٨٣(
ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ
إن اﻟﻌﻤﻖ ا ﺘﻮﺳﻂ ﻟﻘﺎع اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي )٥٬٥(ﻛﻢ. وﻟﻮ اﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أن ﻗﻴﻤﺔ D
ﺗﻌﺎدل )٠٠٥٤(م وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن ﺗـﺴـﺎرع اﻟـﺜـﻘـﺎﻟـﺔ ﻳـﻌـﺎدل ٨٬٩م/ﺛـﺎ ﻣـﺮﺑـﻌـﺔ. ﻓـﺈن
ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
م/ﺛﺎﻧﻴﺔ ٠٣٢ = ٠٢٩٢٥
= ٠٠٥ ٩٬٨ x
=V
ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻨﻈﺮي ﺻﻮرة ﺗﻘﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ.
ﻓﻔﻲ زﻟﺰال اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ا ﺸﻬﻮر )٠٦٩١(وﺻﻠﺖ ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ إﻟﻰ ﺟﺰر اﻟﻬﺎواي
اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ )٠٠٦٠١(ﻛﻢ ﻋﻦ اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﺧﻼل )٤١( ﺳﺎﻋﺔ و )٦٥( دﻗﻴﻘـﺔ.
أي ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ﺗﻌﺎدل )٧٠٧(ﻛﻢ ﺳﺎﻋﺔ. أﻣﺎ اﻟﻴﺎﺑﺎن اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٧١
أﻟﻒ ﻛﻢ ﻓﻠﻘﺪ ﺑﻠﻐﺘﻬﺎ اﻷﻣﻮاج اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ ﺑﺴـﺮﻋـﺔ )٠٧٧(ﻛـﻢ ﺳـﺎﻋـﺔ وﺳـﻄـﻴـﺎ.
ً
341
اﻟﺰﻻزل
وﺗﺪل ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺷﻮاﻃﻰء اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي
إﻟﻰ أن ﻓﺘﺮة ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﺗﻌﺎدل ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﺣﺴﺒﺖ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
ً
λ = νΤ
إذ إن -Vﺳﺮﻋـﺔ ا ـﻮﺟـﺔ و -Tﻓﺘﺮة ا ﻮﺟـﺔ. وﻫـﻜـﺬا ﻧـﺮى أن ﻃـﻮل ا ـﻮﺟـﺔ
ﻗﺮاﺑﺔ )٠٣٨(ﻛﻢ وﻣﺪاﻫﺎ ﻓﻲ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ ﻗﺮاﺑـﺔ اﻟـﺸـﻬـﺮ)×٤( وﻓﺘﺮﺗﻬﺎ ﺳﺎﻋـﺔ
ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. وﻻ ﺗﺸﻌﺮ اﻟﺒﻮاﺧﺮ ﺮورﻫﺎ. وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻳﺼﻌﺐ ﻣﻼﺣﻈﺔ ا ﻮﺟـﺔ
ً
ﻓﻲ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ وﻟﻜﻦ ﻣﺎ أن ﺗﻘـﺘـﺮب ﻣـﻦ اﻟـﺸـﺎﻃـﻰء وﲡـﺮي ﻓـﻮق اﻟـﻌـﺘـﺒـﺔ
اﻟﻘﺎرﻳﺔ اﶈﻴﻄﻴﺔ أو اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻋﻤﻖ ا ﻴﺎه ﻛﺜﻴﺮا ﻓﺘﻘﻞ ﺳﺮﻋﺔ ا ﻮﺟﺔ
ً
اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ وﻟﻜﻦ رﻏﻢ ﺗﻨﺎﻗﺺ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﺗﻨﺪﻓﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﶈﺮﻛـﺔ ـﻮﺟـﺔ ا ـﺎء
ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﻮﺟﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻳﺘﺮاوح ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﺑ )٥١و٥٢(م وﺳﻄﻴﺎ
وأﺣﻴﺎﻧﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ. وإذا ﻣﺎ ﺗﻐﻠﻐﻠﺖ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ أو اﶈﻴﻂ ﻓﻲ اﳋﻠـﺠـﺎن
ً
وا ﻀﺎﺋﻖ وا ﻮاﻧﻰء ﻳﺰداد ارﺗﻔﺎع ا ﺎء واﻧﺪﻓﺎﻋﻪ وﻗﺪ ﻳﺼﻞ ارﺗﻔﺎﻋﻪ إﻟﻰ )٠٣(م
وأﻛﺜﺮ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺷﻮاﻃﻰء اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺧﺎﺻﺔ.
)×٤( اﻳﺒﻲ ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
441
ا ﺒﺎﻧﻲ واﻟﺰﻻزل
8 اﳌﺒﺎﻧﻲ واﻟﺰﻻزل
ﺗﻌﺘﺒﺮ ا ﻨﺎزل وا ﻨﺸﺎ^ت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻷﻛﺜـﺮ
ﺗﻀـﺮرا ﺑﺎﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وﻫﻲ اﻟـﺘـﻲ ﲢـﻤـﻞ ﻋـﺎدة
ً
ا ﺼﺎﺋﺐ واﻟﻜﻮارث ﻟﻠﺒﺸﺮ. إن أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻬﺪم اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ
ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺰﻻزل ﻛﺜﻴﺮة اﻟﺘﻨﻮع. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻜﻦ أن ﻧﺤﺪد
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ا ﺴﺎﻛﻦ واﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻋﺒﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﺎذج أﺳﺎﺳﻴﺔ )ﺷﻜﻞ٩٣(:
ﺗﺰاﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء
ﺟـ
C
بB
أA
ﻗﻮة
ﻗﺎﺻﻤﺔ
ﺗﺄرﺟﺢ اﻟﻘﺎﻋﺪة
ﺗﺴﺎرع ﺧﻄﻲ
ﺷﻜﻞ )٩٣(
ﻣﺴﺒﺒﺎت ﺗﻬﺪم اﻷﺑﻨﻴﺔ زﻟﺰاﻟﻴﺎ
أ- ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ا ﺮﺗﺪة
ب- ﻗﺼﻢ دﻋﺎﺋﻢ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷول
ﺟـ- ﺗﺰاﻣﻦ اﻫﺘﺰاز اﻟﺒﻨﺎء واﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ
اﻓﺮاط اﻟﻘﺎﻋﺪة
)(A
)(B
)(C
واﻷﻣﺮ اﻷﻫﻢ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ درﺟﺔ ﻣﺘﺎﻧﺔ اﻟﺒﻨـﺎء وﻣـﺪى
ﺗﺸﺒﺜﻪ ﺑﺎﻷرض وﻣﺘﺎﻧﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ ﺛﻢ ﻃﺒﻴﻌـﺘـﻪ
وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺻﻼﺑﺘﻪ و ﺎﺳﻚ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ
أرﺳﻴﺖ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻨﺎء. ﻛﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﺗـﻠـﻌـﺐ
541
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺪور اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﲢﺪﻳﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ اﻟﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ ودرﺟـﺔ ﻣـﻘـﺎوﻣـﺔ أو
ﺗﺨﺮب اﻷﺑﻨﻴﺔ)×(.
ﻳﻬﺪد اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻲ اﻷول اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﺘﻴﻨﺔ ا ﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﺻﺨﺮﻳﺔ
ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺼﻼﺑﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ. وﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺴﺒﺐ اﻷول ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻓﻲ اﻧﻌـﺪام
ً
اﳊﺮﻛﺔ اﻻرﺗﺪادﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳـﺔ إﺛـﺮ ﻗـﺪوم اﻷﻣـﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ.
وﻫﻜﺬا ﺗﻔﻘﺪ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺎﺳﻜﻬﺎ ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺘﺄرﺟﺢ ا ﻮﺟﻲ اﻟﺴﺮﻳﻊ واﻟﻌﻨﻴﻒ.
وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت ﳒﺪ أن اﻟﻘﺎﻋﺪة ﺗـﻜـﺘـﺴـﺐ ﺻـﻔـﺎت اﻟـﺴـﻴـﻮﻟـﺔ ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ
اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ واﻟﻠﻮﺳﻴﺔ )ﻓﺘﺎت ﺻﺨﺮي ﻧﺎﻋﻢ ﻗﻠﻴﻞ اﻟﺘﻤﺎﺳـﻚ(
وذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺪﻣﻬﺎ وﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﻮاج اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﺘﻨﺰﻟﻖ ﲢﺖ اﻷﺑﻨـﻴـﺔ
وﻛﺄﻧﻬﺎ ﲡﺮى ﻛﻤﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ أن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻤﺎﺛﻠﺔ ﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺧﻔﺲ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ أو اﻧﺰﻻﻗﻪ.
ﻓﻴﺘﻬﺪم اﻟﻄﺮف اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺿﺮار اﳉﺰء اﻻ^ﺧﺮ أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ
وﻻ ﻳﻨﻬﺎر ﻏﺎﻟﺒـﺎ. وإن ﻛﺎن اﻟﺒﻨﺎء ﻗـﻮﻳـﺎ ﺟﻴﺪ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻗﺪ ﻳﻨﻘﻠﺐ وﻳﻀـﻄـﺠـﻊ
ً
ً
ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻓﻪ اﻟﺬي ﺗﻌﺮض ﻟﻠﻬﺒﻮط. وﺣﺪث ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻴﻔﺎﺗـﺎ
اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻋﺎم )٤٦٩١( وﳊﻘﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ أﺿﺮار ﻃﻔﻴﻔـﺔ ﺑـﺎﻷﺑـﻨـﻴـﺔ ا ـﺎﺋـﻠـﺔ.
وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث اﻟﻌﻜﺲ إذ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻫﺒﻮط اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ وﻗﻮع
ﻛﻮارث ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺼ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ إذ دﻓﻦ
ﻣﺌﺎت اﻻ^ﻻف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﲢﺖ أﻧﻘﺎض ﻃﺒﻘﺎت اﻟﻠﻮس ا ﺘﺪاﻋﻴﺔ وﻛﺎن اﻟﺴﻜﺎن
ﻳﺘﺨﺬون ا ﻐﺎﺋﺮ أﻣﺎﻛﻦ ﺳﻜﻨﻰ ﻟﻬﻢ. أﻣﺎ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻷﺿﺮار واﻟﺘﺨﺮﻳﺐ
ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺻﻠﺒﺔ وﻟـﻜـﻦ اﻟـﺒـﺆرة اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ. ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﺗﺮد اﻷﻣﻮاج اﻟﻄﻮﻟﻴﺔ
ً
ً
أوﻻ وﻫﻲ ذات ﻓﺘﺮة ﻮﺟﻴﺔ ﻗﺼﻴﺮة وﻟﻜﻦ ﺗﺰاﻳﺪ ا ﺪى ا ﻮﺟﻲ ﺳﺮﻳﻊ ﺟﺪا
ً
ﻟﺬا ﻳﻘﻊ اﻟﺘﺴﺎرع اﻻﻫﺘﺰازي اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻲ ﻓـﻲ ﳊـﻈـﺎت. وﻗـﺪ ـﻜـﻦ ﻟـﻠـﻘـﺎﻋـﺪة
اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ واﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﲢﻤﻞ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻷوﻟﻰ. وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺮض ﻗﻮاﻋﺪ ا ﻨـﺎزل
ﻟﺼﺪﻣﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ذات اﲡﺎه أﻓﻘﻲ وﺣﻴﺪ ﺎ ﻳﺆدي إﻟـﻰ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻛـﺴـﺮ وﻗـﺺ
ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻟﻠﻘﺎﻋﺪة ور ﺎ ﻟﻠﻄﻮاﺑﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺘﻀﻐﻂ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﻠﻰ
ﺑﻘﺴﻮة وﺗﻬﺪﻫﺎ. وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﺮب اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﻘﻮاﻋﺪ رأﺳﻴﺎ ﻗﺪ
ً
ﺗﻀﻐﻂ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻷول ﻓﺘﻬﺪﻣﻪ. وﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻗﺪ
)×( ي.ف. ﺑﻮﻟﻴﺎﻛﻮف اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ﻣﻮﺳﻜﻮ ٣٨٩١.
641
ا ﺒﺎﻧﻲ واﻟﺰﻻزل
b
a
c
d
ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺗﺸﻮه اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﺄرﺟﺤﻬﺎ
-bإﻧﺪﻓﺎع اﻓﻘﻲ
-aﻫﺪوء
-dاﻧﻔﺘﺎل )دوران(
-cاﺛﻨﺎء
ﺷﻜﻞ )٠٤(
ﺎذج أﺷﻜﺎل ﺗﺄرﺟﺢ ا ﺒﺎﻧﻲ
741
اﻟﺰﻻزل
ﺗﺰﺣﻒ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﻌﻠﻮﻳﺔ ﺑﺎﲡﺎه ﻣﺎ وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻨـﺰﻟـﻖ ﻓـﻮق اﻟـﻄـﻮاﺑـﻖ اﻷدﻧـﻰ.
ووﻗﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٩٧٩١( ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮرﻓﺎ )ﻳﻮﻏﺴﻼﻓـﻴـﺎ( وذﻟـﻚ
ﻓﻲ ﻓﻨﺪق ﺳﻴﺎﺣﻲ أﻗﻴﻢ ﺣﺪﻳﺜﺎ إﻻ أﻧﻪ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﳊﻆ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ اﻓﺘﺘﺢ ﺑﻌﺪ.
ً
ﻗﺪ ﺘﺪ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺄرﺟـﺢ ا ـﻮﺟـﻴـﺔ ﻃـﻮﻳـﻼ ﻧﺴﺒـﻴـﺎ ﻟﺬا ﻧﺮى ﻓﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه
ً
ً
اﳊﺎﻻت أن اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻟﻸﻣﻮاج ﺗﻌﺒﺮ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻧﺤﻮ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺛﻢ
ﺗﻌﻮد ﺛﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة. و ﺎ أن اﻟﺒﻨﺎء ﻟﻴﺲ ﺟﺴـﻤـﺎ ﻗﺎﺳﻴـﺎ ﺑﺎ ﻌﻨﻰ ا ﻄﻠـﻖ
ً
ً
ً
ﻓﺈﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻠﻬﺰة ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﺄرﺟﺢ و ﻜﻦ ﻟﻠﺘﺄرﺟﺢ أن ﻳﺄﺧﺬ أﺷﻜﺎﻻ
ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ: اﻧﺰﻻﻗﺎ وزﺣﺰﺣﺔ أﻓﻘﻴﺔ واﻧﻀﻐﺎﻃﺎ ﻣﺘﻌﺎﻛﺴﺎ )ﺷﻜﻞ٠٤( واﻧﻔﺘﺎﻻ ودوراﻧﺎ
ﻟﻜﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع اﻟﺘﺄرﺟﺢ ا ﺬﻛﻮرة ﻓﺘﺮة ﻣﺤﺪدة ﻓﺈن ﻛﺎن ﻟﺪى ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺎ
ـ وﻫﻨﺎ ا ﻘﺼﻮد اﻟﺒﻨﺎء ـ ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻔـﺘـﺮات اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ وﻃـﻴـﻒ ﺗـﺄرﺟـﺢ
اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻗﺮﻳﺐ أو ﻣﻌﺎدل ﻃﻴﻒ ﺗﺄرﺟﺢ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻔﺘﺮة ﻫﺬه اﻷﻃﻴﺎف ﻓﺄﻧﻨﺎ ﻧﻜﻮن أﻣـﺎم ﻇـﺎﻫـﺮة ﻓـﻴـﺰﻳـﺎﺋـﻴـﺔ ﺗـﻌـﺮف ﺑـﺎﻟـﺘـﺰاﻣـﻦ
اﻻﻫﺘﺰازي ) .(Resonanceﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺮوف ﺗﺒﺪأ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﺑـﺎﻻﻫـﺘـﺰاز ﻓـﻲ
إﻳﻘﺎع ﻣﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻨﺎﻣـﻲ ﻣـﺪى اﻟـﺘـﺄرﺟـﺢ
اﻻﻫﺘﺰازي. وﻓﻲ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻻ ﻜﻦ ﺮوﻧﺔ اﻷﺑﻨﻴﺔ أن ﺗﻘﺎوم ﺷﺪة اﻟﺘـﺄرﺟـﺢ
ﻓﺘﺒﺪأ اﳉﺪران ﺑﺎﻟﺘﺸﻘﻖ واﻟﺒﻨﺎء ﺑﺎﻟﺘﻬﺪم اﻟﻜﺎﻣﻞ. ﺗﻜﺜﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﻈﺎﻫﺮ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻮﻟﺪاﻓﻴﺎ وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺣﻮض اﻟﺒﺤﺮ ا ﺘﻮﺳﻂ.
ﻣﻦ ا ﻌﺮوف أن اﻟﺰﻟﺰﻻزل ﲢﻤﻞ ا^ﺛﺎرا ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﺧﺎﺻﺔ إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ
ً
ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوب وﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﳊﻴﻄﺔ واﻟﺴﻼﻣـﺔ اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ.
وﻛﻠﻨﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﺒﺒﻪ اﻧﻬﻴﺎر ا ﻨﺎزل ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺑﺸﺮﻳﺔ وﺳﻮاﻫﺎ. ﻟﻘﺪ أوﺿﺤﺖ
اﻟﺘﺠﺎرب أﻧﻪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن ﺗﺸﻴﻴﺪ أﺑﻨﻴﺔ وﻣﻨﺸﺎ^ت ﻣﺨﺘـﻠـﻔـﺔ ذات ﻣـﻘـﺎوﻣـﺔ ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ
ﻟﻠﺰﻻزل. و ﲢﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻛﺎﻟـﻴـﺎﺑـﺎن واﻟـﻮﻻﻳـﺎت
ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. وﻓﻲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل ﻻﺑـﺪ ﻣـﻦ اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﺑـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة
اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺎم ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻷﺑـﻨـﻴـﺔ ﻛـﻤـﺎ أﺷـﺮﻧـﺎ ا^ﻧـﻔـﺎ. ﻓﻔﻲ ﻣﻨﺎﻃـﻖ وﻗـﻮع
ً
اﻟﺰﻻزل ﻳﻔﻀﻞ إﻗﺎﻣﺔ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻓﻮق اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ وﻓﻮق اﻟﺘﺮﺳﺒﺎت
واﻟﺘﺮاﻛﻤﺎت اﻟﻔﺘﺎﺗﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﻤﺎﻛﺔ. و ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ ا ﻨـﺎﺳـﺒـﺔ
ﻟﻠﺒﻨﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﻣﺠﺮوﻓﺎت وﺗﺮﺳﺒﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻫﺸﺔ رﺑﺎﻋﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ
اﻟﺴﻤﺎﻛﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎل واﳊﺼﻰ واﻟﻄـ واﳊـﺠـﺎرة ﺧـﺎﺻـﺔ إن ﻛـﺎﻧـﺖ
ﻣﺎﺋﻠﺔ أو ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻓﻮق ﻃﺒﻘﺔ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﻟﺴﻄﺢ وﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺸﻘﻮق
841
ا ﺒﺎﻧﻲ واﻟﺰﻻزل
واﻟﺘﺠﺎوﻳﻒ وﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎ ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. وﻳﺠﺐ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﲢﺖ
ﺟﺮوف ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ. ﻷن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳉﺮوف ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻻﻧﻬـﻴـﺎر
ﲢﺖ وﻃﺄة ﻣﺮور اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل إن اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﻘﺎﻣﺔ ﻓﻮق اﻟﻜﻬﻮف واﻟﻔﺠﻮات
اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﻌﻤﻴﻘﺔ أﻗﻞ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﻧﻬﺪام ﺑـﻮﺳـﺎﻃـﺔ اﻟـﻬـﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ. وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄن اﻷﺑﻨﻴﺔ اﶈﺎﻃﺔ ﺑﺎﻷﺣﻮاض ا ﺎﺋﻴﺔ أﻗﻞ ﻋـﺮﺿـﺔ
ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﺨﻤﻟﺮﺑﺔ وﻋﻠﻴﻪ ﳒﺪ أن ا ﻬﻨﺪﺳ ا ﻬﺘﻤ ﺑﺎﻟﺰﻻل
ﻳﺆﻛﺪون ﺿﺮورة ﺣﻔﺮ اﻻ^ﺑﺎر واﻟﻔﺠﻮات ﺣﻮل اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل
واﺳﺘﻨﺪت ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر ﻣﻌﻄﻴﺎت ﻋـﻠـﻤـﻴـﺔ ﺗـﻘـﻮل إن اﻷﻣـﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ وﺳﻂ ﻃﺒﻴﻌﻲ إﻟﻰ ا^ﺧﺮ ﺗﻀﻌﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﺑﻞ وﻗﺪ ﺗﺨﻤﺪ وﻛﻤﺎ
ً
ﻧﻌﻠﻢ ﺗﻀﻌﻒ اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺮﺿﺎﻧﻴﺔ ﺑﺸﺪة وﺳﻂ اﻟﻜﺘﻞ ا ﺎﺋﻴـﺔ اﻟـﺴـﺎﺋـﻠـﺔ وﻟـﻜـﻦ
اﶈﺬور ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ اﻧﻬﻴﺎر ﻣﻔﺎﺟﻰء ﻟﻠﻤﻐﺎﺋﺮ واﻟﺘﺠﺎوﻳﻒ ا ﻮﺟﻮدة ﲢﺖ
اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺼﺪﻣﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ. وﻗﺪ ﻳﺆدي اﻷﻣﺮ ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ وﻗﻮع اﻧﺰﻻﻗﺎت
ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪة. ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أن ﺗﺪرس ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔﻋﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮف
ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺎﻓﺔ وﺳﻌﺔ وﻋﻤﻖ اﻟﺘﺠـﺎوﻳـﻒ. وﻫـﻞ ﻫـﻨـﺎﻟـﻚ اﻧـﻜـﺴـﺎرات وﺻـﺪوع ﻓـﻲ
أﻋﻤﺎق ﻫﺬه ا ﻨﺎﻃﻖ أم ﻻ? ﻛﻞ ﻫﺬه ا ﻌﻠﻮﻣـﺎت ﺣـﻴـﻮﻳـﺔ وﻣـﺆﺛـﺮة ﻋـﻨـﺪ ﺣـﺪوث
اﻟﺰﻻزل.
ﻳﺮى ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل وﺟﻮد ﻮذﺟ ﻟﻸﺑﻨﻴﺔ ﻜﻦ اﻋﺘﺒـﺎرﻫـﻤـﺎ اﻷﻓـﻀـﻞ
ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ.
اﻷول اﻷﺑﻨﻴﺔ اﳋﺸﺒﻴﺔ اﳋﻔﻴﻔﺔ ذات اﻟﺴﻘﻮف واﳉﺪران اﳉﻴﺪة اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ
واﻻرﺗﺒﺎط. وﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺴﻘﻮف ﻣﺜـﺒـﺘـﺔ ﺟـﻴـﺪا وﻏﻴﺮ ﺛﻘﻴﻠﺔ أو ﺳﻤـﻴـﻜـﺔ.
ً
وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺪاﻋﻰ إﻻ إذا ﺗـﻌـﺮﺿـﺖ ﻟـﺼـﺪﻣـﺔ ﻗـﻮﻳـﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮا. ﻜـﻦ
ً
اﻹﻛﺜﺎر ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ إن ﺗﻮاﻓﺮت ا ﻮاد اﳋﺸﺒﻴﺔ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺪاﻓﺌﺔ اﻟﻐﺰﻳﺮة اﻷﻣﻄﺎر )اﺳﺘﻮاء وﻣﺪار(. وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺬﻛﻴﺮ
ﺑﻀﺮورة ﺧﻔﺔ اﻟﺴﻘﻮف
أﻣﺎ اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻸﺑﻨﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜـﺜـﺮ ﻓـﻲ ا ـﺪن ﻋـﺎﻣـﺔ وﻓـﻲ ا ـﺪن ذات
ا ﻨﺎخ اﻟﺒﺎرد ﺧﺎﺻﺔ. ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎﻷﺳﻤﻨﺖ واﳊـﺪﻳـﺪ ﻣـﻊ
وﺟﻮد ﻗﺎﻋﺪة )ﻓﺮﺷﺔ( ﺳﻤﻴﻜﺔ وﻗﻮﻳﺔ وﻣﻘﺎوﻣﺔ وﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑـﺸـﺪة ﻣـﻊ اﻷﻗـﺴـﺎم
اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺒﻨﺎء. وﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ أن ﺗﺰداد ﻗﻮة اﻟﺒﻨﺎء وﺷﺪة ﺎﺳﻜﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﻮاﺑﻖ
941
اﻟﺰﻻزل
اﻟﻌﻠﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﺪﻧﻴﺎ وذﻟﻚ ﻷن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻷﺳﻤﻨﺘﻴﺔ واﻟﺼﺨﻮر اﻟﺘﻲ
ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﺷﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻬﻲ أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺘﺨﺮﻳﺐ.
ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻷﺑﻨﻴﺔ)×١( داﺋﺮة أو ﺑﻴﻀﻮﻳﺔ اﻟﺸﻜﻞ. ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﻨﻴﺔ
وﻣﻦ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻗﺪ أﺑﺪت ﻣﻘﺎوﻣﺔ أﻛﺒﺮ ﻟﻠﺰﻻزل ﻣﻦ اﻷﺑﻴﻨﺔ ا ﺮﺑﻌﺔ وا ﺴﺘﻄﻴﻠـﺔ
ذات اﳊﻮاف واﻟﺰواﻳﺎ. ﻓﻔﻲ زﻟـﺰال ﻋـﺸـﻘـﺒـﺎد ا ـﺸـﻬـﻮر )٨٤٩١( ﻗـﺪ ﺗـﻬـﺪﻣـﺖ
ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ اﻷﺑﻨﻴﺔ ذات اﻟﺰواﻳﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﺴﺘﺪﻳﺮة ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎوﻣـﺘـﻬـﺎ أﻛـﺒـﺮ
وﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ وﺟﺪ أن ا ﺴﺎﺟﺪ ا ﺴﺘﺪﻳﺮة ﻗﺪ ﻗﺎوﻣﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ وﻟﻌﻞ
ﺘﺎﻧﺔ ا ﺴﺎﺟﺪ دورا ﻓﻲ ذﻟﻚ أﻳﻀﺎ. ﻟﻘـﺪ ﺷـﻮﻫـﺪت ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه ا ـﻈـﺎﻫـﺮ ﻓـﻲ
اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻛﺬﻟﻚ. وﻓﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻜﻦ أن ﺗﻌﺮف ﻓﻴـﻬـﺎ اﲡـﺎﻫـﺎت اﻷﻣـﻮاج
اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺼﻞ ﻓﻲ ﺣﺎل وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل. ﻳﻔﻀﻞ أن ﺗﻘﺎم اﻷﺑﻨﻴﺔ ﺑﺰواﻳﺎ ﻣﻘﺪارﻫﺎ
٥٤درﺟﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳉﺒﻬﺔ ا ﻮﺟﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺘﻌﺎﻣﺪة أو ﺷﺒﻪ
ﻣﺘﻌﺎﻣﺪة ﻣﻌﻬﺎ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب ﻳﻔﻀﻞ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻨﻮاﻓﺬ ﺑﻴﻀﻮﻳﺔ
وذﻟﻚ ﻷن اﻟﻨﻮاﻓﺬ ا ﺮﺑﻌﺔ أو ا ﺴﺘﻄﻴﻠﺔ ﺗﺘﻜﺴـﺮ ﺑـﺴـﺮﻋـﺔ ﻣـﻦ زواﻳـﺎﻫـﺎ. وﻓـﻲ
ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰﻻزل ﻳﻔﻀﻞ ﻋﺪم إﻗﺎﻣﺔ أﺑﻨﻴﺔ ﺷﺎﻫﻘﺔ. وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨـﺎ أن ﻧـﺸـﻴـﺮ ﻓـﻲ
ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ إﻟﻰ أن اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﻄﺎﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ وا ﺘﻴﻨﺔ وا ـﻘـﺎﻣـﺔ ﻋـﻠـﻰ أﺳـﺲ
ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻘﺎوم اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺑﻨﺠﺎح. ﻓﻔﻲ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﺳـﺎن ﻓـﺮاﻧـﺴـﻴـﺴـﻜـﻮ
ﻗﺎوﻣﺖ وﺑﻨﺠﺎح ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺼﺪﻣﺎت اﻷﺑﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ٦٩ ﻣﺘﺮا وا ﺆﻟﻔﺔ
ً
ﻣﻦ ﺗﺴﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻃﺎﺑﻘﺎ وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺑﻨﻴﺔ ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل. وﻗﺪ ﻻﻳﺸﻌﺮ ﺳﻜﺎن اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺑﺎﻟﻬﺰة إن ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎدﻳﺔ
اﻟﻘﻮة.
وا ﻬﻢ ﻓﻲ ا ﻮﺿﻮع أن ﻳﺆﺧﺬ ﺑﻌ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺷﺪة اﻟﺘﺴﺎرع اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ واﻟﺘﻲ
ﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮﻫﺎ ﻋﺒﺮ ا ﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
a
2
Α= 4Π
ﳒﺪ ﻫﻨﺎ أن:
- aﻣﺪى اﻟﺘﺄرﺟﺢ ا ﻮﺟﻲ
- Tﻓﺘﺮة اﻟﺘﺄرﺟﺢ ا ﻮﺟﻲ
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ اﻟﺘﺴﺎرع ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﺘﺄرﺟﺢ ا ﻮﺟﻲ وﺗﻨﺎﻗﺾ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺄرﺟﺢ.
وﻫﻨﺎﻟﻚ ﺣﺎﻻت ﺷﺎذة ﺗﻐﺎﻳﺮ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه. وﻫﻮ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻓﻲ زﻟﺰال ﻋﺎم )٣٢٩١( ﻓﻲ
2
)×١( ﻳﻮﺳﻴﻔ
051
ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
t
ا ﺒﺎﻧﻲ واﻟﺰﻻزل
اﻟﻴﺎﺑﺎن إذ ﳒﺪ أن ا ﺪى ﻗﺪ وﺻﻞ إﻟﻰ ٠٥ﺳﻢ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﺑﻠﻐﺖ
ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺄرﺟﺢ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﻮاﺣﺪة. وﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷﺑﻨﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن ﻣﺰودة ﺑﺸـﺒـﻜـﺎت
ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ وﺻﺤﻴﺔ واﺗﺼﺎﻟﻴﺔ وﻏﺎزﻳﺔ ﺟﻴﺪة اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻷن ﺗﻠﻔﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ
ﺣﺪوث ﺣﺮاﺋﻖ ﻣﺮوﻋﺔ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓـﻲ زﻟـﺰال ﻃـﻮﻛـﻴـﻮ اﻟـﺸـﻬـﻴـﺮ وزﻟـﺰال ﺳـﺎن
ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ.
إن ﻣﺴﺄﻟﺔ إﻗﺎﻣﺔ أﺑﻨﻴﺔ وﻣﻨﺸﺎ^ت ﻣـﻘـﺎوﻣـﺔ ﻟـﻠـﺰﻻزل أﻣـﺮ ﺣـﻴـﻮي وﺗـﺘـﻄـﻠـﺐ
ﲢﻘﻴﻖ أﻣﻮر ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ. ﻓﻤﻦ ا ﻌﺮوف أﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻷﺑﻨﻴﺔ
ﻻﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺤﻤﻞ أﺳﺎﺳﺎﺗﻬﺎ وزن وﺛﻘﻞ وﺿﻐﻂ اﻟﺒﻨﺎء ﻛﺎﻣﻼ. ﻟﺬا ﻳﺠﺐ أﻻ
ً
ﻳﺰﻳﺪ وزن اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻦ ﻣﻘﺪرة ﲢﻤﻞ أﺳﺎس اﻟﺒﻨﺎء وﻛﺬﻟﻚ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼـﺨـﺮﻳـﺔ
ﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻮزن. وﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﺤﻤﻼ ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ ﻫﺬه ﻟﻔﺘﺮات زﻣﻨﻴﺔ ﻃﻮﻳـﻠـﺔ
ﻷن إﻋﺎدة اﻟﺒﻨﺎء أﻣﺮ ﻣﻜﻠﻒ وﺑﺎﻫﻆ. إن اﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ﻷن
اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل وﻗﻮﻋﻬﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻨﻮع ا^ﺧﺮ ﻣﻦ ﻗﻮى اﻟﻀﻐﻂ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻗﻮة
اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺮأﺳﻴﺔ إذ إن اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﻛﺬﻟﻚ اﻷﺳﺎس ﺑﻞ واﻟﺒﻨﺎء ﻛـﻠـﻪ
ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻘﻮة ﺿﻐﻂ ودﻓﻊ ذات اﲡﺎﻫﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓـﻘـﺪ ﺗـﻜـﻮن أﻓـﻘـﻴـﺔ أو
دوراﻧﻴﺔ أو ﻣﺘﻌﺎﻛﺴﺔ ﺧﺎﻓﻀﺔ راﻓﻌﺔ. وﺗﺄﺛﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﻘﻮى ﻳﻐﺎﻳﺮ ﺎﻣﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻗﻮة
ً
اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺮأﺳﻴﺔ اﻟﻨﺎﲡﺔ ﻋﻦ وزن اﻟﺒﻨﺎء. وﺧﻄﻮرة اﻟﻘﻮى اﻟﻀﺎﻏﻄﺔ ا ﺬﻛﻮرة
ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺒﻌﺜﺮ أﺣﺠﺎر اﳉﺪران أو ﺗﺸﻘﻘﻬﺎ أو ﺗـﺮﻣـﻴـﻬـﺎﻧـﺤـﻮ اﳋـﺎرج
ﻓﺘﻬﻮي اﻟﺴﻘﻮف ﺧﺎﺻﺔ إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺸﻘﺔ ﺟﻴﺪا ﺑﻬﺎ.
وﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈن ا ﻬﻤﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ أﻣﺎم ﻣﻬﻨﺪﺳﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ﺗﺘﻤﺜﻞ
ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻹﻗﺎﻣﺔ أﺑﻨﻴﺔ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺄن ﻛﻞ أﺟﺰاﺋﻬﺎ ﻣﺘﺮاﺑﻄـﺔ ﺑـﺸـﺪة وﺗـﺸـﻜـﻞ
ﺑﺬﻟﻚ ﻛﺘﻠﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ واﺣﺪة ﻜﻨﻬﺎ اﻟﺼﻤﻮد ﺑﻘﻮة أﻣﺎم اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ واﻟﻘﻮى
اﻟﺪاﻓﻌﺔ دوراﻧﻴﺎ أو أﻓﻘﻴﺎ... إﻟﺦ. وﻟﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ا ﻀﺎﻓﺔ
ً
إﻟﻰ ﺗﺼﻤﻴﻢ ا ﺒﺎﻧﻲ ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﻜﻠﻔﺔ ﻛﺜﻴﺮا وﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠١% ﻣﻦ
ً
ﻛﻠﻔﺔ اﻟﺒﻨﺎء. وﻳﺠﺐ اﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ اﻹﺟﺮاءات ا ﺬﻛﻮرة أﻻ ﺗﺘﻌﺪى اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ
ً
ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﻨﺎء ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰﻟﺔ أﺿﺮارا ﺑﺴﻴﻄـﺔ ﻻﺗـﺘـﺠـﺎوز ﺗـﻜـﺴـﻴـﺮ اﻟـﻨـﻮاﻓـﺬ أو
ﺑﻌﺾ ا ﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﺻـﻼح ﺑـﻌـﺪ
اﻟﺰﻟﺰال ﻟﻦ ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻘﺪة وﻻ ﻣﻜﻠﻔﺔ وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻳﺤـﺎﻓـﻆ اﻟـﺒـﻨـﺎء ﻋـﻠـﻰ
أﺻﺎﻟﺘﻪ وﺳﻼﻣﺘﻪ وﻣﺘﺎﻧﺘﻪ.
إن ا ﻬﻤﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮاﺟﺐ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻷﺑﻨﻴﺔ
151
اﻟﺰﻻزل
ﻟﻘﻮة اﻟﻀﻐﻂ اﳉﺎﻧﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﻗﻮﻳـﺔ أﺣـﻴـﺎﻧـﺎ وﺿﻌﻴﻔﺔ أﺣﻴﺎﻧـﺎ أﺧـﺮى.
ً
ً
وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ذات اﲡﺎﻫﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ وﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ أن ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﻟﻮاﻗﻌـﺔ ﲢـﺖ
اﻷﺑﻨﻴﺔ ذات ﻣﻈﻬﺮ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺣﺮﻛﻲ ﻣﻌـﻘـﺪ ﻛـﺜـﻴـﺮا. وﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﻨﺒـﺆ ﺑـﻘـﻮة
ً
واﲡﺎه ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺔ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ ا ﻬﻢ ﺟﺪا ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻋﻨﺪ
ً
ﺣﺪوث اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﻫﻤﻴـﺔ ـﻜـﺎن ﻣـﻌـﺮﻓـﺔ ﻓـﺘـﺮة ا ـﻮﺟـﺔ
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وﺗﺴﺎرﻋﻬﺎ اﻟﺜﻘﻠﻲ وﻣﺪاﻫﺎ وﻫﻲ أﻣﻮر ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ.
إن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺮﻋﺔ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﺮﺑﺔ ﻻ ﺜﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ا ﺸﻜﻠﺔ
إذ ﻻﺑﺪ ﻟﻠﻤﻬﻨﺪﺳ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗـﺼـﻮر ﺟـﻴـﺪ ﻋـﻦ ﻃـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻟـﺘـﺄرﺟـﺢ
اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ. و ﻜﻦ ﲢﻘﻴﻖ ذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻊ أﺟﻬﺰة اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺄرﺟﺢ اﻷﺑﻨﻴﺔ
ﻋﻨﺪ وﻗﻮع زﻟﺰال ﺣﻘﻴﻘﻲ. و ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺄرﺟﺢ واﻻﻫﺘﺰاز اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ
إذا ﻣﺎ زﻟﺰﻟﺰت اﻷﺑﻨﻴﺔ اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺎ.
إن ﻌﺮﻓﺔ اﳋﺼﺎﺋﺺ اﳊﺮﻛﻴﺔ ﻟﻸﺑﻨﻴﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺆﺧﺬ ﺑﻌ اﻻﻋﺘﺒـﺎر
ﻋﻨﺪ اﻟﺸﺮوع ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺸﺎ^ت اﻟـﺒـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ اﻟـﺒـﺴـﻴـﻄـﺔ. أﻣـﺎ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﺣﺪات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ وا ﻌﻘﺪة ﻓﺘﺴﺘﺒﺪل اﻷﺳﺲ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺄﺧﺮى
ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮة اﻟﺘﻮازن اﻟﺘﻜﺎﻓﺌﻲ. ﻓﻠﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ أن ﻛﻞ ﺟﺰء وﻋﻨﺼﺮ
ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء ا ﻘﺎم ﺳﺘﺆﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﻮة أﻓﻘﻴﺔ ﻫﻲ ) (Fiﻓﺈﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻃﺮدا
ﻣﻊ وزن اﻟﻌﻨﺼﺮ ) (Wأي.
Fi= cw
إن ﻗﻴﻤﺔ ) (Cﻟﻴﺴﺖ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﺑﻞ ﺗﺨﺘﺎر ﺣﺴﺐ واﻗﻊ وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺒﻨـﺎء واﻟـﻬـﺪف
ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺘﻪ أي اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﻮم ﺑﻬـﺎ وذﻟـﻚ ﻟـﻜـﻲ ﺗـﻌـﻄـﻲ ﻗـﻮة ﻣـﻜـﺎﻓـﺌـﺔ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﻘﺎوم زﻟﺰاﻻ ﻣﺘﻮﺳﻂ وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ً
ﺗﻌﻄﻲ ) (Cﻣﻘﺪارا واﺣﺪا ﻋﺎدة وذﻟﻚ ﻋﻨﺪ إﻗﺎﻣﺔ اﻷﺑﻨﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻜﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎل
ﻗﻴﻢ أﺧﺮى ﻟـ ) (Cﺗﺘﻨﺎﺳﺐ وﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺒﻨﺎء وﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳـﺔ ا ـﻘـﺎم
ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻓﻤﺜﻼ ﻟﻜﻲ ﻻﺗﻬﺒﻂ أﺟﺰاء اﻟﺒﻨﺎء اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻓﻮق رؤوس أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ أو ﻋـﻠـﻰ
اﻟﺸﻮارع ﺗﻔﻀﻞ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻴﻤﺔ ) .(C = Iأي أن ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺒﻨﺎء ﻳﺠﺐ أن ﺗﻌﺎدل
ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ واﻟﺪﻓﻊ اﻷﻓﻘﻴﺔ. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﺑﻌ اﻻﻋﺘﺒﺎر وزن ﻛﻞ
ﺟﺰء ﻣﻦ أﺟﺰاء اﻟﺒﻨﺎء. أﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻀﻦ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻛﺎ ﺪارس
ً
وا ﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ... إﻟﺦ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻗﻴـﻤـﺔ ) (Cأﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺪ. أﻣـﺎ
251
ا ﺒﺎﻧﻲ واﻟﺰﻻزل
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺼﺤﻴﺔ واﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ا ﺮﻛﺰﻳﺔ )إﻃﻔﺎء ﻛﻬﺮﺑﺎء ﻏﺎز( ﻓﺈن ﻗﻴﻢ
) (Cﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن أﻛﺒﺮ ﻣﺎ ﻜﻦ ﻷن ﺗﻬـﺪﻣـﻬـﺎ ﺳـﻴـﺴـﺒـﺐ ﻣـﺸـﺎﻛـﻞ ﻣـﺨـﻴـﻔـﺔ
)اﳊﺮاﺋﻖ(. إن ﻗﻴﻢ ) (Cﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﺴﺐ اﻻرﺗﻔﺎع.
أﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎر ﻗـﻴـﻤـﺔ ) (Cﻓﺈﻧﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت اﻟـﻬـﻨـﺪﺳـﻴـﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪر وزن ﻛﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﺛﻢ اﻟﺒﻨﺎء ﻛﺎﻣـﻼ وذﻟﻚ ﻟﺘﺘﻨﺎﺳﺐ ا ﻘﺎوﻣـﺔ
ً
ﻣﻊ ﺷﺪة ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻷﻓﻘﻴﺔ. إن ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﻻﻳﻌﻨﻲ ﺳﻬﻮﻟﺔ ﺣﻞ ﻫﺬه
ا ﺸﻜﻠﺔ وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻻﺗﺰال ﻓﻲ ﻃﻮر اﻟﺘﺠﺎرب وﻟﻴﺲ ﻫﻨـﺎﻟـﻚ ﺧـﻄـﺔ
ﺑﻨﺎء ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻷن ﻗﻮة اﻟﺰﻻزل ﻏﻴـﺮ ﻣـﺤـﺪدة ﻛـﻤـﺎ أن ﻇـﺮوف إﻗـﺎﻣـﺔ اﻷﺑـﻨـﻴـﺔ
ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ ا^ﺧﺮ. أﺿﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ا ﻨﺸﺎ^ت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ
اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ذات اﻟﻜﻠﻔﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﲢﺘﺎﺟﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻹﺟﺮاءات ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﻠﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ واﻟﻔﻘﻴﺮة.
وﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن ﺧﺒﺮاء اﻟﺰﻻزل ﺨﺘﻠﻒ اﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺗﻬﻢ ﻳﺮاﻗﺒﻮن اﻟﻬﺰات
اﻟﻘﻮﻳﺔ وا ﺘﻮﺳﻄﺔ وﻳﻬﺮﻋﻮن إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ﺸﺎﻫﺪة اﻷﺿﺮار واﻟﻌﻮاﻗﺐ
اﻟﺘﻲ ﳒﻤﺖ ﻣﻨﻬﺎ. وﻳﻬﻤﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺗﻠﻚ اﻷﺑﻨﻴﺔ واﻟﺒﻴﻮت اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗـﻬـﺪم
ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻴﻔﺤﺺ ﻛﻞ ﺟﺰء ﻣﻦ أﺟﺰاﺋﻬﺎ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻔﻴﺪ
ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳋﺒﺮاء ﺣﻮل اﻟﺰﻻزل وﻛﻴﻔﻴـﺔ ﻣـﻘـﺎوﻣـﺘـﻬـﺎ. و ـﻜـﻦ اﻟـﻘـﻮل
ﻋﻤﻮﻣﺎ إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺣﻞ ﻫﺬه ا ﺸﻜﻠﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ
ً
واﻟﺒﺤﺚ.
351
اﻟﺰﻻزل
451
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
9 اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
ﻟـﻘـﺪ ﻓـﻲ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻷﺧـﻴـﺮة اﻟـﺘـﺄﻛـﺪ ﻣـﻦ أن
ﻟﻠﻨﺸﺎط اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ دورا ﻓﻲ ﺗﻬﻴﺌﺔ اﻷﺟﻮاء
ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﳊﺪوث اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻧﺘـﻴـﺠـﺔ
ﳊـﺮﻛـﺎت ﺗـﺼـﻴـﺐ أﺟـﺰاء ﻣـﻦ اﻟ ـﻘ ـﺸــﺮة اﻷرﺿ ـﻴــﺔ.
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺴﺪود اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﺘﻔﺠﻴﺮات
اﻟﻨﻮوﻳﺔ وﺑﻨﺎء ا ﺪن اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ واﺳﺘﺨﺮاج اﳋـﺎﻣـﺎت
ا ﻌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻘﻴﺎس ﻛﺒﻴﺮ اﻟﺪور اﻷول
ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣـﻦ اﻟـﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ. ﻣـﺜـﻞ
ﻫﺬه اﻷﻣﻮر ﺗﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻮازن اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
ﺎ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر ﺧﻠﻞ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن ﻗﺪ
ﻳﻜﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﲡﺪد أو وﻻدة اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﻨﺎﻃﻖ. وﻫﻜﺬا ﻧﺸﺎﻫﺪ أن أﺛﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻟﻢ
ﻳـﻘـﺘـﺼـﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻏـﻠـﻔـﺔ اﻷرﺿـﻴـﺔ اﳉـﻮﻳـﺔ وا ـﺎﺋـﻴـﺔ
واﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﺑﻞ اﻣﺘﺪ إﻟﻰ أﻋﻤﺎق اﻷرض. ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻦ
اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓـﻲ
اﻟﻘﺸﺮة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻟﻸرض ﻛﺘﺼـﻠـﺐ ﻣـﻮاد اﻟـﺘـﻮرف
ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت ﺷﻤﺎل اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وﻓﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ
ا ﺪارﻳﺔ واﻻﺳﺘﻮاﺋﻴﺔ اﻟﺮﻃﺒﺔ وﻛﻈﺎﻫﺮة اﻧﺘﻔﺎخ وذوﺑﺎن
اﻷرض ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺘﺠﻤﺪ اﻟﺘﺮاﺑﻲ اﻷﺑﺪي )ﻣﻴﺮزﻻﺗﺎ(
وﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻈـﺎﻫـﺮ. ﻛـﻞ ﻫـﺬه ا ـﻈـﺎﻫـﺮ ﻟـﻴـﺴـﺖ
ﺧﻄﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة وﻧﺎدرا ﻣﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺣﺪوث زﻻزل
551
اﻟﺰﻻزل
ذات ﻣﻐﺰى. واﳋﻄﻮرة ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴـﺔ واﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻘﻌﺮ واﻧﺤﻨﺎء واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ. وﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﺨﺎﺻﺔ
ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﺨﺮاج اﳋﺎﻣﺎت ا ﻌﺪﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض.
ﻟﻘﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳋﻔﺲ ودرس ﻷول ﻣﺮة دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﳒﻠﺘﺮا
إذ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻠﺢ ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻋـﻤـﻖ
)٠٤-٠٧(م وﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٠٨٩١( ﻫﺒﻮط وﺗـﻘـﻌـﺮ ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻓـﻲ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض.
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة )٣٩٨١-٢١٩١( ﻟﻮﺣﻆ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ أن ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ اﻷرض
ﺑﻘﻄﺮ )٣( ﻛﻢ ﻗﺪ ﺗﺸﻮﻫﺖ وﻏﻤﺮت ﺑﺎ ﻴﺎه وأﺿﺤﺖ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﳊﺔ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼل
اﻟﺰراﻋﻲ ووﻟﺪت ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻋﺮﻓﺖ ﺴﺘﻨـﻘـﻌـﺎت ﺗـﺸـﻴـﺮ وﺗـﻜـﺴـﺮت
ﻫﻨﺎك اﻷﻗﻨﻴﺔ ا ﺎﺋﻴﺔ وﺗﻀﺮرت ﺑﻌﺾ ا ﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ واﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ.
ﻓﻴﻤـﺎ ﺑـﻌـﺪ ﻻﻗـﺖ ﻣـﻨـﺎﺟـﻢ اﻟـﻔـﺤـﻢ اﳊـﺠـﺮي اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﺎ واﺿـﺤـﺎ وأﺷـﺎرت
ا ﻼﺣﻈﺎت ا ﺘﻼﺣﻘﺔ إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻘﻌﺮ اﻟﺬي ﺷﻮﻫﺪ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﺳﺘـﺨـﺮاج
ا ﻠﺢ. وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أن ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻘﻌﺮ ا ﻜﺎﻧﻲ ﻟﺴﻄﺢ اﻷرض ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺟﻴﺪا ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﻃـﻖ اﺳـﺘـﺨـﺮاج اﻟـﻔـﺤـﻢ اﳊـﺠـﺮي ﻓـﻔـﻲ ﺣـﻮض ﺳـﻴـﻠـﻴـﺰ اﻟـﺒـﻮﻟـﻮﻧـﻲ وﻓـﻲ
ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ وﻓﻲ ﺣﻮض اﻟﺮور ﻓﻲ أ ﺎﻧﻴﺎ وﻛﺬﻟﻚ ﻓـﻲ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن واﳒـﻠـﺘـﺮا
واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻓﻲ أﻗﻄﺎر أﺧﺮى ﻟﻮﺣﻆ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ.
ﻟﻘﺪ أﺟﺮﻳﺖ ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺳﻨﺔ )٠٢٩١( وﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات ﻗﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﺘﺎﺑﻌﺔ
ﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻓﻲ ﺣﻮض ﺳﻴﻠﻴﺰ اﻷﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﻤﺢ ﻟـﻠـﻌـﻠـﻤـﺎء
ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ دﻗﻴﻖ ﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﻴﺎ وزﻣﻨﻴﺎ. وﻟﻘﺪ
ﺣﺪد ﺑﺪﻗﺔ ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷﻣﺎﻛﻦ اﻷﺑﻌﺪ اﻟـﺜـﺎﺑـﺘـﺔ ارﺗـﻔـﺎﻋـﺎ. ووﺻـﻞ
ﻣﻘﺪار اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ا ﻨﻄﻘﺔ إﻟﻰ )٣( ﻣﻴﻠﻠﻴﻤﺘﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. ﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ
أﻃﺮاف ا ﻨﻄﻘﺔ ارﺗﻔﺎع ﺑﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى اﻷرض ذو ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻌﻮﻳﻀﻲ و ﻘﺪار
واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺴﻨـﺔ. ﻛـﻤـﺎ أن أﻣـﺎﻛـﻦ ﻣـﺤـﺪدة ﺧـﻼل ﻓـﺘـﺮة )٧٦٩١-٧٥٩١( ﻗـﺪ
ﺧﻔﺴﺖ ﻘﺪار ٥٬١-٢ م أي ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺳﻄﻴﺔ ﻣﻘﺪارﻫﺎ ٢١-٥٢ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ.
وﻟﻜﻦ ﻟﻮﺣﻆ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﻬﺒﻮط واﻟﺘﻘﻌﺮ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى إذ
ﺗﺪﻧﻰ اﻟﻬﺒﻮط ﻣﻦ )٠٥١ إﻟﻰ ٠٣ ( ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. وﻟﻬﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ارﺗﺒﺎط ﺑﺎﺧﺘﻼف
ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻔﺤﻢ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧﺤﺎء ا ﻨﺠﻢ. وﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ارﺗﺒﺎط
ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻘﻌﺮ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻌﺎدن ﻗﺎم اﺨﻤﻟﺘﺼﻮن ﺑﺈﺟﺮاء اﻟـﺘـﺠـﺎرب
واﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﻨﺠﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺣﻮض اﻟﺪورﻧﺒﺎس اﻟﻔﺤﻤﻲ وﺗﺒ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ
651
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﺨﺮاج ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﺤﻢ ﺳﻤﺎﻛﺘﻬﺎ ﻣﺘﺮ
وﻧﺼﻒ وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻤـﻖ )٠٠٥( م. وﺧﻼل أرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﻐﻼل ا ﻨـﺠـﻢ
وازداد ﺧـﻼل ﺳـﻨـﺔ وﻧـﺼـﻒ إﻟـﻰ )٣٥٩( . وﻫـﻜـﺬا
ﺑـﻠـﻎ اﻟـﺘـﻘـﻌـﺮ )٠٣١(
ﲡﺎوزت ﺷﺪة اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻋﺸﺮات ا ﻴﻠﻠﻴﻤﺘﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺑﻞ إﻧﻬﺎ ﺑـﻠـﻐـﺖ )٠٢٢(
ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮ أﺣﻴﺎﻧﺎ. وﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة )٠٧٩١ - ١٦٩١(
ﻫﺒﻮط ﻓﻲ ﻣﻨﺠﻢ ﻓـﺤـﻤـﻲ ـﻌـﺪل )٥٬١( ﻓﻲ اﻟﻴﻮم. وا ﻬـﻢ ﻓـﻲ اﻷﻣـﺮ أن
ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻘﻌﺮ ﺗﺮاﻓﻘﻬﺎ ﺣﺮﻛﺎت رأﺳﻴﺔ ﻟﻠـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ وﺣـﺮﻛـﺎت ﺗـﻮﺳـﻊ
واﻧﻜﻤﺎش أﻓﻘﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ. ورﺻﺪت ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﻓﺤﻢ ﻓﻲ أ ﺎﻧﻴﺎ
اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ. وﺗﺒ أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻄﺒﻘﺎت ا ﺴﺘﺨﺮﺟﺔ أﺳﻤﻚ وأﺳﺮع
ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ رأﺳﻴﺎ وأﻓﻘﻴﺎ أﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ)×(.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻮض اﻟﺪوﻧﺒﺎس اﻟﺮوﺳﻲ وأﺣﻮاض ﺿﻮاﺣﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻠـﻘـﺪ زاد
اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻋﻠﻰ ا ﺘﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻔﺤﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ٠٠٠١ - ٠٠٣(( م.وﺑﻠﻎ ﻗﻄﺮ
اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات. وﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺣﻴﺚ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن
ا ﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺟﻢ اﻟﻔـﺤـﻢ ﺑـﻠـﻎ اﻟـﺘـﻘـﻌـﺮ ٢٬٣-٤٥٬٧(م ﺧـﻼل اﻟـﻔـﺘـﺮة )٤٥٩١ -
٧٩٨١(. وﺗﺪل اﳊﺴﺎﺑﺎت ﻋﻠﻴﺄن ﺧﻄﻮرة اﻟﺘﻘﻌﺮ وﺣﺮﻛﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼـﺨـﺮﻳـﺔ
ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﺳﻤﺎﻛﺔ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮ ﻃﺒﻘﺔ ا ﻌﺎدن ا ﺴﺘﺨﺮﺟﺔ
ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ )٠٠٣( ﻣﺮة ﻋﻠﻰ ﺳﻤﺎﻛﺔ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ. وﻋﻠﻴﻨﺎ أﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﻛﺬﻟـﻚ دور
اﳋﺒﺚ ا ﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﺳﺘﺨﺮاج اﳋﺎﻣﺎت ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض
ﻓﻲ ﺗﻘﻌﺮ وﻫﺒﻮط اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ. وﻧـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺳـﻨـﺔ واﺣـﺪة وﻓـﻲ
ﺣﻮض اﻟﺪوﺗﺒﺎس اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘـﻲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ وﺣـﺪه ﲡـﻤـﻊ ﻣـﺎ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ )٠٢(
ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻦ ﻣﻦ اﳋﺒﺚ. وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻧﻮﺿﺢ أن ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻘـﻌـﺮ ﻓـﻲ أﻣـﺎﻛـﻦ
اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻌﺎدن ﻗﺪ ﺗﺮاﻓﻘﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎت رﻓﻊ ﻟﻠﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻜﻨﺔ
وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﺣﺠﻢ ا ﻮاد ا ﺴﺘﺨﺮﺟﺔ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮد
اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﺘﻮازن اﻟﻘﺸﺮي اﻷرﺿﻲ. ﻓﻔﻲ ﺣﻮض
ﻣﺤﻄﺔ ﻧﻴﺠﻨﻴﺴﻴﻔﺮﺳﻜﻲ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ارﺗﻔﻊ ﻗﺎﻋﻬﺎ ﻘﺪار )٧-٥١( ﺳﻢ. وﻳﻼﺣﻆ
أن ﻣﻌﺪل اﻻرﺗﻔﺎع ﺧﻼل ﺳﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﺮاوح ﺑ )٦ و٣١( .
ﻣﻦ اﻷﻣﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺗﻘﻌﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض وإﻟﻰ اﻧﻬﻴﺎر ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ
ﺛﻘﻞ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻓﻲ ا ﺪن اﻟﻜﺒﺮى. ﻓﻔﻲ إﻃﺎر ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ وﺧﻼل ﻓﺘﺮة )٠٥٩١ -
)×( ﻧﻴﻜﻮﻧﻮف ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
751
اﻟﺰﻻزل
٦٣٩١( ﺑﻠﻎ وﺳﻄﻲ اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ا ـﺪﻳـﻨـﺔ )٢١( . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻢ ﻳـﺰد ﻓـﻲ
اﻷﻃﺮاف ﻋﻠﻰ )٦٬٠( . وﻳﻼﺣﻆ أن اﻟﻬﺒﻮط ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ
ﺻﺨﻮر رﺑﺎﻋﻴﺔ ﻫﺸﺔ )رﻣﻞ ﺣﺼﻰ ﻃ (. ﻛﻤﺎ أن وﺗﻴﺮة اﻟﻬﺒﻮط ﺗﻜﻮن ﻋﺎدة
ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ اﻧﻜﺒﺎس اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺗﺰداد ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ
وﻳﻘﻞ ﻫﺒﻮﻃﻬﺎ ﺗﺪرﺟﻴﺎ. ﻓﻔﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺎﻟ ﻧﺮى ﻓﻲ اﻟﻔـﺘـﺮة )٤٦٩١ - ٤٧٨١( أن
ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻬﺒﻮط ﺑﻠﻐﺖ ﻛﺤﺪ أﻗـﺼـﻰ )٦٣( ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. وﻟﻜﻦ اﻟﺮﻗﻢ ﺗﻨﺎﻗـﺺ
ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﻟﻢ ﻳﺰد ﻋـﻠـﻰ ٠١ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑـ )٩٦٩١ - ٨٦٩١( . ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ا ﻨﻄـﻘـﺔ
ﺗﺮﺗﻔﻊ ﺳﻨـﻮﻳـﺎ ـﻘـﺪار )٥٬٢( ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻟﺬوﺑﺎن اﳉـﻠـﻴـﺪ اﻟـﺬي ﻛـﺎن ﻫـﻨـﺎ
ﺳﺎﺑﻘﺎ. إن ﻫﺒﻮط وﺗﻘﻌﺮ اﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﲢﺖ وﻃﺄة ﺛﻘﻞ
ا ﺪن اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ وﺑﺴﺒﺐ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺜﻮرات اﻟﺒﺎﻃﻨـﻴـﺔ ـﻘـﻴـﺎس ﻛـﺒـﻴـﺮ ﻻ ﻳـﺘـﻢ
ﻓﻘﻂ ﻷن ﺧﻠﻼ ﺣﺪث ﻓـﻲ ﺗـﻮازن اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ ) (geostaticوﻟﻜﻦ اﻷﻣـﺮ
ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻞ وﺑﺪرﺟﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺑﺘﺒﺪﻻت ﻣﺴﺘﻮى ﻋﻤﻖ ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ. ﻓﻜﻴﻒ
ﻳﺘﻢ اﻷﻣﺮ? ﻟﻘﺪ أﺑﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ا ﺴﺎﺣﻴﺔ )اﳉﻴﻮدﻳﺰﻳﺔ( ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﺨﺮاج
اﻟﻔﺤﻢ ﻓﻲ ﺗﺸﻴﻜﻮﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻔـﺘـﺮة )٤٦٩١ - ١٦٩١( أن ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻗﺪ
ﻫﺒﻂ ﻘـﺪار )٥( ﺳﻢ. وﻋﺰي اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻔﺤـﻢ ﻋـﻠـﻤـﺎ
ﺑﺄن اﺳﺘﺨﺮاﺟـﻪ ﻗـﺪ ﺗـﻮﻗـﻒ ﻣـﻨـﺬ )٠٧( ﺳﻨﺔ. وﻟﻜﻦ اﻟﻘـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟـﻼﺣـﻘـﺔ ﻗـﺪ
أوﺿﺤﺖ أن اﻟﻬﺒﻮط ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺑﻞ وﺷﻌﺮ ﺑﺒﺪء ارﺗﻔﺎع ﺑﺴﻴﻂ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ وﻟﻮﺣﻆ
أن ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ ﻗﺪ ارﺗﻔﻊ ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ.
ﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﺮﺑﻄﻮن ﺑ ﻫﺎﺗ اﻟﻈﺎﻫﺮﺗ . ﻓﻔﻲ ﺣﻮض ﺳﻴﻠﻴﺰﻳﺎ اﻟﻔﺤﻤﻲ
ﻟﻮﺣﻆ أن اﳋﻔﺲ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻗﺪ اﻣﺘـﺪ إﻟـﻰ )٠٢ - ٠١( ﻛﻢ ﺑﻌﻴﺪا ﻋـﻦ
ﻣﻮاﺿﻊ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻔﺤﻢ. ﻫﺬه ا ﺴﺎﻓﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳـﺐ ﻣـﻊ ﺑـﻌـﺪ ﺟـﻴـﻮب اﻧـﺨـﻔـﺎض
ﻣﺴﺘﻮى ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺠﺮﻫﺎ أﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﺨﺮاج
اﻟﻔﺤﻢ.
ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻆ وﻷول ﻣﺮة ﻫﺒﻮط اﻷرض ﲢﺖ ا ﺪن اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﺨﺘـﺼـﻮن ﻣـﻦ
اﻟﻴﺎﺑﺎن. وﺑﺪأ ﻫﺒﻮط ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻃﻮﻛﻴـﻮ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ وأوزاﻛـﺎ ﻓـﻲ ﻋـﺎﻣـﻲ
)٣٢٩١ و٥٣٩١( وﺑﺎﻟﺘﻮاﻟﻲ. ﺗﺴﺎرع ﻫﺒﻮط ا ﺪﻳﻨﺘ ﺣﺘﻰ ﻋﺎم )١٦٩١( وﺑﻠﻎ )٨١(
ﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت ارﺗﻔـﻊ اﳋـﻔـﺲ إﻟـﻰ )٠٦( ﺳﻢ ﻛﻤـﺎ ﻓـﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻔﺎﺗﺎ. وﻳﻼﺣﻆ أن اﻟﻬﺒﻮط ﻳﺒﻠﻎ أﺷﺪه ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﺆﻟﻔـﺔ ﻣـﻦ ﻣـﻮاد
ﻃﻴﻨﻴﺔ ورﻣﻠﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ وﻛﺒﻴﺮة اﻟﺴﻤﺎﻛﺔ. وإذا ﻣﺎ أﺧﺬﻧﺎ ﺑﻌ اﻻﻋﺘﺒﺎر
851
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
أن أﻛﺜﺮ ا ﺪن اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ا ﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻔﺲ ﻣﺪن ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ اﻟﺴﻜﺎن
وﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻮق ﻗﻮاﻋﺪ ﺻﺨﺮﻳﺔ رﺧﻮة ﻫﺸﺔ. اﺗﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻣﻘﺪار ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻬﺒـﻮط
وا^ﺛﺎر ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أﺣﻴﺎء ا ﺪﻳﻨﺔ وﻋﻠﻰ ﺣﺪوث اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. وﻟﻘﺪ ﻫﺠـﺮت
ﻣﻴﺎه ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪا أﻣﺎﻛﻦ ﺗﻮﺿﻌﻬﺎ ﲢﺖ وﻃﺄة اﻟﻀﻐﻂ ا ـﺘـﺮﺗـﺐ ﻋـﻠـﻰ
ﺑﻨﺎء ا ﺒﺎﻧﻲ. وﻫﻜﺬا اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻇﺎﻫﺮﺗﺎ ارﺗﻔﺎع ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﳋﺎرﺟﻲ وﻫﺠﺮة
ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ وﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ ﻟﺘﻜﻮﻧﺎ ﺳـﺒـﺒـﺎ ﻣـﻬـﻤـﺎ ﻓـﻲ ﻇـﺎﻫـﺮة ﻏـﻮر ا ـﺪن
اﻟﻜﺒﻴﺮة. وﺗﺪل اﻟﺪراﺳﺎت ا ﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﻋﻠﻰ أن ﺷﺪة ﻫﺒﻮط ﻗﻴﻌﺎن ا ﺪن اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ
ﻗﺪ ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻓﻲ اﻷرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻷن ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺿﺦ ا ﻴـﺎه ﻗـﺪ
ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻛﺜﻴﺮا. وﻟﻘﺪ ﻋﻤﺪ ﻓـﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ أوزاﻛـﺎ ﺑـﻨـﺎء ﻣـﺎ ﻳـﻘـﺎرب )٠٩١( ﻛﻢ ﻣـﻦ
ا ﺼﺪات اﻟﺒﺤﺮﻳـﺔ و)٠٨( ﻣﺤﻄﺔ ﺿﺦ ﻣﻴﺎه. وﺑﻌﺪ ﻋـﺎم )١٦٩١( وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻠﻮغ
ﻫﺒﻮط ﺑﻌﺾ ا ـﺪن اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻴـﺔ ﺣـﺪودا ﺧـﻄـﺮة اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﻞ ﻣـﻦ ﻛـﻤـﻴـﺔ ا ـﻴـﺎه
ا ﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﲢﺖ ا ﺪن وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺒﺎﻃﺄ وﺗﻨﺎﻗﺺ ﻫـﺒـﻮط ا ـﺪن ﺑـﻞ
ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ.
إن اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ زوار ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻟﻨﺪن اﻟﻌﺎﻣﺔ ا ﻌﺮوﻓﺔ ﺑﻬﺎﻳﺪﺑﺎرك ﻳﻌﻠﻢ أﻧﻪ ﻗﺒﻞ
)٠٦١( ﺳﻨﺔ ﻛﺎن ا ﺘﻨﺰﻫﻮن ا^ﻧﺬاك ﻳﺘﻤﺸﻮن ﻓﻲ ردﻫﺎت اﳊـﺪﻳـﻘـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎن
ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ ا^ﻧﺬاك أﻋﻠﻰ ﻘﺪار ﻣﺘﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮاﻫﺎ اﳊﺎﻟﻲ. ﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﺖ ا ﺴﺎﺣﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻼﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻨﺪن ﻗﺮاﺑﺔ )٠٠٠٢( ﻛﻢ ٢. وﺗﻌﺰى
ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺣﺴﺐ رأي اﺨﻤﻟﺘﺼ إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﺿﺦ وﻫﺠﺮة ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ
ﻣﻦ ﲢﺖ ا ﺪﻳﻨﺔ. وﻣﻨـﺬ ﻋـﺎم )٠٢٨١( ﻫﺒﻂ ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃـﻨـﻲ اﻻرﺗـﻮازي
ﻘﺪار )٠٠١(م.
وﻫﻜﺬا ﻧﺸﺎﻫﺪ أن اﳋﻔﺲ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﺪن اﻟﻜﺒﻴﺮة إ ﺎ ﻳﺮﺟﻊ
إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﻫﺮوب ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ وﺗﺰاﻳﺪ ﺻﻼﺑﺔ واﻧﻀﻐﺎط اﻟﺘﺸﻜﻼت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
اﻟﺘﻲ ﲢﺘﻬﺎ أي إﻟﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺪﻧﻲ ﻣﺴﺘﻮى ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.
ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮت ﻣﺸﻜﻠﺔ اﳋﻔﺲ ﻓﻲ ا ﺪن وا ﺆﺳﺴﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ وﻓـﻲ أﻣـﺎﻛـﻦ
اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻌﺎدن واﻟﻨﻔﻂ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﺨﻔﺎض ﻣـﺴـﺘـﻮى ا ـﺎء اﻟـﺒـﺎﻃـﻨـﻲ ﺑـﺴـﺒـﺐ
ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻀﺦ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻓﻲ وﻻﻳﺘﻲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ وﺗﻜﺴﺎس ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة
اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. ﻓﻔﻲ وﻻﻳﺔ ﺗﻜﺴﺎس ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز و ﺤﺎذاة
ﻏﺎﻟﻔﺴﺘﻮن ﺑﺪأ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻘﺮن اﳊﺎﻟﻲ اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻴﺎه ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﻣﻠﻴﺔ
واﻟﻐﻀﺎرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻞ ﺳﻤﺎﻛﺘﻬﺎ إﻟﻰ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻷﻣﺘﺎر ﻟﺬا أﻇﻬﺮت ﻓﻲ
951
اﻟﺰﻻزل
ا ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻛﻤﺎ أن ﺟﺰءا ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺟـﺰﻳـﺮة ﻛـﺎﻟـﻴـﻔـﻮرﻧـﻴـﺎ ﻗـﺪ
اﻧﺨﻔﺾ ﲢﺖ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﺤﺮ. وﻣﻨﺬ اﻷرﺑﻌﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﺑﺪأت ﻇﺎﻫﺮة
اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ وﺑﻨﺎء ا ﺮاﻛﺰ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ وا ﻮاﻧﻰء اﻟﻀﺨﻤﺔ
وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﳒﺪ أن ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ رﺟـﺎل اﻟـﻔـﻀـﺎء ﻫـﻴـﻮﺳـﺘـﻮن وﻣـﻨـﺬ ﻋـﺎم
)٣٤٩١( أﺧﺬت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﺳﺘﻤﺮار ﻇﺎﻫﺮة ﻫﺒﻮﻃﻬﺎ. وﺑﻠﻎ ﺣﺠﻢ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ
ﻫﺒﻄﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ـﺎ ذﻛـﺮﻧـﺎه ﻗـﺮاﺑـﺔ )٢٢%( ﻣﻦ ﺣﺠﻢ ا ﺎء ا ﺴﺘـﺨـﺮج ﻣـﻦ ﺑـﺎﻃـﻦ
اﻷرض أو اﻟﺬي ﻏﺎدر ا ﻨﻄﻘﺔ ﺧﻼل ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات.
وﻟﻘﺪ ﺗﺒﺎﻳﻦ اﻻرﺗﻔﺎع ﻫﻨﺎ ﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺸﻘﻖ اﻟﻄﺮق وﺗﻜﺴﺮ أﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻐﺎز
وأﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﻘﻞ اﻷﺧﺮى. وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ وﻻﻳﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ أدى ﺿـﺦ
ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎق ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻷﻣﺘﺎر ﺧﻼل )٠٣ - ٠٢(
ﺳﻨﺔ إﻟﻰ ﺧﻔﺲ ﻣﻘﺪاره )٧٬٢-٥٬٤( ﻣﺘﺮ. وﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض اﻟﻬﺎﺑﻄﺔ ﻓﻲ
اﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮات ا ﺮﺑﻌﺔ. و ـﺜـﻞ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻟـﻮﻧـﻎ ﺑـﻴـﺘـﺶ ﻗـﺮب ﻟـﻮس
أﳒﻠﻮس ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل.ﻓﻠﻘﺪ ﺻﺮف ﻫﻨﺎك ﻗﺮاﺑﺔ )٠٠١( ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﻓﻲ أﻋﻤﺎل
اﻟﺼﻴﺎﻧﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻟﺘﺜﺒﻴﺖ اﻷرض وا ﻨﺸﺎ^ت ﻋﻠﻤﺎ أن اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻫﻨﺎ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ
)٨٬٨(م وﺑﻠﻐﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ )٧٬٣( م أﻓﻘﻴﺎ. وﻟﻘـﺪ ﻋـﺎﻧـﺖ ﺑـﺸـﺪة
أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻧﻘﻞ اﻟﻐﺎز واﻟﻨﻔﻂ وا ﻴﺎه واﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ واﳉﺴﻮر وﺑﻌﺾ ا ﺒﺎﻧﻲ
وﻣﺌﺎت اﻻ^ﺑﺎر اﻟﺘﻲ أﺧﺬ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻨﻔﻂ. وﻟﻘـﺪ ﻃـﻔـﺖ ﻣـﻴـﺎه اﻟـﺒـﺤـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺾ
اﻷﻣﺎﻛﻦ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﺨﺮج اﻟﻨﻔﻂ ﻣـﻦ ﺗـﺸـﻜـﻼت ﺻـﺨـﺮﻳـﺔ
رﻣﻠﻴﺔ وﺣﺼﻮﻳﺔ وﻃﻴﻨﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ )١-٧٬٢ ﻛﻢ( ﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة )٤٣٩١ -
١٤٩١( إﻟﻰ ﻫﺒﻮط ﺳﻨﻮي ﻣﻘﺪاره ٠١ - ٥ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺛﻢ ارﺗﻔﻊ ﻋﺎم )٢٥٩١(
إﻟﻰ )٠٧ - ٠٣( ﺳﻢ. ﻟﻘﺪ أﺧﺬت ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻬﺒﻮط ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺷﻜﻼ أﻫﻠﻴﻠﺠﻴﺎ
ﺗﺮاوﺣﺖ أﻗﻄﺎره ﺑ )٠١ و٥٦( ﻛﻢ وﺑﻠﻐﺖ اﳊﺮﻛﺔ اﻷﻓﻘﻴﺔ ﻟﻠﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
)٠٢ ﺳﻢ( ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم )٣٥٩١( وﺑﻌﺪ أن ﻋﻤﺪ اﺨﻤﻟﺘﺼﻮن إﻟﻰ ﺿﺦ
ا ﺎء ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳊﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻂ ﺗﻨﺎﻗﺼﺖ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻬـﺒـﻮط وﻣـﻦ ﺛـﻤـﺔ
ﺗﻨﺎﻗﺼﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻬﺎﺑﻄﺔ ﻣﻦ )٨٥( ﻛﻢ٢ إﻟﻰ )٨( ﻛﻢ٢ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ
ﻋﺎم )٨٥٩١(. وﻟﻘﺪ ﺿﺦ ﻗﺮاﺑﺔ )٠٠١( أﻟﻒ ﻃﻦ ﻣﻦ ا ﺎء ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض.
ﻛﻤﺎ ﻟﻮﺣﻈﺖ ﺣﺮﻛﺎت ﻫﺒﻮط ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﻛﺄرﻳﺰوﻧﺎ وﻛﻮﻟﻮرادو وﻧـﻴـﻔـﺎدا
وﻓﻲ ﻓﻨﺰوﻳﻼ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ واﻟﻴﺎﺑﺎن. وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺎﻟـﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﻓـﻲ
اﻟﺪول اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ورﺻﺪت ﻇﻮاﻫﺮ ﺧﻔﺲ ﻓﻲ دول اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ
061
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻨﻔﻂ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ وﻗـﺪ اﺣـﺘـﻠـﺖ ﻣـﺴـﺎﺣـﺎت واﺳـﻌـﺔ
ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻳﺼﻞ ﻃﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺸﺮات اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﺑﻠـﻎ اﻻﻧـﺨـﻔـﺎض ﻓـﻲ ﺑـﻌـﺾ
اﻷﻣﺎﻛﻦ )٥٬٢( م وذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻔﺘـﺮة ٢١٩١-٢٦٩١ و ﻌﺪل ﺳﻨﻮي ٥ - ١ ﺳﻢ ﻓـﻲ
اﻟﺴﻨﺔ. وﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏـﺎزﻟـﻲ ﻓـﻲ ا^ﺳـﻴـﺎ اﻟـﻮﺳـﻄـﻰ ازداد اﻻﻧـﺨـﻔـﺎض ﺑـﺴـﺒـﺐ
اﺳﺘﺨـــﺮاج اﻟﻐـــﺎز ﻣـﻦ ٠١ إﻟﻰ ٥٢ ﻣـﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻨـــﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘـــﺮة
)٤٧٩١ - ٤٦٩١(. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟـﻰ أن ا ـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺷـﻬـﺪت اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ
اﻟﺰﻻزل اﻟﻌﺎدﻳﺔ واﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳊﺎﻟﻲ.
ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻬﺒﻮط ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﺬﻛﻮرة ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗﺘﺴـﺒـﺐ ﻓـﻲ
ﺣﺪوث ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن اﳊﺮﻛﻲ ﻟﻠﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وﺟﻮد
ا ﺎء ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻓﻲ أﺷﻜﺎﻟﻪ اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺼﻠﺒﺔ واﻟﺴﺎﺋﻠﺔ واﻟﻐﺎزﻳﺔ. وأﻛﺜـﺮ
اﻷﻣﺎﻛﻦ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺜﻞ ﻫﺬا اﳋﻠﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ ﻫﺸﺔ.
وﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺴﻤﺎﻛﺔ اﻟﻄﺒﻘﺎت و ﺪى ﻏﻨﺎﻫﺎ ﺑـﺎ ـﻴـﺎه واﻟـﺴـﻮاﺋـﻞ
اﻷﺧﺮى وﻣﺪى ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﻟﻼﻧﻀﻐﺎط وﺑﺎﻟﻄـﺒـﻊ ﻛـﻠـﻤـﺎ اﺳـﺘـﺨـﺮاج ا ـﻮاد
اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ أﻛﺒﺮ ﻛﺎن ﻫﺒﻮط ﻣﺴﺘﻮى ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ أﺷﺪ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺰداد ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ
اﻟﻬﺒﻮط. وﻳﻔﺴﺮ ذﻟﻚ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻨﺪ ﺳﺤﺐ ا ﻴﺎه ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘـﺎت اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ
ﲢﺘﻮﻳﻪ ﻳﻘﻞ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻬﻴﺪروﻟﻴﻜﻲ ﻓﻲ ا ﺴﺎم اﻟﺼﺨﺮي وﺗﺰداد ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ
ﻓﻲ ﻫﻴﻜﻞ اﻟﺼﺨﻮر وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺘﻮازن اﻟﻘﺸﺮي ﻟـﻸرض. وﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ
ﻟﻮزن اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻮ ﻣﻜﺎن اﺳـﺘـﺨـﺮاج ا ـﺎء دور أﺳـﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ
إﺣﺪاث ﻫﺬا اﳋﻠﻞ. ﻷﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻀﻐﻂ ا ﺬﻛﻮر ﺗﻐﻠﻖ ا ﺴـﺎم ﻓـﻲ اﻟـﺼـﺨـﻮر
وﺗﺰداد ﺻﻼﺑﺘﻬﺎ. ﺑﻞ إن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺘﺪ ﺣﺘﻰ إﻟﻰ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻜﺘﻴﻤﺔ وﺗﺪل ا ﻌﻄﻴﺎت
اﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻧﺨﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ـﻘـﺪار )٠١( م ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺿﻐﻂ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻘﺪار ﻛﻴﻠﻮ ﻏﺮام واﺣﺪ ﻓﻮق ﻛﻞ ﺳﻢ٢. وأن
اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑ ﻣﻘﺪار اﻧﺨﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻷرض وﻣﻘﺪار اﻧﺨﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى
ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﻳﺘﺮاوح ﺑ )١/٠٠٥ و ١/٠١( وﻗﻄﺮ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻬﺎﺑـﻄـﺔ ﻳـﺘـﺄرﺟـﺢ
ﺑ ﻋﺸﺮات وﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات. و ﺎ أن ﺗﻨـﺎﻗـﺺ اﻟـﻀـﻐـﻂ ﻓـﻲ اﻟـﺼـﺨـﻮر
اﳊﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻰ ا ﺎء أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳊﺎوﻳﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ. ﻟﺬا ﻓـﺈن ﻫـﺒـﻮط
أﻣﺎﻛﻦ اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻨﻔﻂ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻦ اﺳﺘﺜﻤﺎر ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ اﻧﻘﺴﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء إﻟﻰ ﻓﺮﻳﻘ : اﻷول ﻳﺮى أن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺴﺎﺑـﻘـﺔ
ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن اﻟﻘﺸﺮي ﻟﻸرض ﻻ ﺘﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘـﺮ واﺣـﺪ ﻋـﻤـﻘـﺎ إذ أن
161
اﻟﺰﻻزل
اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻮاد اﳋﺎم ﻣﻦ اﻷرض ﻟﻢ ﻳﺰد ﻋـﻤـﻮﻣـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻟـﻌـﻤـﻖ. وﻟـﻜـﻦ
اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻻ^ﺧﺮ ﻳﺮى أن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻗـﺪ اﻣـﺘـﺪ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ذﻟـﻚ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻏـﻴـﺮ
ﻣﺒﺎﺷﺮ وﻗﺪ أﺛﺮ ﺣﺘﻰ ﻋﻤﻖ )٠٧ - ٠٣( ﻛﻢ وﻫﺬا اﻟﻌﻤﻖ ﻳﻜﺎد ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ اﻟﻘﺸﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻘﺎرﻳﺔ. واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﺳﺎﺳﺎ ﺑـﺎﻟـﻮاﻗـﻊ اﻟـﺒـﻨـﺎﺋـﻲ
ﻟﻠﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ. ﻓﺈن ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﺸﺎط زﻟﺰاﻟﻲ أو ﺑـﺮﻛـﺎﻧـﻲ
وﻛﺎﻧﺖ ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺼﺪوع واﻟﺘﺸﻘﻘﺎت ﻓﺈن اﻻ^ﺛﺎر ﺗﻜﻮن ﻛﺒﻴﺮة وﻋﻤﻴﻘﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ إن
ﻛﺎن اﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺤﺪود اﻟﺸﺪة واﻟﻌﻤﻖ.
إن اﻟﻌﺎﻣﻠ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪود وا ﺸﺎرﻳﻊ ا ﺎﺋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻳﺄﺧﺬون
ﻋﺎدة ﺑﻌ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﺣﺠﻢ ووزن ا ﺎء ا ﺘﺠﻤﻊ وراء اﻟﺴﺪود واﻟﻀﺎﻏﻂ ﺑﺸﺪة
ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ أن ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﺗﻘﺮﻳﺒﻴـﺔ ﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻠـﻴـﺔ ﻋـﻦ
ﻣﺪى وﺷﺪة اﻟﻬﺒﻮط واﻟﺘﻘﻌﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﻄﺮأ ﻋﻠﻰ أﻣﺎﻛﻦ وﺟﻮد أﺣﻮاض اﻟﺘﺠﻤﻊ
ا ﺎﺋﻲ.
ﻓﻔﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺒﻨﺎء ﺳﺪ ﻣـﻴـﺪ ) (Midاﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ رواﻓﺪ ﻧﻬـﺮ
ﻛﻮﻟﻮرادو ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة واﻟﺬي ﺗﺼﻞ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻴﺎﻫﻪ إﻟﻰ )٥٣( ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺘﺮ
ﻣﻜﻌﺐ ﻗﺪر أن ﺗﻘﻮس اﻟﻘﻌﺮ ﺳﻴﺒﻠﻎ )٨١( ﺳﻢ وﺳﻴﺄﺧﺬ ﺷﻜﻼ ﻣﻌﻠﻔﻴﺎ ﺿﺤﻼ
وأﺷﺪ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ا ﺮﻛﺰ وﺳﺘﻨﺘﺸﺮ ﻣﻴﺎه اﻟﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺣﻮاض
ﻣﺘﻄﺎوﻟﺔ ﻳﺘﺮاوح ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺑ )١ و٠٢( ﻛﻢ ﻓﻮق ﻗﺎﻋﺪة ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻗﺪ ﺔ ﻣﺆﻟﻔﺔ
ﻣﻦ ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴﺔ وﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ. واﻻ^ن ﻟﻨﺮ ﻣﺎذا ﺣﺪث ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ.
ﻓﻲ ﻋﺎم ٥٣٩١ وﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﲡﻤﻊ ا ﻴﺎه وراء اﻟﺴﺪ إﺟﺮاء ﻗﻴﺎﺳﺎت ﺗﺴﻮﻳﺔ
دﻗﻴﻘﺔ ﺑﺎﻣﺘﺪاد ﺧﻄﻮط ﻣﺘﻌﺪدة وﺗﺨﺘﺮق ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ ا ﻘﻌﺮ ا ﺎﺋﻲ وﺻﻞ ﻃﻮﻟﻬﺎ
إﻟﻰ )٠٠٠١( ﻛﻢ وﻓـﻲ ﻋـﺎم )٠٤٩١ - ١٤٩١( أﻋﻴﺪت اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﻣـﻦ ﺟـﺪﻳـﺪ.
اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻣﻞء ٠٨% ﻣﻦ ﺣﺠﻤﺎﻟﺴﺪ وﺻﻠﺖ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻘﻌﺮ
اﻷﻋﻈﻤﻲ ٢١ ﺳﻢ وﻓﻲ ﻋـﺎم )٠٥٩١( ارﺗﻔﻊ اﻟﺘﻘﻌﺮ إﻟﻰ ٧١ ﺳﻢ وﻟﻜﻨﻬﺎ وﺻﻠـﺖ
ﻋﺎم )٣٦٩١( إﻟـﻰ )٠٢( ﺳﻢ. وﻟﻘﺪ ﻛﺎن وﺳﻄﻲ اﻟﺘﻘﻌـﺮ ﻓـﻲ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﺧـﺰن ا ـﻴـﺎه
وذﻟﻚ ﺑﻌـﺪ أن
ﻌﺪل )٠٢( ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﺛﻢ ﻫﺒـﻂ إﻟـﻰ )٥( ﺛﻢ إﻟﻰ ٣٬٢
اﺳﺘﻘﺮ ﺣﺠﻢ ا ﺎء ﻓﻲ ﺣﻮض اﻟﺴﺪ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض ا ﺘﻘﻌﺮة ﻗﺮاﺑﺔ
٠٣ أﻟﻒ ﻛـﻢ٢. وﻫﺬه ا ﺴﺎﺣﺔ أﻋﻈﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣـﺔ ا ـﻴـﺎه اﺨﻤﻟـﺰوﻧـﺔ وراء
اﻟﺴﺪ. وﺷﺪة اﻟﺘﻘﻌﺮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨـﺔ ﺿـﻤـﻦ ﻫـﺬه ا ـﺴـﺎﺣـﺔ اﻟـﻮاﺳـﻌـﺔ
وﻟﻜﻦ أﻋﻤﻘﻬﺎ ﻛﺎن ﻗﺮب ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺜﻘـﻞ ا ـﺎﺋـﻲ اﻷﺳـﺎﺳـﻲ. وﻣـﻦ اﻟـﻄـﺮﻳـﻒ أن
261
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
ﻧﺬﻛﺮ أﻧﻪ ﻓﻲ اﳉﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﻨﻄـﻘـﺔ اﻟـﺘـﻘـﻌـﺮ ﺗـﻌـﺮﺿـﺖ ﺑـﻌـﺾ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ
ﻟﻼرﺗﻔﺎع و ﻘﺪار )٨ - ٦( ﺳﻢ وﻫﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﺻﻌﻮد ﺻﺨﻮر اﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ
ا ﺼﺪﻋﺔ. وﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة إﻳﺬان ﺑﺤﺪوث ﺧﻠﺨـﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻗـﺸـﺮة اﻷرض وإﻧـﺬار
ﺑﺄن ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺳﺘﻜﻮن اﻷﻛﺜﺮ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺣﺪﺛﺖ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻛﺒﺮﺣﻮض ﲡﻤﻊ ﻣﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌـﺎﻟـﻢ وا ـﺘـﻤـﺜـﻞ ﺑـﺴـﺪ ﻛـﺎرﻳـﺐ
ا ﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ زاﻣﺒﻴﺰي ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﻟﺬي ﻳﻌﺎدل ﺣـﺠـﻢ ﻣـﺎﺋـﻪ )٠٥١( ﻣﻠﻴـﺎر
ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻓﺈن اﻟﺘـﻘـﻌـﺮ ﻗـﺪ ﺑـﻠـﻊ )٥٬٣٢( ﺳﻢ واﻣﺘﺪ ـﻘـﺪار )٠٠١ - ٠٧( ﻛـﻢ
ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﺣﻮض اﻟﺘﺠﻤﻊ ا ﺎﺋﻲ. وﻟﻘﺪ وﺻﻞ اﻟﺘﻘﻌﺮ اﻟﺴﻨﻮي ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة )٨٦٩١
٩٥٩١( وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻞء اﻟﺴﺪ ﺑﺒﻀﻊ ﺳﻨ إﻟﻰ )٢١ - ٠١( ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ.وﻧﻮرد ﻛﻤﺜﺎل ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺪ ﻛﺮاﺳﻨﺎﻳﺎرﺳﻚ )اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ( اﻟﻜﻬﺮﻣﺎﺋﻲ
ا ﻘﺎم ﻓﻮق أرض ﺻﻠﺒﺔ ﻏﺮاﻧﻴﺘﻴﺔ وﺻﺨﻮر ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ أﺧـﺮى ﻗـﺪ ـﺔ. ﻟـﻘـﺪ ﺑـﻠـﻎ
ﻃﻮل اﻟﺴﺪ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا وارﺗﻔﺎﻋﻪ )٠٢١( م وﺑﻌﺪ أن ارﺗﻔﻊ ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء إﻟﻰ )٠٦(
ازداد اﻟﺘﻘﻌﺮ ﺣﺪة وﻓـﻲ ﻣـﻄـﻠـﻊ )٢٧٩١( وﻗﺮب ﻣﺮﻛﺰ ﺑﺤﻴـﺮة اﻟـﺴـﺪ وﺻـﻞ
اﻟﺘﻘﻌﺮ إﻟـﻰ )٠٣( ﺳﻨﻮﻳﺎ. وﻟﻮﺣﻆ أن ﻗﺎع اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻗﺪ ﻣﺎل ﺑـﺎﲡـﺎه )ﻛـﺘـﻠـﺔ
اﻟﺴﺪ(. ﺑﻌﺪ أن ﺷﻐﻞ ﺑﺎ ﺎء ﻛﺎﻣﻼ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ا ﻴﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻛﺎن ﺑﺎﲡﺎه ﻣﻌﺎﻛﺲ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ ﻣﻞء ﺣﻮض ﺳﺪ ﺑﺮاﺗﺴﻜﻲ ا ﻘﺎم
ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ اﻧﻐﺎرا واﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻃـﻮﻟـﻪ )٣ ٠٠٧( م وارﺗﻔﺎﻋﻪ )٦٢١( م ﻛﺎن اﻟﺘﻘﻌـﺮ
اﻟﺴﻨﻮي ﻓﻲ اﻟﺒﺪء )٨( ﺛﻢ ازداد إﻟﻰ )٦٬٦٣( وﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ
اﻻﻧﺪﻓﺎﻋﻲ اﻻرﺗﻮازي ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ )٠٧( م.
إذا ﻗﺎرﻧﺎ ﺣﺠﻢ ا ﺎء ﻓﻲ ﺑﺤﻴـﺮات اﻟـﺴـﺪود وﺑـﻜـﻠـﻤـﺔ أدق اﻟـﺜـﻘـﻞ اﻟـﻨـﻮﻋـﻲ
ﻟﻌﻤﻮد ا ﺎء ﻓﻮق وﺣﺪة ا ﺴﺎﺣﺔ ﻣﻊ ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻘﻌﺮ ا ﻘﻴﺴﺔ ﻧﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ارﺗﺒﺎط
ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻴﻨﻬﻢ. إذ إﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺜﻘﻞ اﻟﻨﻮﻋﻲ أﻛﺒﺮ ازدادت وﺗﻴﺮة ﺗﻘـﻌـﺮ ﻗـﺎع
ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود. وﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻻرﺗﺒﺎط ﻣﻮﺟﻮد ﺑ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻘﻌﺮ وواﻗﻊ اﻟﺜﻘﻞ
اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﻤﺎء. وﻟﻮﺣﻆ أن ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻗﺪ ﺗﺘﺮاوح ﺑ ﺑﻀﻊ ﻣﻴﻠﻠﻴﻤﺘﺮات وﻋﺸﺮات
اﻟﺴﻨﺘﻤﺘﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. أﻣﺎ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻓﻘﺪ ﺗﺼـﻞ إﻟـﻰ )٥٬٢-١( ﺳﻢ ﻓﻲ
اﻟﺴﻨﺔ)×١(.
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺛﻘﻞ اﺻﻄﻨﺎﻋﻲ إﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴـﺔ أوﺟـﺪه اﻹﻧـﺴـﺎن
أﻻ وﻫﻮ ﺑﻨﺎء ا ﺪن اﻟﻜﺒﻴﺮة واﻟﻌﻤﻼﻗﺔ. ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻫﺒﻮط اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
)×١( أ. أ. ﻧﻴﻜﻮﻧﻒ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ا ﻌﺎﺻﺮة ﻣﻮﺳﻜﻮ ٩٧٩١.
361
اﻟﺰﻻزل
وﻃﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺨﻔﺎض ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء اﻟﺒﺎﻃﻨﻲ وازدﻳﺎد اﻧـﻀـﻐـﺎط
اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻘﻂ ﺑﻞ إن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺨﻔﺲ ﻣﺤﻠﻲ ﻗﺪ ﻳﺘﻌﺪى ﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﻄﺒﻘﺎت
اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ا ﺘﺤﻮﻟﺔ واﻟﻐﺮاﻧﻴﺘﻴﺔ
اﻷﻋﻤﻖ.
ﻟﻘﺪ اﻛﺘﺸﻒ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳋﻔﺲ ﻟـﻠـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺿـﻮاﺣـﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ
ﻣﻮﺳﻜﻮ وﻣﻦ ا ﻌﺮوف ﺳﺎﺑﻘﺎ أن اﻷرض ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ ﺗﻬﺒﻂ ﻌـﺪل )٢-١(
ﺳﻨﻮﻳﺎ. وﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ وﻋﻨﺪ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻗﻴﺎﺳﺎت ﺗﺴﻮﻳﺔ اﻷرض ﻟﻠﻔﺘﺮﺗ )٦٣٩١-
٠٤٩١ و ٠٥٩١-٨٥٩١( اﻛﺘﺸﻒ أن اﻷرض ﺣﻮل ا ﺪﻳﻨﺔ ا^ﺧـﺬة ﺑـﺎﻻرﺗـﻔـﺎع وذﻟـﻚ
ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣـﻠـﻘـﻲ و ـﻌـﺪل )٨٬١ - ١( ﺳﻨﻮﻳﺎ. وﻳﺒـﻌـﺪ اﻹﻃـﺎر ﻋـﻦ ﻣـﺮﻛـﺰ
اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻣﺎ ﺑ )٠١ و٠٣( ﻛﻢ أﻣﺎ ﺧﻠﻒ ﻧﻄﺎق اﻻرﺗﻔﺎع ﻫﺬا ﻓﺈن اﻷﻣﻮر ﻋﺎدﻳـﺔ
وﻣﻨﺘﻈﻤﺔ.
إن وﺟﻮد ﺣﻠﻘﺔ اﻻرﺗﻔﺎع ا ﺬﻛﻮر ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘـﻮازن اﻟـﻘـﺸـﺮي ﺑـ
ﻣﺮﻛﺰ ا ﺪﻳﻨﺔ ﺣﻴﺚ اﻟﺜﻘﻞ اﻟﻨﻮﻋﻲ اﻷﻛﺒﺮ واﻟﻀﻮاﺣﻲ اﳋﺎﻟﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻣﻦ ا ﺒﺎﻧﻲ.
إن ﺳﺒﺐ اﻟﺘﻘﻌﺮ واﳋﻔﺲ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺳﺒﺒﻪ اﻟﺜﻘﻞ اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻟﺬي أوﺟﺪه وزن
ا ﺪن ووزن ا ﻴﺎه اﺨﻤﻟﺰوﻧﺔ وراء اﻟﺴﺪود. وﺑـﺎﻟـﻄـﺒـﻊ ﺗـﺘـﻨـﺎﺳـﺐ ﺷـﺪة وﺳـﺮﻋـﺔ
اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻣﻊ ﺣﺠﻢ ا ﺪن ووزن اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﻘﺎوﻣﺔ وﺣﺠﻢ ا ﻴﺎه ﻓﻲ اﻟﺼﺪود. وﻟﻜﻦ
ﻗﺪ ﻳﺘﺒﺎدر إﻟﻰ ذﻫﻨﻨﺎ اﻟﺴﺆال اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻋﻠﻰ أي أﺳﺎس ﻳﺘﺤﻘﻖ اﻟﺘﻘﻌﺮ?
ﻫﻞ ﻳﻌﻮد ذﻟﻚ ﻻﻧﻀﻐﺎط اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﺸﻜﻞ إﺿﺎﻓﻲ أم أن
اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﺪى ذﻟﻚ وﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻔﻜﺮ اﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ?
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ إن اﻧﻀﻐـﺎط اﻟـﺼـﺨـﻮر اﻟـﺮﺳـﻮﺑـﻴـﺔ اﻟـﻬـﺸـﺔ اﻟـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ اﻟـﺮﻣـﻠـﻴـﺔ
واﳊﺼﻮﻳﺔ اﻟﺮﺑﺎﻋﻴﺔ اﻟﻌﻤﺮ ﻜﻦ أن ﻳﻔﺴﺮ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻘﻌﺮ.
وﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻮق ﺻﺨﻮر ﺻﻠﺒﺔ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ
أو ﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻧﻀﻐﺎط ﻋﻤﻠﻴﺎ. وﻧﻀﻴﻒ إﻟﻰ ذﻟﻚ أن ﻧﻄﺎق اﻻﻧﻀﻐﺎط
اﻟﺼﺨﺮي أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻨﻄﺎق اﻟﻔﻌﺎل ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻲ أﺣﺴﻦ ﺣﺎل ﻋﻠـﻰ ﺑـﻀـﻊ
ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻷﻣﺘﺎر. وﻟﻜﻦ ﺗﺸﻴﺮ اﻟﺪراﺳﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ إﻟﻰ أن اﻻﺿﻄﺮاب اﻟﺼﺨﺮي
ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑـﻴـﺔ اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ
ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪاه إﻟﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﺄﺛﻴﺮات اﻷﻓﻘﻴﺔ
ﻟﻠﺘﻘﻌﺮ ﻗﺪ ﺘﺪ ﻋﺸﺮات وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﺌﺎت اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات أﻓﻘﻴﺎ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﺮﻛـﺰ
اﻟﺘﻘﻌﺮ اﻷﻛﺒﺮ. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺮﺻﺪ ﻫﻨﺎ ﺑﺆر زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﻤﻴﻘﺔ )ﺑﻀﻊ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات
461
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ(. وﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟـﺴـﺪود اﻟـﻌـﻤـﻼﻗـﺔ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺪ ﻋـﺸـﺮات
اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺆﺷﺮات ﺣـﺮﻛـﻴـﺔ ﻟـﻠـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ ﻋـﺒـﺮ اﻻﻧـﻜـﺴـﺎرات
واﻟﺼﺪوع وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﻫﻨﺎ ﺑﺆر زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻗﺪ أﻳﻘﻈﺖ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺗﻬﺎ.
زﻻزل ﻣﺜﺎرة
ﻓﻲ ﺷﻬﺮ أﻏﺴﻄﺲ ﻣـﻦ ﻋـﺎم )٥٧٩١( ﻋﺎﻧﻰ وﺧﺎف ﺳﻜﺎن ﻣﺪﻳـﻨـﺔ أورﻓـﻴـﻞ
اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻋﻠﻰ ٠٢ـ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻣﻦ زﻟﺰال ﺷﺪﺗﻪ ﺳﺒﻊ
ﻧﻘﺎط وا ﺪﻳﻨﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل وﻻﻳﺔ ﻛﺎﻟﻴـﻔـﻮرﻧـﻴـﺎ اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ وﻫـﺬه اﻟـﻮﻻﻳـﺔ
ﺗﺸﻬﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ )٠٠٣( ﻫﺰة أرﺿﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ. ﻳﺒﺪو ﺎ ذﻛﺮ أن زﻟﺰاﻻ
ﻣﻘﺪاره )٦ - ٧٬٥( درﺟﺎت ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ ﻟﻴﺲ ﺑﺎ ﻬﻢ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ
ﻣﻮت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٢١ ﺷﺨﺼﺎ وﻫﻮ رﻗﻢ ﻣﺘﻮاﺿﻊ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻻزل. وﻣﻊ ذﻟﻚ
ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺚ ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال اﻟﻬﻠﻊ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب ﻣﺨﺘﺼﻲ اﻟﺰﻻزل وا ﻬﻨﺪﺳ . وﻣـﺮد
اﻟﻬﻠﻊ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻗﺒﻞ ﺳﺒﻊ ﺳﻨ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻨﺎء ﺳﺪ ﻣـﻦ أﻛـﺒـﺮ ﺳـﺪود
اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ واﻟﺬي وﺻﻞ ارﺗﻔﺎﻋﻪ إﻟﻰ )٥٣٢( م.
وﻟﻘﺪ ﺣﺠﺰ وراءه )٤٬٤( ﻛﻢ٣ ﻣﻦ ا ﺎء. واﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻃﺮح ﻧﻔﺴﻪ واﻟﺬي
اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓـﻲ اﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻋـﻨـﻪ إﻟـﻰ اﻻ^ن ﻫـﻞ ﻛـﺎن ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻟـﺰال أﻣـﺮا
ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﻻ دﺧﻞ ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ أم أﻧﻪ ﻛﺎن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺴﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺳﺒﺒﺎ
ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻘﻌﺮ واﳋﻔﺲ ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ وﻓﻲ اﺧﺘﻼف ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐـﻂ
ا ﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎم اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﲢﺖ ﻛﺘﻠﺔ ا ﺎء.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺗﺒﻌـﺪ ﻗـﺮاﺑـﺔ )١١( ﻛﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﺪ وﻛـﺎن
ﻋﻤﻘﻬﺎ )٨( ﻛﻢ. وﻟﻘﺪ ﺣﺪث اﻟﺰﻟﺰال ﺑﻌﺪ ﺳﺒﻊ ﺳﻨ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ وﺑﻌﺪ )٦(
ﺳﻨﻮات ﻣﻦ ﺑﺪء ارﺗﻔﺎع ا ﺎء ﻓﻴﻪ. وﺗﺒ ﻛﺬﻟﻚ أن اﻟـﺰﻟـﺰال ﻗـﺪ أﻋـﺎد اﳊـﻴـﺎة
ﻟﺼﺪع ﻗﺪ ﻗﺪ ﻋﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟـﺰﻣـﻦ وﻳـﺒـﻠـﻎ ﻃـﻮﻟـﻪ )٨٬٣( ﻛﻢ وﲢﺮك اﻟـﺼـﺪع
ﺷﺎﻗﻮﻟﻴﺎ ﻘﺪاره ﺳﻢ وﺳﻄﻴﺎ. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ارﺗﻔﻊ اﻟﺮﻗﻢ إﻟﻰ )٣١( ﺳﻢ.
ﻻﺣﻆ اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﻟﺰﻟﺰال ﻫﺬا ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺧـﺼـﺎﺋـﺼـﻪ ﻋـﻦ زﻻزل وﻻﻳـﺔ
ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻜﺮارﻳﺔ وﻣﻘﺪار اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ وﺑﺪ ﻮﻣﺔ
اﻟﺘﺄرﺟﺤﺎت ا ﻮﺟﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ وﺳﻮى ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ. ﻟﻘـﺪ ﺑـﺪأت اﻟـﻬـﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ اﳋﻔﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﺑﻌﺪ اﻣﺘﻼء اﻟﺴﺪ ﺑﺎ ﺎء ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة وﺑـﺨـﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ
أرﺑﻌﺔ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ اﻟﺰﻟﺰال ا ﺬﻛﻮرة.
561
اﻟﺰﻻزل
وﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة أن ﺧﺰن ا ﺎء ﻓﻲ ﺑﺤـﻴـﺮة اﻟـﺴـﺪ ﻗـﺪ ﺑـﺴـﺮﻋـﺔ
ﻓﺎﺋﻘﺔ وﺑﻠﻎ أﻋﻈﻢ ارﺗﻔﺎع ﻟﻪ أي )٥٤( م ﻓﻲ )٤٢( ﻳﻮﻧﻴﻮ وﻓﻲ )٦٢( ﻣﻨﻪ ﺣﺪﺛﺖ
اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ.
أﻣﺎ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﺆرة اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﻞ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻠﻤﺎء )ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺴﺐ
رأى اﺨﻤﻟﺘﺼ ﻻﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن ﺳﺒﺐ اﻟـﻬـﺰة إ ـﺎ ﻳـﻌـﻮد إﻟـﻰ اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ
ا ﺒﺎﺷﺮ ﻟﻮزن ا ﺎء وﺿﻐﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﻗﺎع اﻟﺴﺪ وﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﻻ ﻳﻨﻔﻲ دور
ا ﺎء ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ ا ﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎم وﺷﻘﻮق اﻟﺼﺨﻮر ﻓﻲ ﻣﻜﺎن اﻟﺴﺪ
واﳉﻮار.
ﻟﻨﺮﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﻮراء ﻗﻠﻴﻼ وإﻟﻰ أﺣﺪاث ﺎﺛﻠﺔ ﻛﺎن ﺳﺒﺐ ﺑﻌﺚ اﻟﺰﻻزل ﻓﻴﻬﺎ
ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻞء ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود ﺑـﺎ ـﺎء ﻓـﻔـﻲ ﺳـﻨـﺔ )٥٣٩١( وﻋﻠﻰ اﳊﺪود ﺑـ
وﻻﻳﺘﻲ ﻧﻴﻔﺎدا وأرﻳﺰوﻧﺎ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﻨﺎء أﻋﻈﻢ ﺳﺪ ﻋﺮﻓﻪ ذﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎن. إﻧﻪ ﺳﺪ
ﻫﻮﻳﺮ اﻟﻘﻮﺳﻲ اﻟﺬي أﻗﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﻛﻮﻟﻮرادو. ﻟﻘﺪ ﺑﺪىء ﻞء ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺴﺪ
ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻠﻎ ارﺗﻔﺎع ا ـﺎء )٠٠١( م ﻇﻬﺮت
اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. ﻋﻠﻤﺎ أن اﻟﺰﻻزل ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻬﻮدة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺪ وﻻ ﺗﻮﺟﺪ
ﻫﻨﺎك ﻣﺤﻄﺎت رﺻﺪ زﻟﺰاﻟﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﻴﺖ ﺛﻼث ﻣﺤﻄﺎت زﻟﺰاﻟﻴـﺔ
ووﺳﻌﺖ ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺮﺻﺪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ. وﻟﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﻬﺰات اﻻ^ﻻف
ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ٧٤٩١ - ٧٣٩١( وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺳﻄﺤﻲ اﻟﺒﺆر وﻻ ﺗﺰﻳﺪ أﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﻋﻠﻰ )٨ -
٦( ﻛﻢ. وﻓﻲ ﻋﺎم ٩٣٩١ ﺷﻐﻞ اﻟﺴﺪ ﺑﺎ ﺎء ﻛﺎﻣﻼ وﺑﻠﻎ ﺣﺠﻢ ا ﺎء )٥٣( ﻣﻠﻴﺎر م٣
وﻓﻲ ٤ ﻣﺎﻳﻮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺴﻨﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺰة ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ ا ﻘﺪار )٥( ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ.
وﺣﺮرت ﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮﻛﻴﺔ ﻋﺎدﻟﺖ ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻛﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﶈﺮرة ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ. ﻟﻘﺪ أﺑﺎﻧﺖ اﻷﺑﺤﺎث اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻻرﺗﺒﺎط اﻟﻮﺛﻴﻖ ﺑ ﻛﻤﻴـﺔ
اﻟﻄﺎﻗﺔ اﶈﺮرة وﺑﻠﻮغ اﻟﺜﻘﻞ ا ﺎﺋﻲ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘـﺮة )٩٣٩١ - ٨٣٩١(. وﻣﻨـﺬ
ﻋﺎم )١٥٩١( ﺗﺬﺑﺬب ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺎء اﻟﺴﺪ وأﺧﺬ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﻓﺼﻠـﻴـﺎ. وﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـﺒـﻨـﺎء
ﺳﺪود ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺮى اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻨﻬﺮ اﺧﺘﻔﺖ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎ وﻟﻢ ﺗﻌﺪ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺻﻠﺔ ﺑ ﻛﻤﻴﺔ ارﺗﻔﺎع ا ﻴﺎه وﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه أﻗﺎم
اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﺷﺒﻜﺎت رﺻﺪ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ اﻟﺴﺪود ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﻟﻢ ﺗﻼﺣﻆ ﺳﻮى
ﻫﺰات ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺟـﺪا. وﻣـﻦ )٨٦( ﺳﺪا أﻗﺎﻣﻪ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺨـﺘـﻠـﻒ أﻧـﺤـﺎء
أﻣﺮﻳﻜﺎ وﺟﺪ أن ﻋﺸﺮة ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺪ أدى إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ.
ﺑﺪأ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٦٩١ ﲡﻤﻊ ا ﻴﺎه ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة ﺳﺪ ﻧﻬﺮ ﻛﻮﻳﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ وﻛـﺎن
661
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
ارﺗﻔﺎع اﻟﺴـﺪ )٣٠١( م وﺣﺠﻢ ﻣﺎﺋﻪ )٠٨٧٢( ﻣﻠﻴـﻮن م٣. وﻟﻘﺪ ﺑﻨﻲ ﻓﻮق ﻗﺎﻋـﺪة
ﻗﺪ ﺔ ذات ﺻﺨﻮر ﻣﺘﺤﻮﻟﺔ وﺑﺎﻃﻨﻴﺔ اﻧﺪﻓﺎﻋﻴﺔ ﺻﻠﺒﺔ. أي أن اﻟﻈﺮوف ﻟﻴﺴﺖ
ﻫﻨﺎ ﻣﻬـﻴـﺄة ﳊـﺪوث اﻟـﺰﻻزل. وﻟـﻜـﻦ ﻓـﻲ١١ دﻳﺴﻤـﺒـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺎم )٧٦٩١( ﺣـﺪث
زﻟﺰال ﻗﻮى ﻣﻘﺪاره )٣٬٦( ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ وﺷﺪﺗﻪ )٩ - ٨( ﻧﻘﺎط وﻟﻘﺪ ﺗﺴﺒـﺐ
ﻓﻲ ﻫﻼك )٠٨١( ﺷﺨﺼﺎ وﺟـﺮح )٠٠٣٢( إﻧﺴﺎن ﻣﻊ ﺧﺮاب وأﺿﺮار ﺟﺴﻴـﻤـﺔ
ﻓﻲ ا ﺒﺎﻧﻲ وا ﻤﺘﻠﻜﺎت وﻟﻘﺪ ﺗﻀﺮر اﻟﺴﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰال.
وﻛﺎﻧﺖ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﺳﻄﺤﻴﺔ وﺗﺒﻌﺪ ﺣﻮاﻟﻲ )٣ - ٢( ﻛﻢ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﺪ. وﻟﻜﻦ
اﻣﺘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮه ﺑﻌﻴﺪا وﺑﻘﻄﺮ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ )٠٠٧( ﻛﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺎء اﻟﺴﺪ
ﻗﺮاﺑﺔ )٠٥١( ﻛﻢ٢.
وﺑﻌﺪ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﻫﺬه ﻛﺜﺮت اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ وﺑﻠﻎ ﻣﻘﺪار ﺑﻌﻀـﻬـﺎ )٤٬٥ - ٥(
درﺟﺔ. وﻟﻮﺣﻆ أن اﻟﺰﻻزل ﻗﺪ ﺑﺪأت ﺑـﺎﻟـﻈـﻬـﻮر ﺑـﻌـﺪ أن ﻏـﻤـﺮ ﻧـﺼـﻒ اﻟـﺴـﺪ
ﺑﺎ ﺎء. وﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﺣﺠﻢ ا ﺎء ازدادت ﻧﻜﺮارﻳﺔ اﻟﺰﻻزل وﻗﻮﺗﻬﺎ ﺑﺎ^ن واﺣﺪ. وﻓﻲ
ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ وﻗﻌﺖ ﻫﺰة أرﺿﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻗﺮب ﺳﺪ ﺳﻴﻨﻴﻔﻴﻨـﻜـﺎن )(Senefincan
ﻓﻲ اﻟﺼ )٢٦٩١(. وﻛﺎن ﻣﻘﺪارﻫﺎ ١٬٦ ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ وﺣﺪث زﻟﺰال ا^ﺧﺮ ﻓﻲ
ﺳﻨﺔ )٣٦٩١( ﻗﺮب ﺳﺪ ﻛﺎرﻳﺐ ا ﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ اﻟﺰاﻣﺒﻴﺰي ﻓﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺑﻨﻔﺲ
ا ﻘﺪار اﻟﺴﺎﺑﻖ. ﻛﻤﺎ ﺟﺮى زﻟـﺰال ﻓـﻲ ﺳـﻨـﺔ )٦٦٩١( ﻋﻨﺪ ﺳﺪ ﻛﺮ ﺎﺳـﺘـﺎ ﻓـﻲ
اﻟﻴﻮﻧﺎن و ـﻘـﺪار )٢٬٦(. وﻟﻮﺣﻆ ﻫﻨﺎ أن ﺳﺘﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﺰات ﻓﺎﻗﺖ ﻣـﻘـﺎدﻳـﺮﻫـﺎ
اﳋﻤﺲ وﻓﻲ ٢١ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﻗﻞ.
ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮت ﻫﺰات ﻛﺜﻴﺮة ﻗﺮب اﻟﺴﺪود ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻟﻌﺎﻟـﻢ وذﻟـﻚ
ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ واﻟﺴﻮﻳﺪ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻳﻮﻏﻮﺳﻼﻓﻴﺎ واﳉﺰاﺋﺮ وﻣـﺼـﺮ
وﻛﻨﺪا واﻟﻴﺎﺑﺎن... اﻟﺦ. وﻟﻘﺪ رﺻﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻻرﺗـﺒـﺎط ﺑـ
اﻟﺴﺪود وﺣﺪود اﻟﺰﻻزل. وﻣﻨﻬﻢ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺰﻻزل اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ج. روﺗﻲ واﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ
أ. ف. ﻛﻴﺴ وﻧﻴﻜﻮﻻﻳﻒ وﺳﻮاﻫﻢ.
ﻟﻘﺪ ﻟﻮﺣﻆ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻴﺚ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ
واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻘﺎرﻳﺔ اﻟﻘﺪ ﺔ اﻟﻬـﺎدﺋـﺔ زﻟـﺰاﻟـﻴـﺎ
ﻋﺎدة. وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل ﻣﺤﻠﻲ وﺳﻄﺤﻲ اﻟﻄﺎﺑﻊ وﻳﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮل أﻣﺎﻛﻦ
اﻧﺘﺸﺎر اﻟﺼﺪوع. وﻟﻮﺣﻆ أن أﺑﻌﺎد اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺴـﺪود ﺗـﺘـﺮاوح ﺑـ
)٠١ و٥١( ﻛﻢ ﻋﺎدة. وﻳﻼﺣﻆ أن ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺰﻻزل ﺗﺰداد ﺑﻌﺪ ارﺗﻔﺎع ا ﻴﺎه وراء
اﻟﺴﺪود ﻘﺪار ﻣﺌﺔ ﻣﺘﺮ وأﻛـﺜـﺮ وﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا ﻻ ـﻨـﻊ ﻇـﻬـﻮر ﻫـﺰات أرﺿـﻴـﺔ
761
اﻟﺰﻻزل
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻻرﺗﻔﺎع ا ﻴﺎه ارﺗﻔﺎﻋﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ أي ﺑﺤﺪود )٠٤ - ٠٣( م. إن
ﺗﻜﺮارﻳﺔ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻣﻘﺪار ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء. إذ إﻧﻪ ﻓﻲ
ﻧﻔﺲ ﻗﻴﻢ اﻟﻀﻐﻂ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻌﻤﻮد ا ﺎء ﻧﺮى أن إﻣﻜﺎن ﺣﺪوث اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ
ﻳﻜﻮن أﻛﺒﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﺎﺣﺔ أﺣﻮاض اﻟﺘﺠـﻤـﻊ ا ـﺎﺋـﻲ )ﺑـﺤـﻴـﺮات اﻟـﺴـﺪود(
واﺳﻌﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺗﺰداد.
ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﻧﻈﺎم اﻟﺰﻻزل اﶈﺮﺿﺔ ﺑﻄﺎﺑﻌﻪ اﻻﺳﺘﻔﺰازي وﻳﺘﺠﻠﻰ ﻫﺬا
اﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﺗﻜﺮارﻳﺔ اﻟﺰﻻزل وﺗﺰاﻳـﺪ ﻗـﻴـﻢ ﻣـﻘـﺎدﻳـﺮﻫـﺎ ﻣـﻊ ﺗـﺰاﻳـﺪ ارﺗـﻔـﺎع
وﻛﻤﻴﺎت ا ﻴﺎه وراء اﻟﺴﺪ. وﻳﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺒـﻠـﻎ اﻻﻣـﺘـﻼء ا ـﺎﺋـﻲ
ﺣﺪه اﻷﻋﻈﻤﻲ. ﺛﻢ ﻧﺮى ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺗﻨﺎﻗﺼﺎ ﻓﻲ ﺗﻜﺮارﻳﺔ وﺷﺪة اﻟﺰﻻزل إﻟﻰ أن
ﺗﻬﺪأ اﻟﻬﺰات ﺎﻣﺎ.
ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﺑ )٨ - ٦( ﺳﻨﻮات وﺳﻄﻴﺎ وﺑﻠﻎ أﺣﻴـﺎﻧﺎ )٥١ - ٢١(
ﺳﻨﺔ. وﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﳊﺎﻟﻲ ﺖ دراﺳﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺑـﻌـﺪ
ﺑﻨﺎء ﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎر ﻓﺎﺧﺶ ﻓﻲ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻃﺎﺟﻴﻜﺴﺘﺎن ا ﺸﻬﻮرة ﺑﺰﻻزﻟﻬﺎ.
وﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ ﲡﻤﻊ ا ﻴﺎه ﻓـﻲ ﺑـﺤـﻴـﺮة اﻟـﺴـﺪ ﻗـﺎم اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء ـﺮاﻗـﺒـﺔ واﻋـﻴـﺔ
ﻟﻠﻤﺆﺷﺮات اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﺳﺘﻤﺮ اﻟﺒﺤﺚ ﻗﺮاﺑـﺔ ٢١ ﺳﻨﺔ. ودرﺳﻮا ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة
ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻻرﺗﻔﺎع اﻷﻋﻈﻤﻲ ﻟﻠﻤﺎء ﺳﻨـﺔ )٢٧٩١( وﻟﻮﺣﻆ أن ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺰﻻزل
أﺧﺬت ا ﻨﺤﻰ اﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﻣﻨﺬ ﻋﺎم )٧٦٩١( أﺧﺬت ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﺗﻜﺮارﻳﺔ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل وﺑﻠﻐﺖ اﻟﺘﻜﺮارﻳﺔ
ﻗﻤﺘﻬﺎ ﻋﺎم )٢٧٩١(. وﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٧٦٩١( ارﺗﻔﻊ ﻣﺴﺘﻮى ا ﺎء وراء اﻟﺴﺪ إﻟﻰ ٠٤ م
وﺑﻠـﻎ ﻋـﺎم )٢٧٩١( ﻣﺌﺔ ﻣـﺘـﺮ. وﻓـﻲ ﻓـﺘـﺮة )٣٧٩١ - ٢٧٩١( وﺟﺪ أن ﻋـﻤـﻖ اﻟـﺒـﺆر
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻗﺘﺮب أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ اﳋﺎرﺟﻲ. وﻛﺄﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﺻﻌﻮد ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل
أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻧﺤﻮ وﺟﻪ اﻷرض. وﺑﺎﻟـﻮاﻗـﻊ أن ٥٩% ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ ﻟـﻢ
ﻳﺰد ﻋﻤﻖ ﺑﺆرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ٥ ﻛﻢ ﻛﻤﺎ ﻟﻮﺣﻆ أن أﻣﺎﻛﻦ ﲡﻤﻊ اﻟﺰﻻزل ﻛﺎن ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ
اﻟﺴﺪ. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺴﺮﻳﻊ ﻟﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺴﺪ ﲢﺮﻛﺖ ﻣﺮاﻛﺰ
اﻟﺒﺆر ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺘﺒﺪل أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺜﻘﻞ اﻟﻨﻮﻋﻲ ﻟﻌﻤﻮد ا ﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﺤﻴﺮة.
أﻣﺎ ا ﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﺘﺮة اﻣﺘﻼء اﻟﺴﺪ ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻠﻘﺪ ﺑﺪأت ﻓﻲ
ﺷﻬﺮ أﻏـﺴـﻄـﺲ ﻣـﻦ ﻋـﺎم )٦٧٩١( وﻟﻘﺪ راﻓـﻖ ذﻟـﻚ ﺗـﺰاﻳـﺪ واﺿـﺢ ﻓـﻲ ﻋـﺪد
اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ.
وﻫﻜﺬا ﳒﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻮرﻳﻚ ﺣﻴﺚ أﻗﻴﻢ اﻟﺴﺪ أن اﺷﺘﺪاد ﻇﺎﻫﺮة اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ
861
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻗﺪ ارﺗﺒﻂ ﺑﻼ ﺷﻚ ﺑﻈﺎﻫﺮة اﻣﺘﻼء اﻟﺴﺪ ﺑﺎ ﻴﺎه وﻻ ﺗﺰال إﻟﻰ اﻻ^ن
اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺗﺮﺻﺪ ﻗﺮب اﻟﺴﺪ.
إن ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ا^ﻧﻔﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﻣﺮاﻓﻘﺔ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ
ارﺗﻔﺎع ا ﺎء ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود. إذ إن ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺴﺪود وﺑﻌﻀﻬﺎ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﺜﻞ
ﺳﺪود ﻛﻮﻳﺒﺸﻴﻒ وﺗـﺴـﻴـﻤـﻠـﻴـﺎﻧـﺴـﻚ وﺑـﺮاﺗـﺴـﻜـﻲ وﻛـﺮاﺳـﻨـﺎﻳـﺎرك ﻓـﻲ اﻻﲢـﺎد
اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺗﺸﻬﺪ ﻫﺰات أرﺿﻴﺔ وﻟﻮﺣﻆ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ ﻓـﻲ ﺳـﺪ
ﺑﻬﺎﻛﺮا ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ واﻟﺬي ﻳﺼﻞ ارﺗﻔﺎﻋﻪ )٥٢٢( م وﻣﺜﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﻨﺪا واﻟﻮﻻﻳﺎت
ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻋﻠﻴﻪ ﻜﻦ أن ﻧﻘﻮل إﻧﻪ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﻨﺎء
اﻟﺴﺪود ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮاﻓﺮ ﺷﺮوط ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺆﻫﻠﺔ ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺰﻻزل. ﻟﺬا
ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺤﺴﻦ اﺧﺘﻴﺎر ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺴﺪود وأن ﻳﻘﺪر ﺳﻠﻔﺎ ﻣﺎذا ﻜﻦ أن
ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺣﺪث زﻟﺰال وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﻘﻮي ﻣﻨﻬﺎ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘـﺮن رﺻـﺪ
)٥٣( ﺣﺎدﺛﺔ ﺗﺰاﻳﺪ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﻫﺘﺰازي ﻧﺘـﻴـﺠـﺔ ـﻞء ﺑـﺤـﻴـﺮات اﻟـﺴـﺪود ﺣـﺘـﻰ
اﳊﺪود اﻟﻘﺼﻮى. ﻣﻊ أن ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺴﺪود
ا ﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻟﻜﻦ ﻻ ﻜﻦ ﻏﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﻮاﻫﺮ وﻟﻮ ﺑﺪت
إﺣﺼﺎﺋﻴﺎ ﺑﺴﻴﻄﺔ اﻟﻨﺴﺐ وإذا ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻨﺎ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺳﻴﺒﻨﻰ
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ )٥٣١( ﺳﺪا ﻛﺒﻴﺮا واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻬﺪد ﺑﺎﻟﺰﻻزل.
ﻟﻘﺪ ﺟﺮت ﻣﺤﺎوﻻت ﺣﺜﻴﺜﺔ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻇـﺎﻫـﺮة اﻧـﺒـﻌـﺎث أو ﲡـﺪد اﻟـﻨـﺸـﺎط
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود وﻻ ﺗﺰال ﻓﻲ ﻃﻮر اﻟﻔﺮﺿﻴﺎت. وﻟﻜﻲ
ﻧﺘﻔﻬﻢ ﻫﺬه ا ﺴﺄﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت أﺧﺮى أدت إﻟﻰ
ﲡﺪد أو اﻧﺒﻌﺎث اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ اﻟـﺴـﻄـﺤـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ
اﻷﻗﻞ. وﻟﻌﻠﻨﺎ ﳒﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮات اﻟﻨﻮوﻳﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺿﺎﻟﺘﻨﺎ.
ﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ إن اﻟﺘﻔﺠـﻴـﺮات اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ اﻟـﺒـﺎﻃـﻨـﻴـﺔ ـﺜـﻞ زﻟـﺰاﻻ
اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺎ وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﻮل ﺑـﻪ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت ا ـﺘـﺤـﺪة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻣـﻦ
ﺗﻔﺠﻴﺮات ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻧﻴﻔﺎدا. ﻓﻮاﺣﺪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺛﻤﺎﻧـﻴـﺔ ﺗـﻔـﺠـﻴـﺮات ﺗـﺼـﻞ
ﻗﻮﺗﻬﺎ إﻟﻰ )٠ و١-٢٬١( ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻦ وﻫﺬه ﺗﻌﺎدل زﻟﺰاﻻ ﻣﻘﺪاره )٦ - ٥( درﺟﺎت
ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ. وﺗﺆﺛﺮ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺪوع اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻨـﻄـﻘـﺔ اﻻﻧـﻔـﺠـﺎرات
اﻟﻨﻮوﻳﺔ وﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﲡﺪد اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ واﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ. وﺗﺘﺤﺮك ﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟـﻚ
ﺷﻔﺎه اﻟﺼﺪوع ﻣﻦ )٠٤ - ٠٣( ﺳﻢ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺘﺮ وﺗﺮاﻓﻖ ذﻟﻚ ﺣﺮﻛﺔ رأﺳﻴﺔ
961
اﻟﺰﻻزل
ﻟﻠﺼﺪع ﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟـﻰ ٥١ ﺳﻢ. وﻫﺬه اﳊﺮﻛﺎت اﺗﺨﺬت ﻧﻔﺲ ﻣﺴﺎر ﺣـﺮﻛـﺎت
اﻟﺼﺪوع ﺳﺎﺑﻘﺎ وﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺎرات ﺟﺪﻳﺪة. وﺗﺮاوح اﻣﺘﺪاد ﻫﺬه اﳊـﺮﻛـﺎت ﻣـﺎ
ﺑ ﻣﺌﺎت اﻷﻣﺘﺎر وﺑﻀﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﻟﻜﻨﻬـﺎ ﻟـﻢ ﺗـﺰد ﻋـﻠـﻰ )٨( ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘـﺮات
ﺣﺘﻰ اﻻ^ن وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻗﻮﻳﺎ ازداد ﻃﻮل ا ﻨﻄﻘﺔ ا ﺘﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ
اﻟﺼﺪع. ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﳊﺎل ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ إذ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺷﺪة ﻣﻘﺪار اﻟﺰﻻزل.
إن زﻟﺰاﻻ اﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺎ ﺟﺮي ﻋـﺎم )٨٦٩١( ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻧﻮوي ﺑﺎﻃﻨﻲ ﻓـﻲ
ﺻﺤﺮاء ﻧﻴﻔﺎدا اﻷﻣـﺮﻳـﻜـﻴـﺔ ﻣـﻘـﺪاره )١٬١( ﻣﻠﻴﻮن ﻃـﻦ ﻗـﺪ رﺻـﺪه ﺟـﻴـﺪا
واﻣﺘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮه إﻟﻰ ﻋﻤـﻖ )٠٠٤١( م ﻛﻤﺎ أن ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻗﺪ اﻣﺘﺪ ﺑﻘﻄﺮ ﺑﻠﻎ ٠٥٤ ﻛـﻢ
ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻷرض. وﻟﻘﺪ اﺳﺘﻌﺎدت ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺪوع ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ وﺑﻘﻄﺮ ﻳﺼﻞ
إﻟﻰ )٦ - ٥( ﻛﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ. وﺣﺴﺐ ا ﻌﻄﻴﺎت اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻛﺎن ﻧﺸﺎط
ﻫﺬه اﻟﺼﺪوع ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻨﺬ ﺑﻀﻌﺔ ﻣﻼﻳ ﻣﻦ اﻟﺴﻨ . وﺗﻼ اﻟﺘﻔﺠﻴـﺮ ﻫـﺬا
ا^ﻻف اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ اﻟﺮادﻓﺔ واﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻣﻘﺪار ﺑﻌﻀﻬﺎ )٢٬٤( درﺟﺔ واﺳﺘﻤﺮت
ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻋﺪة ﺷﻬﻮر.
رﺻﺪ ﺛﻼث ﻫﺰات أرﺿﻴﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻔﺠـﻴـﺮ)×٢(
ﺑﺄﺳﺒﻮﻋ
ﻟﻘﺪ
وﺑﻌﺪ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﺑﻴﻮم واﺣﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ وﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮﻋ ﻫﺒﻄـﺖ
إﻟﻰ )٥١( ﻫﺰة ﻓﻲ اﻟﻴﻮم وﺗﺄرﺟﺢ ﻋﺪدﻫﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ و ﺪة ﺛﻼﺛﺔ ﺷﻬﻮر وﻟﻜﻦ
ﻋﺪدﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺰد ﻋﻠﻰ ﻋﺪدﻫﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ. وﲡﻤﻌﺖ ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل ا ﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻊ
اﻣﺘﺪاد اﻟﺼﺪوع وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ وﺑﺒـﻌـﺪ ٣١ - ٦ ﻛﻢ ﻋﻦ
ا ﺮﻛﺰ وأوﺿﺤﺖ اﻟﺪراﺳﺎت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫـﺘـﺰازﻳـﺔ اﻟـﺴـﻄـﺤـﻴـﺔ
واﻟﺒﺎﻃﻨﺔ أن ﺣﺮﻛﺔ دﻓﻊ ﻃﻮﻟﻴﺔ وأﺧﺮى رأﺳﻴﺔ ﻟﻮﺣﻈـﺖ ﻓـﻲ اﻟـﺼـﺪوع ا ـﻴـﺘـﺔ
ﺳﺎﺑﻘﺎ. وﻛﺎن اﻻﲡﺎه اﻟﻌﺎم ﳊﺮﻛﺘﻬﺎ اﻷﻓﻘﻴﺔ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﺟﻨﻮب ﻏﺮب. وﻟﻘﺪ
رﺻﺪت ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة أﺛﻨﺎء ﺣﺪوث اﻟﺘﻔﺠـﻴـﺮات اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ.
وﻛﺎن أﻗﺼﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﻠﻐﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ )٠٤ - ٠٢( ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﺆرة اﻟﺘﻔﺠﻴﺮ.
ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري ﻛﺬﻟﻚ أن ﻧﺴﺘﻌﺮض ﺿﺮﺑﺎ ا^ﺧﺮ ﻣﻦ ﺿﺮوب إﺣﻴﺎء اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. إﻻ أﻧﻪ اﺳﺘﺨﺮج اﻟﺴﻮاﺋﻞ )ا ﺎء اﻟﻨﻔﻂ... اﻟﺦ( ﻣﻦ أﻋﻤﺎق اﻷرض.
ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪت ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺴﻮاﺋﻞ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض
إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟـﺘـﻲ ﺳـﺎﻋـﺪت ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺚ اﻟـﺰﻻزل وﲡـﺪد
ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﻮاﺿﻊ وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﺑـﺮز ﻫـﺬه اﻟـﻌـﻮاﻣـﻞ
6791 .(2*) Bolt B.A. Nuclear Explosion AHd Earthguakes. San Francisco
071
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ.
١-ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻈﺮوف اﻟﻬﻴﺪروﺳﺘﺎﺗﻴﺔ )اﻟﺘﻮازن ا ﺎﺋﻲ واﻟﻬﻴﺪرودﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ )ﺣﺮﻛﺔ
ا ﺎء( ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻌﻤﻖ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺴﻮاﺋﻞ واﺳﺘﺨﺮاﺟﻬﺎ.
٢- اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻮاد اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض.
٣-ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺗﻮزع أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺜﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺴﺪود اﻟﻀﺨﻤﺔ
وا ﺪن وإﺣﺪاث اﳊﻔﺮ اﻟﻮاﺳﻌﺔ واﻻﻧﻬﺪاﻣﺎت اﻟﺸﺎﺳﻌﺔ اﻻﻣﺘﺪاد.
٤-ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻻﻧﻔﺠﺎرات اﻟﺸﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ.
إن ﺗﺴﻤﻴﺔ وﲢﺪﻳﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﲢﺪﻳﺪ أﺳﺒﺎب ﺑﻌﺚ اﻟﺰﻻزل
وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﺗﻔﺴﻴﺮ اﳊﺮﻛﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ا ﻨﺒﻌﺜﺔ إ ﺎ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ
اﻟﺜﻘﻞ اﻹﺿﺎﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻛﻤـﺎ ﻓـﻲ ﺑـﺤـﻴـﺮات
اﻟﺴﺪود. وﻟﻜﻦ وﻛﻤﺎ أﺷﺮﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ أن اﻻرﺗﺒﺎط ﺑ ﺛﻘﻞ ﻣﺎء اﻟﺴـﺪود وﺑـﻌـﺚ
اﻟﺰﻻزل ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬه اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ وﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﺪﻟﻮل واﺣﺪ داﺋﻤﺎ ﻷن وﻻدة اﻟﺰﻻزل
ﻟﻴﺲ ﺳﺒﺒﻪ إﻧﺸﺎء اﻟﺴﺪود ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻮاﻣﻞ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ وﻧﺸﺎﻃﺎت إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
أﺧﺮى ﺳﻄﺤﻴﺔ وﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ﲡﺪد اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وﲢﺮك اﻟﻘﺸﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ.
و ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻜﻨﻮا ﻣﻦ ﲢﺪﻳﺪ ا ﻌﺎﻟﻢ اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻸﺳﺒﺎب
اﶈﺘﻤﻠﺔ ﻟﺒﻌﺚ اﻟﺰﻻزل وﲢـﺮك اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ. وﻟـﻌـﻠـﻪ ﻣـﻦ اﻷﻓـﻀـﻞ أن
ﻧﺤﺪدﻫﺎ ﺎ ﻳﻠﻲ:
١-ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺜﻘﻞ اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻣﺤﺪدة ﻛﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻜﺘﻞ ا ﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺪود
ﻋﻠﻰ ﻇﺮوف اﻟﺘﻮازن ا ﺎﺋﻲ واﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ.
٢-ﺗﺰاﻳﺪ ﺿﻐﻂ ﻣﻴﺎه ا ﺴﺎم واﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻘﻠﻞ
ﻣﻦ ﺷﺪة اﻻﺣﺘﻜﺎك اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺸﻘﻘﺎت واﻟﺼﺪوع وﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﲢﺮﻳﻚ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺸﻘـﻮق واﻟـﺼـﺪوع ﻓـﻲ ﺣـﺎل ﺣـﺪوث اﻟـﻬـﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ.
٣-ﺗﺘﺰاﻳﺪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺸﻘﻖ ﻓﻲ وﺣﺪة ا ﺴﺎﺣﺔ ﺎ ﻳﻀﻌﻒ ﺎﺳﻚ وﻣﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﺼﺨﻮر ﻟﻠﻤﺆﺷﺮات اﳊﺮﻛﻴﺔ اﳋﺎرﺟﻴﺔ و ﻈﺎﻫﺮ ﺗﺰاﻳﺪ ﺿﻐﻂ ﻣﻴـﺎه ا ـﺴـﺎم
واﻟﺸﻘﻮق )وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ ﺣﻘﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺎﻟﺴﻮاﺋﻞ(.
٤-ﺗﻨﺎﻗﺺ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺼﺨﻮر ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺛﻘﻞ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳـﺔ اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ
اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎ ﻴﺎه ﺑﻘﻮة داﺧﻞ ا ﺴﺎم واﻟﺸﻘﻮق.
171
اﻟﺰﻻزل
ﻴﻞ أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻻ^ن إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن ﺳﺒﺐ ا^ﻟﻴﺔ ﺑﻌﺚ اﻟﺰﻻزل إ ﺎ ﻳﻜﻤﻦ
ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ وﺗﺒﺪل ﻗﻴﻢ ﺿﻐﻂ ﻣﻴﺎه اﻟﺸﻘﻮق وا ﺴﺎم ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض.
وﻳﺘﺼﻮر اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮوﺳﻲ أ.غ. ﻛﻴﺴ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﻌﺚ اﻟﺰﻻزل ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻳﺘﺰاﻳﺪ
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻹﻧﺸﺎﺋﻴﺔ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﺿﻐﻂ ﻣﻴﺎه ا ﺴﺎم واﻟﺸﻘﻮق)×٣( وذﻟﻚ
ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﺸﻮء اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ا ﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ وﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ا ﻘﺎوﻣﺔ
اﻻﺣﺘﻜﺎﻛﻴﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺸﻘﻖ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻠﻎ ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ
ﻫﺬه ﺣﺪودﻫﺎ اﻟﻘﺼﻮى اﳊﺮﺟﺔ ﺗﺒﺪأ اﻟﺼﺨﻮر ﺑﺎﻷﻧﺸﻄﺎر واﻻﻧﻔﻼق. و ـﺎ
ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻮ وﺗﻄﻮر وﺗﻜﺎﺛﺮ اﻟﺸﻘﻮق ﻛﺬﻟﻚ ﻇﺎﻫﺮة اﻣﺘﺼﺎص ﻣﻴﺎه ا ﺴﺎم
ا ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ. وﻧﺘﻴـﺠـﺔ ﻟـﻬـﺬا اﻟـﻮاﻗـﻊ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﺗـﺸـﻘـﻘـﺎت ذات
اﲡﺎﻫﺎت ﻣﺤﺪدة وﻳﺰداد دور اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻓﻲ ﻋﻤﻠـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻬـﺸـﻢ
اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻟﻠﺼﺨﻮر وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ذات اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ اﳉﻴﺪ. وﻫﻜﺬا ﺗﺄﺧﺬ
ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺎﺳﻜﺎ وارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ
ﻳﺠﺐ أن ﺗﺰداد ﻗﻮة اﺣﺘﻜﺎك اﻟﺰﺣﺰﺣﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﻟﻜـﻦ وﺟـﻮد ﻣـﻴـﺎه ا ـﺴـﺎم
واﻟﺸﻘﻮق ﻳﻌﺮﻗﻞ ذﻟﻚ وﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻮة اﻻﺣﺘﻜﺎك ﻓﻲ ﺳﻄﻮح اﻟﺪﻓﻊ واﻟﺰﺣﺰﺣﺔ.
وﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﺿﻐﻂ ا ﻴﺎه واﻟﺴﻮاﺋﻞ ﻋـﺎﻣـﺔ ﻳـﺰداد اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ اﻟـﺼـﺨـﺮي ﺷـﺪة ﻓـﻲ
أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺰﺣﺰﺣﺔ اﻟﺼﺨﺮﻳـﺔ وﺑـﺨـﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ اﻟـﺘـﻲ ﻻﺗـﺰال ﻣـﺤـﺘـﻔـﻈـﺔ
ﺑﺘﻤﺎﺳﻜﻬﺎ اﻟﻨﺴﺒﻲ. وﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻀﻐﻂ ا ﺘﻨﺎﻣـﻲ ﻟـﻠـﺴـﻮاﺋـﻞ ﲢـﺪث ﺻـﺪوع
وﺗﺸﻘﻘﺎت ﻓﺮدﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻬﺰات اﻟﻄﻼﺋﻌﻴﺔ اﳋﻔﻴﻔﺔ ﻋﺎدة
واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻖ اﻟﻬﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ.
وﻫﻜﺬا ﻧﺮى أن ﺷﺪة ﺗﻮﺗﺮ اﻻﻧﻔﻼق واﻟﺘﻬـﺸـﻢ اﻟـﺼـﺨـﺮي ﺗـﺒـﻠـﻎ ﺣـﺪودﻫـﺎ
اﳊﺮﺟﺔ اﻟﻘﺼﻮى وﺗﺼﺒﺢ اﻟﻈﺮوف ﻓﻬﻴﺄة ﻟﺘﺸﻜﻞ اﻟﺒـﺆرة اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ وﺣـﺪود
اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ اﻟﻜﺒﺮى. وﻳﺒﺮز اﻻ^ن ﺳﺆال ﺎذا ﻻ ﺗﺮى اﻟﺰﻻزل ا ﺜﺎرة ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ
اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮا إﻧﺴﺎﻧﻴﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺎ. واﻹﺟـﺎﺑـﺔ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﺗـﻜـﻤـﻦ ﻓـﻲ ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ
ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ﻇﺮوف اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض وا ﻼزﻣﺔ ﻟﺒﻌﺚ اﻟﺰﻻزل
وﺣﺪوث اﻟﺘﺸﻘﻘﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ. ﻓﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ذات اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ اﻟﻔﻌﺎل أو ا ـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟـﺘـﻲ
ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺣﻴﺚ اﻟﺰﻻزل ﻣﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺣﺎﻟـﺔ
)×٣( ا.غ ﻛﻴﺴ . ﻋﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺰﻻزل ا ﺜﺎرة ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﻣﺠﻠﺔ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ
اﳊﺪﻳﺜﺔ ﻋﺪد ٢٧٩١-٢.
271
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
ﻛﻤﻮن. ﻧﺮى أن اﻟﺜﻘﻞ أو اﻟﻮزن اﻹﺿﺎﻓﻲ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺧﻠﻞ ﻓـﻲ ﺗـﻮازن اﻟـﻘـﺸـﺮة
اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺤﻠﻴﺎ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺑﻌﺚ اﻟﺰﻻزل أو ﲡﺪدﻫﺎ.
و ﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻇﻬﻮر اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ا ﺜﺎرة وﺟﻮد اﻟﺼـﺨـﻮر اﻟـﻘـﺎﺳـﻴـﺔ
ا ﺘﺒﻠﻮرة )اﻟﻐﺮاﻧﻴﺖ( ا ﺼﺪﻋﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ وﻳﺴﺎﻋﺪ ﻛـﺬﻟـﻚ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ
ﲡﺎور اﻟﺼﺨﻮر ذات اﻟﺼﻼﺑﺔ ا ﺘﻔﺎوﺗﺔ.
ﻟﻨﻘﺎرن ﺑ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ا ﺜﺎرة وذﻟﻚ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﺳﺘﺨﺮاج ا ﻮاد اﻟﺴﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض. وﻣﻦ أﺟﻞ ذﻟﻚ ﺳﻨﺴﺘﻌﻤﻞ
ﻣﺆﺷﺮﻳﻦ: اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻟﺴﺮﻋﺔ اﳋﻔﺲ وﻏﺮادﻳﺎن )ﺗﺪرج( اﻟﺴﺮﻋﺔ )ﺷﺪة
اﳋﻔﺲ(. وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻐﺮادﻳﺎن ﻣﻘﻴﺎﺳﺎ ﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﺣﺮﻛﺔ اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ
ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺰﻻزل.
ﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺴﺮﻋﺔ واﻟﻐﺮادﻳﺎن ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳊﺮﻛﺎت اﻷرﺿﻴﺔ
ا ﺜﺎرة أﻛﺒﺮ ﺑﻌﺪة ﻣﺮاﺗﺐ )ﻗﻮة( ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﳊﺮﻛﺎت ا ﻌﺎﺻﺮة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻸرض
وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻷﻣﺎﻛﻦ وا ﺴﺎﺣﺎت. إن ﺳﺮﻋﺔ ﺗﻘﻌﺮ ﺳﻄﺢ اﻷرض واﻟﻄﺒﻘﺎت
اﻟـﺮﺳـﻮﺑـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻌـﻠـﻮﻫـﺎ ﻓـﻲ أﻣـﺎﻛـﻦ اﺳـﺘـﺨـﺮاج اﻟـﺴـﻮاﺋـﻞ ﺗـﻌـﺎدل ﻋ ـﺸــﺮات
اﻟﺴﻨﺘﻴﻤﺘﺮات وﻗـﺪ ﺗـﺒـﻠـﻎ اﻷﻣـﺘـﺎر )٠١ - ٣( م. وﻳﺨﺘﻠﻒ اﻣﺘـﺪاد ﻫـﺬه اﳊـﺮﻛـﺔ
ﻋﺮﺿﺎﻧﻴﺎ ﺣﺴﺐ ﺷﺪة اﳊﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﺑﻀﻌﺔ إﻟﻰ ﻋﺸﺮات اﻟﻜﻴﻠـﻮ ﻣـﺘـﺮات. وﻗـﺪ
ﻳﺼﻞ ﻗﻄﺮﻫﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟﻰ )٠٠٠١( ﻛﻢ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺬي ﺗﺼﻞ إﻟﻴﻪ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ا ﺜﻴﺮة ﻟﻠﺤﺮﻛﺎت اﻷرﺿﻴﺔ واﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻓﻴﻤﻜﻦ أن ﻧﻘﺎرﻧﻪ ﻘﺪار اﻻﻣﺘﺪاد اﻷﻓﻘﻲ ﻟﻈﺎﻫﺮة اﻟﺘﻮﺗـﺮ اﻟـﺼـﺨـﺮي اﻟـﺬي
ﲢﺪﺛﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺴﻮاﺋﻞ أو ﺳﻮاﻫﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت. وﻛـﻘـﺎﻋـﺪة ﻋـﺎﻣـﺔ
ﳒﺪ أن ﻋﻤﻖ اﻟﺰﻻزل ا ﺜﺎرة ﻗﺪ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻋﺪة ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات.
أي أﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﺿﻤﻦ اﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ. وﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا ﻻ
ﻨﻊ ﻣﻦ أن ﺗﺘﻐﻠﻐﻞ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ إذ ﺘﺪ
ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻋﻤﻘﺎ ﻋﺸﺮات. أﻣﺎ ﺷﺪة وﻓﻌـﺎﻟـﻴـﺔ اﳊـﺮﻛـﺎت ا ـﺜـﺎرة ﻓـﺈﻧـﻬـﺎل ﺗـﻔـﻮق
ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎدة اﳊﺮﻛﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. وﺗﻌﺎدل ﺳﺮﻋﺔ اﳋـﺪﻣـﺎت ا ـﺜـﺎرة ﻋـﺸـﺮات
ا ﻴﻠﻠﻴﻤﺘﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻋﺎدة. ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﻓﺈن
ﺳﺮﻋﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﻠﻢ واﺣﺪ ﻓﻲ ا ﻨﺸﺎ^ت اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ ﺗﻌـﺘـﺒـﺮ ﻣـﺆﺷـﺮا
ﺧﻄﻴﺮا. وﻛﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﻞء ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود أن ﻗﻴﻢ اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻏﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮة
ﻧﺴﺒﻴﺎ.
371
اﻟﺰﻻزل
أﻳﺔ أﻫﻤﻴﺔ ﻜﻦ أن ﻳﺄﺧﺬﻫﺎ ﺗﻘﻌﺮ ﻟﺴﻄﺢ اﻷرض ﻣﻘﺪاره )٠٣ - ٠١(ﺳﻢ?
ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻇﺮوف إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺴﺪود اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ
ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻣﺮا ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ وﻻ ﺧﻄﺮ ﻣﻨﻪ. وﻟﻜﻦ ﻻ ﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺎﻣﺔ
ﺗﻄﺒﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن. ﺑﻞ ﻟﻌﻞ اﻟﻌﻜﺲ ﻫﻮ اﻟﺼـﺤـﻴـﺢ. وﻟـﻨـﺄﺧـﺬ ﻛـﻤـﺜـﺎل أﻋـﻈـﻢ
ﺳﺪﻳﻦ ﻓﻲ ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﺰﻻزل
.. اﻷول ﻣﻘﺎم ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﻧﺎرﻳﻦ واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎ ﻓﺎﺧﺶ ) .(Vakhshدﻟﺖ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ
اﻷوﻟﻴﺔ أن اﻷرض ﻗﺪ ﺗﻘﻌﺮت ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻴﻬﻤﺎ ﻘﺪار )٥٢ - ٠٢( ﺳﻢ. وﻳﺠﺐ
أن ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻟﻮ ﺣﺪث ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ وﺑﺎﻧـﺘـﻈـﺎم وﻓـﻲ ﻇـﺮوف
ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻋﺎدﻳﺔ ﻻ ﻇﺮوف إﺛﺎرة ﺎ ﺗﺮﺗﺐ ﺷﻲء ﻣﺤﺴﻮس ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ. وﻟﻜﻦ
اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻫﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه. ﻓﺎﻷرض ﻫﻨﺎ ﻧﺸﻄﺔ ﺑﻨﺎﺋﻴﺎ وﻫﻲ ﻣﻬﺸﻤﺔ
ﺑﺎﻟﺼﺪوع إﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﺘﺠﺎورة ﻣﺨﺘﻠـﻔـﺔ ا ـﺴـﺎﺣـﺔ ﻟـﺬا ﻓـﺈن إﺛـﺎرة أي
ﺻﺪع ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺼﺪوع أو اﻟﻔﻮاﻟﻖ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺜﻘﻞ اﻹﺿﺎﻓﻲ )ﺛﻘﻞ ا ﻴـﺎه ﻓـﻲ
اﻟﺴﺪود( أو ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﺗﻌﻤﻖ اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺤﻤﻞ أو ﻳﻮﺟﺪ اﻟﻈﺮوف
ا ﻨﺎﺳﺒﺔ اﳋﻄﺮة ﻋﻠﻰ ا ﻨﺸﺎ^ت اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ وﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻟﺴﺪود. وﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﺐ
ﻓﻲ ﻛﻮارث ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ. ﻓﺤﺮﻛﺔ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺑـﺎﻣـﺘـﺪاد اﻟـﺸـﻘـﻮق ﻓـﻲ أﻣـﺎﻛـﻦ
ﻣﻼﺻﻘﺔ ﻟﻠﺴﺪ ﻛﻤﺎ ﺣﺪث ﻓـﻲ ﺳـﻨـﺔ ٧٦٩١ ﻛﺎدت أن ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺣﺪوث ﻛﺎرﺛـﺔ
ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﻧﻬﻴﺎر اﻟﺴﺪ وذﻟﻚ ﻓﻲ أﺣﺪ اﻟﺴﺪود ا ﻘـﺎﻣـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻬـﺎر
ﻛﺎﺑﻮل ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘـﺎن وﻟـﻮﻻ إﻋـﺎدة ﺳـﺪ اﻟـﺸـﻖ اﻟـﺬي ﺣـﺪث ﻓـﻲ اﻟـﺴـﺪ ﻟـﺘـﻢ
ﺗﺪﻣﻴﺮه. وﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺜﺎل ا^ﺧﺮ ﻫﻮ ﺑﺤﺮ ﻧﻮرﻳﻜﺲ )ا ﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ ﺑﺤﻴﺮة( ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ
ﻓﺎﺧﺶ ﻓﻲ ﻃﺎﺟﻴﻜﺴﺘﺎن. ﺗﺰداد اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻋﻤﻘـﺎ ﻣـﻊ اﻟـﺰﻣـﻦ ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻟـﺘـﻘـﻌـﺮ
اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺨﺸﻰ ﻣﻨﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ. وﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺳﻴﺆدي إﻟﻰ ﻣﻴـﻞ ﻣـﻀـﺎد ﻓـﻲ
ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﺎ ﺳﻴﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﲡﺎه ا ﻴﺎه ﻓﻲ اﻷﻧﻔﺎق ا ﻘﺎﻣﺔ ﻫﻨـﺎك وﻣـﺎذا
ﺳﻴﻨﺠﻢ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ?... ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻛﺎرﺛﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ.
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻋﻮاﻗﺐ وﺧﻴﻤﺔ ﺧﻄﺮة ﻜﻦ أن ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﻘﻌﺮ وﺧﻔﺲ
اﻷرض ﺑﺴﺒﺐ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺴﺪود اﻟﻀﺨﻤﺔ وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺴﻬﻠـﻴـﺔ ذات
ا ﻨﺎخ اﻟﺮﻃﺐ. ﻓﻤﺜﻼ ﻳﻘﺪر اﳋﺒﺮاء اﻟﺮوس أﻧﻪ ﻟـﻮ إﻧـﺸـﺎء ﺳـﺪ ﻧـﻴـﺠـﻴـﻨـﻮء
ﺑﺴﻚ ﻟﻈﻬﺮت ﺑﺤﻴﺮة واﺳﻌﺔ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴـﻬـﺎ اﺳـﻢ ﺑـﺤـﺮ ﳒـﻴـﻨـﻮء ﺑـﺴـﻚ وﻷدى
وﺟﻮدﻫﺎ إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت وأراض ﻣﺮزﻏﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﺟﺪا. وذﻟﻚ ﻷن ا ﻴﺎه
اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ اﳋﺎرﺟﻲ. وﺳﺘﻐﻤـﺮ ﻫـﻨـﻢ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺷـﺎﺳـﻌـﺔ
471
اﻹﻧﺴﺎن واﻟﺰﻻزل
ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز )ﺳﻴﺒﻴﺮﻳﺎ( وﻣﻌﺎدن أﺧﺮى وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﻌﺮ اﻷرض
ووزن ا ﺎء. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻟﻌﻠـﻤـﺎء أﻫـﻤـﻴـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻟـﻈـﺎﻫـﺮة ﺗـﻘـﻌـﺮ اﻷرض
ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺠﺰ ا ﻴﺎه وراء اﻟﺴﺪود وﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ.
إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﺘﺰﻧﺔ وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻊ ﻣﻴﻠﻠﻴﻤﺘﺮات
ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻻ ﺜﻞ ﺧﻄﻮرة ﻣﺤﺴﻮﺳﺔ ﻋﻠﻰ ا ﻨﺸﺎ^ت اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ وﻟﻜﻦ
اﻷﻣﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻨﺸﺎ^ت أﺧﺮى ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻛﺎ ﻔﺎﻋﻼت وا ﺴﺮﻋﺎت اﻟﻨﻮوﻳﺔ
واﻟﻠﻴﺰرﻳﺔ. ﻓﻘﻴﺎﺳﺎت اﳊﺮﻛﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺎ ﻴﻠﻠﻴﻤﺘﺮات ﺑﻞ ﺑﺎ ﻴﻜﺮوﻧﺎت )ا ﻴـﻜـﺮون:
ﺟﺰء ﻣﻦ اﻷﻟﻒ ﻣﻦ ا ﻴﻠﻠﻴﻤﺘﺮ( وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺗﺘﺠﻠﻰ أﺑﻌـﺎد اﳋـﻄـﻮرة ﻓـﻲ ﻇـﺎﻫـﺮة
اﻟﺘﻘﻌﺮ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﻴﻄﺔ. ﻣﻦ اﳋﻄﺄ ﻛﺬﻟﻚ أﻻ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺎﳊﺴﺒﺎن اﳊﺮﻛﺎت
ا ﺜﺎرة ﻓﻲ اﻣﺘﺪاﻫﺎ ا ﺴﺎﺣﻲ. إذ ﲢﺘﻞ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺤﻴﺮات اﻟﺴﺪود ﻗﺮاﺑﺔ ٠٠٨ أﻟﻒ
ﻛﻢ٢ ﻓﻲ وا ﺪن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٣ ﻣﻼﻳ ﻛﻢ٢ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺎ ﻳﻌﺎدل )٦٬٢( ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣـﺔ
اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ. وﻳﺴﺘﺨﺮج ﻋﺎ ﻴﺎ ﺳﻨﻮﻳﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ )٠٠١( ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻦ ﻣﻦ ا ﻮاد اﳋﺎم.
وﺗﺸﻴﺮ اﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺎت إﻟﻰ أن اﺳـﺘـﺨـﺮاج ا ـﻮاد اﳋـﺎم ﻣـﻦ اﻷرض ﻓـﻲ ﺗـﺰاﻳـﺪ
ﻣﺴﺘﻤﺮ و ﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ )٤٬٦ ( ﺿﻌﻒ ﻛﻞ ﺳﻨﺔ. وﺗﺨﺒﺮﻧﺎ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت أﻧﻪ ﻓﻲ
ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن ﺳﺘﻌﺎدل ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻷرض ا ﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﺎ ﻴﺎه وا ﺴﺘﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ ا ﻮاد
اﳋﺎم ﻗـﺮاﺑـﺔ )٥١ - ٠١%( ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﻴﺎﺑـﺴـﺔ أو ﻣـﺎ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ ) ٠٣ - ٠٢(
ﻣﻠﻴﻮن ﻛﻢ٢ أي ﻗﺮاﺑﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻓﺮﻳﻘﻴﺎ.
وﻫﺬا اﻟﺮﻗﻢ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻷرض ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺮﺷﺤـﺔ
ﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﻣﻬﻴﺄة ﻟﻈـﻬـﻮر اﳊـﺮﻛـﺎت ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻷرﺿـﻴـﺔ
وﻇﻬﻮر اﻟﺰﻻزل. وﻣﻊ اﻷﺳﻒ أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﻜﺘﻈﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎن وﻣﻦ ﻫﻨﺎ
ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺧﻄﻮرة ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳊﺮﻛﺎت وﻳﻜﻔـﻲ ﺣـﺪوث زﻻزل ﻃﺒﻴﻌﻴـﺔ أو ﻣﺜــﺎرة
ﻣﺘﻮﺳﻄـﺔ ﻣﻘﺎدﻳـﺮﻫـــــﺎ )٨٬٦ - ٥( ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ ﺜﻞ ﺧﻄﻮرة ﺣﻘﻴﻘـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ
اﻟﺴﺪود وا ﺒﺎﻧﻲ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘﺆدي إﻟـﻰ ﻇـﻬـﻮر ﺻـﺪوع وﺗـﺸـﻘـﻘـﺎت ﻓـﻲ
اﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻷرض وﺳﻴﺮاﻓﻖ ذﻟﻚ ﲢﺮك ﺻﺨﺮي ﻧﺸﻂ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﻨﺒﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ا ﺜﺎرة ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص إﻟﻰ ﺧﻄﺮ اﻟﺘﻔﺠـﻴﺮات
اﻟﻨﻮوﻳــﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴــﺔ. إذ ﻳﺼـﻞ ﻣﻘـﺎدﻳـﺮ أﻗﻮاﻫــﺎ إﻟﻰ
)٨٬٦ - ٥()×٤( درﺟﺔ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟـﺰﻻزل ﺗـﺴـﺒـﺐ أﺿـﺮارا ﺟـﺴـﻴـﻤـﺔ ﻓـﻲ
ا ﺪن واﻟﻘﺮى ﻛﻤﺎ ﻫﻲ اﳊﺎل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻻزل اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ وﺧﻴﺮ دﻟـﻴـﻞ زﻟـﺰال
)×٤( ﺑﻮﻟﺖ ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ
571
اﻟﺰﻻزل
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺸﻘﻨﺪ )٦٦٩١( اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺰد ﻣﻘﺪاره ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﺴﺎﺑﻖ.
ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ أدت اﻟﺘﻔﺠﻴﺮات اﻟﻨﻮوﻳـﺔ إﻟـﻰ ﺣـﺪوث ﺷـﻘـﻮق ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻗـﺪ ﻳـﺼـﻞ
ﻣﺪاﻫﺎ إﻟﻰ ﺑﻀﻊ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﺼـﺪوع ﺟـﺪﻳـﺪة إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟـﻰ
ا ﺘﺠﺪدة ﻣﻨﻬﺎ. وﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎل ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ ﺻﺤﺮاء ﻧﻴﻔﺎدا ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة
اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﲡﺮى اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﻨﻮوﻳﺔ. وﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺘﻔﺠﻴﺮات
اﻟﻨﻮوﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﻏﺮاض اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻣﺴﺘﻤـﺮ ﻛـﺈﻧـﺸـﺎء ﺣـﻔـﺮ واﺳـﻌـﺔ أو
أﻣﺎﻛﻦ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺴﺪود أو ﻟﺘﻔﺘﻴﺖ اﳋﺎﻣـﺎت ا ـﻌـﺪﻧـﻴـﺔ اﻟـﻘـﺎﺳـﻴـﺔ... اﻟـﺦ. وإن
اﻟﻘﻴﺎم ﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧـﻲ أﻣـﺮ ﻓـﻲ
ﻏﺎﻳﺔ اﳊﺴﺎﺳﻴﺔ. ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻮض اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳـﻂ واﻟـﺒـﺤـﺮ اﻷﺣـﻤـﺮ
وﻏﺮب اﻟﻘﺎرة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﺷﺮق ا^ﺳﻴﺎ.
ﻟﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﺒﺤﺎﺛﺔ م.ف. ﻏﺮوﻓﺴﻜﻲ ﻘﺎرﻧﺔ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ
اﻷﻣﺪ وﻃﺎﻗﺔ اﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺘﻬﺎ ﻳﺪ اﻹﻧﺴﺎن. وﻟﺘﻘﺪﻳـﺮ
ذﻟﻚ أﺧﺬ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ اﻷرض ﺳﻌﺘﻬﺎ )٠٠٠١( ﻛﻢ٢ أي )٣٣ \٣٣( ﻛﻢ٢ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ
ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻨﺎﺋﻴﺎ. وﻫﺬه ا ﺴﺎﺣﺔ ﺗﻌﺎدل ﻣﺴﺎﺣﺔ ا ﺪن اﻟﻌﺎ ﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة وﻣﺴﺎﺣﺔ
ا ﻨﺎﺟﻢ اﻟﻀﺨﻤﺔ وﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ. ﻟﻘﺪ ﺑﺎﺗﺖ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ أﻧﻪ ﻓﻲ
ﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﻬﺎدﺋﺔ زﻟﺰاﻟﻴﺎ ﺗﻄﻠﻖ ﻃﺎﻗﺔ ﺗﻌﺎدل )٠١٢( ﻛﻴﻠﻮ
واط ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧـﺮاﻫـﺎ ﺗـﺮﺗـﻔـﻊ إﻟـﻰ )٠١٦(ك.واط ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨـﺸـﺎط اﻟـﺒـﻨـﺎﺋـﻲ.
وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن وﺳﻄﻲ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﶈﺮرة ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟـﺰﻻزل اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ
ﺗﺘﺮاوح ﺑ ])٠١(٨ و)٠١(٤١[ ك. واط و ﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرﻫﺎ
اﶈﻄﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴـﺔ اﳊﺪﻳﺜـﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺒﻠـﻎ
) ٠١(٧ ك. واط ﻧﺮى اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄـﻠـﻘـﻬـﺎ اﻹﻧـﺴـﺎن. وﻣـﻦ ﻫـﻨـﺎ
أﺿﺤﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﻋﺎﻣﻞ إﺛﺎرة زﻟﺰاﻟﻴﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ. وان دوره ﻓـﻲ ﺗـﺰاﻳـﺪ وﺗـﻨـﺎﻣـﻲ.
وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺆﺧﺬ ﺑﻌ اﻻﻋﺘﺒـﺎر ﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻼ ﻓـﻘـﺪ ﻳـﻜـﻮن ﻋـﺎﻣـﻞ ﻫـﺪم
ﳊﻀﺎرﺗﻪ... وﺑﺤﺴﻦ ﻧﻴﺔ.
671
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
01 اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻟﻮ أﻟﻘﻴﻨﺎ ﻧﻈﺮة إﻟﻰ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ )ﺷﻜﻞ
١٤٬ ٣١( ﻟﺮأﻳﻨﺎ ﺣﺰاﻣ )×( زﻟﺰاﻟﻴ رﺋﻴﺴﻴ وﻋﺪدا
ً
ﻣﻦ اﻷﺣﺰﻣﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ. إن أﻋﻈﻢ ﻫﺬه اﻷﺣﺰﻣﺔ اﳊﺰام
اﻟﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﺸﻮاﻃﻰء اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي وﻫﻮ ا ﻌﺮوف
ﺑـﻨـﻄـﺎق أو ﺣـﺰام اﻟـﻨـﺎر واﻟـﺬي ﻳـﻜـﺎد ﻳـﺤـﻴـﻂ ﺑ ـﻜــﻞ
اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﺸﺮﻗـﻴـﺔ واﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻟـﻬـﺬا اﶈـﻴـﻂ. وﻣـﻦ
ا ﻼﺣـﻆ أﻧـﻪ ﻣـﺆﻟـﻒ ﻣـﻦ ﺳـﻼﺳـﻞ ﺟـﺒـﻠـﻴـﺔ ﻣـﺘـﺼـﻠـﺔ
ﺗﺮاﻓﻘﻬﺎ ﻓﺠﻮج ﻣﺤﻴﻄﻴﺔ ﺳﺤﻴﻘﺔ اﻟﻌﻤـﻖ. وﺗـﺘـﻤـﺮﻛـﺰ
ﻓﻲ اﳉﺒﺎل ﺧﺎﺻﺔ ﻏﺮب اﻟﻘﺎرة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. إﻻ أﻧﻬﺎ
ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﻘﺎرة اﻻ^ﺳﻴﻮﻳﺔ ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ
ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ )ﺟﻴﻮﺳﻴﻨﻜﻠﻴﻨﺎل(
وا ﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﳉﺰر اﻟﻘﻮﺳﻴﺔ ﻛﺠﺰر اﻷﻟﻴﻮﺷﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل
اﶈـﻴـﻂ ﺛـﻢ ﺟـﺰر ﻛــﻮرﻳــﻞ واﻟ ـﻴــﺎﺑــﺎن واﻟ ـﻔ ـﻴ ـﻠ ـﻴ ـﺒ ـ
وأﻧﺪوﻧﺴﻴﺎ. ﻳﻄﻠﻖ ﺣﺰام اﻟﻨﺎر ا ﺬﻛﻮر ﻗﺮاره ٠٩% ﻣﻦ
اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. أﻣﺎ اﻟﻨﻄﺎق اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻲ
اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﻻ^ﺧﺮ واﻷﻗﻞ ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻦ اﻷول ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻤﺜﻞ
ﺑﺎﻟﻨﻄﺎق ا ﻤﺘﺪ ﻣﺎ ﺑ اﶈﻴﻄ اﻷﻃﻠﺴﻲ واﻟﻬﺎدي
وا ـﻌـﺮوف ﺑـﺎﺳـﻢ ﻧـﻄـﺎق اﻟـﺒـﺤـﺮ اﻷﺑـﻴـﺾ ا ـﺘـﻮﺳـﻂ
اﻻ^ﺳﻴﻮي. وﻳﺒﺪأ ﻣﻦ ﺟﺰر اﻷزور ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ
ﺛﻢ ﻳﻌﺒﺮ اﻟﺒﺤﺮ ا ﺘﻮﺳﻂ و ﺮ ﺑﺘﺮﻛﻴﺎ وإﻳﺮان
)×( ﻳﺎﻛﻮﺷﻔﺎ ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ٨٨٩١.
771
ﺷﻜﻞ )١٤(
اﻧﺘﺸﺎر ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﺣﻮل اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي )ﻃﻮق اﻟﻨﺎر(.
اﻟﺰﻻزل
871
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
واﻟﻘﻔﻘﺎس وﻫﻴﻤﺎﻻﻳﺎ وﺑﻮرﻣﺎ وأﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ وﻏﻴﻨﻴﺎ اﳉﺪﻳﺪة وﻫﻨﺎ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﻊ
ﺣﺰام اﳊﻴﻂ اﻟﻬﺎدي.
ﻳﺘﻔﺮع ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻄﺎق ﻧﻄﺎق أﺻﻐﺮ ﻧﺸﻂ ﻫﻮ ﻧﻄﺎق اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ و ﺘﺪ
إﻟﻰ ﻣﺸﺮق أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وﺟﻨﻮب ﺷﺒﻪ اﳉﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻟـﻪ ﻓـﺮع ا^ﺧـﺮ ﻫـﻮ اﻟـﻔـﺮع
اﻻ^ﺳﻴﻮي اﻟﺬي ﻳﺸﻤﻞ ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ وﺟﺒﺎل اﻟﺘﺎي وﺑﺎﻳﻜﺎل وﻣﺎ وراء اﻟﺒﺎﻳﻜﺎل
وا^ﺳﺎم.
ﻣﻦ ا ﻼﺣﻆ أن ﻧﻄﺎق اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﻧﻄﺎق ﺿﻴﻖ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺗﻘـﺮﻳـﺒـﺎً
وﻳﺘﻤﺎﺷﻰ ﻣﻊ اﻣﺘﺪاد ﻓﻮاﻟﻖ وﺻﺪوع ا ﺴﻄﺤﺎت أو اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ. وﳒﺪ
ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻤﻮذج ا ﻌﺮوف ﺑﻨﻤﻮذج اﻟﺘﻜﺴـﻴـﺮ اﳉـﻠـﻴـﺪي
)ﺗﻜﺴﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎﺋﺢ ﺑﺸﺪة إﻟـﻰ أﺟـﺰاء ﺻـﻐـﻴـﺮة( ﻛـﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻻ^ﻻﺳـﻜـﺎ
وﺳﻴﺮاﻧﻴﻔﺎدا )اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة وﻛﻨﺪا( واﻟﻔﻴﻠﻴﺒ وأواﺳﻂ اﻟﻴﺎﺑﺎن.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺤﺰام ا ﺘﻮﺳﻄﻲ اﻻ^ﺳﻴﻮي ﻓﺈﻧﻪ ﺧﻼﻓﺎ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه وﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء
ً
ﺑﻌﺾ ا ﻨﺎﻃﻖ ﻏﻴﺮ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻮذج اﳉﻠﻴﺪ ا ﺘﻜﺴﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ أﻗﺎﻟﻴﻢ
ﺟﺒﺎل اﻷﻟﺐ وﻓﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن وﺑﺤﺮ إﻳﺠﺔ وإﻳﺮان واﻟﻘـﻔـﻘـﺎس واﻟـﺒـﺤـﺮ ا ـﺘـﻮﺳـﻂ
ﻋﺎﻣﺔ وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼ )ﻛﻮن ﻟﻮن وﺷﺮق اﻟﺼ ( وا^ﺳﺎم وﺑﻮرﻣﺎ.
وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻧﻄﺎق اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﻳـﺘـﻤـﺎﺷـﻰ
ﺗﻘﺮﻳﺒـﺎ ﻣﻊ اﳊﺪود اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ اﻟﻘﺎرات واﶈﻴﻂ. أﻣﺎ اﻟﻨﻄـﺎق ا ـﺘـﻮﺳـﻄـﻲ
ً
اﻻ^ﺳﻴﻮي ﻓﺈﻧﻪ ﺮ ﺤﺎذاة اﻟﻘﺎرات. ﻟﺬا ﻓـﺈن اﻟـﻘـﺸـﺮة اﻟـﻘـﺎرﻳـﺔ اﻟـﺴـﻤـﻴـﻜـﺔ
ﻻﺗﺘﺼﺪع وﺗﺘﻜﺴﺮ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻛﺎﻟﻘﺸﺮة اﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﻤﺎﻛﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ. وﻟﻜﻦ
ً
ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﻜﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻟﻘﺎرﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﶈﻴﻄﻴﺔ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴـﺮ
ﺳﻌﺔ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺣﺰام اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي اﻷﻗﻞ ﻋﺮﺿﺎ. وﻳﺆﻛﺪ
ً
ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه اﻟﻨﻄﺎﻗﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻼﺳﻞ اﳉﺒـﻠـﻴـﺔ
اﶈﻴﻄﻴﺔ ا ﻮﺟﻮدة ﻣﻐﻤﻮرة ﻓﻲ أواﺳﻂ اﶈﻴﻄﺎت ﻛﺴﻼﺳﻞ اﶈﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ
واﻟﻬﻨﺪي واﻟﻬﺎدي. اﻟﺰﻻزل ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻗﻮﻳﺔ وﲢﺘﻞ ﺷﺮﻳﻄﺎ ﺿﻴﻘﺎ وﻫﻲ ﻗﺮﻳﺒﺔ
ﻓﻲ ﺑﺆرﻫﺎ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض.
ﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻄﻮق اﻟﻨﺎري ﻓﻲ اﶈـﻴـﻂ اﻟـﻬـﺎدي أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻷرض ﻧـﺸـﺎﻃـﺎ
زﻟﺰاﻟﻴﺎ. إذ ﻟﻮﺣﻆ أن ﺣﻮاﻟﻲ )٥٧%( ﻣﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
ﻗﺪ ﺮﻛﺰت ﻫﻨﺎ وﺷﻬﺪت ﺑﻌﺾ ا ﻨﺎﻃـﻖ ﻫـﻨـﺎ زﻻزل ﻣـﺪﻣـﺮة ﺑـﻠـﻎ ﻣـﻘـﺪارﻫـﺎ
)٦٬٨( ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٦٠٩١( واﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﻋﺎم )٠٦٩١(.
971
اﻟﺰﻻزل
ﻟﻘﺪ ﻃﻮر ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٣٢٩١ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻬﻮﻟﻨﺪي وﻳﻨﻴﻨﻎ -ﻣﻴﻨﻴﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳـﺪة
ﻟﻘﻴﺎس ﻗﻮة اﻟﺜﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ. وﺑﻌﺪ ﲡﺎرب ﻃﻮﻳﻠﺔ وﻣﺘﻌﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
ﺟﺰر اﻟﺼﻮﻧﺪ اﺳﺘﻄﺎع ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺷـﺬوذا ﻛـﺒـﻴـﺮا ﻓﻲ ﻗﻮة وﺷﺪة
ً
اﻟﺜﻘﺎﻟﺔ اﻷرﺿﻴﺔ وذﻟﻚ ﻓﻮق اﻟﻔﺠﻮج اﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ واﻟﺘﻲ ﲢﻴﻂ ﺑﺎﳉﺰء
اﶈﺪب ﻣﻦ اﻟﻘﻮس اﳉﺰري ﻫﺬا. ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﳊﺪث ﺗﻄﻮع ﻛﺜﻴـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﻠـﻤـﺎء
اﻟﻔﻴﺰﻳﺎء واﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﳉﻴﻮﻓﻴﺰﻳﺎء ﻹﺟﺮاء ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﻴﺎﺳﺎت ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ
أﺧﺮى ﻣﻦ اﻷﻗﻮاس اﳉﺰرﻳﺔ وﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻰ ﻧﺘـﺎﺋـﺞ ﻣـﺸـﺎﺑـﻬـﺔ ـﺎ ذﻛـﺮه اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ
اﻟﻬﻮﻟﻨﺪي.
إذا ﻣﺎ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﶈﻴﻂ ﻧﺮى أن اﻷﻗﻮاس اﳉﺰرﻳﺔ ﲢﺎذﻳﻬﺎ ﻓﺠﻮج
ﺳﺤﻴﻘﺔ ﺟﺪا ﻏﻨﻴﺔ ﺑﺒﺆر اﻟﺰﻻزل اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ وﺑﺸﺬوذ ﺛﻘﻠﻲ ﻳﻘﺘﺮب ﻣﻦ
اﻟﺼﻔﺮ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﻪ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺮاه إﻳﺠﺎﺑـﻴـﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﻌﺎن اﶈﻴﻄﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ. وﻟـﻘـﺪ
ً
ﺗﺒ وﺟﻮد ﺑﺆر ﻋﻤﻴﻘﺔ ﲢﺖ اﻟﺒﺆر اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻔﺠﻮج و ﺜﻞ اﻟﺒﺆر
اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ. وﻓﻲ اﳉﺰء اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻷﻗﻮاس )اﳉﺰر( ﺗﻜﺜﺮ اﻟـﺒـﺆر اﻟـﺒـﺮﻛـﺎﻧـﻴـﺔ
اﻟﻘﻮﺳﻴﺔ اﻻﻣﺘﺪاد. وإذا ﻣﺎ ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ ﺳﻴﺮﻧﺎ ﺑﺎﲡﺎه اﻟﻘـﺎرة ﻧـﺮى ﺑـﺤـﺎرا ﻫـﺎﻣـﺸـﺎ
ﺿﺤﻠﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻘﻮى ﺛﻘﺎﻟﺔ ﻣﻮﺟﺒﺔ اﻟﺸﺬوذ إﻻ أن اﻟﺸﺬوذ ﻳﺘﻨﺎﻗﺺ ﻛﻠﻤﺎ
اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﺎرة وﺗﻘﻞ ﻫﻨﺎ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ.
وﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ )أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٠٠٦ﻛـﻢ( اﶈـﺪودة
اﻟﻌﺪد واﻟﺘﻲ ﺗﺘﺰاﻳﺪ أﻋﻤﺎﻗﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎ اﻗﺘﺮﺑﻨﺎ ﻣـﻦ اﻟـﻘـﺎرة وﺗـﺘـﺮاوح وﺳـﻄـﻴـﺎ ﺑـ
)٠٠٦-٠٠٧ﻛﻢ( وﻗﺪ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ )٠٠٨-٠٠٠١(ﻛﻢ.
اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﺗﺴﻬـﻴـﻼ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻳﻘﺴﻢ ﻃﻮق اﻟﻨﺎر اﻟﺰﻟـﺰاﻟـﻲ )ﺷـﻜـﻞ ١٤( اﻟـﺒـﺮﻛـﺎﻧـﻲ ﻓـﻲ
ً
اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي إﻟﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
١ - ﺟﺰر اﻷﻟﻴﻮﺷﻲ -ا^ﻻﺳﻜﺎ
ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﳊﺪوث اﻟﺰﻻزل ﻫﻨﺎ
ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻧﺪﻓﺎع ا ﺴﻄﺢ اﶈﻴﻄﻲ ﻧﺤﻮ ﻗﻮس ﺟﺰر اﻷﻟﻴﻮﺷﻲ ﻣﻊ اﻧﺪﻓﺎع واﻧﺰﻻق
أﻓﻘﻲ ﺑﺎﲡﺎه اﻟﻴﺴﺎر. ﻳﻘﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ب. ﺑﻮﻟﺖ: » ﻜﻦ أﻻ ﺗﻈﻬﺮ أﻳﺔ
ﺣﺮﻛﺔ أو زﺣﺰﺣﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ ا ﺴﻄﺢ ا ﺘﻘﺪﻣﺔ ﺧﻼل ﻣـﺌـﺎت اﻟـﺴـﻨـ
وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ أو ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺠﺎورة ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺘﺤﺮك إﻟﻰ
081
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
أﻣﺎم ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ. اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﺪوث ﻫﺰة ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺬﻟﻚ اﳉﺰء اﻟﺴﺎﻛﻦ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﻴﺘﺤﺮك ﻻﺣﻘـﺎ ﺟﺎره ا ﺘﺤﺮك أﺳﺎﺳﺎ. وﻧﺘﻴﺠﺔ
ً
ً
ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺘﺤﺮر ﻃﺎﻗﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺸﻮه واﻟﺘـﺒـﺪل اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ اﻟـﺬي أﺻـﺎب
اﻷﺟﺰاء اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ا ﺘﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ ا ﺴﻄﺢ«)×١(.
ﻟﻘﺪ ﺑﻘﻲ اﳉﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ا ﻨﻄﻘـﺔ ﻫـﺎدﺋـﺎ زﻣـﻨـﺎ ﻃـﻮﻳـﻼ وﻟـﻜـﻦ ﻓـﻲ ٧٢
ﻣﺎرس ﻣﻦ ﻋﺎم )٤٦٩١( ﺣﺪﺛﺖ زﻟﺰﻟﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻗﻮى ﻫﺰة ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ا ﻨﻄﻘﺔ
إﻟﻰ اﻻ^ن. وﻟﻘﺪ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻋﻴﺪ ﻛﻨﺴﻲ ﻫﻮ ﻳﻮم اﳉﻤﻌﺔ ﻟﺬا ﻋﺮف ﺑﺰﻟﺰال
اﳉﻤﻌﺔ ا ﺮﻋﺒﺔ.
ﻟﻬﺬا اﻟﺰﻟﺰال أﻫﻤﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻷن ﻣﻘﺪاره ﻛﺒﻴﺮ ور ـﺎ ﺑـﻠـﻎ )٦٬٨= (Mوﻫـﻮ
أﻋﻨﻒ زﻻزل اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ. وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺸﻚ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺮﻗـﻢ ﻷن ﻣـﻘـﺎﻳـﻴـﺲ
اﻟﺮﺻﺪ اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻻ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺴﺠـﻞ ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬا اﻟـﺰﻟـﺰال ا ـﺪﻣـﺮ دون ﺗـﺸـﻮﻳـﻪ
واﺿﺢ. ﻓﻔﺘﺮة اﻷﻣﻮاج ﻫﻨﺎ ﻛﺒﻴﺮة وﻟﻘﺪ ﻗﺎم اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﻣﻮري ا ﻘﻴﻢ
ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ ﺑﻮرﻛﺎر ﺑﻔﺤﺺ ﺗـﺴـﺠـﻴـﻼت اﻟـﺰﻟـﺰال
وإﺟﺮاء اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﻼزﻣﺔ وﺗﻮﺻﻼ إﻟﻰ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ وﻫﻲ أن ﻣﻘﺪار اﻟﺰﻟﺰال
)٩٬٨( ﻋﻨﺪ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ و )٩( ﻋﻨﺪ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻲ. ور ﺎ ﺗﻜﻮن اﻟﻬﺰة ا ﺬﻛﻮرة أﻋﻨﻒ
ﻫﺰة ﻣﻌﺮوﻓﺔ إﻟﻰ اﻻ^ن. ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻮﺿـﺢ أن أﺟـﻬـﺰة اﻟـﺮﺻـﺪ اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ذات
اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻘﺼﻴﺮة ﻻ ﻜﻦ أن ﺗﺴﺠﻞ ﺑﺪﻗﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺸﻄﺎرات اﻷﺳﺎﺳﻴـﺔ ﻓـﻲ
اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﺖ ﺑﺒﻂء وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻜﻦ أن ﺗﺨﺪم ﻓﻲ أﻏﺮاض أﺧﺮى.
ﻟﻘﺪ ﺑﺪأ اﻻﻧﺸﻄﺎر اﻟﺼﺨﺮي ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ )٠٣(ﻛﻢ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ ﺑﺮﻧﺲ وﻟﻴـﺎﻣـﺰ ﺛـﻢ
أﺧﺬ ﺑﺎﻟﺘﻘﺪم ﻣﻊ ﻣﺤﻄﺎت ﺗﻮﻗﻒ ﻋﺪﻳﺪة. وﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣـﺤـﻄـﺔ اﻧـﻄـﻠـﻘـﺖ أﻣـﻮاج
اﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻗﺼﻴﺮة اﻟﻔﺘﺮة. وﻟﻘﺪ رﺻﺪت )٩١( ﻣـﺤـﻄـﺔ ﺗـﻮﻗـﻒ وﺑـﺆرة زﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ
ﺛﺎﻧﻮﻳﺔ ﻓﺮﺳﻤﺖ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻫﺬه اﶈﻄﺎت ﻟﻮﺣﺔ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻧﺎدرة.
ﻓﺒﻌﺪ اﻻﻧﺸﻄﺎر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﲡﻪ اﻻﻧﺸﻄﺎر ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺮب وﺑﺎﻣﺘﺪاد ٠٠١ﻛـﻢ.
ﺛﻢ ﺑﺪأت ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺸﻄﺎر ﻏﺮﺑﻴﺔ ذات ﺣﺮﻛﺔ أﻣﺎﻣﻴﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔوﺿﻌﻔﺖ اﻟﺼﺨﻮر
ﺑﺸﺪة وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻘـﺎﻃـﻊ اﻟـﺸـﻖ اﻷﺻـﻠـﻲ ﻣـﻊ اﳉـﺎﻧـﺒـﻲ اﻧـﺸـﻄـﺮت
اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺑﺎﲡﺎه اﻟﻐﺮب وﺟﺰء ﺑﺴﻴﻂ ﻧﺤﻮ اﻟﺸﺮق ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻜـﻞ ﺷـﻖ
ﻃﻮﻳﻞ. وﻫﻜﺬا اﻣﺘﺪ اﻟﺸﻖ ﻗﺮاﺑﺔ )٠٠٨(ﻛﻢ وﺗﻌﻤﻖ ﺣـﺘـﻰ )٠٨١-٠٠٢(ﻛـﻢ. وﻟـﻘـﺪ
ﻗﺪر ﻣﺪى اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺸﺎﻗﻮﻟﻴﺔ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻳﻨﺔ ﻗﺎع اﶈﻴﻂ ﻓﻲ اﳋﻠﻴـﺞ
)×١( آﻳﺒﻲ. ج. اﻟﺰﻻزل ﻣﻮﺳﻜﻮ. ٢٨٩١ )ﻣﺘﺮﺟﻢ إﻟﻰ اﻟﺮوﺳﻴﺔ(.
181
اﻟﺰﻻزل
وا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﻘﺎرﻳﺔ اﺠﻤﻟﺎورة وﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺗﻌﺎدل )٠٠٢(أﻟـﻒ ﻛـﻢ٢ ﻗﺮاﺑـﺔ )٠١(
أﻣﺘﺎر وﺣﺪﺛﺖ ﺗﺒﺪﻻت ﺟﺬرﻳﺔ ﻓﻲ ﻗﺎع اﳋﻠﻴﺞ. وﻟﻘﺪ أدى اﻟﺰﻟﺰال إﻟﻰ ﻫﺒﻮط
ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺎﻣﺘﺪاد ﺛﻼﺛﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﺑﻌﺮض )٠٠٣(م ﻋﻠﻤﺎ
ﺑﺄن ﻣﻜﺎن اﻻﻧﺰﻻق ﻳﺒﻌﺪ )٠٠١(ﻛﻢ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻻﻧﺸﻄﺎر اﻷﺻﻠﻲ.
٢-أﻻﺳﻜﺎ -ا ﻜﺴﻴﻚ
)×٢(
ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﻨﺪا واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ
وا ﻜﺴﻴﻚ ﺣﺮﻛﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺸﺮﺗ اﻟﻘﺎرﻳﺔ واﶈﻴﻄﻴﺔ ﺗﺘﻢ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺷـﻜـﻞ
اﻧﺪﺳﺎس اﻟﻘﺸﺮة اﶈﻴﻄﻴﺔ ﲢﺖ اﻟﻘﺎرﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻮد ﻓـﻲ ﻫـﺬا اﶈـﻴـﻂ
وإ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ اﻧﺰﻻق أﻓﻘﻴﺔ. وﻟﻌﻞ أﺑﺮز زﻻزل ﻫـﺬه اﳊـﺮﻛـﺔ زﻟـﺰال
ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ اﻟﺬي ﺳﺒﺒﻪ اﳊﺮﻛﺔ اﻷﻓﻘﻴﺔ ﻟﺼﺪاع ﺳﺎن أﻧﺪرﻳﺎس اﻟﺸﻬﻴﺮ وا ﺪروس
ﺟﻴﺪا واﻟﺬي ﳒﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺣﺮﻛﺔ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﺼﺪع ﺗﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺒﻂء ﻛﺒﻴﺮ ﺎ
ﻻﻳﺆدي إﻟﻰ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل وﻟﻜﻦ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﺗـﻜـﻮن اﳊـﺮﻛـﺔ أﻧـﺸـﻂ
وﻫﻨﺎ ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆر اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ. وﻟﻌﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺰﻻزل ﻫﻨﺎ زﻟﺰال ﺳﺎن
ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ اﻟﺸﻬﻴﺮ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻋﺎم )٦٠٩١( واﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻘﺪاره )٧٬٦ -٣٬٨
= .(Mوﺑﻠﻐﺖ ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﺑﺆرﺗﻪ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ )٠١ -١١( ﻧﻘﻄﺔ ﺮ اﻟﺼﺪع
ﻓﻲ ﻗﺴﻤﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﻧﻔﺴﻬﺎ وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﲡﻲء ﻓﺪاﺣﺔ
أﺿﺮار اﻟﺰﻟﺰال. ﻓﻠﻘﺪ ﻗﺪرت اﳋﺴﺎرة اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻨﻪ )٠٠٤( ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ا^ﻧﺬاك
وﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﻘﺘﻠﻰ )٠٠٧( ﻗﺘﻴﻞ وﻫﻮ ﻋﺪد ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﻨﻔﻪ إﻻ أن اﻷﺿﺮار
اﻟﺘﻲ ﳒﻤﺖ ﻋﻦ اﳊﺮاﺋﻖ ﻓﺎﻗﺖ أﺿﺮار اﻟﻬﺰة ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪ اﻟﺰﻟﺰال ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪم ﻋﻠﻢ اﻟﺰﻻزل ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒـﻴـﺮ وذﻟـﻚ ﻋـﻠـﻰ ﻳـﺪ
ﻋﻠﻤﺎء ﻛﺒﺎر ﻣﺜﻞ )غ.رﻳﺪ(. ﻛﻤﺎ أن ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﻻﻗﻰ ﺗﻄﻮرا ﻛﺒﻴﺮا ﻘﺎوﻣﺔ
اﻟﻬﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ. ﻧـﺬكïر ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺰﻟـﺰال ﻣـﻬـﻢ ا^ﺧـﺮ ﺣـﺪث ﻋـﺎم )٠٨٩١( ﻓـﻲ
اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﻤﻜﺴﻴﻚ وﺳﺎﻋﺪ اﻟﺰﻟﺰال ﻋﻠﻰ إﺑﺮاز دور اﻟﺘﻨـﺒـﺆ ﺑـﺤـﺪوث
اﻟﺰﻻزل. ﻫﺬا اﻟﻬﺪوء ﻟﻮﺣﻆ ﻓﻲ ﺟﺰر اﻟﻜﻮرﻳﻞ اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ
ﻫﺬا اﻟﻘﺮن وﻟﻜﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺗﻮﻗﻌﻮا ﺣﺪوث اﻟﺰﻟـﺰال وﺑـﺎﻟـﻮاﻗـﻊ ﻛـﺎﻧـﺖ اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ
اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻟﻸرض ﺗﺘﺠﻤﻊ وﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻟـﺘـﻨـﻄـﻠـﻖ ﻓـﺠـﺄة ﻋـﺎم )٠٨٩١( ﻣـﺤـﺪﺛـﺔ ﻫـﺰة
أرﺿﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺟﺪا ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻊ اﻟﻌﻠﻤﺎء.
ً
٣-اﻟﻌﻘﺪة اﻟﻜﺎرﻳﺒﻴﺔ
)×٢( ﺷﺸﻴﺒﺎﻟ
281
ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺘﺪ ا ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺷﺮﻳﻂ ﻗﻮﺳﻲ راﺋﻊ وﻳﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ
ﺣﺰام اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة ﻳﻮﻛﺎﺗﺎن إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﻠﺘﻘـﻲ ﻣـﻌـﻪ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ ﻗـﺮب
اﳊﺪود اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ اﻟﻔﻴﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ. إﻧﻪ ﻣﻜﺎن ﻣﺪﻫﺶ ﺣﻘﺎ إذ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﻘﺎرة
اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﻘﺴﻤﻴﻬﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ واﳉﻨﻮﺑﻲ أﺛﻨﺎء اﻧﻔﺼﺎﻟﻬﻤﺎ ﻋﻦ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ وأوروﺑﺎ
وزﺣﻔﻬﻤﺎ ﻏﺮﺑﺎ ﻣﻦ اﺟﺘﺜﺎث ﺟﺰر ا ﺴﻄﺢ اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮة ا ﺘﺸﺒﺜﺔ ﺟـﻴـﺪا
ﺑﺒﺎﻃﻦ اﻷرض وﺧﻠﻔﺘﺎ وراءﻫﻤﺎ ﻗﻮﺳﺎ ﻣﻦ اﳉﺰر اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ واﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. ﳒـﺪ
ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أن اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﳉﺰء اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ا ﺴﻄﺢ اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ
ﻳﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮ اﻟﻴﺴﺎر ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻓﻲ اﳉﻨﻮب اﻻﻧﺪﻓﺎع ﻧﺤﻮ اﻟﻴﻤ . ﺗﻘﻊ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﲢﺖ ﻣﺎء اﻟﺒﺤﺮ ﻓﻲ اﳉﺰء اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ واﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺪة اﻟﻜﺎرﻳﺒﻴﺔ. وﻫﻜﺬا
ﺗﺸﻤﻞ اﻟﺰﻻزل اﳉﺰء اﳉﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﻛﻮﺑﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺟﺰر ﺟﺎﻣﻴﻜﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻓﻔﻲ ﻋﺎم )٢٩٦١( ﻇﻬﺮا وﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎل دﻳﻨﻲ ﺑﻬﻴﺞ دﻣﺮ اﻟﺰﻟﺰال ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺑﻮرت روﻳـﺎل ) (Port - Royalﺗﺪﻣﻴـﺮا ﻛﺎﻣﻼ وﻫﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ
ً
واﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻟﻬﺬه اﳉﺰر. وﻟﻜﻦ اﻟﺒﻼء اﻷﻋﻈﻢ ﺣﻤﻠـﺘـﻪ ﺛـﻼث ﻫـﺰات رادﻓـﺔ إذ
ﻏﺎص ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ واﺧﺘﻔﻰ ﺧﻼل دﻗﺎﺋﻖ.
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺜﺎل ا^ﺧﺮ ﻣﺪﻣﺮ ﺣﺪث ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺤﻴﺮة ﺑﺎﻳﻜﺎل ﻋـﺎم )٢٦٨١( إذ
ﳒﺪ أن ﺟﺰءا ﻣﺮﺗﻔﻌﺎ ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻗﺪ ﻏﺎص ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻬـﺰات
ﲢﺖ ﻣﺎء اﻟﺒﺤﻴﺮة ﺑﻌﻤﻖ )٧-٨( أﻣﺘﺎر وﻛﺎن ﺑﻄﻮل ٦٣ﻛﻢ وﺑﻌﺮض ٠٢ﻛﻢ وﺗﻜﻮن
ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻠﻴﺞ ﺑﺮواﻓﺎل .Provalإن اﳉﺰء اﳉﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ا ﺴﻄﺢ اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ و ﺤﺎذاة
ﺟﺰﻳﺮة ﺗﺮﻳﻨﻴﺪاد ﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ ا ﺎء ﻣﺠﺎورا ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻨﺎﻃﻖ ا^ﺑﺎر اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻔﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ
اﻟﻐﻨﻴﺔ. وﻻﻳﺴﻌﻨﺎ ﻫﻨﺎ إﻻ أن ﻧﺬﻛﺮ ﺑﺰﻟﺰال ﻋﻈﻴﻢ ا^ﺧﺮ ﻫﻮ زﻟﺰال ﻋﺎم )١١٨١(
اﻟﺬي ﻋﺎﻳﺶ أﺷﺪ أﻳﺎم ﺣﺮب اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺑـﻘـﻴـﺎدة اﳉـﻨـﺮال ﺳـﻴـﻤـﻮن
ﺑﻮﻟﻴﻔﺎر ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻗﺮب اﳊﺪود اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ. وﺑﻌﺪ ﻫﺰﺗ
ﻋﻨﻴﻔﺘ ﻇﻬﺮ ﺻﺪع ﻳﻮﻛﻮن اﻟﻜﺒﻴﺮ. واﻣﺘﺪت اﻻ^ﺛﺎر ا ﺪﻣﺮة ﻟﻠﺰﻟﺰال ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة
ﻫﺪوء ﺑﺴﻴﻄﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﻴﻨﺰوﻳﻠﻴﺔ ﻛﺎراﻛﺎس. وﻛﺎن ﺟﻴﺶ اﳉﻨﺮال ا^ﻧﺬاك
ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ. وﻗﺪر ﻣﻘﺪار اﻟﺰﻟﺰال ﺑﺤﻮاﻟﻲ )٨ -٤٬٨(. وﻟﻌﻞ اﻟﺮﻗﻢ اﻷﺧﻴﺮ ﻫﻮ
اﻷدق. ﻷن ﺷﻘﺎ ﻃﻮﻟﻪ ٠٠٢١ﻛﻢ ﻗﺪ ﻇﻬﺮ. ﻟﻘﺪ دﻣﺮت ﻛﺎراﻛﺎس. وﻗﺎل ﻗﺲ ﻓﻲ
ﻣﻮﻋﻈﺘﻪ إن اﻟﺰﻟﺰال ﻛﺎن ﻋﻘﺎﺑﺎ ﻟﻠﺴﻜﺎن اﻟﺬﻳﻦ أﻳﺪوا اﳉﻨﺮال اﻟﻌﺎﺻﻲ ﻷﻣـﺮ
اﻟﻠﻪ. ﻓﺮد اﳉﻨﺮال: »وﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻘﺪس ﻫﻮ ﺗﻨﻈﻴﻒ وﺗﺨﻠﻴﺺ ا ﺪﻳﻨـﺔ
ﻣﻦ اﳉﺜﺚ وﺳﻮف ﻧﻨﺘﺼﺮ«.
381
اﻟﺰﻻزل
٤-ﺟﺒﺎل اﻹﻧﺪ )أﻣﺮﻳﻜﺎ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ(
ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺘﻤﺎس اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﻄﺢ اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ ﻣﻊ اﻟﻔﺮع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻨﻄﺎق
اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﺘﺪ ﻋﻘﺪة ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ ذات اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟـﻌـﻤـﻴـﻘـﺔ )ﻋـﻘـﺪة
ﺑﻮﻛﺎراﻣﺎﻧﻎ(. ﺗﺮى اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد ﻧﻄﺎق اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي
ﻛﺎﻣﻼ وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻋﺪﻳﺪة. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺛﻼث ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻘﻂ ﻫﻲ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺎ
وﻫﻨﺪﻛﻮش واﻟﻜﺎرﺑﺎت ﻗﺮب ﻣﻠﺪاﻓﻴﺎ ﻧﺼﺎدف ﺮﻛﺰا ﻛﺒﻴﺮا ﺟﺪا ﻟﻠﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ.
اﻟﺰﻻزل اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﻟﻴﺲ ﻣﺼـﺪرﻫـﺎ اﻟـﺒـﺆر اﻟـﻌـﻤـﻴـﻘـﺔ وإ ـﺎ
اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ أو اﻷﻗﻞ ﻋﻤﻘﺎ وﻛﻠـﻨـﺎ ﻳـﺬﻛـﺮ زﻟـﺰال ﻋـﺎم )٠٧٩١( اﻟـﺬي ﻫـﺰ
اﻟﺒﻴﺮو وﻛﺎن ﻣﻘﺪاره )٨٬٧(. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻬﺰة اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻗﺘﻠﻌﺖ ﻛﻤﻴﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ
ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر وﻣﻦ اﳉﻠﻴﺪ ﻓﻲ اﳉﺒﺎل اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻏﻤﺮت ﻣﺪﻳﻨﺔ أوﺳﻜﺎران
ﻛﺎﻣﻼ وﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ا ﺮاﻛﺰ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ اﺠﻤﻟﺎورة وﻗﺘﻞ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ )٦٦(أﻟﻒ
ً
إﻧﺴﺎن وﻗﺪرت اﳋﺴﺎﺋﺮ ﺑﻨﺼﻒ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.
٥-ﻣﻦ ﻧﻴﻮزﻻﻧﺪا إﻟﻰ ﻏﻴﻨﻴﺎ اﳉﺪﻳﺪة
ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻴﻮزﻻﻧﺪا ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻣﻨﺎل ﻗﺒـﺾ اﻟـﺰﻻزل ﻓـﺎﳋـﻄـﺮ ﻳـﺤـﺪق ﺑـﻬـﺎ.
وﻫﻨﺎك ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺗﻜﺜﺮ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ا ﻌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ اﻟـﻨـﺸـﺎط
اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ وإﻟﻰ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﺨﻤﻟﺘﺰﻧﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﳉﺰﻳـﺮة.
وﻣﺼﺪاق ذﻟﻚ ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻻزل اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﺮب اﳉﺰﻳﺮة ﻣﻦ ا^ن إﻟﻰ ا^ﺧـﺮ.
وﻫﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻻﻳﻮﺟﺪ ﺑﻠﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺣﺘﻰ اﻟﻴﺎﺑﺎن ا ـﺸـﻬـﻮرة
ﺑﺰﻻزﻟﻬﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻬﺰات ﻛﻨﻴﻮزﻻﻧﺪا. ﻓﻠﻘﺪ ﺣﺪد ﻓﻲ ﺣﺎل وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل
ﻟﻜﻞ ﻓﺮد ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻤﻠﻪ. وﻟﻘﺪ ﻋ ﻣﻮﻇﻔﻮن ﺧﺎﺻﻮن ﺮاﻗﺒﺔ ا ﻈﺎﻫﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
وا^ﺧﺮون ﻟﻺﺷﺮاف ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ اﻟﻄﻌﺎم وا ﺎء وا ﻮاد اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﺘﺠﻬﻴـﺰات
اﺨﻤﻟﺼﺼﺔ ﻜﺎﻓﺤﺔ اﳊﺮاﺋﻖ ﻛﻤﺎ ﻋﻴﻨﺖ ﻟﻠﺴﻜﺎن ﻃﺮق اﺣﺘـﻴـﺎﻃـﻴـﺔ ـﺮورﻫـﻢ
وأﻧﺎﺑﻴﺐ ﻧﻘﻞ ﻣﺎء اﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ. وﺑﻜﻠﻤﺔ ﻣﺨﺘﺼﺮة ﲡﻬﻴﺰ ﻛﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻀﺮورﻳﺔ
ﻟﻺﻗﻼل ﻣﻦ اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﻠﺰﻻزل إﻟﻰ أدﻧﻰ ﺣﺪ ﻜﻦ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎ
ﳒﺪ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻟـﺰﻻزل ا ـﺪﻣـﺮة )٨٬٧= (Mذات اﻟﺸﻬﺮة اﻟﻌﺎ ـﻴـﺔ ﻟـﻢ ﺗـﺆد إﻟـﻰ
ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﺑﺎ ﻌﻨﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ. ﻓﻔﻲ زﻟﺰاﻟﻲ ﻋﺎﻣﻲ )٩٢٩١ و ٨٦٩١( ﻛﺎن ﻋﺪد
اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة أﺷﺨﺎص وﻟﻢ ﺗﺰد اﳋﺴﺎﺋﺮ ا ﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻊ ﻣﺌﺎت
ﻣﻦ ﻣﻼﻳ اﻟﺪوﻻرات ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن اﻟﺰﻟﺰاﻟ ﻛﺎﻧﺎ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ.
ﻳﺬﻫﺐ ﻧﻄﺎق اﻟﺰﻻزل ﻫﺬا ﻣﻦ ﻧﻴﻮزﻻﻧﺪا وﺑﺎﻣﺘﺪاد وﻫﺎد ﻛﻴﺮﻣﺎدﻳﻚ -ﺗﻮﻧﻐﺎ
481
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺟﺰر اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي وﺟﺰر ﻓﻴﺠﻲ. ﺗﻜﺜﺮ اﻟﻔﺠﻮج واﻟﺼﺪوع
اﻟﺴﺤﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻄﺎق وﺗﺸﺎرك ﺑﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﺰﻻزل واﻟﺒـﺆر اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ
ﻋﻤﻴﻘﺔ ﺟﺪا )ﺣﺘﻰ ٠٠٦ﻛﻢ(. وﻻﺗﺰال ا ﻨﻄﻘﺔ ﻣﺪروﺳﺔ ﻗﻠﻴﻼ. وﺑﻌﺪ اﻧﺤﺮاﻓ
ﻋﻨﻴﻔ ﻳﺘﺠﻪ اﻟﻨﻄﺎق إﻟﻰ ﺟﺰر ﻏﻴﻨﻴﺎ اﳉﺪﻳﺪة واﻟﺒﺆر ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻛﺜﻴﺮا ﻫﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ
ﻟﺬا ﻓﺎ ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺤﺪودة. وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻮﻗﻌـﻪ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء ﻫـﻨـﺎ ﻫـﻮ أن أﻋـﻤـﺎق
اﻷرض ﻋﺎﻟﻴﺔ اﳊﺮارة وﺻﺨﻮرﻫﺎ ﻟﺪﻧﺔ وﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ وﺗﺸﻜﻞ اﻟﺸﻘـﻮق ﺻـﻌـﺐ
ﻻرﺗﻔﺎع اﳊﺮارة واﻟﻀﻐﻂ اﻟﻜﺒﻴﺮ وﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻓﻤﻦ ا ﻔﺮوض أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻠﺘﺌﻢ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﻞ ر ﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻠﺤﻈﺔ. ﻓﺘﺸﻮه اﻟﺼﺨﻮر ﺑﻌﺪ اﻟـﻬـﺰات اﻷرﺿـﻴـﺔ
ﻻﻳﺴﺘﻤﺮ إﻻ ﻫﻨﻴﻬﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻼ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﻘﻮق ﺑﺎﻟﺘﻮﺳﻊ واﻟﺘﻄﻮر وﻛﺄن اﻟﺘﺸﻮﻳﻪ
اﻟﺼﺨﺮي ﻟﻢ ﻳﺸﻤﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﺗﺘﺮاوح
ﻗﻴﻤﻬﺎ ﺑ )١٠٠٬٠ و٨( ﺟﻮل/م٣ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ وذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. أﻣﺎ ﻓﻲ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻣﻦ اﻷرض )اﻟﺒﺆر اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ( ﻓﻼﻧﺮى ﻣﺜﻞ
ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻜﺒﻴﺮ وﺗﺘـﺮاوح ﻣـﺎ ﺑـ )٣٬٠ و ٥٬٠(ﺟـﻮل/م٣/ﺳﻨﺔ. ﻟﺬا ـﻜـﻦ
اﻟﻘﻮل إن ﻇﺮوف ﺗﺸﻮه وﺗﺸﻘﻖ ا ﻮاد ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺔ. وﻫﻜﺬا ﻓﺈن
ﺗﺸﻘﻘﺎت ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺒﺆر ﺑﺴﻴﻄﺔ وﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ وﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﻋﺎدة اﻷﺷﻜﺎل ا ﻌـﻘـﺪة
اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻬﺪﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺆر اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ. وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺤﺪث ﺧﻼف ﻣﺎ
ذﻛﺮﻧﺎه. إذ إن زﻟﺰال ﻋﺎم )١٧٩١( ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻴﺠﻲ -ﺗـﻮﻧـﻐـﺎ ﻛـﺎن ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻤـﻖ
)٠٧٥(ﻛﻢ وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن اﻟـﺸـﻖ ﻓـﻲ ﺑـﺆرﺗـﻪ ﻛـﺎن ﻣـﻌـﻘـﺪا وﻣﺘـﺸـﻌـﺒـﺎ ور ـﺎ ﻛـﺎن
ً
ً
ﻣﺨﺮوﻃﻴﺎ.
٦-اﻟﻔﻴﻠﻴﺒ -اﻟﻴﺎﺑﺎن
ﻳﻌﺎﻧﻲ أرﺧﺒﻴﻞ ﺟﺰر اﻟﻔﻴﻠﻴﺒ ﻣﻦ ﺗﻜﺮار ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻻزل واﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻨـﻬـﺎ
ﻣﻌﺘﺪل اﻟﻘﻮة وﻗﻮي. وﻟﻜﻦ أﺷﺪ اﻟﺰﻻزل وأﻛﺜﺮﻫﺎ ﺗﺨﺮﻳﺒﺎ ﻧﺼـﺎدﻓـﻪ ﻓـﻲ ﺟـﺰر
اﻟﻴﺎﺑﺎن. ﻫﻨﺎك ﺣﻴﺚ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ اﻟﻜـﺒـﻴـﺮ واﻟـﻌـﺪد اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ ﻣـﻦ
اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ وﺣﺪة ا ﺴﺎﺣﺔ أﺻﺒﺤﺖ اﻟﺰﻻزل ﻣﺸﻜﻠﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺧﻄﺮة. ﻟﺬا ﺗﻌﺘﺒﺮ
ا ﺪرﺳﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ إﺣﺪى أﻫﻢ ا ﺪارس ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻫـﺬا ﻣـﺎﻳـﻔـﺴـﺮ
اﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ا ﺮﻣﻮق ﻟﺒﻨﺎء ﻃﺮز ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻫـﺪﻓـﻬـﺎ اﻹﻗـﻼل ﻣـﻦ ﺗـﺨـﺮﻳـﺐ
اﻟﺰﻻزل أو ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻻﻧﻄﻼﻗﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﺗـﻄـﻮر ﻋـﻠـﻢ اﻟـﺰﻻزل ﻓـﻲ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن ﺳـﻨـﺔ
)٣٢٩١( إﺛﺮ زﻟﺰال اﻷول ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ا ﺪﻣﺮ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﻔﺴـﻬـﺎ
581
اﻟﺰﻻزل
واﻟﺬي ﺑﻠﻎ ﻣﻘﺪاره )٣٬٨( ور ﺎ ﺑﻠﻎ ٦٬٨ ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻛﺎﻧﺎﻣﻮري.
ﻛﺎﻧﺘﻮ ﺳﻬﻞ ﻳﺮﻗﺪ ﻋﻠﻰ ﺿﻔﺎف اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة ﻫﻮﻧﺴﻴﻮ وﻫـﻲ
أﻛﺒﺮ ﺟﺰر اﻟﻴﺎﺑﺎن وﻫﺬه ا ﻨﻄﻘﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻧﺸﺎﻃﺎ زﻟﺰاﻟﻴـﺎ. وﻫـﻨـﺎ
ﺗﻮﺟﺪ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻃﻮﻛﻴﻮ وﻣﻴﻨﺎء اﻟﺒـﻼد اﻷﺳـﺎﺳـﻲ أﻳـﺆﻛـﻮﻏـﺎﻣـﺎ. ﻟـﻘـﺪ
دﻣﺮت ﻫﺎﺗﺎن ا ﺪﻳﻨﺘﺎن ﻛﺎﻣﻼ ﺗﻘﺮﻳﺒـﺎ وأﺣـﺮﻗـﺖ اﻟـﻨـﻴـﺮان ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﺗـﺒـﻘـﻰ ﺑـﻌـﺪ
اﻟﺰﻻزل. وﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻷﺣﺪ أن رأى ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺪﻣﺎر واﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻓـﻲ أي ﻣـﻜـﺎن
ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻓﻠﻘﺪ ﻫﻠﻚ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ )٣٤١( أﻟﻒ إﻧﺴﺎن. وﻗﺪرت اﳋﺴﺎﺋﺮ ا ﺎدﻳﺔ
ﺑﺤﻮاﻟﻲ )٦١( ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر. وﻻ ﻏﺮاﺑﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﺰﻻزل ﻫﺬه ﻻﺗﺒﻘﻲ وﻻ ﺗﺬر
ﺷﻴﺌﺎ. ﻟﻘﺪ اﻧﺤﺪر اﻟﺸﻖ ﻓﻲ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻧﺤﻮ ﻗﺎع اﶈﻴﻂ ﻓﻲ ﺧﻠﻴﺞ
ﺳﺎﻏﺎﻣﻲ وﻣﻦ اﻟﻌﺴﻴﺮ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻪ. وﻟﻜﻦ اﻟﺰﻟﺰال ا ﻌﺮوف ﺑﺎﺳﻢ ﻣﻴﻨﻮاداري
اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )١٩٨١( واﻟـﺬي ﺑـﻠـﻎ ﻣـﻘـﺪاره )٨( اﻣـﺘـﺪ اﻟـﺸـﻖ ﻓـﻴـﻪ إﻟـﻰ
اﻷﻋﻠﻰ ﺷﺎﻗﺎ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻣﺴﺎﻓﺔ )٠٨(ﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﺪرﺟﺎت ﺑﻨﺎﺋﻴﺔ ﻳﺼﻞ
ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ إﻟﻰ )٨( أﻣﺘﺎر.
ﻟﻘﺪ أوﺿﺤﺖ دراﺳﺔ اﻟـﺰﻻزل ﻫـﺬه أن اﻟـﺰﻻزل اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻴـﺔ ﻟـﻴـﺲ ﺳـﺒـﺒـﻬـﺎ
اﻻﻧﻔﺠﺎرات ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض وﻟﻴﺲ اﻧﺪﻓﺎع ا ﻬﻞ وﻟﻜﻦ اﳊﺮﻛـﺎت اﻟـﺒـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ
اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺎب اﻟﺼﺪوع واﻻﻧﻜﺴﺎرات أي ﺣﺮﻛﺔ ﺻﺨﻮر اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻋﺒـﺮ
اﻟﺸﻘﻮق واﻟﻔﺠﻮج.
٧-ﺟﺰر ﻛﻮرﻳﻞ -ﻛﺎﻣﺘﺠﺎﺗﻜﺎ
إذا ﻣﺎ اﲡﻬﻨﺎ ﺷﻤﺎﻻ ﻓﻲ اﳉﺰء اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ إﻃﺎر اﻟﻨﺎر ﻟﻠﻤﺤﻴﻂ اﻟـﻬـﺎدي
ﻧﺼﻞ ﻓﻲ ﺳﻴﺮﻧﺎ إﻟﻰ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻛﻮرﻳﻞ -ﻛـﺎﻣـﺘـﺠـﺎﺗـﻜـﺎ. ﺗـﻌـﺎﻧـﻲ
ﺟﺰر اﻟﻜﻮرﻳﻞ وﻛﺎﻣﺘﺠﺎﻧﻜﺎ ﻣﻦ زﻻزل ﺷﺪﻳﺪة إذ إن ﻋـﺪدا ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﻬـﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ ﻳﻔﻮق ﻋﺪد اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻻﲢﺎد اﻟﺮوﺳﻲ.
ﻟﻘﺪ اﻫﺘﻢ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺮوس ﺑﺪراﺳﺔ اﻟﻈﻮاﻫﺮ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﻹﻗـﻠـﻴـﻢ.
وﻣﻦ أﻗﺪم ﻣﻦ ﻋﺎﻳﺶ اﻟﺰﻻزل ﻫﻨﺎ واﻫﺘﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺮﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮوﺳﻲ ا ﻌﺮوف ب.ب
ﻛﺮاﺷﻨﻴﻨﻴﻚ اﻟﺬي وﺻﻒ أﺣﺪ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑـﻪ وﺻـﻒ أرض ﻛـﺎﻣـﺘـﺠـﺎﺗـﻜـﺎ
ﻣﺸﺪوﻫﺎ: »ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة)×٣( ﺷﻮﻣﺸﻮ رﺟﻔﺖ اﻷرض ﺑﻘﺴﻮة ﺑﺎﻟﻐﺔ وﺗﻬﺎوى ﻋﺪد
ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺮادق وأﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠـﻰ أﻗـﺪاﻣـﻬـﻢ
وﻏﺰت ا ﻴﺎه اﻟﺸﺎﻃﻰء وﻇﻬﺮت اﻷﻛﻤﺎت واﻟﺘﻼع اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة وﺑـﺮزت ﺧـﻠـﺠـﺎن
)×٣( ﻳﺎﻛﻮﺷﻔﺎ ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ٨٨٩١.
681
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺻﻐﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﻰء«.
ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪت ﺟﺰر ﻛﻮرﻳﻞ ﻓﻲ ﺟﺰﺋﻬﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ زﻟـﺰاﻻ ﻛـﺎرﺛـﻴـﺎ ﻋـﺎم )٢٥٩١(
وﻛﺬﻟﻚ اﳉﺰء اﳉﻨﻮﺑﻲ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﺸﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة ﻛﺎﻣﺘﺠﺎﺗﻜﺎ. ﺑﻌﺪ ﻧـﺼـﻒ ﺳـﺎﻋـﺔ
ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻧﺪﻓﻌﺖ أﻣﻮاج اﻟﺒﺤﺮ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ )اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ( ﺑﻘﻮة ﺿﺎرﺑـﺔ
اﻟﺸﻮاﻃﻰء ﺑﻌﻨﻒ. وﻳﺮﺗﺒﻂ ﻇﻬﻮرﻫﺎ ﺑﺤﺮﻛﺎت ﻫﺒﻮط أو ﺻﻌﻮد ﺷﺪﻳﺪة ﻟـﻘـﺎع
اﻟﺒﺤﺮ أو اﶈﻴﻂ ﻓﺘﻨﺪﻓﻊ اﻷﻣﻮاج ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ وﻋﻤﻖ اﶈﻴﻂ وﻗﺪ ﺗﺼﻞ
إﻟﻰ ﻋﺸﺮات اﻟﻜﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋـﺔ. وﻳـﺠـﺐ أن ﻧـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ أن اﻟـﺮؤوس
اﻟﺸﺎﻃﺌﻴﺔ ﺗﻀﻌﻒ اﻷﻣﻮاج وﺗﺸﺘﺘﻬﺎ وﻟﻜﻦ اﳋﻠﺠﺎن واﻷﻧﻬﺎر واﻟﺘﺠﺎوﻳﻒ ﻋﺎﻣﺔ
ﲢﺼﺮ اﻷﻣﻮاج ﻓﺘﺰﻳﺪﻫﺎ ﻋﻨﻔﺎ وﻫﻴﺎﺟﺎ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﻞ اﻷﻣﻮاج إﻟﻰ اﻟﺸﺎﻃﻰء
ﻳﻘﻞ ﻋﻤﻖ ا ﻴﺎه ﻓﺘﺼﻄﺪم ﻫﺬه ﺑﺎﻟﻘﺎع ﻓﺘﺘﻜﻮن ﻣﻮﺟﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ
إﻟﻰ )٠١ـ٥١(م ﺑﻞ وأﻛﺜﺮ. ﻳﺠﺐ أن ﻧﻮﺿﺢ أﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻌﺮض ﻗﺎع اﶈﻴﻂ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ
اﻟﺒﺆرة اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ ﻻرﺗﻔﺎع ﻣﻔﺎﺟﻰء ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺟﺪار ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ أﻣﻮاج اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ
ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻋﺎﻟﻴﺎ دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار. أﻣﺎ إن ﻏﺎص ا ﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺳﺘﺘﻜﺸﻒ اﻟﺸﻮاﻃﻰء
وﺗﻨﺤﺴﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ راﺟﻌﺔ إﻟﻰ اﳋﻠﻒ ﻧﺤﻮ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ ﻟﺘﻤﻸ اﳊﻔﺮة
اﻟﺘﻲ ﻛﻮﻧﺘﻬﺎ اﻟﺰﻻزل. ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ ا ﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ زﻟﺰال ﻋﺎم )٢٥٩١( ﺑﺸﺪة
وذﻟﻚ ﻷن أﻣﻮاج اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻗﺪ ﺣﻮﺻﺮت ﻓﻲ ا ﻀﺎﺋﻖ واﳋﻠﺠـﺎن ﻓـﺎزدادت
ارﺗﻔﺎﻋﺎ وﺳﺮﻋﺔ وﺣﻤﻠﺖ ﻫﺬه اﻷﻣﻮاج اﻟﺪﻣﺎر ﺪﻳﻨﺔ ﺳﻴﻔﺮا ﻛﻮرﻳﻠﺴﻜﺎوﻣﺎت
اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﺮاء ذﻟﻚ. وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻧـﺼـﺒـﺖ ﻣـﺤـﻄـﺎت ﺧـﺎﺻـﺔ ـﺮاﻗـﺒـﺔ
ﺣﺮﻛﺎت اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ واﻟﺰﻻزل. وذﻟﻚ ﻟﺘﺤﺬﻳﺮ اﻟﻨﺎس ﻟﻴﻨﺠﻮا ﻣﻦ ﻣﺨـﺎﻃـﺮﻫـﺎ.
و ﻜﻦ ﻟﻬﺬه اﶈﻄﺎت أن ﲢﺬر اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻗﺒﻞ وﺻﻮﻟﻬﺎ ﺑﺤﻮاﻟﻲ
)٠١ـ٥١(دﻗﻴﻘﺔ. وﲢﺘﺎج ﻋﺎدة إﻟﻰ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻟﺒﻠﻮغ اﻟﺸﻮاﻃﻰء.
ﻳﺘﻤﻴﺰ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي ﺑﺄﻣﻮاﺟﻪ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺘـﺪ ﺗـﺄﺛـﻴـﺮﻫـﺎ
ﺑﻌﻴﺪا ﺟﺪا ﻋﻦ اﻟﺸﻮاﻃﻰء. ﻓﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﺟﺰر ﻛﻮرﻳﻞ ﻗﺪ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺰر ﻫﺎواي
اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﻌﻴﺪا وﺳﻂ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدىء وﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ إﻟﻰ اﻟﻴﺎﺑﺎن وا^ﻻﺳﻜﺎ.
وﺣﺘﻰ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻘﺎﺻﻴﺔ ﻜﻦ اﺗﺨﺎذ ﻛﻞ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟﻺﻗﻼل ﻣﻦ أﺿﺮارﻫﺎ اﻟﻜﺎرﺛﻴﺔ.
٨-اﻟﺼ
ا ﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ زﻻزل اﻟﺼ ﻣﺤﺪودة ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻟـﻜـﻦ ﻫـﻨـﺎك ﲢـﺪث أﻛـﺜـﺮ
زﻻزل اﻷرض ﺗﺪﻣﻴﺮا وﺗﻌﺎﻧﻲ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ ا ﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﻣﺜـﻞ
781
اﻟﺰﻻزل
ﻫﺬه اﻟﻬﺰات. وﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﻮﻧﻴﻠﻮن وﻓﻲ ﺟﺒﺎل ﻫﻴـﻤـﺎﻻﻳـﺎ ﻛـﺜـﻴـﺮة
ﻛﺬﻟﻚ. وإﻟﻰ اﻟﺸﺮق ﻣـﻦ ﺧـﻂ اﻟـﻄـﻮل )٢٠١( ﻳـﻜـﺜـﺮ اﻟـﺴـﻜـﺎن ﻟـﺬا ﻓـﺈن ﻋـﺪد
ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻟﺰﻻزل ﻫﻨﺎ ﻛﺎرﺛﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت. وﻟﺮ ﺎ أﺷﺪ اﻟﺰﻻزل ﺗﺪﻣﻴﺮا
ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ ﻗﺮون ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻋﺎم )٣٦٦١(. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺒﺆرة
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓﻲ اﳉﺰء اﻟﺴﺎﺣﻠﻲ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺷﺎﻧﻴﺪون. ﻟﻘﺪ ﺟـﺎءت
ﺷﻬﺮة ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﻋﺪد ﺿﺤﺎﻳﺎه إذ إن ﻋﺪدﻫﻢ ﻟﻢ ﻳﺰد ﻋﻠﻰ )٠٥(
أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ وﻟﻜﻦ ﻋﻈﻤﺔ اﻟﺰﻟﺰال ﲡﻠﺖ ﻓﻲ ﺳﻌﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺨـﺮﻳـﺐ
اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻛﻢ٢ وﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال ﺿﻤﻦ ﻫﺬه ا ﺴﺎﺣﺔ ﻋﻦ
)٧(ﻧﻘﺎط. وﺗﺰﻳﺪ ﻫﺬه ا ﺴﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑـﻼد اﻟـﺸـﺎم ـﺮة وﻧـﺼـﻒ. ﻟـﻢ
ﻳﺸﻬﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺦ أﻋﻨﻒ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﻨﻄﻘﺔ وﻳﻌﺘﻘﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل
اﻟﺼﻴﻨﻴﻮن أن ﻣﻘﺪاره ﻻﻳﻘﻞ ﻋﻦ )٩( درﺟﺎت ﻘﻴـﺎس رﻳـﺨـﺘـﺮ ور ـﺎ ﺑـﻠـﻐـﺖ
ﺷﺪﺗﻪ ﺣﺴﺐ ﻣﻘﻴﺎس ﻛﺎﻧﺎﻣﻮري ا ﻌﺪل )٣٬٩ـ٥٬٩( درﺟﺔ.
وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﳊﻆ أن ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻛﺜﻴﺮا وﺷﺮخ اﻷرض ﺑﻘﻲ
ﻣﺪﻓﻮﻧﺎ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻷرض وﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ وﻟﻮ ﺣـﺪث ذﻟـﻚ ﻟـﻜـﺎﻧـﺖ
اﳋﺴﺎﺋﺮ أﺷﺪ وﻃﺄة ﺑﻜﺜﻴﺮ. وﻗﺒﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺰﻟـﺰال وﻓـﻲ
أواﺳﻂ اﻟﺼ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺷﻴﻨـﻴـﺲ ﻇـﻬـﺮت ﻛـﺎرﺛـﺔ أﺧـﺮى. ﻫـﻨـﺎ ﻛـﺎن أﻛـﺜـﺮ
اﻟﺴﻜﺎن ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮت وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻛﻬﻮف ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﺻﺨﻮر ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ
ﺟﻴﺪا دﻗﻴﻘﺔ اﳉﺰﻳﺌﺎت ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻮس. وﻫﻮ ﺻﺨﺮ ﺿﻌﻴﻒ اﻟﺘﻤﺎﺳﻚ أﻣﺎم
اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ إذ إﻧﻪ ﻳﺘﺤﻮل ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺼﺪم اﻟﻌﻨﻴﻒ إﻟﻰ ﻣﺴﺤﻮق
ﻣﺘﻄﺎﻳﺮ ﻏﺒﺎري وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﲡﺮﻓﻪ ا ﻴﺎه إﻟﻰ ا ﻨﺨﻔﻀـﺎت. ﻟـﻘـﺪ أدى اﻟـﺰﻟـﺰال
ا ﺬﻛﻮر إﻟﻰ ﺣﺪوث ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎ ا^ﻧﻔﺎ وذﻟـﻚ ﻓـﻲ )٣٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻋﺎم ٦٥٥١(. ﻟـﻘـﺪ
ﺗﻔﺘﺘﺖ وﺗﻔﻜﻜﺖ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﻠﻮﺳﻴﺔ وﲢﻮﻟﺖ إﻟﻰ رﻛﺎم ﻣﻦ ا ﻬﻴـﻼت اﻟـﺘـﺮاﺑـﻴـﺔ
وﻫﻠﻚ ﺑﺴﺒﺐ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ )٠٣٨( أﻟﻒ إﻧﺴﺎن. وﻫﺬه أﻛﺒﺮ ﺧﺴﺎرة ﺑﺸﺮﻳﺔ
زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. وﻣـﻦ ا ـﻌـﺮوف أن ﻋـﺪد اﻟـﺴـﻜـﺎن ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺮن
اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ﻛﺎن أﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ اﻻ^ن. وﻋـﻠـﻴـﻪ ﻓـﺈن ﻫـﺬا اﻟـﺮﻗـﻢ
ﻳﺤﺘﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺴﻜﺎن اﻟـﺼـ ا^ﻧـﺬاك وأن ﻋـﺪد اﻟـﻨـﺎس اﻟـﺬﻳـﻦ
أﻫﻠﻜﺘﻬﻢ اﻟﺰﻻزل ﺧﻼل )٠٠٥(ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺼ اﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﻗﺪر ﺑـﺄﻛـﺜـﺮ
ﻣﻦ ٢٬٢ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ. وﻓـﻲ اﻟـﻴـﺎﺑـﺎن ﻫـﻠـﻚ ﺧـﻼل ﻫـﺬه اﻟـﻔـﺘـﺮة ﻣـﺎﻳـﺮﺑـﻮ ﻋـﻠـﻰ
)٠٠٥(أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ.
881
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻣﻦ ﺑﻮرﻣﺎ إﻟﻰ ﻫﻨﺪﻛﻮش
ﻟﻌﻞ أﺷﺪ اﻟﺰﻻزل اﻟﻘﺎرﻳﺔ )ﺣﺪﺛﺖ وﺳـﻂ اﻟـﻘـﺎرات( ذﻟـﻚ اﻟـﺬي وﻗـﻊ ﻓـﻲ
ﺳﻨﺔ )٠٥٩١( ﻋﻨﺪ اﳊﺪود ﺑ ا^ﺳﺎم واﻟﺘﻴﺒﺖ. إذ ﺑﻠﻎ ﻣﻘﺪاره )٦٬٨( ﻘﻴﺎس
رﻳﺨﺘﺮ و)٢٬٩( ﺣﺴﺐ ﻣﻘﻴﺎس ﻛﺎﻧﺎﻣﻮري وﻳﻌﺘﺒﺮ أﺷﺪ اﻟـﺰﻻزل اﻟـﺘـﻲ ﺣـﺪﺛـﺖ
إﻟﻰ اﻻ^ن ﺧﺎرج ﻧﻄﺎق إﻃﺎر اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي. وﻳـﻘـﻮل ﻋـﺎﻟـﻢ اﻟـﺰﻻزل
اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ أ.روﺑﻴﺮﺗﺲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﺟﻒ اﻷرض«: »ﺣﺘﻰ ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ
اﻟﺒﻌﻴﺪة ﺟﺪا ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﺰﻟﺰال ﻜﻦ ﻟﻠﻌ اﺠﻤﻟﺮدة أن ﺗﻼﺣﻆ اﻟـﺘـﺬﺑـﺬﺑـﺎت
اﻟﺘﻲ رﺳﻤﺘﻬﺎ إﺑﺮة ﺟﻬﺎز اﻟﺮﺻﺪ ﻋﻠﻰ أﺳﻄﻮاﻧﺔ اﻟﺮﺻﺪ. وﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ »ﻣﻮﺳﻜﻮ«
ﺷﻮﻫﺪت إﺑﺮة رﺻﺪ اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﻌﻴﺪة ﺗﻘﻔﺰ ﺑﻘﻮة اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻮد
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﻌﻴﺪة. ﺎ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻰ ﺷـﺪة ﻗـﻮة اﻟـﻬـﺰة اﻷرﺿـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ
أﺻﺎﺑﺖ ﻗﻠﺐ اﻟﻘﺎرة اﻻ^ﺳﻴﻮﻳﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻣﺴﺎﻓﺔ )٠٠٢٤(ﻛﻢ. ﻣﻦ
ﺣﺴﻦ اﳊﻆ أن ﻫﺬه ا ﻨﺎﻃﻖ ﻧﺎدرة اﻟﺴﻜﺎن ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻟـﻢ ﻳـﺠـﺎوزوا
)٠٥١( إﻧﺴﺎن. وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻛﺎن ﺟﺴﻴﻤﺎ. ﻓﻠﻘﺪ اﻧﻬﺎﻟﺖ اﻟﺼﺨﻮر
ﺑﻜﺜﺮة واﳒﺮﻓﺖ اﻟﺘﺮب وا ﻬﻴﻼت اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺑـﻔـﻌـﺎﻟـﻴـﺔ ﺷـﺪﻳـﺪة. إﻟـﻰ ﺷـﻤـﺎل
ﻏﺮب ﻫﺬه ا ﻨﻄﻘﺔ وﻗﺮب اﳊﺪود اﻷﻓﻐﺎﻧـﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺟـﺒـﺎل ﺑـﺎﻣـﻴـﺮ ﺗـﺮﻗـﺪ ﺑـﺆرة
زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ وﺗﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ ﺑﺆرة ﻫﻨﺪﻛﻮش اﳉﺒﻠﻴﺔ. وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺰﻻزل
اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻫﻨﺎ ﺗﻐﻄﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﳉﺒﺎل ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﺬا ﻓﺈن اﻟﺰﻻزل
اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﺟﻴﺪا ﻓﻲ أﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن وﺷﻤﺎل اﻟﻬﻨﺪ وﻓﻲ ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﺑﻞ
ً
ُ
ﻜﻦ أن ﺘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﻴﺪا إﻟﻰ ﻃﺸﻘﻨﺪ وﺳﻤﺮﻗﻨﺪ. وﻳﻼﺣﻆ ﻓﻲ اﻟﺰﻻزل
ﻫﻨﺎك أن ﺑﺆرة اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻷﻛﺒﺮ ﻻﺗﻘﻊ ﻓﻮق اﻟﺒﺆرة اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻞ ﺗﻨﺤﺮف
ﺟﺎﻧﺒﺎ. ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﲡﺎه اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ رأﺳﻴﺔ ﺑﻞ ﻣﺎﺋﻠﺔ.
اﻟﻬﻨﺪ إﻳﺮان ﺗﺮﻛﻴﺎ
ﺗﻘﻊ ﻫﺬه اﻟﺒﻠﺪان ﺿﻤﻦ اﻟﻨﻄﺎق اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ا ﻤﺘﺪ ﻣﻦ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻏﺮﺑﺎ وﺣﺘﻰ
أﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ ﺷﺮﻗﺎ وﲢﺘﻞ اﳉﺒﺎل ﻫﻨﺎ ا ﻜﺎن اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻄﺎق. وﻳـﺸـﻤـﻞ
ﺟﺒﺎل ﺗﺮﻛﻴﺎ وإﻳﺮان وﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق وﺷﻤﺎل اﻟﻬﻨﺪ ﻓﻲ إﻗﻠﻴﻢ ﺟﺒﺎل ﻫﻴﻤﺎﻻﻳﺎ.
ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻧـﻮﻓـﻤـﺒـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺎم )٧٦٩١( ﻫـﺰة أرﺿـﻴـﺔ ﻣـﺮﻛـﺰﻫـﺎ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻧﻴﺎ اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺟﻨﻮب ﻣﺪراس. ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال ﻻ ـﻜـﻦ اﻋـﺘـﺒـﺎره
زﻟﺰاﻻ ﻣﺪﻣﺮا ﻷن ﻣﻘﺪاره ﻟﻢ ﻳﺰد ﻋﻠﻰ )٥٬٦( وﻻﺗﺰﻳﺪ ﺷﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﺆرﺗﻪ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ﻋﻠﻰ )٩(ﻧﻘﺎط وﻟﻜﻦ ﺷﻬﺮﺗﻪ ﻗﺪ اﻧﺒﺜﻘﺖ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺘ اﻷوﻟﻰ: أن اﳋﺎرﻃـﺔ
981
اﻟﺰﻻزل
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال ﻏﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻓﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺒـﻴـﺮة وﺧـﻄـﻮط
اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴـﺎوﻳـﺔ أي ) (Isoseistﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ ﻛﺜﻴﺮا. ﺎ ﻳﺸﻴـﺮ إﻟـﻰ أن ﻣـﺼـﺪر
اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ وﻋﻠـﻰ ﻋـﻤـﻖ ﻻﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ )٤ـ٧(ﻛـﻢ. أﻣـﺎ
ﺧﻄﻮط اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴﺎوﻳﺔ اﻷﺿﻌﻒ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪة ﻛﺜﻴﺮا ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ
ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺴﺎﺑﻘﺔ. واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ واﻗﻊ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺧﻄﻮط اﻻﻫﺘﺰاز ﻜﻦ اﳊﻜﻢ ﺑﺄن
ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻻﻳﻘﻞ ﻋﻦ )٠٤ـ٠٥(ﻛﻢ. وﻫﺬا ﻳﺘﻌﺎرض ﺑﺸﺪة ﻣﻊ اﻟـﺮﻗـﻢ
اﻟﺴﺎﺑﻖ. وﻋﻠﻴﻪ ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ اﻻﺳـﺘـﻨـﺘـﺎج اﻟـﺘـﺎﻟـﻲ: إن ﺑـﺆرة اﻟـﺰﻟـﺰال
ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺻﺪع أو اﻧﻜﺴﺎر رأﺳﻲ اﻻﻧﺪﻓﺎع ورﻏﻢ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺒـﻴـﺮ إﻻ أﻧـﻪ
ﻋﻤﻴﻖ اﳉﺬور ﻓﻲ اﻷرض إذ ﺑﻠﻎ اﻣﺘﺪاده ﺑﺎﻃﻨﻴﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٤ﻛﻢ ﺑﻴﻨﻤـﺎ أدى
اﻗﺘﺮاﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﺧﻄﻮط اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴﺎوﻳﺔاﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﲢﻠﻴﻞ اﳋﺮاﺋﻂ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وأﻇﻬﺮ ﺗﻨﻮع أﺷﻜﺎل ﻫﺬه اﳋﺮاﺋﻂ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻟﻺﻧﺴﺎن وﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺘﺒﺎﻳـﻨـﺔ دور ﻓـﻲ ﺣـﺪوث اﻟـﺰﻟـﺰال ا ـﺬﻛـﻮر إذ
ﻳﺮى ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﺧﺘـﺼـﺎﺻـﻴـ أﻧـﻪ زﻟـﺰال ﻳـﻨـﺪرج ﺿـﻤـﻦ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ اﻟـﺰﻻزل
اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ أو اﶈﺪﺛﺔ. إذ ﺳﺎﻋﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮر ﺗﺒﺪﻻت
وﺣﺮﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ وذﻟﻚ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﻣﻦ ا ﻴﺎه اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﲡﻤﻌـﺖ
وراء ﺳﺪ ﺑﻨﻲ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻫﻨﺎ. وﻳﺤﻔﻞ اﻟﺘﺮاث اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ اﳊﺎﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه
ُ
ا ﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ. وﻟﻜـﻦ ـﻜـﻦ اﻟـﻘـﻮل وﺑـﺸـﻲء ﻣـﻦ
اﻟﺜﻘﺔ إﻧﻪ إذا ﻣﺎ ﺑﻨﻲ ﺳﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻛﺎ ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وإذا ﻣﺎ ﺷﻐﻞ
ُ
ﺑﺎ ﺎء ﺑﺴﺮﻋﺔ وﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻳﺼﻞ إﻟﻰ )٠٩ـ٠٠١(م ﻓﺈن زﻻزل ﻗﻮﻳﺔ ﻜﻦ أن ﺗﺘﺸﻜﻞ
وﻟﻌﻞ ﻟﻠﻀﻐﻂ ا ﺎﺋﻲ اﻟﻬﺎﺋﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺤﺪودة ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻬﻤﺎ
ﻓﻲ ﺣﺪوث اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ. وا ﻬﻢ ﻫﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﻐﻠﻐﻞ ا ﺎء ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎم اﻟﺼﺨﻮر
ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻐﻂ ا ﺎء اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﺒﺪل ﺟﺬري ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ
واﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻲ ﻟﻠﺼﺨﻮر ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻛـﻤـﺎ أن اﻟـﻀـﻐـﻂ ا ـﺎﺋـﻲ
ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻇﻬﻮر ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ اﻻﻧﺰﻻق وﺗـﻮﺳـﻊ اﻟـﺸـﻘـﻮق وﺗـﻔـﻜـﻚ اﻟـﺼـﺨـﻮر وأﻣـﻮر
أﺧﺮى ﻻﺗﺰال ﻏﻴﺮ واﺿﺤﺔ.
أﻣﺎ إﻳﺮان ﻓﺘﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ ﺣﺎﻓﻞ وﻟﻌﻞ ا^ﺧﺮﻫـﺎ ذﻟـﻚ اﻟـﺬي ﺣـﺪث ﻓـﻲ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم )٠٩٩١( وأدى إﻟـﻰ ﻣـﻘـﺘـﻞ ﻗـﺮاﺑـﺔ )٠٥( أﻟـﻒ ﺷـﺨـﺺ وﺑـﻠـﻎ ﻣـﻘـﺪاره
)٥٬٧(ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﻟﻘﺪ ﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب إﻳﺮان ودﻣـﺮ ﻗـﺮى وﻣـﺪﻧـﺎ ﻛـﺎﻣـﻠـﺔ
091
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
وﺷﺮد ﻣﺌﺎت اﻷﻟﻮف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس. وﻳﺬﻛﺮﻧﺎ ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال ﺑﺰﻟﺰال ا^ﺧﺮ ﻫﻮ زﻟﺰال
ﻛﻮﺗﺸﺎن اﻟﺬي وﻗﻊ ﻗﺒﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎم ﺗﻘﺮﻳﺒﺔ أي ﻓﻲ )٣٨٨١ و ٥٩٨١( وﻛﺎن ﻣﻘﺪار
اﻟﺰﻻزل ﻋﺎدﻳﺎ )٣٬٦ و ٥٬٦( وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻛﺎن ﻛﺒـﻴـﺮا وذﻟـﻚ ﻟـﻘـﺮب اﻟـﺒـﺆرة
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻄﺢ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﻫﻠﻚ ا^ﻻف اﻟﻨﺎس. وﻟﻘﺪ ﺷﺎرﻛﺖ ﻗﻄﺎﻋﺎت
ﻣﻦ اﳉﻴﺶ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﻧﻘﺎذ وذﻟﻚ ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ.
وﻣﻦ اﻟﺰﻻزل ا ﺪﻣﺮة ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﻨﻄﻘﺔ زﻟﺰال ﻋﺸﻘﺒﺎد ا ﺸﻬﻮر واﻟﺬي ﺣﺪث
ﺳﻨﺔ )٨٤٩١( وﻇﻬﺮت ا^ﺛﺎره اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻻﲢـﺎد اﻟـﺴـﻮﻓـﻴـﻴـﺘـﻲ
اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ وﻓﻲ ﺑﻠﺪان ﻣﺠﺎورة ﻛﺈﻳﺮان وأﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎن. واﺳﺘﻨﺎدا إﻟﻰ ﺧﻂ
اﻻﻫﺘﺰاز ا ﺘﺴﺎوي )٩( ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إن ﻃﻮل ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﺑﻠﻐﺖ )٠٨(ﻛﻢ وﺑﻠﻎ
ﻣﻘﺪاره )٣٬٧( ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻻﻣﺘﺪاد ﻳﺘﻨﺎﺳﺐ ﻋﺎدة ﻣﻊ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا
ا ـﻘـﺪار. أﻣـﺎ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺎ ﻓـﺎﻟـﺰﻻزل ﻣـﺘـﻤـﺮﻛـﺰة ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟ ـﺼــﺪوع
واﻻﻧﻜﺴﺎرات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ. وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺼﺪع اﻷﻧﺎﺿﻮل اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺎﺷﻰ
ﻣﻊ ﺣﺪود ا ﺴﻄﺢ اﻷﻧﺎﺿﻮﻟﻲ اﻟﻨﺸﻂ ﺣﺮﻛﺔ. ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل ﻟﻴﺴﺖ ﺑﻌﻴـﺪة ﻋـﻦ
اﻟﺴﻄﺢ و ﺘﺪ ﻣﻊ اﻟﺼﺪوع وا^ﺛﺎرﻫﺎ اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﺷﺪﻳﺪة ﻟﻘﺮﺑـﻬـﺎ ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻄـﺢ
اﳋﺎرﺟﻲ. ﺗﻘﻊ ﺿﻤﻦ اﻟﺒﺆر ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﺳﻄﻨﺒﻮل وﺑﺤﺮ ﻣﺮﻣـﺮة وﻣـﻨـﺎﻃـﻖ
ﺟﻨﻮب اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ. وﺗﺸﻴﺮ ا ﻌﻄﻴﺎت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ إﻟﻰ أن ﻣﻨﻄﻘﺔ
اﻷﺳﺘﺎﻧﺔ ﻗﺪ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ ﻣـﻦ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺣـﻮض اﻟـﺒـﺤـﺮ
اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ.
ﻟﻘﺪ أﺣﺼﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم )٠٥٣( ﻣﻴﻼدﻳﺔ وﺣﺘﻰ ﻋﺎم )٥٨٩١( أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٢١ﻫـﺰة
أرﺿﻴﺔ ﻣﺪﻣﺮة ﻻﺗﻘﻞ ﻣﻘﺎدﻳﺮﻫﺎ ﻋﻦ )٩( درﺟﺎت ﻘﻴﺎس رﻳﺨﺘـﺮ. وﻣـﻊ ذﻟـﻚ
ﻓﺈن ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻜﻮارث اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻘـﺪ ـﺔ وإ ـﺎ
ﻓﻲ اﻟﺴﻮاﺣﻞ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ وا ﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻤـﺎل
وﺷﻤﺎل ﺷﺮق اﻟﺒﻼد. وﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﺖ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل اﻟﺒﻴﻮت اﳊﺠﺮﻳﺔ واﻟﻄﻴﻨﻴﺔ
اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ وذات اﻟﺴﻘﻮف اﻟﺴﻤﻴﻜﺔ. وﺧﻼل ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮات ﻓﻘﻂ
ﺑ )٠٧٩١ و ٦٧٩١( وﺑﻮاﺳﻄﺔ أرﺑﻌﺔ زﻻزل ﻗﻮﻳﺔ )٠٧٩١٬ ١٧٩١٬ ٥٧٩١٬ ٦٧٩١(
ﻗﺘﻞ ﻣﺎﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ )٠٠٣٨( إﻧﺴﺎن. ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎم ا ـﻬـﻨـﺪﺳـﻮن واﺨﻤﻟـﺘـﺼـﻮن
ﺑﻮﺿﻊ ﺧﺮاﺋﻂ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼد ووﺿﻌﻮا ﺎذج ﻟﺒﻨﺎء اﻟﺒﻴﻮت ا ﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﺰﻻزل
وﺻﺪرت ﻧﺸﺮات ﻛﺜﻴﺮة ﺣﻮل ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻷﺑﻨﻴﺔ واﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
واﻟﻔﺮدﻳﺔ اﻟﻮاﺟﺐ اﺗﺨﺎذﻫﺎ ﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ اﻟﺰﻻزل.
191
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺒﻠﻘﺎن
ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﻨﻄﺎق اﻻ^ﺳﻴﻮي -ا ﺘﻮﺳﻄﻲ )اﻟﺒﺤﺮ
اﻷﺑﻴﺾ( وﺗﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣﻊ أﻣﺎﻛﻦ اﻧﺘﺸﺎر ا ﺮاﻛـﺰ اﳊـﻀـﺎرﻳـﺔ اﻟـﻘـﺪ ـﺔ ﻷوروﺑـﺎ.
وﻫﻞ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﺼﺎدﻓﺔ ﻟﻌﻠﻪ ﻛﺬﻟﻚ. وﺑﺎ ﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ ﳒﺪه
ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻧﺎن وﻣﺼﺮ ﺑﻼد اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ واﻟﻬﻨﺪ واﻟﺼ وروﻣﺎ اﻟﻘﺪ ﺔ.
إذا ﻣﺎ ﻋﺪﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪ ﻟﻠﺒـﻠـﻘـﺎن ﳒـﺪ أﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺳـﻨـﺔ )٣٧٣( ﻗـﺒـﻞ
ا ﻴﻼد ﺣﺪث زﻟﺰال ﻣﺪﻣﺮ ﻛﺎن ﻣﺮﻛﺰه ﺑ ﺷـﺒـﻪ ﺟـﺰﻳـﺮة ﻧـﻴـﻠـﻮﺑـﻮﻧـﻲ وﻛـﺮﻳـﺖ.
وﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ أﻧﺤﺎء اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ )أوروﺑـﺎ( ﺑـﻞ إن ا^ﺛـﺎره ﻗـﺪ
ُ
اﻣﺘﺪت إﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﻣﺼﺮ وﻃﻐﺖ اﻷﻣﻮاج اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻮاﻃﻰء اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ
ﻟﻠﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ ﻫﻨﺎ إﻟﻰ زﻟﺰال ﻓﻴﻠﻴﻜﺎن ﻛﻤﺎ أﺳﻤﺎه
ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺰﻻزل )أ. زﻳﺒﻴﺮغ( واﻟﺬي وﻗﻊ ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﺎم )٦٢٩١(. ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺆرﺗﻪ
ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ )٠٠١(ﻛﻢ وﻣﻘﺪاره )٧٬٧( واﻣﺘﺪ ﺗﺄﺛﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻮاﺣﺎت ا ﺼﺮﻳﺔ ﺟﻨﻮﺑﺎ
وﺣﺘﻰ روﻣﺎ ﺷﻤﺎﻻ. ﻛﻤﺎ أن ﺟﺰر اﻷرﺧﺒﻴﻞ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ وﻣﺪن ﺳﺎﻟﻮﻧﻴﻚ وزﻏﺮب
وﺻﻮﻓﻴﺎ وﺑﻮﺧﺎرﺳﺖ وﺳﻜﻮﺑﻴﻪ ودﺑﺮوﻓﻴﻨﻚ..... إﻟﺦ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل وﻛﺬﻟﻚ
أﺟﺰاء واﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻳﻮﻏﺴﻼﻓﻴﺎ وﺑﻠﻐﺎرﻳﺎ وروﻣﺎﻧﻴﺎ وﻏﺮب اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓـﻴـﻴـﺘـﻲ
اﻟﺴﺎﺑﻖ. إن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺮ اﻟﻜﺎرﺑﺎت اﻟﺒﻨﺎﺋﻲ
وا ﻌﺮض ﻟﻼﻧﻀﻐﺎط.
وﻟﻘﺪ وﺿﻌﺖ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ ﺧﺮاﺋﻂ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
ﻓﻲ اﻟﺒﻠﻘﺎن وﻏﺮب اﻻﲢﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﻴﺘﻲ وﺣﺪدت ﻓﻴﻬﺎ أﻛﺜـﺮ ا ـﻨـﺎﻃـﻖ ﺧـﻄـﺮا
وأدﺧﻠﺖ ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻣﻬﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺔ ا ﺒﺎﻧﻲ ﻟﻜﻲ ﺗﻘﺎوم اﻟﺰﻻزل واﺳﺘﺤﺪﺛﺖ
وﺳﺎﺋﻞ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆ ﻋﻦ اﻟﺰﻻزل. وﻟﻜﻦ اﻟﺰﻻزل ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﻻ ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻘﺎدﻳﺮﻫﺎ
وﻻ زﻣﺎن وﻗﻮﻋﻬﺎ وﻻ أﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ.
إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ اﻟﻐﺮﺑﻲ
ﺗﻘﻊ ﺿﻤﻦ اﻹﻗﻠﻴﻢ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ واﻟﺒﺮﺗﻐﺎل وأﻗﻄﺎر
ا ﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ. ﻓﻔﻲ ٩٢ ﻣـﺎرس ﻣـﻦ ﻋـﺎم )٤٥٩١( وﻓـﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺟـﺒـﻞ
ﻃﺎرق ﺣﺪث زﻟﺰال ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻊ. إذ إن ﺑﺆرﺗﻪ ﻋﻤﻴﻘﺔ وﻗﺪرت ﺣﺴﺐ ﻣﻌﻄﻴﺎت
أوروﺑﻴﺔ ﻣﺘﻌﺪدة ﺑﺤﻮاﻟﻲ )٠٤٦(ﻛﻢ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻖ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻻﻳﺸﺎﻫﺪ إﻻ ﻓﻲ
إﻃﺎر زﻻزل اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي. وﺧﻼﻓﺎ ﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﳒﺪ أن زﻟﺰال أﻏﺎدﻳﺮ اﻟـﺬي
وﻗﻊ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ )٠٦٩١( ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺆرﺗﻪ ﺳﻄﺤﻴﺔ وﻻ ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ )٤ـ٦( ﻛﻢ وﻣـﻦ ﻫـﻨـﺎ
291
اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺧﺎرﻃﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺟﺎءت ﻗﻮﺗﻪ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﻣﻊ أن ﻣﻘﺪاره ﻻﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ )٧٬٥( ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ.
ودﻓﻌﺖ ﻫﺬه ا ﺪﻳﻨﺔ ا ﻐﺮﺑﻴﺔ ﺛﻤﻨﺎ ﺑﺎﻫﻈﺎ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال وﻳﻘﺪر ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ
ﻣﺎ ﺑ ٢١ و ٤١ أﻟﻒ ﻗﺘﻴﻞ رﻏﻢ أن ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٣أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ.
وإذا ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮﻧﺎ أن ا ﻘﺪار )٥٬٦ -٦ = (Mﻫﻮ اﳊﺪ اﻻﻋﺘﺒﺎري ﺑ اﻟﺰﻻزل
اﻟﻘﻮﻳﺔ واﻟﻀﻌﻴﻔﺔ. ﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر زﻟﺰال أﻏﺎدﻳﺮ أﻛﺜﺮ اﻟﺰﻻزل اﻟﺼﻐﻴﺮة ا ﺪﻣﺮة
ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳـﺔ. وﻳـﺠـﺐ أﻻ ﻧـﻨـﺴـﻰ ﻛـﺬﻟـﻚ زﻟـﺰال ﻋـﺎم )١٨٩١( اﻟـﺬي ﻫـﺰ
أرﺟﺎء إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وﻟﻘﺪ اﻣﺘﺪت ﺑﺆرﺗﻪ اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﻦ أﻳﺒﻮﻟﻲ وﺣﺘﻰ ﻓﻴﻮﻣﻴﺘﺠﻴﻨﻮا
ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺎﺑﻮﻟﻲ وﻛـﺎن ﻣـﻘـﺪاره ٧ درﺟـﺎت وﻗـﺘـﻞ ﻣـﺎ ﻳـﺰﻳـﺪ ﻋـﻠـﻰ
)٠٠٠٢( ﺷﺨﺺ رﻏﻢ ﻛﻞ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ا ﺘﺨﺬة أﻣﻨﻴﺎ وﺑﻨـﺎﺋـﻴـﺎ. وﺑـﺎﻟـﻮاﻗـﻊ ﻣـﺜـﻞ
ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل ﻏﻴﺮ ﻧﺎدرة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﻗﻠﻴﻢ.
وﻫﻜﺬا ﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ ﻓﻲ اﳋﺘﺎم أن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻗﻊ ﺿﻤﻦ اﻷﻗﺎﻟﻴﻢ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻨﺸﻄﺔ. ﻓﺤﻮض اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ ا ﺘﻮﺳﻂ ﻛﺎﻣﻼ ﻣﺸﻬﻮر ﺑﺘﺎرﻳـﺨـﻪ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ وﻛﺬﻟﻚ ﺣﻮض اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ وﺷﻤﺎل اﻟﻌﺮاق وأﻃﺮاف ﺷﺒﻪ اﳉﺰﻳﺮة
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ا ﺆﺳﻒ أﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﺘﺨﺬ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ إﺟﺮاءات اﳊﻴﻄﺔ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ وﻟﻮ ﺑﺤﺪودﻫﺎ اﻟﺪﻧﻴـﺎ وﻻ ـﺮ ﻋـﺎم إﻻ وﺗـﺸـﻬـﺪ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ
ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﺰات أرﺿﻴـﺔ ﺿـﻌـﻴـﻔـﺔ ﻏـﺎﻟـﺒـﺎ. وﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬا إﻳـﺬان
ﺑﺈﻣﻜﺎن ﻇﻬﻮر زﻻزل ﻗﻮﻳﺔ وﻣﺪﻣﺮة ﻓﻲ أﻳﺔ ﳊﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﻠـﺤـﻈـﺎت. وﻳـﺠـﺐ أن
ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﺳﺘﺨﺮاج اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌـﻨـﻴـﻒ ﻓـﻲ ﺟـﻨـﻮب اﻟـﻌـﺮاق وﺷـﺮق ا ـﻤـﻠـﻜـﺔ
اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻓﻲ اﳋﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮازن
اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺒﻪ اﳉﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﺑﻼد اﻟﺸﺎم واﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ وإﻳﺮان
إذ إن ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺧﻔﺲ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺣﺪوﺛﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﻨﺎﻃﻖ وﻳﺠﺐ أﻻ ﻧﻨﺴﻰ أﻧﻨﺎ
أﻣﺎم ﻣﻨﺎﻃﻖ رﻓﻊ ﺑﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻮض اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺣﻤﺮ واﻟﻴﻤﻦ وﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﻔﺎر ﻓﻲ
أرﻳﺘﻴﺮﻳﺎ. وﻗﺪ ﻳﺆدي ﻛﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه إﻟﻰ ﲡﺪد ﻋﻨﻴﻒ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
وﻓﻲ ﲡﺪد اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ وﻏﺮب اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ إذ ﻛﺜﻴﺮا
ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺒﺖ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﲡﺪد اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ.
391
اﻟﺰﻻزل
491
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
11 ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻟﻴﺲ ﻓﻲ اﻹﻣﻜﺎن ﺳﺮد ﻛﻞ ﺣﻮادث اﻟﺰﻻزل ﻓﻬﻲ
ﺗﺘﻜﺮر ﺑﺎﻟﻌﺸﺮات ﺳﻨﻮﻳﺎ وﻻ ـﺮ ﺳـﻨـﺔ إﻻ وﺗـﺸـﻬـﺪ
ﺑﻀﻊ زﻻزل ﻗﻮﻳﺔ ﻣﺪﻣﺮة ﻛﺎرﺛﻴـﺔ وﺗـﺎرﻳـﺦ اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ
ﺣﺎﻓﻞ ﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل وﻫﻲ ذﻛـﺮى ﻣـﺨـﻴـﻔـﺔ ﻓـﻲ
ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻴﻬﺎ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
وﺗﺎرﻳﺦ وأﺳﺎﻃﻴﺮ اﻟﺸﻌﻮب ﻋﻈﺔ ﻟﻠﻨﺎس.
وﻟﻘﺪ اﺧﺘﺮﻧﺎ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ ذات
اﻷﻋﻤﺎق واﻟﺴﻤﺎت ا ﻤﻴﺰة. ﺑﻌﻀﻬـﺎ ﺟـﻠـﺐ اﻟـﻜـﻮارث
ا ـﺪﻣـﺮة رﻏـﻢ ﻗـﻮﺗـﻪ اﶈـﺪودة واﻻ^ﺧـﺮ ﻛـﺎﻧـﺖ ا^ﺛـﺎره
اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﺤﺪودة وﻟﻜﻦ ا^ﺛﺎره ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ وﺑﻌﺾ اﻟﺰﻻزل ﺟﻤﻊ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻣﻌﺎ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ
اﻟﻌﻤﺮاﻧﻲ واﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ا ﺮﻳﻊ واﻟﺘﺒﺪﻻت اﻟﺘﻀـﺮﻳـﺴـﻴـﺔ
واﻟﻬﻴﺪروﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌـﺔ. وﺳـﻨـﻮرد اﻻ^ن ـﺎذج ﻣـﻦ
ﻫﺬه اﻟﺰﻻزل.
١-زﻟﺰال ﻧﻴﻮ ﻣﺪرﻳﺪ )١١٨١-٢١٨١(
ﻳﻘﻊ اﻟﺰﻟﺰال ﻓـﻲ اﳉـﺰء اﻷوﺳـﻂ ﻣـﻦ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت
ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﳊﻆ ﻛﺎن ﻋﺪد
اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻠﻴﻼ وﻛﺬﻟﻚ اﻷﺑﻨﻴﺔ وا ﻨﺸﺎ^ت اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ
واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ. وﻟﻮﻻ ﻫﺬا اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻟـﻜـﺎﻧـﺖ اﳋـﺴـﺎﺋـﺮ
ﺟﺴﻴﻤﺔ إذ إن اﻟﻬﺰة ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻟﻘﻮﻳﺔ ا ﺪﻣﺮة.
591
اﻟﺰﻻزل
إن أﻫﻢ ﻣﺎ ﻴﺰ اﻟﺰﻟﺰال ﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ا ﻈﺎﻫﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﺴﻄﺢ اﻷرض.
ﻟﺬا ﻳﻌﺘﺒﺮه ﺑﻌﺾ ﻋﻠﻤـﺎء اﻟـﺰﻻزل أﺷـﺪ اﻟـﺰﻻزل ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮا ـﻈـﺎﻫـﺮ اﻷرض ﻓـﻲ
ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة.
وﻫﻜﺬا ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺜﺎﻻ ﻧﺎدرا ﻟﺪور اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ )ﻳﻮم
ﺗﺘﺒﺪل اﻷرض ﻏﻴﺮ اﻷرض(. وﲢﻮﻳﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻫﻴﺌﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى.
ﻻ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﺣﺪود اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ إﻟﻴﻨﻮى وﻣﻴﺴﻮري وأرﻛﺎﻧﺴﺎس
وﺗﻴﻨﻴﺴﻲ وﻛﻴﻨﺘﻮﻛﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ واﺣﺪة. وﻟﻮ ﻓﺮض أﻧﻬﺎ ﺗﻠﺘﻘﻲ ﻟﻜﺎن ﻣﺮﻛﺰ
اﻻﻟﺘﻘﺎء ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻮ ﻣﺪرﻳﺪ ﻣﻴﺴﻮري إﻻ أن ﻣﻜﺎن اﻻﻟﺘﻘﺎء أﺑﻌﺪ ﺑﻨﺤﻮ ٠٦١ ﻛﻢ.
ﻛﺎن ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻮ ﻣـﺪرﻳـﺪ ﻋـﺎم ١١٨١ ﻗـﺮاﺑـﺔ ٠٠٨ ﻧـﺴـﻤـﺔ ﻓـﻘـﻂ.
وﲢﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻋﺸﺮة ﺷﻮارع ﻣﻮازﻳﺔ ﻟﻠﻨﻬﺮ و٨١ ﺷﺎرﻋﺎ ﻣـﺘـﻌـﺎﻣـﺪا ﻣـﻌـﻬـﺎ. ﺗـﻘـﻊ
ا ﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺘﻄﻮرة زراﻋﻴﺎ وﻟﻜﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻛﺎﻧﻮا ﻗﻠﺔ ﻛﻤﺎ ذﻛـﺮﻧـﺎ. ﻓـﻲ
اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟـﻴـﻼ وﻓـﻲ ٦١ دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺎم ١١٨١ أﻓـﺎق ﺳـﻜـﺎن ا ـﺪﻳـﻨـﺔ
ﻣﺬﻋﻮرﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺻﺮﻳﺮ أﺧﺸﺎب اﻟﺒﻴﻮت وﻗﺮﻗﻌﺔ اﻷواﻧﻲ واﻷدوات ا ﺘﺴﺎﻗﻄﺔ
وا ﺘﻜﺴﺮة وا ﺪاﺧﻦ ا ﺘﺪاﻋﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻫﺮﺑﻮا إﻟﻰ اﻟﻌﺮاء ﻓﻲ ﻟﻴﻞ اﻟﺸﺘﺎء اﻟﻘﺎرس
وﻟﻢ ﻳﺘﺠﺮأ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻮع إﻟﻰ ﻣﻨـﺰﻟـﻪ إذ ﺗـﻮاﻟـﺖ اﻟـﻬـﺰات اﻟـﺮادﻓـﺔ اﻷﻗـﻞ
ﺷﺪة. وﻟﻜﻦ ﻣﻊ اﻗﺘﺮاب ﺑﺰوغ اﻟﻔﺠﺮ دوى ﺻﻮت ﻫﺰة ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻛﺎﻷوﻟﻰ
وﺗﻠﺘﻬﺎ ﻫﺰات أﺧﺮى أﻗﻞ ﺷﺄﻧﺎ. وﺗﻮاﻟﺖ اﻟﻬﺰات ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ وﺑﺮزت
ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻫﺰﺗﺎن ﻋﻨﻴﻔﺘﺎن ﻓﻲ ٣٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ و٧ ﻓﺒﺮاﻳﺮ ٢١٨١. ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻬﺰة
اﻷوﻟﻰ ﺑﺪءا ﻣﻦ ﻧﻴﻮ أورﻟﻴﺎن وﺣﺘﻰ ﻛﻨـﺪا وﻋـﻠـﻰ اﻣـﺘـﺪاد اﻟـﺴـﺎﺣـﻞ اﻷﻃـﻠـﺴـﻲ
ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ و ﺴﺎﺣﺔ ﺗﻌﺎدل ٥٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻛﻢ٢.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ا^ن ﻟﻬﺬه اﻟﻬﺰات أن ﺗﻨﺘﻬـﻲ ﻛـﺎن ﻣـﺎ ﻣـﺴـﺎﺣـﺘـﻪ ٨-٣١ أﻟـﻒ ﻛـﻢ٢ ﻣـﻦ
اﻷرض ﻗﺪ ﺗﻐﻴﺮت ﻣﻌﺎ ﻬﺎ ﺎﻣﺎ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺰﻟﺰال. ﻓﺎﳉﺰء اﻹداري
ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ وﺑﻌﺾ ﺷﻮارﻋﻬﺎ ﺟﺮﻓﺘﻪ أﺟﺰاء اﻟﺸﺎﻃﻰء اﻟﻨﻬﺮي ا ﻨﻬﺎرة وا ﻨﺰﻟﻘﺔ
واﻟﺘﻲ دﻓﻌﺘﻬﺎ ﻣﻴﺎه اﻟﻨﻬﺮ ﺑﻌﻴﺪا. وﲢﻮل اﻟﻘﺴﻢ اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ
اﳋﺼﺒﺔ إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﳊﺔ ﻟﻼﺳﺘﻐﻼل إذ ﲢـﻮﻟـﺖ إﻟـﻰ ﻣـﺮوج ﻏـﺪﻗـﺔ
وﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت واﺳﻌﺔ. وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ا ﺪﻳﻨﺔ ﺳﻮى أﺳـﺮﺗـ ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻫـﺮب
اﻟﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ. إﻻ أﻧﻬﻢ ﺑﺪأوا ﺑﺎﻟﻌﻮدة ﺑﻌﺪ ﺧﻤﻮد اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ
أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﻬﻤﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻫﻲ إﻋﺎدة إﻋﻤﺎر ا ﺪﻳﻨﺔ واﺳﺘﺼﻼح اﻷراﺿﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ.
ﻟﻘﺪ أﺛﺮت اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﺑﺸﺪة ﻓﻲ ﻧﻬﺮ ا ﻴﺴﻮري ورواﻓﺪه إذ إن ﺻﺨﻮر
691
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎت رﻗﻴﻘﺔ رﻣﻠﻴﺔ وﻃﻴﻨﻴﺔ ﺟﺎﺛﻤﺔ ﻓﻮق ﺻﺨﻮر
رﻣﻠﻴﺔ ﻣﺸﺒﻌﺔ ﺑﺎ ﺎء ﻟﺬا ﻓﺈن ﺟﺰﻳﺌﺎت اﻟﺮﻣﻞ واﻟﻄ ﺗﻨﺎﺛﺮت ﺑﻘﻮة ﲢﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ
اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ا ﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻌﻨﻒ. وﻫﻜﺬا ﺳﻬﻞ ﻇﻬﻮر ا ﺴﺘﻨﻘﻌﺎت ﻫـﻨـﺎ ﺑـﻞ
ﺑﺮزت ﺑﺤﻴﺮات ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﺳﺎﺑﻘﺎ واﺧﺘﻔﺖ اﻟﻐﺎﺑـﺎت اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻧـﺎﻣـﻴـﺔ
ﻫﻨﺎ. إن ﺗﺸﻜﻞ اﻟﺒﺤـﻴـﺮات ﻟـﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻣـﺮده إﻟـﻰ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻧـﺰﻻق اﻟـﺘـﻮﺿـﻌـﺎت
اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﻨﻬﺮﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻫﺒﻮط وﺧﻔﺲ راﻓﻘﺖ ﻇﺎﻫﺮة اﻻﻧﺰﻻق
اﻟﺼﺨﺮي. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ارﺗﻔﻌﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻋﺎﻟﻴﺎ. وﻳﺸﻴﺮ ﻫﺬا
اﻷﻣﺮ إﻟﻰ ﺗﺒﺪل واﺿﺢ ﻓﻲ ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻀﺎرﻳﺲ وﻓﻲ ﻇﻬﻮر ﻃﺒـﻘـﺎت ﺻـﺨـﺮﻳـﺔ
ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض. وﻳﺠﺐ أن ﻧﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻣﻦ
اﻷرض ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ٠١ ﻛﻢ٢ ﻗﺪ ﻫﺒﻄﺖ ﻘﺪار ٥٫١-٧م وﻇﻬﺮت ﻫﻨﺎ ﺑﺤﻴﺮات
داﺋﻤﺔ. وﻳﻘﻮل ﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﺷـﺎﻫـﺪ اﻟـﺰﻟـﺰال: »إن ﺷـﺠـﺮات)×( اﻟﺒﻠﻮط اﻟـﻘـﺪ ـﺔ
واﳉﻮز واﻟﺘﻮت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿـﻊ ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ ﳒـﺪﻫـﺎ اﻻ^ن ﻣـﺪﻓـﻮﻧـﺔ
ﲢﺖ ا ﺎء ﺑﻌﻤﻖ ٣ -٧م. وﺑﻌﺾ اﻷﺷﺠﺎر ﻏﺎﺻﺖ أﻋﻤﻖ«. ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻐﻮص ﻣﺠﺎري
اﻷﻧﻬﺎر واﻧﻔﻼق اﻷرض وﻇﻬﻮر اﻟﺸﻘﻮق ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻜﻼت اﻟﺼـﺨـﺮﻳـﺔ اﻟـﻨـﻬـﺮﻳـﺔ
واﻟﺮﻣﻠﻴﺔ اﻷﻋﻤﻖ ﺗﻌﺮﺿﺖ ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻟـﻼﻧـﻀـﻐـﺎط ﻓـﺎرﺗـﻔـﻌـﺖ ﻋـﺒـﺮ
اﻟﺸﻘﻮق ﻧﻮاﻓﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ ٣- ٥م ﻣﺼﺤﻮﺑﺔ ﺑﻬﺪﻳﺮ وﺻﻔﻴﺮ ﺳﺒﺒﻪ ﺻﻮت ا ﺎء ا ﻘﺬوف
وﺻﻮت اﻟﻬﻮاء اﻟﺼﺎﻋﺪ ﺑﻘﻮة. وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮﻣﺎل ﺗﻘﺬف ﺑﺸـﺪة ﻣـﻊ ا ـﻴـﺎه
واﻟﻬﻮاء اﻟﺼﺎﻋﺪ. وﻏﻄﺖ اﻟﺮﻣﺎل ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ واﺳﻌﺔ
ﻣﻦ اﻷرض. وﺧﻠﻔﺖ اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ وراءﻫﺎ أﺛﻼﻣﺎ ﻓﻲ اﻷرض ﻋـﻤـﻴـﻘـﺔ
ﺎ ﻋﺮﻗﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻔﻼﺣﺔ ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺟﺮت اﻟﺮﻣﺎل وا ﻴﺎه ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ
ﺑﻀﻌﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وﻛﻮﻧﺖ أﺷﺮﻃﺔ ﻣﻦ اﻷرض ﻣﻮزﻏﻴﺔ. وﻟﻘﺪﻋﺎﻧﻰ اﻟﻨﻬﺮ ﻧﻔﺴﻪ
ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰال. ﻓﺎﻻﻧﻬﻴﺎرات ﻛﺜﺮت ﻓﻲ ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ وﻣﺼﺎﻃﺒﻪ. واﺧﺘﻔﺖ
ا ﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪ ﺔ ﻟﻠﻨﻬﺮ ﻓﻲ ﻛﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ واﻧـﺪﺛـﺮت ﺟـﺰر ﻋـﺪﻳـﺪة وﻓـﻲ
إﺣﺪاﻫﺎ ﻏﺎص ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻫﻨﺎك ﻣﻊ اﳉﺰﻳﺮة. ﻟﻘﺪ اﻧﺤﺮف ﻧﻬﺮ ا ﺴﻴﺴﻴﺒﻲ
ﻟﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﺠﺮاه ﻣﺮﺗﺪا إﻟـﻰ اﻟـﻮراء وﻳـﺘـﻢ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻟـﻮ ارﺗـﻔـﻌـﺖ
اﻷرض ﻣﻜﺎن ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال أو ﺳﺪ ﻣﺠـﺮى اﻟـﻨـﻬـﺮ ﺑـﺎﻟـﺼـﺨـﻮر ا ـﻨـﻬـﺎرة ﻋـﻠـﻰ
ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﻬﺮ. ﻏﻄﺖ ﻣﺎء اﻟﻨﻬﺮ ﻮﺟﺎت ﻋﺎﺗﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺰﻟﺰال وﻋﻨﺪﻣﺎ ارﺗﻄﻤﺖ
ﺑﺎﻟﺸﻮاﻃﻰء أﺣﺪﺛﺖ دﻣﺎرا ﻫﺎﺋﻼ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت اﺠﻤﻟﺎورة ﻟﻠﻨﻬﺮ. وإﺿﺎﻓﺔ ﻟﻸﺷﺠﺎر
)×( ف. ا. أوﻟﻮف.. اﻧﺘﺒﺎه زﻻزل ﻃﺸﻘﻨﺪ ١٧٩١ ص)٧٣١(
791
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺘﻲ اﺟﺘﺜﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺎ ﺳﺒﻖ أو ﺑﺴﺒﺐ اﻧﻬﻴﺎر اﳉﺮوف ا ﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﻐﺎﺑﺎت وﺧﻔﺲ
اﳉﺰر ﻓﺈن ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﺑﺎت ﻗﺪ ﻏﻤﺮﺗﻬﺎ ﻣﻴـﺎه اﻟـﺒـﺤـﻴـﺮات اﻟـﺘـﻲ
ﻛﻮﻧﻬﺎ اﻟﺰﻟﺰال. وﺗﺸﺎﻫﺪ اﻻ^ن ﺟﺬوع وﺟﺬور اﻷﺷﺠﺎر ا ﺘﻌﻔﻨﺔ ﺑﺎرزة ﻓﻲ ﻣﻴﺎه
اﻟﺒﺤﻴﺮات. وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻐﺎﺑﺎت اﺧﺘﻔﺖ ﻷﺳﺒﺎب ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﺎﻣﺎ.
ﻓﻠﺮ ﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮاﻟﻲ اﻧﻀﻐﺎط اﻟﺘﺮب و ﻮﺟﻬﺎ. وﻫﻜﺬا اﺧﺘﻔﺖ ﻣﺴﺎﺣﺎت
ﺷﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﺎﺑﺎت ا ﻤﺘﺎزة.
ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻴﻮ ﻣﺪرﻳﺪ)×١(
ﺧﻼل ٠٥١ ﺳﻨﺔ اﻷﺧﻴﺮة إﻻ ﻫﺰات ﺿﻌﻴﻔﺔ
ذات ﺗﺄﺛﻴﺮا ﻣﺤﺪودة. و ﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻻﻧﺘﺒﺎه أﻧﻪ ﻟﻮ ﻣﺪدﻧﺎ ﺧﻄﺎ ﻣﺴﺘﻘـﻴـﻤـﺎ ﻣـﻦ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﻮ ﻣﺪرﻳﺪ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﻴﺮات اﻟﻜﺒﺮى اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻧﻬﺮ اﻟﻘﺪﻳـﺲ ﻻﻓـﺮﻳـﻨـﺘـﺎ
ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ ﺮﻛﺰ أﻫﻢ اﻟﺒﺆر اﻟﺰﻟـﺰاﻟـﻴـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬا اﳋـﻂ واﻟـﻮاﻗـﻊ ﻓـﻲ أواﺳـﻂ
اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة وﻛﻨﺪا. وﺑﻌﺾ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﻛﻨﺪا ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ.
وﻣﻦ أﺑﺮزﻫﺎ اﻟﺰﻟﺰال اﻟﺬي وﻗﻊ ﻗﺮب ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻮﺑﻴﻚ وﻟﺮ ﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﺗﻪ ﻣﻌﺎدﻟﺔ
ﻟﺰﻟﺰال ﻧﻴﻮ ﻣﺪرﻳﺪ وﻟﻜﻨﻪ ﺣﺪث ﻋﺎم ٣٦٦١ إذ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻫﻨﺎ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ
وا ﻌﻄﻴﺎت ﻋﻨﻪ ﻣﺤﺪودة ﺟﺪا. وﻧﺨﺘﺘﻢ وﺻﻒ زﻟﺰال ﻧﻴﻮ ﻣﺪرﻳﺪ ﺑﻘﻮل ﺷﺎﻫﺪ
ﻋﻴﺎن: »ﻇﻬﺮت ﺑﺤﻴﺮات)×٢( ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻮدة ﺳﺎﺑﻘﺎ أﺑﺪا وﺑﻠﻐﺖ اﻷرض
ﺑﻌﺾ اﳉﺒﺎل )ﺗﻼل( واﺧﺘﻔﺖ ﺎﻣﺎ وﺳﻮﻳﺖ ﺑﻌﺾ ﻣﺴﺎﻗﻂ ا ﻴﺎه )ﺷﻼل(
وﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻬﺎر ﻣﻮﺟﻮدة. وﻋﻨﺪﻣﺎ رﺟﻔﺖ اﻷرض ﻇﻬﺮت ﺷﻘﻮق ﻻ ﻗﺎع
ﻟﻬﺎ وﺗﺸﺎﺑﻜﺖ أﺷﺠﺎر اﻷﻏﺼﺎن وﺟﺬوﻋﻬﺎ ﺑﻔﻮﺿﻰ ﻋﺠﻴﺒﺔ. وﻏﺎرت اﻟﻐﺎﺑﺎت
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﺨﻠﻔﺔ وراءﻫﺎ ﺷﻮاﻫﺪ ﻣﻦ ﺟﺬوع ﺗﺎﻟـﻔـﺔ وأﻏـﺼـﺎن ﻏـﻀـﺔ
ﻣﻐﻤﻮﺳﺔ ﺑﺎ ﺎء واﻟﻄ «.
٢-زﻟﺰال ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ٦٠٩١
ﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ زﻟـﺰال ٦٠٩١ اﻟـﺬي وﻗـﻊ ﻓـﻲ ٨١ أﺑـﺮﻳـﻞ واﻟـﺬي دﻣـﺮ ﻣـﺪﻳـﻨــﺔ ﺳــﺎن
ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ أﺣﺪ أﺷﺪ زﻻزل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻗﻮة وﻗﺴﻮة.
إن ﺷﻬﺮة ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال ﻟﻴﺲ ﻣﺮده إﻟﻰ اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻘﻂ
ﺑﻞ وﻷﻧﻪ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﻣﺜﻼ راﺋﻌﺎ ﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺰﻻزل وﺳﻤﺎﺗﻬﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﺜﻞ ﺘﺎز
ﻟﻈﻬﻮر اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ اﻟﺸﺎﺑﺔ وﳊﺪوث اﳊـﺮاﺋـﻖ ا ـﺮوﻋـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻮاﻛـﺐ
)×١( ) Haroun Taziefا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ(.
)×٢( ﻫﺎرون ﺗﺎزﻳﻴﻒ. ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ ص )٤٧(.
891
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
اﻟﺰﻻزل ﻣﻦ ا^ن إﻟﻰ ا^ﺧﺮ.
إن ﺗﺴﻤﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰال ﺑﺰﻟﺰال ﺳـﺎن ﻓـﺮاﻧـﺴـﻴـﺴـﻜـﻮ ﻻ ـﺜـﻞ اﻟـﻮااﻗـﻊ ـﺎﻣـﺎ
ﻓﺎﻟﺰﻟﺰال ﻟﻴﺲ ﺳﻮى زﺣﺰﺣﺔ ﻟﺼﺪع ﺳﺎن أﻧﺪرﻳﺎس ا ﺸﻬﻮر وﺑﺎﻣـﺘـﺪاد ﻳـﺮﺑـﻮ
ﻋﻠﻰ ٠٠٤ﻛﻢ. وﻛﻞ ﻫﺬه ا ﺴﺎﻓﺔ ﻗﺪﻋﺎﻧﺖ ﺑﺸﺪة ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺰﻟـﺰال. و ـﺮﻛـﺰت
ﻫﻨﺎ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا ﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ إﺣﺪاﻫـﺎ. وﻟـﻜـﻦ ﻟـﺸـﻬـﺮة
ا ﺪﻳﻨﺔ ﻧﺴﺐ اﻟﺰﻟﺰال إﻟﻴﻬﺎ. وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ دراﺳﺔ ﺻﺪع ﺳﺎن أﻧﺪرﻳﺎس
دراﺳﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻌﻤﻘﺔ ﺳﺎﻋﺪت ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﻓﻬﻢ ﻛﻨﻪ اﻟﺰﻻزل وأﺳﺒﺎب ﺣﺪوﺛﻬﺎ.
ﻫﻨﺎﻟﻚ وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﺣﻮل ﺗﺎرﻳـﺦ ﻇـﻬـﻮر وﺗـﺸـﻜـﻞ اﻟـﺼـﺪع واﻣـﺘـﺪاده.
وﻟﻜﻦ أﻏﻠﺐ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﻘﺪرون أﻧﻪ ﺘﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٠٠٩ﻛﻢ. وﻟﻘﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻨﺬ
٠٥١ ﻣﻠﻴﻮن ﺳﻨﺔ أي ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﳉﻮراﺳﻲ. واﻧﺰﻟﻘﺖ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻟـﻄـﻮﻳـﻠـﺔ
ﻫﺬه ﺷﻔﺘﺎ اﻟﺼﻊ ﻣﺴﺎﻓﺔ ٠٠٥ﻛﻢ ﺑﺎﲡﺎه ﻣﺘﻌﺎﻛﺲ. واﻻﻧﺰﻻق ﻫﻮ ا ﺴﺒﺐ ﻟﺰﻟﺰال
٦٠٩١ وﺳﻮاه ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل.
ﻟﻘﺪ اﻧﻔﺠﺮت اﻟﻬﺰة ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﳋﺎﻣﺴﺔ و٢١ دﻗﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ
اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻓﻴﻪ أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻧﻴﺎم. ﻟﻘﺪ أﻓﺎق اﻟﻨﺎس واﻟﺬﻋﺮ ﻗﺪ أﺧﺬ ﻣﻨﻬـﻢ
ﻛﻞ ﻣﺄﺧﺬ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺪﻳﺮ اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﺘﻬﺎوﻳﺔ وﺿﺠﻴﺞ أﺟﺮاس اﻟﻜﻨﺎﺋﺲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺪق ﺑﻼ وﻋﻲ وﺑﻼ ﺗﻮﻗﻒ ﻟﺘﻮاﻟﻲ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻟﻢ
ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻜﻞ ﻫﺬا ﻷن أﺳﻘﻒ ا ﻨﺎزل وﺟﺪراﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺘﻬﻢ ﻳﻨﺎﻣﻮن إﻟﻰ اﻷﺑﺪ
ودوﻧﺄن ﻳﻼﺣﻈﻮا ﺷﻴﺌﺎ ﺎ ﺣﺪث. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع واﻟﺴﺎﺣـﺎت
ﺷﻬﻮدا ﻷﻓﻈﻊ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﳊﺮاﺋﻖ واﳋﺮاب. اﻟﻬﺰات ﻋﻨـﻴـﻔـﺔ وﻣـﺪﻣـﺮة ﻓـﻲ ﻛـﻞ
ﻣﻜﺎن إﻻ أﻧﻬﺎ أﻋﻈﻢ ﻓﻲ ا ﻮاﺿﻊ ا ﺆﻟﻒ ﻗﺎﻋﻬـﺎ ﻣـﻦ ﺻـﺨـﻮر ﻫـﺸـﺔ ﻃـﻴـﻨـﻴـﺔ
ورﻣﻠﻴﺔ. ﻫﻨﺎ ﻮﺟﺖ اﻟﺘﺮﺑﺔ وﺗﺸﻘﻘﺖ اﻷرض وﻫﻄﻠﺖ اﻟﺸﺮﻓﺎت واﻟـﺘـﻤـﺎﺛـﻴـﻞ
اﳉﻤﻴﻠﺔ ا ﻠﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻬﻮدة ا^ﻧﺬاك ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ واﳊﺪاﺋﻖ
واﻟﺴﺎﺣﺎت وذﻫﺐ ﺿﺤﻴﺔ ذﻟﻚ ﻣﺌﺎت اﻷﺷﺨﺎص اﻟﻬﺎرﺑ إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع ﻣﻦ
ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ. وﻟﻮ ﺣﺪﺛﺖ اﻟﻬﺰة ﻧﻬﺎرا ﻟﻜﺎن ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ أﻛﺒﺮ.
ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﺑﺄﻣﻮاج اﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ إﻻ أن ﻗﻮﺗﻬﺎ أﺧـﺬت
ﺗﺰداد ﺪة أرﺑﻌ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﻮﻗـﻔـﺖ ﻓـﺠـﺄة ـﺪة ﻋـﺸـﺮ ﺛـﻮان وﻣـﻦ ﺛـﻤـﺔ ﺑـﺪأت
ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻣﻲ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺑﺸﻜﻞ أﻗﻮى ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ واﺳﺘﻤﺮت ﻗﺮاﺑﺔ ٥٢ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ. وﻛـﺎﻧـﺖ
ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ اﻟﻬﺰة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. وﻟﻘﺪ ﺗﻠﺘﻬﺎ أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ اﻷﺿﻌﻒ
اﻟﺘﻲ ﻻ ﺜﻞ ﻋﺎدة ﺧﻄﺮا ﺣﻘﻴﻘﻴﺎﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس واﻷﺑﻨﻴﺔ. وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ زﻟﺰال
991
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺴﺘ ﺛﺎﻧﻴﺔ. ﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﻘﺎﻣﺔ ﻓﻮق اﻟﺘﻼل ذات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻠﺒﺔ اﻷﺿﺮار
ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻓﻠﻘﺪ ﺗﻬﺸﻤﺖ اﻟﺘﻤـﺎﺛـﻴـﻞ وﻛـﺴـﺮت اﻟـﻨـﻮاﻓـﺬ وﺗـﻬـﺪﻣـﺖ
ا ﺪاﺧﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﺴﺮت اﻷواﻧﻲ ا ﻨﺰﻟﻴﺔ وأﺛﺎث اﻟﺒﻴﻮت وﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻫﺪم ﻟﻸﺑﻨﻴﺔ.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﺻﺨﺮﻳـﺔ ﻏـﻴـﺮﺻـﻠـﺒـﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑ اﻟﺘﻼل ﻓﺈن اﻟﺪﻣﺎر ﻛﺎن أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ إذ ﺗﻬﺎوت
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳉﺪران ﻣﺘﺴﺎﻗﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﺑﻞ إن أﺑﻨﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻮارت ﺎﻣﺎ.
وأﺷﺪ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺗﺪﻣﻴﺮا ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ا ﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺘﻲ ﻫﻮل واﻟﺬي ﻳﺮﻣﺰ إﻟﻰ
ﻋﻈﻤﺔ وﺟﻤﺎل ا ﺪﻳﻨﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻫﻨﺎ ﺗﻘﺪر ﻼﻳ اﻟﺪوﻻرات )ا^ﻧﺬاك(.
ﻟﻘﺪ دﻣﺮ اﳊﻲ ﺎﻣﺎ ودﻓﻦ ﲢﺖ اﻷﻧﻘﺎض ﻛﻞ ﻣﺎ أﺑﺪﻋـﺘـﻪ ﻳـﺪ اﻹﻧـﺴـﺎن ﻣـﻦ
ﻟﻮﺣﺎت و ﺎﺛﻴﻞ وزﺧﺎرف وأﻳﻘﻮﻧﺎت وﻟﻮﺣﻆ دﻣﺎر ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳋﻠـﻴـﺞ
ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻴﺚ اﻷرض اﻟﺮﺧﻮة ﻓﻠﻘﺪ ﺳﻮﻳﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ا ﺒﺎﻧﻲ ﺑﺎﻷرض ﺑﻞ إن
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺪ ﺧﺴﻔﺖ ﺑﻪ اﻷرض. وﻫﻜﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺸﺮﻳﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ وﻓﻲ
ﻛﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﺑﻴﻮﺗﻬﺎ ﻓﻮق أرض ﻏﻴﺮ ﺻﻠﺒﺔ. ﻟﻢ ﺗﻘﺘﺼـﺮ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت
اﻻﳒﺮاف واﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺘﺮاﺑﻲ واﻟﺼﺨﺮي ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ا ﻜـﻮﻧـﺔ ﻣـﻦ
ﺻﺨﻮر ﻫﺸﺔ ﺑﻞ ﺗﻌﺪﺗﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻮﺟـﻮدة ﻗـﺮب اﳉـﺪاول واﻷﻧـﻬـﺎر. ﻟـﻢ
ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ وﻗﺖ ﻛﺎف ﻹﺣﺼﺎء ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ اﻟﺸﺎﻣﻞ ا ﻮﺟﻮدة ﻗﺮب اﳉﺪاول
واﻷﻧﻬﺎر. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻟﻚ وﻗﺖ ﻛﺎف ﻹﺣﺼﺎء ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ اﻟﺸﺎﻣﻞ اﻟﺬي أﻟﻢ
ﺑﺎ ﺪﻳﻨﺔ وذﻟﻚ ﻷن ﻋﺪدا ﻛﺒﻴﺮا ﻣﻦ ا ﺪاﺧﻦ ا ﻨﻬﺎرة أو ا ﻠﺘﻮﻳﺔ ﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ
اﻧﺪﻻع ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﳊﺮاﺋﻖ ا ﺮﻳﻌﺔ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴ ﻣﻜﺎن ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ
أﻧﺤﺎء ا ﺪﻳﻨﺔ.
ﻟﻘﺪ دﻣﺮ اﳉﺰء اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺎت اﻹﻃﻔﺎء وﻛﺬﻟﻚ ﺗﺨﺮﺑﺖ أﺟﻬﺰة اﻹﻧﺬار
وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻛﺜﻒ رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء ﺟﻬﻮدﻫﻢ ﻜﺎﻓﺤﺔ اﳊﺮاﺋﻖ. وﻟﻘﺪ ﺣﻘﻘـﻮا ﻓـﻲ
اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﳒﺎﺣﺎ واﺿﺤﺎ ﻓﻲ إﻃﻔﺎء اﳊﺮاﺋﻖ وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن ﺗﻨﺎﻗﺼﺖ ﺳﺮﻋﺔ
اﻧﺪﻓﺎع ا ﻴﺎه ﻓﻲ أﻧﺎﺑﻴﺐ ﻣﺤﻄﺎت اﻹﻃﻔﺎء ﺑـﺸـﺪة وﺗـﻮﻗـﻔـﺖ ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻬـﺎﻳـﺔ ﻷن
ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻀﺦ ﻗﺪ دﻣﺮت ﺎﻣﺎ.
وﺑﺪأ رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء ﺑﺈﺣﻀﺎر ا ﻴﺎه ﻣﻦ اﻻ^ﺑﺎر وﻣﻦ اﳋﻠﻴﺞ ﻧﻔـﺴـﻪ وﻟـﻜـﻦ
ازدادت اﳊﺮاﺋﻖ ﺷﺪة وأﺧﺬت ﺗﺘﺴﻠﻖ ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ وﺑﺪأت
درﺟﺎت اﳊﺮارة ﺗﺰداد ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻮت ﺑﺸﻚ ل ﻛﺒﻴﺮ وﻫﻜﺬا ﺑﺪأ اﻷﺛﺎث ﺑﺎﻻﺣﺘﺮاق
ذاﺗﻴﺎ واﻣﺘﺪت أﻟﺴﻨﺔ اﻟﻠﻬﺐ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ إﻟﻰ ا^ﺧﺮ واﻧﻘﻠـﺒـﺖ ا ـﺪﻳـﻨـﺔ إﻟـﻰ ﺟـﺤـﻴـﻢ
002
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻣﺴﺘـﻌـﺮ)×٣(. وﺗﻔﺠﺮت ﺑﻌﺾ اﻟﺒﻴﻮت ﻛﺎﻣﻠـﺔ ﻻﺷـﺘـﺪاد اﳊـﺮارة ﻓـﻴـﻬـﺎ. ووﻗـﻒ
رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء واﻟﺪﻓﺎع ا ﺪﻧﻲ واﻟﻨﺎس ﻣﺬﻋﻮرﻳﻦ ﻻ ﺣﻮل ﻟﻬﻢ وﻻ ﻗﻮة واﺳﺘﻤﺮ
ﺗﻘﺪم اﻟﻨﻴﺮان ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻻﲡﺎﻫﺎت. وﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻳﻮم اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺶ ﻣﻦ
أﺑﺮﻳﻞ ﻗﺪ ﺗﺨﺮﺑﺖ ﻛﻞ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ واﻹدارﻳﺔ ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ. اﺳﺘﺮت اﻟﻨﻴﺮان
اﺷﺘﻌﺎﻻ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ اﲡﺎﻫﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ. وﻟﻜﻦ وﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ
وﺑﺠﻬﻮد ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء أﺧﺬت ﺷﺪة اﳊﺮاﺋﻖ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ واﺳﺘﻌﻤﻠـﺖ
ا ﺘﻔﺠﺮات ﻟﻜﺴﺮ ﻃﻮق اﻟﻨﻴﺮان ﺑﻞ إن ﺑﻴﻮﺗﺎﻛﺎﻣﻠﺔ دﻣﺮت أﻣﺎم ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﻴـﺮان
ﻹﻳﻘﺎف ﺗﻘﺪﻣﻬﺎ. وﻣﻦ ﺻﺒﺎح ﻳﻮم ١٢ أﺑﺮﻳﻞ أﺧﻤﺪت اﻟﻨﻴﺮان اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪد
اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ وذﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻌﺎون رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﻔـﻦ
اﻟﻌﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ اﳋﻠﻴﺞ.
اﻻ^ن ﻜﻦ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ أن ﺗﻘﺪر ﺧـﺴـﺎﺋـﺮﻫـﺎ. ﻟـﻘـﺪ ﺣـﺮﻗـﺖ اﻟـﻨـﻴـﺮان ودﻣـﺮت
اﻟﺰﻻزل٠٩٤ ﺣﻴﺎ ﻛﺎﻣﻼ أو ﻣﺎ ﻳﻌـﺎدل ٢٥٠١ ﻫـﻜـﺘـﺎرا. ودﻣـﺮت ٠٣ ﻣـﺪرﺳـﺔ و٠٨
ﻛﻨﻴﺴﺔ وﻣﻌﺒﺪ وﻓﻘﺪ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻗﺮاﺑﺔ رﺑﻊ ﻣﻠﻴﻮن إﻧﺴﺎن وﻗﺘﻞ ٠٥٤ إﻧﺴﺎﻧﺎ. ﻟﻘـﺪ
اﺧﺘﻔﺖ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻴﺘﻲ ﻫﻮل ﺎﻣﺎ ﻣﻊ وﺛﺎﺋﻘﻬﺎ وﻣﻜﺘﺒﺎﺗﻬﺎ وﻣﺤﻜﻤﺘﻬﺎ وﻣﺴﺎرﺣﻬﺎ
وﻣﻄﺎﻋﻤﻬﺎ اﻟﻔﺨﻤﺔ وﺳﺠﻨﻬﺎ ا ﺮﻛﺰي. ﻟﻘﺪ أﺻﺒﺢ اﳊﻲ ﻳـﺒـﺎﻳـﺎ واﺧـﺘـﻔـﻰ ﻛـﻞ
ﺷﻲء. واﺣﺘﺪم اﻟﻨـﻘـﺎش ﻣـﻦ ا ـﺴـﺆول ﻋـﻦ اﳋـﺮاب اﻟـﺰﻟـﺰال أم اﳊـﺮاﺋـﻖ أم
اﻻﺛﻨﺎن ﻣﻌﺎ. وﻟﻜﻦ اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬا أن ا ﺪﻳﻨـﺔ ﻗـﺪ دﻣـﺮت ﻛـﺎﻣـﻼ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ.
وﻳﻘﺪر اﳋﺒﺮاء اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﻮن أن اﳋﺴﺎرة اﻟﺘﻲ ﺳﺒﺒﺘﻬﺎ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﺗﺘﺮاوح
ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑ ٠١ و٠٥% وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ وﻣﺎ
ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺧﺮاب ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ اﳊﺮاﺋﻖ. وﻟﻜﻦ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻟﻮﻻ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﺎ ﳊﺪﺛﺖ
اﳊﺮاﺋﻖ ﺑﻬﺬا ا ﻘﻴﺎس.
ﻜﻦ أن ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ زﻟﺰال ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﻣﺆﺷﺮا إﻟﻰ أن ﻛﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻌﺮﺿﺔ
ﻟﻠﺰﻻزل ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﺪة ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﳊﺮاﺋﻖ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﺰء ﺗﺨﺮﻳﺒﻲ ﻣﺘﻤﻢ
وأﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﺨﺮﻳﺐ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻣـﺖ ﺧـﺰاﻧـﺎت ا ـﻴـﺎه
ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ وﻟﻜﻦ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻞ ا ﻴﺎه ﻗﺪ ﻫﺸﻤـﺖ ـﺎﻣـﺎ.
ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮورة ﻜﺎن إﻗﺎﻣﺔ ا ﺮاﻛﺰ اﳊـﻴـﻮﻳـﺔ ﻓـﻲ ا ـﺪﻳـﻨـﺔ )ﻣـﺤـﻄـﺎت
ﺗﻮﻟﻴﺪ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﻣـﺮاﻛـﺰ اﻹﻃـﻔـﺎء اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ وﻣـﺴـﺘـﻠـﺰﻣـﺎﺗـﻬـﺎ وﺧـﺰاﻧـﺎت ا ـﺎء
اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻴﺔ ﻣﺮاﻛﺰ ا ﻌﺎﳉﺔ واﻹﺳﻌﺎف.. إﻟﺦ( ﻓﻮق ﻗﻮاﻋﺪ ﺻﺨـﺮﻳـﺔ ﺻـﻠـﺒـﺔ
.4691 (3*) John. H.Hodgsoh, Earthquakes And Earth Structure. Newjersey
102
اﻟﺰﻻزل
ﻓﻬﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻼ ﺗﺘﻬﺪم أو ﺗﺘﺼﺪع ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ واﻟﻬـﺰات
اﻟﻜﺎرﺛﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﻮة )٨-٩ درﺟﺔ ﺣﺴﺐ رﻳﺨﺘﺮ( ﻧـﺎدرة اﳊـﺪوث ﻣـﻦ ﺣـﺴـﻦ
اﳊﻆ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ اﺗﺨﺎذ اﳊﻴﻄﺔ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺪ اﻷﻗﻨﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ
وأﻧﺎﺑﻴـﺐ اﻟـﻮﻗـﻮد. ﻟـﻘـﺪ ﻋـﺎﻧـﺖ ﻣـﺪﻧـﺄﺧـﺮى ﻣـﻦ اﻟـﺰﻻزل إﺿـﺎﻓـﺔ ـﺪﻳـﻨـﺔ ﺳـﺎن
ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ وذﻟﻚ ﻷن زﺣﺰﺣﺔ ﺻﺪع ﺳـﺎن أﻧـﺪرﻳـﺎس ﻗـﺪ ﺷـﻤـﻠـﺖ ﻣـﺴـﺎﻓـﺔ
٠٥٣ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺪع وﻛﻞ ﻣﺠﻤﻊ ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٥٣ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺪع ﻛﺤﺪ أﻗﺼﻰ
ﻗﺪ دﻓﻊ ﺛﻤﻨﺎ ﺑﺎﻫﻈﺎ ﻣﻦ ا^ﺛﺎر اﻟﺰﻟﺰال. ﻓﻔﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ )ﺗﺎﻟﻮ-ا^ﻟﻨﻮ( اﻟﻮاﻗـﻌـﺔ ﻋـﻠـﻰ
ﺑﻌﺪ ١١ﻛﻢ ﺷﺮق اﻟﺼﺪع ﻗﺪ ﺣﻄﻢ اﳉﺰء اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ.
وﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال ﻗﻮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ ﺳـﺘـﺎﻧـﻔـﻮرد واﻟـﺘـﻲ
ﺷﻴﺪت ﻗﺒﻞ اﻟﺰﻟﺰال ﺑﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮة ﻋﺎﻣﺎ ﻓﺘﺪاﻋﺖ أﺑﻨﻴﺔ اﳉﺎﻣﻌﺔ رﻏﻢ ﻣﺘﺎﻧﺘﻬﺎ.
ﻛﻤﺎ أن ﻛﻞ ا ﺒﺎﻧﻲ ﻗﺪ ﺗﻀﺮرت ﺑﺪرﺟﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻫﺪم ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺎﻣﺎ. أﻣﺎ ﻓﻲ
ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎن ﺧﻮﺳﻴﻪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٥٦ ﺟﻨﻮب ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ وﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ
٠٢ﻛﻢ ﺷﺮق اﻟﺼﺪع ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻬﺪﻣﺖ ﻛﺎﻣﻼﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ووﻗﺘﻞ ١١ ﺷﺨﺼﺎ. وأﻛﺜـﺮ
ا ﺪن ﺗﺄﺛﺮا ﻓﻲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﻧﺘﺎ روزا اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺷﻤﺎل ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ.
ﻟﻘﺪ ﻣﺎت ﻫﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥٧ إﻧﺴﺎن. وﻛﺎن ﻟﻠﺤﺮاﺋﻖ ﻫﻨﺎ دور ﺑﺎرز ﻛﺬﻟﻚ إذ ﻗﻀﻰ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎء وﻟﻜﻦ أﻣﻜﻦ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
’O
B
O
A
A
’B
’’O
ﺷﻜﻞ )٢٤(
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ
)زﻟﺰال ٦٠٩١(
ﻟﻘﺪ أﺛﺮ اﻟﺼﺪع ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﺳﻄﺢ اﻷرض. ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﺗﻘﺮﻳﺒـﺎ
ﻋﻠﻰ اﻣﺘﺪاد اﻟﺼﺪع وذﻟﻚ ﺑﺪءا ﻣﻦ ﺳﺎن ﺧﻮان ﺟﻨﻮﺑﺎ وﺣﺘﻰ رأس أرﻳﻨﺎ ﺷﻤﺎﻻ
ﻇﻬﺮت اﻟﺸﻘﻮق وﻛﺎن اﻧﺰﻻق اﻟﺼـﺪع أﻓـﻘـﻴـﺎ. وﻟـﻮﺣـﻆ أن اﻟـﻄـﺮف اﻟـﻐـﺮﺑـﻲ
202
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻟﻠﺼﺪع )اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي( ﻗﺪ اﻧﺪﻓﻊ ﺷﻤﺎﻻ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻄﺮف اﻟﺸﺮﻗﻲ )اﻟﻘﺎرة(
ﻘﺪار ٦م وذﻟﻚ ﻗﺮب ﺧﻠﻴﺞ ﺗﻮﻣﺎﻟﻴﺲ. ﻧﻈﺮا ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم اﻟﺰاﺋﺪ ﺑﻬﺬا اﻟﺰﻟﺰال
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﺨﻤﻟﺘﺼ أﺻﺒﺢ ﻮذﺟﺎ دراﺳﻴﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺰﻻزل اﻷﺧﺮى.
وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﳊﻆ أن ا ﻨﻄﻘﺔ ﻗـﺪ ﻣـﺴـﺤـﺖ ﻗـﺒـﻞ اﻟـﺰﻟـﺰال ﻣـﺮﺗـﺎن وﻣـﺴـﺤـﺖ
ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻌﺪه وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻮﺿﺤﺖ اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ اﻟﺰﻟﺰال واﻟﺸﻜﻞ اﻟـﺬي
ﻓﻴﻪ )ﺷﻜﻞ ٢٤(:
ﻧﻼﺣﻆ ﻣﻦ اﻟﺸـﻜـﻞ أن ا ـﻘـﻴـﺎس ﻣـﺸـﻮه)×٤(
. ا ﻘﻄﻊ اﻟـﺮأﺳـﻲ ﻣـﺪاه )٦(م
واﻷﻓﻘﻲ )٠٣(ﻛﻢ. إن اﳋﻂ )’’ (O’Oﺜﻞ اﻻﻧﻜﺴﺎر )اﻻﻧﺸﻄﺎر(. ﻟﻨﻔﺘﺮض أن
اﳋﻂ )’ (A’OBﻛﺎن ﻗﺪ ﻣﺪ ﻋﻤﻮدﻳﺎ ﻣﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻻﻧﺸﻄﺎر أو اﻟﺼـﺪع اﻟـﺬي
ﺣﺪث ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال ﻗﺒﻞ ﻣﺌﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ وﻗﻮﻋﻪ.
وﻟﻨﻔﺘﺮض أﻧﻨﺎ راﻗﺒﻨﺎ اﳋﻂ ا ﺬﻛﻮر ﺧﻼل ﻛﻞ ﻫﺬه ا ﺪة وراﻗﺒﻨﺎ اﻧﺤﻨﺎءه
اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ. وﻧﺮاه ﻓﻲ ٨١ أﺑﺮﻳـﻞ ﻣـﻦ ﻋـﺎم ٦٠٩١ ﻗـﺪ أﺧـﺬ اﻻﻣـﺘـﺪاد )’(A’OB
وﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﻫﺬا اﻟﻴﻮم ﻓﺎﻗﺖ ﻗﻮة اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﺿﻤﻦ اﻟﺼﺨﻮر ﻗﻮة ﺎﺳﻚ
اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻓﺤﺪث اﻟﺸﺮخ أو اﻻﻧﺸـﻄـﺎر اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ وﺗـﻨـﻘـﻞ اﳋـﻂ )(A O
ﻗﺎﻓﺰا إﻟـﻰ اﳋـﻂ )’’ (A’Oوأﻣﺎ اﳋـﻂ )’ (OBﻓﺄﺻﺒـﺢ اﳋـﻂ )’ (O’’Bوﻓﻲ
ﳊﻈﺔ اﻧﻄﻠﻘﺖ اﻟﻄﺎﻗﺔ ا ﺘﺮاﻛﻤﺔ ﺧﻼل ﻣﺎﺋﺔ ﻋـﺎم ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻟـﺘـﺤـﺮك اﻟـﻄـﺮف
اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﺼﺪع )اﶈﻴﻄﻲ( ﺪى ﺑﻠﻎ )’’ .(O’Oوﻫﻜﺬا ﺣﺪوث ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال
ا ﺪﻣﺮ.
ﻳﺮى أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺰﻻزل أن اﻟﻠﻮﺣﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ا ـﺘـﻤـﺜـﻠـﺔ ﻓـﻲ ﲡـﻤـﻊ ﻃـﺎﻗـﺔ
اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻻﻫﺘﺰازي ﺛﻢ ﲢﺮرﻫﺎ اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺪوث اﻻﻧﺸـﻄـﺎر اﻟـﺼـﺨـﺮي
اﻟﻬﺎﺋﻞ ﺜﻞ واﻗﻊ اﻟﺰﻻزل اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ اﻟﺸـﺪة. وﻫـﺬا اﻻﻧـﺸـﻄـﺎر اﻷوﻟـﻲ ﻗـﺪ ﻻ
ﻳﻜﻮن اﻷﻛﺒﺮ ﻗﺪ ﻳﺮدﻓﻪ اﻧﺸﻄﺎر ا^ﺧﺮ أﻛﺒﺮ وﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻻزل
ﻇﻬﻮر ﻫﺰة أرﺿﻴﺔ رادﻓﺔ أﻛﺜﺮ ﺷﺪة ﻣﻦ اﻷوﻟﻰ. ﻛﻤﺎ أن اﲡﺎه اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺼﺪﻋﻴﺔ
ﻟﻴﺴﺖ داﺋﻤﺎ أﻓﻘﻴﺔ وﻟﻜﻦ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﲡﻤﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪا ﺛﻢ ﲢﺮرﻫﺎ
ﻓﺠﺄة ﻣﻌﻄﻴﺔ ﻗﻮة ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻣﺮﻳﻌﺔ.
أﻣﺎ اﻟﻨﻘﻄﺔ ) (Oاﻟﺘﻲ ﺟﺮى ﻋﺒﺮﻫﺎ اﻟﺸﻖ واﻻﻧﺰﻻق اﻟﺼﺨﺮي ﻓﻴﻤﺜﻞ ﺑﺆرة
اﻟﺰﻟﺰال ) (Foeiأو ﻣﻜﻤﻨﻪ. واﻟﺒﺆرة ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋﺎدة وﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪا ﻣﻦ
اﻟﺴﻄﺢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ زﻟﺰال أﻏﺎدﻳﺮ ﻓﻲ ا ﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ.
)×٤( ا. م. ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻮف. اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ. ﻣﻮﺳﻜﻮ ١٨٩١.
302
اﻟﺰﻻزل
٣-زﻟﺰال ﻛﻮاﻧﺘﺎ
ﺣﺪث اﻟـﺰﻟـﺰال ﻓـﻲ اﻷول ﻣـﻦ ﺳـﺒـﺘـﻤـﺒـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺎم ٣٢٩١ وأدى إﻟـﻰ دﻣـﺎر
ﻣﺨﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻃﻮﻛﻴﻮ وأﻳﻮﻛﻮﻏﺎﻣـﺎ وﻳـﻌـﺪ ﻣـﻦ أﺣـﺪ أﻛـﺒـﺮ زﻻزل اﻟـﻘـﺮن
اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ دﻣﺎرا. وﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑـﺎﺳـﻢ زﻟـﺰال ﻃـﻮﻛـﻴـﻮ أو أﻳـﻮﻛـﻮﻏـﺎﻣـﺎ. إﻻ أن
ﻋﻠﻤﺎء اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ زﻟﺰال ﻛﻮاﻧﺘﺎ وﻫﻮ اﺳﻢ ﺣﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻃﻮﻛﻴﻮ
ﻻﻗﻰ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ اﻟﺰﻟﺰال. ﺗﻘﻊ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﲢﺖ ﺧﻠﻴﺞ ﺳﺎﻏﺎﻣﻲ.
ﻟﻘﺪ ﻫﺪم ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﺪن اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻋﻠـﻰ اﻣـﺘـﺪاد اﳋـﻠـﻴـﺞ ﻣـﺎ
ﻧﺴﺒﺘﻪ ٠٥% ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت ﺑﻞ وارﺗﻔﻌﺖ اﻟﻨﺴﺒﺔ أﺣﻴﺎﻧﺎ إﻟـﻰ ٠٨%. وﻛـﺎن اﻟـﻀـﺮر
اﻷﺷﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ا ﺪن أو أﺟﺰاء ا ﺪن اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻓﻮق ﺗﻮﺿﻌﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ
رﺑﺎﻋﻴﺔ ﻫﺸﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﻠﺖ اﻷﺿﺮار ﺑﻮﺿﻮح وﺳﻂ اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﺸﺎدة ﻓﻮق ﻗﻮاﻋﺪ
ﺻﺨﺮﻳﺔ ﺻﻠﺒﺔ. ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﺤﺮاﺋﻖ دور ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺨﺮﻳﺐ اﻟﺒﻴﻮت ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻫﺬه
ا ﺪن.
ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮت ﺗﺒﺪﻻت واﺿﺤﺔ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﳋﻠﻴﺞ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﻇﻬﻮر ﻛﺘﻞ ﻣﻮﺟﻴﺔ ﻋﺎﺗﻴﺔ ﺿﺮﺑﺖ اﻟﺸﻮاﻃﻰء اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﺑﻌﻨﻒ. وﻛـﺎن ارﺗـﻔـﺎﻋـﻬـﺎ
ﻳﺮﺑﻮ ﻋﻠﻰ ٠١م وﻳﻄﻠﻖ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻷﻣﻮاج اﺳﻢ ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ
وﻫﻲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﻟﺰﻻزل. ﲡﻤﻌﺖ ﻓﻲ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال ﻣﻈﺎﻫﺮ
ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺎ ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻓﻠﻘﺪ اﻧﺪﻓﻌﺖ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ا ﻮاﺿﻊ اﻟﻨﻮاﻓﻴﺮ
ا ﺎﺋﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ زﻟﺰﻟﺔ اﻷرض. وﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت وﻛﻤﺎ ﻓﻲ زﻟﺰال ﻧﻴﻮ ﻣﺪرﻳﺪ
ﺣﻤﻠﺖ ا ﻴﺎه ا ﺘﺪﻓﻘﺔ اﻟﺮﻣﺎل ﻣﻌﻬﺎ راﺳﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻮﻫﺎت رﻣﻠﻴﺔ ﺣﻠﻘﻴﺔ
ﺟﻤﻴﻠﺔ. وﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ ﻇﻬﺮ/ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺟﺴﺮ ﻗﺪ ﻗﺪ ﻃﻮاه اﻟﻨﺴﻴـﺎن
وﻛﺎن ﻗﺪ ﺑﻨﻰ ﻗﺒﻞ ٠٠٧ ﻋﺎم ﻓﻮق ﺳﻄﺢ اﻷرض. ﻛﻤﺎ أن ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻧﺪﻓﻌﺖ
ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ. ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻗﻮة اﻟﺰﻟﺰال ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳋﻠﻴﺞ
ا ﺬﻛﻮر. إﻻ أن ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺒﻠﻎ درﺟﺔ اﻟﻜﺎرﺛﺔ. وذﻟﻚ ﻷن ا ﺪن
ا ﺼﺎﺑﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﺒﻴﺮة ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻟﻜﻦ اﻷﺿﺮار اﺨﻤﻟﻴﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ أﻫﻢ ﻣﺪﻳﻨﺘ
ﻓﻲ ا ﻨﻄﻘﺔ وﻫﻤﺎ ﻃﻮﻛﻴﻮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ وأﻳﻮﻛﻮﻏﺎﻣﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻳﻮﻛﻮﻏﺎﻣﺎ أﻛﺒﺮ ﻣﻮاﻧﻰء اﻟﻴﺎﺑﺎن وواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻐﺮﺑﻲ
ﳋﻠﻴﺞ ﻃﻮﻛﻴﻮ وﺗﺒﻌﺪ ﻘﺪار ٥٦ﻛﻢ ﻋﻦ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄـﺤـﻴـﺔ ﻟـﻠـﺰﻟـﺰال. وﻳـﻘـﻮل
ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎن: »ﻟﻘﺪ اﻧﻄﻠﻘﺖ أﺻﻮات ﺻﻔﻴﺮ دوت ﺑﺸﺪة ﺛﻢ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﺻﺪﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ
ﺗﻬﺪﻣﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻬﺎ ﺧﻤُﺲ ا ﺒﺎﻧﻲ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﻟﻘﺪ ﺣﺪﺛﺖ اﻟﻬﺰة ﻇﻬﺮا ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. أي
402
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن اﻟﻨﺎس ﻳﺤﻀﺮون ﻓﻴﻪ وﺟﺒﺎت اﻟﻐﺪاء.
وراﻓﻖ اﻟﻬﺰة ﻇﻬﻮر ﺣﺮاﺋﻖ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ وﻗـﺪر ﻋـﺪدﻫـﺎ
ﺑﻨﺤﻮ ٨٠٢ ﺣﺮﻳﻘﺔ ﻣﻊ أن ﻋﺪدﻫﺎ ﻛﺎن ﻣﺤﺪودا ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ وﻟﻜﻦ ازداد ﻋﺪدﻫﺎ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ وأﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ وإﺧﻤﺎدﻫﺎ. ﻟﻘﺪ ﺗﻬﺪﻣﺖ ﻛﻞ اﻟﺒﻴﻮت
ا ﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﺤﺮاﺋﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰﻟﺔ وﺗﻜﺴﺮت ﻣﺮاﻛﺰ اﻟـﺘـﺰود ﺑـﺎ ـﻴـﺎه. وﻓـﻲ ﻫـﺬه
اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻫﺒﺖ رﻳﺢ ﻗﻮﻳﺔ زادت ﻣﻦ اﺳﺘﻌﺎر اﳊﺮاﺋﻖ وﻣﻦ ﺗﻼﺣﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺑـﻌـﺾ
اﻷﻣﺎﻛﻦ وﻣﻦ ﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ اﻟﻨﺠﺎة ﻣﻦ ﺗﻬـﺪم اﻟـﺒـﻴـﻮت ﻫـﺮﺑـﺎ ﻣـﺴـﺮﻋـﺎ أﻣـﺎم أﻣـﻮاج
اﻟﻨﻴﺮان ا ﺘﻘﺪﻣﺔ. وﻟﻜﻦ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺗﻼل ﻣﻦ ﺣﻄﺎم اﻟﺒـﻴـﻮت وا ـﺒـﺎﻧـﻲ وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ
ﺧﻤﺪ أوار اﻟﺰﻟﺰال ﻛﺎن ﻋﺪد اﻟﻬﺎﻟﻜ ٧٢ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ وﻋﺪد اﳉﺮﺣﻰ ٠٤ أﻟﻒ
إﻧﺴﺎﻧﺎ ودﻣﺮ ﺎﻣﺎ ﻗﺮاﺑﺔ ٠٠٧ أﻟﻒ ﻣﻨﺰل ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ ﻟﻘﺪ اﻧﻘﻄﻌﺖ اﺗﺼﺎﻻت
ا ﺪﻳﻨﺔ ﻣﻊ ا ﺪن اﻷﺧﺮى وﻗﺮر ﺜﻠﻮ ا ﺪﻳﻨﺔإرﺳﺎل ﻣﺒﻌﻮﺛ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﻮﻛﻴﻮ
ﻃﻠﺒﺎ ﻟﻠﻨﺠﺪة وا ﺴﺎﻋﺪة. وﻟﻜﻦ ﻣﺎذا ﺷﺎﻫﺪ ﻫﺆﻻء ﻫﻨﺎك! اﻟﺪﻣﺎر ﺑﻌﻴﻨﻪ«. ﺎ
أن ﻃﻮﻛﻴﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٩ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻓﺈن اﻷﺿﺮار ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻣﺔ
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ أﻗﻞ ﻣﻦ أﺿﺮار ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻳﻮﻛﻮﻏﺎﻣﺎ. إﻻ أن اﳊﺮاﺋﻖ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺷﺪ
ﻓﺘﻜﺎ وﺣﻤﻠﺖ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ وﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ أﻳـﻮﻛـﻮﻏـﺎﻣـﺎ ﺗـﻨـﻄـﻠـﻖ
اﳊﺮاﺋﻖ وﺑﺎ^ن واﺣﺪ ﻓﻲ اﲡﺎﻫﺎت ﻋﺪﻳﺪة وﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ. وﻟﻘﺪ
ﳒﺤﺖ ﺑﻌﺾ اﳉﻬﻮد ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻧﺪﻻع اﳊﺮاﺋﻖ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ
اﳉﺰء اﻟﻘﺪ ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻮارع واﻷزﻗﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺳﻴﺎرات
اﻹﻃﻔﺎء ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻬﺎ ﺟﻴﺪا ﻟﺬا ﻓﺈن وﻃﺄة اﳊﺮاﺋﻖ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺷـﺪﻳـﺪة وﺧـﺎﺻـﺔ
ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻋﻠﻤﻨﺎ أن أﻛﺜﺮ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺰود ﺑﺎ ﺎء ﻗﺪ دﻣﺮت. و ﺎ زاد ﻣـﻦ أوارﻫـﺎ
اﻟﺮﻳﺎح اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻟﻬﺐ اﻟﻨﻴﺮان ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ ا^ﺧﺮ ﻓﻮﻗﻒ رﺟﺎل
اﻹﻃﻔﺎء ﻋﺎﺟﺰﻳﻦ ﻋﻦ أداء ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ. اﺳﺘﻤﺮت اﳊﺮاﺋﻖ ﺛـﻼث ﻟـﻴـﺎل ﻣـﺘـﻮاﻟـﻴـﺔ
وأﺗﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٤% ﻣﻦ أﺣﻴﺎء ا ﺪﻳﻨﺔ. وﻫﻲ ﻣﻦ ﻣﺪن ا ﻼﻳ ﻛـﻤـﺎ
ﻧﻌﻠﻢ. وﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻳﻮﻛﻮﻏﺎﻣﺎ ﻓﺮ اﻟﻨﺎس أﻣﺎم اﻟﻨﻴﺮان وارﺗﻄﻤﻮا ﺑﺤﻮاﺟـﺰ
اﻟﺮﻛﺎم ا ﻨﺰﻟﻲ واﳉﺴﻮر ا ﻨﻬﺎرة واﻟﺸﻘﻮق اﻟﻔﺎﻏـﺮة أﻓـﻮاﻫـﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺸـﻮارع.
ﳉﺄ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ا ﺪﻳﻨﺔ اﻷﻗﻞ ﺗﺨﺮﺑﺎ وإﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺒﻌﻴﺪة
ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻋﻦ ﻣﻨﺎل اﻟﻨﻴﺮان. وﻟﻜﻦ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ إﺣﺪى اﻟﺴﺎﺣﺎت ا ﻜﺸﻮﻓﺔ ﻛﺎرﺛـﺔ
ﻣﺮوﻋﺔ ﻓﻠﻘﺪ ﲡﻤﻊ ﻫﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٤ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻓﻀﺎﻗﺖ ﺑﻬﻢ اﻟﺴـﺎﺣـﺔ
وﻓﺠﺄة اﻧﻔﺠﺮت اﻟﺒﻴﻮت اﺠﻤﻟﺎورة ﺑﺴﺒﺐ ارﺗﻔﺎع اﳊﺮارة داﺧﻠﻬﺎ وﻫﻠﻚ اﳉﻤﻴﻊ
502
اﻟﺰﻻزل
ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻬﻮاء ا ﺘﻘﺪ ا ﺸﺒﻊ ﺑﺸﺮر اﻟﻨﻴﺮان. وﻋﻨﺪﻣﺎاﻧﺘﻬﺖ اﻟﻨـﻴـﺮان ﻛـﺎن ﻋـﺪد
اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻓﻲ ا ﺪﻳﻨﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ و٠٤ أﻟﻒ ﺟﺮﻳﺤﺎ ودﻣﺮ ٠٠٤ أﻟﻒ
ﻣﻨﺰل ﺎﻣﺎ ﺑﻮﺳﺎﻃﺔ اﳊﺮاﺋﻖ واﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. ﻛﺜﺮت ﺑﻌﺪ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ ﻓﻔﻲ ﻃﻮﻛﻴﻮ ﻣﺜﻼ ﺣﺪث ﺧﻼل ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ٧٣٢ ﻫﺰة
وﺳﺠﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ رﺻﺪ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﻃﻮﻛﻴﻮ ٦٥٢١ ﻫـﺰة. وﻫـﺬا ﻋـﺪد ﻛـﺒـﻴـﺮ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺰﻻزل ﺎﺛﻠﺔ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻇﻬﺮت ﻓﻲ ﺷﻤﺎل
وﺷﺮق ﺧﻠﻴﺔ ﺳﺎﻏﺎﻣﻲ اﻧﺸﻄﺎرات ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻛﺜﻴﺮة وﺗﺄﺛﺮ ﻗﺎع اﳋﻠﻴﺞ ﺑﺎﻟﺰﻟﺰال
ﺑﺸﺪة. ﻓﻠﻘﺪ ﻫﺒﻂ وﺳﻄﻪ ﻘـﺪار ٠٠١-٠٠٢٢م وﻓـﻲ ﺟـﺰﺋـﻪ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻲ ارﺗـﻔـﻊ
اﻟﻘﺎع ﻘﺪار ٠٥٢م. ﻟﻘﺪ أدﻫﺶ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﻟﻜـﺒـﻴـﺮ ﻓـﻲ ﺗـﻀـﺎرﻳـﺲ ﻗـﺎع اﳋـﻠـﻴـﺞ
اﻟﻌﻠﻤﺎء. وﻧﺎدرة ﺗﻠﻚ اﻟﺰﻻزل اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺴﺒـﺐ ﻓـﻲ ﺣـﺪوث ﻣـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮات
اﻟﻜﺒﻴﺮة. ﻟﻢ ﺾ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﺣﺘﻰ أﻋﺎد اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﻮن ﺑﻨﺎء ا ﺪن وﻟﻜﻦ ﺑﺸﻮارع
ﻋﺮﻳﻀﺔ وﺑﺄﺑﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ واﳊﺮاﺋﻖ. وﺗﻄﻮرت ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺑـﻨـﺎء
ا ﺪن اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ واﺳﻊ ﺑﻌﺪ ﻫﺬااﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺎن وﻓﻲ أﻧـﺤـﺎء أﺧـﺮى
ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ.
٤-ﻟﺰﻟﺰال ﻏﺮاﻧﺪ-ﺑﺎﻧﻜﺲ ٩٢٩١
ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻣﺮﻛﺰ ﻫـﺬا اﻟـﺰﻟـﺰال اﻟـﺬي ﺣـﺪث ﻓـﻲ ٨١ ﻧـﻮﻓـﺒـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺎم ٩٢٩١
ﻣﺘﻤﺮﻛﺰا ﻓﻲ اﶈﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ ﻓﻲ أﻋﻤﺎق اﻟﺴﻔﺢ اﻟﻘﺎري وذﻟﻚ إﻟﻰ اﳉﻨﻮب
ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻧﻴﻮﻓﺎوﻧﺪﻻﻧﺪ وإﻟﻰ اﻟﺸﺮق ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﻮﺗﻼﻧﺪ اﳉﺪﻳﺪة )ﻛﻨﺪا(.
ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻬﺰة ﻓﻲ ﻛﻞ ا ﻘﺎﻃﻌﺎت اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻟﻜﻨﺪا وﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق اﻟﻮﻻﻳﺎت
ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. و ﺎ أن أﻗﺮب ﻧﻘﻄﺔ ﻟﻠﻴﺎﺑﺴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٠٤ﻛﻢ ﻣـﻦ
ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻓﺈن اﻟﻬﺰة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ وﻣﺎﺧﻠﻔﺘﻪ ﻣﻦ دﻣﺎر ﻣﺤـﺪود
ﻗﻴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ ا ﻌﺮوﻓﺔ. إﻻ أن أﻫﻢ ﻣﺎ ﻴﺰه ﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓـﻲ ﻗـﺎع
اﶈﻴﻂ ﻓﻠﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ دﻋﻢ ﻣﻔﻬﻮم اﶈﻠﻮل اﻟﺼﺨﺮي ا ﻌـﻠـﻖ أو اﻟـﻌـﻜـﺮ.
ﻟﻘﺪ وﺟﺪت ﺳﻔﻴﻨﺘﺎن ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮﺗﺎ ﺑﻬﺰة ﻋﻨﻴـﻔـﺔ
ﻛﺎدﺗﺄن ﲢﻄﻤﻬﺎ وﻟﻜﻦ اﺳﺘﻤﺮ ﻣﺤﺮﻛﺎ اﻟﺴﻔﻴﻨﺘﺎن ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻈﻦ رﺑﺎﺑﻨﺔ اﻟﺴﻔﻴﻨﺘ
أﻧﻪ اﻻرﺗﻄﺎم ﺑﻘﺎع ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺿﺤﻠﺔ إﻻ أن اﻟـﻘـﺎع ﻛـﺎن ﻋـﻤـﻴـﻘـﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ.
وﻫﻜﺬا ﺗﺄﻛﺪ ﻫﺆﻻء ﻣﻦ أن اﻟﺼﺪﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺰة ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﲢﺖ ﻣﻴﺎه
اﻟﺒﺤﺮ.
602
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻟﻘﺪ ﻫﺪﻣﺖ ﺑﻌﺾ ا ﺪاﺧﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻬﺰة اﻷرﺿﻴـﺔ وﺗـﻌـﺮض
ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮق ﻟﻠﺘﺸﻘﻖ واﻻﻧﺰﻻق ﻛﻤﺎ أن اﻷدوات ا ﻨﺰﻟﻴﺔ ﺗـﺴـﺎﻗـﻄـﺖ ﻣـﻦ
ﻋﻠﻰ رﻓﻮف ا ﻨﺎزل. وﻟﻜﻦ اﻟﺴﺒﺐ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘـﺨـﺮﻳـﺐ ﻫـﻨـﺎ ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻷﻣـﻮاج
اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ اﻟﺘﻲ أوﺟﺪﺗﻬﺎ رﺟﻔﺔ اﻷرض. ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت ﻣﻮﺟﺔ اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ
ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﻣﻦ ا ﺮﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ اﻟﺴﻄﺤﻲ وﺧﻼل ﺛﻼث ﺳﺎﻋﺎت ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﺻـﻠـﺖ
اﻟﺸﻮاﻃﻰء اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﺸﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة ﻧﻴﻮﻓﺎوﻧﺪ ﻻﻧﺪ وﺗﺴﺎرﻋﺖ اﻷﻣﻮاج ﺤﺎذاة
اﻟﺸﺎﻃﻰء ﻓﺎزدادت ارﺗﻔﺎﻋﺎ وأﺻﺒﺤﺖ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﻣﺪﻣﺮة ﻓﺪﻣـﺮت اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣـﻦ
ﻣﺮاﻛﺰ ﺻﻴﺪ اﻷﺳﻤﺎك اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﺒﻴﻮت ا ﻮﺟﻮدة ﻫﻨﺎك وﻗﺘﻞ ﺳﺒﻊ وﻋﺸﺮون
إﻧﺴﺎﻧﺎ ﻓﻘﻂ.
وﻟﻘﺪ ﻟﻮﺣﻈﺖ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻓـﻲ أﻣـﺎﻛـﻦ ﺑـﻌـﻴـﺪة ﺟـﺪا ﻛـﺠـﺰر اﻷزور
وﺑﺮﻣﻮدا وﻟﻜﻦ دون ا^ﺛﺎر ﺗﺨﺮﻳﺒﻴﺔ.
إن أﻫﻢ ﻣﺎ ﻴﺰ ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال وﻗﻮﻋﻪ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ اﻟﻘﻴـﻌـﺎن اﶈـﻴـﻄـﻴـﺔ ﻏـﻨـﻰ
ﺑﺎﻟﻜﺎﺑﻼت )اﻷﺳﻼك( ا ﻤﺪدة ﻓﻲ ﻗﺎع اﶈﻴﻂ. واﻟﺬاﻫﺒﺔ إﻟﻰ أوروﺑﺎ وﻛـﻨـﺪا
واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺰق إﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﻛﺎﺑﻼ ﻓﻲ ٨٢ ﻣﻮﺿﻌﺎ وﻟﻘﺪ
ﻟﻔﺘﺖ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة أﻧﻈﺎر اﻟﻌﻠﻤﺎء. ﻛﻤﺎ وﺟﺪ أن أﺷﺪ اﻷﻣﺎﻛﻦ ﺰﻗﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ
ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺆرة اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻛﻤﺎ أن اﻟﺘﻤﺰق اﻟﻜﺒـﻴـﺮ ﻇـﻬـﺮ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺪ ٠٠٨ﻛـﻢ ﻣـﻦ
اﻟﺒﺆرة. وﺗﺒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻘﻄﻊ أﺣﺒﺎل اﻻﺗﺼﺎل ﻟﻢ ﻳﺘﻢ دﻓﻌﺔ واﺣﺪة وﻻ ﻓﻲ
ﻓﺘﺮة واﺣﺪة. ﻓﻠﻘﺪ ﺣﺪث ذﻟﻚ ﻻﺣﻘﺎ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﺛﺎر اﻫﺘﻤﺎم اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ
ﺣﺎوﻟﻮا ﺗﻔﺴﻴﺮ ذﻟﻚ واﺳﺘﺮﻋﻰ اﻧﺘﺒﺎﻫﻬﻢ وﺟﻮد ﻣﺠﺎري ﻣﺎﺋﻴﺔ ﻧﻬﺮﻳﺔ ﻣﻐﻤﻮرة
ﺘﺪ ﺑﻌﻴﺪا داﺧﻞ اﶈﻴﻂ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺮى ﻧﻬﺮ ﻫﺪﺳﻮن. واﺠﻤﻟﺎري ﻫﻨﺎ ﻋﻤﻴﻘﺔ
وﺧﺎﻧﻘﻴﺔ ﺗﺸﻖ اﻟﻌﺘﺒﺔ اﶈﻴﻄﻴﺔ ﺑﻞ وﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺴﻔﺢ اﻟﻘﺎري اﻟﻌﻤﻴﻖ وأﻗﺪاﻣﻪ.
ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻌﻜﺮ اﻟﺘﻲ ﳒﻤﺖ ﻋﻦ اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ ﻗـﺪ ﺳـﻠـﻜـﺖ اﺠﻤﻟـﺎري
ا ﺎﺋﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻣﻨﺪﻓﻌﺔ ﺑﻘﻮة ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻴﻖ ا ﻤﺮ واﻟﻬﺰات ا ﺘﻌﺎﻗﺒـﺔ وازدادت
ﻛﺜﺎﻓﺔ ا ﺎء اﻟﻌﻜﺮ ﻣﻊ ﻣﺮورﻫﺎ ﻓﻮق ﻗﺎع اﶈﻴﻂ وﲢﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻣﺎﻳﺸﺒﻪ اﻟﺴﻴﻮل
ا ﺪﻣﺮة ﻓﻲ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﲢﺪث ﺳﻴﻮل اﻟﻌﻜﺮ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﺘﺸﻜﻞ
ﺳﻴﻼ أﻛﺒﺮ أﺷﺪ ﺳﺮﻋﺔ وﻛﺜﺎﻓﺔ وﺗﺨﺮﻳﺒﺎ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻟﻬﺎ ﻗﻮة ﺻﺪم ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻜﻨﺘﻬﺎ
ﻣﻦ ﺰﻳﻖ ﺣﺒﺎل اﻻﺗﺼﺎل اﻟﻬﺎﺗﻔﻴﺔ واﺣﺪة ﺑﻌﺪ أﺧﺮى. وﻟﻮ ﺣﺴﺒـﻨـﺎ ا ـﺴـﺎﻓـﺔ
واﻟﺰﻣﻦ اﻟﻼزﻣ ﻟﺘﻌﺎﻗﺐ ﺰق اﻟﻜﺎﺑﻼت ﻻﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺮﻋﺔ ﺳﻴﻞ اﻟﻌﻜﺮ
ﻫﺬا. وﻗﺪرت ﺳﺮﻋﺘﻪ ﺑﻨﺤﻮ ٠٩ﻛﻢ/ﺳﺎ وﻫﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘـﻤـﺰﻳـﻖ اﻷﺣـﺒـﺎل
702
اﻟﺰﻻزل
اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ. و ﺎ ﻳﺆﻳﺪ ذﻟﻚ ﻫﻮ أن اﻷﺣﺒﺎل ا ﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻨﺤﺪرة ﻗﺪ
ﺰﻗﺖ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻐﻤﺮ ﺑﺎﺠﻤﻟﺮوﻓﺎت اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ وﻟﻜﻦ ا ﻮﺟﻮدة ﻣﻨﻬﺎ
ﻓﻲ ا ﻮاﺿﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ا ﻴﻞ ﻗﺪ ﻏﻤﺮﺗﻪ اﻟﺘﻮﺿﻌﺎت اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ. وﻗﺴﻤﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻤـﻞ
ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻣﻮاﺿﻌﻪ اﻷﺻﻠﻴﺔ.
ﻳﺸﻴﺮ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه إﻟﻰ ﺣﺠﻢ ا ﻮاد اﻟﻄﻴﻨﻴﺔ اﻟﻬﺎﺋـﻞ واﻟـﺘـﻲ دﻓـﻌـﺖ وﺣـﻤـﻠـﺖ
ﺑﻌﻴﺪا ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺰﻟﺰال وﻗﺪر وزﻧﻬﺎ ﻼﻳ اﻷﻃﻨﺎن وﺧﺮﺑﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ اﻋﺘﺮﺿﻬﺎ
أﺛﻨﺎء زﺣﻔﻬﺎ. ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ا ﻘﻴﺎس ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺔ ا ﻮاد اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻻ ﻜﻦ أن ﲢﺪﺛﻪ
ﺳﻮى اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ. أﻣﺎ ﺑﻘﻴﺔ ا ﺆﺛﺮات ﻓﺈﻧﻬﺎ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ أن ﲢﺮك ﻣـﺜـﻞ
ﻫﺬه اﻟﻜﻤﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ.
٥-زﻟﺰال ﻟﻮﻧﻎ ﺑﻴﺘﺶ
وﻗﻊ اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧـﻴـﺎ وﻟـﻘـﺪ ﺣـﺪث ﻓـﻲ ٠١ ﻣـﺎرس ﻣـﻦ ﻋـﺎم
٣٩٩١. وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻘﻮة وﻟﻜﻦ ا^ﺛﺎره اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓﺎﻗﺖ ﺷﺪﺗﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ. واﻋﺘﺒﺮ
ﻮذﺟﺎ دراﺳﺎ ﺟﻴﺪا ﻷﻧﻪ ﺑ اﻟﻮﺿﻊ ا ﺄﺳﺎوي اﻟﺬي ﻴﺰت ﺑﻪ ﻣﺪن اﻟﻮﻻﻳﺎت
ا ﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﻨﻄﻘﺔ ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻛﺎن ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﺒﺪل ﺟﺬري ﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﺒـﻨـﺎء
ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻮﻻﻳﺔ.
ﺘﺪ ﻫﻨﺎ ﺻﺪع إﻳﻨﻐﻠﻮود ا ﻌﺮوف و ﺮﻛﺰت ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻓﻲ
ﻋﺮض اﶈﻴﻂ ﻗﺮب ﺧﻠﻴﺞ ﻛﺎﻧﺘﻴﻨﻐﺘﻮن ﺑﻴﺘـﺶ. ﻇـﻬـﺮت اﻟـﻬـﺰات اﻟـﺮادﻓـﺔ ﻓـﻲ
أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻌﺪدة ﻣﻦ ﺧﻂ اﻟﺼـﺪع ﻟـﺬا اﻋـﺘـﻘـﺪ أن اﻟـﺼـﺪع ﻛـﺎﻣـﻼ ﺷـﺎرك ﻓـﻲ
اﻟﺰﻟﺰال وﺧﺎﺻﺔ ﺷﻤﺎل ﻟﻮﻧﻎ ﺑﻴﺘﺶ. ﻟﻘﺪ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺘـﻲ
ﺳﺎن دﻳﻴﻐﻮ وﺳﺎﻧﺘﺎ ﺑﺎرﺑﺎرا. أي ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٨ﻛﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻖ اﻟـﻘـﺎرة وﺷـﻌـﺮت ﺑـﻪ
اﻟﺴﻔﻦ اﻟﺘﻲ ﻏﺎدرت ا ﻴﻨﺎء ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة ﻏﻴﺮ ﻃـﻮﻳـﻠـﺔ ﻗـﺒـﻞ اﻟـﺰﻟـﺰال. ﻛـﺎﻧـﺖ ﻗـﻮة
اﻟﺪﻓﻊ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﺘـﺠـﻬـﺔ ﻧـﺤـﻮ اﻷﻋـﻠـﻰ وﺗـﻀـﺮرت ﻛـﻞ ا ـﺴـﺎﺣـﺔ ا ـﻤـﺘـﺪة ﻣـﻦ
ﻛﺎﻧﺘﻴﻨﻐﺘﻮن وﺣﺘﻰ ﻟﻮس أﳒﻠﻮس. و ﺮﻛﺰ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻟﻮﻧﻎ
ﺑﻴﺘﺶ وﻗﺪرت اﳋﺴﺎﺋﺮ ﺑﻨﺤﻮ ٠٥ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻرا ا^ﻧﺬاك واﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﳊﺪﻳﺜﺔ
ﺗﺮى أن اﳋﺴﺎﺋﺮ أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ.
أﻣﺎ ﺎذا ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺰﻟﺰال اﻟﻀﻌﻴﻒ ﻫﺬا ﺑﻜﻞ ﻫﺬه اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺒ أن
اﻟﻬﺰة ﻗﺪ ﺣﺪﺛﺖ ﻓﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ذات ﺻـﺨـﻮر ﻣـﺆﻟـﻔـﺔ ﻣـﻦ اﳊـﺠـﺎرة واﳊـﺼـﻰ
واﻷﻃﻴﺎن وﻣﻦ ﻣﺠﺮوﻓﺎت ﻣﺎﺋﻴﺔ وﺳﻴﻠﻴﺔ إذ ﺮ ﻫﻨﺎ ﻧﻬﺮ ﻟﻮس أﳒﻠﻮس. ﻛﻤﺎ
802
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
أن ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻛﺎن ﻋﺎدﻳﺎ ﻻ ﻳـﻘـﺎوم اﻟـﻬـﺰات ﺟـﻴـﺪا ﻣـﻊ أن ﺟـﻨـﻮب وﻻﻳـﺔ
ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ﻣﺸﻬﻮرة ﺑﺘﺎرﻳﺨﻬﺎ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ. وﻟﻮﺣﻆ أن ا ﺒﺎﻧﻲ ا ﺘـﻴـﻨـﺔ ﺗـﻀـﺮرت
ﺑﺪرﺟﺔ أﻗﻞ. وﺗﻀﺮرت ا ﺪارس ﻛﺜﻴﺮا ودﻣﺮت ٥٨ ﻣﺪرﺳﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٧% وﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ا ﺪارس اﻷﺧﺮى ﻗﻮﺿﺖ ـﺎﻣـﺎ. وﻟـﻮ ﻗـﺪر ﻟـﻠـﺰﻟـﺰال أن ﻳـﻘـﻊ ﻗـﺒـﻞ ﺑـﻀـﻊ
ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ ﺣﺪوﺛﻪ ﺎت ا^ﻻف اﻷﻃﻔﺎل ﲢﺖ أﻧﻘﺎض ﻣﺪارﺳﻬﻢ. وﻟﻘﺪ أﺑﺎﻧﺖ
ا ﺪارس واﻷﺑﻨﻴﺔ ﻣﺪى اﻹﳒﺎز اﻟﺴﻴﻰء اﻟﺬي اﺗﺒﻊ ﻓﻲ ﺗﻌﻤﻴﺮﻫﺎ وﻣﻦ ﺣﺴﻦ
اﳊﻆ ﻟﻢ ﺗﺸﻬﺪ ا ﺪﻳﻨﺔ ﺣﺮاﺋﻖ ا ﺪﻳﻨﺔ ﺣﺮاﺋﻖ ﻛﺒـﻴـﺮة ﻛـﻤـﺎ ﺟـﺮت اﻟـﻌـﺎدة ﻓـﻲ
زﻻزل أﺧﺮى إذ دﻣﺮت أرﺑﻊ ﻣﺤﻄﺎت ﺣﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﻣﺠـﻤـﻮع ٢١ ﻣـﺤـﻄـﺔ وﻣـﺎت
ﺑﻌﺾ رﺟﺎل اﻹﻃﻔﺎء وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻤﻠﻬﻢ وﻛﺎﻧﺖ ا ﻴﺎه ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺟﻴﺪا إﻻ أن
ﺻﻔﺎرات اﻹﻧﺬار دﻣﺮت وأﺧﻤﺪت ﻛﻞ اﳊﺮاﺋﻖ ﻗﺒـﻞ أن ﺗـﺘـﺴـﻊ ﻛـﺜـﻴـﺮا وﻣـﺎت
ﻗﺮاﺑﺔ ٠٢١ إﻧﺴﺎﻧﺎ.
ﻳﺒ ﻟﻨﺎ اﻟﺰﻟﺰال ﻣﺪى اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ اﻟـﺘـﻲ ـﻜـﻦ أن ﲢـﺪﺛـﻬـﺎ
اﻟﺰﻻزل ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ ﺻﻠﺒﺔ وﻣﻌﻤﺮة ﺑﺄﺷﻜﺎل
ردﻳﺌﺔ وﻻ ﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻘﺎوم اﻟﻬﺰام ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ.
ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال اﺗﺨﺬت اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔـﻮرﻧـﻴـﺎ ﻛـﻞ
اﻷﺳﺒﺎب اﶈﻴﻄﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺑـﻨـﺎء ا ـﺪارس وا ـﻨـﺸـﺎ^ت اﺨﻤﻟـﺘـﻠـﻔـﺔ وذﻟـﻚ
ﺑﺎﻹﻗﻼل ﻣﻦ أﺿﺮار اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻲ.
٦-زﻟﺰال ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ ٢٥٩١
ﻓﻲ ١٢ ﻳﻮﻟﻴﻮ ﻣﻦ ﻋﺎم ٢٥٩١ وﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﺮن ﻛﺎوﻧﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺰة أرﺿﻴﺔ
ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺷﺪ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧـﻴـﺎ ﺧـﻼل ا ـﺌـﺔ ﺳـﻨـﺔ اﻷﺧـﻴـﺮة وﻫـﻲ
اﻷﻛﺜﺮ ﺗﺪﻣﻴﺮا ﺑﻌﺪ زﻟﺰال ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤـﺪة. ﻟـﻘـﺪ
أﺣﺪث اﻟﺰﻟﺰال دﻣﺎرا ﻛﺒﻴﺮا ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ا^روﻳﻦ ووﺗﻴﻬﺎ ﲡﺎﺑﻲ. أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ
ﺑﻴﻜﺮزﻓﻴﻠﺪ ﻓﺎﻷﺿﺮار ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ وﻟﻘﺪ راﻓﻖ اﻟﺰﻟﺰال اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ
ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ. ووﻗﻌﺖ إﺣﺪاﻫﺎ ﻓﻲ ١١ أﻏﺴﻄﺲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻗﺮﻳﺐ ﺟﺪا
ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻴﻜﺮزﻓﻴﻠﺪ وأ ﺖ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ. وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺮى
أن اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ ا ﺘﻜﺮرة رﻏـﻢ أﻧـﻬـﺎ اﻷﺿـﻌـﻒ ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﻗـﺪ أﺗـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﻫـﺬه
ا ﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻟﺬا ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑ ﻣﺎﺧﺮﺑﺘﻪ اﻟﻬﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ واﻟﻬﺰات
اﻟﺮادﻓﺔ.
902
اﻟﺰﻻزل
أﻣﺎ ﺳﺒﺐ اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻴـﺮﺟـﻊ ﻻﻧـﺰﻻق ﻓـﻲ ﺻـﺪع واﻳـﺖ ووﻟـﻒ)×٥( إﻧﻪ ﻓـﺎﻟـﻖ
ﺻﻐﻴﺮ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﻳﻘﻊ ﺷﻤﺎل ﺷـﺮق ﺻـﺪع ﺳـﺎن أﻧـﺪرﻳـﺎس وﻫـﻮ ﻓـﻲ اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻣـﻦ
اﻟﺼﺪوع واﻟﻔﻮاﻟﻖ اﺠﻤﻟﺎورة وا ﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺼﺪع ﺳﺎن أﻧﺪرﻳـﺎس ا ـﺸـﻬـﻮر. ﻟـﻘـﺪ
ﺑﺪأ اﻻﻧﺰﻻق ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٦ﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﻄﺢ اﻷرض ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮب
ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺼﺪع. وﻫﻜﺬا ﻓﺎﳊﺮﻛﺔ ﺖ ﻋﺒﺮ اﻟﺼﺪع ﻛـﺎﻣـﻼ. ﻛـﻤـﺎ اﻛـﺘـﺸـﺎف
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻘﻮق ا ﺘﻘﻄـﻌـﺔ اﻻﻧـﺘـﺸـﺎر ﻛـﻤـﺎ ﻇـﻬـﺮت اﻧـﺰﻻﻗـﺎت ﻓـﻲ
اﻟﺼﺪوع اﻟﺼﻐﻴﺮة وﺗﺸـﻘـﻖ ﺳـﻄـﺢ اﻷرض وﺣـﺪﺛـﺖ اﻧـﺰﻻﻗـﺎت ﺻـﺨـﺮﻳـﺔ ﻓـﻲ
ا ﺮﺗﻔﻌﺎت. وﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ ﻛﺄﻧﻨﺎ أﻣﺎم ﺧﻠﺪ ﻋﻤﻼق ﻗﺪ ﺷﻘﻖ ﻣﺎ ﲢﺖ اﻟﺘﺮﺑﺔ وأﻋﻄﺎﻧﺎ
ﻫﺬا ا ﺸﻬﺪ. وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻘﻘﺎت ﺳﺒﺒﻬﺎ اﻧﺰﻻق اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻟﺮﺳﻮﺑﻴﺔ.
و ﻜﻦ أن ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺻﺪﻋﺎ ﺣﻘﻴﻘﻴﺎ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ا^روﻳﻦ وﻗﺪ
أﺧﺬ ﺷﻜﻞ ﺗﺪرﺟﺎت اﻧﺰﻻﻗﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ )٠٣-٠٦ﺳﻢ(. وﺣﺪث ﻣﻴﻞ ﻋﺎم ﻟﻸرض
ﻧﺤﻮ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ.
وﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﺼﺪع ﺗﻜﺜﺮ اﻻﻧﻜﺴﺎرات ا ﺘﻮازﻳﺔ. ﻟﺬا ﺗﺨـﻠـﻌـﺖ
اﻷرض ﻫﻨﺎ ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺣﺪوث ارﺗﻔﺎﻋـﺎت ﺻـﺪﻋـﻴـﺔ ﻣـﺤـﻠـﻴـﺔ. وﺗـﻘـﻊ ﻫـﻨـﺎ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ أﻧﻔﺎق ﻟﻠﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ و ﻜﻦ أن ﻧﺸﺎﻫﺪ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﺼﺪوع
ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻧﻔﺎق. ﻟﻘﺪ ﺗﻀﺮرت اﻷﻧﻔﺎق ﻛﺜﻴﺮا وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺴﻜﻚ اﳊﺪﻳﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ
اﻧﺜﻨﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺸﺪة ﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺷﺪة ﻗﻮة اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺘﻲ راﻓﻘﺖ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ
ورﺻﺪت ﺣﺮﻛﺎت ﺳﻘﻮط واﻧﺰﻻﻗﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﻧﻔـﺎق وﻋـﻨـﺪ ﻣـﺨـﺎرﺟـﻬـﺎ
وﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﺒﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﻨﺖ ا ﺴﻠﺢ وﻟﻘﺪ ﺗﻬﺪﻣﺖ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﻔﺎق ﺑﺸﺪة
ﻓﻈﻬﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ اﳋﺎرﺟﻲ واﺣﺘﺎﺟﺖ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﺻﻼح ﻣﻌﻘﺪة وﻣﻜﻠﻔﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻇﻬﺮت ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻃﺮﻳﻔﺔ ﺑﻌﻴﺪا ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻦ اﻟﺼﺪع ﻓﺎ ﻨﺨﻔﻀﺎت
ا ﺘﺮﻋﺔ ﺑﺎ ﺎء ﻗﺪ ﺣﺰﺗﻬﺎ ﺻﺪوع ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ اﻟﺼﺪع اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﺘﻌﺮﺿﺖ ا ﻴﺎه
اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻟﻀﻐﻂ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﺎﻧﺪﻓﻌﺖ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﺑﻘﻮة ﻓﺘﻜﻮﻧﺖ ﺗﻼع ﻣﺨﺮوﻃﻴﺔ
ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺎﺨﻤﻟﺎﻳﻂ اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ وﻫﻲ ﻣﺆﻟﻔﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺮﻣـﺎل اﻟـﻨـﺎﻋـﻤـﺔ وراﻓـﻖ ذﻟـﻚ
وﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ أﺧﺮى اﻧﺰﻻﻗﺎت واﻧﻬﻴﺎرات واﺳﻌﺔ وﻛﺜـﻴـﺮا ﻣـﺎﻏـﻄـﺖ اﻟـﺼـﺨـﻮر
ا ﺘﺴﺎﻗﻄﺔ اﻟﻄﺮق ا ﻌﺒﺪة ﻓﻲ اﳉﺒﺎل وﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﺗﺪﺣﺮﺟﺖ اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
اﻟﻜﺒﻴﺮة إﻟﻰ ا ﻨﺨﻔﻀـﺎت اﺠﻤﻟـﺎورة. ﻟـﻘـﺪ ﻇـﻬـﺮ ﺟـﺰء ﻣـﻦ ﺻـﺪع واﻳـﺖ دوﻟـﻔـﺎ
اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ وذﻟﻚ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ وﻟﻜﻦ اﳊﻔﺮﻳﺎت اﻟﻨﻔﻄﻴـﺔ
)×٥( ف. ن. ﻳﺎﻛﻮ ﺷﻔﺎوﻣﺴﻮاه. اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ. ﻣﻮﺳﻜﻮ. ٧٧٩١.
012
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
أﺑﺎﻧﺖ اﻣﺘﺪاده اﻷﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ اﳉﻨﻮب اﻟﻐﺮﺑﻲ وﺗﻐﻄﻴﺔ ﺻﺨﻮر رﺳﻮﺑﻴـﺔ ﻧـﻬـﺮﻳـﺔ
ﺣﻤﻠﻬﺎ ﺳﺎن ﻫﺎوﻛ وﻇﻬﺮت ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺪرﺟﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳـﺔ و ـﺪى ﻳـﺼـﻞ
إﻟﻰ ٠٣-٠٦ﺳﻢ.
ﻟﻘﺪ أﻇﻬﺮت اﻟﺰﻻزل ﺗﺄﺛﻴﺮات ﻃﺮﻳﻔﺔ ﻓﻲ ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻓﻔﻲ ا^ﺑﺎر اﻟﻨﻔﻂ
وﺳﻮاﻫﺎ ﺑﺪت ﺗﺒﺪﻻت ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ا ﻴﺎه. إذ ارﺗﻔﻌﺖ ﻓﻲ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮا
وﺗﻨﺎﻗﺼﺖ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻳﺒﺪو إﻟﻰ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻻﻧﻀﻐﺎط
واﻻﻧﻜﻤﺎش وا ﺮوﻧﺔ اﻟﺘﻲ أﺑﺪﺗﻬﺎ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳊﺎوﻳﺔ ﻋﻠﻰ ا ﺎء. وﻟﻘﺪ زاد ﺻﺒﻴﺐ
اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻬﺎر ﺑﺴﺒﺐ ﻟﻬﺰة ﻟﻔﺘﺮات ﻣﺤﺪودة.
ﺑﻌﺪ أن ﺧﻤﺪ أوار اﻟﺰﻻزل ﺑﺪأت أﺑﺤﺎث ﻫﻨﺪﺳﻴﺔ ﻣﻜﺜﻔﺔ ﻔﻴﻬﺎ ﻓـﺤـﺺ
ﻛﻞ اﻷﺑﻨﻴﺔ وا ﺆﺳﺴﺎت وا ﻨﺸﺎ^ت ﻌﺮﻓﺔ درﺟﺔ اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ ﳊﻘﺖ ﺑﻬﺎ وأﺳﺒﺎب
ﺣﺪوﺛﻬﺎ وﻣﺪى ﻣﻘﺎوﻣﺘﻬﺎ ﻟﻠﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ وذﻟﻚ ﻟﻠﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺻـﻮرة أوﺿـﺢ
ﻋﻦ اﻟﺰﻻزل وﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﺗﺨﺎذه ﻣﻦ ﺣﻴﻄﺔ ﻋﻨﺪ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻣـﺎﺗـﺨـﺮب أوإﻗـﺎﻣـﺔ
أﺑﻨﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ. وﻟﻘﺪ ﺗﺒ أن ﻛﻞ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻬﺰات
اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻀﺮر ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ. ﻛﻤﺎ أن ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺑﻨﻴﺖ ﺟﻴﺪا وﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﺻﺤﻴﺤﺔ
ﻗﺎوﻣﺖ اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ ﺟﻴﺪا. وﺧﻼف ذﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺔ ﻟﻸﺑﻨﻴﺔ ذات اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟـﺴـﻴـﻰء
واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺮاع اﳊﻴﻄﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺒﻨﺎء. ﻓﻠﻘﺪ دﻓﻌﺖ اﻟﺜﻤﻦ ﻏﺎﻟﻴﺎ. وﻟﻮﺣﻆ
أن اﻷﺿﺮار اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﺖ ا ﺪارس ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺟﺪا ﻷﻧﻬﺎ ﺑﻨﻴﺖ ﺑﻌﺪ زﻟﺰال
ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ اﻟﺬي اﻧﺘﺸﺮت ﺑﻌﺪه ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ ا ﻘﺎوﻣﺔ
ﻟﻠﺰﻻزل ﻓﻲ ﻏﺮب اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜـﻴـﺔ. وﻓـﻲ ﺑـﻨـﺎء ﻣـﻦ ﻃـﺎﺑـﻖ واﺣـﺪ
ﻫﻮى اﻟﺴﻘﻒ ﻋﻠﻰ رؤوس أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪاﻋﺖ اﳉﺪران ﻧﺤﻮ اﳋﺎرج وذﻟﻚ
ﻷن اﻟﺴﻘﻒ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻌﺸﻘﺎ ﺟﻴﺪا ﺑﺎﳉﺪران. اﻣﺘﺪت ا^ﺛﺎر اﻟﺰﻟﺰﻻل اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ
ﺣﺘﻰ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﻟﻮس أﳒﻠﻮس وﻟﻮﻧﻎ ﺑﻴﺘﺶ وﻟﻜﻦ اﻷﺿـﺮار ﻛـﺎﻧـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﻜـﻞ
ﺗﺸﻘﻘﺎت وﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺑﻌﺾ أﺟﺰاﺋﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎ أن ا ﺪﻳﻨﺘ ﺗﻘﻌﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ )٠١١
و٠٦١( ﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال.
وﻣﻦ اﻟﻄﺮاﻓﺔ أن ﻧﺬﻛﺮ أن ﺑﻌﺾ اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﺘﻼﺻﻘﺔ ﻗﺪ ﻧﺼﺤﺖ ﺑـﻌـﻀـﻬـﺎ
اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺴﺒﺐ وﺻﻮل اﻟﻬﺰات اﻟﺮﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺘﺮات ﻣـﺘـﺒـﺎﻳـﻨـﺔ وﺑـﺴـﺒـﺐ ﺣـﺮﻛـﺔ
اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻹرﺗﺪادﻳﺔ وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﺑﻌﺾ اﳉﺪران أو ﺗﺸﻮﻫﺖ.
وﻫﻜﺬا ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ أن ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال أﻫﻤﻴﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻷﺑﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ ﺻﻠﺒﺔ
ﺻﺨﺮﻳﺔ وﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﺘﻘﺎوم اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻜﻦ.
112
اﻟﺰﻻزل
٧-زﻟﺰال ﺑﺤﻴﺮة ﻫﻴﺒﻐﲔ-ﻣﻮﻧﺘﺎﻧﺎ ٩٥٩١
ﻛﺎن ﻟﻴﻞ ٧١ ﻣﻦ ﻋﺎم ٩٥٩١ وﺿﺎء وﻳﺮﺳﻞ اﻟﻘﻤﺮ أﺷﻌﺘﻪ اﻟﻔﻀﻴﺔ إﻟﻰ اﻷرض
ً
ﻟﻴﻀﻔﻲ ﺟﻤﺎﻻ أﺧﺎذا ﻋﻠﻰ ﺟﻮ اﻟﻠﻴﻞ اﻟﻠﻄﻴﻒ. وا ﻜﺎن ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ ﺧـﺎﻧـﻖ ﻧـﻬـﺮ
ﻣﻴﺪﻳﺴﻮن ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻣﻮﻧﺘﺎﻧﺎ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ. ﻓﻂ ﻓﻲ ا ﻨﺘﺰه اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ روك ﻛﺮﻳـﻚ
وﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﺒﻌﺜﺮة ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﻨﻬﺮ ا ﺼﻄﺎﻓﻮن ﻓﻲ ﺳﺒﺎت ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻌـﺪ ﻳـﻮم
ﻣﻦ اﻟﻠﻬﻮ اﻟﻌﺎﺑﺚ اﻟﺼﺎﺧﺐ. وﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻮاﻓﻴﺮ ﻳﻠﻮﺳﺘﻮن ا ﺸﻬﻮرة
ﺗﻨﺸﺪ أﻏﺎﻧﻲ اﻟﺴﻌﺎدة. وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ دﻗﻴﻘﺔ ﲢﻮﻟﺖ اﻷﺣﻼم
اﻟﻮردﻳﺔ اﻟﻮادﻋﺔ إﻟﻰ ﻛﺎﺑﻮس ﻣﺮﻋﺐ إذ ﺑﺪأت اﻷرض ﺗﺮﺟﻒ وﺗﻬﺘﺰ وﺗﺰﺣﻒ
وأﺧﺬت اﻷﻣﻮاج اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﺗﺮﻃﻢ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﺒﻴﻮت ﺑﻘﺴﻮة ﺑﺮﺑﺮﻳﺔ واﻧﻄـﻠـﻖ
ﻫﺪﻳﺮ ﻣﺨﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﺼﺪوع واﻟﺸﻘﻮق. ﺛﻢ ارﺗﻔﻊ دوي ﺻﺎﻋﻖ إذ ﻗﺬﻓـﺖ ﻛـﺘـﻞ
ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺪوع واﻟﺸﻘﻮق. ﺛﻢ ارﺗﻔﻊ دوي ﺻﺎﻋﻖ إذ ﻗﺬﻓﺖ ﻛﺘﻞ ﺻﺨﺮﻳﺔ
ﻣﻦ ﻋﻠﻮ ٠٠٦م إﻟﻰ أﺳﻔﻞ اﻟﻨﻬﺮ وﻛﺎن ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻗﺮاﺑﺔ ٠٠٤م. وراﻓﻖ ذﻟﻚ ﺗﺪﺣﺮج
ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺼﺨﻮر واﻟﺘﺮﺑﺔ وﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺪرت ﺑﻨﺤﻮ ٠٥١ﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ.
وﺳﺪت ﻓﻲ ﳊﻈﺎت ﻫﺬه اﻟﺼﺨﻮر ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ﺑﺴـﺪ رﻛـﺎﻣـﻲ ﺑـﻠـﻎ ارﺗـﻔـﺎﻋـﻪ
٠٢١م. ودﻓﻨﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻲ ا ﻌﺴﻜﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﺑﺴﻤﺎﻛﺔ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ٠٦م. أﻣﺎ
اﻟﻬﻮاء وا ﺎء اﻟﺬي ﺻﺪﻣﺘﻪ ﻫﺬه اﻟﻜﺘﻞ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻗﺪ اﻗﺘﻠﻌﺖ اﻷﺷﺠﺎر ﻣﻦ ﺟﺬورﻫﺎ
وﺣﻄﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ اﻋﺘﺮﺿﻪ وأﻛـﻤـﻞ اﻟـﺘـﺨـﺮﻳـﺐ اﻟـﺬي أﳒـﺰﺗـﻪ اﻟـﻜـﺘـﻞ اﻟـﺼـﺨـﺮﻳـﺔ
ا ﺘﺴﺎﻗﻄﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻻﳒﺮاف اﻟﺼـﺨـﺮي ﻓـﻲ ﺧـﺎﻧـﻖ ﻧـﻬـﺮ ﻣـﻴـﺪﻳـﺴـﻮن أﺣـﺪ
اﻧﺰﻻﻗﺎت ﺻﺨﺮﻳﺔ وﺗﺮاﺑﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺰﻟﺰال إﻻ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻋﻨﻒ
واﻷﺷﺪ ﻣﻦ ﺳﻮاﻫﺎ. وﻣﺜﻞ ﻫﺬه ا ﻈﺎﻫﺮ ﺗـﻜـﺜـﺮ ﻋـﺎدة ﻓـﻲ ا ـﻨـﺎﻃـﻖ اﳉـﺒـﻠـﻴـﺔ.
وﻟﻮﺣﻆ أن اﻟﺼﺨﻮر ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺘﻄﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ وﻟـﻴـﺲ
ﻣﻦ اﻟﻐﻄﺎء اﻟﺼﺨﺮي اﻟﻔﺘﺎﺗﻲ اﻟﺬي ﻳﻐﻄﻴﻬﺎ ﻋﺎدة.
وﻳﺸﻴﺮ ﻫﺬا إﻟﻰ ﺷﺪة وﻗﻮة اﻟﺰﻟﺰﻟﺔ. ﻟﻘﺪ ﺑﻨﻲ ﺳﺪ ﻫﻴﺒﻐ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﻖ ﻧﻬﺮ
ﻣﻴﺪﻳﺴﻮن اﻟﺬي ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻴﺎﻫﻪ ﺑﺤﻴﺮة ﻫﻴﺒﻐ وﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ اﻟﺒﺤﻴﺮة. ﻇﻬﺮ
ﺳﺪ رﻛﺎﻣﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﻬﻴﺎرات اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ وﺑﺎرﺗﻔﺎع وﺻﻞ إﻟﻰ ٠٦ ﻣﺘﺮا
وﺑﺪأت ا ﻴﺎه ﺗﺘﺠﻤﻊ ﺑ اﻟﺴﺪﻳﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﺤﻴﺮة زﻟﺰاﻟﻴﺔ. وأﺧﺬت ا ﻴﺎه
ﺗﺘﺴﺮب إﻟﻰ ا ﻨﺎﻃﻖ اﺠﻤﻟﺎورة إﻻ أن اﳋﻄﻮرة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺜـﻠـﺖ ﻓـﻲ ﺗـﺰاﻳـﺪ
ﻋﻤﻖ اﻟﺒﺤﻴﺮة واﻟﺬي ﺳﻴﺆدي ﺣﺴﺐ رأي اﺨﻤﻟﺘﺼ ﻓﻲ ﳊﻈﺔ ﻣﺎ إﻟﻰ اﻧﻬﻴﺎر
اﻟﺴﺪ اﻟﺮﻛﺎﻣﻲ ﻫﺬا وﺑﺎﻟﻄﺒـﻊ ﺳـﺘـﻨـﺠـﻢ ﻋـﻦ ذﻟـﻚ ﻛـﻮارث وأﺿـﺮار أﻛـﺒـﺮ ﻣـﻦ
212
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﺗﺨﺮﻳﺐ اﻟﺰﻟﺰال. ﻛﻤﺎ أن اﻟﺰﻟﺰال ﻗﺪ أﺿﻌﻒ ﻣـﻦ ﻣـﻘـﺎوﻣـﺔ اﻟـﺴـﺪ اﻷﺳـﺎﺳـﻲ
ا ﻘﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻓﻠﻮ ﺗﻬﺪم اﻟﺴﺪ اﳉﺪﻳﺪ ﻻﻧﻬﺎر اﻟﺴﺪ اﻻ^ﺧﺮ وﻟﻈﻬﺮﺳﻴـﻞ
ﻋﻨﻴﻒ ﻣﺘﻮﺣﺶ ﻏﻨﻲ ﺟﺪا ﺑﺎﻟﺼﺨﻮر واﻷﻃﻴﺎن ﺎ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻪ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮﻳﺔ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ.
ﻓﻲ ﻇﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﲢﺮك ﻣﻬﻨﺪﺳﻮ اﻟﻮﻻﻳﺎﺗﺎ ﺘﺤﺪة ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻹﻳﺠﺎد ﺣﻞ
ﻟﻬﺬه ا ﺸﻜﻠﺔ. ﻟﻘﺪ ﺣﻔﺮ ﻫﺆﻻء ﻗﻨﺎة ﻓﻲ ﻗﻤـﺔ اﻟـﺴـﺪ ﻋـﺮﺿـﻬـﺎ ٥٧م وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ
ﺑﺪأت ا ﻴﺎه ﻓﻲ اﳉﺮﻳﺎن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎﺗﺰاﻳﺪت ﺣﺪة اﳉـﺮف ا ـﺎﺋـﻲ واﺳـﺘـﻄـﺎع
ا ﻬﻨﺪﺳﻮن ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺗﻌﻤﻴﻖ اﻟﻘﻨﺎة ﻘﺪار ٥١م. ﻟﻘﺪ أﻧﻘﺺ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ ﻣـﻴـﺎه
ﺑﺤﻴﺮة اﻟﺰﻟﺰال إﻟﻰ اﻟﻨﺼﻒ وأﺑﻌﺪ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻄﺮ ﺗﻬﺪم اﻟﺴﺪ.
ﻣﻊ أن أﻫﻢ ﺳﻤﺎت ﻫـﺬا اﻟـﺰﻟـﺰال ـﺜـﻠـﺖ ﺑـﺎﻻﻧـﺰﻻق واﻻﳒـﺮاف اﻟـﻮاﺳـﻊ
ﻟﻠﺼﺨﻮر وﻫﻮ أﻣﺮ ﻣﻌﻬﻮد ﻓﻲ اﳉﺒﺎل. إﻻ أن اﻷﻣﺮ ا ﺜﻴﺮ ﻫـﻨـﺎ ﺑـﺤـﺴـﺐ رأي
اﺨﻤﻟﺘﺼ ﻫﻮ ﻇﻬﻮر اﻟﺼﺪوع وﻣﻈﺎﻫﺮ اﳋﻔﺲ اﶈﻠﻲ وﻟﻘﺪ ﺮﻛﺰت اﻟﺼﺪوع
ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ واﳋﻔﺲ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺑﻬﺎ ﺣﻴﺚ اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺮﺧﻮة.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ ذات اﻟﺼﺨﻮر اﻟﺼﻠﺒﺔ ﻓﺎﻷﺿﺮار أﻗﻞ. وارﺗﻔﻌﺖ ﺑﻌﺾ اﻟﺼﺪوع
ﻧﺤﻮ ﺳﺘﺔ أﻣﺘﺎر وﺧﺮﺑﺖ أﺟـﺰاء ﻣـﻦ اﻟـﻄـﺮق ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻬـﺎ ﻫـﺪﻣـﺖ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ
ا ﺴﺎﻛﻦ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻗﺪر أن ﻗﺎع اﻟـﺒـﺤـﻴـﺮة ﻗـﺪ ﻏـﺎص ـﻘـﺪار ﺳـﺘـﺔ
أﻣﺘﺎر وأدى اﻟﻬﺒﻮط إﻟﻰ ﺣﺪوث ﺗﺬﺑﺬب ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻣـﺴـﺘـﻮى ﻣـﺎء اﻟـﺒـﺤـﻴـﺮة
وﻳﺮوي ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻴﺎن أﻧﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ واﻗﻔﺎ ﻓﻮق اﻟﺴﺪ واﻟﺒﺪر ﻳﻨـﻴـﺮ
ﺻﻔﺤﺔ ا ﺎء وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺪﺛﺖ اﻟﻬﺰة ﻧﻈﺮ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ رؤﻳﺔ ﺳﻄﺢ
ا ﺎء ﻻﻧﺨﻔﺎﺿﻪ اﻟﻜﺒﻴﺮ وﺗﺮاﺟﻌﻪ إذ ذﻟﻚ ﺑﺸﺪة وﺑﺴﺮﻋﺔ. ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﺑﻬﺪﻳﺮ
ﻳﺼﻢ اﻻ^ذان ﻋﺎدت ا ﻴﺎه ﻟﺘﺮﺗﻔﻊ ﻋﺎﻟﻴﺎ وﺗﺘﺴﻠﻖ ﺟﺪار اﻟﺴﺪ وﻛﺎدت ﺗـﻨـﺴـﻜـﺐ
ﻋﺒﺮه ﺛﻢ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ واﻧﺪﻓﻌﺖ ﻧﺤﻮ اﻷﻋﻠﻰ ﺛﺎﻧﻴﺔ. وﺗﻜﺮرت اﻟﻈﺎﻫﺮة
ﻣﺮات ﻋﺪﻳﺪة وﺑﻔﺘﺮة ﺑﻠﻐﺖ ﺳﺒﻊ ﻋﺸـﺮة دﻗـﻴـﻘـﺔ. وﺗـﻨـﺎﻗـﺼـﺖ ﺷـﺪة اﻟـﺘـﺄرﺟـﺢ
ا ﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪ اﳊﺮﻛﺔ اﻟﺮاﺑﻌﺔ وﻟﻜﻨﻬﺎ أﺧﺬت ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺺ ﺷﺪة وﺧﻤـﺪت ﺑـﻌـﺪ ١١
ﺳﺎﻋﺔ. أﻣﺎ ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻘﺪ ﺮﻛﺰت ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻳﺎوﺳﺘﻮن اﻟﺸﻬﻴﺮة.
ﻓﺤﺪﺛﺖ ﻫﻨﺎ ﺑﻌﺾ اﻷﺿﺮار واﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔودﻣﺮت ﺑﻌﺾ ا ـﻨـﺸـﺎ^ت
وﻟﻜﻦ اﻻ^ﺛﺎر اﻟﺒﺪﻳﻌﺔ ﻟﻠﺰﻟﺰال ﻇﻬﺮت ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ اﳊﺎرة أو ﻣﺎ ﻳﻌﺮف
ﺑﺎﳉﻴﺰر. وﻛﺎن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺧﺎﻣﺪ ﻓﺘﺠﺪد اﻧﺪﻓﺎﻋـﻪ ﺑـﻌـﺪ اﻟـﺰﻟـﺰال. وﺗـﺮﻛـﺰت
اﻷﺿﺮار ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺼﺪوع وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﳊﻆ أن اﻟﺴﺪ ﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺪا وﻟﻮﻻ
312
اﻟﺰﻻزل
ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ اﳉﻴﺪ وا ﻘﺎم ﻟﻠﺰﻻزل ﳊﺪﺛﺖ ﻛﺎرﺛﺔ ﻣﺮوﻋﺔ.
٨-زﻟﺰال أﻏﺎدﻳﺮ )اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻲ ٠٦٩١(
أﻏﺎدﻳﺮ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﺻﻄﻴﺎف ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ راﺋﻌﺔ ﺗﻐﺴﻞ ﺷﻮاﻃﺌﻬﺎ اﻟﺮﻣﻠﻴـﺔ ا ـﻤـﺘـﺪة
٥ﻛﻢ ﻣﻴﺎه اﶈﻴﻂ اﻷﻃﻠﺴﻲ. وﺗﻄﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﻌﺔ ﻗﺼـﻴـﺒـﺔ ا ـﺘـﻬـﺪﻣـﺔ واﻟـﻌـﺎﺋـﺪة
ﻟﻠﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ )اﻧﻈﺮ ﺻﻮرة اﻟﻐﻼف(.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ا ﺪﻳﻨﺔ ﻣﺰﻳﺠﺎ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎء اﻷوروﺑﻴﺔ اﳊﺪﻳﺜﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ
اﻟﻘﺪ ﺔ. ﻟﻘﺪ ازدﻫﺮت اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻫﻨﺎ ﺑﺴﺒﺐ ا ﻨﺎخ اﻟﺪاﻓﻰء اﻟﻌﺬب واﻟﺸﺎﻃﻰء
اﻟﺮﻣﻠﻲ اﻟﺬﻫﺒﻲ اﻟﺮﻣﺎل وﻛﺎﻧﺖ اﳋﺪﻣﺎت ﺘﺎزة وﻛﺬﻟﻚ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺮاﺣﺔ. ﻛﻤﺎ
أن اﻟﻔﻨﺎدق اﻟﻔﺨﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻣﺮة ﺑﺎ ﺼﻄﺎﻓ وﻛﺎﻧﺖ ﺷﻤﺲ ﻓﺒـﺮاﻳـﺮ ﺗـﺒـﻌـﺚ
اﻟﺪفء ﻓﻲ ا ﺎء وﻓﻲ اﻟﻨﺎس. وﻗﺪر ﻋﺪد ﺳﻜﺎن ا ﺪﻳﻨﺔ ﺑﻨﺤﻮ ٣٣ أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ.
اﻟﻮﻗﺖ ﻗﺒﻴﻞ ﻣﻨﺘﺼـﻒ ﻟـﻴـﻞ ٩٢ ﻓـﺒـﺮاﻳـﺮ ﻣـﻦ ﻋـﺎم ٠٦٩١ واﻟـﻨـﺎس ﺑـ ﻧـﺎﺋـﻢ
أرﻫﻘﺘﻪ ﻣﺘﻌﺔ اﻟﻨﻬﺎر وﻣﺴﺘﻴﻘﻆ ﻀﻲ وﻗﺘﻪ ﺳﻌﻴﺪا. وﻓﺠﺄة اﻫﺘـﺰت ا ـﺪﻳـﻨـﺔ
ﺑﻌﻨﻒ وﺧﻤﺪت أﺻﺪاء ا ﻮﺳﻴﻘﻰ اﻟﺼﺎﺧﺒﺔ ﻟﺘﻨﻄﻠﻖ أﺻـﻮات اﻟـﺪﻣـﺎر وزﻋـﻴـﻖ
اﻟﻨﺎس وﻗﻀﻲ اﻷﻣﺮ ﺧﻼل ٥١ ﺛﺎﻧﻴﺔ وﺳﻮﻳﺖ أﺣﻴﺎء ﻛﺎﻣﻠﺔ )اﻷﺣﻴﺎء اﻟـﻘـﺪ ـﺔ
واﳊﺪﻳﺜﺔ اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ واﻟﺘﻨﻔﻴﺬ(. وﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ا ﺮﻛﺰ اﻟﺴﻴﺎﺣﻲ واﻟﺘﺠﺎري
واﻟﻔﻨﺎدق اﻟﻔﺨﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎر وﻟﻮ ﺑﻨﺴﺒﺔ أﻗﻞ وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﺨﺮﻳﺐ
ﺗﺘﺮاوح ﻣﺎﺑ ٠٥ و٠٨% وﻫﻲ ﻧﺴـﺒـﺔ ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ. إذ اﻧـﻬـﺪﻣـﺖ ﻛـﺎﻣـﻼ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ
اﻟﻔﻨﺎدق وا ﺒﺎﻧﻲ اﻟﻘﻮﻳﺔ وﺗﺴﺎﻗﻄﺖ اﳉﺪران ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﺎ وﻛﺄﻧﻬـﺎ ﻣـﺼـﻨـﻮﻋـﺔ
ﻣﻦ ورق ﻣﻘﻮى. أﻣﺎ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ا ﺒﻨﻴﺔ ﻣﻦ اﻟـﻠـ واﻟـﻄـ أو اﳊـﺠـﺎرة
ﻏﻴﺮ ا ﺘﻴﻨﺔ ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻔﺖ ﺎﻣﺎ وﲢﻮﻟـﺖ إﻟـﻰ أﻧـﻘـﺎض وﻏـﺒـﺎر وﻣـﺎت ﲢـﺘـﻬـﺎ
ا^ﻻف اﻟﺒﺸﺮ إﻣﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻗـﻠـﻴـﻞ. إذ ﻟـﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻫـﻨـﺎك ﻓـﺮق ﳒـﺪة
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ. وﺑﻌﺪ ﻫﺪوء اﻟﺰﻟﺰال أﻣﺮت اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻫﻨـﺎك ﺑـﻬـﺪم ﻛـﻞ ا ـﺪﻳـﻨـﺔ. ﻟـﻢ
ﻳﻌﺮف ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺑﺪﻗﺔ وأﻋﻠﻦ رﺳﻤﻴﺎ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٢١ أﻟـﻒ إﻧـﺴـﺎن وﺟـﺮح
ﻗﺮاﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺪد وﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ أن ﻣﺠﻤﻮع اﻟﺴﻜﺎن ﻛﺎن ٣٣ أﻟﻔﺎ ﻓـﻨـﺴـﺒـﺔ
ا ﻮت ﻋﺎﻟﻴﺎ ﺟﺪا ﺑ اﻟﺴﻜﺎن. وﺣﺴﺐ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﺪد ا ﻮﺗـﻰ
ﻋﻦ ٠٢ أﻟﻒ إﻧﺴﺎﻧﺎ.
ﻟﻘﺪ رﺻﺪت اﻟﻬﺰة اﻷرﺿﻴﺔ ﻫﺬه ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺎت رﺻﺪ ﻛﻨﺪﻳﺔ ﺑﻌـﻴـﺪة ﺟـﺪا
ووﺟﺪ أن ﻣﺪى ﺗﺬﺑﺬب اﻷﻣﻮاج ﻛﺎن ﺿﻌـﻴـﻔـﺎ ﺟـﺪا ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ﻣـﻊ زﻻزل أﺧـﺮى
412
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻣﻌﺮوﻓﺔ ﻗﻮﻳﺔ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﻘﺪار اﻟﺰﻟﺰال ﻛﺎن ﻣﺘﻮاﺿﻌﺎ وأﻧﻪ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ
زﻟﺰال ﺳﺎن ﻓﺮاﻧﺴﻴﺴﻜﻮ اﻟﺬي ﺣﺪث ﻋـﺎم ٦٠٩١ ﺑـﻨـﺤـﻮ ٠٠٦٣ ﻣـﺮة. واﻟـﺴـﺆال
اﻻ^ن ﺎذا ﺣﺪث ﻫﺬا اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻟﻬﺎﺋﻞ?
إن ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ ﻳﻌﻮد أوﻻ: إﻟﻰ أن ﺑﺆرة اﻟﺰﻟﺰال ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺤﻠﺔ ﻛﺜـﻴـﺮا إذ ﻻ
ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻤﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات. ﻓـﺎ ـﺪﻳـﻨـﺔ إذن ﻗـﺮﻳـﺒـﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣـﻦ ﻣـﻜـﺎن
اﻟﺒﺆرة اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﻷن ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺰﻟﺰال اﻟﺴﻄﺤـﻲ ﻛـﺎن ﻏـﻴـﺮ ﺑـﻌـﻴـﺪ ﻋـﻦ ا ـﺪﻳـﻨـﺔ. وﻟـﻘـﺪ
ﺮﻛﺰ اﻟﺘﺪﻣﻴﺮ اﻷﺷﺪ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ اﻣﺘـﺪاده ٨ﻛـﻢ ﺣـﻮل ﻣـﺮﻛـﺰ اﻟـﺰﻟـﺰال. وﻟـﺴـﻮء
اﳊﻆ أن ا ﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻤﻦ ﻫﺬه اﻟﺪاﺋﺮة.
ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﻷن ا ﺪﻳﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺨﻄﻄﺔ وﻣﺒﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜـﻞ ﻳـﻘـﺎوم اﻟـﺰﻻزل. ﺑـﻞ إن
ﺑﻌﺾ اﻷﺑﻨﻴﺔ أﺿﻌﻒ ﻣﻦ أن ﻳﻘﺎوم ﺻﺪم رﻳﺎح ﻋﺎﺻﻔﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ ا ﺪﻳﻨﺔ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ ١٥٧١ ﻟﻬـﺰة ﻋـﻨـﻴـﻔـﺔ دﻣـﺮت ا ـﺪﻳـﻨـﺔ ا^ﻧـﺬاك. إن ا^ﺛـﺎر اﻟـﺪﻣـﺎر
ﻣﺤﺘﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ ﻛﻤﺎ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻣﺤﻴﺖ ﻣﻦ ذاﻛﺮة اﻟﻨﺎس. ﻟﻘﺪ
ﺷﻬﺪت ا ﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻣﻦ ا^ن إﻟﻰ ا^ﺧﺮ ﻗﺒﻞ وﻗﻮع اﻟﺰﻟﺰال
وﺗﻮﺿﺢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ا ﺪﻳﻨﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﻨﻄﻘﺔ زﻟﺰاﻟﻴﺔ. و ﺎ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
اﻟﺪﻣﺎر أن ﺑﻨﺎء ا ﺪﻳﻨﺔ ﻗﺪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت إدارﻳﺔ وﺳﻴﺎﺣﻴﺔ
وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﻨﻮﻋﻴﺔ وﻟﻮﺣﻆ أن ﺑﻌﺾ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ
ﺳﻠﻴﻤﺔ ﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ. وﻫﺬا ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧﻪ
ﻟﻮ ﺷﻴﺪت اﻷﺑﻨﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﺿﺮار اﳉﺴﻴﻤﺔ. وﻣﻦ
ﻫﻨﺎ ﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﺨﻤﻟﺘﺼ اﻻﺳﺘـﻔـﺎدة ﻣـﻦ ﺗـﺎرﻳـﺦ اﻟـﺰﻻزل ﻓـﻲ
ا ﺪﻳﻨﺔ واﳉﻮار واﺗﺨﺎذ اﳊﻴﻄﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻨﺪ ﺑﻨﺎء اﻟﺒﻴﻮت وﺳﻮاﻫﺎ.
٩-زﻟﺰال اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ٠٦٩١
)×٦(
ﻋﺎﻧﺖ ا ﻨﺎﻃﻖ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﺑﺪءا ﻣﻦ ١٢ ﻣﺎﻳـﻮ ﻣﻦ ﻋﺎم ٠٦٩١
وﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم وﺑﺘﻨﺎﻗﺺ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺷﺪة اﻟﺰﻻزل ﻣﻦ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻫﺰات
أرﺿﻴﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ. ﻗﺪ ﻫﺪﻣﺖ اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﻮﻣﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻬﺬه ا ﻨﺎﻃﻖ
اﻷﻣﺮ اﻟﺬي اﺣﺘﺎج إﻟﻰ ﺿﻊ ﺳﻨ ﻹﻋﺎدة إﻋﻤﺎر ﻫﺬه ا ﻨﺎﻃﻖ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ وﻟﻢ
ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﺘﺸﻴﻠﻴﻮن ا^ﻧﺬاك ﺗﻘﺪﻳﺮ واﻗﻊ اﻟﺰﻻزل واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ا ﺆ ﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﺘـﻬـﺎ.
)×٦( ﻫﺎرون )ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ(.
512
اﻟﺰﻻزل
ﻟﻘﺪ ﺑﺪأت ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻫﺰات أرﺿﻴﺔ ﺻﺒﺎح اﻟﺴﺒﺖ وﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ اﻧﻄﻠﻘﺖ
ﻫﺰة ﻋﻨﻴﻔﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻛﺎن ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﻬﺠﺰﻳﺮة ا^رواووﻛﻮ وﻟﻘﺪ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ
ﺣﺪوث أﺿﺮار ﺟﺴﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻧﺴﻴﺒﺴﻴﻮن وﻓﻲ ﻣﺪن ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة ا^راووﻛﻮ.
وﺗﺸﻴﺮ ﺧﺼﺎﺋﺺ اﻟﺰﻻزل ﻫﺬه إﻟﻰ ﻋﻤﻖ ﺑﺆرﺗﻬﺎ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘـﻘـﺪ أﻧـﻬـﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﺑﺆرﺗﻬﺎ اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ٠٦ﻛﻢ. ﻟﻘﺪ
ﺗﻠﺖ اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻫﺰات رادﻓﺔ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻳﺤﺘﻤﻞ أﻧﻬﺎ اﻧﻄﻠﻘﺖ
ﻣﻦ اﻟﺒﺆرة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ. وﻟﻜﻦ ﺧﻼل ﻳﻮم اﻷﺣﺪ أﺧﺬت اﻟﻬﺰات ﺗﺰداد وﻟﻢ
ﺗﻨﻄﻠﻖ أﻳﺔ ﻫﺰة ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺴـﺎﻋـﺔ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ ﻧـﻬـﺎرا. ﻟـﻘـﺪ ﻫـﺮب اﻟـﻨـﺎس ﻣـﻦ
ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ذﻋﺮا وﻫﺬا أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻤﻠﻪ إذ إﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺪﻗﻴﻘﺔ
اﳊﺎدﻳﺔﻋﺸﺮ وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﺣـﺪﺛـﺖ ﻫـﺰة ﺗـﺄرﺟـﺤـﻴـﺔ
ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺗﺸﺒﻪ اﳊﺮﻛﺔ ا ﻮﺟﻴـﺔ ا ـﺆﺛـﺮة ﻓـﻲ زورق ﻓـﻲ ا ـﺎء واﺳـﺘـﻤـﺮت ٠١- ٠٢
ﺛﺎﻧﻴﺔ وﻟﻜﻦ اﳊﺮﻛﺔ ﻋﺎﻣـﺔ داﻣـﺖ ﺛـﻼث دﻗـﺎﺋـﻖ. وﺑـﻌـﺪ ذﻟـﻚ ﺗـﻮاﻟـﺖ اﻟـﻬـﺰات
اﻟﺮادﻓﺔ اﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﺑﻼ اﻧﻘﻄﺎع ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﻟﻔﺘﺮة ﺳـﺎﻋـﺔ ﻛـﺎﻣـﻠـﺔ. وﻛـﺎﻧـﺖ اﻷﻣـﻮاج
اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ا ﺪى. وﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺑﺪأت ﻫﺰات ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻗﺼﻴﺮة
ﻣﺪى اﻷﻣﻮاج ﺗﺸﺒﻪ اﻟﻬﺰة اﻷوﻟﻰ.
ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل ﺷﻜﻠﺖ أﻗﺴﺎم اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ واﳉﻴﻮﻓﻴﺰﻳـﺎء
واﻟﻌﻤﺎرة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎت اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﻓﺮق ﻋﻤﻞ اﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﺮق ﻋﻤﻞ ﻣﻦ
ا ﻜﺴﻴﻚ واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة واﻟﻴﺎﺑﺎن. وﻣﻦ ﺣﺴﻦ اﳊﻆ أن اﻟﺒﺮوﻓﺴﻮر اﻟﻜﺒﻴﺮ
ﺑﻴﺮﺳﻴﻨﺖ أﻣﺎﻧﺪ ﻛﺎن ﻳﺪرس ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﺎﻧﺘﻴﺎﻏﻮ اﻟﺘﺸﻴﻠﻴـﺔ
وﻫﻮ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟـﺰﻻزل وﻋـﺎﻳـﺶ اﻟـﻌـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ زﻻزل ا^ﻻﺳـﻜـﺎ
واﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ وﻣﻨﻬﺎ زﻟﺰال ﻛﻴﺮن ﻛﺎوﻧﺘﻲ. وﻟﻘﺪ ﺳﺠﻞ ﻣﻼﺣﻈﺎت
ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻦ زﻟﺰال اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ.
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻬﺰات أﻋﻨﻒ ﻣﺎ ﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘ وﻫﻤـﺎ ا ـﻨـﻄـﻘـﺔ اﻟـﻮاﻗـﻌـﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﻰء اﶈﻴﻄﻲ ﻣﺎﺑ ﺑﻮﻳﺮ ﺗﻮﺳﺎ ا^وﻳﺪرا وﺟﺰﻳﺮة ﺗﺸﻴﻠﻮﺋﻲ ﺛﻢ ا ﻨﻄﻘﺔ
ا ﻤﺘﺪة ﻣﻊ ﺻﺪع رﻳﻠﻮﻧﺎﻛﻮي ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﻴـﺮات اﻟـﺘـﺸـﻴـﻠـﻴـﺔ. ﻟـﻘـﺪ ﻟـﻮﺣـﻆ
وﺟﻮد ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺴﻴﺶ )ارﺗﻔﺎع ﻣﺴﺘﻮى ﻣﺎء اﻟﺒﺤﻴﺮة ﻣﻜﺎﻧﻴﺎ( اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ
ﻣﺘﺮا. وﻛﺎﻧﺖ أﺷﺪ اﻟﻬﺰات ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة ﺗﺸﻴﻠﻮﺋﻲ إذ ﻇﻬﺮت اﻟﺸﻘﻮق اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ﻫﻨﺎ وﺗﻜﺴﺮت أﻏﺼﺎن اﻷﺷﺠﺎر ﺑﻞ إن ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺠﺎر اﻗﺘﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﺟﺬورﻫﺎ.
وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ
612
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاد ﻏﻀﺎرﻳﺔ ﻣﺸﺒﻌـﺔ ﺑـﺎ ـﺎء ﻓـﺘـﺤـﻮﻟـﺖ إﻟـﻰ وﺣـﻮل ﺳـﺎﺋـﻠـﺔ ﺟـﺮت
ﻛﺎﻟﺴﻴﻮل اﳉﺎﻣﺤﺔ وﺟﺮﻓﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺻﺎدﻓﺘﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ.
ﻟﻘﺪ ﺟﺮﻓﺖ ﺳﻴﻮل اﻟﻮﺣﻞ اﻟﻜﺜﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﻟﺪﻳﻔﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﻮت.
وﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔﺑﻮﻳﺮ ﺗﻮ-ﻣﻮﻧﺘﻲ ﺟﺮى ﺧـﺒـﺚ ﺳـﻴـﻠـﻲ ﻣـﺆﻟـﻒ ﻣـﻦ اﻟـﺮﻣـﺎل واﻷوﺳـﺎخ
ﺑﺎﲡﺎه ا ﺮﻓﺄ ﻏﺎﻣﺮا اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ راﺳﻴﺔ ﻫﻨﺎك. ﻟﻘﺪ ﺗﻌﺮﺿﺖ اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ
ﻫﻨﺎ ﻟﺘﺒﺪﻻت ﻛﺒﻴﺮة.ﻓﺎﳉﺎﻧﺐ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة )أراووﻛﺎ ارﺗﻔﻊ ﻘﺪار
ﻣﺘﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ وﻇﻬﺮ ﺷﺎﻃﻰء ﺟﺪﻳﺪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ. أﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة ﻣﻮﻫﻮ ﻓﻠﻘﺪ ﺑﻠﻎ
اﻻرﺗﻔﺎع ﻗﺮاﺑﺔ ا ﺘﺮﻳﻦ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺪﺛﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺧﻔﺲ ﻓـﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ
ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﻞ وا ﻨﺎﻃﻖ اﺠﻤﻟﺎورة ﻟﻬﺎ. ﻓﻤﺜﻼ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﻟﻴﺪﻳﻔﻴـﻨـﻴـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ
ﻣﻴﻨـﺎءً ﻧﻬﺮﻳﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺪة ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻣﻦ اﻟـﺒـﺤـﺮ وﺑـﻌـﺪ
اﻟﺰﻻزل ﻫﺒﻂ ﻣﺠﺮى اﻟﻨﻬﺮ ﻛﺎﻣﻼ ﻗﺮب اﻟﺒﺤﺮ ﻓﺎرﺗﻔﻌﺖ ا ﻴﺎه اﻟﺒﺤﻴﺮﻳﺔ ا ﺎﳊﺔ
ﺑﺎﲡﺎه اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻣﺘﺠﺎوزة ا ﺪﻳﻨﺔ. وﻗﺮب ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎدﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة ﺗﺸﻴـﻠـﻮﺋـﻲ
ﻏﻄﺖ ﻣﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻷرض وﻋﺎﻧﺖ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛـﻦ ﻣـﻦ
ﻃﻐﻴﺎن ا ﻴﺎه اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻛﻤﺎ ارﺗﻔﻊ ﻣﺴﺘﻮى ا ـﺎء ﻓـﻲ اﻷﻧـﻬـﺎر ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻷﻣـﻄـﺎر
اﻟﻌﺎﺻﻔﻴﺔ واﻧﺒﺜﺎق ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ.
اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺑﻠﺪ اﻟﻘﻤﻢ اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﻓﺈذا ﻣﺎ ﺳﺮت ﻋﺒﺮ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ
ﻛﺜﻴﺮا ﻣﺎ ﻧﺮى ﻣﺨﺎرﺛﻂ ﺑﺮﻛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺪﻳﻌﺔ. وﻣﻨﻬﺎ ﺑﺮﻛﺎن ﺑﻮﻳﻮﺋﻲ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺧﺎﻣﺪا
ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥٠٩١.
وﻟﻘﺪ ﺑﺪأ اﻟﺒﺮﻛﺎن ﻧﺸﺎﻃﻪ ﺑﻌﺪ ٨٤ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻣﻦ وﻗﻮع اﻟﺰﻟﺰال اﻷﺳﺎﺳﻲ.
ﻟﻘﺪ ﻗﺬف اﻟﺒﺮﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻧﻔﺠﺎره اﻟﺮﻣﺎد واﳊﺠـﺎرة واﻟـﺒـﺨـﺎرﻋـﺎﻟـﻴـﺎ ﻓـﻲ
اﳉﻮ وﻻرﺗﻔﺎع ٦ﻛﻢ.
اﺳﺘﻤﺮت اﻻﻧﺪﻓﺎﻋﺎت اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻋﺪﻳﺪة واﻧﺪﻓﻌﺖ ﻛﻤـﻴـﺎت ﻛـﺒـﻴـﺮة
ﻣﻦ اﻟﺒﺨﺎر واﻟﺮﻣﺎد ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻣـﺘـﺪاد ﺷـﻖ ﻃـﻮﻟـﻪ ٠٣ ﻣـﺘـﺮا ﻓـﻲ
ﺳﻔﺢ اﺨﻤﻟﺮوط اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ. ﻫﻨﺎ وﻛﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺰﻻزل ﺗﺪﻓﻘﺖ اﻟﻨﻮاﻓﻴﺮ
ا ﺎﺋﻴﺔ ا ﻌﺪﻧﻴﺔ ﻗﺎذﻓﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎل واﳋﺒﺚ وﻣﺘﻮﺿﻌﺔ ﻋﻠﻰ
ﺷﻜﻞ اﺨﻤﻟﺎرﻳﻂ اﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ. وﻳﻈﻬﺮ اﻟﺒﺮﻛﺎن ا ﺘﺠﺪد ﻫﺬا أن اﻟﻬﺰات اﻷرﺿﻴﺔ
ﻗﺪ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﲡﺪد وﺑﻌﺚ اﻟﺒﺮاﻛ اﳋـﺎﻣـﺪة ﺑـﻞ وﻗـﺪ ﺗـﺘـﺴـﺒـﺐ ﻓـﻲ اﻧـﺪﻻع
ﺑﺮاﻛ ﺟﺪﻳﺪة.
ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟﺒﻌﺜﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﺎﺑﺖ ا ﻨﻄﻘﺔ اﻛﺘﺸﺎف أي ﺻﺪع ﻳﺸﺒﻪ
712
اﻟﺰﻻزل
ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪﻧﺎه ﻓﻲ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮرﻧﻴﺎ. وﺗﺒ أن اﻻﻧﺰﻻﻗﺎت اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ أﻫﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮ
ﻫﺬا اﻟﺰﻟﺰال. أﻣﺎ اﻟﺘﺼﺪﻋﺎت ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻔﻴﻔﺔ. واﺳﺘﻘﺮ رأي اﻟﻌﻠﻤﺎء أن اﳊﺮﻛﺔ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺻﺪع رﻳﻠﻮﻧﺎﻛﺎوي. وﻇﻬﺮت اﻟﺼﺪوع
ﻗﺮب اﻟﺸﺎﻃﻰء ﻋﻨﺪ ﻣﻴﻮﻧﺎ وﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﺮﺳـﻮﺑـﻴـﺔ وﻟـﻜـﻦ ﻟـﻴـﺲ ﻟـﻬـﺎ
ارﺗﺒﺎط ﻣﻊ اﻟﺼﺪع اﻟﺴﺎﺑﻖ.
وﺑﻌﺪ أن ﺳﺠﻞ ﺑﻴﺮ ﺳﻴﻨﺖ أﻣﺎﻧﺪ اﻟﻬـﺰات اﻟـﺮادﻓـﺔ ﺗـﻮﺻـﻞ إﻟـﻰ اﺳـﺘـﻨـﺘـﺎج
ﻣﻔﺎده أن اﻟﺼﺪع ﺮ ﺤﺎذاة اﻟﺸﺎﻃﻰء وﻣﺮاﻛﺰ اﻟﻬﺰات اﻟﺮادﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ إﻟﻰ
ﺟﻨﻮب ا ﻨﻄﻘﺔ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ. وﻳﻈﻬﺮ ﺗﻮزع ﺑﺆر اﻟﺰﻻزل ﺣﻮل ﺧﻂ اﻟﺼﺪع ﻫﺬا إن
ﲡﻤﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ وﲢﺮرﻫﺎ ﻗﺪ ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻪ ﻛﺘﻞ ﺻﺨﺮﻳﺔ ﻫـﺎﺋـﻠـﺔ ﺑـﻠـﻎ
ﻋﺮﺿـﻬـﺎ ٠٠٣ﻛـﻢ واﻣـﺘـﺪادﻫـﺎ ٠٠٠١ﻛـﻢ. وﺗـﻮﺿـﺢ ﺳـﺠـﻼت ﻣـﺤـﻄـﺎت اﻟـﺮﺻـﺪ
اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ا ﺪﻣﺮة ﻟﻠﺰﻟﺰال. وﻫﻨﺎك وﺟﻬﺎت ﻧﻈﺮ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ
ﺣﻮل ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻃﺒﻴﻌﺔ وﺧﺼﻮﺻﻴﺔ اﻟﺰﻟﺰال. وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت
أن اﻷرض ﻗﺪﲢﺮﻛﺖ ﻋﺒﺮ اﻟﺼﺪع ا ﻤﺘﺪ ﻧﺤﻮ ﺷﻤﺎل ﺷﺮق. أﻣﺎ ﺑﻴﺮ ﺳـﻴـﻨـﺖ
أﻣﺎﻧﺪ ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺼﻮر ﺣﺪوث اﻟﺰﻟﺰال ﻛﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ: ﻟـﻘـﺪ وﻗـﻌـﺖ اﻟـﻬـﺰة اﻷوﻟـﻰ وﻣـﺎ
ﺗﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺰات رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻧﺸـﻄـﺎر اﻟـﺼـﺪع اﻟـﺴـﺎﺣـﻠـﻲ وﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ
ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮزع اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻻﻫﺘﺰازﻳﺔ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺻﺪع رﻳـﻠـﻮﻧـﺎﻛـﻮي
وﻟﺮ ﺎ ﺳﺎﻋﺪت اﳊﺮﻛﺔ ﻫﺬه ا ﻴﺎه اﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ اﻟﻐﻮر ﻋﻤﻴﻘﺎ ﻧﺤﻮ ﺧﺰان ا ﺎﻏﻤﺎ
اﻟﺼﺨﺮي )اﻟﺼﺨﻮر ا ﺼﻬﻮرة( ﻓﺴﺎﻋﺪت ﻋﻠﻰ ﺣﺪوث اﻻﻧﻔﺠـﺎر اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻲ.
وﻋﻨﺪ ﻛﻼﻣﻨﺎ ﻋﻦ اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﻏﺮاﻧﺪ ﺑﻴﻨﻜﺲ ﻳﺠﺐ أن ﻧﺬﻛﺮ ﺑـﻈـﺎﻫـﺮة أﻣـﻮاج
اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﻌﺎرﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺪوث اﻟﺰﻟﺰال ﻓﻲ ﻗﺎع اﶈﻴﻂ. ﻟﻘﺪ
أدى زﻟﺰال اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ إﻟﻰ ﺣﺪوث أﻋﻈﻢ ﻇﺎﻫﺮة ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮ.
ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺣﺪوث اﻟﺰﻟﺰال وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻴﻪ اﻟـﻨـﺎس
ﺑﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺎﻃﻰء إﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻻﺣﻆ ﻫﺆﻻء ﺗﺮاﺟﻊ ﻣﺎء اﻟﺒﺤﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻇﻬﺮ
ﻗﺎع اﶈﻴﻂ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻌﺪدة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﻰء وﻋﺮف ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ اﻟﻨﺎس وﻛﺬﻟﻚ
اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﻟﺬا ﻫﺮب اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ أﻛﺜﺮ ارﺗﻔﺎﻋﺎ.
وﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﺟﺪا ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ٠١-٠٢ دﻗﻴﻘﺔ ﻫﺠﻤﺖ اﻷﻣـﻮاج اﶈـﻴـﻄـﻴـﺔ
اﻟﻬﺎﺋﺠﺔ اﻟﺴﺮﻳﻌﺔ واﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ﺳﺘﺔ أﻣـﺘـﺎر إﻟـﻰ اﻟـﺸـﻮاﻃـﻰء وﺣـﻤـﻠـﺖ
ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺣﻄﺎم اﻟﺒﻴﻮت وﺟﺜﺚ اﻟﻨﺎس واﳊﻴﻮاﻧﺎت إﻟﻰ ﻣﺴـﺎﻓـﺎت ﺑـﻌـﻴـﺪة ﻓـﻲ
ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ و ﺴﺎﻓﺔ ﺛﻼث ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات وأﻛﺜﺮ. وﺗﻮاﻟﺖ ﻇﺎﻫﺮة اﻧﺪﻓﺎع ا ـﻮج
812
ﻗﺼﺺ ﻣﻦ اﻟﺰﻻزل
وﺗﺮاﺟﻌﻪ ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻃﻰء وﻛﺎن أﻋﻨﻔﻬﺎ ا ﻮﺟﺘﺎن اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ واﻟﺮاﺑﻌﺔ. وﻗﺘـﻞ ﺑـﻌـﺾ
اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ أﺳﺮﻋﻮا ﺑﺎﻟﻌﻮدة ﻟﺘﻔﻘﺪ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ. اﺳﺘﻤﺮت ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺘﺴـﻮﻧـﺎﻣـﻲ
ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻟﺰﻟﺰال وﻟﻘﺪ ﻓﻘﺪ ﻋﺪد ﻏﻴﺮ ﻣﺤـﺪود ﻣـﻦ
اﻟﺰوارق وﻗﺘﻞ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺮب إﻟﻰ اﻟﺰوارق ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰال اﻟـﺬي ﺣـﺪث ﻓـﻲ
اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺰوارق ﲢﻄﺖ ﺎﻣﺎ ﻣﻊ ﻗﺪوم أول ﻣﻮﺟﺔ ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻴﺔ.
ﻟﻢ ﺗﻌﺎن دوﻟﺔ اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﻟﻮﺣﺪﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺰﻟﺰال وﻟﻜﻦ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ أﻣﺎﻛﻦ ودول
أﺧﺮى ﺑﻌﻴﺪة ﺟﺪا ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﺰﻟﺰال. ﻟﻘﺪ اﻧﺪﻓﻌـﺖ ﻣـﻮﺟـﺔ اﻟـﺘـﺴـﻮﻧـﺎﻣـﻲ ﻣـﻦ
ﺷﺎﻃﻰء اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﻗﺎﻃﻌﺔ اﶈﻴﻂ اﻟﻬﺎدي وﺑﺴﺮﻋﺔ ٠٤٦ﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ وﺑﻄﺎﻗﺔ
ﻟﻢ ﺗﻀﻌﻒ إﻻ ﻗﻠﻴﻼ. وﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة ﻫﺎواي ﺣﻴـﺚ ﻟـﻢ ﻳـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟـﻨـﺎس ﻗـﻂ ﻣـﻊ
اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ أﺑﻠﻐﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻨﺎس ﺑﻘﺪوم اﻷﻣﻮاج اﻟﻌﺎﺗﻴﺔ وأﻧﺬرﺗﻬﻢ ﺑﺎﻻﺑﺘﻌﺎد
ﻋﻦ اﻟﺸﻮاﻃﻰء. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺪة اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ا ﻨﺎﻃﻖ ﻫﻨﺎ أﺿﻌﻒ ﺎ
ﻗﺪ ﺣﺴﺐ وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﻫـﻴـﻠـﻮ وﺑـﺴـﺒـﺐ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﻌـﺮوف ارﺗـﻔـﻌـﺖ ﻣـﻮﺟـﺔ
اﻟﺘﺴﻮﻧﺎﻣﻲ ﻛﺜﻴﺮا. وﺷﻮﻫﺪت ﺳﻼﺳﻞ اﻷﻣﻮاج ا ﺘﻌﺎﻗﺒﺔ وﺑﻠﻎ ارﺗﻔﺎع اﻷﻣﻮاج
اﻷوﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺘﺮ ﻓﻮق ﻣﺴﺘﻮى ﺳﻄﺢ اﻟـﺒـﺤـﺮ واﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ ﺛـﻼث أﻣـﺘـﺎر. أﻣـﺎ
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ اﻷﻋﻈﻢ إذ ﲡﺎوز ارﺗﻔﺎﻋﻬﺎ ٢١م واﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬه اﻗﺘﺤﺎم اﳉﺪار
ا ﻘﺎم ﻫﻨﺎ وا ﻤﺘﺪ ﺤﺎذاة اﻟﺸﺎﻃﻰء ﻓﺤﻄﻤـﺖ ﻛـﻞ ﺷـﻲء أﻣـﺎﻣـﻬـﺎ ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﺎ
وﺣﻤﻠﺖ اﻟﻘﺴﻂ اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﳊﻄﺎم إﻟﻰ ﻋﺮض اﻟﺒﺤﺮ أﺛﻨﺎء ﺗﺮاﺟﻌﻬﺎ. ودﻣﺮت
ﺧﻄﻮط وﻣﺤﻄﺎت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء وﺧﺮب اﳉﺰء اﻷﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮة ﻫﻴﻠﻮ ﺎﻣﺎ. ﻟﻢ
ﻳﺄﺑﻪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻫﻨﺎ ﺑﺈﻧﺬار اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﺬا ﻛﺎﻧﺖ اﳋﺴﺎﺋﺮ اﻟﺒﺸﺰﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة
إذ ﻗﺘﻞ ١٦ ﺷﺨﺼﺎ وﺟﺮح ٢٨٢.
ﻟﻘﺪ اﻧﺪﻓﻌﺖ اﻷﻣﻮاج أﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ اﻟﻐﺮب وﺑﻌﺪ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ
ﳉﺰر ﻫﺎواي وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٢٢ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺪوث اﻟـﺰﻟـﺰاﻟـﻔـﻲ اﻟـﺘـﺸـﻴـﻠـﻲ وﺻـﻠـﺖ
اﻷﻣﻮاج اﳉﺎﻣﺤﺔ إﻟﻰ ﺟﺰر اﻟﻴﺎﺑﺎن ﻣﺠﺘﺎزة اﶈﻴـﻂ اﻟـﻬـﺎدي ﺑـﺎﻟـﻜـﺎﻣـﻞ. ﻟـﻘـﺪ
ارﺗﻄﻤﺖ وﺗﻜﺴﺮت اﻷﻣﻮاج ﻋﻨﺪ ﺷﻮاﻃﻰء ﺟﺰر ﻫﻮﻧﺴﻴﻮ وﻫﻮﻛﺎﻳﺪو وﺑﻠﻎ ارﺗﻔﺎع
ا ﻮج ٥٫٣م.
ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺼﺪﻣﺔ ا ﻮﺟﻴﺔ اﻷﺳﻄﻮل اﻟﺮاﺳﻲ ﻫﻨﺎك وﻛﺬﻟﻚ ا ﻮاﻧﻰء وا ﻨﺸﺎ^ت
اﻟﺸﺎﻃﺌﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﳋﺴﺎﺋﺮ ﻛﺒﻴﺮة رﻏـﻢ ﺳـﻴـﺮ اﻷﻣـﻮاج ﻣـﺴـﺎﻓـﺔ ٧١ أﻟـﻒ ﻛـﻢ.
وﻗﺪرت ﺧﺴﺎﺋﺮ ا ﻨﺸﺎ^ت ا ﺪﻧﻴﺔ ﻓﻘـﻂ ﺑـﻨـﺤـﻮ ٠٧ ﻣـﻠـﻴـﻮن دوﻻرا ا^ﻧـﺬاك. وﻟـﻮ
أﺿﻔﻨﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﺧﺴﺎﺋﺮ اﻷﺳﻄﻮل واﳋﺴﺎﺋﺮ اﻷﺧﺮى ﻟﺘﻀﺎﻋﻒ اﻟﺮﻗﻢ إﻟﻰ ٠٠٤
912
اﻟﺰﻻزل
ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر وﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﻮاج ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٥١ أﻟﻒ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ إذ ﻓﻘﺪ
ﻫﺆﻻء ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ووﺳﺎﺋﻞ ﻋﻴﺸﻬﻢ وﻗﺘﻞ ٠٨١ ﺷﺨﺼﺎ.
ﻟﻘﺪ اﺳﺘﻌﺎﻧﺖ دوﻟﺔ اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺜﺎت ﻟﺪراﺳﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺰﻻزل ﻓﻲ
ا ﻨﺸﺎ^ت اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ. وﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻧﺴﻴﺴﺒﺴـﻴـﻮن ﻗـﺪ ﻋـﺎﻧـﺖ ﻣـﻦ زﻟـﺰال
ﻋﺎم ٩٣٩١ ﻟﺬا ﻋﻤﺪ إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ أﺑﻨﻴﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠـﺰﻻزل. وﺑـﺎﻟـﻮاﻗـﻊ ﻟـﻢ ﻳـﺤـﺪث
زﻟﺰال ٠٦٩١ أﺿﺮاراﺟﺴﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه ا ﺪﻳﻨﺔ. وﺑﻠﻐﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﺿﺮار ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ
اﳊﺪﻳﺪ واﻟﺼﻠﺐ ﺑﻨﺤﻮ واﺣﺪ ﻓﻲ ا ﺌﺔ ﻓﻘﻂ. وﻟﻜـﻦ اﳋـﺴـﺎﺋـﺮ اﻟـﻔـﺎدﺣـﺔ ﻗـﺪ
أﺻﺎﺑﺖ اﻟﺒﻴﻮت اﻟﺘﻲ ﺷﻴﺪت ﻗﺒﻞ ﻋﺎم ٩٣٩١.
022
اﳋﺘﺎم
اﳋﺘﺎم
ﻣﺎذا ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻌﻞ؟
إذا ﻣﺎ وﻗﻌﺖ اﻟﻮاﻗﻌﺔ وﺣﺪث اﻟﺰﻟﺰال ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ أن ﻧﻔﻌﻞ وﻛﻴﻒ ﻳﺠﺐ أن
ﻧﺘﺼﺮف. أﺳﺌﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪا ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﳒﺪ ﻟﻬﺎ أﺟﻮﺑﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺘـﻘـﻠـﻞ
ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻷﺿﺮار وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.
ﻣﻦ ا ﻌﺮوف أﻧﻪ أﺛﻨﺎء ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل ﺗﻜﻮن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ
ﺟﺮاء ﲢﺮك اﻟﺘﺮب واﻟﺼﺨﻮر ﻏﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮة وﻟﻜﻦ اﻟﻘﺴـﻢ اﻷﻋـﻈـﻢ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﻛـﺎن
ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻷﻣﻮر أﺧﺮى ﻛﺴﻘﻮط اﻷﺷﻴﺎء ا ﻨﺰﻟﻴﺔ واﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ وﻣﻦ اﳊﺠﺎرة
واﻟﺰﺟﺎج واﳉﺪران... اﻟﺦ و ﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺤﺪد ﻣﺴﺒﺒﺎت اﻟﻀـﺤـﺎﻳـﺎ اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ
واﻷﺿﺮار ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻷﻣﻮر اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ)×(:
ﺳﻘﻮط ﺣﻄﺎم اﻟﺰﺟﺎج وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻄﻮاﺑﻖ اﻟﻌﻠﻴﺎ. ﺳﻘﻮط أﺳﻼك اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ا ﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع وﻋﻠـﻰ ا ـﺎرة وﺑـﺨـﺎﺻـﺔﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ا ﺰدﺣﻤﺔ واﻟﻀﻴﻘﺔ.
ﺳﻘﻮط اﻷﺟﺴﺎم اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ واﻟﺼﻠﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻘﻖ اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ. اﳊﺮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﻬﺎ أﻧﺎﺑﻴﺐ وأﺳﻄﻮاﻧﺎت اﻟﻐﺎز ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﺗﻀﺮرت ﻣـﻦاﻟﺰﻟﺰال.
اﳊﺮاﺋﻖ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻷﺳﻼك واﻟﻮﺻﻼت اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ. ﺗﻌﻄﻞ ﻣﺤﻄﺎت اﻟﻀﺦ ا ﺎﺋﻴﺔ وﺗﻜﺴﺮ اﻷﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻠﻤﺎء. ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻟﻨﺎس اﻟﻄﺎﺋﺸﺔ ﻧﺘﻴﺠـﺔ ﻟـﻠـﻬـﻠـﻊ اﻟـﺬي ـﻠـﻜـﻬـﻢ ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻟـﻬـﺰةاﻷرﺿﻴﺔ.
ﻜﻦ ﻟﻠﻨﺎس وﻟﻠﺴﻠﻄﺎت اﶈﻠﻴﺔ وﺳﻮاﻫﺎ اﻹﻗﻼل ﻣﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺒﺸـﺮﻳـﺔ
ﺑﺨﺎﺻﺔ إذا ﻣﺎ ﺧﻄﻂ ﻟﻸﻣﺮ ﺑﺼﻮرة ﺟﻴﺪة ﻗﺒﻞ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل ﺑﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ
إذ ﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻫﺬا اﻟﻮاﻗﻊ أن ﲢﺪد اﻷﻣﻮر اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺠـﺐ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺴـﻜـﺎن
ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ وﻣﺎذا ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻔﻌﻠﻮا أﺛﻨﺎء اﻟﺰﻟﺰال. ﻛﻤﺎ ﻜﻦ ﲢﺪﻳﺪ اﻹﺟﺮاءات
اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ا ﺴﺎﻛﻦ وا ﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء. وﻫﻜﺬا ﻻﺑﺪ
)×( ﺷﻴﺒﺎﻟ . ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
122
اﻟﺰﻻزل
ﻣﻦ ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻨﺎس ﺑﻜﻴﻔﻴﺔ اﻟﺘﺼﺮف ﻗﺒﻞ وأﺛﻨﺎء وﺑﻌﺪ اﻟﺰﻟﺰال ﻷﻧﻬﻢ ﻫﻢ اﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻨﺎط ﺑﻬﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺿﺮوري.
١-ﻗﺒﻞ اﻟﺰﻟﺰال
اﻷﻣﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲﻫﻮ أن ﻧﻔﻜﺮ ﻗﺒﻞ ﺣﺪوث اﻟﺰﻻزل ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻌﻠﻪ وﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ أن
ﻧﺘﺼﺮف أﺛﻨﺎء اﻟﺰﻟﺰال وﺑﻜﻞ ﻫﺪوء وروﻳﺔ واﺗﺰان ﻋﺼﺒﻲ وذﻟﻚ ﺳـﻮاء أﻛـﻨـﺎ
ﻓﻲ ا ﻨﺎزل أم ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ أو ﻓﻲ ﺻﺎﻻت اﻟـﻌـﺮض... اﻟـﺦ. ﻣـﺜـﻞ
ﻫﺬا اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﻌﻤﻠﻲ واﻟﻔﻜﺮي ا ﺴﺒﻖ ﻳﺴﺎﻋﺪ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺼﺮف أﺛـﻨـﺎء
اﻟﺰﻻزل ﺑﻬﺪوء ورﺑﺎﻃﺔ ﺟﺄش أﻛﺒﺮ وﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻠﻮء
ﺑﺎﻟﻬﻠﻊ واﻻرﺗﺒﺎك.
أ- ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ
اﻻﻫﻢ ﻫﻮ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻻﻧﻀﺒﺎط وا ﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻻﺳﺘﻌﺪاد
ﺟﻴﺪا ﻓﺈن أي ﻫﻠﻊ وﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ا ﻬﻤﺎت اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻬﺎ ﺳﻴـﺆدي إﻟـﻰ
ﻓﻮﺿﻰ ﺛﻤﻨﻬﺎ ﻏﺎل ﺟﺪا وﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻹﻧﺸﺎﺋﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺒﻴﺒﺔ.
ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻋﻤﻞ ﺧﻄﺔ ﻃﻮارىء ﺟﺎﻫﺰة ﺗﻨﻔـﺬ أﺛـﻨـﺎء
اﻟﺰﻻزل وﲢﺪد ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت ﻛﻞ ﻓﺮد وﻣﺴﺆوﻟﻴﺎت رﺟﺎل اﻟﻄﻮارىء واﻹﻧﻘﺎذ
ﻓﻲ ا ﺆﺳﺴﺔ. ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗـﺨـﻠـﻰ ا ـﻤـﺮات واﻟـﺮدﻫـﺎت واﻷدراج واﻟـﺴـﻼﻟـﻢ
واﻷﺑﻮاب اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻴﻖ اﳊﺮﻛﺔ واﻻﻧﺘﻘﺎل. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري
ﻜﺎن ﺗﺜﺒﻴﺖ اﳋﺰن وﻛﻞ ﻣﺎﻫﻮ ﺛﻘﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻨـﺼـﺢ ﺑـﻮﺿـﻊ
اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻓﻮف. وﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ أن ﻳﻌﺮف أﻳﻦ ﻣﻮاﻗﻊ ﻣﻄﺎﻓﻰء
اﳊﺮﻳﻖ وأﻣﺎﻛﻦ ﻗﻄﻊ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ وإﻏﻼق ﺻﻨﺎﺑﻴﺮ اﻟﻐﺎز.
ب- ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺮاﻗﺐ دورﻳﺎ أوﺿﺎع اﻷﺟﻬﺰة اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ووﺳﺎﺋﻂ ﻧﻘﻞ اﻟﻄﺎﻗـﺔ
واﻟﻐﺎز وﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺮف ﻛﻞ أﻓﺮاد ا ﺴﻜﻦ أﻳﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ اﻟﻐﺎز واﻟﻜﻬﺮﺑﺎء
أو أﻣﺎﻛﻦ أﺳﻄﻮاﻧﺎت اﻟﻐﺎز ﻹﻏﻼﻗﻬﺎ ﺑﺈﺣﻜﺎم ﻋﻨﺪ اﳊﺎﺟﺔ.
ﻳﺠﺐ أن ﺗﺜﺒﺖ اﳋﺰن وا ﻜﺘﺒﺎت وﺧﺰن ا ﻄﺎﺑﺦ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺑﺎﳉﺪران أو
اﻷرض. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﻠﺰم رﻓﻊ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻓـﻮق اﻟـﺮﻓـﻮف وﻋـﺪم ﺗـﻌـﻠـﻴـﻖ
اﻟﺜﺮﻳﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة. ﻛﻤﺎ أن ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ا ﻌﺮﻓﺔ اﳉﻴﺪة ﺑﻄﺮق اﻹﺳﻌﺎف
222
اﳋﺘﺎم
اﻷوﻟﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺿﺮورﻳﺔ ﺟﺪا وﺑﺨﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ وﻗﻮع اﻟﺰﻻزل اﻟﻘﻮﻳﺔ. وﻫﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ
أن ﺗﻜﻮن ﻣﻮاد اﻹﺳﻌﺎﻓﺎت اﻷوﻟﻴﺔ ﻣﺘﻮاﻓﺮة وﻓﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﻴـﺪ ﻛـﻤـﺎ ﻳـﺠـﺐ أن
ﺗﻜﻮن ا ﺴﺎﻛﻦ ﻣﺠﻬﺰة ﺑﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻃﻔﺎء ا ﻨﺎﺳﺒﺔ وﻋﻠﻰ اﳉﻤﻴﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ.
٢-أﺛﻨﺎء اﻟﺰﻟﺰال
ﻟﻌﻞ اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮﻧﺎه ﻫﻮ رﺑﺎﻃﺔ اﳉﺄش واﻟﺘﺼﺮف ا ﺘﺰن وﻳﺠـﺐ
ﻋﺪم اﻻﺳﺘﺴﻼم ﻟﻠﻬﻠﻊ وﻋﻠﻰ اﻟﻜﺒﺎر ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﺸﺒﺎب واﻟﺼﻐـﺎر. ﻛـﻤـﺎ أﻧـﻪ ﻣـﻦ
اﻟﻀﺮورة ﻜﺎن أن ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻓـﻲ ا ـﻨـﺎزل داﺧـﻞ ﻣـﻨـﺎزﻟـﻬـﻢ وﻣـﻦ ﻫـﻢ ﻓـﻲ
اﻟﺸﻮارع ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع. وذﻟﻚ ﻷن أﺣﺪاﺛﺎ ﻣﺆﺳﻔﺔ ﻛﺜﻴﺮة ﲢﺪث ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳـﻬـﺮع
ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع وا^ﺧﺮون إﻟﻰ اﻟﺒﻴﻮت. وﻗﺪ ﻳﻌﻤﺪ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص
إﻟﻰ اﻟﻘﻔﺰ ﻣﻦ اﻟﻨﻮاﻓﺬ واﻟﺸﺮﻓﺎت. وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺴﺘﺤﺴﻦ ﻣﻐﺎدرة ا ﻨﺎزل ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻛﻦ ﻃﺎﺑﻘﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻴﺔ. أﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﻄﺎﺑﻘﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ
ﻓﻴﻔﻀﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ا ﻨﺎزل.
ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة اﻟﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﻮﻧﺎت ا ﻨﺰل أو ﻗﺮب اﻟﺮﻛﺎﺋﺰ
اﻷﺳﻤﻨﺘﻴﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ وﻳﺠﺐ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻷﺑﻮاب واﻟﻨﻮاﻓﺬ وﻋﻨﺪ اﳋـﺮوج ﻣـﻦ
ا ﻨﺰل ﻳﺠﺐ اﻟﻬﺒﻮط ﻋﺒﺮ اﻟﺪرج وﻟﻴﺲ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ا ﺼﺎﻋﺪ. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﺤﺬر ﺑﻞ
وﻳﺤﺮم اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﺜﻘﺎب أو اﻟﻘﺪاﺣﺎت أو اﻟﺸﻤـﻮع أﺛـﻨـﺎء اﻟـﺰﻻزل ﻷﻧـﻬـﺎ ﻗـﺪ
ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺪوث اﳊﺮاﺋﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺴﺮب اﻟﻐﺎز.
وﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﻳﺠﺐ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻷﺑﻨﻴﺔ واﻹﺳﺮاع إﻟﻰ اﻷﻣﺎﻛﻦ ا ﻜﺸﻮﻓﺔ
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻳﺠﺐ اﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻓﺎت واﻷﺳﻮار واﳉﺪران اﺨﻤﻟﺘﻠﻔﺔ واﻟﺘﻤﺎﺛﻴﻞ
وﻛﻞ ﻣﺎ ﻜﻦ أن ﻳﺴﻘﻂ.
وإذا ﻣﺎﻛﺎن اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرة ﻳﺠﺐ اﻟـﻮﻗـﻮف ﻓـﻲ اﻷﻣـﺎﻛـﻦ ا ـﻜـﺸـﻮﻓـﺔ
واﻟﺒﻘﺎء ﺑﻬﺪوء ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎرات وﻋﺪم ﻣﻐﺎدرﺗﻬﺎ وﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺬه اﻟﺴﻴﺎرات دور
إﻧﻘﺎذي ﻣﻬﻢ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺰات.
٣-ﺑﻌﺪ اﻟﺰﻟﺰال
ﻳﺤﺬر ﺎﻣﺎ اﻟﻜﺬب واﻟﺘﺨﻴﻞ وإﻋﻄﺎء اﻟﻨﺎس أﻳﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أو ﺗﻨـﺒـﺆات أو
ﺗﻮﻗﻌﺎت ﺑﺤﺪوث ﻫﺰات ﻻﺣﻘﺔ. وﻳﺠﺐ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﻨﺸﺮات واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ
ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ. وﻳﺠﺐ ﻓﺤﺺ أﺳﻄﻮاﻧﺎت وأﻧﺎﺑﻴﺐ اﻟﻐﺎز واﻷﺟﻬﺰة اﻟﻜـﻬـﺮﺑـﺎﺋـﻴـﺔ
322
اﻟﺰﻻزل
واﻷﺳﻼك اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ وإذا ﻣﺎ ﺗﻀﺮرت ﻳﺠﺐ إﻏﻼﻗﻬﺎ ﺑﺄﺣـﻜـﺎم. ﻛـﻤـﺎ ﻳـﺠـﺐ
اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ ﺗﺴﺮب اﻟﻐﺎز وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ راﺋﺤﺘﻪ ﻫﻲ ا ﺆﺷﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲ وﻋﻨﺪ ﺣﺪوث
ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﺘﺢ اﻟﻨﻮاﻓﺬ واﻷﺑﻮاب ﻟﻴـﻨـﻄـﻠـﻖ اﻟـﻐـﺎز ﺧـﺎرﺟـﺎ وﻳـﺠـﺐ
ﻣﻐﺎدرة ا ﺴﻜﻦ ﻣﺒﺎﺷﺮة وإﺑﻼغ ا ﺴﺆوﻟ ﻋﻦ ذﻟﻚ. ﻳﺤﺬر اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻬﻮاﺗﻒ
ﻹﺑﻼغ اﻟﻨﺎس ﺎ وﻗﻊ وإﺣﺪاث اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻟﻬﻠﻊ ﻓﻲ اﺠﻤﻟﺘﻤـﻊ ور ـﺎ ﻳـﺤـﺘـﺎج
إﻟﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﻲ أﻣﻮر أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺎﻹﺳﻌﺎﻓﺎت.
ﻳﺤﺮم اﻟﺴﻴﺮ ﺑﺪون ﺣﺬاء ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺷﻈﺎﻳﺎ اﻟﺰﺟﺎج أو اﻷدوات ا ـﻌـﺪﻧـﻴـﺔ
اﳊﺎدة وا ﺴﺎﻣﻴﺮ واﻟﺴﻜﺎﻛ واﻟﺸﻮك. ﻛﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﺪم اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻦ اﻟﻐﺮف
ا ﺘﻀﺮرة وﻋﺪم اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﳉﻠﺐ ﺑﻌﺾ اﳊﻮاﺋﺞ.
ﻳﺠﺐ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺟـﻴـﺪا أن ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﻬﺰات اﻟﻼﺣﻘﺔ أو اﻟـﺮادﻓـﺔ ﺗـﻘـﻊ ﻓـﻲ
ً
اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﺪوث اﻟﻬﺰة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ أو اﻷوﻟﻰ. وﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ اﻻﻧﺘﺒـﺎه
ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﺰة اﻷوﻟﻰ.
ﺧﺘﺎﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎس أن ﻳﺘﺴﻤﻮا ﺑﺎﻟﻬﺪوء واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺮزاﻧـﺔ واﻟـﺘـﺼـﺮف
اﳊﻀﺎري وﺧﻼف ذﻟﻚ ﻗﺪ ﻳﺘﺤﻤﻞ اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ أﺿﺮارا وﺿﺤﺎﻳﺎ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺆﺳﻔﺔ.
422
أﻋﻈﻢ اﻟﻜﻮارث اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
أﻋﻈﻢ اﻟﻜﻮارث اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس
ﻋﺸﺮ وﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ
)ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ ا^ﻻف
اﻟﺘﺎرﻳﺦ
)١(
٦٥٥١
٦٧٩١
٣٠٧١
٠٢٩١
٣٢٩١
٠٣٧١
٨٤٩١
٠٣٧١
٣٨٨١
٣٩٦١
٨٠٩١
٧٦٦١
٧٢٩١
٧٢٧١
٢٣٩١
٨٦٩١
ا ﻨﻄﻘﺔ
ﺷﺪة اﻟﺰﻟﺰال
ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ
اﻟﺒﺆرة
اﻟﺴﻄﺤﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻨﻘﻂ
)٣(
)٢(
١١
اﻟﺼ )ﺷﻴﻨﻴﺴﻲ(
١١
=)ﺗﻴﺎن ﺷﺎن(
١١
اﻟﻴﺎﺑﺎن
٢١
اﻟﺼ )ﻏﺎﻧﺼﻮ(
١١
اﻟﻴﺎﺑﺎن )ﻛﺎﻧﺘﻮ(
٠١
=)ﻫﻮﻛﺎﻳﺪو(
٠١
إﻳﺮان-ﺗﺮﻛﻴﺎ
٠١
ﺷﻤﺎل ﺷﺮق اﻟﺼ
٠١
ﺟﺎوا )اﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ(
إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ )ﺻﻘﻠﻴﺔ ﻛﺎﻧﺘﺎﻧﻴﺎ( ٠١
٠١
=)ﻣﻴﺴﻴﻨﺎ(
٠١
اﻟﻘﻔﻘﺎس )ﺷﻴﻤﺎﺧﺎ(
٠١
اﻟﺼ )ﻧﺎن ﺷﺎن(
٠١
إﻳﺮان )ﺗﺒﺮﻳﺰ(
٠١
اﻟﺼ )ﻫﺎﻧﺴﻮ(
٠١
اﻻﻳﻜﻮدور
)×( ﺷﻴﺒﺎﻟ . ا ﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ.
ﻧﺴﻤﺔ()×(
ا ﻘﺪار
)اﻟﻜﺒﺮ(
)( M
)٤(
١٬٨
٩٬٧
٢٬٨
٥٬٨
٣٬٨
٨
٣٬٧
٨
٨
٥٬٧
٥٬٧
٥٧
٨
٥٬٧
٦٬٧
٨
ﻋﺪد
اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ
ﺑﺎﻻ^ﻻف
)٥(
٠٣٨
٥٥٦
٠٠٢
٠٨١
٣٤١
٧٣١
٠١١
٠٠١
٠٠١
٣٩
٣٨
٠٨
٠٨
٧٧
٧٧
٠٧
522
اﻟﺰﻻزل
٠١
اﻟﺒﻴﺮو
٠٧٩١
١١
اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل )ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ(
٥٥٧١
٢١
إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ )ﻛﺎﻻﺑﺮﻳﺎ(
٣٨٧١
٢١
اﻟﺼ )ﺷﺎﻧﺪون(
٨٦٦١
٠١
اﻟﺼ )ﻫﺎﻧﺴﻮ(
٩٣٧١
١١
١٩٩١ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب إﻳﺮان
٠١
اﻟﺼ )ﻫﺎﻧﺴﻮ(
٨١٧١
إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ اﻻﺑﻴﻨ اﻷوﺳﻂ ٠١
٣٠٧١
٩
ﻣﺼﺮ )اﻟﻘﺎﻫﺮة(
٤٥٧١
٠١
إﻳﺮان )ﻛﺎﺷﺎن(
٥٥٧١
١١
٩٨٩١ أرﻣﻴﻨﻴﺎ
٠١
٧٩٧١ اﻻﻳﻜﻮادور
٠١
ﺗﺮﻛﻴﺎ )أرزﳒﺎن(
٩٣٩١
٠١
إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ )أوﺗﻴﺴﺎﻧﻮ(
٥١٩١
اﻟﻴﺎﺑﺎن )ﻫﻮﻧﺴﻴﻮ- ﺷﻴﻜﻮﻛﻮ( ١١
٤٥٨١
٠١
اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل )ﻟﺸﺒﻮﻧﺔ(
١٣٥١
٠١
ﺷﻤﺎل اﻟﺼ
٥٩٦١
٠١
إﻳﺮان )ﺑﺮﻳﺰ(
١٤٦١
٠١
اﻟﻴﺎﺑﺎن
٧٠٧١
٩
ﻟﺒﻨﺎن )ﺑﻌﻠﺒﻚ(
٩٥٧١
٠١
اﻟﻴﺎﺑﺎن )ﻫﻮﻧﺴﻴﻮ(
٨٢٨١
٠١
اﻟﺒﺎﻛﺴﺘﺎن )ﻛﻮﻳﺘﺎ(
٥٣٩١
٠١
اﻟﻴﺎﺑﺎن )ﺳﺎﻧﺮﻳﻜﻮ(
٦٩٨١
٠١
ﺗﺸﻴﻠﻲ )ﺗﺸﻴﻠﻴﺎن(
٩٣٩١
١١
اﻟﺒﻴﺮو اﻟﺘﺸﻴﻠﻲ
٨٦٨١
٠١
أواﺳﻂ ﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ
٦٧٩١
٩
اﻟﺼ )ﺳﻴﻜﺎن(
٠٥٨١
٠١
٥١٧١-٧١٧١ اﳉﺰاﺋﺮ
٠١
ﺳﻮرﻳﺎ
٢٥٧١
622
٨٬٧
٣٬٨
٧٬٨
٧٬٨
٥٬٧
٥٬٧
٥٬٧
٧
٧
٧
٥٬٧
٣٬٧
٨
٥٬٧
٤٬٨
٥٬٧
٥٬٧
٥٬٧
٨
٧
٨
٥٬٧
٦٬٧
٨٬٧
٥٬٨
٥٬٧
٥٬٧
٧
٧
٧٦
٢٦
٠٥
٠٥
٠٥
٠٥
٣٤
٠٤
٠٤
٠٤
٥٣
٣٣
٣٣
١٣
٠٣
٠٣
٠٣
٠٣
٠٣
٠٣
٠٣
٨٢
٨٢
٥٢
٣٢
١٢
٠٢
٠٢
أﻋﻈﻢ اﻟﻜﻮارث اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
٣٧٧١
٢١٨١
٢٢٨١
٩٤٩١
٧٤٩١
٨٧٩١
٨٣٨١
٥٠٩١
٦٤٧١
١٦٨١
٣٩٨١
٨٨٦١
٧٩٧١
٠٧٩١
٣٥٦١
٦٠٧١
٢٩٧١
٩٥٨١
٣٨٨١
٧١٩١
١٥٨١
٠٦٩١
٩٠٥١
٥١٨١
٣٥٨١
٧٠٩١
٤٣٩١
ﻏﻮاﺗﻴﻤﺎﻻ
ﻛﺎراﻛﺎس-ﻣﻴﺮﻳﺪا
ﺳﻮرﻳﺎ-ﺗﺮﻛﻴﺎ
ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ
اﻟﺼ )ﻳﻮﻧﺎن-ﺳﻴﺠﻮان(
إﻳﺮان
إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ )ﻛﺎﻻﺑﺮﻳﺎ(
اﻟﻬﻨﺪ )ﻛﺎﻧﻐﺮا(
اﻟﺒﻴﺮو )ﻟﻴﻤﺎ(
اﻷرﺟﻨﺘ )ﻣﻴﻨﺪوﺳﺎ(
إﻳﺮان )ﻛﻮﲡﺎن(
ﺗﺮﻛﻴﺎ )أزﻣﻴﺮ(
)ﻛﻮﻣﺎﻧﺎ(
ﻓﻴﻨﺰوﻳﻼ
اﻟﺼ )ﻳﻮﻧﺎن(
ﺗﺮﻛﻴﺎ )أزﻣﻴﺮ(
إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ
اﻟﻴﺎﺑﺎن )ﺷﻴﻤﺎﺗﺎرا(
ﺗﺮﻛﻴﺎ
اﻟﻴﻮﻧﺎن-ﺗﺮﻛﻴﺎ
أﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ )ﺑﺎﻟﻲ(
إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ
ﻣﺮاﻛﺶ )أﻏﺎدﻳﺮ(
ﺗﺮﻛﻴﺎ )اﺳﻄﻤﺒﻮل(
اﻟﺼ
إﻳﺮان )ﺷﻴﺮاز(
ا^ﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ )ﻗﺮه داغ(
اﻟﻬﻨﺪ )ﺑﻬﺎر(
٠١
٠١
٩
٠١
٩
٠١
٠١
١١
٠١
٠١
٠١
٠١
٠١
٠١
٠١
٠١
٠١
٩
٩
٩
٠١
٠١
٩
٩
٠١
٩
٩
٥٬٧
٥٬٨
٧
٤٬٧
٨٬٦
٧٬٧
٥٬٦
٦٬٨
٠٬٨
٠٬٧
٦٬٦
٥٬٧
٥٬٧
٥٬٧
٥٬٧
٥٬٧
٧
١٬٦
٦
٣٬٦
٦
٨٬٥
٥٬٦
٧
٧
٤٬٧
٤٬٨
٠٢
٠٢
٠٢
٠٢
٠٢
٠٢
٩١
٩١
٨١
٨١
٨١
٧١
٦١
٦١
٥١
٥١
٥١
٥١
٥١
٥١
٤١
٤١
٤١
٣١
٢١
٢١
١١
722
اﻟﺰﻻزل
ا ﻘﺪار اﻟﻌﺪداﻟﻌﺎم
)اﻟﻜﺒﺮ( ﻟﻠﺰﻻزل
)( M
٧-٤٬٧
٧٠٩
٧٬٥-٩٬٧ ٩٧٢
٨-
٨٨
١
أﻛﺜﺮ ﻣﻦ
٠٠٥ أﻟﻒ
١
٢
٢
٠٥-٠٠٥
أﻟﻒ
٢١
٤
٦
٥-٠٥
أﻟﻒ
٩١
٩
٨
٥ أﻟﻒ
إﻟﻰ ٠٠٥
٣٢
٤١
٤١
٠٥-٠٠٥
٥٢
٨١
٣١
٥-٠٥
٩٣
٦١
٧
أﻗﻞ
ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ
وﺳﻨﺴﺘﻌﺮض اﻻ^ن ﻋﺪد اﻟﺰﻻزل ذات ا ﻘﺎدﻳﺮ )٧-٨( ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ١٠٩١-٠٨٩١
822
أﻋﻈﻢ اﻟﻜﻮارث اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ
وﻟﻠﻤﻘﺎرﻧﺔ ﻧﺴﺘﻌﺮض ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﻜﻮارث
اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟﺘﻲ زاد ﻋﺪد ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ
٠٥أﻟﻒ ﻧﺴﻤﺔ
اﻟﻌﺎم
٩٥٩١
١٣٩١
ﻧﻮع اﻟﻜﺎرﺛﺔ
ﻓﻴﻀﺎﻧﺎت
اﻧﻬﻴﺎر ﺳﺪ
وﻓﻴﻀﺎﻧﺎت
=
=
إﻋﺼﺎر وﺳﻴﻮل
١٨٨١
٠٧٩١
٨٧٨١
٢٦٣١
١٢٤١
٢٥٨١
٢٨٨١
١١٩١
١٨٢١
٢٤٩١
١٩٩١
إﻋﺼﺎر وﺳﻴﻮل
=
=
ﻋﻮاﺻﻒ وﺳﻴﻮل
=
اﻧﻬﻴﺎر ﺳﺪ وﺳﻴﻮل
إﻋﺼﺎر وﺳﻴﻮل
اﻧﻬﻴﺎر ﺳﺪ
إﻋﺼﺎر- ﺳﻴﻮل
إﻋﺼﺎر-ﺳﻴﻮل
إﻋﺼﺎر-ﺳﻴﻮل
٧٨٨١
٢٤٦١
٧٣٧١
ا ﻨﻄﻘﺔ
اﻟﺼ
ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﺑﺎﻻ^ﻻف
٠٠٠٢
=
=
=
ﻛﺎﻟﻜﻮﺗﺎ واﻟﺒﻨﻐﺎل
وﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ
ﻓﻴﻴﺘﻨﺎم
ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ
=
أ ﺎﻧﻴﺎ
ﻫﻮﻟﻨﺪا
اﻟﺼ
اﻟﻬﻨﺪ )ﺑﻮﻣﺒﺎي(
اﻟﺼ
ﻫﻮﻟﻨﺪا
ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ
ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ
٠٠٠١
٠٠٩
٠٠٣
٠٠٣
٠٠٣
٠٠٣
٥١٢
٠٠١
٠٠١
٠٠١
٠٠١
٠٠١
٠٨
١٦
٥٣١
إن ﺿﺨﺎﻣﺔ ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳـﺎ ﻫـﻨـﺎ ﻟـﻴـﺲ ﻷن ﻫـﺬه اﻟـﻜـﻮارث أﻛـﺜـﺮ ﻗـﻮة ﻣـﻦ
922
اﻟﺰﻻزل
اﻟﺰﻻزل ﻓﺎﻟﺰﻻزل ﻗﻮة ﺗﺪﻣﻴﺮﻳﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻻﻳﺠﻮز أن ﻧﻘﺎرﻧـﻬـﺎ ﺑـﺄي ﺷـﻲء ﻣـﺪﻣـﺮ
ا^ﺧﺮ. وﻟﻜﻦ ﻋﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻫﻨﺎ. وإﻟﻰ
ﺳﻮء ﻧﻮﻋﻴﺔ ا ﻨﺎزل.
ﻓﻔﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﻮﻻﻳﺎت ا ﺘﺤﺪة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻻﻳﺰﻳﺪ ﻋﺪد ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻷﻋﺎﺻـﻴـﺮ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺸﺮات ﺑﻞ وأﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﳊﺎﻻت.
032
ا ﺼﺎدر
اﳌﺼﺎدر
أوﻻ-اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ
.6791 .1- Bolt B.A. Nuclear Explosions and Earthqukes. San Francisco
.8791 2- Brace A. Bolt. Earthquakes Aprimes. San Francisco
.4691 3- John H. Hedgson. Earthquakes and Earth Structure. New Jersy
.2691 4- Haroun Tazieff Guand Lat Terre Tremble Paris
.6791 ,5- Ward J. Tarbuck and Frederick K. Lutgens Earth Sceince. Ohio
.3441-2441 .6- Mutter. John. c. Floor Spreading Science, vol. 285. Nov. 1992. PP
.7- Yoshio Fucao Seismic Tomogram of the Earth,s Mantle; Geodynamic implications. Science. vol
.036-526 .285. oct. 1992. pp
ﺛﺎﻧﻴﺎ-ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ
١- ﻳﻮ. أ. ﺑﻐﺪاﻧﻒ وﺳﻮاه ﻣﻨﺸﺄ وﺗﻄﻮر اﶈﻴﻄﺎت ﻣﻮﺳﻜﻮ ٨٧٩١
٢- م.م.. ﺟﻮﻛﻮف. أﺳﺲ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٣٧٩١
٣- ف.ا. ﻳﺎﻛﻮﺷﻒ وﺳﻮاه اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ٨٨٩١
٤- ف.أ. ﻳﺪﻳﺪﻳﻴﻒ.ﺑﺎك ﻛﻮﻛﻴﻨﺎ. ﻣﻨﺸﺄ اﻟﻮﺣﺪات اﻟﺒﻨﺎﺋﻴﺔ اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﻴﻨﻴﻨـﻐـﺮاد ٨٨٩١.
٥- أ.أ. ﻧﻴﻜﻮﻧﻮف ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻘﺸﺮة اﻷرﺿﻴﺔ اﳊﺪﻳﺔ ﻣﻮﺳـﻜـﻮ ٩٧٩١.
٦- ا.ف. دروﻣﻴﺎ. ن.ف. ﺷﻴﺒﺎﻟ : اﻟﺰﻻزل: أﻳﻦ ﻣﺘﻰ ﺎذا ﻛﻴﺸﻴﻨـﻴـﻒ٥٨٩١.
٧- ﻳﻮ. ﻳﻮﺳﻴﻔ اﻟﺰﻻزل واﻟﻜﻮارث واﻹﻧﺴﺎن ﻣﻮﺳـﻜـﻮ ٢٨٩١.
٨- ف. ن ﺟﺎرﻛﻮف ﺑﻨﻴﺔ اﻷرض اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﻟﻜﻮاﻛﺐ ﻣﻮﺳـﻜـﻮ٣٨٩١.
٩- ي.ف. ﺑﻮﻟﻴﺎﻛﻮف اﻷﺑﻨﻴﺔ ا ﻘﺎوﻣﺔ ﻟﻠﺰﻻزل ﻣﻮﺳـﻜـﻮ ٣٨٩١.
٠١- ج. أ. اﻳﺒﻲ اﻟﺰﻻزل ﻣﻮﺳـﻜـﻮ ٢٨٩١.
١١- ف. أ. أوﻟﻮﻣﻮف اﻧﺘﺒﺎه- زﻻزل ﻃﺸﻘـﻨـﺪ ١٧٩١.
٢١- ف. ن. ﻳﺎﻛﻮﺷﻮﻓﺎ وﺳﻮاه اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﻮﺳـﻜـﻮ ٧٧٩١.
٣١- ا. م. ﻏﻮرﺑﺎﺗﺸﻴﻒ اﳉﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ١٨٩١
132
اﻟﺰﻻزل
232
ا ﺆﻟﻒ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر:
د. ﺷﺎﻫﺮ ﺟﻤﺎل آﻏﺎ
× ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺳﻮرﻳﺎ ﺳﻨﺔ ٩٣٩١.
× ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﻄﺒـﻴـﻌـﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺟـﺎﻣـﻌـﺔ »ﺑـﻄـﺮس
ﺑﻮرج« ١٧٩١.
× ﻳﻌﻤﻞ أﺳﺘﺎذا ﺑﻘﺴﻢ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ.
× ﻟﻪ ﻣﺆﻟﻔﺎت ﻋﺪة ﻓﻲ اﳉﻐﺮاﻓﻴﺎ واﻟﺰﻻزل أﻫﻤﻬﺎ:
اﳉﺰﻳﺮة اﻟﺴﻮرﻳﺔ ـ دراﺳﺔ اﻟﻼﻧﺪﺷﺎﻓﺖ واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ا ﺴﺎﺣﻲ ١٧٩١. ﻋﻠﻢ ا ﻨﺎخ اﻟﻌﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ٨٧٩١. ﻋﻠﻢ ا ﻴﺎه اﻟﻌﺎم ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ٨٧٩١. ﻋﻠﻢ ﻣﻴﺎه اﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ٧٨٩١. ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺒﺤﺎر واﶈﻴﻄﺎت ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ٩٨٩١. ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ا ﻨﺎﻃﻖ اﳉﺎﻓﺔ واﻟﺘﺼﺤﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ٠٩٩١. ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺸﻖ ٨٨٩١.
ﻣﻠﺤـﻤـﺔ أﺳـﻌـﺪ اﻟـﻜـﺎﻣـﻞ)ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟﺮوﺳﻴﺔ( ٣٨٩١.
اﻟﻜﺘﺎب
اﻟﻘﺎدم
ﺟﻴﺮان ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ واﺣﺪ
ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻠﺠﻨﺔ »إدارة ﺷﺆون اﺠﻤﻟﺘﻤﻊ اﻟﻌﺎ ﻲ«
أﻋﺪ اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ:
ﻣﺮﻛﺰ »اﻷﻫﺮام« ﻟﻠﺘﺮﺟﻤﺔ
ﻣﺮاﺟﻌﺔ: ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻼم رﺿﻮان
332
de
ﺗﻄﺎﻟﻌﻨﺎ ﺑ وﻗﺖ وا^ﺧﺮ أﻧﺒﺎء ﻋﻦ وﻗﻮع زﻻزل ﻓـﻲ ﺑـﻘـﻌـﺔ ﻣـﺎ ﻋـﻠـﻰ
ﺳﻄﺢ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ اﻷرﺿﻲ ﻓﻲ ﻫﺰات ﺗﺘﺮاوح ﺑ ذﺑﺬﺑﺎت ودﻳـﻌـﺔ ﻻ ﺗـﻜـﺎد
ﺗﺜﻴﺮ اﻧﺘﺒﺎه أﻏﻠﺐ اﻟﻨﺎس وﻛﻮارث ﺿﺎرﻳﺔ ﺗﻔﺘﺮس ﺑ أﻧﻴﺎﺑﻬﺎ ا ـﺮﻋـﺒـﺔ
ﻣﺌﺎت اﻷﻟﻮف ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻓﺮض ﻋﻠﻰ ﻋـﻘـﻮل اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ
واﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء ﻫﻮاﺟﺲ زﻟﺰاﻟﻴﺔ ﻣﺨﻴﻔﺔ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﻨﺎس ـ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﻜﺎن ـ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك ﻣﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﻛﺮﺗﻨﺎ اﻷرﺿﻴﺔ ﻓﻲ
ﻣﻨﺠﺎة ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻈﺎﻫﺮة ا ﺪﻣﺮة وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﻄـﻘـﺘـﻨـﺎ ـ اﻟـﺸـﺮق
أوﺳﻄﻴﺔ ـ اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة.
وﻷن اﳉﻬﻞ ﻗﺮﻳﻦ اﳋﻮف ﺳﻴﻈﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﻳﺒﺤﺚ ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺰﻻزل
ﻟﻴﺒﺪد أﺷﺒﺎح ﻣﺨﺎوﻓﻪ ا ﺘﻌﺎﻇﻤﺔ إزاءﻫﺎ ﻣﺤﺎوﻻ اﺳﺘﻨﺒـﺎط ﻗـﻮاﻧـﻴـﻨـﻬـﺎ
ﻣﺘﻠﻤﺴﺎ اﻟﺴﺒﻞ ﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﺣﺠﻢ ﻣﺨﺎﻃﺮﻫﺎ.
وﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﲡﻲء أﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺬي ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻦ أﺳﺌﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪة
ﺗﺪور ﻓﻲ ﻋﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎن ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﻬـﻤـﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟـﺰﻻزل ﻣـﺜـﻞ
ﻧﺸﺄة اﻷرض وﻫﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﺪﻟﻮﻻت زﻟﺰاﻟﻴﺔ? وﻣﺎذا وراء اﻟﺰﻻزل ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ
ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ وﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ? وﻣﺎ دور اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳊﺮارﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﺰات اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ?
وﻫﻞ ﺗﻮﺻﻞ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ وﺳﺎﺋﻞ دﻗﻴﻘﺔ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺒﺆ ﺑﺤﺪوث اﻟﺰﻻزل
وﻣﻴﻘﺎﺗﻬﺎ وﻣﻜﺎﻧﻬﺎ وﺷﺪﺗﻬﺎ? ﺛﻢ ﻫﻞ ﺗﺴﻬﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﺒﺆ اﻟﺘﻲ ﻳـﻀـﻄـﻠـﻊ
ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﲢﺎﺷﻲ اﻹﻧﺴﺎن اﻻ^ﺛﺎر ا ﺪﻣﺮة ﻟﻠﺰﻻل?
وﻟﻌﻞ اﻹﺟﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻋﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ
ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺣﺼﻴﻠﺔ اﻹﻧﺴﺎن ا ﻌﺮﻓﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺰﻻزل وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺒﺪد ﺑﻌﻀﺎ
ﻣﻦ ﻫﻮاﺟﺴﻪ اﻟﺰﻟﺰاﻟﻴﺔ اﺨﻤﻟﻴﻔﺔ.