فجر التاريخ في واحة العين تنقيبات البعثة الاثارية الفرنسية في ابوظبي
دولة الإمارات العربية المتحدة
مدافن العصر البرونزي
هذا الكتاب هو النشر النهائي للحفريات ما بين عام 1977 و 1984 , للعديد من المدافن عن طريق البعثة الفرنسية في ابوظبي (الإمارات العربية المتحدة): ست مدافن من نوع حفيت (المرحلة الأولى من العصر البرونزي المحلي القديم حوالي 3000-2700 قبل الميلاد) و مدفنان من نوع أم النار (المرحلة الثانية من العصر البرونزي القديم) المدفن (م) في هيلي والمدفن (أ) في هيلي شمال. المدفن (م) يؤرخ بمنتصف التسلسل العمراني لمقبرة هيلي و هو واحد من المدافن القليلة المعروفة لمنتصف الألفية الثالثة. المدفن (أ) في هيلي شمال ,والذي يعتبر احدث, يبقى ليوم موقع بالغ الأهمية لغنى وتنوع مكتشفاته. وهو معلم لا نستطيع تجاهله لتأسيس التسلسل الزمني الإقليمي, ودراسته زادت معرفتنا لتبادل التجاري على المستويات المختلفة.
هذا العمل هو الأول من سلسلة ستنشر للتنقيبات التي تمت في منطقة العين عن طريق البعثة الفرنسية في ابوظبي والتي أصبحت منذ العام 1999 البعثة الفرنسية في دولة الإمارات العربية المتحدة. المجلدان القادمان سيعرضان دراسة أنثروبولوجية لمدفن (ن) في هيلي ودراسة للتكنولوجيات القديمة في هيلي.
35 عام تقريباً مرت على تأسيس البعثة الفرنسية في ابوظبي (دولة الامارات العربية المتحدة) وهذا المجلد المشترك يعطينا انطباعا أن تنقيبات سيرج كلوزيو قد تمت حديثا. رئيسا لبعثة حتى عام 1995 قام بالتنقيب من عام 1977 إلى عام 1984 في موقع هيلي 8 , مستوطنة من العصر البرونزي, و 8 قبور من نفس العصر تقع في هيلي وبمحاذاة جبل حفيت (شكل 1 – 3), بينما ريمي بوشارليه كان يقود في نفس الوقت تنقيبات في الرميلة, قرية من العصر الحديدي. هذه التنقيبات تمت بفضل مساندة إدارة الآثار والسياحة في ابوظبي و واللجنة الاستشارية لتنقيبات الخارجية في وزارة الخارجية.
البحث الأثري كان رائدا في دولة الإمارات العربية المتحدة, بنينا أسس التسلسل الزمني الإقليمي وفي نفس الوقت نظريات مبتكرة كانت قيد التطوير, على سبيل المثال بداية الزراعة في الواحات والتبادل مع دول الخليج وشمال المحيط الهندي. نتج اليوم, عن مجموع هذه الإعمال كمية من المعطيات التي آخذت تفهم جيدا. أسس التسلسل الزمني وضعة في مكانها و نستطيع رؤية الاختلاف الثقافي بشكل أفضل بين العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي.
شكل 1
في شرق الجزيرة العربية, حدث جفاف منذ عام 4500-4000 قبل الميلاد والذي اثر بقوة على تطور المجتمعات المحلية و في حوالي عام 3100 قبل الميلاد كانت نهاية العصر الحجري الحديث وبزوغ العصر البرونزي. المرحلة الأولى من العصر البرونزي القديم, والتي تغطي الثلاث أرباع الأولى من الألفية الثالثة, معروفة باسم فترة حفيت و المرحلة الثانية, فترة أم النار, تمتد إلى 2000 قبل الميلاد.
هذا العصر البرونزي يتزامن مع تكوين نظام زراعي مستمر إلى اليوم, الواحة, نظام يجمع الاستيطان المستقر مع الاحتكاك مع الجداول و ومستويات المياه الجوفية على سفوح الجبال والوديان. فقط مستوطنتان عرفتا لهذا العصر: هيلي 8 ورأس الحد في جعلان (سلطنة عمان). على بعد 150 كم شرق مدينة ابوظبي, يبقى موقع هيلي أكثر موقع من فجر التاريخ تمت دراسته في دولة الإمارات العربية المتحدة,بفضل جهود عدة فرق محلية وأجنبية الذين تعاقبوا على الموقع بعد الفريق الدنماركي في الستينات, و تنقيباته أعطت معلومات مهمة جدا لآثار شبه جزيرة عمان. أيضا, اظهرت التنقيبات التي تمت في هيلي 8 وجود واحة من النخيل, الحبوب المتنوعة و الخضروات والفواكه منذ عام 3000 قبل الميلاد. كانت الأمطار مثل اليوم قليلة وغير منتظمة والري لا غنى عنه, و القرية منظمة حول أبراج من الطوب الطيني بقطر 20 متر, أماكن لتأكيد على بعض السلطة. موقع هيلي 8 تم أعادة بنائه مرتين خلال الألفية الثالثة وقد وثقة تنقيباته بشكل كبير حياة سكانه الزراعيين و القرويين لكن أيضا حرفين متخصصين في نحت الحجارة والفخار.
شكل 2
غير تكون الواحات, العصر البرونزي في شبة جزيرة عمان يتميز بظهور صناعة الفخار و سبائك النحاس, بالأخص في المواقع الموجودة بقرب المصادر في جبال الحجر. التبادل مع صيادي الساحل في الخليج والمحيط الهندي كان في تزايد و ادخل لداخل منتجات ومواد غريبة مجلوبة من بلاد ما بين النهرين ومن شمال مضيق هرمز والتي نجدها في القبور والمساكن.
شكل 3
في المجال الجنائزي تغيرات كبيرة إشارة إلى نهاية العصر الحجري الحديث.
في نهاية الألفية الرابعة, ظهر نوع جديد من المدافن, مبني من الحجارة على شكل مخروطي, وأيضا نوع جديد من طرق الدفن, الدفن الجماعي, أخذت بالانتشار في شبه جزيرة عمان.هذه المدافن من نوع حفيت كانت تجمع في مقابر بعيدة عن المساكن(شكل 4). تحسب بالآلاف, ولكن المئات فقط تم تنقيبها, مثل التي تم تنقيبها حديثا في رأس الحد. معظم المدافن مبنية على نفس الطريقة, حجارة مصفوفة بدون أساسات, طول القطر من 7-8 متر و لا تحتوي إلا على حجرة دفن واحدة, و معظم الأحيان توجد على النتوءات الصخرية, ولقد بنية لترى من بعيد. البعثة الفرنسية قامت بتنقيب 6 من هذه المدافن على الجهة الشمالية من جبل حفيت في نهاية السبعينات والمعطيات الأثرية التي تم العثور عليها يتم تقديمها في الفصل الأول من هذا الكتاب. مثل هذه الأخيرة, معظم المدافن من نوع حفيت تمت سرقتها, بعض الأحيان منذ فترة أم النار. هي مدافن جماعية حيث يتم دفن الموتى على فترات مختلفة, و عدد الأشخاص مختلف,في كل مدفن: هو تقريبا نصف دزينة في منطقة العين و في كل الأحوال لا يتجاوز الثلاثين كما هو الحال في جبل الاملح و رأس الجنز. هذه المدافن كانت تعتبر علامات لأرض, مع الإشارة إلى النموذج الموجود في فرنسا في نهاية العصر الحجري الحديث, ولكن التميز بين الناس موجود في الأخير: في الواقع لا يوجد تمييز ممكن في المدافن ولا يوجد أيضا تمييز طبقي بين الأشخاص, من هنا أتت الفكرة, التي طورها سيرج كلوزيو, عن إمكانية عرض الوحدة القبلية. المواد المودعة داخل القبور من نوع حفيت تشتمل في المقام الأول على حلي شخصية من الصدف, من الحجر أو من مواد اصطناعية, نجد أيضا, ولكن بشكل اقل, لقى أثرية من سبائك النحاس و الفخار. هذه الأخيرة مجلوبة من أسفل بلاد ما بين النهرين و تؤرخ لعصر جمدة نصر وعصر السلالات القديمة الأول والثاني, ما عدا جبل الاملح وجبل فايه حيث تم العثور على الفخار الأحمر الناعم والذي من الممكن أن يكون مجلوب من شمال مضيق هرمز. الجرار الفخارية تحيط بعض الأحيان بمدخل المدفن من جهتيه و قمنا بتفسير هذه الطريقة على أنها ودائع جماعية, والتي من الممكن أن تتطابق مع بداية استخدام المدفن.
شكل 4
منذ العام 2700 قبل الميلاد, كانت المقابر قريبة من المناطق السكنية مثل الذي كشف عنه في هيلي. مدافن دائرية كبيرة, حفر دفن و حفر عظام كونت الثلاث أنوع من المبنى الجنائزي الذي كان قيد الاستخدام في فترة أم النار. المبنى الأكثر شيوعا هو المدفن الدائري الكبير والذي يتكون من واجهة خارجية من الحجارة, مغطاة بالحجارة والمساحة الداخلية مقسمة إلى قسمين, كل قسم له مدخل خاص. مقاسات هذه المدافن الدائرية الكبيرة من فترة أم النار تضاعفت مع مرور الوقت, الأكبر حجما يصل قطرها إلى 14 متر في عام 2100 قبل الميلاد تقريبا, مثل مدفن النار 2 في شمال والمدفن الكبير في مليحة. المدفن (م) في حديقة هيلي, والذي يقع في منتصف التسلسل العمراني لمقبرة هيلي مقدم في الفصل الثاني من هذا الكتاب. في نهاية الألفية الثالثة, وجد في بعض المباني طابق أرضي, مثل المدفن (أ) في حديقة هيلي والمدفن (أ) في هيلي شمال, التنقيبات التي جرت في هذا الأخير تكون الفصل الثالث والأخير من هذا الكتاب. خلال فترة أم النار, عدد الأشخاص المدفونين في كل مبنى تعدى من العشرات إلى المئات, كان الاشخاص يدفنون عند موتهم والتي كانت طبيعية على حسب التنقيبات التي تمت في هيلي (ن). المساحة الداخلية لمدفن مجزئة لي 12 غرفة كحد أقصى في عام 2200-2100 قبل الميلاد تقريبا, مثل مدفن النار 2 في شمال,و عرض الأجزاء متفاوت بشكل بسيط لأنه يعتمد على أمكانية التغطية.
فيما يخص الممارسات الجنائزية في هيلي, المدفنان (أ) في هيلي شمال و (ن) في حديقة هيلي, أعطن أكثر المعلومات صلة بالموضوع.في المدفن (أ) لهيلي شمال, تم عد بقايا أكثر من 350 شخص و العديد من الهياكل وجدة في قاع أحدى الأجزاء الأرضية والتي وضعت مع بعضها, على الجنب, الأرجل مثنية, و أحدى اليدين موجه لوجه, و في المدفن (ن) في هيلي تم عد بقايا لي 700 شخص.
الودائع الجنائزية, و هو بالأخص واضح في هيلي, مجموعة الحلي, المواد الغالية الثمن و الفخار تعتمد بشكل مباشر على تطور شبكات التبادل الإقليمية, في عام 2300-2100 قبل الميلاد تقريبا الكثير من المواد النادرة والغالية الثمن جلبة من شبه القارة الهندية (حضارة الهندوس). علم الطبقات لودائع الجنائزية,والذي دراسته لم تكن دائما المفضلة حتى ألان, كان أكثر الأحيان مخربا بسبب سرقات المدافن من نوع أم النار, وأيضا, سلسلة التأريخ عن طريق الكربون المشع كانت تقام بقلة, إلا في مدفن تل ابرك. لذالك يبقى من الصعب تحديد مدة استخدم كل مدفن عن طريق ألاقى الأثرية, حتى لو كانت الدراسة الحديثة لمقبرة هيلي تجعلنا نعتقد أنها لا تتجاوز القرن أو القرنين لكل مدفن.