ادارة المشروعات

المقدمة
إن علم الإدارة يسعى بشكل دائم للوصول إلى تقنيات تحكم أفضل، وذلك لمواكبة التعقيدات والكم الهائل من البيانات والأوقات المحددة لانتهاء، والتي هي محددات الصناعات عالية المنافسة. بالإضافة لرغبة المديرين بالحصول على طرق أفضل لتقديم بيانات التكلفة والبيانات التقنية للمستثمرين. إن تقنيات جدولة المشروعات تساعد على تحقيق هذه الأهداف، وأكثر التقنيات استخداماً هي: 1- مخطط جانت (GANT) 2- مخططات ميلستون (Milestone) 3- خط الموازنة (Line OF Balace) 4- الشبكات: 1- شبكة بيرت PERT ( تقنية تقييم و مراجعة المشروع ) 2- طريقة المسار الحرج CPM 3- طريقة الرسم التوضيحي للأولويات PDM 4- طريقة جيرت GERT

وسوف نقوم بدراسة الشبكات في هذا البحث، وخصوصا شبكة بيرت وطريقة المسار الحرج، وذلك كون أسلوب الشبكات يتمتع بالعديد من الميزات: 1- تشكل الشبكات قاعدة للتخطيط والتوقع، حيث تساعد المديرين على اتخاذ قرار تخصيص الموارد لتحقيق أهداف الوقت والتكلفة. 2- توفر الرؤيا وتسمح للمدراء بالتحكم ببرنامج فريد من نوعه. 3- تسمح للمدراء بتقييم البدائل وذلك بالإجابة على أسئلة مثل كيف سيؤثر التأخير على إتمام المشروع، وأين يوجد فترات توقف بين الأنشطة، وأي الأنشطة ضروري لتحقيق وقت الانتهاء المحدد. 4- تؤمن قاعدة للحصول على حقائق تساعد متخذ القرار. 5- تساعد لتقدير حجم المصادر المطلوبة، بالإضافة لتأمين وسيلة لمراقبة التقدم في الانجاز. 6- توضح استقلالية الأنشطة ضمن المشروع. 7- تحدد المسار الأطول والمسار الحرج 8- تساعد على جدولة المخاطر.

شبكة بيرت(PERT)
تم تطوير أسلوب شبكة بيرت أصلاً بين عامي 1958و 1959 من قبل مكتب المشاريع الخاصة التابع للبحرية الأمريكية. وقد قدم أسلوب بيرت أثناء التخطيط لمشروع صواريخ بولاريس في عام 1958، وقد طور الأسلوب بمساعدة شركتي BOOZ وAllen&Hamelton للاستشارات، ومنذ ذلك الوقت انتشر أسلوب بيرت إلى مختلف الصناعات.
متطلبات حتى تستطيع استخدام أسلوب بيرت[1]: 1- جميع المهام المنفردة حتى إتمام المشروع يجب أن تكون واضحة بما يكفي لوضعها ضمن شبكة توضح الأحداث والأنشطة. 2- الأحداث و الأنشطة يجب أن تكون متتابعة على الشبكة ضمن إطار منطقي جداً من القواعد المحددة، التي تساعد على توضيح المسارات الحرجة و غير الحرجة، الشبكة يمكن أن تحوي أكثر من100 نشاط، ولكن لا يمكن أن تتألف الشبكة من أقل من10 أنشطة. 3- الأوقات المتوقعة يجب وضعها لكل نشاط على ثلاث مستويات ( المتفائل، الأكثر احتمالاً، المتشائم)، ويجب وضعها من قبل الأشخاص الأكثر معرفة بالمشروع. 4- المسار الحرج والأوقات الفائضة معروفة، حيث أن المسار الحرج هو السلسلة من الأنشطة والأحداث التي سيستغرق انجازها أطول وقت في المشروع.
إن الميزة الكبرى لأسلوب بيرت يكمن في القدرة على التخطيط المكثف. حيث أن تطوير الشبكة وتحليل المسار الحرج يكشف تتابعات ومشاكل لا تكون واضحة في الطرق لأخرى من التخطيط، ومنه فأسلوب بيرت يحدد الأماكن التي يجب تخصيص الجهد الأكبر لها وذلك لضمان بقاء المشروع ضمن الجدول.
لكن لأسلوب بيرت بعض المساوئ أيضاً، فإن تعقيد هذا الأسلوب بالإضافة لبعض صعوبات التطبيق هي مساوئ واضحة. وكذلك فإن أسلوب بيرت يحتاج إلى بيانات معينة صعبة المنال في بعض الأحيان، وهذا ما يجعل منه مكلفاً لذلك فهو غالباً ما يطبق على المشاريع الكبرى والمعقدة.
وقد قامت العديد من الشركات بالتمعن في فوائد تطبيق بيرت على مستوى المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما أدى إلى تطوير برنامج PERT/LOB و الذي يقوم على التالي[2]: 1- تخفيض وقت و تكلفة المشروع 2- تخطيط منسق و موسع 3- حذف الوقت المثالي 4- تأمين تحكم وتخطيط أفضل لنشاطات المتعاقدين الثانويين 5- تطوير إجراءات أفضل لتصحيح الأخطاء 6- تخفيض الوقت اللازم للقرارات الروتينية، ولكن السماح بوقت أكثر لعملية اتخاذ القرار.

[pic]

بعض الافتراضات المتعلقة بأسلوبي بيرت و المسار الحرج 1- نشاطات المشروع معروفة ( يوجد لكل نشاط نقطة بداية و نهاية واضحة ) 2- العلاقات التتابعية لأنشطة المشروع محددة و يمكن تحويلها إلى شبكة. 3- رقابة المشروع يجب أن تركز على المسار الحرج. 4- أوقات الأنشطة في شبكة بيرت تتبع توزيع بيتا الاحتمالي، ومجموع الانحرافات على طول المسار الحرج يجب أن تساوي الانحراف للمشروع ككل.

الرموز المستخدمة في أسلوبي بيرت و المسار الحرج 1- النشاط: ويرمز له بسهم← 2- نشاط وهمي: ويرمز له بسهم متقطع -------- 3- الحدث: و يرمز له بدائرة O

المصطلحات المستخدمة[3] 1- الشبكة: هي عرض مرسوم لعمليات المشروع التي تتكون من أنشطة و أحداث بهدف عرض السلسة المخططة للمشروع. 2- الحدث: و يمكن تعريفه بأنه لحظة محددة من الزمن، لا يستهلك وقتاً أو جهداً، عادة ما يمثل على الشبكة بشكل دائرة. 3- النشاط: هو مهمة أو عمل يستهلك وقتاً و نقوداً و جهداً..... و هو يقع بين حدثين سابق و منفذ، و يرمز لوقت النشاط المعلوم بالرمز t . 4- الوقت الفائض: هو كمية الوقت الذي يمكن أن يتأخر به نشاط ما دون أن يؤثر على الزمن الإجمالي اللازم لتنفيذ المشروع. 5- وقت البدء المبكر(ES): هو أبكر وقت ممكن لوقوع الحدث الذي ينشأ منه سهم النشاط. 6- وقت الانتهاء المبكر(EF): هو أبكر وقت ممكن لوقوع الحدث الذي ينشأ منه سهم النشاط مضافاً إليه مدة النشاط نفسه. EF (a) = ES (a) + t 7- وقت البدء المتأخر(LS): هو أكثر وقت متأخر لوقوع الحدث الذي ينتهي عنده سهم النشاط ناقص زمن النشاط نفسه. LS = LF – t 8- وقت الانتهاء المتأخر(LF): هو أكثر وقت متأخر لوقوع الحدث الذي ينتهي عنده سهم النشاط. 9- الوقت الإجمالي(TD): هو كامل الوقت المتاح لتنفيذ النشاط، و هو يساوي الفرق بين وقت البدء المبكر للنشاط و وقت الانتهاء المتأخر لنفس النشاط، ففي حالة النشاط 1-2 Maximum Time Available = LF (1-2) – ES (1-2)

علاقة الأسبقية
بعض الأنشطة لا يمكن تنفيذها إلا بعد الانتهاء من بعض الأنشطة الأخرى، وهذا ما يشكل علاقة أسبقية تقنية. قد يكون هناك خيارات و بدائل لتسلسل أداء الأنشطة، ولكن التقييم الإداري للتكلفة يصل خطة محددة لأداء هذه الأنشطة، و ربما وجدت بعض الأنشطة التي يمكن تنفيذها بشكل مستقل. إن الاستقلالية و علاقات الأسبقية يجب جمعها في نطاق خطة العمل و إظهارها في شبكة المشروع.

قواعد بناء الشبكة 1- عدم وجود ازدواجية للأنشطة، أي عدم رسم النشاط أكثر من سهم واحد لكل نشاط. 2- رسم النشاط على بشكل مستقيم، وتجنب تقاطع الأنشطة. 3- يجب رسم أسهم الأنشطة من اليسار لليمين فقط، و تجنب التعاكس. 4- يجب الترقيم بشكل تتابعي من اليسار لليمين، و لذلك سوف نستعرض قاعدة فولكيرسون. 5- طول السهم لا يمثل أو يقيم بحسب المدة اللازمة لإنجاز النشاط. 6- لا يمكن أن يرسم أي نشاط حتى الانتهاء من لاسم الأنشطة السابقة له تماماً،حيث لا يمكن البدء بنشاط حتى الانتهاء من الأنشطة السابقة له. 7- يجب أن يكون لكل نشاط حدث بداية و حدث نهاية، ولا يمكن أن يشترك نشاطان بحدثي البداية و النهاية. 8- التقطع غير ممكن الحدوث فلا يجوز رسم أي نشاط غير منتهي بحدث(ضمن الشبكة)،أي لا يجوز وجود نشاط غير مرتبط بأنشطة أخرى.

المسار الحرج
المسار الحرج هو سلسلة من الأنشطة المتتابعة تبدأ من بداية المشروع و تنتهي بانتهائه، قد تظهر عدة مسارات ضمن الشبكة طبعاً ولكن يمكن المتابعة بنشاط معين فقط بعد الانتهاء من الأنشطة السابقة له على نفس المسار، أي أن جميع الأنشطة و بالتالي جميع المسارات يجب أن تنتهي قبل انتهاء المشروع.
المسار ضمن الشبكة الذي يتمتع بأطول وقت انتهاء، ويتوقع منه أن يبين وقت انتهاء المشروع يسمى بالمسار الحرج.
عادة الأنشطة التي لا تقع على المسار الحرج يمكن تأجيلها بشكل لا يؤثر على وقت انتهاء المشروع، ولكن من ناحية أخرى فالأنشطة الواقعة على المسار الحرج في حال تأخرها فإنها تسبب تأخير المشروع بأكمله، وبمعنى أخر لا يوجد فوائض على طول المسار الحرج.

[pic]

المسار الأمامي (البداية المبكرة النهاية المبكرة)
البداية المبكرة والنهاية المبكرة لكل نشاط تحسب بعملية متتابعة من يسار الشبكة إلى يمينها، وهذه السلسلة من الحسابات تدعى بالمسار الأمامي.
أولاً نعطي الحدث الأول من المشروع الرقم دلالة على البداية المبكرة للنشاط الأول، ثم نحصل على ES و EF لكل نشاط من خلال التقدم للأمام على طول الشبكة من اليسار إلى اليمين، مدة النشاط تضاف على ES النشاط السابق للحصول على EF ، و ES النشاط اللاحقة تعتبر مساوية ل EF النشاط السابق، مثال على ذلك إذا كانت البداية المبكرة للنشاط m في الشكل هي 10 ،هذا يؤدي إلى أن نهايته المبكرة ستكون 15، وإذا كانت البداية المبكرة للنشاط r هي 12، فهذا يعني بأن نهايته المبكرة ستكون 18.
على الرغم من أن البداية المبكرة للنشاط P هي 15 بالنسبة للنشاط m إلا أنه لا يمكن أن يبدأ حتى اليوم ال 18 وذلك حتى ينتهي النشاط R بالكامل، فلا يمكننا البدء بأي نشاط حتى تنتهي جميع الأنشطة السابقة له. [pic]

المسار الخلفي (النهاية المتأخرة، البداية المتأخرة)
النهاية المتأخرة والبداية المتأخرة تحسب بطريقة المسار الخلفي من يمين الشبكة إلى يسارها، النهاية المتأخرة للنشاط الأخير تكون مساوية للنهاية المبكرة للنشاط نفسه، بدءً من النشاط الأخير نقو بطرح أزمنة الأنشطة لنحصل على البداية المتأخرة، وتكون LF مساوية LS للنشاط التالي في حال وجد نشاط واحد فقط، ولكنها تكون مساوية لأصغر قيمة LS من الأنشطة التالية في حال وجود أكثر من نشاط.

الفرق بين أسلوب بيرت وأسلوب المسار الحرج[4]
أسلوب المسار الحرج تكون من المشروعات الإنشائية، إنا أسلوب بيرت فقد تطور عن مشاريع البحث والتطوير. كلا الأسلوبين يتشاركان ذات الطريقة في بناء شبكة المشروع وفي تحديد المسار الحرج على الشبكة.
يوجد بعض الفروق الجوهرية بين الأسلوبين، فأسلوب بيرت مرتبط بحالة عدم التأكد فيما يتعلق بالوقت المقدر للأنشطة، في حين أن أسلوب المسار الحرج التقديرات تعامل كأنها محددة و مقررة. و أسلوب المسار الحرج أيضاً يمتد إلى القرارات المتعلقة بعلاقة الوقت و التكلفة.
وهذا الجدول يبين الاختلافات الأساسية بين الأسلوبين:

| |أسلوب بيرت |أسلوب المسار الحرج |
|1 |تقديرات الوقت احتمالية مع حالة |تقديرات الوقت مقررة ومعروفة. |
| |من عدم التأكد. |تقدير وحيد للوقت |
| |تقديرات للوقت | |
|2 |يعتمد على الأحداث |يعتمد على الأنشطة |
|3 |يركز على الوقت |يركز على علاقة الوقت والتكلفة |
|4 |أكثر ملائمة للمشاريع الجديدة |أكثر ملائمة للمشاريع المكررة |
|5 |تكلفته الحفاظ عليه عالية |سهل الحفاظ عليه |
|6 |مناسب للمشاريع المعقدة حيث الوقت غير مؤكد كمشاريع البحث والتطوير |مناسب للمشاريع التي تظهر فيها مشاكل تخصيص الموارد كمشاريع البناء |
|7 |استخدام الأنشطة الوهمية يجب أن يتم بتسلسل معين |استخدام الأنشطة الوهمية غير ضروري |

الخاتمة
إن عملية جدولة المشروعات هي عملية هامة وضرورية لضمان إنجاز المشروع ضمن إطار زمني وتكلفة مرغوبين، فهذه العملية تمثل إحدى أكثر المهمات الإدارية حساسية فيما يتعلق بعملية إدارة المشروعات.
لقد استعرضنا أسلوبين من أهم الأساليب المتبعة لعملية جدولة المشروعات هما أسلوب بيرت وأسلوب المسار الحرج، اللذان وعلى رغم عمرهما الطويل نسبياً لا يزالان يعدان من أهم الأساليب وأكثرها فعالية في عملية جدولة المشروعات.

الاسم: محمد احمد عبد الستار

References

1) Kerzner ، H. (2003) project management : a systems approach. New Jersey : Wiley & Sons، Inc.

2) C.misher ، R & Soota ، T. (2005) Modern
Project Management. New Delhi : New Age International (p).
-----------------------
[1] كيرزنر ( 2003 , ص 451 )
[2] مرجع سبق ذكره
[3] ميشرا & سوتا ( 2005 , ص 122 )
[4] ميشرا & سوتا ( 2005 , ص 143 )